(ملحوظة هامة) الخُطبة غير مُكتملة البداية، وفيها بعض الأشياء المنقوصة، أما هذا فهو المُتوافِر منها:

مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سَيدنا وَنَبِيَّنَا وَعَظيمنَا مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وَنجيبهُ من عبادهِ وَأمينهُ على وحيه، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تسليماً كثيراً، وعَلَى آله الطيبين الطاهرين، وَصحابته الأشاوِس الميامين، الَّذِينَ: آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۩، وَعلى أتباعهم وَالمُهتدين بهديهم وَالسائرين في آثارِهم إلى يَوم الدينِ.
عباد الله:

 أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه ومُخالَفة أمره لقوله سُبحانه وتعالى:

مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩

أما بعد: 

أيها الإخوة المسلمون الأحباب، يقول الله – سُبحانه وتعالى، علت كلمته، وجلت حكمته – في كتابه العزيز بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ: 

وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ۩

أيها الإخوة الأحباب:

لم يحظ نبي من أنبياء الله ولم يسعد رسول من رُسل الله – صلوات الله وتسليماته عليهم أجمعين – بمثل ما حظيَ به وسعد به رسولنا محمد – صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم – من أصحاب وخلصان وحواريين، صدقوا الله في نُصرته، وأخلصوا في اتباعه ورفعة رايته، استرخصوا النفس والنفيس، أرخصوا دماءهم وأوطانهم وأوتارهم، في سبيل نُصرة دين الله – سُبحانه وتعالى – وتعزير نبيه – عليه الصلاة وأفضل السلام -، حتى أتوا بالعجب العاجب، في أوجز مُدة من الزمان دانت لهم مشارق الأرض منها والمغارب، قاصيها ودانيها، وخفقت رايات التوحيد في الوهاد وعلى النجاد، خفقت بفضل سعيهم وصدق بلائهم وحُسن تضحيتهم وأروع جهادهم، ضربوا أروع الأمثلة في هذه الأبواب جميعاً، وبحق كانوا مُستأهلين صُحبته – عليه الصلاة وأفضل السلام -، وأن يستأثروا به دنيا وأُخرى، وأن يشفعوا معه إذا شفع – عليه الصلاة وأفضل السلام -.

أخرج الإمام أبو نُعيم في حليته عن عبد الله بن مسعود – رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين -، قال إن الله – تبارك وتعالى – نظر في قلوب العباد، فاختار محمداً، فابتعثه بنبوته، وانتخبه بعلمه، ثم نظر – سُبحانه وتعالى – في قلوب العباد بعد، فاختار أصحابه، اختارهم – رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم – لصُحبته ولنُصرة دينه، وجعلهم وزراء نبيه – عليه الصلاة وأفضل السلام -، فما رآه المُسلِمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رآه المُؤمِنون قبيحاً فهو عند الله قبيح.

كما أخرج أيضاً – رحمة الله تعالى عليه – عن عبد الله بن عمر – رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين -، قال مَن كان مُستناً فليستن بمَن قد مات، أولئك أصحاب محمد، كانوا خير هذه الأمة، أبرها قلوباً، وأعمقها علماً، وأقلها تكلفاً، فسيروا على أخلاقهم واقتدوا بطرائقهم، فإنهم كانوا أصحاب محمد على الهدي المُستقيم والله رب الكعبة، هكذا يقول عبد الله بن عمر مُقسِماً – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه -.

أيها الإخوة الأحباب:

في هذا المقام سأعرض عليكم أو أحكي لكم صوراً من صدق بلائهم ورسوخ يقينهم وحُسن جهادهم وتقللهم من هذه الدنيا، كل ذلكم نُصرةً لدين الله، وتعزيزاً لكلمته – سُبحانه وتعالى -، ورغبةً عن الدنيا إلى الأُخرى، أروع الأمثلة وأصدق الصور وأعظم العبر لمَن كان أهل من الادكار والاعتبار.

روى شدّاد بن الهاد – رحمة الله تعالى عليه -، قال جاء رجل وكان من الأعراب إلى نبي الله – عليه الصلاة وأفضل السلام -، فقال يا رسول الله أُريد أن أُسلِم، فأسلم وقبل النبي إسلامه، ثم قال يا نبي الله أأهاجر معك؟! فوافق النبي، ووصى به جماعة من أصحابه، فضموه إلى الجُند، إلى المُجاهِدين، ثم إنها كانت غزاة، خرج فيها النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – وأصحابه، فأصابوا فيها شيئاً من مغنم، فقسمه النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – بينهم، ولما وصل إليه قسمه قال هذا الرجل الحديث العهد بالإسلام ما هذا؟ قال – عليه الصلاة وأفضل السلام – هذه قسمتك أو نصيبك من المغنم، وقد قسمته بين الناس، قال يا نبي الله ما على هذا اتبعتك، ولا على هذا سرت معك، قال إذن علام؟ قال اتبعتك على أن أُقاتِل في سبيل الله، فأُقتَل، فأُرمى بسهم ها هنا، فأدخل الجنة، فقال النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – إن يصدق الله يصدقه، إن يصدق الله يصدقه أي يُظهِر صدقه وصدق نيته.

ثم إن القوم نهضوا لمُقاتَلة العدو كرة أُخرى، فأوتيَ بالرجل محمول وقد أصابه سهم الشهادة في نحره، في المكان الذي عيَّن وحدَّد ورغب إلى الله أن يُقتَل فيه، فنظر إليه النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام -، ولكأن معالمه قد تغيَّرت، لسؤاله – عليه السلام – أهو هو؟! قالوا نعم يا رسول الله، هو هو، قال صدق الله فصدقه الله.

ثم إن النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – ألبسه جُبته، يا له من شرف عظيم! كفَّنه في جُبته، وأدلاه في حُفرته، وصلى عليه، يقول شدّاد بن الهاد فكان مما ظهر من صلاته – أي من صلاة النبي – ودعائه أن قال اللهم إن هذا عبدك، خرج مُهاجِراً في سبيلك، طالباً للشهادة، وقد استُشهِد، وأنا على ذلك شهيد، أي أنا شهيد أنه خرج مُهاجِراً صادقاً في سبيلك، وطلب الشهادة صادقاً، وقد أقمت لنا علامة على صدقه، رحمة الله – تعالى – عليه، ورضيَ الله – تعالى – عنه وأرضاه.

وهذا هو عبد الله بن جحش، ابن عمة النبي أُميمة بنت عبد المُطلب، وأخو المُؤمِنين زينب بنت جحش – رضيَ الله تعالى عنهما وأرضاهما -، يقول سعد بن أبي وقاص الذي كان مُستجاب الدعوة وخالاً لرسول الله – عليه الصلاة وأفضل السلام -، يقول لما كانت أُحد لقيت عبد الله بن جحش – مثال آخر في صدق النية والإخلاص في الجهاد -، فقلت له يا عبد الله ألا نجلس فندعو الله – سُبحانه وتعالى -؟! أي قبل أن تغتالنا المنون، وربما وقع، قال بلى، قال فانتحينا ناحية، فرفعت – يقول سعد – يدي أدعو، اللهم إني إسألك في هذا اليوم أن تُلقنني أو تُلقيني رجلاً شديداً حرده – أي غضبه وثورته -، شديداً بأسه، أُقاتِله فيك ويُقاتِلني، ثم ترزقني الظفر عليه، فأقتله وآخذ سلبه، قال فأمَّن عبد الله، قال آمين، ثم إن عبد الله بن جحش رفع يديه فقال اللهم إني أسألك هذا اليوم أن تُلقنني رجلاً، شديد حرده، شديد بأسه، أُقاتِله فيك ويُقاتِلني، ثم يأخذني، فيجدع أنفي وأُذني – أي يقلتني ويُمثِّل بي -، فإذا لقيتك قلت فيم هذا؟ قلت يا رب فيك وفي رسولك، فتقول صدقت، أسألك هذه المسألة يا الله، قال سعد فقلت آمين، قال فلقد كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي، ووالله لقد رأيته يوم أُحد وقد أُخِذ، وقُتِل – أي استُشهِد -، ومُثِّل به، ورأيت أنفه وأُذنه مُعلَّقتان بخيط على شجرة، صدقوا الله فصدقهم الله.

استجاب الله لعبد الله بن جحش لما علم من صدقه وإخلاصه، فرزقه الشهادة، فاستُشهِد مع مَن استُشهِد من أصحاب رسول الله، وأكرمه الله – سُبحانه وتعالى – بكرامة رسوله – عليه السلام -، فوضعه هو وسيد الشهداء حمزة في قبر واحد، وصلى عليهما – عليه الصلاة وأفضل السلام -، مُروياً ثراهما المُضمَّخ بطيوب الشهادة بدموعه الطاهرة – عليه الصلاة وأفضل السلام -.

وهذا هو أمين الأمة أبو عُبيدة عامر بن عبد الله الجرّاح الفهري، الذي أسلم وكان من السابقين إلى الإسلام والإيمان والإحسان، أسلم في اليوم التالي لإسلام أبي بكر الصدّيق، وكان إسلامه على يد أبي بكر، موقف مُثير وغريب وتعرفونه، لما كانت بدر صال أبو عُبيدة القوي الأمين وهكذا لقَّبه النبي، قال لمَن جاءه يطلب منه مَن يحكم بين القوم إني باعث معك القوي الأمين، إن لكل أمة أميناً، وإن أمين هذه الأمة أبو عُبيدة، أمين أمة محمد – عليه الصلاة وأفضل السلام -، صال أبو عُبيدة وجال صولة مَن لا يهاب الردى ولا يخشى الموت والفنى، حتى حذره الفُرسان، وتنحوا عن طريقه، وتحاشوه، واجتنبوه، إلا رجلاً، إلا فارساً من هؤلاء الفُرسان، كان يظهر له بكل فج وفي كل مسلك وفي كل ناحية، يسد عليه الطُرق، حتى أعياه الحيلة، وضاقت به المسالك، إذا حال بينه وبين أعداء الله أن يُقاتِلهم وأن يُبلي فيهم البلاء الحسن، فلم ير بُداً أبو عُبيدة من أن يُطيح برأسه، ضربه ضربة بسيفه، فلقت هامته فلقتين، أتعلمون مَن كان هذا الشقي؟ أمر يفوق حُسبان الحاسبين وخيال المُتخيِّلين، لقد كان أباه، عبد الله بن الجرّاح! كان أبا أبي عُبيدة – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه -، قتل أباه بسيف من سيوف الإسلام، إنه لم يقتل على الحقيقة وفي التحقيق أباه، لقد قتل الشرك والكفر والكنود والعصيان في شخص أبيه، وأنزل الله – تبارك وتعالى من مُنزِل – قرآناً يتردَّد في الآفاق ويُتلى على الأزمان، لَّا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَٰئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَٰئِكَ حِزْبُ اللَّهِ – اللهم اجعلنا من حزبك، الناصرين لدينك، الرافعين للوائك – أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ۩.

أمر نستقصه ونقصه ونحكيه، ولربما من كثرة ما تردَّد على أسماعنا صار شيئاً اعتيادياً أو طبيعياً، وليس بالمُعتاد ولا بالطبيعي، ولا نستطيع مثله، ولا قريباً من مثله، أي أن يقتل الإنسان أباه في ذات الله – سُبحانه وتعالى -، الواحد منا لا يستطيع أن يقتل بعض هواه وبعض شهواته، أفيقتل أباه أو أحداً من ذوي قُرباه؟! بهذا انتصر الإسلام، بهذا أسَّس الله – سُبحانه وتعالى – لهذا الدين القويم ولهذا الإسلام العظيم، بأمثال هؤلاء! هذا أبو عُبيدة.

لما تُوفيَ النبي – عليه الصلاة وأفضل السلام – أراده عمر على البيعة، ولم يكن أبو عُبيدة تخلَّف عن واقعة أو غزوة فيها رسول الله، شهد المشاهد كلها مع رسول الله، لم يتخلَّف مرة واحدة، انتظى نفسه سيفاً في ذات الله – سُبحانه وتعالى -، لما تُوفيَ رسول الله أراده عمر على البيعة، أراده أن يُبايع أميراً للمُؤمِنين وخليفةً لرسول الله، قال ابسط يدك أبا عُبيدة أُبايعك، فإني سمعت رسول الله – عليه الصلاة وأفضل السلام – يقول إن لكل أميناً، وإن أمين هذه الأمة أبو عُبيدة، يُريد أن يُوليه الإمارة، خلافة المُؤمِنين! أشرف خلافة وأعظم منصب، فقال أبو عُبيدة ما كنت لأؤم رجلاً أمره رسول الله – عليه الصلاة وأفضل السلام – أن يؤمنا في الصلاة، فأمنا حتى مات، يعني أبا بكر، لا يُمكِن! وتنازل عن الخلافة، وبايع أبا بكر، وهكذا بايع عمر وبايع المُسلِمون، وكانت فلتة وقى الله المُسلِمين شرها كما قال الفاروق – رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين -.

واستخلف أبو بكر من بعده الفاروق، فبايع أبو عُبيدة الفاروق، وكان صادق النُصح لهما كليهما، صادق الولاء والاتباع، لم يعص الفاروق إلا مرة واحدة، قد تعلمون ما عساها تكون هذه المرة، مرة واحدة عصى عمر الفاروق في إمرته، حيث كان – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه – يقود جيوش المُسلِمين بالشام، ويُنقِّلهم من نصر إلى نصر ومن ظفر إلى ظفر، حتى فتح الله على يديه البلاد، شرقاً إلى الفرات، وشمالاً إلى آسيا الصُغرى، وبين هم على هذه الحالة من النصر والظفر والتعزيز والتمكين والسناء والرفعة إذ دهم الطاعون بلاد الشام، المكان الذي كان فيه أبو عُبيدة وأصحابه وجُنده، فجعل يحصد الناس حصداً، طاعون ما سمع السامعون بمثله، سيَّر إليه الفاروق رسولاً برسالة، كتب فيها إلى أبي عُبيدة بن الجرّاح لقد بدت لي إليك حاجة، ما بي غنى عنك فيها، فإن وصلك أبا عُبيدة كتابي هذا صباحاً فقد عزمت عليك ألا تُمسي حتى تركب إلىّ – أي تُسافِر، أُريدك بالمدينة -، وإن وصلك كتابي هذا مساءً فقد عزمت عليك ألا تُصبِح حتى تسير إلىّ.

فض أبو عُبيدة كتاب الفاروق – أمير المُؤمِنين – وقرأه، ثم قال لقد علمت حاجة أمير المُؤمِنين، إن أمير المُؤمِنين يُريد أن يستبقي مَن ليس بباقٍ، يضن به على الموت، أي عمر يضن بأبي عُبيدة على الموت، لا يُريده أن يموت، مع أن النبي نهى أصحابه وأمته إذا وقع الطاعون بأرض أن يخرج منها مَن كان فيها وأن ينزل إليها مَن كان خارجاً عنها، قال إن أمير المُؤمِنين يُريد أن يستبقي مَن ليس بباقٍ، وهيهات! كتب إليه – إلى أمير المُؤمِنين عمر بن الخطاب، رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه – يا أمير المُؤمِنين قد عرفت حاجتك، وإنك تُريد أن تستبقي مَن ليس بباقٍ، وإني في جماعة من جُند المُسلِمين وأصحاب رسول الله، وليس بنفسي رغبة عنهم وعن الذين هم فيه، فوالله لا أُفارِقهم حتى يقضي الله في وفيهم أمره، فإن وصلك كتابي هذا يا أمير المُؤمِنين فإن رأيت أن تُحِلني – أي تُحلِّلني – من عزمك فافعل، لا أُريد أن أسير إليك، أنا لا أرى نفسي خيراً من أحد أو من واحد من هؤلاء الجنود، أنا مُذنِب مثلهم، أنا من آحاد هذه الأمة، إن عاشوا عشت، وإن ماتوا مت.

هذا التفاني! مثل هؤلاء يكونون ولاة، ومثل هؤلاء يكونون قادة لأمة محمد – عليه الصلاة وأفضل السلام -، فلا والله لا يسيرون بها إلا من خير إلى خير وإلا من تسديد وتوفيق إلى تسديد وتوفيق، ولما حضرته الوفاة اجتمع حوله أصحابه من جُنده وأحبابه، فقال لهم إني موصيكم بوصية، لن تزالوا بخير ما عملتم بها، أقيموا الصلاة، وصوموا شهر رمضان، وتصدَّقوا، وحجوا، واعتمروا، وانصحوا لأمرائكم ولا تغشوهم، ولا تُلهِكم الدنيا، فإن أحدكم لو عاش ألف حول لن يجد بُداً من أن يصير إلى مثل مصرعي هذا، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم فاضت روحه الشريفة، بعد أن نظر إلى مُعاذ بن جبل، وقال له يا مُعاذ صل بالناس، كأنه يستخلفه من بعده، وقد مات مُعاذ أيضاً، ومات أهله في طاعون عمواس.

قال له صل بالناس يا مُعاذ، فبكى الناس أجمعون، وقال مُعاذ أيها المُسلِمون، أيها المُسلِمون لقد فقدتم رجلاً، والله لا أعلم رجلاً أو ما رأيت رجلاً من أمة محمد أبر منه قلباً، ولا أبعد منه غائلة – والغائلة هي الحقد والغش على المُسلِمين، ليس عنده غائلة -، ولا أنصح منه للعامة، فترحَّموا عليه يرحمكم الله، قال عبد الله بن عمر – رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين – ثلاثة من قريش، أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياءً، قال أصبح الناس وجوهاً، أي أجملهم وأنضرهم، قال أصبح الناس وجوهاً، وأحسنها أخلاقاً، وأثبتها حياءً: أبو بكر الصدّيق، وعثمان بن عفان، وأبو عُبيدة بن الجرّاح، فارض اللهم عن أصحاب محمد، عبدك ونبيك – عليه الصلاة وأفضل السلام -، واحشرنا معهم في زُمرتهم يا رب العالمين.

وأخيراً مثال رائع، لكن لا في التضحية والإقدام والاستبسال، وإنما في الزُهد في الدنيا والنُصح لأمة محمد حين يتولى شيئاً من أمر هذه الأمة المرحومة، سعيد بن عامر الجُمحي، الذي شهد مصرع خُبيب بن عدي بالتنعيم، ولم يُفارِقه هذا المشهد ولا هذا الموقف المُروِّع الهائل الراعب، ثم إنه هاجر إلى النبي في دار هجرته وأسلم وحسن إسلامه وشهد كثيراً من المشاهد، فلما تولى الفاروق – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه – جاءه ينصح له، قال له يا عمر اخش الله في الناس، ولا تخش الناس في الله، أي لا تخش في الله لومة لائم، قال اخش الله في الناس، ولا تخش الناس في الله، يا عمر أقم وجهك لمَن ولاك الله أمرهم، من بعيد المُسلِمين وقريبهم، وأحب لهم ما تُحِب لنفسك وأهل بيتك، ولا تخش في الله لومة لائم، وخُض الغمرات إلى الله في الحق.

فقال عمر ومَن يستطيع مثل هذا يا سعيد؟ قال يستطيعه رجل مثلك، ولاه الله – سُبحانه وتعالى – من أمر محمد ما ولاك، وليس بينه وبينه أحد، ليس بينك وبين الله أحد، أنت أعظم هذه الأمة، أنت في أعظم منصب، فاتق الله، وأنت تستطيع مثل هذا الأمر، فأراد عمر أن يتأزَّر به وأن يتقوَّى به، قال له يا سعيد فائزرني، ائزرني يا سعيد فإني قد وليتك على حمص، فهب الرجل وقال ناشدتك الله يا عمر ألا تفنني في دين، رآها مُصيبة، أتجعلني رئيساً على حمص؟ أتجعلني رئيساً على هذه البلدة أو والياً؟ قال ناشدتك الله يا عمر ألا تفنني في ديني، فغضب عمر وهب هو الآخر وقال الله الله، قد جعلتموها في عُنقي ثم تتخلون عني، هو أيضاً يراها فتنة وتكليفاً شاقاً ومُخيفاً، أي الخلافة، قد جعلتموها في عُنقي ثم تتخلون عني، لا! والله لا أرضى، قد وليناك حمصاً يا سعيد، رُغماً عن أنفك، وصيَّره إليها.

أين هذه الأمثلة؟ عندما أقرأ هذا التاريخ – والله الذي لا إله إلا هو – لا أشعر أننا أحفاد لهؤلاء القوم ولا أننا منهم ولا هم منا، فأين القليل القليل منا الذين يُمكِن أن يكونوا على هذا الطراز وأن يسيروا في هذه الجادة مِمَن يحملون لواء الإسلام ويتكلَّمون في الإسلام وفي مشاكل المُسلِمين ومآسيهم؟!

قال له يا سعيد أتُريد أن أفرض لك رزقاً، أي أتُريد أن نجعل لك راتباً جديداً، فضلاً عما نفرض لك من بيت مال المُسلِمين شهرياً؟ فقال لا يا أمير المُؤمِنين، والله إن ما تفرضه لي من بيت المال ليزيد عن حاجتي، أنا رجل زاهد مُتقلِّل من الدنيا، لا أُريد.

صيَّره إلى حمص والياً عليها، فما نشب إلا أن جاء قوم من أهل حمص كانوا موضع ثقة الفاروق عمر – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه -، كلَّمهم وحادثهم وساءلهم، ثم قال لهم اكتبوا لي أسماء الفقراء عندكم حتى نسد حاجتهم، فكتبوا فلاناً وفلاناً وفلاناً وسعيد بن عامر، قال ومَن سعيد بن عامر هذا؟ لم يخطر على باله أنه صاحبه وصاحب رسول الله الذي ولاه على حمص، ظن أنه رجل آخر، اتفاق أسماء، قال ومَن سعيد بن عامر هذا؟ قالوا والينا، فبُهِت عمر، قال واليكم فقير ومعدود من الفقراء؟ قالوا والله نعم، والله إنه لتمر عليه الليالي والأيام الطوال لا يُوقَد في بيته نار، لا يُطبَخ في بيته طبيخ، فبكى عمر حتى أخضل بدموع لحيته، حتى بللت دموعه الشريفة لحيته، فدعا بألف دينار وجعلها في صُرة، قال خُذوها إليه، واقرأوا عليه مني السلام، وقولوا له أمير المُؤمِنين قد بعث إليك بهذه الدنانير لتستعين بها على قضاء حاجتك، فلما جاءته الصُرة – ستة آلاف درهم، أي ألف دينار – وفض ما فيها استرجع، قال إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۩، إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۩، فسألته زوجه يا سعيد أمات أمير المُؤمِنين؟ قال أعظم، فقالت أخسر المُسلِمون في وقعة؟ أي هل هُزِموا في معركة أو في غزوة؟ قال بل أعظم، قالت وما أعظم؟ قال الفتنة دخلت بيتي، لتُفسِد علىّ آخرتي، قالت تخلَّص منها، ولم تعلم ولم تدر شيئاً من أمر الدنانير، لم تعلم شيئاً من أمر الدنانير، لم تعلم! ربما هذه فتنة في الدماء أو في الأعراض، قالت تخلَّص منها، قال أوتعينني على ذلك؟ قالت نعم، فقسَّمها بين الفقراء، لهذا مائة، ولهذا خمسون، ولهذا عشرون، ووافقته زوجه – رضيَ الله عنه وأرضاها -.

وبعد أشهر قليلة جاء الفاروق بنفسه ديار الشام، يتفقَّد ولاته وعمّاله، فلما بلغ حمصاً خرج إليه جماعة من أعيانهم، وكانت تُدعى حمص الكويفة، أي تصغير الكوفة، تشبيهاً لها بالكوفة في العراق، لماذا؟ لكثرة شكاية أهلها عمّالهم وولاتهم، دائماً يشكون عمّالهم وولاتهم، أهل الكوفة دائماً هكذا، فشبَّهوا حمصاً بالكوفة، قالوا الكويفة، لا يرضون عن عامل، قال لهم أمير المُؤمِنين كيف وجدتم أميركم؟ فشكوه إليه، قالوا نشكوه إليك، ونشكو منه أربعة أمور، كل واحد منها أعظم من الآخر، قال عمر فدخلت البيت ودعوت الله – تبارك وتعالى – ألا يُخيِّب ظني فيه، فإن ظني فيه كان حسناً، كنت حسن الظن في سعيد بن عامر، وهو الآن لا يعلم ما هذه المسائل.

قال فلما أصبحنا جاء القوم وجاء سعيد، فقد بعث إليه الفاروق، وجلسوا جميعاً، قال لهم ما تشكون أيها القوم من أميركم سعيد؟ قالوا يا أمير المُؤمِنين أولاً – هذه الأولى – لا يخرج إلينا في الصباح، يخرج إلينا في الضحاء الشديد، أي عندما تعلو الشمس، صباحاً لا يخرج إلينا، هكذا! وقد يقول بعضكم ما هذا الاعتراض الغريب؟! أي لماذا يخرج إليهم؟! لأنه خادمهم، أمير القوم خادمهم، أنت في منطق الإسلام عندما تكون أميراً على قوم يجب أن تخدمهم وأن تسعى في مصالحهم، لا أن تنهب أموالهم وتمتص دماءهم وتجلد أبشارهم وتنتهك أعراضهم باسم الإمارة والخلافة أبداً، وإنما تخدمهم، وهذا لا يخدمهم، لا يخرج إليهم كل صباح، فالتفت إليه عمر وقال ما تقول في ذلك يا سعيد؟ فنكَّس رأسه وقال والله قد كنت أكره أن أقول ذلك، أمر أحببت أن أستره، لكن الآن أنا مُرغَم على إظهاره، يا أمير المُؤمِنين ليس عندنا خادم يخدمنا أو تخدمنا – تُقال للمُذكَّر وللمُؤنَّث -، قال ليس عندنا خادم يخدمنا أو تخدمنا، انظروا البر والأخلاق، انظروا إلى الأخلاق وإلى الأسرة المُسلِمة المُستقِرة بآداب الإسلام وشمائله وفضائله، قال فأنا أعجن العجين لزوجي، هي عندها أشغال أُخرى، لا أُكلِّفها كل العمل، أمير! ويرى هذا من الدين والسُنة، قال فأنا أعجن العجين لزوجي، وأتلبَّث به حتى يختمر، ثم أخبزه، فإذا خبزته خرجت إلى الناس، فدهش الناس، تواضع وأدب وفقر وزُهد مع عفة واستعفاف.

فرح عمر بالجواب الأول، قال ثم ماذا تشكون من أميركم؟ قال يا أمير المُؤمِنين لا يُجيب أحداً بليل، في الليل لا يُجيب أحداً، فقال ما تقول في ذلك يا سعيد؟ قال قد كنت أكره أن أقول ذلك يا أمير المُؤمِنين أيضاً، ولكن لابد منه، إني قسمت اليوم قسمين، فجعلت النهار لهم والليل لربي، أنا في الليل لا أنام، أنا أتعبَّد طيلة الليل، يأتونه وهو في الصلاة وفي القيام، فلا يُجيب أحداً، لأن الليل لله – تبارك وتعالى -، ليس للنوم أو الراحة أو الدعة أو السكون.

ففرح عمر، قال ماذا تشكون من أميركم أيضاً؟ قالوا يا أمير المُؤمِنين لا يخرج إلينا… (ملحوظة هامة) للأسف الشديد حصل قطع في هذه الفقرة التي اشتكى فيها هؤلاء القوم من أنه لا يخرج لهم يوماً واحداً في الشهر، فأوضح أن ليس لديه إلا ثوب واحد، ثم عاد الأمر إلى ما كان عليه مع قول فضيلته: ثواب واحد، عندي ثوب واحد، وأنا أضطر إلى غسله في الشهر مرة، فإذا ما غسلته تركته حتى يجف وينشف، ثم ألبسه، فأخرج إليهم في آخر النهار، لأن ليس لدي إلا ثوب واحد، ولأجل هذا الشيئ لا أخرج إليهم مرة في الشهر، مرة كل شهر! يغسل ثوبه.

وأخيراً ماذا تشكون منه؟ هناك أربعة أمور، فقالوا تعتريه غشية في بعض الأحيان، فيغيب عمَن في مجلسه، هذا عيب، هل هذا مريض أم ماذا؟ لماذا يتولى أمر المُسلِمين رجل مريض أو غير طبيعي؟ يكون جالساً في المجلس فيُغشى عليه ويغيب عمَن في المجلس، فقال بماذا تُجيب يا سعيد عن هذا القول؟ قال يا أمير المُؤمِنين لقد شهدت وأنا فتى – في ريعان صباه – مصرع خُبيب بن عدي بالتنعيم، حين أخرجه الكفّار – لعنة الله تعالى عليهم -، أخرجوه من محبسه إلى التنعيم، ووضعوه على الصليب، وقطَّعوا من جسمه وهو حي، قطَّعوه تقطيعاً وهو حي، أي خُبيب بن عدي، موقف عظيم! قبل أن يُقطِّعوه قال إن رأيتم أن تتركوني أُصلي ركعتين لربي فعلتم، فتركوه، فقام وصلى ركعتين لله، ما أحسنهما! لكنه لم يُطِلهما، وقال لولا أن تظن قريش أن بي جزعاً لطوَّلت الركعتين، أي أنا أُسارِع إلى الشهادة، حتى لا يقولوا استغل فُرصة الركعتين فطوَّل هرباً وجزعاً وخرعاً من الموت، لكنه قصَّرهما، فجعلوا يُقطِّعون منه إرباً إرباً، قطعاً! وهو حي، أي خُبيب بن عدي، وسألوه أتُحِب أن محمداً مكانك؟ أي هل تُفضِّل ذلك؟ بماذا أجاب؟ الجواب المعروف، قال لا والله، ما أُحِب أنني في أهلي سالم وادع، وأن محمداً يُشاك بشوكة، لا! أنا أُفضِّل ما أنا فيه على أن يُشاك رسول الله شوكة، هذا معنى كلامه، أي أُفضِّل أن أموت وأن أُصلَّب وأن أُقطَّع على أن يُشاك رسول الله شوكة، لا أن يُفعَل به مثلما تفعلون بي، فهذا هو الصدق، هذه هي المحبة والإخلاص، هذا هو الاتباع والتعزير والنُصرة، هؤلاء هم أصحاب محمد.

قال يا أمير المُؤمِنين كلما ذَكَرت أو ذَكِرت هذا الموقف وأنني لم أنصره – أنا كنت كافراً، مع المُشرِكين، ولم أنصر خُبيباً – إلا ظننت أن الله لن يغفر لي، فتعتريني غشية، فأغيب عمَن حولي، يُغشى عليه! هذه القصة ربما مر عليها ثلاثون سنة، كلما تذكَّره اعترته غشية، فغاب عن وعيه وعمَن حوله.

رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم، اللهم اسلك بنا سبيلهم، واجعلنا مِمَن يهتدون بهديهم ويسيرون في آثارهم، وارزقنا الشهادة، واحشرنا في زُمرتهم يا أكرم الأكرمين ويا أرحم الراحمين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(ملحوظة هامة) للأسف الشديد حصل قطع في هذه الفقرة، ثم عاد الأمر إلى ما كان عليه مع قول فضيلته: والعاقبة للمُتقين ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المُبين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، الصادق الوعد الأمين، صَلَىَ الله – تعالى – عليه وعلى آله الطيبين وصحابته المُبارَكين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

اللهم اجعلنا مِمَن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، واجعلنا من الذين هديتهم، واجعلنا من أولي الألباب، اللهم اغفر لنا ما قدَّمنا وما أخَّرنا وما أسررنا وما أعلنا وما أسرفنا وما أنت أعلم به منا وما جنينا على أنفسنا، أنت المُقدِّم وأنت المُؤخِّر، ولا إله إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك.

ربنا ألحقنا بالصالحين، وارفع لنا ذكراً في الآخرين، اللهم اجعلنا من عبادك المُصطفين الأخيار، ولا تجعلنا من عبادك الفاسقين الفجّار، اللهم اجعلنا هُداة مُهتدين، غير ضالين ولا مُضِلين، سلماً لأوليائك، وعدواً لأعدائك، نُحِب بحُبك مَن أحبك، ونُعادي بعداوتك مَن خالفك.

اللهم اجعلنا من أتباع سُنة الحبيب المُصطفى – عليه الصلاة وأفضل السلام -، احشرنا في زُمرته، واحشرنا تحت لوائه يا رب العالمين، واسقنا بيده الشريفة الكريمة شربةً لا نظمأ بعدها حتى ندخل الجنة، اللهم شفِّعه فينا، اللهم هبنا له يا رب العالمين.

رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ۩، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معصيتك، ومن طاعتك ما تُبلِّغنا به جنتك، ومن اليقين ما تُهوِّن به علينا مصائب الدنيا.

اللهم لا تجعل مُصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، ولا تُسلِّط علينا بذنوبنا مَن لا يخافك فينا ولا يرحمنا، إلهنا ومولانا رب العالمين.

ربنا اغفر لنا ولوالدينا، وارحمهم كما ربونا صغاراً، اجزهم بالإحسان إحساناً، وبالسيئات غُفراناً، واغفر اللهم للمُسلِمين والمُسلِمات، المُؤمِنين والمُؤمِنات، الأحياء منهم والأموات، بفضلك ورحمتك إنك سميعٌ قريبٌ مُجيبُ الدعوات.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩، اذكروا الله يذكركم، واشكروه يزِدكم، وسلوه يُعطِكم، وقوموا إلى صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله.

 

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: