إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ ولا نظيرَ له ولا مثالَ له، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا ونَبِيَّنَا وَحَبِيبَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيهِ ونجيبهُ من عبادهِ، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعَلَى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المُبارَكين الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
عباد الله:

 أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه – سبحانه – ومُخالَفة أمره لقوله جل من قائل:

مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩

ثم أما بعد: 

 

أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات، يقول الله – جل مجده – في كتابه العزيز بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ:

أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يُدْعَوْنَ إِلَى كِتَابِ اللَّهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِّنْهُمْ وَهُم مُّعْرِضُونَ ۩ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ وَغَرَّهُمْ فِي دِينِهِم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ۩ فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لاَّ رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ۩ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۩ تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ۩ لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ۩ قُلْ إِن تُخْفُواْ مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَيَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ۩ يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَاللَّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ ۩

صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط. آمين اللهم آمين.
إخواني وأخواتي:

انتقل إلى رحمة الله العالم العربي المُسلِم الشهير عالمياً أحمد زويل، وإذا بنا أمام مُفارَقة تحكي تفاوتاً يُشبِه أن يكون بل هو تفاوتٌ مجنون، النبيُ في النار، مُفكِّرة إسلامية مرموقة تُصرِّح بأن العالم الجليل ارتقى إلى مقام النبوة لأن العلم هو ميراث النبوة، فالأنبياء لم يُورِّثوا درهماً ولا ديناراً وإنما ورَّثوا العلم، والرجل أصاب حظاً باذخاً وحظاً وافراً من العلم فارتقى إلى مقام النبوة، والمُبالَغة هنا ظاهرة ولا يُقَر عليها، لأنه لا يُرتقى إلى مقام النبوة إلا بشرطين هذا فضلاً عن مُراعاة أن النبوة أمرٌ وهبي لا كسبي، جمال الدين الأفغاني – رحمه الله وغفر له – حين علَّق على الجلمبوي- الحاشية المشهورة – فكتب مُصرِّحاً – وأخطأ خطأً فظيعاً وعثر عثرة لا يُقال لصاحبها لعا – بأن النبوة يُمكِن أن تُكتسَب، وللأسف طبعاً طُبِعَت هذه الحواشي على أنها لتلميذه الشيخ الإمام المُجدِّد محمد عبده، ففتح على نفسه بذا باباً عظيماً من أبواب النكير والتثريب والدمدمة، فالنبوة أمرٌ وهبيٌ وليس كسبياً، هذا أهم ما يُمكِن أن ننطلق منه، ثم بعد ذلك وارث علم أو علوم النبوة لو افترضنا أنه يُمكِن أن يرتقي إلى مقام النبوة – وهو غير مُمكِن بتةً – بوراثته كل هذه العلوم – لو افترضنا وهذا غير مُمكِن أصلاً لنواحي شرعية معروفة – فمَن هو ذا الذي ورِثَ علوم النبوة من عند آخرها ليكون نبياً؟ المُبالَغة واضحة، خطأٌ واضح، ولكن يصح أن يُقال كل مَن أصاب نصيباً من العلم النافع شرعياً كان – وله الأولوية – أو حتى غير شرعي – لأن القرآن أعلى مقام هذه العلوم الطبيعية والكونية، القرآن أعلى مقامها ولسنا بوارد أو بصدد أن نُدلِّل على هذا، هذا ثابتٌ عتيدٌ محفوظٌ معروفٌ في كتاب الله ومُقرَّر، فالحديث عن كل مَن أصاب نصيباً من هذه العلوم النافعة للإنسان وللبشرية – فقد أخذ بحظٍ من تراث النبوة.
أبو هريرة – رحمه الله تعالى ورضيَ عنه – بعد أن تُوفيَ رسول الله مر على جماعة فقال لهم أنتم ها هنا قعود – أو جلوس – وتراث محمد يُقسَم! فهُرِعوا إلى المسجد، ظنوا أنه التراث من ذهبٍ وفضةٍ ومالٍ ونشبٍ وما سواه من العرض، قالوا أين هو؟ قال العلم، هؤلاء يتذكَّرون الحلال والحرام وقال الله وقال رسوله، هذا ميراث محمد، وأحسن بهذا ما شاء على كل حال.

إذن أحمد زويل ارتقى إلى مقام النبوة، أحمد زويل في الطرف الآخر ملعونٌ كافر عليه اللعنات وفي النار ولا يجوز أن نترحَّم عليه، مُفارَقة مجنونة، ويبدو أن هذه المُفارَقات لا تثور حين تثور إلا في أمة  أوشكت أن تُغلَب على رُشدِها وأن تُنزَف البقية الباقية من عقلها وفهمها، وهذا وضع الأمة اليوم، لا أعتقد أنه يُماري الآن أو يمتري في أن وضع الأمة الآن وضعٌ عجيبٌ غريبٌ لو وصفته بالجنون ما أبعدت النُجعة، لأنها أمة تتمالأ على نفسها، أمة تلعن نفسها، أمة تذبح نفسها، أمة تكره نفسها وتكره الناجحين من أبنائها، تكره الناجحين كما تكره الناصحين، صدِّقوني مَن ينصح لهذه الأمة ملعونٌ ملعونٌ ملعونٌ، تلعنه وتكرهه لأنه ينصح لها بألا تذبح نفسها، بألا تأتمر بنفسها، بألا تتمالأ على نفسها، بأن تنهض من كبوتها، بأن ترشد، بأن تنضج، يلعنونه ويُعادونه، أمة ما شاء الله، أمة عظيمة، أما إن نجح ناجح – الله أكبر – ما أكثر ما تلتقي على رأسه معاول الهدم والتخريب، تسمعون وتقرأون قال لك عالم، على أساس أن زويل ليس عالماً، أخذ نوبل Nobel هكذا أونطوة وفهلوة، ليه؟ لأنه زار إسرائيل ودعم العدو الصهيوني، جميل جداً جداً، هذا يُمكِن اختباره بسهولة، هيا ليُجرِّب كل فهلوي شاطر وعنده دكتوراة أيضاً في الفيزياء أو في الكيمياء – تخصص أحمد زويل رحمة الله عليه – واذهب وائت بنوبل Nobel، وطبعاً موجود هؤلاء بالألوف وعشرات الألوف، وليسوا مُستعِدين أن يزوروا العدو بل هم مُستعِدون أن يمسحوا النعال لكل عدو في الشرق والغرب وأن يبرأوا من دينهم، هيا لينالوا نوبل Nobel، نوبل Nobel في العلوم بالذات لا تُنال بهذه الطريقة، حتى في الآداب، أنا أقول لكم كان من أدباء العرب ومن أدباء مصر بالذات مَن تكلَّموا كلاماً في إسرائيل – في العدو الصهيوني – لم يقله مالك في الخمر ولم يقله مُتمِّم في أخيه مالك – هما ابنا نويرة – ومع ذلك لم يأخذوا نوبل Nobel ومُستحيل أن يأخذوا نوبل Nobel، يوم أخذها نجيب محفوظ بصراحة لأنه نجيب محفوظ، وليس كل مَن كتب قصة أو أقصوصة هو نجيب محفوظ، نجيب محفوظ في عالم الأدب والرواية هو نجيب محفوظ، هرم من أهرامات مصر، أحببت أن تُصدِّق هذا أم أحببت ألا تُصدِّقه أنت وأوهامك، أنت حر بأوهامك، هؤلاء الذين يقتاتون ويغتذون على الأوهام والخُرافات ويكفرون بكل الوقائع وبكل واقع ما حيلتنا فيهم؟ ما حيلتنا معهم؟ جيش مصر إلى وقتٍ قريب هو خيرُ أجنادِ الأرض، وستُفتَح عليكم مصر، قال عليه الصلاة وأفضل السلام وآله فاتخذوا فيها جُنداً كثيفاً فإنهم خير – أو من خير – أجناد الأرض، ظللنا نُردِّد هذا، وأتى التاريخ قرناً بعد قرن ودهراً إثر دهرٍ ليُؤكِّد أن هذا الحق، صحَّ عن المُصطفى المعصوم أم لم يصح، الجُندي المصري مِن خير جنود الأرض، مَن الذين أنقذوا هذه الأمة مِن المغول التتر الذين دمَّروا أكثر مِن نصف حضارة الإسلام في عقود يسيرة؟ الجُندي المصري، كيف تسنى وتهيأ للناصر صلاح الدين – رحمة الله على روحه العظيمة، مُحرِّر بلاد الإسلام ومُوحِّد الجبهتين، أي الشامية والمصرية – أن يُنجِز ما يُنجِز وأن يُقيم أيضاً دولةً لأهل السُنة على أنقاض دولة الفاطميين الباطنية؟ بمصر بالذات، ومن غير مصر ما كان يتهيأ له إنجاز ما أنجز، مصر ظلت هكذا، مَن هى أكثر دولة عربية تصدت للعدو الصهيوني وخاضت الحروب وقدَّمت الألوف من خيرة أبنائها، من شرفاء جُندها؟ مصر، ظللنا نُردِّد هذا ونفخر به – وحُقَّ لنا – إلى وقتٍ قريبٍ جداً حتى إذا دخلنا دِهليز السياسة والخلافات السياسية والحزبية والمصلحية والسُلطوية، فإذا بنا نسمع تحقيقات حديثية لأول مرة تصخُ وتصكُ آذاننا بل تصمها بأن هذا الحديث ضعيف، كان هذا تمهيداً لبرامج تبثها الجزيرة بعد ذلك من شخصٍ لم نره من قبل ولا يُعرَف بنبوغ ولا بنُبلٍ في علمٍ دينيٍ أو دُنيوي، لا ندري ما هو – ولا أقول مَن هو – أصلاً، يأتيني بحلقة في زُهاء ساعة أو ساعة إلا رُبع يُريد أن يُقنِعنا من خلالها أن الجيش المصري أُنشيء حين أُنشيء لحماية إسرائيل، الله أكبر، عبقرية رهيبة، ذكاء مُنقطِع النظير، ونسمع قُبيل أيام يسيرة أن هذا الجيش …جيش مصر، هؤلاء الذين يصلون ويصومون، مُعظَم الشباب في الجيش المصري مُسلِمون يصلون ويصومون، أليس كذلك؟ الذين قُتِّلوا وذُبِّحوا قبل بضع سنين في سيناء كانوا صائمين، عدوا أمامهم المساكين – رحمة الله على أرواحهم – طعام إفطارهم، ذُبِحوا قبل أن يتناولوا شيئاً من إفطارهم بإسم الإسلام والله أكبر وكُبِّر على ذبجهم، كفرة، لكن كيف هم صائمون؟ كيف مُصلون؟ كيف كفرة؟ ما الذي يحصل لنا؟ ما هذا العبث كله بديننا وبوعينا الديني، بواجدننا الديني والروحي؟ أقول لكم قُبيل أيام إذا بهذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، ليس كجيش فرعون، لم نسمع حرف الكاف، لم نسمع كلمة مثل، مثل جيش فرعون، لا لم نسمعها، هو جيش فرعون وهامان، لكي تفعل هذه الحيل المفضوحة طبعاً والمكشوفة فعلها في نفوس الناس المُغفَّلين .. وما أكثر المُغفَّلين في هذه الأمة، لو كان لي دعوة في هذا الحد وفي هذا الوقت من الزمن لنفسي ولأمتي، لإخواني وأحبابي لقلت اللهم لا تجعلنا مُغفَّلين، أعوذ بك أن أضل أو أُضَل، مُهِم جداً ألا تضل، في هذا الوقت أكثر أهمية ربما ألا تُضَل، ألا يُضحَك عليك، وأعوذ بك أن أذل وهذا مُهِم أو أُذَل وهذا أهم في اللحظة التاريخية هذه، ألا يُضحَك عليك، لأنك قد تكون حسن النية، أنا أعتقد أن مُعظَم الأمة في هذا الزمان وفي كل زمان حسنو النوايان مُعظَم الناس، مُعظَم الشباب يُحِبون دينهم ويُحِبون الحقيقة أوطانهم ولكن المُشكِلة مِن أين؟ مِن هذا اللعب، من هذا الاستنزاف لوعيهم، من هذا التزييف لإدراكهم ولفهومهم، أن أضل أو أُضَل او أذِل أو أُذَل، يعني أُستغفَل، أن أُستغبَى، أن يُلعَب علىّ، فهذا الجيش هو جيش فرعون وهامان، إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ۩، وبضربة واحدة هكذا – بضربة استغفال وشطارة وفهلوة – تُسقَط ألف وأربعمائة من السنين – ألف وأربعمائة سنة – من إسلام مصر ومُساهَمات الجيش المصري ومُساهَمات الجنود المصريين ومُساهَمات الشعب المصري العظيم في الإسلام والحضارة الإسلامية وفي الثغور وفي المعارك وفي حماية مجد ومُكتسَبات الأمة، كل هذا يُسقَط بضربة واحدة، شيئ غريب، لصالح مَن هذا؟ لصالح مَن؟ مَن المُستفيد مِن هذا؟ وطبعاً كلامي هذا لا يعني دفاعاً عن جهة ولا عن حكومة ولا عن أي شيئ، أنا معني هنا بالدفاع عن ديني، لا أُريد أن يُعبَث بديني، لا أُريد أن يُعبَث بما يُسمى الأدلة، الأدلة عند مَن يفهم – انتبهوا – ليس عند مَن يسرد، يقول لك وبالدليل، بالدليل؟ هذا الدليل يُمكِن لكل أحد أن يُصيبه لو كان مِن غير كلام الله وكلام رسوله لقلت الدليل كما قال الجاحظ في المعاني مُلقىً في الشوارع، الدليل مبذور على الأرصفة في كل مكان وخاصة الآن في جوجل Google، جوجل  Google والبرامج الإلكترونية هذه، تستطيع أن تصل إلى الآيات في الموضوع والأحاديث بضربة – فعلاً بضربة – واحدة وبنقرة، أدلة كثيرة، فقط اكتب هكذا “التكفير، الإيمان، الولاء، البراء، الحاكمية” وتأتيك عشرات بل مئات الأدلة، ليس هذا المُهِم، ليس المُعوَّل على هذا، المُعوَّل على مَن يفهم الدليل، هل لديك لياقة وقدرة وأهلية -هل أنت مُؤهَّل – لتتعاطى مع الدليل؟ هل أنت تفهم الدليل؟ هل أنت قادر على أن تقول قولاً يُحترَم في الدليل؟ هل تعرف وجوه وجهات وتصاريف الدلالة والاستدلال؟ هل تعرف هذا؟ هل أنت مُتمرِّس في هذا أم أنك تشغب على الناس فقط لتزييف وعيهم؟ سوف نرى بُعيد قليل على كل حال.

إذن أحمد زويل – رحمه الله تعالى – الذي زار العدو وساعدهم في تطوير منظوماتهم الصاروخية إلى غير ذلك مما يُذكَر، لستُ صحافياً تقصوياً، ولست كرجل المباحث، ولم أُنجِز دراسة حول هذا الموضوع، لا أدري ما الذي حصل بالضبط، ما الذي فعله زويل، ولكن إن كان حصل هذا وذهب زويل إلى العدو وساعدهم في تطوير أسلحتهم فهذا بين قوسين يُغضِب ويُحزِن كل عربي وكل مُسلِم، ولا يُمكِن لعربيٍ شريف أو مُسلِم يفهم دينه أن يُوافِق على هذا أو يرضى به، هذه المسألة يجب أن تكون محسومة، لا نُجامِل فيها أحداً ولو كان البروفيسور Professor زويل أمامنا لقلنا هذا في وجهه مع احترامنا لعلمه الباذخ الماجد العظيم في تخصصه، لكن هذه القضايا محسومة، لكن هذه قضية وقضية أن زويل بهذا الفعل أصبح كافراً خارجاً من الملة وعليه اللعنات مصبوبة إلى أبد الآبدين ونقضي له وعليه بالنار – والعياذ بالله – ونُحرِّم على الأمة وعلى الناس أن يستغفروا له، الله أكبر، ما الذي أبقيتموه لله تبارك فقط؟ أنا أسأل فقط.
يا إخواني وانقلوا عني هذا: يزعمون أنهم يحتكمون إلى الدليل، يتضوءون ويتنوَّرون ويسترشدون بالدليل – بقال الله وقال الرسول – ولكن الواقع يقول أنهم لم يتركوا لله إلا دور الجلّاد، ما رأيكم؟ خُذوا هذا عني، دور المُفتي الذي يُقرِّر المسألة علمياً ونظرياً بحدودها وأقدارها احتازوه لأنفسهم، دور القاضي الذي يُنزِّل الحكم على الحالة المخصوصة لاعبوه بلا تردد دون أن يطرف لهم جفنٌ، إذن ماذا أبقوا لله؟ هم لم يُحاوِلوا حقاً أن يفهموا هل يكفر الرجل بهذا الفعل أم لا يكفر، لم يُحاوِلوا، نحن هنا سنُحاوِل وسوف نرى، هذه الخُطبة ستكون درساً تعليمياً فقط لكي نتعلَّم كيف نعرف أقدار أنفسنا، رحم الله امرأً عرف قدر نفسه، نعوذ بالله أن نكون مِن المُتكلِّفين وأن نتكلَّف ما لا يعنينا وأن نتكلَّف ما لا نعلم ولا ندري.

إذن لعبوا دور المُفتي مُقرِّر الحقائق النظرية العلمية ودور القاضي المُطبِّق والمُنزِّل، وتركوا لله ماذا؟ دور الجلّاد، قالوا له “يا الله لحظة، لحظة، لحظة لجلالتكم يا رب العالمين، هذا العبد نحن نقضي بأنه كافر، هذا الفعل كفر وهذا العبد كافر فإذن دعه في النار دعاً، هيا، تركنا هذا لك”، أستغفر الله العظيم، ما هذا؟ جرأة عجيبة جداً على الله تبارك وتعالى، جرأة مُخيفة جداً على الله تبارك وتعالى، ولا يتردَّدون، هم مُقتنِعون تماماً أنه في النار وأنه ملعون ولذا لا يجوز أن تستغفر له، وهذا عجيب جدا، فبالله عليكم …. كما تعلمون انا أخذت على نفسي عهداً وإلى الآن أنا مُوفٍ به ووفيت به، لا أُحِب أن أدخل في السياسة مرة أُخرى، وهذا الحديث ليس سياسة، هذا تساؤل الآن في معرض مُحاوَلة فهم المسألة فقهياً ….الرجل ذهب إلى إسرائيل – وكما قلنا هذا عار وليس أقل من هذا، عار أن تذهب إلى عدو الأمة وأن تُساعِد إن حصل، لإن قد تأتيك أدلة تقول لك هذا غير صحيح لأنه ذهب لغرض آخر، لا ندري، ولكن إن صح وتحقَّق أنه ذهب وساعدهم على تطوير إسلحتهم المُرصَدة طبعاً لمَن؟ إسرائيل لا تُجمِّع هذه الأسلحة لكي تُدمِّر بها أوروبا أو أمريكا أو كذا أبداً، معروف هى ترصدها لمَن وتُجمِّعها لمَن، هذا معروف، فإن تحقَّق هذا وصحَّ هذا نسأل لماذا فعل هذا الرجل؟ واضح جداً من كلامهم أنه فعل هذا لكي يأخذ جائزة نوبل Nobel وهم ساعدوه على نيلها، يعني لمصلحته الشخصية، ليس كفراً بالله ولا كفراً برسوله ولا بِغضةً في الإسلام ولا بُغضاً في العرب والفلسطينيين ولا تآمراً عليهم، الرجل قدَّم مصلحته الشخصية، أناني، وأكثر من هذا لا تستطيع أن تقول.

 بالله عليكم قبل أن نستشير ونستسلف من التاريخ قصة الصحابي الجليل البدري الذي هو من أصحاب الشجرة أيضاً ومن أصحاب بيعة الرضوان حاطب بن أبي بلتعة نُحِب فقط أن نسمع فتوى منهم فيما يفعله الرئيس أردوغان، الرئيس الذي يخدم بلده بعقد التحالفات والتطبيعات الفظيعة المفتوحة المُخيفة مع إسرائيل وتقريباً فيما يخص القضية الفلسطينية بالمجان، فهو لم يشترط حتى عليهم أن يفكوا الحصار عن غزة، والذي يعرف غير هذا يقول لي أنت لا تعرف وأنه اشترط هذا، لكننا لم نسمع شيئاً عن هذا، حتى الحصار على غزة وعلى اثنين مليون محصورين مسجونين مساكين يموتون بالشر والجوع كما يُقال لم يُذكَر هذا في التطبيع الأخير، فما حكم أردوغان إذن بالله عليكم؟ ما حكم التبادلات التجارية بعشرات المليارات بين دولة الاحتلال وبين تركيا أردوغان؟ مَن أعظم نفعاً لدولة العدو: زويل بزيارة استمرت مُدة محدودة جداً في نطاق محدود أم تبادلات تجارية سنوية بعشرات المليارات؟ وطبعاً هى في الميدان العسكري أيضاً، وهناك تدريبات نُشاهِدها على التلفاز كل سنة بين الدولتين، فما هو حكم أردوغان قبل أن تذكروا حكم زويل – رحمة الله عليه؟ نحن لا يُوجَد لدينا زويل آخر، ولذا أنا حين قرأت نبأ وفاته لا أكتمكم أنني أُقسِم بالله صُدِمت صدمة عظيمة جداً جداً جداً، لأن هذا رأس مال رمزي لا يُوجَد عندنا منه رجل آخر، هل عندك رجل آخر الآن بحجم زويل؟ قل لي هل عندك؟ قل لي أن عندنا آخر في الفيزياء والكيمياء أو الكيمياء الطبيعية بحجم زويل، لكن في الحقيقة ليس عندنا طبعاً، وانظروا إلى الإنصاف، انظروا إلى تهافت العقل وتهافت الحس وتهافت العدل والتقوى، فلا يُوجَد إنصاف على الإطلاق، قولوا لنا لماذا لم يختر زويل – رحمة الله على روحه الكبيرة لأنها روح عالم حقيقي ورجل قومي أيضاً أحب بلده وأحب قومه وإن كان أخطأ هنا حين يثبت عنه –  أن يُقيم في إسرائيل إذن وأن يفتح معهداً خاصاً مثل معهد وايزمان Weizmann لتطوير إسرائيل، أي لتطوير العلم والتكنولوجيا والسلاح في إسرائيل؟ لماذا لم يفعل هذا في أمريكا ويبقى مُقيماً هناك حيث تجنَّس بجنسية ثانية أمريكية؟ لكنه أبى على نفسه المسكين هذا، فوالله حين تقرأ مسيرة هذه الرجل وخاصة الفترة الأخيرة من حياته تتقطعك وجوه الحسرة والألم وتشعر بمرارة شديدة، تقول ما الذي لزه على أن يترك العز الذي كان فيه والاحترام والتوقير الذي كان فيه؟  الرجل حاز مائة جائزة عالمية، ونوبل Nobel واحدة منها، وهذا قبل أن يذهب إلى إسرائيل وقبل أن يذهب إلى السويد، فهناك عشرات الجوائز لأن الرجل عبقرية نادرة، لكن لماذا شاء أن يعود إلى بلده؟ ومن يوم تقريباً ما عاد إلى بلده  مُسلَّط عليه – ما شاء الله – أغمار الصحافيين وأوغاد الصحافيين، هذا يسب وهذا يُشكِّك وهذا يلعن وهذا يسخر وهذا يُشكِّك في نوبله ويقول لماذا أخذ نوبل Nobel؟ يا سلام، ما شاء الله عليهم، هم يعلمون – ما شاء الله – ماذا قدَّم زويل وقد قيَّموه علمياً ورأوا أنه لا يستحق، ما شاء الله على هذه الأمة العظيمة، والله هذه أمة عظيمة وأُقسِم بالله على هذا، ويُقال زويل حياً وميتاً لم يُثِر – رحمة الله عليه – ملف التخلف العربي، وكان جديراً بزويل حياً وميتاً، ضوءاً وظلاماً، سلباً وإيجاباً، مع وضد أن يُزيل هذا المُعضِل العربي، فكم نحن مُتخلِّفون وكم نحن مُتأخِّرون علمياً وتقنياً، لكن زويل أحب أن يُساهِم في علاج هذه الحالة شبه المُستعصية، ونسأل الله أن يتقدَّم برنامجه ومشروعه ومدينته – العلم والتكنولوجيا – خطوات إلى الأمام وألا تقف بموته، فالخوف كل الخوف أن تقف بموته، لأن الرجل كان مُخلِصاً أشد الإخلاص لأمته، زتقريباً هذا العام ربما – هذه السنة – سيتخرَّج أول جيل من تلاميذ زويل، وطبعاً جامعة زويل التي عمرها بضع سنوات هى الأولى على مصر مُباشَرةً، فقد أخذت المركز الأول، وهناك ميكروسكوب Microscope رباعي الأبعاد – ولكم أن تتخيَّلوا أنه رباعي الأبعاد – ساهم بأعظم قدر في اختراعه، وهو أُعجوبة من عجائب التقنيات العلمية، فصاحب الفيمتو ثانية Femtosecond الذي يقيس العمليات البيوكيميائية في حدود فيمتو ثانية Femtosecond، أي واحد على عشرة أُس خمسة عشر من الثانية – هذا زويل وهذا إنجاز زويل في علم الطبيعة – ساهم في صناعة هذا الميكروسكوب Microscope  الأُعجوبة والمدهشة العلمية، وليس في العالم كله إلا نُسختان، الثانية في مصر، فزويل أبى إلا هذا، أي أن ترفع رأسها مصر بابنها البر الوفي لها ولعهدها ولترابها ونيلها بأن تكون النُسخة الثانية في مصر، لكن هذا لا نسمع عنه شيئاً، ولا نسمع عن مدينة زويل – العلم والتكنولوجيا – أي شيئ، فزويل لم يعمل شيئاً قط، زويل فقط زار إسرائيل وساعدهم فكذا وكذا عليه، وهذا أمرٌ عجيب، عجيبٌ هذا الظلم وهذا العقوق وهذه الرغبة في التهديم والتدمير، فهم يتنقَّصون من علمه وكأن زويل ليس لديه أي علم أو أنه علمه يُعَد  سخيفاً، أما علمهم فما شاء الله عليه، علم في الكتاب والسُنة، لكن أنا أقول لكم أجدر بعلوم الكتاب والسُنة أن تكون أشرف العلوم على الإطلاق لكن بشرط واحد، وهو حين تخرج من أهلها وحين تصدر من أهلها الذين هم أحق وأجدر بها، لأن هذه العلوم حالة إذ ستمس وتحق إليها حاجة البشرية جمعاء وليست فقط حاجة الأمة العربية والإسلامية، سيأتيك العالمون ليقولوا لكم منكم نتعلَّم، أما الآن يتعلَّمون ماذا؟ يا إخواني هذه الطريقة في فهم الدين وهذه الطريقة في الفقه الزائف الكاذب وفي التفقيه تدع الشباب دعاً إلى الفتنة دون أن أُبالِغ، فهل تعرفون لماذا؟ لأن هذه المقاطع التي تُكفِّر زويل وتتحدَّث عن زويل في القنوات الرسمية لأصحابها مُخيفة، وطبعاً لا يُوجَد تعليقات – No comments – لأن كلها محذوفة، فلا تُوجَد تعليقات ولا يُوجَد استحسان واستهجان – Like and dislike طبعاً، هذا كله ممنوع، وأنتم تعرفون لماذا، فالحمد لله طبعاً، واضح جداً جداً جداً أن الذين ردوا عن زويل وغير زويل وعن الأمة وعن الدين وعن فهم الدين وعن النصوص والأدلة هم جمهرة الشباب والشواب، وطبعاً كان ردهم في المكان كما يُقال، لأنهم أسمعوا هؤلاء ما يستحقون أو بعض ما يستحقون، لكن ما شاء الله إنصافهم وعدلهم حملهم على أن يحذفوا كل شيئ، فحين تدخل القنوات الرسمية لا تجد أي تعليق، التعليقات كلها ممنوعة، ونحن نقول لهم كم شخص أعطاكم Like؟ هذا كله أصلاً ممنوع، لأن المُعظَم على الإطلاق أعطاهم استهجاناً وليس استحساناً طبعاً، لكن انتبهوا إلى أن التعليقات التي في المواقع التي نقلت هذه المقاطع – مواقع أخرى لأن أنت تأخذ وأنا آخذ وننشرها – فهى شيئ فظيع والعياذ بالله، يُوجَد عدد لا يُستهان به من هذه التلعيقات إلحادٌ – والله العظيم – وتجديف في حق الله والقرآن ومحمد، بسبب ماذا؟ بسبب هذه المواقف من هؤلاء الذين يزعمون أنهم يدفعون عن الدين وأن الحمية الدينية حرَّكتهم وأنهم ليسوا في سعة من أن يُؤخِّروا البيان، ويقولون يجب أن نقول الحقيقة للناس، لكن حقيقة ماذا؟ حقيقة أن زويل كافر وملعون ولا يجوز الترحم على روحه، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وقد أجابكم الشباب على نحوين، مَن بقيَ مُستعصِماً بدينه أجابكم بما يغيظكم ومن ثم طبعاً حجبتم تعليقاتهم، ويُوجَد الآخرون مِمَن اضطررتموهم اضطراراً إلى الكفر والإلحاد الذين أجابوا بسب الدين من أصله والإثم عليكم، فالله – تبارك وتعالى – لم يقل لا تسبوا زويل المُسلِم القومي الوطني المُحِب لبلده وقومه فتفتنوا الناس، بل قال  وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ – لا تسب هُبل واللات والعُزى –  فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ  ۩، ممنوع أن تُطرِّق طريقاً للناس لتكفر بحماقتك ونزقتك وعنجهياتك الفارغة وكذبك على الله ورسوله.

نعود الآن إلى النصوص وإلى الأدلة،  حاطب بن أبي بلتعة الذي هو من أصحاب بيعة الرضوان – وهذا ثابت في الصحاح والسير وهو صحابي بدري من أصحاب الشجرة – يكتب في السنة الثامنة كتاباً يُسِره –  ليس عن إذن رسول الله وإنما خيانةً وإسراراً عن رسول الله – إلى أهل المكة، ويقول لهم خُذوا حذركم، فمحمد جهَّز لكم جيشاً عرمرماً ويُريد أن يأخذكم على حين غِرة، لكن كيف هذا؟ لا إله إلا الله، كيف يفعلها صحابي جليل من أصحاب بدر؟ إنه الضعف البشري، ضعف بشري حمل زويل على أن يزور العدو وأن يُساهِم مُساهَمة مادية في بعض تقدمهم العسكري، فهذا ضعف بشري، وربما كان السبب حب الجائزة وما إلى ذلك، الله أعلم بالرجل، فالرجل حسابه على الله، لكن هل هذا كفر؟ عمر بن الخطاب رأى في هذا كفراً، وقال دعني يا رسول الله اضرب عنق هذا المُنافِق، قد نافق – يقصد نفاق العقيدة طبعاً وليس نفاق العمل- لكن الرسول لم يُوافِق عمر كما تعلمون، والرجل دفع عن نفسه وقال لا والله – ولن أذكر لكم ما ذكرته قبل سنة، علماً بأن عندي خُطبة قبل سنة في الولاء والبراء وأنا لا أُحِب أن أُكرِّر نفسي، لكنه دافع عن نفسه بما تعلمون، وكل مَن قرأ السير أو الصحاح قرأ هذا وعرفه – ما فعلته يا رسول الله كفراً بالله ورسوله ولا ارتداداً عن الإسلام ولا حباً في الكفر وأهله أبداً، وإنما فعلته لمصلحة، قلت أنا رجل مُلصَق في قريش، أنا لست قرشياً صميماً وإنما أنا مُلصَق بهم لأنني لست من صرحائهم، وطبعاً أنتم – ما شاء الله – الذين هاجرتم لكم هناك قرابات، وهذه القرابات عند العربي مرعية، وحتى عند رسول الله مرعية، تقول الآية الكريمة  قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ  ۩، والنبي يُريد أن يُهيِّج هذه المودة وهذه الوصلة الدموية اللحمية في نفوس القرشيين الكُفَّار العُتاة، ويقول لهم تذكَّروا أنني أمت إليكم وتمتون إلىّ، ولذلك في الصحيح أن رجلاً سأل عبد الله بن عباس وفي المجلس سعيد بن جبير تلميذه النجيب عن هذه الآية الجليلة من سورة الشورى – إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ  ۩ – فقال سعيد قرابات آل محمد، أي أن المعني يختص بآل البيت، فقال له ابن عباس عجلت ولم تُصِب المحز، ما كان منهم أحدٌ إلا وبينه وبين رسول الله قرابة، من هذه الجهة أو من هذه الجهة، قرابة بعيدة أو قرابة قريبة، فهذا موجود لأنه يمت إليهم – صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم – بأسباب، فقال لهم أنا لا أسألكم أجراً على إبلاغ هذا الدين وإبلاغ هذا الكتاب إلا هذا، والاستثناء مُنقطِع طبعاً وهذا واضح، علماً بأن الأصل في الاستثناء أن يكون مُتصِلاً، فهذه هى القاعدة ولكنه قد ينقطع، وهنا واضح أنه استثناء مُنقطِع، فـ ( إِلَّا۩)  هنا بمعنى لكن، إذن لماذا مُنقطِع؟ لأن المودة في القربى لا تدخل في عموم الأجر على التبليغ، هذا مُستحيل لأن هذه ليست من الأجر، فإذن الاستثناء مُنقطِع وإن كان الأصل فقي الاستثناء الاتصال، فتقول الآية الكريمة  إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَىٰ ۗ  ۩ أي أسألكم أن تصِلوني لقرابتي فيكم ومنكم، هذا هو فقط، فالنبي يسأل هذه المودة، وهذه المودة فطرية، وهى مودة طبعية في طبع الإنسان وفي دم الإنسان، أليس كذلك؟ فالإنسان يود ذوي قُرباه وإن كانوا كفاراً، قال الله  وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا ۩، ولا يُمكِن أن يُكلِّفك الله بما هو ضد ماذا؟ الفطرة والطبيعة، لماذا؟ لأن مُنزِّل الشريعة هو طابع الطبيعة وهو خالق الفطرة لا إله إلا هو، فهذه الفطرة لم يفطرها إله آخر، وإلا مَن الذي فطرك عليها؟ رب العالمين نفسه، وهو الذي أنزل الشرائع، أي الحرام والحلال وما إلى ذلك، فالله نفسه – لا إله إلا هو – هو الذي فعل هذا، فلا يُكلِّفك بما عكس فطرتك، هذا مُستحيل، ولا يُكلِّفك بما ضد الطبيعة، والنبي كان يُحِب عمه أبا طالب، وعلى طريقة أهل السُنة والجماعة أبو طالب عاش ومات كافراً، وطبعاً كل الشيعة يُخالِفون ومِن علماء السُنة مَن خالف كالتقي السُبكي والإمام البرزنجي والإمام أحمد بن زيْني دحلان وآخرون، فهم قالوا أن الرجل كان مُسلِماً، هو عاش ومات مُسلِماً مع رسول الله، وبعضهم قال مات مُسلِماً فقط، أي أنه أسلم قبل أن يُسلِم الروح، وعلى كل حال هؤلاء مِن علماء أهل السُنة وهم جماعة، وهؤلاء أنبل مَن يُعرَف منهم – رضيَ الله عنهم وأرضاهم أجمعين – طبعاً ولكن لو أخذنا بالمشهور وعلى طريقتنا نجد أن النبي كان يُحِب هذا العم على أنه لم يُسعِده أن يدخل في دينه كما نقول، والآية الكريمة تقول  إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۩، وهناك مَن قال أن المعنى هو مَن أحببت هدايته، وهذا مُحتمَل وعادي جداً، ومن الناحية الأصولية ومن الناحية الاستدلالية مُحتمَل أن يُقال إنك لا تهدي مَن أحببته، أي مَن أحببته كشخص، وذلك لقرابته ولأنه حاطك، أي لحياطته إياك وذبه عنك ودفعه عنك الخصوم، وهذا معروف طبعاً، لكن لماذا نحن نُرجِّح هنا ونقول أن الأرجح الأول وهو أنك تُحِبه لشخصه وليس تُحِب هدايته؟ بلا شك إذا أحبه لشخصه أحب هدايته فلا يتعارض هذا مع ذاك، لكن ليس الأرجح مَن أحببت هدايته، لماذا إذن؟ لأن من المُستحيل ألا يكون مُحِباً له وبكى عليه ذلك البكاء كله وهو لا يُحِبه، فلماذا هذا الحزن وهذا البكاء في عام الحزن عليه وعلى أمنا خديجة عليها السلام؟ كيف تحزن وكيف تبكي وتشعر بالانكسار لموته وأنت لا تُحِبه؟ هل هذا معقول؟ ثم بعد ذلك كيف يُقال أنه لا يُحِبه وقد ورد أنه كان يُحِب جعفراً؟ قال السادة العلماء يُحِب جعفراً – جعفر المُسلِم الذي تابعه وكان مِن مُهاجِرة الحبشة كما تعرفون – لمعنيين، يُحِب جعفر لحُب أبي طالب له، فهذا ابن عمه وهذا عمه وكان بيحبه، كأنه يقول لأن أبا طالب يحبه فأنا أيضاً أحبه حباً خاصاً، الله أكبر، فهل هذا يعنى أن النبي لا يُحِب أبا طالب؟ فحب أبي طالب لابنه جعفر – لكون جعفر ابناً له – جعله يُحِبه حباً خاصاً وجعل لجعفر مكانة خاصة عند رسول الله، والنبي كان يُحِب أبا طالب، وهذا واضح وهذا هو الأرجح، والأدلة على ذلك كثيرة طبعاً في الكتاب والسُنة.

على كل حال نعود فنقول ماذا قال النبي  لما دافع حاطب بن أبي بلتعة بأنه لم يفعل هذا كفراً وارتداداً ولا حباً في الكفار والكفر؟ قال له صدقت، أي أنه قال أنه رجل صادق، فهو صدَّقه، ولذلك قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمة الله عليه – أن الذي أتاه حاطب بن بلتعة ذنبٌ وليس كفراً، وهذا واضح جداً، لكن كيف هذا؟ كيف أنت تخون النبي ولا يُقال أنك كافر؟ وهو هنا لم يخن مصر ولا الفلسطينيين ولا حماس ولا غزة ولم يكن مثل زويل، فحاطب خان مين؟ خان الرسول، ولذا القضية خطيرة جداً، لكن صدِّقوني الشيئ نفسه يفعله مَن يُحِبون يصبح طيباً وجهاداً في سبيل الله مهما كان، فكل مُعاهَدات أردوغان مع إسرائيل لا يقولون عنها شيئاً، وكتب أحدهم من غير استحياء قائلاً أن ما فعله الرئيس العظيم أردوغان هو جهاد مُبارَك وشيئ حسن وقطعاً هو لمصلحة القضية الفلسطينية ولا يرتاب في هذا إلا جاهل أو شيئ كهذا، فهو سبه بسباب ما، وهذا شيئ غريب جداً، فإن فعله غير أردوغان يُقال عنه الخائن ويُقال قال تعالى ثم تُذكَر آيات الولاء والبراء ويُقال قال الله  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ ۩، فما هذا العبث بالناس؟ عيب، عيب عليكم أن تفعلوا هذا، اعدلوا فيمَن تُحِبون وفيمَن تُبغِضون، اعدلوا مع الجميع، الإمام أحمد يروي في مُسنَده بسندٍ حسن حين بعث الرسول – عليه الصلاة وأفضل السلام وآله – إلى يهود خيبر الصحابي الشهيد والشاعر الكريم عبد الله بن رواحة – النبي بعدما فتح خيبر في السنة السابعة لم يستعبدهم، يقول العلماء لم يستعبدهم وكان يستطيع أن يستعبدهم ويتخذهم عبيداً مُسخَّرين في أرضهم بالمجان لكنه لم يفعل هذا أبداً، إنما عاملهم عليها بجزءٍ من ثمرتها، فانظروا العدل وصل إلى أين، وقال لهم كونوا كما أنتم في أرضكم وفي مزارعكم وفي نخيلكم واشتغلوا فيها، سوف تستفيدون وتعطوننا جزءاً أيضاً من الغلة ومن الثمرة، وهذه إسمها المُعامَلة، فهو عاملهم هذه المُعامَلة – لكي يخرص عليهم عدل معهم، لكن ما معنى يخرص؟ يُقدِّر كم وسق هنا وكم كيلو هناك وهكذا ثم يُخرِج نصيب الدولة ونصيب رسول الله من هذا، لكنهم أرادوا أن يرشوه – قدَّموا له رشوة – فغضب غضباً شديداً، كيف ترشون صحابياً؟ وقال لهم بكم وبكم، والله إنكم لأبغض خلق الله إلىّ، وقد جئتكم من عند أحب الخلق إلىّ، وما يحملني بغضكم – أي بغضي إياكم – وحبي إياه – عليه الصلاة وأفضل السلام – على أن أحيف عليكم، أي على أن أظلمكم، أيضاً سأقضي بالعدل الذي يرضاه الله ولا تعودوا لمثل هذا، لكن كيف ترشونني؟ هل  يُمكِن أن أرتشي؟ وأُسقِط في أيديهم، لكن ماذا قالت يهود خيبر؟ قالوا بهذا قامت السماوات والأرض، لكن ما المقصود بقولهم “بهذا”؟ أي أن الإشارة إلى ماذا؟ إلى العدل، أي بهذا العدل قامت السماوات والأرض، إذن إنه العدل، فينبغي إذا تكلَّمنا عن الدليل وعن الصحابة والسلف أن نتعلَّم منهم العدل، وليس أن نُكيِّف النصوص – الآيات والأحاديث – لكي نُؤكِّد ظلمنا وثأريتنا، لكن تُوجَد رغبة في الثأر من الناس ورغبة في سب الناس وفي تنقص الناس، وقد يكون السبب هو الخلافات سياسية، أي فقط لمحض أسباب سياسية، فقط لأن زويل أيَّد رئيس مصر السيسي، وهذا حكمه، سواء أصاب أم أخطأ أيضاً هذا بينه وبين الله تبارك وتعالى وهذه مسألة سياسية، والسياسة فيها مندوحة رهيبة للاختلاف، فما مزَّق الناس ولا مزَّعهم إلا السياسة، ونحن نسأل الله – تبارك وتعالى – في هذا المقام وفي كل مقام بأسمائه الحُسنى – لا إله إلا هو وجل مجده – أن يُولي هذه الأمة صُلحاءها وخيرها مَن كانوا – اللهم آمين-، ونسأل الله أن نكون مُستحَقين لإجابة مثل هذه الدعوة، لأننا ما لم نكن عادلين ومُنصِفين ونُراعي تقوى الله في صغير الأمر وكبيره لن يُستجاب لنا، ولذلك ندعو ولا يُستجاب لنا.

 على كل حال ابن تيمية قال هذا ذنب وليس كفراً، وللأسف الشديد خُوضنا في مُقدِّمات أيضاً ولم أُفلِح أن أصل إلى لُب الموضوع، لكن أسأل الله أن يُعينني فأُلخِّصه في دقائق معدودات، فلُب الموضوع ببساطة هو أن الآيات التي يستدل بها هؤلاء وأمثالهم على تكفير مَن فعل مثل فعل أحمد زويل – رحمة الله عليه – ليست نصوصاً بالمعنى الأصولي، فانتبهوا ولا تُصدِّقوهم، علماً بأنني لا أتكلَّم لغة عامية أو لغة صحافة أو لغة إعلام وتلفزيون Television، أنا أتكلَّم بلغة علم أصول الفقه ولغة الفقهاء، فهى ليست نصوصاً فيما يظنون وليست نصوصاً فيما ذهبوا إليه، أي ليست نصوصاً في المعنى الذي أرادوا، فهم يقولون لك  هذا نص وأن الآية واضحة جداً لأن الله يقول وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ  ۩ فإذن هو كافر وانتهى كل شيئ، لكن ليس الأمر بهذه البساطة، هل هذه الآيات يا رجل نص أم غير نص بالمعنى المُقرَّر عند جمهور الأصوليين، أي عند الشافعية والمالكية والحنابلة؟ هى ليست نصاً قولاً واحداً، فمن أتيت بهذا؟ أنا أقول لكم أن النص عند الجماهير هو قاطع الدلالة، ما كانت دلالته على معناه قطعية لا يُتمارى فيها وبالتالي غير قابلة للتأويل، فبالله عليكم اذهبوا واستشيروا كتب التفسير وشروحات الحديث وحتى كتب اللغة وتفسير الغريب، واسألوا أول شيئ عن الولاية والتولي والولي والمولى والمُوالاة ثم عودوا إلىّ، فالذذي يفهم وعنده نظرية مُتكامِلة يقول لي يا عدنان أنا أُريد أن أُعلِّمك، علماً بأنني  أتعلَّم من أصغر طفل، لكن هذا هو القول النهائي، فاذهبوا لكي تروا وتقفوا على حجم الاختلاف والاشتجار الرهيب في المسألة، وإلا ما هى المُوالاة؟ هيا قل لي ما هى المُوالاة، قال الله  وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ ۩، فما معنى هذا؟ 

أولاً هل حب غير المُسلِم هو التولي المنهي عنه والذي مَن أتى صار منهم؟ إذا قلت لي إنه هو سوف أقول لك هذا غلط، 5الله قال يجوز أن تُحِب أبويك الكافرين وأن تودهما وأن تصلهما وأن تبرهما – وهذا يحصل – وأن تحرص عليهما، لكن هذا الحب طبعي أم حب شرعي؟ طبعي طبعاً، لكن هل يُمكِن أن أُحِبهم لأبويتهم وأن أكرههم لكفرهم؟ هذا مُمكِن وهذا واضح ويجتمع فينا، والذي يقول لك أن هذه مُجرَّد نظريات هو مُخطيء، فهذه ليست نظريات وإنما هى حقائق واقعية، فأنا أُحِب أخي لأنه لحمي ودمي، أُحِبه وأحرص عليه ولكن أكره فسقه وعصيانه، أليس كذلك؟ أي أنني  أكرهه من هذه الحيثيثة وأُحِبه من تلك الحيثية، وهذا واضح ويحصل أيضاً، وقد تقول لي أنت تتفلسف لأنك فيلسوف لكنني لا أتفلسف وإنما أتعلَّم من رسولي الذي علَّمني كما في صحيح مسلم لا يفرك مُؤمِنٌ مُؤمِنة، إن كره منها خلقاً رضيَ منها آخر، فمن المُمكِن أن تُحِب خُلقاً فيها وتكره خُلقاً آخراً، أي أنك تحبها باعتبار وتكرهها باعتبار آخر والعبرة بالغالب، فإن ساءت عُظم – أي مُعظَم وإن ساء جمهور وجُملة أخلاقها فعلاً غلب كرهها على نفسك، وإن حسنت عُظم أو مُعظَم أخلاقها غلب حُبها، فالنبي هو الذي علَّمنا هذا يا حبيبي، فأنا لا أتفلسف.

 إذن المحبة الطبيعية والمحبة الفطرية ليست من أجل الدين وليست هى المحبة الشرعية، لكن أول شيئ لابد أن نتساءل: هل تُناقِض المحبة الشرعية؟ لا تُناقِضه أبداً، فأنا شرعاً لا أُحِب الكافر ولو كان أبي أو أمي، وشرعاً لا أُحِب العاصي ولو كان ابني الذي من صُلبي، فأنا لا أُحِبه لعصيانه، أي لا أُحِبه من جهة عصيانه، حاشا لله، هذا مُستحيل، فكيف لمُؤمِن أن يطمئن بالعصيان؟ لكنني أُحِبه من حيثية أنه ابني، وأُحِبه أيضاً من حيثية أنه مُسلِم مُؤحِّد مُؤمِن، ولا أُحِب عصيانه وفسقه، علماً بأن الأدلة على هذا كثيرة جداً في كتاب الله.
عبد الله بن أُبي بن سلول – رأس النفاق – تعرفون كيف كان موقفه المُشرِّف الماجد لما قال لرسول الله أرأيت ماذا يقول هذا؟ يقول  لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ ۚ  ۩  صدق يا رسول الله، فالنبي قال له كيف صدق؟ قال له صدق، أنت الأعز وهو الأذل، والله لا يُدخِلنها، وفعلاً لما وصلوا قال له لا تدخل، أي أن ابنه وقف له، فاستعان بقومه على ابنه وقال يا للخزرج، لكنه قال له لن يدخلها ولو قطع رأسه، فالذي يقول هذا عن الرسول هو الأذل ولن يدخلها، فبعثوا للرسول وقالوا له هذا منع أبوه من الدخول ويُريد أن يقتله، فقال النبي قولوا له يُخلي بينه وبين مسكنه، أي دعه يذهب إلى بيته، فيجب أن يفعل هذا وعن إذن رسول الله، يا سلام عليه، علماً بأنه أيضاً الذي قال له يا رسول الله والله لو أردت رأسه أتيتك بها، فانظروا إلى هذا الإيمان، هذا حقاً مَن عرف الإيمان.

ماذا عن الجهاد؟ هل يُحِبه المُؤمِن أو لا يُحِبه؟ يُحِبه ويكرهه، وسوف يُقال لي مِن أين أتيت بهذا يا فيلسوف؟ أتيت به من كتاب الله، قال الله كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ  ۩ ومن هنا قد يقول لي أحدهم أنا أكره الجهاد لكنني أسأله هل تكرهه كرهاً طبعياً أم تكرهه كرهاً شرعياً؟ إذا قال الاثنان معاً سوف أقول له أنت البعيد رجل فاسق، وأنت لم تُحقِّق معنى الإيمان، لكنني أكرهه طبعاً لأنني لا أُحِب الموت ولا أُحِب  الدم ولا أُحِب أن أرمل امرأتي وأن أُيتِّم أولادي طبعاً، فأنا أُحِب الحياة والبقاءعلى الأقل لكي  أعمل الصالحات، وهذا جميل جداً وهو مأذون به، والله قال  وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ  ۩، لكن هل تُحِب الجهاد شرعاً أم لا؟ شرعاً أُحِبه طبعاً لكن طبعي ينفر منه، وينبغي أن يكون هواي تبعاً لما جاء في الكتاب، وكذلك الحال مع السجن، فهل يُوجَد أحد يُحِب السجن إلا أن يكون مهبولاً أو مُعقَّداً نفسياً؟ لا يُوجَد مَن يُحِب السجن، لكن كيف أحبه يوسف الكريم ابن الكريم ابن الكريم ابن الكريم؟  قَالَ رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ ۩ لكن من ماذا؟ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ۩، فهل محبوبية السجن هنا طبعية أم شرعية؟ لأن إزاء الفاحشة والزنا وهى مكروهة يكون السجن أحب، فالسجن مكروه طبعاً أيضاً  والزنا مكروهة شرعاً لكن الآن حصلت المُخايرة، وأنا أقول لك أن الفاحشة في حق رجل مثل يوسف هى مكروهة طبعاً أيضاً، لأن هذا مُخلَص، فالله صاغه بطريقة مُختلِفة تماماً لأنه من الأنبياء – إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ۩- وله معصومية، وعلى كل حال الزنا الأصل فيه أنه مكروه ماذا؟ شرعاً، والسجن مكروه ماذا؟ طبعاً، لكن لما صارت المُخايرة بين هذا المكروه شرعاً والمكروه طبعاً أحببنا المكروه طبعاً شرعاً – أحببناه شرعاً – في هذه الحالة، فصار المكروه طبعاً محبوباً شرعاً، وهذا هو الفهم الصحيح في آيات الله تبارك وتعالى.

إذن عبد الله بن أُبي لما تُوفيَ أبوه – رأس النفاق – هل كان قد أسلم؟ ظل مُنافِقاً إلى آخر لحظة، وظل يشنأ النبي ويتنقص النبي ويُعرِّض به إلى آخر لحظة، لكن ماذا فعل ابنه؟ أتى إلى النبي مُنكسِراً حزيناً وطلب منه أن يُعطيه جُبته – هذا شيئ مُحزِن – ليُكفِّن بها أباه، فمازال عنده – رضيَ الله عنه وأرضاه –  أمل ولو بنسبة واحد في المليون أن أباه عنده شيئ من إيمان لعله ينفعه ولعل تشفع فيه البُردة الشريفة، والنبي لم يكسر بخاطره ونزع بُردته الشريفة – صلوات ربي وتسليماته عليه وآله – ودفعها إليه، قال له خُذها وكفِّن بها أباك، ولم يقل له نافقت يا عبد الله بن أبي، كيف ينكسر قلبك ويحزن خاطرك لمُنافِق قال الله فيه وقال؟ هذا مُستحيل أن يحدث، لأن الشرع لا يأتي بضد الطبع والفطرة، ولذلك لا تكليف في هذه الطبعيات والفطريات ما لم تضطرك إلى معصية بترك واجب أو ارتكاب محظور، فهى لا تكليف فيها لأنها ليست من مسائل التكليف ولا تدخل في التكليف الشرعي، فهى ليست من الدينيات، ولا مُنافاة بين المحبة الشرعية والمحبة الفطرية، فيُمكِن أن تكرهه بإسم الشرع وتُحِبه بإسم الطبع والفطرة.

إذن هل تدخل في المُوالاة –  وَمَن يَتَوَلَّهُم ۩ – المحبة الطببعية أم لا تدخل؟ لا تدخل لأن هذا يُعَد أمراًعادياً، وفي طبع الإنسان ليس فقط محبة القريب بل ومحبة الزوج والزوجة أيضاً، فإذا ذهب أحدهم وتزوَّج يهودية أو نصرانية هل يُحِبها أم لا؟ لابد أن يُحِبها بالفطرة والطبيعة، قال تعالى الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ ۖ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ ۖ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ ۩ علماً بأن هذه السورة في المائدة، فإذن يجوز زواج مُؤمِن بيهودية أو نصرانية بشرط الإحصان، وهذا مُختلَف فيه، فهناك أربعة أقوال في معنى الإحصان، ومع ذلك يقولون لك هذا واضح، وهذا غير صحيح، لأنه غير واضح، هو واضح فقط للعلماء، لكنه الجهلاء غير واضح، فكل شيئ عندكم واضح وخرَّبتم حياتنا  كلها، وأصبحت حياتنا ظلاماً في ظلام لأن كله واضح لديكم، واضح والذبح شغّال، واضح والتكفير شغّال، واضح والإرهاب شغّال، وواضح وإنفاذ المُؤمَرات في هذه الأمة بتمزيقها وتفتيتها شغّال، فهو واضح وقد ذهبنا في ستين داهية، وهذا هو الواضح الآن، وعلى كل حال الإحصان فيه أربعة معاني، فهل يعرفون هذا؟ لا أدري، وطبعاً جوجل Google يعرفهم هذا في لحظات، لكن عليكم أن تنتبهوا إلى أن الشطارة تكون عند النقاش بدون الرجوع إلى جوجل Google فضلاً عن وجود أشياء أعمق من هذا.

قال الله تعالى  وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً – محبة –  وَرَحْمَةً ۩، إذا أتزوج يهودية أو نصرانية أودها أو لا أودها؟ بحسب كتاب الله أودها، هل هذه المودة شرعية؟ يعني أحببتها لأجل دينها أو لأجل يهوديتها أو لأجل نصرانيتها؟ أبداً، أنا أُبغِضها من هذه الحيثية وأُحِبها من حيثية ماذا؟ من حيثية أنها زوجتي وأم عيلي، عيبة نُصحي وسري، هذه فطرة، إذن لا يدخل في الموالاة المحبة الطبيعية، من المحبة الطبيعية أيضاً الإصهار، تُحِب أصهارك، ومن المحبة الطبيعية ما قام على منفعة، أحسِن إلى مَن شئت تكن سيده، أبو الفتح البُستي يقول:

أحسِن إلى الناس تستعبد قلوبَهُم                      فطالما استعبدَ الإنسانَ إحسانُ

 الإمام عليّ يقول “أحسِن إلى مَن شئت تكن سيده“، هل هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ ۩،  إذا أحسن كافر إليك ألا يحملك هذا على بعض مودته؟ فطرياً وطبيعياً لان النفس تُحِب… يا أخي الحيوان أحسِن إليه يُحِبك، أليس كذلك؟ إلا أن يكون غدّاراً فتّاكاً كأم عامر وأمثالها وذؤبان السباع على كل حال، إذن أيضاً هذا … فإذا أحسن إليك كافر فأحببته هل هذا يُخرِجك إلى مُحرَّم و إلى الولاء المُحرَّم؟ لأ أبداً، ليس هذا التولي المُحرَّم، ليس هذا من التولي المُحرَّم، طيب الوفاء لهم بعهودهم والبر والإقساط ما لم يكونوا مُحارِبين لنا ومُقاتِلين ومُحادين هل يدخل في الولاء المُحرَّم؟ أبداً بل هو مأذونٌ به بنصوص كتاب الله، ومنها قوله تبارك وتعالى لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ۩، إذن هو ليس هذا، شيئ مندوب أيضاً، الله قال لك أنا أُحِب هذا، هل أنت تُحِب أن أُقسِط وأبر الكفّار؟ قال لك نعم مادام هؤلاء الكفّار لم يُقاتِلوكم في الدين ولم يُخرِجوكم ولم يُظاهِروا أيضاً على إخراجكم، برهم وأقسِط إليهم، وذكرنا في خُطبة قبل سنة أن الفقيه الجليل أبا بكر بن العربي قال الإقساط هنا ليس معناه العدل، لماذا إذن ليس العدل؟ قال لك لان العدل واجب حتى مع الكافر المُحارِب، يا سلام على عظمة الإسلام، انظر إلى قيمة الإسلام أين، قال لك حتى ولو كان كافراً مُحارِباً يجب أن تُقسِط فيه، هذا العدل، إذن ما هو الإقساط؟ قال هنا الإقساط بمعنى أن تُعطيه قِسطاً من مالك، أي تُعطيه أموالاً، وهذا نوع من البر، إذن البر والإقساط والوفاء بالعهود ومُجامَلتهم ومُحاسَنتهم ونفعهم بوجوه النفع وكل هذا ليس داخلاً في المُوالاة المُحرَّمة، فإذن ما هى المُوالاة المُحرَّمة؟ باختصار … وكان بودي أن أجعل الخُطبة فقط تقوم على تفسير هذه اللفظة، وهذه اللفظة – انتبهوا – ليست ظاهراً وليست نصاً وليست مُفسَّراً وليست نصاً بالطبع مُحكَماً على طريقة الحنفية، بقيَ أن تكون إما أن تكون لفظاً خفياً أو مُشكِلاً أو مُجمَلاً أو مُتشابِهاً، مُستحيل أن تكون مُتشابِهاً لأن هذا في العقائد، دار الأمر بين أن تكون لفظاً خفياً أو لفظاً مُشكِلاً أو لفظاً مُجمَلاً، سوف تقول لي هذه – والله – ألغاز، وهذا صحيح، هذه – والله – ألغاز، وهذه الألغاز يحلها أهل العلم الفاهمين، كان بودي أن أُجيب عن هذا السؤال، هل هذه اللفظة – المُوالاة هنا – التي ليست نصاً وليست ظاهراً وليست لفظة واضحة وغير مُفسَّر وغير مُحكَم فإذن هى لفظة خفية مِن أي أنواع الخفاء؟ خفي أم مُشكِل أم مُجمَل؟ مُتشابِه لأ لأن هذ خاص بالعقائد، فقط بنصوص العقائد، يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ ۩،  فَـأَتَـٰهُمُ ٱللَّهُ ۩ هذه تحتاج إلى خُطبة لحالها ويكون فيها نوع من التعليم أيضاً لمَن شاء أن يتعلَّم كيف تكون دقة التعاطي مع النصوص الشرعية والألفاظ الشرعية ووجوه الاستدلال وتصاريف هذه المسائل بدقة علمية يعرفها أهلها كعلمائنا المُحترَمين رضوان الله تعالى عليهم وأرضاهم أجمعين.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم فاستغفروه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

( الخُطبة الثانية)

الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذابٌ شديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صَلَىَ الله – تعالى – عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه  وسلَّم تسليماً كثيراً.

إخواني وأخواتي:

الإمام مالك – وذكرت هذا غير مرة – لما أراد أن يتكلَّم في حُكم الجاسوس الذي يتجسَّسُ للكفّار على المُسلِمين ماذا قال؟ لم يقل هذا كافر لآيات الولاء والبراء وتُضرَب عنقه كما قال ابن القاسم وهو قولٌ ضعيف، وعلَّق علماء المالكية “هذا القول لا يستقيم مع القواعد، لا يتوجَّه”، مالك قوله أعدل وأصوب الأقوال، فماذا قال مالك؟ يُوكَل أمره إلى الإمام، السُلطان ينظر في حجم الجريمة، فليس كل تجسس يُوجِب القتل، إذن مِن باب أولى ليس كل تجسس كفر وردة، أليس كذلك؟ هؤلاء أفهموك أن كل مُعاوَنة ظاهرة – وليس تجسساً من تحت لتحت  أيضاً – كفر وردة بنص كلام الله، نص ماذا يا حبيبي؟ نص ماذا؟ هل تعرف أنت رُتب الألفاظ؟ هل تعرف هذه الرُتب ومن ثم تقول لي نص وتتكلَّم بلغة العلم وأنت لا تعرفها ولا تحدقها أصلاً؟ هذا خطأ.

أختم بكلمة للإمام الفخر الرازي، لو عُدتم إلى تفسير الإمام المُجدِّد المُجتهِد الطاهر بن عاشور – روَّح الله روحه في عليين – في تفسيره العظيم التحرير والتنوير – إسم على مُسمى – سوف تجدون أن ابن عاشور يقول “مسألة التعاطي مع الكفّار ومحبة الكفّار ومُساعَدة ومُناصَرة ومُوالاة الكفّار مسألة تعتوِرها أحوال، تتبعها أحكام”، انظروا إلى الفهم، انظروا إلى الإمام، وليس أن يُقال هذا نص، جنوننا بالنص، يقولون نص، يعني دخيل الله ونتوسَّل إليكم افهموا أنه نص وكافر وانتهت المسألة، هذا غير صحيح، ليس هكذا يكون العلم، ليس هكذا يكون الدين، ابن عاشور إمام، وانظر حتى إلى التعبير وانظر إلى اللغة، قال لك “هذه المسألة تعتوِرها أحوال، تتبعها أحكام، وقد أحصيت منها ثمان حالات” ثم ذكر هذه الحالات وارجعوا إليها، لو عندي أي وقت الآن – لو ساعد الوقت – لسردت عليكم هذه الاحوال أو مُعظمها، قال ثمان أحوال وذكر منها أن المُسلِم الذي يُساعِد الكفّار – مجموعة من الكفّار أو أمة من الكفّار – على أمته لم يُعَد كافراً ما لم يرض بكفرهم ويُحِبه على دينه، لكن عاونهم لانه خسيس البعيد، خسَّت به الحياة وبأمثاله، خسيس يُقدِّم مصلحته على مصلحة قومه وأهل دينه مع اعتقاده كفر مَن يُساعِدهم هذا خائن، هذا جاسوس، هذا خسيس البعيد، يُعزَّر أو يُعذَّب أو ما إلى ذلك، ولكن لا تقل لي أنه كافر لأنه ليس كافراً، هذا ابن عاشور، وعلى كل حال عودوا إليه، والفخر الرازي لخَّص المسألة بثلاث حالات فقط، وأنا أعتقد كلام ابن عاشور يُمكِن أن يعود ويؤول إلى هذه الحالات الثلاث، علماً بأنه أشار إلى كلام الفخر وتنوَّر به، رضيَ الله عنهما وأرضاهما جميعاً معاً، فماذا قال لك الفخر الرازي؟ قال لك باختصار: أولاً إذا واليت الكفّار حباً لكفرهم أو حُباً فيهم لكفرهم – أي من حيثية كفرهم – سيكون واضح أن مَن فعل هذا الآن مُحالٌ أن يكون مُؤمِناً لأن لا يجتمع حُب الإيمان وحُب الكفر في قلب عبدٍ واحد، هذا مُستحيل، فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ ۩، أنت لا يا حبيبي، حبيت الطاغوت والطواغيت وتدّعي أنك تُحِب الله، كذّاب البعيد، هذا كفر، صح ومع الفخر الرازي بنسبة مائة في المائة، ثانياً قال لك من المُمكِن أن يُواصِل الكفّار ويود الكفّار ويُعيذ الكفّار ويُوالي الكفّار لا حُباً في دينهم ولا اعتقاداً لتصحيحه ولا رضاً به وإنما لسبب من الأسباب، إما لقرابة وإما لمنفعة وإما لحاجة أو لأي شيئ آخر فهذا لا يُقال إنه كافر ولكن على شفا الكفر، وضعه خطير، لأن هذه الحالة – والعياذ بالله – قد تجره إلى ماذا؟ إلى استحسان كفرهم بعد حين فربما كفر، لكنها ليست بالكفر، وانظروا إلى التدقيق، هذا الفخر الرازي طبعاً، والله لو تقرأون في تفسيره تعلمون مقامات العلماء، الرجل باقعة من بواقع الدهر، التفسير عجيب غريب، وقدرة هذا الرجل عجيبة.

آخر شيئ قال لك مُحاسَنة ومُعاشَرة جميلة في شؤون دنيوية، في البيع والشراء وما إلى ذلك، أكظم غيظي، أتبسم في وجهه، أُراعيه في السعر، مُحاسَنة، قال هذه ليس فيها شيئ.

الإمام القرافي أعتقد في الفرق التاسع عشر بعد المائة قال لك هذا بالعكس – على ما أذكر – المُسلِم مندوب إليه، المسلم مدعو إليه مع الكافر غير الحربي طبعاً، المُحارِب هذا في حالة حرب، لكن كافر مُسالِم … وكما قلنا وهذا نص الآيتين الثامنة والتاسعة من سورة المُمتحِنة أو سورة المُمتحَنة، والله – تبارك وتعالى – أعلم.

اللهم فقِّهنا في الدين وعلِّمنا التأويل وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً وفقهاً ورشداً، اللهم جنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم إنا نسألك حُب الخيرات وترك المُنكَرات وأن تغفر لنا وترحمنا وإذا أردت بعبادك فتنةً فاقبضنا إليك غير مفتونين ولا مُبدِّلين ولا مُغيِّرين.

نعوذ بالله من الحور بعد الكور، اللهم ألِّف بين قلوب أمةِ محمد، اللهم وحِّد صفوفهم، اللهم لم شعثهم، اللهم جنِّبهم الفتن، اللهم ووحِّد شملهم يا رب العالمين وانصرهم على مَن عاداهم حقاً وصدقاً، واغفر لنا ولوالدينا وللمُسلِمين وللمُسلِمات، المُؤمِنين والمُؤمِنات، الأحياء منهم والأموات بفضلك ورحمتك إنك سميعٌ قريبٌ مٌجيب الدعوات.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩.

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ ۚ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ۩، وقوموا إلى صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: