– الأستاذ المُهندِس طرفة بغجاتي: بسم الله الرحمن الرحيم، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: وعليكم السلام ورحمة الله.

– الأستاذ المُهندِس طرفة بغجاتي: نبتدئ في بداية النهاية ونهاية البداية في الحلقة الأخيرة بعونه تعالى – قال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم من هذا اليوم أو من هذه الليلة – من سلسلة الإمام الغزالي في الجُزء الثاني من هذه السلسلة، ونُلخِّص بشكلٍ سريعٍ الحلقة الثانية عشرة إن شاء الله، حيث بدأ الشيخ عدنان إبراهيم – حفظه الله – بموضوع السببية مرة أُخرى وتفسير السببية في منطق الغزالي، وخاصة في مجال إفساح المجال للمُعجِزة وخاصة مُعجِزات الأنبياء على مثالها مُعجِزة سيدنا إبراهيم مع النار، حيث أن السبب لا يُنتِج المُسبَّب، بل المُسبَّب يحصل عند السبب إفراداً لله – عز وجل – بالخالقية، وحدوث الخوارق لا يخل بتوازن العالم، فالغزالي لم يُكسِف العقل كما يُتهَم من بعض الناس، وقلب الأجناس عنده غير معقول، يُنكِر انقلاب الأعيان ولكنه لا يُنكِر تبديل الصور، وكان – رحمة الله عليه – عاشقاً للحقيقة، في السببية كانت له نظرة لطيفة، نظرية فلسفية وعلمية مع أمره باصطناع الأسباب مع تذكر خالق الأسباب.

وبعد ذلك انتقلنا إلى موضوعٍ مُهِمٍ جداً في عصرنا هذا وهو موضوع الغزالي بين العقل والنقل، وهذه مواضيع مُهِمة جداً ذكر شيخنا الفاضل منها أربعة وسنُتابِع الآن مواضيع أُخرى، وهي:

أولاً مُجانَبة التعصب المذهبي والطاعة العمياء عند الغزالي، ثانياً قوله لا خلاص إلا في الاستقلال، وثالثاً الشك: مَن لم يشك لم ينظر، ومَن لم ينظر لم يُبصِر، ومَن لم يُبصِر بقيَ في العمى والضلال.

وبعد ذلك انتقل الشيخ إلى طبيعة العلاقة بين العقل والنص ذاكراً ما ذكره إمامنا الغزالي في كتابه المُستصفى، فالعقل قاضٍ والشرع شاهد، والعقل لن يهتدي إلا بالشرع، والشرع لم يتبيَّن إلا بالعقل، ونُتابِع في هذا الموضوع مع شيخنا الفاضل، تفضَّل يا شيخ عدنان.

الإستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: تابع الله عليك أفضاله وتوفيقه وعليكم جميعاً.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه، كنا أيها الإخوة مع نقلٍ اقتبسناه من معارج القدس في مدارج معرفة النفس لإمامنا الغزّالي، وقال الإمام – رحمة الله تعالى عليه – وأيضاً – هذا مثالٌ آخر – فالعقل كالبصر والشرع كالشعاع ولن يُغني البصَر مَا لم يكن شعاع من خَارج – كالليل، في الظلام لا ترى،البصر يُصبِح كالمُعطَّل، لا يُوجَد شعاع – وَلنْ يُغني الشعاع مَا لم يكن بصر – يستفيد منه في النظر – فَلهذا قَال تعالى قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ – عجيب، انظر إلى الفهم، الله تبارك وتعالى فعلاً مثَّل أو شبه الشرع بالنور، إذن لابد من بصر يتلقى النور، ما هو البصر؟ العقل، وهو مناط التكليف، فهذا في مُنتهى الإجادة، أي هذا التمثيل، أليس كذلك؟ مُوفَّق إليه، وذو روح قرآنية هذا التمثيل – وَكِتَابٌ مُبِينٌ ۩ يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ ۩.

الآية المشهورة من سورة المائدة، ثم أتى بمثال آخر: وَأَيْضًا فالعقل كالسراج – الشرع يكون كماذا؟ كالزيت الذي يُضيء – وَالشرع كالزيت الذي يمده فَمَا لم يكن زيت لم يحصل السراج وما لم يكن سراج لم يضىء الزّيت وعلى هَذَا نبه الله سبحانه بقوله تَعَالَى اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ۩ إِلَى قوله نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ۩ – إذن نور الشرع ونور العقل، هذا هو المعنى، أليس كذلك؟ لأنه قال مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ ۖ ۩، المصباح هو السراج فانتبهوا، لُغةً المصباح هو السراج، المشكاة هي الكوة غير النافذة في الحائط، قال الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ ۖ ۩، أرأيتم؟ زجاجة ماذا؟ السراج، والسراج هو المصباح، الفتيلة هذه التي تُضيء، هذه هي المصباح، هي السراج، وبعد ذلك هناك الزجاجة التي تحميه لكي لا تُطفئه الأرواح، والأرواح جمع ريح، يُقال الأرواح أو الرياح، وبعد ذلك ماذا قال؟ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ۩، هذا صدر مُؤمِن يُقال، يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ ۚ ۩، كأن الله يقول الشرع بذاته هادٍ، أي أنه بحسب فهمي أوشك أن يهدي حتى لو لم يكن العقل يتلقاه، هو هداية ذاتية، لكن في نهاية المطاف لابد من عقلٍ يتلقاه، السراج يستمد منه فيُضيء ولك أن تتخيَّل هذا، والسراج مُعَد للضوء والزيت يكاد يُضيء بنفسه فكيف يكون مقدار الإضاءة مع وجود الزجاجة التي تحفظه من الأرواح وتعكس أيضاً الضياء فيتضاعف مع وجود المشكاة التي تمنع أن يتبدَّد في مساحات هائلة؟ سوف تكون إضاءة عجيبة في هذه المشكاة، وهذا مثال نور المُؤمِن في صدره وقلبه، أليس كذلك؟ قال نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ۩، نور الزيت الذي يكاد يُضيء من تلقائه ونور السراج المُمتَد أو المُستمِد من الزيت، هذا هو، مع العلم بأنه عنده كتاب بحياله اسمه مشكاة الأنور، أعني أبا حامد رحمة الله عليه، من أصعب وأدق كُتبه، وهو بنفس عرفاني، إلى حدٍ ما عقلي لكنه عرفاني أكثر – فالشرع عقلٌ – هذه عبارة جميلة جداً جداً فاحفظوها – من خارج والعقل شرع من داخل وهما مُتعاضِدان بل مُتحِدان، ولكون الشرع عقلاً من خارج سلب الله تعالى اسم العقل من الكافر – انظر إلى هذا، ما هذا الفهم؟ ما هذه الدقة؟ حتى ضرب الأمثلة عنده دقيق جداً جداً ومُستمَد من القرآن بشكل دقيق، ليس كلاماً يقوله ويُلقيه على عواهنه، ليس كذلك أبداً، يقول لك ولكون الشرع عقلاً من خارج سلب الله تعالى اسم العقل من الكافر – في غير مَوضِع من القرآن نحو قوله تعالى صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لَا يَعْقِلُونَ ۩ – جحدت الشريعة؟ لا عقل لك، لأن الشرع عو عقلٌ من خارج – ولكون العقل شرعاً من داخل قَال تعالى فِي صفة العقل فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ۩ – أنا أقول لكم أنني مع سُليمان دنيا، هذا نفس غزّالي، هذه دقة غزّالية، هذه روح لا يُمكِن أن تتلبَّس إلا أبا حامد، مَن هو الكذّاب الزنديق الذي يُمكِن أن يتحدَّث بهذه اللُغة؟ صعب جداً، يبدو أن شيخنا القرضاوي لم يُعمِل النظر طويلاً في هذا الكتاب ولو حتى في بعض فصوله، لكنه ردَّد ما قاله بدوي وغير بدوي بشأن أنه كتاب منحول، لماذا؟ لأنه لم تجر فيه إشارة إلى كتاب من كُتب الغزّالي، لم يُشِر فيه إلى أي كتاب، فقال هذا يُؤكِّد أنه ليس من كُتبه، لكن هل الذي ينحل غيره كتاباً يُعجِزه أن يُشير مائة مرة إلى كُتب الغزّالي؟ بالعكس هذه الإشارة عندي تُرجِّح أنه لأبي حامد، لو كان منسوباً منحولاً عليه لوجب على مَن نحله أن يتلطَّف بالإشارة كأن يقول قد ذكرنا في الإحياء وقد ذكرنا في كتاب كذا من التهافت لكي يخدعك، لكنه لما لم يفعل رجَّح هذا عندنا مع المُرجِّح الأصيل وهو هذا النفس وهذه الدقة الغزّالية وهذه النورانية العرفانية لأبي حامد أنه من وضعه وتصنيفه وترصيفه رحمة الله تعالى عليه وقدَّس الله سره – فَسمى العقل ديناً ولكونهما مُتحِدين قَالَ نُورٌ عَلَىٰ نُورٍ ۗ ۩ أَي نور الْعقل وَنور الشَّرْع.

ما أحسن هذا الكلام! ما أبدع هذا النظام!

في كتابه الاقتصاد في الاعتقاد – حدَّثتكم عنه وعن سر تسميته بالاقتصاد في الاعتقاد – يصف عصابة الحق وأهل السُنة بأنهم اطلعوا على طريق التلفيق – أي التوفيق، يُسمونه التلفيق – بين مُقتضيات الشرع ومُوجِبات العقول وتحقَّقوا أن لا مُعانَدةً بين الشرع المنقول والحق المعقول. وعرفوا أن مَن ظن مِن الحشوية وجوب الجمود على التقليد، واتباع الظواهر ما أُتوا به إلا من ضعف العقول وقلة البصائر. وإن مَن تغلغل من الفلاسفة وغُلاة المُعتزِلة – انظر إلى هذا، قال غُلاة المُعتزِلة، لم يقل المُعتزِلة وإنما قال الغُلاة فيهم، أي الذين تقريباً خلعوا الربق وانحلوا من قيود الشرع في النهاية للأسف، هكذا يقول وإلا المُعتزِلة ليسوا كذلك، بالعكس المُعتزِلة فيهم صُلحاء وعلماء أفاضل وفيهم مَن ذب عن الإسلام أحسن الذب كعبد الجبّار رحمة الله عليه صاحب المُغني وصاحب الكُتب الشهيرة بشهادة الذهبي – في تصرف العقل حتى صادموا به قواطع الشرع، ما أُتوا به إلا من خبث الضمائر. فميل أولئك إلى التفريط – بترك العقل وعدم التعويل عليه، يعني أهل الظاهر – وميل هؤلاء إلى الافراط – في الاعتماد على العقل -، وكلاهما بعيد عن الحزم والاحتياط.

ثم ضرب – رحمة الله تعالى عليه – للعقل والشرع مثالاً شبيهه هنا، قال فمثال العقل البصر السليم عن الآفات والاذاء. ومثال القرآن الشمس المُنتشِرة الضياء – إذن هذا كلامه، أرأيتم؟ في الاقتصاد في الاعتقاد، هذه روحه، هذه تشابيهه -، ولا يستغنى بأحدهما عن الآخر إلا من كان في غمار الأغبياء، فالمُعرِض عن العقل مُكتفياً بنور القرآن مثاله المُتعرِّض لنور الشمس مغمضاً للأجفان – أي لن ينتفع، هذا صحيح ولك أن تتخيَّل هذا، يحفظ الكتاب والسُنة لكن لا يستخدم العقل ولا ينتفع بشيئ كالأعمى -، فلا فرق بينه وبين العميان فالعقل مع الشرع نور على نور، والمُلاحِظ بالعين العوراء لأحدهما مُتدلِّل بحبل غرور.

أي لابد من الاثنين معاً، انظر إلى هذا، كلام جميل!

في إحياء علوم الدين قال – رحمة الله تعالى عليه – فالداعي إلى محض التقليد مع عزل العقل بالكُلية جاهل – تقليد وانتهى الأمر، قال الله وقال الرسول ولا يستخدم العقل – والمُكتفي بمُجرَّد العقل – كالفلاسفة وغُلاة المُعتزِلة – عن أنوار القرآن والسنة مغرور – ما المُراد بمغرور؟ فسَّرنا هذا أمس، ما جوهر الغرور؟ (ملحوظة) قال أجاب أحد الحاضرين قائلاً الجهل، فقال له الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أحسنت، ثم استتلى قائلاً إياكم أن تفهموا أن المغرور هو المُعجَب بنفسه، غير صحيح، المغرور هو الجاهل، احفظوا هذا لأن اللُغة العامية أفسدت علينا الجهل، يُقال هذا إنسان مغرور بمعنى إنسان مُعجَب أو إنسان مزهو أو إنسان فيه بأو أو إنسان فيه كبر، هذا نُسميه بالعامي المغرور لكن المغرور هو الجاهل، الإنسان المغرور هو الجاهل، والإمام الغزّالي عنده رسالة لطيفة جداً جداً أنصحكم بقراءتها اسمها الكشف والتبيين في غرور الخلق أجمعين، غرور العلماء وغرور الصوفية وغرور العمّال وغرور التجّار وغرور المُؤذِنين وإلى آخره، فماذا يقول؟ – فإياك أن تكون من أحد الفريقين وكُن جامعاً بين الأصلين – أي بين العقل وبين الشرع -، فإن العلوم العقلية كالأغذية – وهذا تفسير مُهِم فاكتبوه، أبو حامد يقول العقليات كالأغذية والشرعيات كالأدوية، عجيب! هذا يعني أننا نحتاج إلى قدر أكثر من الشرع أم من العقل؟ من العقل، سوف يُقال أعوذ بالله، كلمة فظيعة، هو هذا، انتبه! هو هذا، تسمع الآن مُحاضَرة أو خُطبة أو تقرأ كتاباً فتجد أن مُعظَم الكلام نقل، قال الله وقال الرسول وقال ابن تيمية وقال فلان وقال علان وقال وقال وقال، يا أخي أين شخصيتك؟ أين عقلك؟ أرني إياه، ائت بآية واشرحها، حاول أن تُمعِن في شرحها وفي تشقيق الكلام حولها وفي فهمهما وفي استباط ذخائرها واستخراح كظائمها، ما هذا؟ لا يُوجَد عقل ولا تُوجَد شخصية، كل الكلام قال وقال وقال، ما هذا الكلام؟ ولذلك سُبحان الله هذه الكُتب المائة فيها بواحد، وصفحة بأبي حامد بألف كتاب من هذه الكُتب، العقل يتحدَّث، العقل هنا يتكلَّم باسم الشرع وباسم العقل، كلام جميل مُعبِّر وثقيل، يقول العلوم العقلية كالأغذية، الإنسان يحتاج إلى الغذاء دائماً، ويحتاج إلى الدواء لُماماً، أليس كذلك؟ لذلك لما تكلَّمت وقلت عندنا حالة تضخم Inflation في الكلام في الدين لم أكن مُبالِغاً، أليس كذلك؟ في خُطبة جُمعية قلت عندنا حالة تضخم يا أخي، فضائيات على مدار الأربع والعشرين ساعة تتحدَّث عن الدين باستمرار، هذا شيئ غير طبيعي، وهو وضع غير سليم بالمُناسَبة، أصبح الناس كالمجانين يا أخي، لا يصح هذا، أنا أحتاج الدين ربما في الأسبوع مرة، موعظة جُمعية مُمتازة كإنسان عادي وليس كطالب علم مُتخصِّص، جيدة ومُمتازة وسوف تُعبئ لي عقلي وقلبي، هذا هو فقط، وفي سبعة أيام الأسبوع أحتاج إلى الزراعة والتجارة والإدارة والسياسة والعمل والكدح والاكتساب والمعاش ومرمة المعاش واختراع العلوم والفلسفات والنظريات والمُخترَعات، هذا الذي نحتاجه لكي تصير الحياة طبيعية، هذا غير معقول يا أخي، لذلك كنت أقترح دائماً ولا زلت أقترح والله العظيم مُقترَحاً هاماً، وإن شاء الله يقع مُقترَحي موقع القبول من بعض الناس الذين يُموِّلون هذه الفضائيات، نُريد فضائية إسلامية، أي بنفس إسلامي، فيها ساعتين أو على الأكثر ثلاث ساعات يومياً دين والباقي كله كيمياء وفيزياء وكوزمولوجيا Cosmology وتاريخ وفلسفة ومنطق و Geopolitics وPolitics وإلى آخره، هو هذا، ويُتابِعها أمي وأختي وأنا وأنت، ومن ثم يحدث اعتدال، هو هذا، أليس كذلك؟ كما قلنا المُقارَبات الدينية والفقهية في الحياة محدودة، أنا ضربت ذات مرة في خُطبة مثلاً، إذا أردنا أن نبنى مُستشفى أو مشفى Hospital مُعيَّن في مكان مُعيَّن ما هو القدر الذي نحتاجه من الدين؟ فتوى بأن هذا جائز، لا نحتاج إليها! لا نحتاج إليها لأن كل الناس يعرفون أن المُستشفى ضرورية وأن مُهِمتها التطبيب والعلاج يا حبيبي، لا نُريد فتوى، لا يُمكِن أن يُقال لا والله يا أخي، فلنتورَّع قليلاً وننتظر فتوى من مولانا الشيخ العلّامة مُفتي كذا وكذا، لا أحتاج إلى هذا، سوف أبني المُستشفى دون أن أحتاج إلى فتوى، لكن ما القدر الذي أحتاجه من علم الهندسة المدنية والمعمارية؟ قدر كبير بحجم ما يقوم به هذا البناء الضخم، أليس كذلك؟ ما هو القدر الذي أحتاجه من العمّال والفعلة الذين سوف يحملون الأشياء ويخلطونها ويشتغلون؟ الألوف ربما نحتاج منهم لمئات الساعات إن لم يكن لآلاف الساعات من أجل شغل مُتواصِل، ما القدر الذي أحتاجه من الديكور Decor وهندسة الديكور Decor؟ قدر كبير جداً، مُهِم جداً هذا، ما القدر الذي أحتاجه من هندسة الإدارة Management لمعرفة كيف نُدير هذه المُستشفى ونتصرف في عوائدها؟ قدر كبير، ما القدر الذي أحتاجه من الاقتصاد لمعرفة الجدوى ودراسة الجدوى وما إلى ذلك؟ قدر كبير، ما القدار الذي أحتاجه من علم الطب والصيدلة والتمريض وما إلى ذلك؟ مسألة كبيرة! هذه حياة، أين دور الفقه هنا؟ ليس له دور، فلماذا صدَّعتم رؤوسنا على مدار الأربع والعشرين ساعة وأنتم تتكلَّمون في الدين يا أخي؟ هلكتمونا، لكنهم لا يُحِبون هذا، سوف يُقال عدنان الخبيث يُزهِّد في علماء الدين، هم لا ينظرون إلا إلى أنفسهم، لا ينظرون إلى الأمة وإلى العقل، ينظرون فقط إلى أنفسهم ويقولون هذا يغمزنا، يا أخي لا أغمزكم، أنا مثلكم، أنا منكم، أنا مع القبيلة هذه، أنا من قبيلة المشائخ، على كل حال يقول ماذا؟ – والعلوم الشرعية كالأدوية والشخص المريض يستضر بالغذاء متى فاته الدواء فكذلك أمراض القلوب لا يُمكِن علاجها إلا بالأدوية المُستفادة من الشريعة.

كلام جميل، أجمل شيئ فيه أنه قال لك حاجتك من الدين محدودة، انتبه إلى أنها محدودة، حاجتك من العقل والفهم ومُمارَسة الحياة كثيرة جداً جداً كالغذاء، كالغذاء! كم تتناول من الدواء أنت؟ عكسوا لنا القاعدة يا جماعة هؤلاء، واله العظيم عكسوا لنا القضية كلها، حياتنا معكوسة، أنا أشعر بوجود شيئ غير طبيعي، أنا أشعر بهذا لكنني عبَّرت عنه والحمد لله في خُطبي، أشعر بوجود شيئ غير طبيعي في الحياة الإسلامية، غير طبيعي! ولذلك لما ثارت ثورة ما شاء الله رأينا النتائج، قيل مُظاهَرة تُطالِب بمليون لحية، خرَّب الله بيوتكم، مليون لحية؟ هل الذي ينقصنا مليون لحية نحن؟ ينقصنا مليون وظيفة للمُلتحين من أمثالكم، أنتم فارغين أشغال كما يُقال، أليس كذلك؟ ينقصنا مليون وظيفة لمليون لحية لا تجد شغلاً إلا أن تدعو إلى مليون لحية، هو هذا الذي نُريده بالضبط، هذه المُعادَلة المفقودة، أليس كذلك؟ قالوا مليون لحية، وبعد ذلك مليون نقاب، سوف يُقال أتهزأ من النقاب، أنا تعبت فلابد أن أُنكِّت، والله تعبت فاعذروني، غداً الذين مَن يراني سوف يقول ما له الشيخ؟ أنا من خمس ساعات أتكلَّم بشكل مُتواصِل، هذا كله في نفس المجلس، والله لم أتحرَّك، وأبو عدنان أسأل الله أن يُعينه وأن يُعينكم جميعاً – وهي وظائف العبادات والأعمال التي ركبها الأنبياء صلوات الله عليهم لإصلاح القلوب فمن لا يداوى قلبه المريض بمعالجات العبادة الشرعية واكتفى بالعلوم العقلية استضر بها كما يستضر المريض بالغذاء‏.‏

قال وظنُ مَن يظن أن العلوم العقلية مُناقِضة للعلوم الشرعية وأن الجمع بينهما غير مُمكِن هو ظنٌ صادر عن عمى في عين البصيرة نعوذ بالله منه – هل هذا مُحال بالعقل؟ هذا يُؤكِّد ولا يزال يُبدئ ويُعيد في موضوع ماذا؟ في موضوع أنه لابد من احترام العقل، لابد من التوفيق بين العقل والنقل، العقل لا يُستغنى عنه، العقل كالنظر، العقل كالغذاء، العقل! هل هذا الرجل ضد العقل؟ مُستحيل – بل هذا القائل ربما يُناقِض عنده بعض العلوم الشرعية لبعضٍ – انظر إلى الاختلاف بين هذا وهذا – فيعجز عن الجمع بينهما‏.‏ فيظن أنه مُتناقِض في الدين – يظن أن الدين نفسه مُتناقِض – فيتحيَّر به فينسل من الدين انسلال الشعرة من العجين‏ – قال الذي لا يحترم العقل أقرب إلى الإلحاد، أي شيئ يُشكِّكه في الدين في النهاية لأن ليس عنده عقل واسع لكي يستوعب -. لأن عجزه في نفسه خيل إليه نقصاً في الدين وهيهات‏.

وهذا صحيح، لذلك لابد من تربية العقول يا جماعة، المُهِم من رأي إمامنا – أي في رأيه – أيها الإخوة أنه لا يُتصوَّر أن يُثبِت الشرع ما يَنفيه – نقول يَنفيه بالفتح لأن نفى ثلاثي، فنقول يَنفيه وليس يُنفيه بالضم – العقل ويقطع باستحالته ولا أن يَنفي الشرع ما يُثبِته العقل – هذا أيضاً لا يُتصوَّر، أن الشرع يَنفي ما يُثِبته العقل، أي بالبرهان – كما أنه لا يُتصوَّر أن يُثبِت العقل ما يقطع الشرع بنفيه ولا أن ينفي ما يقطع الشرع بثبوته.

قال هذا غير مُتصوَّر، هذا يعني أن أبا حامد هو الذي سبق ابن تيمية – رحمة الله على الجميع – في كتابه الموسوعي بيان مُوافَقة صحيح المنقول لصحيح المعقول، أبو حامد هو الأستاذ وهو الذي أوحى إليه بكل هذه الخُطة بصراحة، علينا أن نرد الفضل إلى أهله!

وإذا وقع شيئٌ من ذلك فهو من التوهم على العقل أو على الشرع، وقد حمل – رحمة الله عليه – في تهافته على الفلاسفة لأنهم توَّهموا على العقل فأثبتوا – وأنا اطلعتكم على أنموذجين، أليس كذلك؟ هناك نماذج من هذا على توهمات الفلاسفة على العقل – باسم العقل – ماذا؟ – أشياء كثيرة لا يُثبِتها العقل القوي مثل عقل الغزّالي، جعلوا هذا من مُقتضيات العقول وما إلى ذلك، غير صحيح قال لهم، لا تغلطوا على العقل، لا تتوهَّموا، كما يتوهَّم بعض الناس على الشرع فيتكلَّم باسم الشرع بما لم يُثبِته وينفي باسم الشرع ما لم ينفه الشرع، هذا كله من التوهم على الاثنين فيحصل تناقض بين ما نُسِب إلى الشرع وليس منه وما هو من العقل بسبيل أو العكس، ما نُسِب من العقل وما ليس منه كما فعل الفلاسفة وما ثبت في الشرع فتحصل مُناقَضة ظاهرية من خطأ التوهم، من خطأ الغلط على الشرع والعقل أو على الاثنين معاً.

وفي مُنقِذه من الضلال حمل على الصديق الجاهل – حدَّثتكم عن هذا، الصديق الجاهل للدين – الذي يُنكِر باسم الشرع ما قاله الفلاسفة في الخسوف والكسوف – لماذا تُنكِر هذا يا أخي؟ قال لأن الفلاسفة قالوا به، وما المُشكِلة؟ هذه حقيقة، نأخذها ما دامت حقيقة عن أي أحد، لكن هذا صديق جاهل ظن أنه لا يكسب المعركة إلا بإنكار جُملة وتفاصيل ما أتى به الفلاسفة فأضر بقضية دينه العادلة – ونحوه مما يتصل بالعلوم الرياضية التي أدلت بها براهين يقينية لا سبيل إلى مُجاحَدتها.

الغزّالي يا إخواني في كُتبه ميَّز تمييزاً عبقرياً بين أمرين، ما هما؟ يُوجَد أمر يُسمى هنا في الغرب الخارج عن نطاق العقل، أي Nonrational أو ما يُسمونه Superrational، ما هذا؟ قال لك هذا خارج عن نطاق العقل، ليس من مُختَصات العقل، وقد يكون ثابتاً في ذاته، هل هذا واضح؟ هذا شيئ، في الشريعة ماذا عندنا مثل هذا؟ هناك أشياء كثيرة مثل هذا، عذاب القبر – مثلاً نفترض – ونعيم القبر، أليس كذلك؟ الجنة، النار، وجود الملائكة، كثير من صفات الله وأسمائه لا إله إلا هو، البعث والنشور، وحشر الأبدان مع الأرواح أو النفوس، كل هذه الأشياء فوق مُستوى العقل، العقل لا يقدر وحده على أن يتوصَّل إليها ويُثبِتها ويُبرهِنها، لا يقدر على هذا، لكن مُهِم جداً جداً، هي Nonrational أو Superrational، فائقة! يُسمونه فائق العقل، بلُغة فلسفية يقولون هذا، هذا في كُتب الفلسفة التحليلية، امسك أي كتاب في الفلسفة التحليلة وسوف تجد مُصطلَح Superrational أو Nonrational، هذا شيئ بحياله، هذا قسم واحد، يُوجَد قسم ثانٍ اسمه ماذا؟ Irrational، Ir تعني ماذا؟ مُناقِض، مُناقِض للعقل، أي يقطع العقل باستحالته، يُوجَد فرق بين المجالين، أبو حامد هو الذي ميَّز هذا التمييز بوضوح، قال لك ثمة فرق بين أمرين، هناك أمر ليس من مُختَصات العقل، بلُغة أبي حامد ماذا نعته؟ طور وراء طور العقل، هكذا أسماه في الإحياء وفي المُنقِذ من الضلال، قال هناك طور وراء طور العقل، بأسلوب جميل قال هذا، ما أجمله! إن شاء الله سوف أجد هذا بضربة واحدة، ماذا قال؟ قال انظر إلى الحواس، ماذا عن الحواس؟ قال ما يتأدى بالعين لا تُؤديه الأذن، أليس كذلك؟ مُستحيل، الأذن لا تستطيع أن تُبصِر المُبصِرات، فهل مَن ليس عنده عين وعنده أذن يقدر على الرؤية؟ مُستحيل، لكنه يقدر على أن يسمع، أليس كذلك؟ يُوجَد اختصاص، وما يتأدى بالأذن لا تُؤديه العين، وهذا صحيح، قال جميل، الآن ما يتعدى بالحس كل الحس – وسائل الحس Sense الخمس أو الست – قال لا يتأدى بالعقل، لابد من الحس، الحس يُؤدي أشياء لا يستقل العقل بأدائها، لا يقدر على هذا، إذا لم يكن عندك سمع أو بصر هل تستطيع أن تسمع وتبصر بالعقل؟ مُستحيل، أليس كذلك؟ قال إذن من باب أولى أن ما يتأدى بالعقل لا يتأدى بالحس، أليس كذلك؟ والعقل يُصادِق على ما أتى به الحس ويقول له شكر الله سعيك، أنا سأتجاوزك الآن وسأبدأ أُجرِّد، سأبدأ أُنشيء المعقولات، أليس كذلك؟ جميل!
ماذا قال أبو حامد؟ إن شاء الله سنجد هذا في الكتاب الآن لأنني أُحِب أن أقرأ له، ماذا قال أبو حامد رحمة الله تعالى عليه؟ قال ولم لا يكون هناك طور وراء طور العقل يقول للعقل شكر الله سعيك، مُمتاز لكن أنا أُؤدي أشياء أنت لا تُؤديها ولا تعرفها، قلت لكم هذه لعبة مُقارَنة، الفكر والعلم لعبة مُقارَنة، دائماً لابد من المُقارَنة، ما دام قارن العقل إلى الحس والحس إلى العقل لماذا لا يكون هناك طور آخر وراء العقل؟ وهذا الذي أشرأب إليه أبو حامد وتشوَّفت إليه نفسه، قال لماذا لا يكون هناك نوع من معرفة فوق عقلية Superrational؟ لماذا لا تُوجَد معرفة فوق العقل وتكون موجودة عند أهل الله العارفين بالله والذاكرين الذين انخعلوا من الدنيا وتركوا كل شيئ ولم يُعوِّلوا على شيئ؟ لماذا لا يكون هذا موجوداً، دعوني ابحث عنه، بحث عنه وعلى ما قال لنا – رحمة الله عليه – وجده، أرأيتم كيف؟ فهذا أسماه ماذا؟ أسماه طور ما وراء العقل رحمة الله تعالى عليه، طور ما وراء العقل!

إن شاء الله أجد ما أُريد قراءته، لم أكتب رقم الصفحة بشكل صحيح ولا أعرف لماذا، من المُؤكَّد أن هذا بسبب التعب، فهو أسماه طور ما وراء العقل، وعلى كل حال هو يُفيد أنه وصل إليه – رحمة الله تعالى عليه – لكن بطريق أهل الله، نور يُقذَف في القلب يا إخواني، نور يُقذَف في القلب فيحصل الإنسان على أشياء لا يتحصَّل عليها بالعقل.

يبدو أنني عكست الرقم والله، عكست! أنا أديت إليكم المعنى تماماً لكنني أُريد أسلوبه، نُريد أن نتبارك أسلوبه الجميل فلعلنا نجده، على كل حال هذا هو!

الآن أبو حامد – رحمة الله عليه – أيضاً في كُتبه كالاقتصاد وغيره قال العقل عنده اختصاص في القضايا الدينية العقدية أصيل، ما هو؟ أن يُثبِت لنا وجود الله وإرادته وقدرته، ولن نقول أنه حي، فمن المُؤكَّد أنه حي لأننا ذكرنا الوجود، هذه الأشياء العقل يستقل بإثباتها، هذا له علاقي بكلامي أمس في الخُطبة عن اللاهوت الطبيعي واللاهوت العقدي، فأبو حامد من رأيه أن العقل يستقل بإثبات وجود الله وأنه مُريد وأنه قادر وأنه عالم طبعاً، ما دامت هناك إرادة هناك علم، هذه الأشياء يقدر العقل على معرفتها، لكن هناك أشياء ثانية تُؤخَذ من الشرع، إذن هذا ما يتعلَّق بوجود الله وهذا أولاً، ثانياً صدق النبي، يقدر العقل على أن يُفكِّر في النبي وفي رسالته وفي مُعجِزته وفي بيناته، يقول هذا – والله – نبي صادق، بالتفكير يُمكِن أن يعرف هذا، لم لا؟ فقال العقل يُوكَل إليه هذان الأمران، وماذ بعد؟ قال بعدما يُؤدي العقل إليك وجوب الإيمان بالله واجب الوجود وصدق النبي والرسالة تُسلِّم نفسك إلى مَن؟ إلى النبي، ما معنى أن تُسلِّم نفسك إلى النبي والنبي مات؟ إلى النص وإلى دينه، تعزل عقلك وتقول له توكَّل على الله واجلس الآن، كيف أعزله؟ هذه مسألة مُهِمة جداً في كلام أبي حامد، ما معنى أن أعزله؟ هل أسد عليه المنافذ؟ لا، حين نقول اعزله نكون دخلنا الآن في الـ Superrational، أي شيئ فوق العقل، قال لك يُوجَد عذاب قبر فتُسلِّم بوجود عذاب القبر، قال لك يُوجَد كذا وكذا فتُسلِّم بوجود كذا وكذا، لأنك طبعاً صدَّقت أن الله موجود وأن هذا نبيه الذي أرسله وهذا كتابه، أليس كذلك؟ هذا وحيه، انتهى الأمر إذن، لا تقل لي يا أخي هذا غير معقول وأنا أستبعده وما إلى ذلك، هذا فيه مندوحة للكلام لما يكون ثابتاً بأحاديث آحاد، أليس كذلك؟ وعلى أوجه مُتخالِفة ومُنتاقِضة، فلا تقل لي هذه عقيدة، أما الشيئ الثابت في الكتاب ومُتواتِر السنة يُسلَّم به دون كلام، هناك موازين وتُوزَن الأعمال وهناك حشر وهناك نشر وهناك جنة وهناك نار وهناك شيئ اسمه صراط وهناك خلود في النار وخلود في الجنة، انتهى الأمر، اقبل هذا دون أي مُشكِلة، أنت تعزل نفسك الآن، أما أن يُفهَم من كلام أبي حامد – وحاشاه طبعاً ولا يُمكِن أن يُفهَم هذا الكلام – أنه قال بعزل العقل بالكُلية وكأنه غير موجود فهذا غير صحيح، لا يقول بهذا لا أبو حامد ولا غيره حتى من المُفرِّطين – ليس المُفرِطين وإنما المُفرِّطين – في حق العقل، لماذا إذن؟ لأن معلوم أن العقل هو أساس التكليف، هو مناط التكليف، ورُفِعَ العقل عن ثلاث، إذا لم يكن عند الإنسان عقل لا يكون مُكلَّفاً، فلابد من العقل، لكن لماذا العقل هذا مشروط هنا؟ لكي يفهم ما أُلقيَ إليه، لكي يقدر على أن يفهم حتى الأحكام وما المطلوب منه: هذا حلال وهذا حرام وهذا واجب وما إلى ذلك، فهذا هو العقل، وهذا كان أولاً.

ثانياً العقل له مُدخَلية في تصحيح الناس، القرآن مُتواتِر، ليس عندنا كلام في هذا، انتهى الأمر، أليس كذلك؟ لكن يُوجَد عندنا حديث، وهنا اشتغل عقل علماء المُسلِمين وخاصة علماء المُصطلَح وعلماء الرواية الدراية والرواية، أليس كذلك؟ وأنشأوا علوماً من أجل أن يُحاوِلوا أن يُقارِبوا مسألة التصحيح والتعريف، يُريدون أن يعرفوا هل هذا صحيح؟ هل هذا ضعيف؟ هل هذا كذب؟ ما الذي اشتغل هنا؟ العقل، ولا يزال يُوجَد ما هو أبعد من هذا، العقل له مُدخَلية واضحة في فهم النص، أليس كذلك؟ وهنا يأتي إلينا علم كامل اسمه علم أصول الفقه، باللُغة النقدية الحديثة ماذا يُسمون علم أصول الفقه؟ يُسمونه بمُصطلَح عصري علم قواعد تفسير النصوص، أليس كذلك؟ يُوجَد عندنا علم يُقعِّد قواعد لتفسير النص الديني، هذه القواعد مَن الذي استنبطها وقعَّدها؟ العقل، النص لم يقل لنا إياها، لا تُوجَد عندنا آيات تقول هناك المُحكَم وهناك المُتشابِه وهناك المُجمَل وهناك المُبيَّن وهناك العام والخاص والمُطلَق والمُقيَّد وقاعدة كذا وكذا وكذا، لا يُوجَد الكلام هذا، العقل بالتفكير والاستقراء والتقصي للنصوص واللُغة العربية وأشياء كثيرة بدأ يُقعِّد لهذه الأشياء، هذا هو العقل، العقل أيضاً يا إخواني له دور في المُتشابِهات، مثل ماذا؟ بعض أسماء الله وصفاته، عنده مُدخَلية للكلام والتأويل، وإذا أحببتم أن تقرأوا رأى الغزّالي في هذه المسألة سوف تجدون كلاماً له في مُنتهى الجودة والإبداع في كُتيبه العظيم النفع على صغر حجمه: إلجام العوام عن علم الكلام، الكُتيب كله تقريباً مبني على مسألة ماذا؟ ما دورنا إزاء النصوص المُشتابِهة؟ مثل الله يجيء والله يأتي والله استوى على العرش ويد الله وبأعيننا وعلى عيني وإلى آخره، أشياء مثل هذه، ما الدور؟ قال لك عندك سبع وظائف وبدأ يُعطي لك إياها، شرحهن شرحاً سريعاً، مثل التقديس والتصديق والتسليم والكف وإلى آخره، وقال بعد ذلك أبدأ الآن أُفصِّل لك في الشرح، وبدأ يُفصِّل لك، يذكر كل وظيفة ويشرحها، شيئ عجيب، وقال لك هذه حقيقة مذهب السلف، حقيقة مذهب السلف الالتزام بالوظائف السبع هذه، مَن هذا الذي يتحدَّث هنا؟ العقل، أليس كذلك؟ فما معنى أن تقول لي اعزل العقل لأنه عقل؟ غير صحيح، العزل بمعنى ماذا؟ أن يُسلِّم لكل ما ليس من اختصاصه، وهو ماذا؟ فوق العقل، ما يتعدى اختصاص العقل، انتهى الأمر، إذا قال لك هناك جنة تكون هناك جنة، لو الشرع قال الناس تعيش فمنهم مُؤمِن ومنهم كافر ومنهم مُحسِن ومنهم مُسيء ومنهم صالح ومنهم طالح ومنهم مُقسِط ومنهم ظالم مُجحِف وإلى آخره، وفي الآخرة هناك جنة ولا تُوجَد نار، لم نسمع عن النار، فقط هناك جنة وسوف يدخلها كل الخلق – المُؤمِن والكافر – لكن على تفاوت، الكفار في الأسفل والمُؤمِنون فوق بحسب أعمالهم، هل نقبل أو لا نقبل؟ نقبل، لابد أن نقبل، لكن الشرع لم يقل هذا، قال لا، قال تُوجَد جنة وتُوجَد نار، الكافر والمُشرِك حرَّم الله عليه دخول الجنة كما في سورة المائدة، ممنوع أن يدخل الجنة، آمنا إذن، فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ ۩، انتهى الأمر، الجنة للمُؤمِنين المُوحِّدين يتقاسمونها بأعمالهم، بحسب الأعمال يتقاسمون، آمنا وليس عندنا أي مُشكِلة، لو الشرع قال لنا يُوجَد بعث روحاني والأجسام لا تُبعَث لآمنا بهذا، قال يُوجَد بعث روحاني وجسماني فآمنا، قال تُوجَد موازين فآمنا، ولو قال لا تُوجَد موازين – مُباشَرةً تُبعَثوا ويُقذَف بكم مُباشَرةً إلى أماكنكم، يُقذَف بأُناس في الجحيم ويُسلَك بأُناس في النعيم – لآمنا، نقول آمنا بعدم وجود ميزان لأن الله لا يظلم ومن المُؤكَّد أنه يعرف ما يفعله، حين يُعطي أمره بأن هؤلاء إلى النار ولا أبالي وهؤلاء إلى الجنة ولا أبالي نعرف أنه يفعل هذا بعدل، أليس كذلك؟ لكنه قال لنا لا، تُوجَد موازين ليكون أحج لنا، أليس كذلك؟ أحج! هذه أعمالك، أليس كذلك؟ تفضَّل، أليس هذا كتابك؟ تفضَّل، هذا وزنك، سوف تذهب إلى الجنة إن شاء الله، إن شاء الله إلى الجنة بإذن الله.

أرأيتم؟ إذن وجود الله أيها الإخوة وصدق النبوة أو النبي مما يثبت بماذا عند أبي حامد؟ بالعقل، وهذا صحيح طبعاً، لا يُمكِن إلا أن يثبت بالعقل، لماذا؟ قد يقول لي أحدكم لا، لماذا يقول بالعقل؟ بالعقل! افترض أنه قال لك لا كيف سيُثبِت؟ بالنبي، كأن يأتي ويقول يا جماعة صلوا على محمد – اللهم صل على محمد – فأنا محمد النبي الخاتم والله موجود والله أوحى لي، سوف يقول له أحدهم كيف تقول الله موجود؟ من أين لك أن تقول الله موجود؟ العقل لا يقول الكلام هذا، أنت تُؤلِّف أشياء من عندك – أستغفر الله العظيم، أستغفر الله -، أنت تُؤلِّف هذا الكلام، ما الله؟ هذا غير موجود، ما معنى أنه أوحى لك؟ كل كلام فارغ هذا، وكل الذي ينبي عليه يصير كلاماً فارغاً عند العقل، لكن العقل لما يُفكِّر من غير نبي ويقول من أين الكون هذا؟ كيف جاء؟ كيف تكوَّن؟ مُستحيل! ويبدأ يُفكِّر ويُرجِّح بعد ذلك سوف يقطع بوجود صانع حكيم ومن مُدبِّر خلق هذا العالم، هذا يعرفه العقل، فيأتي الشرع ويقول لك نعم، هذا مضبوط، ويأتي لك بآيات، الله يقول لك لماذا أنا الخالق لأن أنا كذا وأنا كذا وكذا، هذا يُنوِّر العقل مزيد تنوير، علماً بأنك ستجد كل براهين الشرع هذه لها أصول في العقل، موجودة كلها، القرآن ليس فيه دليل العقل لا يستقل بالوصول إليه، كل هذا موجود، في إثبات وجود الله كل هذا موجود في العقل، قال الله أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ۩ أَمْ خَلَقُوا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ۚ بَل لَّا يُوقِنُونَ ۩، هذه أصول البراهين العقلية على وجود الله المُتضمِّنة للقول باستحالة الدور واستحالة التسلسل واستحالة الرجحان بدون مُرجِّح، وقد شرحت لكم هذا عدة مرات، انظر إلى هذه الآيات البسيطة جداً من سورة الطور والتي تُلخِّص لك براهين عقلية مُعقَّدة جداً جداً جداً لكنها موجودة في العقل قبل القرآن، أليس كذلك؟ القرآن جاء وساعدها وأسعدها وصادق عليها، ليس عندنا أي مُشكِلة، فالعقل يُؤمِن بهذا!

لو جاء النبي وقال لنا أنا نبي من عند الل سوف نقول له كيف؟ ما دليلك؟ الله قال وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ ۩، أنا الرسول، سوف نقول له كيف؟ نحن لكي نُصدِّق أن الله قال هذا لابد أن نُصدِّق في البداية أنك النبي من عند الله، كيف نعرف أنك النبي؟ قال عندي مُعجِزة، إذن أرِنا المُعجِزة، نُريد أن نرى المُعجِزة، هناك مَن أحيا الموتى وهناك من مُعجِزته العصا والحية وهناك مَن معه القرآن وهو كتاب عجيب غريب، نظرنا في المُعجِزة من كل وجه وحاولنا ندحضها فلم نقدر ومن ثم قلنا هذا صحيح، ما هذه المُعجِزة؟ أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي، سالم من المُعارَضة، يقوم مقام قول الحق صدق عبدي فيما أخبر عني، وجدنا أنها تنطبق عليه تماماً وقلنا فعلاً هذه لا تكون إلا من عند الله، هذا يعني أن أكيد الله أرسله هذا، العقل إلى الآن يتصرَّف، بعد ذلك حين نُؤمِن بأن هذا نبي صادق من عند الله لابد أن نُصدِّقه في جُملة وتفاصيل كل ما أتى به، أليس كذلك؟ انتهى الأمر، العقل يقول هذا، ألا يقول العقل هذا أيضاً؟ العقل يقول هذا، أنت صدَّقت أنه نبي من عند الله الواحد الأحد، هو نبيه وهذا الوحي إذن انتهى الأمر، وأنت آمنت بالله على أنه كُلي العلم، أليس كذلك؟ كُلي العلم Omniscient، وهذا من علمه، فلابد أن يكون حقاً كله، أليس كذلك؟ هذا حق مُطلَق لا يعتريه باطل، فلابد أن تخضع له، العقل هو الذي يقول لك هذا بالمُناسَبة، فقط هو هذا، هذا دور العقل بإزاء الشرع أو النقل، المُهِم يقول ماذا؟

فإذا دل العقل على صدق النبي عزل نفسه عندئذٍ وانتهى تصرفه وتلقى من النبي بالقبول ما أتى به عن الله واليوم الآخر مما لا يستقل العقل بإدراكه ولا يقضي أيضاً باستحالته. هذا شرحي للكلام!

طبعاً قلت من البيّن أن الغزّالي لا يُريد إلغاء العقل وشرحت لكم هذا، ولذلك هو في الاقتصاد في الاعتقاد قال لنا إذا جاء الشرع بشيئ بحسب الظاهر يحكم العقل باستحالته ماذا نفعل؟ هل نرده؟ بحسب الظاهر يحكم باستحالته، هذا الشيئ العقل يقول لنا عنه أنه مُستحيل، هل نرده؟ مُجازَفة، لو ردناه هكذا مُباشَرةً سوف تكون هذه مُجازَفة، ينبغي ماذا؟ تأويله، سوف نُؤوِّله، لابد أن نُؤوِّل، ولذلك أبو حامد من المُؤوِّلة رحمة الله عليه، وقال غير معقول يا أخي، القرآن بشكل مُحكَم يقول لي لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩ ويقول أيضاً وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ ۩، فإذن لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩ وكل شيئ يتحيَّز، كل شيئ مخلوق له حيز، أليس كذلك؟ كل شيئ يتحيَّز، لابد أن يتحيَّز، والآية تقول لي أنه اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۩، لو أخذت بظاهرها والاستواء هو الاستقرار والقعود سوف تكون هناك مُشكِلة، قال الله لِتَسْتَوُوا عَلَىٰ ظُهُورِهِ ثُمَّ تَذْكُرُوا نِعْمَةَ رَبِّكُمْ إِذَا اسْتَوَيْتُمْ عَلَيْهِ وَتَقُولُوا سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَٰذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ ۩، أليس كذلك؟ الله قال هذا، وقال أيضاً فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ۩، فتستوي بمعنى تستقر وتجلس، مُستحيل أن الله يجلس، لماذا تقول مُستحيل؟ مُستحيل يا مُجسِّمة، لأنه قال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩، فالعقل الذي صدَّق بتنزيه الله وتقديسه وأنه لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩ ينبغي أن يكون بحكم العقل حتى أن الله ليس كمثله شيئ، حقيقةً لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩، لأنه إله، هو الخالق، كيف يُشابِه المخلوق؟ مُستحيل، ولو شابهه لانتقضت إلهيته، انتهى الأمر، فهذا مُحكَم، وعندي هنا مُتشاِبه يقول لي أنه اسْتَوَىٰ ۩، حين أفتح القاموس أجد لها ستة معانى، اسْتَوَىٰ ۩ لها ستة معاني في القاموس، أي في المُعجَم، ولا ينطبق أي واحد منها على الله، فيقول يجب أن يُؤوَّل، لابد أن أُؤوِّل مع الاحتفاظ بالتصديق والتسليم والكف والتنزيه وهو التقديس وإلى آخلاه، كما قلت لكم اقرأوا إلجام العوام، هذا كلام ذكي، هذه خُطة ذكية، أما أن تضرب هذا بهذا وتقول لي هو لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩ لكنه جالس مثل ابن تيمية – عفا الله عنا وعنه – فلا، ابن تيمية قال لك لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ۖ ۩ لكن أنت يا شيخ الإسلام كما حكى عنك ابن حجر بصراحة حاصل قولك أو مُحصِّل قولك أن الله مُتحيِّز، واضح أنك تلتزم التحيز، ابن تيمية رحمة الله عليه يلتزم هذا، وهذا الفرق بينه وبين أبي حامد، ولذلك أبو حامد أقرب إلى قلوبنا وإلى عقولنا وأقرب إلى اعتقادنا الصافي بإذن اله تعالى، أبو حامد أقرب إلينا من ابن تيمية بمراحل وإن لم يُعجِب هذا أُناساً كثيرين هدانا الله وإياهم، قالوا له يا شيخ الإسلام – ابن تيمية رحمة الله عليه – هذا القول أو القيل منك يلزم منه أن الله جسمٌ، ما دام هناك تحيز هذا يعني أنه جسم له طول وعرض وعمق، ما هذا؟ وإذا كان جسماً فهذا يعني أنه مُركَّب، وإذا كان مُركَّباً هذا يعني أنه ينحل، ما الكلام الفارغ هذا؟ ومَن الذي ركَّبه؟ فافتقر إلى مُركِّب فصار مخلوقاً خالقاً وهذا لا يصح، هل تعرفون بماذا أجاب ما شاء الله؟ أجاب بجواب علَّق عليه ليس عدنان إبراهيم أو مَن مثله وإنما الإمام محمد أبو زهرة، قال أجاي بجواب لا يُسلِّمه له أحد من العقلاء، لا ينسلك في عقل بشر، لا يقول أحد به لا في الشرق ولا في الغرب، قال أنا لا أُسلِّم أن التحيز من لوازم الجسمية، نعم؟ غير معقول، (ملحوظة) قال أحد الحاضرين أن ابن رشد قال هذا فقال له الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم أن ابن رشد لم يقل هذا، مُستحيل أن يقول ابن رشد هذا، ثم استتلى قائلاً غير معقول يا شيخ الإسلام، غير معقول هذا، هذا الكلام لا يدخل في مُخ أبداً ولا ينسلك في ذهن كما قال أبو زهرة، أبو حامد خُطته أذكى وأدخل في التنزيه والاعتقاد الحق بفضل الله، قال لك عندك أنت نص شرعي، إن أتى بشيئ في ظاهره يُحيله العقل على العقل أن يُبادِر إلى التأويل، أما إن تعذَّر التأويل من كل وجه فلابد أن يُرَد هذا النص، ومُحال أن يقع هذا في القرآن أو مُتواتِر السُنة، مُستحيل! ائت بمثال، لا يُوجَد مثال بفضل الله، لا يُوجَد نص يُوهِم تشبيهاً أو تجسيماً وإلى آخره إلا يقبل التأويل وبطريق معقولة جداً جداً بفضل الله، كالطريق التي قبلها ابن دقيق العيد والعز بن عبد السلام، تأويل قريب! فهذا الإمام أبو حامد.

على كل حال نختم هذه الفقرة، هو في المُستصفى أخيراً يرى أمراً هاماً، في المُقدِّمة – في مُقدِّمة المُستصفى – يقول إن أشرف العلوم ما ازدوج فيه العقل والسمع واصطحب فيه الرأي والشرع – هذا هو، وهذا العالم الشريف، الذي عنده عقل وعنده شرع، يأخذ من العقل بحظه الأوفى ويأخذ من الشرع بالحظ المُستوفى -، وعلم الفقه وأصوله من هذا القبيل – غريب، لماذا؟ لأن غيها مُدخَلية للعقل ومُدخَلية للشرع، لذلك هذه من أشرف العلوم -، فإنه يأخذ من صفو الشرع والعقل سواء السبيل.

وطبعاً واضح أن علم الكلام علمٌ شريفٌ جداً جداً وأنه يتوسَّل المُقدِّمات والبراهين العقلية لتأييد العقائد المِلية.

هذا ما أردت أن أذكره في فقرة الإمام الغزّالي بين العقل والنقل، هل انتهت الحلقة؟ انتهت، لأن إذا أردنا أن ندخل في تجربة الإمام الغزّالي الروحية والمعرفية سوف تكون هذه حلقة بحيالها نقرأ فيها مُلخَّصاً للمُنقِذ من الضلال لكن ضاق عنا الوقت، قال: الليل مضى، وحديث وجدي ما انقضى، والعمر قد بلغ المدى، فاقنع بذا، والسلام عليكم ورحمة الله.

– الأستاذ المُهندِس طرفة بغجاتي: جزاكم الله خيراً شيخ عدنان، انتهينا بعونه تعالى من الحلقة الثالثة عشرة في الجُزء الثاني من سلسلة الإمام الغزالي رحمه الله، وإن شاء الله للحديث بقية، وإن شاء الله تكون هناك سعة في الوقت في حلقاتٍ أُخرى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

– الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم: وعليكم السلام وبارك الله فيكم.

– الأستاذ المُهندِس طرفة بغجاتي: أعطاكم الله العافية يا شيخ.

 

 

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: