(ملحوظة) عرض أحد الحضور رأيه – لكن المقطع غير مُكتمِل – ثم قال: فهل الإجابة صحيحة؟ ورد الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم قائلاً: طبعاً، هذه إجابة صحيحة، وبالمُناسَبة هذه ليست خِصّيصة أو خَصيصة لابن مريم عليه السلام، بمعنى أنه روح منه الله، كل ابن آدم روح من الله، وهذا ما تقوله الهندوسية طبعاً قبل حتى المسيحية، لماذا أقول الكلام هذا؟ لأن المسيحية حاولت أن تكون نُسخة مُستنسَخة من الهندوسية ولم تلتزم بكل شيئ، قد تقول لي كيف؟ سوف أقول لك كيف، وهذه أسطورة كُبرى بالمُناسَبة، هذا كذب كبير جداً جداً، عقدت ذات مرة خُطبة عن هذا، وأحدهم قال لي وأنا أسمعها زلزلت أركاني، حين سمعت الجواب – قال لي – كم اطمئننت! طبعاً عيسى ابن مريم – عليه السلام – يا جماعة الشُبهات التي احاطت واكتنفت شخصيته وترجمته جعلت كبار المُتحرِّرين في عصر العقل في القرن السابع عشر فما بعده ينفون حتى مُجرَّد وجوده، وبعضهم تشكَّك شكّاً فظيعاً مُقلقِلاً، كريشنا Krishna هذا هو الإله طبعاً وابن الإله، الناسوت الذي حل في اللاهوت، هذا في الفيدا Vedas، هذا كتاب كريشنا Krishna، هذا نشيد كريشنا Krishna! كريشنا Krishna هذا ابن دِيْفَاكِى Devaki، مَن دِيْفَاكِى Devaki؟ العذراء التي حملت بكريشنا Krishna وولدت من غير مسيس، وكانت مخطوبة لرجل أراد أن يتزوَّجها لكنه لم يتزوَّجها، هذا مَن؟ ألف وسبعمائة سنة تقريباً قبل مَن؟ قبل المسيح، بأتي بعد ألف وسبعمائة المسيح ويُقال إنه ابن مريم – Mary – التي كانت عذراء بتول وكانت مخطوبة ليوسف النجّار لكنه لم يدخل بها وحملت بعيسى من غير مسيس، تفضَّل! سوف نرى هذا طبعاً، هذا أولاً!

ثانياً كريشنا Krishna في يوم ميلاده ظهر نجم في السماء ساطع يهدي الركبان، عيسى بسببه ظهر نجم في السماء يهدي التجّار الفُرس، أليس كذلك؟ عند هيرودوت Herodotus، نفس الشيئ! ثالثاً دِيْفَاكِى Devaki – أم كريشنا Krishna وضعته – في غار أو مغارة بعيداً عن الناس، مريم وضعته في مذود، أي مذود خاص باسطبل، نفس الشيئ! حين وضعته دِيْفَاكِى Devaki غنت ملائكة السماوات العُلا وطربت الأرض والنجوم والشمس وما إلى ذلك، حين وضعته مريم غنت الأملاك وسبحت والمجد في الأعالي وبالناس المسرة وعلى الأرض السلام، نفس الشيئ! نفس النُسخة، Copy! نُسخة منسوخة يا جماعة، أليس كذلك؟

بعد ذلك مَن هو كريشنا Krishna؟ هو إنسان ناسوت مثلنا من لحم ودم حل فيه من الثلاثة “براهما Brahma وفيشنو Vishnu وشيفا “Shiva ابن الإله – لذا اسمه الابن – فيشنو Vishnu، وفيشنو Vishnu مَن هو وهو معبود عندهم كما قلنا؟ ابن الإله، الابن حل في كريشنا Krishna، عيسى – عليه السلام – مَن الذي حل فيه؟ أقنوم إلهي جعله الابن للإله، صار هو الابن للإله، أرأيت؟ نور من نور، إله من إله، حق من حق، كريشنا Krishna نفس الشيئ!

بعد ذلك لماذا بُعِثَ كريشنا Krishna؟ ليُخلِّص البشر من خطاياهم الأزلية القديمة، لماذا بُعِثَ عيسى؟ للخلاص من الخطيئة الأولى، أين مات كريشنا Krishna؟ على الصليب، أين مات عيسى؟ على الصليب، لماذا مات كريشنا Krishna على الصليب؟ هداءً للخاطئين، لماذا مات عيسى؟ سوف تُصاب بالهبل، علماً بأننا حكيت هذا بالتفصيل وقلت ما هو أكثر منه في الخُطبة، وهذا كله مكتوب في الكُتب يا حبيبي، ليس من عندنا! وهذا قبل أن يُخلَق عيسى وأن يكون شيئ اسمه عيسى وأن تأتي أسطورة عيسى، عيسى أسطورة! عيسى هذا أسطورة، أنا قلت على المنبر هذا لا أُؤمِن به، وأحدكم قال الشيخ كفر، وأنا طبعاً لا أُؤمِن به، هذا كله كذب، كله كذب هذا! حاشا لله أن يُولَد نبي في مذود يتعلَّق باسطبل للحيوانات، لا! أكرم من هذا هو، وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ ۩، أليس كذلك؟ هذا حين وُلِد وُلِد عند نخلة، أليس كذلك؟ والله أجرى لها سرياً، أين جبريل؟ وأين قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ۩؟ ويُمكِن أن يكون السيد العظيم نفسه – عيسى عليه السلام – هو الذي خاطب أمه، لا علينا من هذا، المُهِم ما الحل؟

نابليون Napoléon حين جاء إلى هنا وغزا ألمانيا – أعني جُزءً منها – وما إلى ذلك كان كلما التقى بباحث كبير سأله – أول سؤال يطرحه – هل تُؤمِن بعيسى؟ إذا قال له نعم فإنه يقول له أعني عيسى التاريخي، هل هو حقيقة أم أسطورة Myth؟ ماذا عن هذه البالونة؟ لأن تُوجَد مُشكِلة حقيقية حوله، اتضح أن هذا كله كذب، أنكروه!

إميل لودفيغ Emil Ludwig أكبر كاتب سير – Biographies – في القرن العشرين، رجل عظيم جداً، كتب هذا سيرة النيل، سماه النيل حياة نهر، وهو كتاب ضخم، كتب سيرة نابليون بونابرت Napoléon Bonaparte، وكتب سيرة المسيح، ابن الإنسان سماه، ابن الإنسان في مُجلَّدين، كتاب مُخيف مُزلزِل، حين تقرأ تجد أنه يأتيك بعشرات الأدلة على أن عيسى مُجرَّد أسطورة – Myth – ليس لها وجود، رُكِّبت من خُرافات الأولين، كلها تركيب مثل هذا، قد تقول لي هذا الشيئ يُجنِّن، بسبب المُقارَنة التي عقدتها، لكن أنا لم أعقد إلى الآن خُمسها، ومَن يُحِب أن يقرأ مُقارَنة لا تزال أطوال عليه الرجوع إلى الكُتب المُتخصِّصة ليعرف ماذا عيسى قال؟ وماذا كريشنا Krishna قال؟ وماذا قال عيسى للحواريين؟ وماذا قال كريشنا Krishna للحواريين؟ شيئ يُجنِّن! وكيف أُخِذ؟ وكيف صُلِب؟ شيئ يُصيب بالهبل، هو نفسه، نُسخة! وسوف نرى مَن الأصل؟ ومَن التقليد؟ أليس كذلك؟ لا يُمكِن أن تنعكس القصة، موجودة في كُتب الفيدا Vedas وشروحها، مَن الذي سرق مَن؟ مَن الذي خربط مَن؟ مَن الذي أضاع دين الله بالخُرافات هذه وأضاع عيسى الحقيقي – عليه السلام – وشكَّك الناس فيه؟ نحن نُؤمِن به! فمَن أحب أن يتوسَّع أكثر عليه أن يقرأ الكُتب المُتخصِّصة، من ضمنها يُوجَد كتاب اسمه العقائد الوثنية في الديانة النصرانية، مُقارَنة في ثماني صفحات! حين تقرأها تُصاب بالهبل وبالجنون، لو كنت مسيحياً لكفرت على المكان ولقلت هذا كله كذب، لو كنت مسيحياً لقلت هذا كله كذب، هذه كلها خُرافات، لا يُوجَد شيئ اسمه مسيحية ولا مسيح، هذا كله كذب! لكن نحن نُؤمِن بالمسيح – عليه السلام – ومُوقِنون به – والله – إيقاننا بمحمد، المسيح القرآني!  أنا قلت هذا في الخُطبة، شاهدوا الخُطبة فهي جميلة جداً وفيها فائدة، في الخُطبة هذه ماذا قلت؟ أولاً – أول شيئ – بالنسبة إلى المذود لا يُوجَد مذود في القرآن، كذب! هذا كان تحت نخلة، أليس كذلك؟ ثانياً بالنسبة إلى النجم لا يُوجَد نجم، ولا يُوجَد تجّار فُرس – الله قال – ولا يُوجَد كل الكلام هذا، كذب كل هذا! اتضح أن هذا كريشنا Krishna وليس المسيح، لكن هؤلاء ألَّفوا وظنوا أنهم كانوا يخدمونه حين فعلوا هذا، لكنهم أضاعوه بالطريقة هذه، أليس كذلك؟ كأن يقول لك أحدهم أُريد أن أُعرِّفك على الشيخ عدنان، الشيخ عدنان طوله يصل إلى متر وخمسة وتسعين سنتيمتراً، عظيم Gross وعملاق! طوله مائة وخمسة وتسعون سنتيمتر، ووجهه – يا سلام – مثل الصحن، شعره يصل إلى شحمتي أُذنيه، صدره – ما شاء الله – عريض، بعيد ما بين المنكبين، ثم إنه يُتقِن ثماني عشرة لُغة، من ضمنها اللُغة البهلوية والسينسكرتية والأردو وما إلى ذلك، ثماني عشرة لُغة! مُؤلَّفاته الآن تربو على أربعمائة وخمسين مُؤلَّف، عنده نظرية في الفلسفة الآن رُشِّحت لجائزة نوبل Nobel، وهو كذا وكذا وكذا، أف! فتقول له أين هذا الرجل؟ تأتي ولا تجد أي شيئ من هذا، فهذا سيكفر بعد ذلك بسبب هذا الكذب، لا يُوجَد شيئ اسمه عدنان بالوصف الذي حُكيَ لك عنه، فعلاً لا يُوجَد! هذه أكذوبة، ومَن قال لك هذا ضيَّعني أنا وجعلني مُحتقَراً، سوف تقول لي نحن لا نتكلَّم عنك، نتكلَّم عن عدنان الكذا والكذا، أنت عدنان لكن الحديث ليس عنك، أنت شيئ ثانٍ، لم يحك لي عنك، حكى لي عن آخر، فهو ضيَّعني بالطريقة هذه، أليس كذلك؟ وهؤلاء ظنوا أنهم خدموا المسيح، أليس كذلك؟ لكنهم ضيَّعوه، والشاعر قال:

إِذَا مَا مَدَحْتَ امْرَأً غَائِبًا                                    فَلا تُغْلِ فِي مَدْحِهِ وَاقْصِدِ.

هؤلاء لم يقتصر الأمر عندهم على الغلو فقط، فهم جعلوه إلهاً وابن إله وقالوا إنه صُلِب وعمل وفعل كذا وكذا لكي يُحنِّنوا قلوبنا عليه، وأنا أقول لك إلى الآن – وأنا أعرف أن كل هذه خُرافة وأُكذوبة – حين أحضر شيئاً عن المسيح أبكي وحين أقرأ أدبياتهم عنه أبكي، واكتشتفت أنا بالطريقة هذه أن البكاء لا يكون دليلاً على الحق، البكاء يا جماعة هل تعرفون ماذا يفعل بنا؟ لا أبكي لأن هذا فعلاً حدث للمسيح، البكاء  يُفعِّل طاقة في، هناك غريزة اسمها البكاء والحزن والرقة، ولذلك أنا أبكي بسبب فيلم أعرف أنه كله غير حقيقي Fancy، كله خيال Fiction، كلام فارغ غير موجود، خيال ومع ذلك أبكي، أعرف أنه فيلم وأبكي، تماماً كما أهتاج لو رأيت مشهداً مُهيّجاً، أليس كذلك؟ أنا أعرف أنه صورة لكن أنا بشر وهذا حرَّك في شيئاً، هذا الحزن حرَّك في شيئاً، أليس كذلك؟ هذا الإنسان، هناك أُناس يقولون لا يا أخي، نحن الشيعة على حق، انظر كيف نبكي عند الحسين وما إلى ذلك.

معنا هنا أخ مسكين أستغرب كيف هو مُفكِّر ودكتور ويُفكِّر بالعقلية هذه، يتحدَّث عن الشيعة ويقول انظر إلى الشيعة، أنا أتحدى أن تأتي بأي مسجد سُني أو أي تجمع سُني لكي تقول لي كم مرة يُصلون على النبي؟ مرتين أو ثلاث مرات، لكن حين تسمع خُطبة في إيران تجد أنهم يقولون بكثرة اللهم صل على محمد وآل محمد، وهذا الشخص يغيب عنه – لكنه لا يغيب عنا – أنهم – والله العظيم – لا يفعلون هذا حُباً في محمد بقدر ما يفعلونه حُباً في آل محمد، لأن دينهم كله عن آل محمد، ليس عن محمد وإنما عن آل محمد، قل لي كم كتاب ألَّفوه في السيرة عن محمد؟ خمسة أو عشرة أو خمسة عشر! هم يعتمدون كُتبنا، ما رأيك؟ يعتمدون ابن إسحاق وابن هشام، سنترك محمد لكم، نحن لنا أهل البيت، كم كتاب ألَّفوا عنهم؟ آلاف، أنا عندي كتاب في مُجلِّدين ضخمين كله عن مُؤلَّفات تتعلَّق بأهل البيت عند الشيعة، آلاف! ومُعظَمها أكاذيب، لا تضحك علىّ، كأنه يُصلي حُباً في محمد، هذا حُباً في آل محمد، لأنه حدَّد نفسه بالقضية هذه، أنا من شعية آل محمد وفقط، وليذهب الإسلام إلى الجحيم، أنا هكذا وفقط، لا يهمني أكثر من هذا على كل حال، فالواحد يبكي استجابة لدافع فطري، ليس لأنه تأثَّر، يقول ما دام هذا الواعظ وعظ وأنا بكيت قأكيد هذا يعني أنني إنسان مُخلِص، لا! ليس شرطاً، أنت ربما بكيت بسبب ذنبك، بكيت لأنك تذكَّرت ذنوبك وليس خشوعاً، أليس كذلك؟ حسرةً على نفسك، كلامه ذكَّرك بشيئ فجلست تبكي على نفسك، لماذا أنا هكذا؟ ربما هؤلاء كلهم أحسن مني، أنا الوحيد الذي فعل هذا، أنا الوحيد الذي فرَّط هذا التفريط، اخس! فجلست تبكي، ليس خشوعاً من كلامه، هو ذكَّرك فقط بما أنت عليه، أليس كذلك؟ هو هذا! هناك أُناس يبكون حسرةً وحنقاً، هناك مَن يبكي غيظاً، كيف لم يقدر على أن ينتصر من عدوه؟ ويبكي! فهذا ليس شرطاً وهذه ليست أدلة!

نرجع، نحن كيف حلينا المُعضِلة هذه؟ بسهولة، أنا هذا المسيح المسروق كفرت به، وأنا استبقيت المسيح القرآني، والعجب يا أخي – هذا الكلام من عند الله – أن المسيح القرآني هذا ليس له علاقة بكريشنا Krishna لا من قريب ولا من بعيد، أليس كذلك؟ إلا في القصة التي تقوله إنه ابن عذراء، صحيح! هذا ابن عذراء وهذا ابن عذراء، وبالمُناسَبة قضية الذين وُلِدوا من عذروات حولها أساطير كثيرة جداً جداً، موجودة! هذا لا يختص به كريشنا Krishna وحده، الكثير وُلِدوا من عذروات، حتى بوذا Buddha رُغم أن أباه كان أميراً وما إلى ذلك بعض الناس نسبوا إليه أسطورة وقالوا أمه عذراء، غير صحيح! الرجل أبوه كان ملكاً، على كل حال نرجع، ميترا Mithra – هل تعرفون ديانة ميترا Mithra الفارسية؟ – من عذراء وعنده اثنا عشر حوارياً، وهناك ليلة كريسماس Christmas أيضاً، فهذا مسروق من ميترا Mithra أيضاً، وهذا حكيته في الخُطبة، لكن هل صُلِب المسيح كما صُلِب كريشنا Krishna؟ القرآن قال المسيح لم يُصلَب والحمد لله، فحتى هذه ضاعت.

رابعاً – لأن لا مذود ولا نجوم ولا غنت السماء، كل هذا غير موجود، وماذا بعد؟ – هل المسيح بُعِث للتكفير عن خطيئتنا الأصلية، أي الــ Erbsünde؟ لا، لكن كريشنا Krishna بُعِث لهذا، هكذا يقولون! المسيح ليس كذلك في القرآن، المسيح المسروق المُقلَّد المُصوَّر نعم هو هكذا، لكن المسيح القرآني ليس كذلك، وفي النهاية أنا قلت في الخُطبة أنا أُريد أن أُقدِّم هدية للعالم النصراني إذا كان هذا العالم عنده عقل ويُريد الحقيقية، سأُقدِّم لهم المسيح القرآني ليستبقوا مسيحهم في حجمه وكرامته ومثابته الحقيقية – بإذن الله تعالى – وإلا هم فاقدون له حتماً، ولا يقدر أي مسيحي على أن يُجيب عن هذه المُناظَرات، تنظيرات غريبة! المسيح وكريشنا Krishna، المسيح وكريشنا Krishna، المسيح وكريشنا Krishna، شيئ يُجنِّن! هذا يعني وجود كذب، يُوجَد واحد هنا مكذوب، المكذوب الشخصية اللاحقة، أليس كذلك؟ هو هذا! فالحمد لله على القرآن، القرآن هو الذي استبقى لنا السيد المسيح عيسى ابن مريم وَجِيهًا۩، فقولك يا “بشمهندس” هو روح من الله لا يعني – أنا أقول لك – أن هذه خَصيصة للمسيح، أنا روح من الله وأنت روح من الله وكل البشر روح من الله، وهذا ما تقوله الهندوسية، قالت كل كائن هو إلهي، (ملحوظة) قال أحد الحضور إن الروح من أمر الله، فقال الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم نعم، الروح من أمر الله طبعاً، لكن الآن هل المسيح جُزء من الله كما تعتقد الهندوسية؟ لا، مُستحيل! 

الهندوسية تعتقد أن كل الكائنات – وليس كريشنا Krishna فقط – هي أجزاء من الله، كما قلنا اليوم تُوجَد مُعادَلة أو بالأحرى يُوجَد مذهبان، المسيحية أخذت هذه الضلالة وقالت لكن المسيح هو جُزء حقيقي من الله، انفصل! نور من نور، حق من حق، وابن من أبيه، كلام فارغ! وهذا متى قالوا به؟ هذا بعد نيقية Nicaea، أي بعد مُجمَّع نيقية Council of Nicaea في ثلاثمائة وخمس وعشرين، كلام فارغ! هذا لم يكن موجوداً، كذب فرضوه بالقوة، وتقريباً حوالي ثمانين شخصاً قالوا به والمئات كلهم قالوا لا، غير صحيح! هو عبد الله ورسوله، تخيَّل! وبقوة السيف فرض الثمانين رأيهم على البقية، شيئ غريب، أسطور كُبرى جداً، فطبعاً عيسى من روح الله، لكن نحن أيضاً كذلك، وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ۩، لكن لا بمعنى أننا أجزاء، الله لا يتجزَّأ ولا يتبعَّض، لكن ما معنى روح من الله؟ هذه نسبة للتشريف، وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ۩، للتشريف! وفي النهاية هذه الروح تُفسَّر بماذا؟ يُوجَد سر إلهي أُودِع في الإنسان وهو كبير وعجيب جداً، كما قلنا يجعل الإنسان نُسخة مُصغَّرة إلهية، لا بمعنى أنه جُزء من الله، أعوذ بالله! الله لا يتجزَّأ، بمعنى أنك نُسخة مُصغَّرة إلهية، أعطاك مزايا على قدك، كما قلنا هو سميع وأعطاك السمع، هو بصير وأعطاك البصر.

الآن الحية – مثلاً – أو الثعبان تظن أنه يسمع صوتك لكنه لا يسمع، عالم الحيايا عالم صامت، ما معنى أنه عالم صامت؟ لا تُوجَد أصوات، هذه الحية المسكينة تعيش عشر سنوات أو عشرين أو غير ذلك – مهما عاشت – دون أن تسمع أي صوت، الحية لا تسمع، طرشاء! وترى Silhouette، أي طشاش كما يُقال، فقط! لكن عالمها صامت، تخيَّل! عالمها صامت، لكن أنت عالمك ليس كذلك، سميع وبصير، سُبحان الله! عندك مزية، قد تقول لي ربما تُوجَد حسرة عندها، لكن الحية لا تتحسَّر، لا تتحسَّر وتُدرِك عالمها على هذا النحو، لكن قد تقول أنا عالمي أكثر، وهو طبعاً أكثر وأوسع، عالمك فيه مُشابَهة – كما قلنا – من الكمال المُطلَق، سمع وسمع، بصر وبصر، قدرة وإرادة وحياة! أليس كذلك؟ خلق، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ ۩، الإبداع والبديع، الكذا والكذا، شيئ غريب! حتى الكبر، والله قال أنا وضعت فيك إمكانية أن تتكبَّر وأن تتجبَّر وهذا لا يليق بك، احذر من هذا! كما وضعت فيك إمكانية أن تصير ألعن من إبليس، احذر من هذا وقاومه.

قد تقول لي أنت لم تُكمِل نظريتك، وصحيح أنا لم أُكمِلها، إذن أين تكمن عظمتي كإنسان؟ أنا قادر على أن أكون أرقى من الملائكة، يُمكِن أن أفعل هذا وأن أتعداها، لكنني أقدر على أن أكون أسهل من إبليس، هل تعرف أين تكمن العظمة؟ تكمن في أنني أستطيع من خلال الصراع بين هذين الضدين أن أُبلوِر شخصية بالاجتهاد والتعب والعرق والطلوع والنزول والتدلي والعلو، جهاد دائم! وفي النهاية أقتحم العقبة وأُحقِّق مجموع النجاح، هذه العظمة! ونحن قلنا قبل ذلك لا يُمكِن أن تقول لي هذا الطفل الذي عمره عشر سنوات – ما شاء الله – يُمكِن أن نتبرَّك به، لماذا؟ عنده عفة عن النساء، كلام فارغ! لأنه أصلاً لم يُمتحَن بشهوة النساء، عفة ماذا؟ أو رجل – مثلاً – عنين، ليس عنده شهوة بالمرة، ثم تقول لي ما شاء الله عليه؟ لا، لا تقل ما شاء الله عليه، لا أعطانا الله ما أعطاه بصراحة، لا أعطانا الله هذا، لأن هذا المسكين محروم، على كل حال ربما اختاره الله هكذا لكن ليس عنده هذه العفة، شخص آخر تقوله عنه هذا – ما شاء الله عليه – يا أخي، يعف عن ظلم الناس، لا يضرب أي أحد، لكن هل هو قادر على أن يضرب عصفوراً؟ أنت ترى أن وزنه لا يتعدى الستين كيلو، وهو شخص ضعيف ومسلول، لو ضربه أحدهم لتكسَّر، لا! لكن الأمر يختلف حين تأتي إلى رجل فحل، شاب عمره وصل إلى الخامسة وعشرين سنة يشق الصخر، ولا يكفيه أربع نسوان، ويشتغل مُدير شركة معلوماتية أو كمبيوتر Computer، وعنده الحسناوات الشقروات والحمروات وما إلى ذلك، ويُحاوِل أن يُراقِب عينيه أيضاً، لا يتطلَّع على عورة أحد أبداً ويعف، هذا مُبارَك، هذا ولي صالح! وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا ۩، لأنه يقدر، أليس كذلك؟ لكنه لا يفعل هذا، لماذا لا يفعل؟ مَن الذي خلق المسافة هذه؟ هي ليست مخلوقة عنده، مَن الذي خلق المسافة بين شهوته وبين الموقف – Position – الخاص به؟ مَن هو؟ مَن؟ البصيرة والعقل والجهاد الروحي الذي عنده، هنا تكمن العظمة، مَن أعظم الآن وبكمة واحدة: هو أم ملك يعف عن النساء؟ قطعاً هو من هذه الحيثية، لأن الملك ليس عنده أصلاً شهوة النساء من الأصل، هل الملائكة مُلازِمة للنساء كالرجال؟ لا يشتهي شيئاً الملك، ملك هذا! قد تقول لي الملك – ما شاء الله – أعف، لكنه ليس أعف ولا ما يحزنون، ليس عنده هذه القضية كلها، أليس كذلك؟

هذا – كما قلنا ذات مرة – مثل رجل يجلس في شعفة جبل أو في قُنة جبل ويقول أنا الحمد لله ناسك، أنت لست ناسكاً، هذا هبل! أنت كلام فارغ، أنت حجر، مثلك مثل أي حجر، هل تعرف لماذا؟ لأن الأخلاق لا تُمتحَن إلا في مُجتمَع، الإنسان كائن اجتماعي، أنت الآن لا أقدر أن أحكم عليك بأنك كريم أو بخيل، أليس كذلك؟ شجاع أو جبان، تغتاب الناس أو تعف عن أعراضهم، حسود حقود غشّاش وما إلى ذلك أو على العكس من هذا، لا أقدر على أن أحكم عليك، وإلا هذا يعني أنني سأحكم على حجر، كيف على إنسان يجلس وحده مثل طرزان Tarzan؟ لا شيئ هذا، أين العظمة؟ أين تكمن؟ في واحد مُنخرِط في المُجتمَع، أليس كذلك؟ ويرى سفالات الناس وبذاءات الناس، لماذا نحن نُطلِق العنان لأخيلتنا المريضة العليلة لنصول على الناس بفروجنا في الخيال – يا ليت عندي فلانة وعلانة – وما إلى ذلك؟ لأننا لا نخشى الله، لكن هذا التفسير المواعظي، أنا طرحت تفسيراً أعمق، ما هو؟ لأننا لا نتمتع ببناء تقوائي وأخلاقي متين حقيقي داخلي، كذب! ليس عندنا لا أخلاق ولا تقوى، ليس عندنا! هذا كذب، بمعنى آخر لأننا غير مُتصالِحين مع ذواتنا، نحن مُتشاكِسون، أليس كذلك؟ تخيَّل أنك الآن تُريد أن تحمل كوباً لكن يدك خالفتك فخبطت الكوب ثم خبط الكوب في أبي عمّار، سوف تشعر بحرج شديد جداً جداً، أليس كذلك؟ تخيَّل أنك تُريد أن تفتح هذا الكلاسير لكي تقرأ ورقة لكنك مزَّعتها، تخيَّل أنك تُريد أن تقول لأحد إخوانك بارك الله فيك لكنك قلت له لعن الله مَن أنجبك، سوف تُجَن وتقول ما الذي يحدث معي؟ أنا أقول لك هذه المُشاكَسة نعيشها، ولذلك نحن نعيش – أنا أقول لك – مع أنفسنا في حرج دائم وفي قلق دائم، وضعنا غير طبيعي، ليس عندنا السعادة والرضا والهناء والسكينة والثقة بالله، هل تعرفون لماذا؟ لسنا مُتصالِحين، ينبغي أن يتصالح فرجك مع بطنك مع لسانك مع يدك مع عقلك مع ظاهرك مع باطنك، صدق واحد يصبغ الشخصية كلها، يختلف الوضع من واحد إلى واحد بمقدار عمق هذا الصدق، لكن ينبغي على الأقل في الحد الأدنى أن يكون هذا الصدق يصبغ الشخصية كلها ظاهراً وباطناً، وكما تعف يدك عن الامتداد على الآخرين يعف لسانك، تعف عينك، تعف أذنك أن تسمع غيبة الناس في أعراضهم وما إلى ذلك وتقوم.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: