بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

نشكر لمولانا فضيلة الشيخ هذه المُحاضَرة التي طوَّف بنا من خلالها في أرجاء النص والتاريخ والواقع ودغدغ العواطف وحرَّك العقول وناجى الآمال وفتح الآفاق، وفي الحقيقة كان مُبدِعاً وخفيفاً على الروح، ولو تكلَّم ساعات لما مُلَّ، أنا يقيني هذا!

في الحقيقة أيضاً لولا أن هذه المُحاضَرة تُتابَع على الإنترنت Internet وعلى الهواء مُباشَرةً كما يُقال لما تكلَّمت، أنا سأتكلَّم ربما إلى صلاة المغرب فقط – عشر دقائق أو رُبع ساعة – لأُتيح لكم الفُرصة – أيها الإخوة والأخوات – لكي تتواصلوا مع فضيلة مولانا الشيخ وتتناقشوا معه وتسألوه وتسمعوا منه – إن شاء الله – فهي فُرصة نادرة، فسأتكلَّم فقط قليلاً وأنطلق في كلماتي القصيرة من بضع نقاط تطرَّق إليها فضيلة مولانا الشيخ حفظه الله وأمتع به.

في آخر كلامه أو في أُخريات كلامه قال ليس المُهِم أنهم مشوا، أنهم ذهبوا، أي هؤلاء الطواغيت الأزلام! وإنما المُهِم ما الذي نستقبله من بعده؟ ما الذي ننتوي أن نفعله وأن نُشيده وأن نبنيه؟ وهذا بلا شك يُشير إلى خُطة حكيمة، لابد أن نُقدِّر الصدر قبل الورود كما تقول العرب، قدِّر لرجلك قبل الخطو موضعها، وفي كتاب الله – تبارك وتعالى – وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ۩، ليس المُهِم أن نُقدِّر كيف نخرج من الأزمة بل أن يكون لدينا في البداية تصور جد واضح عن المُدخَل، إلى أين سنذهب؟ إلى أين سنخطو؟  وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ ۩، مع أن الترتيب المنطقي العادي أخرجني ثم أدخلني، في القرآن كلا، أدخلني ثم أخرجني!

ولذلك سأتناول في هذه الكلمة العجلى القصيرة مُحاوَلة الجواب عن سؤال تفضَّل مولانا بطرحه، وبلا شك هو يعلم جوابه، ولكنه طرحه لكي يشحذ أذهاننا ويُحرِّكنا إلى مُحاوَلة مُقارَبته ولو من زوايا مُختلِفة، قال كيف أمكن تحويل أمة جاهلية نعتها ووصفها ببعض الصفات التي لا تخفاكم في مُدةٍ من الزمن لم تتجاوز ثلاثة وعشرين عاماً إلى أمة مُتمدينة مُتحضِّرة مُتحرِّرة، كانت الأمة الأولى في العالم بجدارة واقتدار؟ السؤال كيف أمكن لهذه الأمة أن تنحدر من جديد بعد ثلاثين سنة فقط من وفاة رسول الله؟ وكما قال مولانا وصارت هذه الأمة تجلس قاعدةً تنتظر الحظ السعيد الذي يرزقها بحاكم عادل، لم يتجاوز هؤلاء الحُكام المُقسِطون العادلون في تاريخ الأمة – خمسة عشر قرناً – عدد أصابع اليدين الثنتين في مُختلِف القارات، وكان ذلك مصداقاً لقول المعصوم – عليه الصلاة وأفضل السلام – الخلافة بعدي ثلاثون، ثم تكون مُلكاً عاضاً، الحديث الذي رواه أكثر من ستة عشر إماماً، وصحَّحه جماء غفير من أئمة المُحدِّثين، حديث سفينة مولى رسول الله، صلى الله عليه وآله وأصحابه ومَن والاه، بعض الناس يُريد أن يطعن أيضاً في صحة الحديث، يغمز صحة الحديث، لا بأس! التاريخ أكبر شاهد، التاريخ يقول فعلاً الخلافة لم تكن راشدة إلآ على مدى ثلاثين سنة فقط ثم انقلبت إلى مُلك جبري، إلى مُلك عاض، هذا السؤال لابد أن نُقارِب الجواب عنه ولو من زوايا مُختلِفة.

مولانا أيضً قال كل حاكم يتوسَّل وسيلتين ثنتين لتثبيت أركان حُكمه: قوة المال وقوة العتاد، لابد أن نُضيف: وقوة الوهم، المعرفة، سُلطة المعرفة! المعرفة حين تستحيل إلى وهم، وإلى تزييف، لذلك القرآن الكريم يذكر دائماً فرعون ويذكر هامان – طبعاً هذا يتبع السُلطة التنفيذية – ويذكر قارون والسحرة، السحرة هي المعرفة التي استحالت إلى وهم، الزيف! بعضهم يرمز إلى هذه المعرفة الزائفة ببلعام بن باعوراء، لكن هذا لا يتردد ذكره كثيراً في كتاب الله، هناك إشارة واحدة في سورة الأعراف، لكن السحرة يتردد ذكرهم باستمرار كلما ذُكِرَت هذه الحكاية وعُرِضَ لهذا النبأ العجيب، إذن العلم، المعرفة! هذه ستكون بدايتي في الكلمات القصيرة.

اقترحت مرة – أيها الإخوة والأخوات – جواباً عن سؤال مُفارِق، هذه الأمة شرسة جداً ومُناضِلة إلى أبعد حد حين يتعلَّق الأمر بمُقاوَمة المُستعمِر الواغل في بلادها وعلى حياضها، لكنها مُستخزية جداً ومُسترنِبة ومُستنعِجة أمام الحُكام الظلمة من أبنائها، شيئ عجيب ومُدهِش! كيف يُمكِن أن تجود بالنفس والنفيس وتُقدِّم الدم رخيصاً عن سماح ورضا في مُقاوَمة مُستعمِريها ثم ترضخ لحُكامها الظلمة قروناً مُتوالية، لا تملك إلا الدعاء، ول أمورنا خيارنا ولا تُول أمورنا شرارنا، كأن الحاكم قدر مقدور – ضربة لازب – من لدن الله – تبارك وتعالى – ولا نملك إزاءه إلا أن ندعو، نستعين بالسماء لعل الله – تبارك وتعالى – يقضي ويأذن بتغييره، ندعو فقط ودعاء فيه معاريض، وإن في المعاريض لمندوحة عن الكذب.

وكنت قد اقترحت قبل سنين أن الحل ربما يكمن في أنه ليس لدينا إلى الآن – بفضل الله – فقه استعماري، ولكن لدينا فقه سُلطاني مُشيَّد ومُؤسَّس، بناء عجيب أيها الإخوة! بناء عجيب اسمه الفقه السُلطاني، الفقه الذي أبى سدنته وحُماته إلا أن يجعلوه من أصول الدين، وليس من فروعه، جعلوه ينتمي إلى إطار العقيدة.

شيخ الإسلام ابن تيمية – رضوان الله عليه – يقول من أصول أهل السُنة والجماعة الصبر على ظُلم الحُكام وعسفهم، هذا من الأصول! وشيخٌ مُعاصِر قبل أسابيع يسيرة – والخُطبة موجودة على الإنترنت Internet، على اليوتيوب YouTube – يقول وكل مَن مات وقد شارك في هذه التظاهرات ضد الحُكام أو رضيَ بها – أي بقلبه – أو ألَّب عليهم هذا أقول له أنت تموت وعقيدتك فيها خلل، وعقيدتك فيها فساد، المسألة عقدية، ليست فقهية وليست سياسية، عقيدة! يُريد أن يُشكِّك في عقيدتك، شيخٌ كبير من هؤلاء – رحمة الله عليه رحمة واسعة، درج ومضى إلى ربه، نسأل الله له العفو والمغفرة وعالي المقام أيضاً – يقول هب أن الحاكم كفر يا أخي، هب أن الحاكم كافر، لِمَ إغار الصدور عليه؟ عجيب! يُرسِلها إرسال المُسلَّمات هذه الجُملة، أي من المُسلَّمات أنه لا يجوز إغار الصدور على الحاكم.

في خُطبتي أمس قلت هذا المنطق يثوي فيه وتحته منطق آخر أو مفروضة مُعيَّنة، هذه المفروضة أن الحاكم بمعنى من المعاني إله، إله لا ينبغي أن يُساءل، لا ينبغي أن يُتكلَّم في شأنه، لا ينبغي أن يُحاسَب مهما احتقب من آثام، مهما اقترف من جرائم، ومهما أتى من بوائق ومصائب على الأمة، الأمة التي تُرِكَت خرائب، ينعق فيها البوم والغربان، وأصبحت مساخر الأمم والتاريخ والجغرافيا، لا بأس لأنه حاكم، يجوز له ما لا يجوز لغيره!

الإمام السيوطي – رحمة الله عليه – في تاريخ الخُلفاء يذكر ما حدث حين استُخلِف – وفي الحقيقة هو لم يُستخلَف، أُوتيَ به على رُغم أنوف الأمة – يزيد بن عبد الملك – أخو الوليد بن عبد الملك – في السنة الحادية والسبعين، يقول السيوطي طبعاً من قبله أقول الفاسق المارد العتي الوليد الذي أراد – لكن الله لم يمهله – أن يحج آخر حجة له ليشرب الخمر على ظهر الكعبة، يقول السيوطي! شيئ عجيب، وهو الذي ضرب المُصحَف بالنشاب، بالسهام! وقال له إذا سألك ربك فقل له مزَّقني الوليد، هؤلاء ينبغي ألا يُمسوا، حكماء الأمة هؤلاء، أُوتوا الحكمة وفصل الخطاب، لأنهم حُكام فقط! حُكام يمتلكون القوة وزيف المعرفة، تساءل الوليد الجبّار العنيد وهل على الخُلفاء حساب؟ هو يستبعد المسألة! يقصد يوم القيامة بالمُناسَبة، في الدنيا طبعاً لا يُوجَد حساب، في الدنيا مُستحيل، مَن الذي يُحاسِب؟ لكن في الآخرة هل يُوجَد حساب؟ هل الخليفة عليه حساب؟ أما يزيد بن عبد الملك فالمسألة محلولة، يقول السيوطي لما صارت إليه الدولة أو الخلافة أتى بأربعين من المشايخ ومن الفقهاء فأفتوه على رؤوس الأشهاد أن الخُلفاء لا حساب عليهم عند الله ولا عذاب، علماء أفتوا بهذا، فالأمر لم يبدأ من اليوم، لا تقل لي الشيخ فلان أو شيخ المُؤسَّسة الفلانية أو المُؤسَّسة الكذائية، لا! من زمان هذا، من القرون الأولى!

ابن حبان في صحيحه يروي حديثاً – هذا حديث صحيح، إسناده صحيح كالنهار بفضل الله تبارك وتعالى – يرويه عطاء بن يسار عن عبد الله بن مسعود، وله حكاية! سمع عطاء بن يسار هذا الحديث من ابن مسعود رباني الأمة، يقول ابن مسعود سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول سيكون عليكم أُمراء يقولون ما لا يفعلون ويفعلون ما لا يُؤمَرون، فمَن جاهدهم بيده – انتبهوا، سموها مسألة سل السيف أو مسألة السيف، أي الخروج – فهو مُؤمِن، ومَن جاهدهم بلسانه فهو مُؤمِن، ومَن جاهدهم بقلبه فهو مُؤمِن، وليس من الإيمان وراء ذلك حبة خردل، يقول عطاء فأتيت عبد الله بن عمر فأخبرته بالحديث، فقال أنت سمعت هذا من ابن مسعود؟ هذا عكس منهج ابن عمر بالمُناسَبة في مُسالَمة الحُكام، قال نعم، أنا سمعته، وهو مريض يشتكي، فلو عُدته وسألته، قال فانطلق بنا إليه، يقول عطاء بن يسار وكان قاضي المدينة وقتها فأتينا ابن مسعود، فدخلنا عليه فسأله ابن عمر عن شكاته – أي عن شكواه – فأخبره ثم سأله عن الحديث، فحدَّثه به كما حدَّثني به، يقول عطاء فخرج ابن عمر يُقلِّب ويضرب كفاً بكف ويقول ما كان ابن أم عبد ليكذب على رسول الله، حقيقة – قال – هذه، أين نحن؟ النبي يأمر بهذا! أين نحن؟ قال، سالمناهم وسكتنا عليهم!

هذا الحديث لو قرأمتموه – أيها الإخوة والأخوات – بإسناده في صحيح ابن حبان لوجدتم أن أحد رواته يقول وحدَّثني به شيخي فلان واستكتمني أن أُحدِّث به أحداً ما عاش مُعاوية، انتبه قال له، إياك ومُعاوية حي تُحدِّث به، سوف تُقتَل! اسمع لكي تفهم كيف كانت الأمور، رُعب وإرهاب، هذه كانت دولة الخلافة والآن أصبحت دولة مُعاوية، انتبهوا! ومُعاوية لا يزال أفضل مِمَن أتى بعده، لكن مُعاوية هو الذي سن هذه السُنة السوءة – السُنة الملعونة والعياذ بالله – في غصب الأمة حقوقها وتكميم أفواهها وسلبها حرياتها، قابله يزيد بن المُقنَّع حين أراد أن يحمل الناس على ابنه الخليع يزيد، فقام يزيد بن المُقنَّع يقول الخليفة هذا، وأشار إلى مُعاوية، فإن هلك فهذا وأشار إلى يزيد، ومَن أبى فهذا وأشار إلى السيف، قال اجلس وأنت سيد الخُطباء!

لذلك صحَّ – أيها الإخوة والأخوات – عن رسول الله – عليه السلام – أنه قال يُهلِك الناس – وفي رواية الإمام أحمد يُهلِك أُمتي، لأن الحديث في الصحيحين وأصله عند أحمد وهو شيخ البخاري، في رواية أحمد في مُسنَد أبي هُريرة من مُسنَد أحمد يُهلِك أُمتي – هذا الحي من قريش، طبعاً هذا الحي من قريش لُغة مُبهَمة، النبي لم يقل هذا طبعاً وواضح جداً لدى، النبي لم يقل هذا الحي، أي حي؟ قال مَن هو، قطعاً قال! مثلاً قال بنو حرب أو بنو سُفيان، ذكر هؤلاء تماماً، أو قال بنو عبد شمس، أعم! من قريش، فقالوا يا رسول الله فما تأمرنا؟ حُكام ظلمة سيحيدون عن نهج الخلافة ومهياعها اللاحب الواسع! فقال لو أن الناس اعتزلوهم، إرشاد إلى المُقاوَمة السلمية، هذه مُقاوَمة سلمية! والحديث في الصحيحين ومن قبل الصحيحين في مُسنَد أحمد، وقال المُحقِّق الشيخ شُعيب – رحمة الله عليه – وإسناده عند أحمد على شرط الصحيحين، هو على كل حال في الصحيحين، المسألة هينة – حتى هذه لم يرتضها فقهاء السُلطان لنا، ممنوع أن تأمر باعتزال السُلطان، أي مُقاوَمة سلبية Passive، مُقاومة سلبية! ممنوع، هذه الجريمة، المُشكِلة أن الإمام أحمد – رضوان الله عليه – بنفسه – وهذا موجود في المُسنَد – يقول ابنه عبد الله فقال لي أبي في مرضه الذي مات فيه يا عبد الله اضرب على هذا الحديث فإنه خلاف الأحاديث عن رسول الله، يعني – يقول عبد الله ابنه – التي فيها اسمعوا وأطيعوا واصبروا، لا يُمكِن! تسمع وتُطيع وتصبر على الظلم، وإن اخذ مالك وجلد ظهرك، أين لو أن الناس اعتزلوهم؟ مُقاوَمة سلبية! 

في الحقيقة الوقت يتضيَّق بسرعة، أنا أردت فقط أن أنطلق من نُقطة المُقاوَمة السلبية لكي أُشير إلى مسألة لا ينبغي أن تفوتنا الإشارة إليها، في العادة يُقال تصنيفاً لمواقف الأمة وعلماء الأمة وأفراقها المُختلِفة من قضية الحُكم الظالم والحُكم المُستبِد الطاغي إنها تمثَّلت وتبلورت في ثلاثة اتجاهات: أولاً اتجاه الخروج العنيف المُسلَّح بغض النظر عن شرط التمكن، وخير مَن مثَّله الخوارج بمُختَلف طوائفهم وفرقهم، وإلى حدٍ ما الشيعة الزيدية، ثانياً اتجاه الخروج عليهم بشرط التمكن، وتمثَّل في المُعتزِلة وفي أنفار من أهل السُنة والجماعة بعد أن استقر تقريباً الأمر عند جماهير أهل السُنة على مُسالَمة الحاكم والصبر على آذاه، وإلا قبل ذلك كان مذهب ما يُمكِن أن يُسمى أو يُدعى بأهل السُنة هو الخروج الذي نسبه ابن حزم إلى مُعظَم الصحابة، إلى عائشة وطلحة والزُبير، وإلى عليّ ومَن معه، وإلى مُعاوية ومَن معه، لأن مُعاوية خرج على أساس أن هناك ظلماً ولابد أن نخرج على إمام الزمان، وعليّ نفس الشيئ، وهذا ذكاء من ابن حزم في الفِصل في الأهواء والمِلل والنِحل، نسبه إلى عشرات من الصحابة، عبد الله بن الزُبير أليس صحابياً؟ عبد الملك لم يكن صحابياً، لكن عبد الله بن الزُبير كان صحابياً ومذهبه الخروج وخرج واستُشهِد بمكة، رضوان الله تعالى عنه وعن أبيه، إلى آخر مَن ذكر ابن حزم، والمذهب الأخير – الاتجاه الثالث – مذهب يُجافي الخروج ويُناكِده، لا خروج تحت كل الظروف، وإنما الصبر والتسليم! 

هنا أُريد أن اختم فقط، في مذهب الصبر الذي يُنسَب إلى أهل السُنة في الحقيقة هو مذهب أحمد وعلماء الحديث، لكن مذهب أبي حنيفة ومذهب مالك ومذهب الشافعي ليس هو الصبر، الذي استقر عليه للأسف المُتأخِّرون من المالكية والحنفية الشافعية للأسف كمذهب أحمد، لكن مذهب مُتقدِّمي هؤلاء هو الخروج لكن بشروط، انتبهوا! حتى الإمام الجويني في الغياثي – كتابه الشهير جداً في السياسة الشرعية – مذهبه الخروج بشروط، وذكرها رضوان الله عليه، وهو أستاذ حُجة الإسلام الغزّالي.

أقول في مذهب الصبر ينبغي أن نُميِّز بين طريقتين وبين نهجين: طريقة ترى أنه لا خروج ولكن لابد أن نتظهَّر بالمُقاوَمة السلبية، لن نخرج خروجاً عنيفاً، لكن لن نُعاوِن الحاكم، لن نلي له الأعمال، لن ندخل عليه، لن نُبيِّض صحيفته، لن نغسل سواد سوءته، أحمد بن حنبل على ما يبدو لي – وهذا رأيي الشخصي – كان ينتهج هذه الطريقة، يسير في هذا الطريق! أحمد كان يُقاوِم سلبياً، وطبعاً يُمكِن أن يُستأنس بأشياء كثيرة تُؤثَر عنه رضوان الله عليه، من ذلك أن أخت بشر بن الحارث الحافي دخلت عليه مرة وقالت يا أبا عبد الله إني امرأةٌ أتكسَّب، أكسب رزقي وعيشي من الغزل، تغزل وتنسج! وفي الليل يمر المسالح – أي الشرطة والحرس – ومعاهم المصابيح – مصابيح الزيت – فهل أنسج…

(ملحوظة) الندوة غير مُكتمِلة للأسف الشديد.

 

ندوة مع فضيلة الشيخ العلامة عدنان إبراهيم ومع الشيخ الزيتوني المجاهد الأستاذ عبد الفتاح مورو حول الثورة ومتعلقاتها
بتاريخ 30/05/2011

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: