أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم .

بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين , يا رب لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه, حمداً يوافي نعمك و يكافئ مزيدك نعوذ برضاك من سخطك ,ونعوذ بمعافاتك من عقوبتك ونعوذ بك منك, لا نحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضا , وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا محمداً عبد الله ورسوله ,وصفوته من خلقه, اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين و صحابته المباركين الميامين وعلى أتباعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً, سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم . اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علماً وفقهاً . ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم ,وتب علينا يا مولانا إنك أنت التواب الرحيم. ربنا تقبل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا ودعاءنا واختم بالباقيات الصالحات أعمالنا وبالسعادة آجالنا . اللهم لا تتوفنا إلا وأنت راض عنا برحمتك يا أرحم الراحمين .اللهم آمين.
أما بعد يا إخواني و يا أخواتي.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
في الحقيقة سيكون هذا الدرس-إن شاء الله تعالى-ربما الاستثناء الوحيد من دروس هذا الشهر التي كان ينبغي أن يكون لها روحية خاصة ونكهة خاصة, ولكن للأسف كما سمعتم وكما تابعتم الظروف التي طرأت أو كُشف عنها النقاب مؤخراً تضطرنا على الرغم منا أن نعالج ولو من زاوية بعض ما طرأ علينا للأسف الشديد ورحم الله من قال قديماً :
وجرمٍ *أي رُبَّ جرمٍ* جرَّه سفهاء قوم فحلَّ بغير جانيه البلاء.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.
يعني السفهاء يعبثون ويتلاعبون والحلماء والأبرياء يدفعون الثمن ,هذا ما يتكرر للأسف هذه الأيام بل في هذه السنين المتأخرة . خطر لي وأنا في طريقي إلى هذا المسجد الذي أسال الله أن يباركه ويبارك أهله وروَّاده قوله عليه الصلاة وأفضل السلام : ( إن من أعظم الناس جرماً* وفي رواية إثما ً* من المسلمين من سأل عن مسألة فحُرِّمت لأجل مسألته). النبي يقول هذا في زمانه وهذا ينطبق على أصحابه. لو كان هناك أمر من الأمور هو في دائرة المباح أو في ما يُعرف بدائرة العفو, وجاء متحذلق , متفيهق وسأل عن هذا : يحل أو لا يحل ؟ فحُرَم, فوجبت المشقة للأمة مع أنها مشقة محمودة في نهاية المطاف, مشقة تكليف نلزم أنفسنا بما كلَّف الله به, من حِلٍّ ,من حرام ,من واجب لا بأس , لكن النبي قال هذا الذي سأل سيكون عند الله أعظم الناس إثماً مع أنه متحذلق جاء من أجل أن يتفقه لكن لأجل مسألته حصلت مشقة للأمة فما بالكم لو كان تهذه المشاق بل هذه النكبات والكوارث التي يكرث بها المسلمون لا بسبب تفقه في الدين وإنما بسبب مسالك طائشة ,غير مسؤولة ومن أشخاص غير مسؤولين وغير متفقهين, بل إن الفقه في نهاية المطاف لا يعنيهم لا في كثير ولا في قليل , تواريخهم تؤكد هذا, لم يطلبوا العلم, لم ينفذوا فيه , أين نفاذهم في العلم الشرعيّ ؟ أين بصيرتهم ؟ أين نبوغهم؟ أين تميُّزهم؟ إيتوا بهؤلاء ودعوهم يتكلمون ويحاضروا في دين الله, لا بصيرة, لا عمق ,لا استشهاد, لا فهم , لا تأصيل ,لا تأسيس. يمكن أن يضح لكم مدى البؤس الذي يعاني منه المسلمون بعامة لو أنكم رجعتم القهقرة إلى سبعين أو تسعين أو مئة سنة فقط إلى الوراء, قبل مئة سنة , من الذي كان يفرغ عن المسلمين؟ من الذي كان ينطق بلسان حال المسلمين؟ من الذي كان يعبر عن مشاكل وهموم المسلمين؟ أمثال الأصفهاني ,أمثال محمد عبده , أمثال الشيخ الحسني ,أمثال مصطفى كامل, أمثال سعد زغلول أمثال الشيخ ابن عاشور ,أمثال الشيخ الكواكبي في حلب ,أمثال عبد الكريم الخطَّابي في المغرب ,أمثال الشيخ الحاج أمير الحسيني في فلسطين ,علماء أعلام أنوار أفذاذ كبار. وإذا شاء الغرب أو الشرق أن يعرف ملخصاً لحال الأمة مباشرة يأخذ تصاريح, مقررات, خطب, هؤلاء.
أما اليوم والله خطر لي هذا وأحزنني وصليت من أعماق أعماق قلبي على صاحب الرسالة العصماء صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم ما أصدقه , فعلاً أحق الأوصاف التي يوصف بها الصادق المصدوق. يقول عليه الصلاة والسلام : ( سيأتي على أمتي سنوات خدَّاعات * نعيش زمان الخديعة, نعيش مخدوعون في أنفسنا, مخدوعون في قضايانا, مخدوعون لأننا في زمان الخديعة, زمان الزيف ,زمان الكذب ,هذا الزمان الأجوف ,كل شيء فيه إلا ما رحم الله أجوف, فارغ ,زائف, كذب, زمان الدعاوى * يصدَّق فيها الكاذب, ويُكذَّب فيها الصادق, ويُؤتمن فيها الخائن, ويُخوَّن فيها الأمين, و ينطق فيها الرويبضة * الصحابة عجبوا لهذه اللفظة * قالوا : يا رسول الله وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة) .يتكلم باسم الأمة باسم مسائل الأمة , باسم مشاكل الأمة, باسم الإسلام المجروح, “الأمة المكروثة ” ,” الأمة كذا كذا” , وهو رويبضة.
يا سيدي يمكن لك تافه أن يتكلم ما ميزتك أنت حتى تتكلم ؟ هل أنت من النابغين في العلم؟ هل أنت من النابغين في التقوى , من أولياء الله المكشوف عنهم الحجاب كما يقال؟ هل أنت من نوابغ العلماء ومصاقع الخطباء المحققين الراسخين في العلم المشهود لهم؟ لا, ما أنت إذاً؟ يحمل هم الأمة, لم تنطق باسمنا؟ لم تغتال حقنا أن نترجم ونبلور أحوالنا بكفاءة وجدية ومصداقية؟ هذه الأمة بالذات في مثل هذه الأوقات تحتاج إلى أنبغ أبنائها لا إلى الرويبضات, لكن الله المستعان على زمان الفضائيات , الله المستعان على زمان المساجد, أصبحت المساجد كالدَّكاكين والله العظيم , أن أفكر بهذا وأحزن وأشعر بهذا شعوراً قوياً كما تشعرون وكما تحسون, لا تكثر هذه المساجد لكي يعبد الله فيها حقاً, تكثر لأن وراءها دكاكين ,وراءها مشاريع إعلامية, مشاريع حزبية, مشاريع اقتصادية, ولذلك تكثر المسلمين و تكثر مشاكل المسلمين وتتقطع روابط المسلمين, طبعاً لأن كل أحد يصدق أن له منبراً يركبه وأنه حقاً أصبح إماماً, وأن له رأي وله أن يقطع بالفتوى في مسائل العامة والخاصة, شيء عجيب ومضحك.
بعض هؤلاء أحياناً يتوسلون بأمثالنا وبأمثالكم ويتصلون: كيف الفتوى في كذا؟ في أبسط المسائل و أتفهها , لماذا تعمل إماماً يا حبيبي؟ الله أكبر يا أخي , طبعاً لو وجد جواب لما احتاج إليَّ أو إلى غيري لكن أحياناً تعضل به المسألة ولا يعرف مظنَّتها في كتب العلم, فيضطَّر أن يسأل على استحياء ولا يقول أنا سألت فلاناً أوعلاناً وإنما على أنه قطع بها من عنده , ما هذا العبث ما هذا اللعب؟ لا حول ولا قوة إلا بالله, هل مرَّ بهذه الأمة بمثل هذا الوضع من قبل؟ بالله عليكم قولوا لي هل مرَّ؟ في تاريخنا لم يمرَّ هذا. مرَّت أوضاع تمزقت فيها الأمة وتحاربت لكن لم يَمُر زمان الرويبضة, نحن الآن في زمان الرويبضة . والآن يأتي الذين يريدون أن يصطادوا ليس بالماء العكر إنما بالماء النظيف من أعداء الإسلام وشانئيه ومبغضيه, يقولون: هؤلاء يمثَّلونكم, أليسوا أصحاب منابر ومساجد ؟ أليس لهم رأي؟ أليس لهم أتباع؟ لا يعنينا خلفياتهم , هؤلاء يتكلمون باسمكم أدفعوا الثمن جميعاً , حسبنا الله ونعم الوكيل . طبعاً في نهاية المطاف نحن جميعاً مسؤولون شئنا أم أبينا لأننا أمة بشكل عام عندنا نوع من عدم الجد في إدارة شؤوننا في سياسة أمورنا, أن نكون صارمين لا يعنينا, بالعكس أمور كثيرة من أمورنا تدور على المجاملات وعلى المراءاة , تدور في مدار هذه الأغراض. لو كنا واعين مثلاً وانكشف النقاب عن شخص معين أنه مثلاً يتجر بالدين , أنه مثلاً نصَّاب, أنه مثلا دجَّال, أنه مثلاً إرهابي يحمل أفكار إرهابية متطرفة.
جلست مرة مع شخصية إسلامية عامة في النمسا, وذكرت هذا في مناسبات عدة, كنت مصعوقاً لأن الرجل لم يتسع وعيه وفهمه ورؤيته للعالم الذي يعيش فيه , هو غائب حقيقةً عن العالم , لم تتسع رؤيته أن يُقر أن هناك إرهاباً أن هناك بعض المسلمين الإرهابيين .
قال: إرهاب؟! أنا لا أقبل هذا يا شيخ, هذا كلام أعداء الإسلام.
قلت له: ماذا؟! صحَّ نومك يا حبيبي, صحَّ نومك يا بابا, كل هذا الإرهاب , كل هذا التطرف والتكفير و فتاوى سفك الدم.
حدثت إخواني اليوم وبعضهم اقشعر بدنه أول مرة يسمع هذا, لكن من يعرفني سمع مني هذا عشرات المرَّات, أنا هنا في النمسا قبل سنوات, طبعاً هناك شهود بعضهم يجلس الآن أمامي ,كانوا معي, أنا استمعت في خمس دقائق إلى فتوى بسفك دم مسلم هنا , كان رئيس الجالية : لما لا تتخلصون منه كما تخلصنا من الطاغية في مصر؟ يعني أقتلوه , مباشرةً والذي أعطى الفتوى شيخ بلحية وعنده مؤلفات شيء وهو الشخصية الثانية في جماعته أو حزبه المجاهد, شيء لا يصدق. لما ناقشته طبعاً دخل في بعضه كما يقال و اضطرب الرجل ولم يجد عنده جواباً, قال : هيا نخرج وخرج. ما هذا؟.
رحمة الله على الشيخ الغزالي الذي قال: جلست مرة إليهم و يا لهول ما سمعت, لقد خشيت على نفسي وجدتني حقاً بين أفراد عصابة وإن كان لهم لحاً ويدَّعون المشيخة ويلبسون الجلاليب ويؤلفون كتباً في الدين .
فكيف أقنع هذا الرجل النائم ,الغائب عن العالم ,الوسنان .من أقصر طريق بدون نقاش.
قلت له: يا سيدي هل تصلي ورائي؟.
قال: طبعاً يا أخي كيف لا أصلي وراءك؟! ولماذا لا أصلي وراءك ؟!.
قلت له : ولكن أنا كافر , والصلاة خلفي غير جائزة.
قال: أعوذ بالله حاشا لله من يقول هذا؟!
قلت له: هناك من يكفِّرني وبشرى لك من يكفرك. أنت كافر وأنا كافر والصلاة خلفنا غير جائزة.
قبل أقل من أسبوع حدَّثني أحد إخواني أنه نُهي عن الصلاة خلفي فقلت له : لماذا؟ قال لي لأنك كافر. قلت له: ممكن عند هؤلاء, كل شيء ممكن , هؤلاء كفَّروا عليَّا بن أبي طالب, كفَّروا صحاب رسول الله, وهم لم يكونوا من الصحابة لكنهم كفَّروا علياً ,من هذا علي؟ كفَّروه وكفَّروا آله , كفَّروا الجملة الطائلة من أصحاب محمد واستحلوا دماءهم وذبحوا كثيراً منهم ,ما رأيكم؟ . ما هذا البلاء؟! لاحول ولا قوة إلا بالله.
فنحن نستحق هذا حين نجامل , حين ننفاق حين نداهم ,حين نرائي , حين لا نكون جادين في تدبير أمورنا . علينا وبتلقائية سلسة أن نقاطع هؤلاء و أن نحاصرهم وأن نقول لهم ليس أمثالكم من يتكلم باسمنا , انتهى نقطة. ولذلك لن يكون لكم مسجد يستقبلكم , لن تتكلموا على صهوة منبر أبداً أبداً, لن نلتف حولكم وأن نشعركم أنكم شيء, أنتم لا شيء أصلاً , يوم تثبتون أنكم شيء سنرتاح لكم ,بالعكس الأمة تحتاج إلى قيادات علمية قيادات فكرية , قيادات روحية لكنها لا تحتاج إلى متحذلقين و رويبضات, قال : (وينطق الرويبضة ) يا سلام, صلى الله عليه وسلم, الرجل التافَه, طبعاً لو سمعني سيقول لي : يا عدنان يا تافِه ولن يقول تافَه, لا يعرفون هؤلاء شيئاً, الرجل التافَه الذي يتكلم في شأن العامة , الله أكبر يا أخي فعلاً يتكلمون في شأن العامة . لقد اختُطِفت قضايانا, ومن يدفع الثمن ؟ نحن .
العجيب طبعاً وهذا ما ستصدمون به, وقلت لكم انتظروا فقط الأخبار, ستعلمون خلفية هؤلاء الأخلاقية وسيسقط في أيديهم ,وهذا شيء في نظري غير بعيد بالمرة ,هؤلاء ليسوا صادقين . مرَّة قال لي أحد إخواني وتلاميذي وهو الذي أوحى لي بهذه الفكرة , ومذ ذاك وأنا مقتنع بهذه الفكرة . كنت دائماً أكرر ما كرره كل العلماء تقريباً أن الخوارج وأشباه الخوارج مشكلتهم ليست من الإخلاص وإنما من سوء الفهم.
قال لي : يا شيخ هل تعتقد أن الله بكرمه وجوده و منّه وعطائه يُعثِّر مخلصاً ؟ لو صدقوا في إخلاصهم لبيَّن الله لهم وجه الحق .
قلت له: والله صدقت, لا أستطيع أن أخالفك.
ولذلك بدأت أشك أنهم مخلصون, كذابون هم كذابون . الذي يُخلي الله بينه وبين نفسه فيقتل علي بن أبي طالب عليه السلام هذا ليس مخلصاً ,لا يمكن أن يكون له إخلاص قدر شروة نقير ,مستحيل هذا كذاب. أمثال هؤلاء الآن تتقطع حناجرهم , تتشقق عقائرهم وهم يصرخون ويستسبقون- أيها الإخوة- ويستغيثون لإنقاذ الأمة وإقامة دولة الإسلام وإعادة خلافة الإسلام ثم نكتشف وستعرفون أن منهم, ليسوا جميعاً , الدُعَّار ,سمعتم الكلمة ؟ الدُعَّار الذين يختلفون إلى المواخير بالصور وبالفيديو يا أحبائي و يا إخواني شيء أقسم بالله تقشعر له الأبدان, أنا خجلان أن أذكر هذا الكلام ولذلك قلت سبحان الله قلب المؤمن دليله يا إخواني,( اتقوا فراسة المؤمن) , في نهاية المطاف تجد المخلصين منا لا يشتمون رائحة الصدق ولا يرتاحون إليهم و يتساءلون لماذا لا نرتاح إليهم؟ في شيء إلهي هنا يا أخي , كما قال أبو الدرداء : ليحذر أحدكم * لكن هذا المنطق على فكرة لا نعلمه أيها الإخوة في المنابر وفي المواعظ حتى نراجع أنفسنا لكن كان هذا من البديهيات عند الصحابة والتابعين وعند أسلافنا * أبو الرداء يقول: ليحذر امرؤٌ أن تلعنه قلوب المؤمنين وهو لا يشعر ثم قال: يخلوا بمحارم الله فينتهكُها. القلب الصادق سيعلم لأنه لن يرتاح لك, هو لا يعرف ماذا فعلت لأن الله ستَّار يستر على عباده , لكنه لن يرتاح لك , سيشعر أن هناك شيئاً غير نظيف في هذه الشخصية, المؤمن يشعر. ولكن من كان مثله – والعياذ بالله- لا يشعر, يطبِّل ويزمِّر له و يجعله شيخه لأنه أيضاً مثله من نسيجه والعياذ بالله . الصحابة كانوا يعرفون هذا , انتبه! تلعنك قلوب المؤمنين وأنت لا تشعر, إذا خلوت بمحارم الله, كذاك الذي ذكَّرت إخواني بقصته وجاء يزايد عليَّ وعلى إخواني وعلى كل المسلمين هنا.
قال: نحن جالسون ,نحن كسالا , نحن نخاف, نحن نجامل .
قلت له : ماذا تريد؟ .
قال: لابد أن ترفعوا راية الخلافة.
قلت له: نحب الخلافة وربما أكثر منك, لكن المسألة ليست بهذا التبسيط الساذج الطفولي.
قلت لكم مئة مرة الذي يعجر عن بناء حجرة أيبني مدينة؟ ابني لي دويلة إسلامية صادقة وبعد ذلك فكر في الخلافة, مرة واحدة تقفز , كيف هذا التفكير؟ لكنه يجادل ثم
قلت له: استحلفتك بالله أصليت الصبح اليوم ؟ .
لأنني ويشهد الله رأيت هذا في وجهه , رأيت فيه قتامة وسواد ,الرجل كان صادقاً المسكين.
قال لي : ما صليت كيف عرفت ؟.
قلت له : ما عرفت لكن أرى في وجهك سواداً ومن صلَّ الصبح فيكون في وجهه نور.
اختبروا هذا بأنفسكم, إذا فاتتك صلاة الصبح خذ المرآة وأنظر في وجهك وإذا صليت الفجر في وقته أنظر في وجهك هناك نور والله نور والله و الله في رمضان تراه , فخاف الرجل وخطف ونزف دمه ,وللأسف اكتُشف أيضاً بعد ذلك أنه كان من معتادي بيوت الدعارة ولسنوات عديدة, يمارس الدعارة ويسطوا حتى على أموال الداعرات, ما هذا!؟ وتزايد علينا في الخلافة؟! خلافة من؟ خلافة أمثالك لعل عنده موَّالاً سيغنِّيه يحب أن يكون نائب الخليفة أو الصدر الأعظم للخليفة , ما هذا العته الذي نعيشه؟! لا حول ولا قوة إلا بالله .
الآن ستأتيكم أخبار عن مثل هذا الجنس بالوثائق في وقتها سوف تُنشر – حسبي الله ونعم الوكيل- وتريدون أن تذهبوا بنا إلى الجحيم, أنت هكذا وتزايدون على المسلمين هنا على 400 ألف مسلم؟ الآن سأسأل سؤال لأن بعض الناس للأسف جادلنا بغير علم وبغير هدى ولا كتاب منير, بغير رؤية واضحة وراسخة.
قال لي: ولكن…
قلت له: والله أنا أكره هذه ال”لكن” في مثل هذه الأوضاع .
وقلت يا جماعة يا جماعة مهما تعلق الأمر بأمننا و بأحوالنا نحن على كف عفريت هنا , أنتم تفهمون هذا .
قال : لا ,هناك قانون.
قلت له: لا يا حبيبي القانون يتعلق بالمؤسسات لكن الشعوب لا تعرف قانون , الشعوب إذا عُبِّئت وهاجت, ومن السهل جداً تعبئة شعب من خمسين مليوناً بمقالة في جريدة. أحياناً تكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير أو القطرة التي فاض بها الإناء, تأتي مقالة واحدة أو خطاب متلفز أو حتى مذاع في الراديو, وسوف ترون بعد ذلك كيف تدور علينا الدائرة, روح خلّي القانون ينفعك. طبعاً ستجد من الحكومة من يقف في صفك ويدافع عنك ويحاول أن يطفئ النار ويقول ” لا تعتدوا على المواطنين وإن خالفونا ولكن هؤلاء يبقون مواطنين صالحين وهم أبرياء ” ولكن سنُذبح و سنُحرق وسيُنْزع الحجاب عن رؤوس بناتنا وأمهاتنا في الشوراع, وسيضربن وستصبح هناك مشاكل لا يقدِّرها أحد إلا الحلماء .
قلت: لا تفكر بهذا العقل وتقول لي قانون.
على فكرة القانون هنا قانون.
سأل أحد إخواننا مدير الأمن العام هنا .
قال له : هناك شخص رابع وخطير ومشبوه ولكن لم يتم القبض عليه, لماذا؟.
فردَّ عليه : لأن القضاء منعنا .
أنظر إلى دولة القانون , لو أنك عند طالبان أو في العراق تُضرب بالرصاص مباشرة بالشبهة.
قُبض على مسلمين في العراق, حدَّثني أخي هذه القصة بالتفاصيل , قال: قبض عليهم فإذا بأسمائهم جعفر والعباس وعليّ.
قالوا (القابضون عليهم) : شيعة اضربوهم بالرصاص.
قالوا (المقبوض عليهم) : لا والله نحن سنة.
قالوا (القابضون عليهم): لا , أنتم شيعة من أسمائكم.
قالوا (المقبوض عليهم): تسمَّينا بأسماء الشيعة وأئمتهم حتى لا يذبحنا الشيعة .
يااه ,كالمستجيرين من الرمضاء بالنار, المساكين.
قالوا (القابضون عليهم): طيب اختبروهم ,صلُّوا.
فصلًّوا (المقبوض عليهم) صلاة السنة .
الشيعة لا يعرفون صلاتنا ,وأنتم لا تعرفون صلاة الشيعة , عندهم أشياء مختلفة.
سألوهم (القابضون عليهم) مسائل عن الصحابة وعن أبي بكر وعمر.
فأجابوا (المقبوض عليهم) جواب السنيّ.
قلت لأخي: تركوهم صحيح؟ .
قال لي: لا, قتلوهم بالشبهة ,قالوا ممكن أن يضحكوا علينا فقتلوا بالرصاص ,ما هذا؟! .
حدَّثني أحد إخواني الثقات جداً ,وهو مقروح الكبد أيها الإخوة.
قال لي: أقربائي ,أولاد عمِّي, أنا أعرفهما سنِّيان نشآ على المذهب السني ولكن ليسا من أهل العلم .
طيِّبون عندهم التزام ولكن لم يكونوا في حياتهم في أحزاب أو تزمُّت.
قال لي: اجتمعت بهم في بلد.
فقال أحدهم: آه ,أنا بالنسبة لي كل شيعي مباح الدم كبيراً كان أم صغيراً, شيعي يقتل مباشرة.
قال لي : فأنا جننت وقلت له: ما هذا! يا أخي اتق الله.
على فكرة في الشيعة من يقول هذا تماما “كل سني مباح الدم” والعياذ بالله يا أخي , شوف الفتنة الشعواء العمياء الطخياء- والعياذ بالله- طبعاً في الشيعة و في السنة على قدم سواء, للأسف, وهنا حلماء وهنا حلماء لكن غلبهم السفهاء,انتبه, الحلماء مغلوبون كما قال النبي في الحديث القدسيّ ( فبي حلفتُ لأبعثنَّ على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران). حين يصبح الدين دكاناً ونفاقاً وتدجيلاً, الله يرفع لرحمته عن هذه الأمة .
على فكرة من وصفوا في الحديث هم أقل سوءاً وشراً ممن وصفتهم اليوم , ما رأيكم؟ . في أوّل الحديث قال النبي : يخرج في آخر الزمان رجالٌ يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين) .
أصحاب دكاكين, كذاك الداعر الذي تعرفونه ونفس الشيء كثيراً من إخواننا بحمد الله وأنا منهم , لم نرتح له يوماً سبحان الله هكذا القلب ينفر منه لله في لله ,داعية فضائي لا نرتاح له أبداً, بعدها اكتُشف بعد سنة أنه متزوج من غير مسلمة, حر يا سيدي ليس حراماً, لكنه ما شاء الله يُسيِّر بناته وأبناءه الصغار إلى مدارس على غير دينه , دين آخر.
فقيل له: يا شيخ ما هذا؟ لا يهمك مستقبل بناتك الديني؟ لا يذهبن إلى مدارس إسلامية؟.
في بلد إسلامي, بلد إسلامي كبير.
قال: نعم من باب التقارب والتعرًّف على الآخر .
أنظروا إلى النصَّاب, هذا رجل يغامر بمستقبل بناته الديني , ليست مدارس عادية , لا, مدارس دينية يبعث بناته إلى مدارس كنسية أو يهودية , شيء كارثي يا أخي , ويخرج لك في الفضائيات ” الإسلام والدين وعمر وصلاح الدين” يا نصاب, يا دجَّال ثم
قيل له: يُقال عندك كذا وكذا مرسيدس.
قال: ليس عيباً .
قيل له: يقال كلها من نشاط الدعوة ومن التليفون .
قال: نعم, وهل حرام أن نأخذ أجراً على دعوتنا ؟ .
كوَّن ثروات الرجل , وسيارات وعمارات من الدعوة, هو يعرف ماذا يفعل ,هذا الذي وصفه الرسول , و هذا جمهوره أكثر بكثير من جمهور واحد علَّامة فقيه صوفي عارف بالله مثل مولانا الدكتور البوطي- ربنا يمد في عمره – تعرفوه الذي أتى هنا وحضروا له أقل من هذا العدد المبارك وأنا حزين لهذا. شاهدوه في اقرأ كم واحد يحضر له, خمسة آلاف على الأقل ويمتلئ المسجد عن آخره, تركهم كلهم وحضر هنا لكن حضروا له مئتين ,غير مشهور, لكن صاحبنا وأمثاله ملايين يعرفونه حول العالم العربي, ” ما شاء الله الشيخ الفلاني الفلاني”, أنتم مثله بلا بصيرة ,بلا نور ربناني في القلب, لا تعرفون شيئاً, أنتم أمثال هؤلاء الدجَّالين والعياذ بالله تبارك وتعالى.
ذكَّرني هذا بما ذكره لي الأخ المرحوم الدكتور فروة –رحمة الله عليه- قبل أكثر من 15 سنة .
قال لي: كان عندنا شيخ صوفي والمفروض أن يكون زاهد فقيه يريد الآخرة إلا أن الرجل كل يوم والليلة يبني برج, هنا برج , هنا عمارة, مليونير الرجل.
فسأله أحدهم: يا مولانا ما هي القصة ؟ من أين كل هذا؟ أنت لا تعمل , أنت جالس دائماً تسبح وتذكر بالسبحة الألفية.
قال : كل هذا بنيناه بحلاوة اللسان على الأقل كان كذَّاباً صادقاً , كذَّاباً في سلوكه وسعيه , صادقاً في اعترافه , يعرف كيف يستغل الناس بلسانه. قال عليه الصلاة والسلام: ((يخرج في آخر الزمان رجالٌ يختلون الدنيا بالدين ويلبسون للناس جلود الضأن من اللين * مثل: “يا إخواني و يا أحبائي “,”أيتها الأمة الطيبة” , ” والله الذي لا إله إلا هو” , كل هذا دجل ,لا يوجد صدق حتى * ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب ، يقول الله عز وجل : أبى يغترون ؟ أم علىّ يجترئون ؟ فبي حلفتُ لأبعثنَّ على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران).
وصف حقيقي لما نحن فيه, ألسنة ممتازة تتحدث عن الإسلام وهموم الإسلام , تقول هذا المسكين سيموت على الإسلام , وقلوبهم قلوب الذئاب وأمر من الصبر, ويقول الله عز وجل:( لأبعثنَّ على أولئك منهم فتنة تدع الحليم فيهم حيران), هذا ما نعيشه اليوم, الحليم فينا حيران, أمة كالغنم , لا تهتدي سبيلا, تُنتقَص من أطرافها, تُبتلع بلدانها, دماؤها أرخص دماء, لا كرامة لهم, المساكين, حول العالم, ولهم بعض القيادات من أمثال هؤلاء النصَّابين الدجَّالين المدكِّكين بالدين, يقودونهم ويبيعونهم و يتاجرون بهم. طبعاً هناك- الحمد لله- فئة من المخلصين- كثَّر الله من أمثالهم- أثبت لهم الزمان أنهم مخلصون.
أنا لم أكمل لكم, قلت هذا الدجال الذي يبعث بناته إلى مدارس دينية ولا يبالي بمستقبلهم وبين مولانا الدكتور البوطي الذي يسكن إلى اليوم وهو أكاديمي كبيرو أستاذ جامعي, ناقش مئات الدكتوراة والماجستير, يعني المفروض أن يكون كوَّن ثروة من أستاذيَّته -الله أعلم – لكنه إلى اليوم يسكن في شقة المسكين-والله العظيم- زاره أخونا أبو عدنان , قال: مرهقة حين تصعد إليه تتعب. هذا عرض عليه الرئيس الأسد
وقال له: أطلب وتمنى ,مهما طلبت من شيء فهو حاضر وناجز.
قال: هو كان يظن الرئيس الأسد,* وسمعنا هذا من لسانه المبارك*, قال :كان يظن أنني سأطلب قصراً , سأطلب جامعة لي ولأبنائي باسمي, كلية شعر الدكتور البوطي مثلاً, وأن أكون عميداً بعدها ونتوارثها .
قال: أبداً ,لو قد فعلت للبَّاني ثم لرماني كما يرمى المنديل.
سيعرف أنه إنسان حقير – حاشاه وكلا- وإنسان نصَّاب مدكَّن , فاتح دكَّانه باسم الدين.
قال : كل ما أطلبه يا سيادة الرئيس أن الذين في الخارج يصيرون في الداخل, وأن الذين في الداخل يصيرون في الخارج.
يعني من في الزنازين والسجون يخرجون والذين خارج سوريا يرجعون إلى البلاد, يعني طالب بمظلومية المظلومين وبدأ هذا الوعد يتحقق شيئا فشيئاً, وهناك من يتهمه إلى اليوم بأنه باع نفسه للسلطان – حسبنا الله ونعم الوكيل- رجل صدق, يا ليت كل الدعاة بمثل هذا الزهد و بمثل هذه الرجولة, بطل, هذه بطولة الإيمان, بطولة العلم -أيها الإخوة- نحتاج أمثال هؤلاء, ونحتاج أن نستفتي أمثال هؤلاء, نقول له يا دكتور بوطي يجوز أن نفجر هنا في النمسا؟ في لندن مثلاًsubway ؟ يجوز أن نقتل الشيخ و العجزة والأطفال؟ أن نقتل بالجملة الناس؟ هذا جهاد في سبيل الله أم أنه إرهاب ممقوت؟ على فكرة البوطي عنده فتوى مخيفة جداً تقريباً كفَّر فيها من يفعل هذا ما رأيكم؟ موجودة على الإنترنت بالنص, له موقف شديد جداً جداً من هؤلاء المجرمين ,لأنه يعرف مدى الجناية التي يجنونها هؤلاء على أمة الإسلام والمسلمين.
هؤلاء الذين استجرؤا علينا أبوا إلا أن يستدركوا .
قال لي: ولكن …
قلت له: وما هذه ال”لكن” .
قال: يجب أن نبحثفي أوضاعهم, بعضهم ليس عندهم عمل, ليس عندهم وظائف, هؤلاء محرومون مطحونون.
قلت له: جميل هيا لنتناقش بالعقل, و إياك أن تقول هذا للصحافة إن سألوك, ستودي بنا إلى خمسين داهية.
قال لي: لماذا؟! كيف؟!.
قلت له: هم سيردون عليك على الأقل من جهتين , الجهة الأولى: سيقول لك لدينا مئات الآلاف من النمساويين والألمان مثلاً , مئات الآلاف ,في ملايين على فكرة, لماذا ليسوا إرهابيين؟ لماذا أنتم بالوظائف تصبحون إرهابيين؟ معناه أن البطالة ليست السبب الأساسي للإرهاب ,موجود يهود ومسيحيون كثر بالملايين , المسيحيون كثر واليهود قلة, وهم أيضاً لا أعمال لديهم, لماذا ليسوا إرهابيين؟ لماذا أنتم ما شاء الله كأن جوابكم الحاضر هو الإرهاب, “ستؤمِّنون لنا كل ما نريد وإلا سنرهبكم”, إذا أنتم إرهابيون .
قال:ها!.
سكت طبعاً ليس عنده جواب.
قلت له: الجهة الثانية : وماذا ستقول لو واجهوك بحالات موجودة فعلاً للأسف, سيقول لك هذا طبيب مثل الذي حصل في لندن وهذا مهندس موظف فور تخرجه من الجامعة , يشتغل وله مرتب محترم آخذ كامل حقوقه ها هو متورط بالأدلة وباعترافه للتخطيط لأعمال إرهابية , ماذا ستقول؟.
لم يعرف ماذا سيقول.
قلت له: أنا سأقول لك ماذا سيقولون, للأسف يأتي هؤلاء الشانئون بسوء نية , والمبغضون أو الجاهلون بسوء فهم وليس بسود نية ليقتنصوا الفرصة ويقرِّروا ” يبدو إذاً الأمر يتعلق بالإسلام ذاته, هناك شيء ما في بنية الإسلام, في بنية النصوص الدينية ,القرآن بالذات تجعل المسلمين متعاطفين ميَّالين إلى الإرهاب وإلى العنف, إذاً دينهم هو المشكلة, إذاً علينا اتخاذ إجراءات ضد هذا الدين كدين”.
طبعاً وهذا جواب مفضوح واستنتاج مكشوف لأننا سنسرع إلى فضحه مباشرة ريثما يُسمع بأن نقول لهم: غير صحيح ومن جهتين,
الجهة الأولى: أن الكثرة الكاثرة الساحقة من أبناء المسلمين وبنات المسلمين حول العالم لا تتعاطف مع هذا الإرهاب وتدينه وتدمغه وتجرَّمه فلو كان هذا شيئاً في بنية الإسلام لوجب أن يُترجم عنه كل المسلمين أو على الأقل أكثرهم وليس فئة لا وزن لها ولا تُحسب .
الجهة الثانية: لو كان هذا صحيحاً لوجب أن يترجم عنه بدرجة أولى العلماء الراسخون علم الدين , النافذون في علم الشرع, الذين قضوا أعمارهم في الدعوة إلى هذا الدين الحنيف والشريعة العصماء يجب أن نشعر أن عندهم مزاج التطرف و يجب أن يظهر هذا في كتاباتهم ,في فتاواهم ,هذا دينهم ولكن علماءنا الكبار مثل: الدكتور القرضاوي والدكتور البوطي وأمثال هؤلاء ,لا يفعلون هذا ويفتون بعكسه تماماً وبأشد من هذا, إذا هذا استنتاج غير صحيح يُراد أن يُسارع إليه لتطويق الإسلام وحريات المسلمين وحقوق المسلمين.
بعض الناس على فكرة الآن تنطلق دعوات” ليعودوا من حيث أتوا ” يعني يريدون أن يتكرر سيناريو الأندلس , كما طُردنا من الأندلس نُطرد من بلادهم. طبعاً حقيقة هذا المنطق منطق عنصري ومنطق ظالم ومنطق مغرق تماماً حتى النخاع – والله أعلم بخلفياته – ولكن هذا المنطق صادق تماماً في حق هؤلاء الإرهابيين ,تماماً تعرفون لماذا؟ يجب أن يكون الإنسان صادقاً, لا يمكن أن تكون فاسداً أخلاقياً وتدَّعي أنك تتكلم في الإسلام وتريد أن تورِّطنا في حرب نحن خاسرون فيها دائماً و باسم الإسلام وأنت فاسد أخلاقياً, لا يمكن أن صادقاً في دعواك وأنت جالس تتكلم هنا باسم طالبان وباسم القاعدة , يا حبيبي التحق بهم, التحق بالقاعدة في العراق وفي أفغانستان وقاتل معهم ومت شهيداً بين صفوفهم, يا حيَّ هلاً مع السلامة. لكن تجلس هنا تأكل خير هؤلاء الناس, وتستفيد من كل المزايا وفي رأس هذه المزايا الأمن. لكن- بحمد الله -نحن سعيدون ولو سُئلت ,ولو سُئل أحدكم أعتقد أن الكل لديه نفس الجواب, ما هي ردت فعلك الأولية إزاء الخبر الذي سمعته” قبض على اثنين أو ثلاثة ” ؟ أقول لهم شعور مزوج عاطفياً : شعور بالفرحة وشعور بالحزن . شعور بالفرحة – بحمد الله -لأن أعمالاً إرهابية محتملة طوِّقت قبل أن تقع , ولم يقع ضحايا من الأبرياء, ولكن نحن أسيانون وحزانا لأن هذا شوَّه مُحيَّ ديننا وأساء إلى سمعتنا كمسلمين وأساء إلى سمعة كتابنا المقدس و إلى سمعة نبينا المكرَّم للأسف, وطبعاً لابد أن يسيء بشكل أو بآخر لذلك نحزن من جهة ونفرح من جهة.
الحمد لله أن عين الأمن هنا ساهرة دائماً . اكتُشف أن هؤلاء الذين يدبِّرون لأعمال إرهابية مصدّقين كذبة, سأقولها وسأجازف بها ,أعتقد أنها كذبة وما زلت أعتقد, مصدِّقين كذبة الإرهابيين المسلمين وهي أنهم نجحوا في تحطيم الأبراج, ولا نجحوا , ولا شيء, كله كذب في كذب ,كله دجل لكي تسرق بلادنا ,هؤلاء المعاتيه صدقوا هذا و يا حرام يا حبة عين أمهاتكم يتمنون أن يُعمل شيء مثل هذا ويدخلهم التاريخ الأسود ولن ينجحوا . اكْتُشف طبعاً أن هؤلاء –بحمد الله- ليسوا فقط مرصودين, ليست فقط المواخير مرصودة بالفيديو, الدُّعَّار , العُهَّار, وإنما بيوتهم مرصودة وبالكاميرات يا حبيبي , كل شيء مصوَّر ومسجَّل, ما رأيكم؟ طبعاً لأن بلدهم تهمهم, والحمد لله نحن نشكر لهم هذا , وأنا أتمنى أن يزدهم الله توفيقاً وأن يكون صادقين في مراقبة هؤلاء حتى لا يقع شيء سنعجز عن دفع ثمنه, أنا أقول لكم سنعجز -والله العظيم- عن دفع ثمنه, انتبهوا! , وعلى فكرة في الآن تراكم ,عندك نيويورك, عندك مدريد, عندك لندن , هذه أحداث كبرى هزت العالم الغربي , كله هذا تراكم سيء ليس لصالحنا ثم تأتي أحداث أخرى حتى تصل المسألة إلى نقطة حرجة فتتحرك هذه الشعوب.
سأقول لكم شيء أسود لم أحب أن أذكره , هل أنتم الآن أو أنا أو أي أحد فينا في مأمن أن هناك خلايا من الشباب الغربي غير المسلم تتشكل لمحاربتنا؟ أنا عندي هاجس مخيف أن هذا يحصل وشيء طبيعي ردة فعل طبيعية للأسف. لو أنا كنت في بلد عربي لي ويوجد جالية تهددني وتخطط لنسفي وقتل أولادي وتفجير مواصلاتي وذبح الشيوخ العجزة والكبار والصغار بالجملة, أنا حقيقة ربما أقوم بعمل سري تنظيمي لمراقبة هؤلاء وإحباطهم وتخويفهم أيضاً ,يعني” أتغدَّا فيهم قبل أن يتعشوا فيَّ “, شيء طبيعي , ما هذا الجنون الذي نعيش فيه؟!.
ثم أريد أن قول لكم شيئاً , المسلمون فعلاً غير جادين وهم هازلون في معالجة قضاياهم. تعرفون قصة صراع الحضارات والصراع الأبدي الحتمي بين الإسلام والحضارة الغربية, سألتكم بالله من الذي عزف هذه المعزوفة لمدة خمسين سنة ؟ الإسلاميُّون , الكُتَّاب الإسلاميُّون . أنا تربيت منذ نعومة أظفاري على الفكر الإسلامي وكنت ربما ولمدة 20 سنة أعزف هذه المعزوفة الخرساء الغبية, “أن الصراع حتمي وأنه صراع حضارات لاختلاف القيم واختلاف الدين والحرب الصليبية العاشرة وحرب صليبية جديدة … ” ممتاز, خمسين سنة ونحن نعزف هذه المعزوفة الغبية بعدها جاء الغرب الأمريكي بالذات في يوم من الأيام لمَّا انتهى المعسكر الشرقي قال : جميل هي صراع حضارات ,وصح يا جماعة والعامل الرئيس فيه الدين بسبب الأديان وخاصة الإسلام وحدوده دموية , لاحظوا أينما يوجد مسلمين يوجد مشاكل.
طبعاً في مشاكل على رؤوسنا, أينما يوجد مسلمين نحن نذبح يا هنتنجتون , هذا الأحمق الهارفاردي. قال لك: المسلمون متسببون في مشاكل . متسببون في مشاكل؟! يُعمل لهم مشاكل, لكن الرجل أيدولوجي ويريد أن يلعب علينا لعبة نحن لا نعرفها بجهلنا, قال: صراع حضارات يا جماعة. من أوَّل من جهر بالشكوى وصار يصرخ من هذا المنطق “وهذا منطق متصهين و مؤدلج وهذا منطق غير علمي وغير صحيح”؟ الإسلاميون أول ناس, قلت ما هذا العته؟ ما هذا اللعب ؟.
تعرفون مثل طفل أحمق يحاول التحرش بمصارع عملاق وهذا المصارع مكبر عقله ويقول له: ليس وقتك الآن يوجد عندي الصين, يوجد عندي القوى الكبرى أنت صفر على الشمال, بعدها احتاج لشيء يلعب به أو لشيء ورثه هذا الطفل , كرة ذهب صغيرة وكرة فضة يريد أن يأخذها هذا العملاق فقال للطفل : تريد الحرب بجدية؟ تعال يا حبيبي . فقال له الطفل: أنت أخذتها جد؟ .
وبالضبط هكذا ما وقع معنا أنا لم أتصور هذا أضحك, أقول كم تلعب هذه الأمة , ما الذي فعله فينا مفكِّرونا ؟ بصراحة غائبون عن الواقع . اليوم بعد الصلاة قلت لأخواني أنظروا إلى هذا الفكر النافذ ما شاء الله المستبصر عند مفكرينا ,علمونا الشيء هذا ,سمَّمونا وأنظروا إلى اليابان مثلاً ,اليابان كانت أكثر تطوراَ من كل الدول الإسلامية بلا نزاع , في العهد الأول صحيح ارتكست لكن في العهد الثاني حققت انتصارات كبيرة علمية وتقنية , دار رأسها من الغرور ودخلت حرباً مع العالم الجديد بعدها كانت العاقبة إلى العالم الآخر ضربوها بالقنبلة الذرية فأرعبوها طبعاً 200 ألف في لحظات , استسلمت مباشرة .إلى اليوم لم ترفع الانتقامrevenge ) ) شعاراً لها “سأنتقم من أريكا “, “سأذل أمريكا” لا لا , قالت: لست بحجمها, أنا صحيح متطور وقوية وعندي عادات وتقاليد في القتال والبطولة والساموراي وعبادة الإمبراطورة ولكن أنا لست بحجمها , كل تراثي الروحي والعلمي والواقعي لا يستطيع الوقوف أمامها ,صعقتني في دقائق, فالزم الأدب يا ولد و اختر الطريق الصحيح وهو بناء قوة مثلما عندهم قوة فلكية جبروتية وإلا ستسحق, لا يوجد مشكلة عند الأمريكان وغيرهم.
إلا العرب إلا المسلمين. أنا اليوم استغربت تجد شاب مفعوص, صعلوك, لا علم , لا أدب , لا مال لا شيء , صعلوك على الشمال , ويقف يستعرض عضلات فكرية وهمية ويدخل في حرب مع العالم كله, العالم كله متآمر عليه وهو مستعد قال :أنا لها, لماذا؟ لعقد حرب مع العالم كله مثل: ابن لادن ضحكوا عليه الأمريكان ” أنت تهددنا يا ابن لادن أنت تشكل خطر علينا” فصدق المسكين” وأنا أقول وأنا أحذر” صدَّق المسكين وبلع الهبل وليس الطعم , استهبل , بصراحة أهبل هو مسكين بلع الاستهبال فقالوا له: من أنت يا بابا ؟ لست أنت ولا أحد في الدول العربية الإسلامية تستطيعون أن تخوِّفوننا , حتى لو اتَّحدت حالياً من الناحية العسكرية لن تخوفهم , ما رأيكم؟ لا يوجد عندها القوة لتخوِّفهم , انتبه! فلا تأتي بمصائب ومحن على أمتك . تعلَّم من درس اليابان كانوا إلى ما قبل 8 سنوات يكتبون على نصب تذكاري كبير جداً جداً في منطقة المحرقة الأمريكية في بلادهم ,هيروشيما وناجازاكي , يكتبون “لن ندعهم ينسون” قبل 7 أو 8 سنوات مسحوا هذا,وقالوا: غير صحيح , هذا منطق انتقامي غبي يؤرِّق أحقاد الماضي ويشغلنا حتى عن الإنجاز بل كتبوا عبارة “أننا جميعاً سنحاول أن ننسى” نحن ننسى وهم ينسون ونستقبل صفحة جديدة, كان ما كان , نحن دخلنا الحرب وضربنا ( pearl harbor) أي ميناء اللؤلؤ وهم ردوا علينا, نحن استحمقنا واستخففنا بهم وضربناهم وهم ردُّوا علينا ,نحن ضربناهم بقدرنا وهم ضربونا بقدرهم وظهر الفرق في القوة بين الطرفين . فلماذا اللعب بالنار وصراع الحضارات والصراع الحضاري والإسلام في معركة الحضارة والصراع الحضاري القادم والحرب الصليبية القادمة , أهلكونا بالفكر هذا.
عندما كنت في غزة سنة 1998 وبين مثقفين إسلاميين كثر , المهم
سألوني : ما رأيك يا شيخ في هنتنجتن والصراع الحضاري .
قلت لهم: ستسمعون مني جواباً لم تسمعونه من أي أحد إسلامي .
قالوا لي : لماذا؟.
قلت لهم: أنا لن أسخر منه ,سأسخر منا , وقلت لهم ما قلته لكم, طبعاً أُسقط في أيديهم و لم يجدوا ما يجيبون به.
قالوا: صح والله هذا الذي يحصل .
وما بنا نستهبل؟ بالأمس نقول يوجد صراع حضارات واليوم عندما قال الأمريكان : نعم يوجد صراع حضارات يلا يا بابا . قالنا لهم : لا أنت أخذتها بجد يا أمريكي رويدك رويدك, ما قصتك؟.
لا يوجد عندهم رويدك رويدك, هذا ليس لعباً. وطبعاً هنتجتون من قرأ منكم كتابه , كتاب مئة صفحة, عنده مادة غزيرة جداً جداً , والعجيب أن جزء منها عبارة عن أشرطة تسجل الكلام في المساجد ” سنجعلهم كذا وسنشرب دماءهم ” يقول لك: الشيخ فلان الفلان الفلاني في شريط رقم كذا يقول كذا كذا, منشورات كذا. اقرؤوا كتاب هنتنجتون, يتابعون خطابك حتى في المساجد , يقولوا لك :هذه اللغة التي يتكلم بها الإسلاميُّون وصراع حضارات وشرب دماء الغربيين, تفضل, فيا جماعة دافعوا عن نفسكم بسرعة وعن قيم الحضارة الغربية وإلا ستهلكون. طبعاً كل هذ كلام فارغ, وكل هذا لمصالح أيدولوجية وأنتم تعرفون القصة كلها, لكن نحن نعطيهم الورقة الرابحة دائماً في أيديهم .
لذلك أيها الإخوة إذا ثبت أن الفقر أو البطالة ليس هو السبب الحقيقي للإرهاب وأنا سأقول لك من ناحية علمية , يجب أن نكْتسب مهارة ولياقة التفكير العلمي حتى نبدأ نتعلم صح , ما هو شرط التفسير العلمي ؟ هو أن يفسر أكبر عدد من الحالات وأكبر عدد من الظاهرات دون أن يتناقض أي يشكِّل نظرية في التفسير . أما من يدعي أنه قد بلغ التفسير العلمي وهو يعطي لكل حالة سبباً, هذا ليس تفسيراً علمياً, هذا كله توصيف.
يقول لك : بالنسبة لهذه الحالة سبب الإرهاب فيها الفقر.
حسناً هناك يوجد مجتمع خليجي فيه إرهاب.
فيقول لك: نعم في هذا المجتمع سبب الإرهاب فيه سوء الفهم.
يا سلام , مفسر كبير أنت علَّامة, أنت لا تفهم شيئاً. التفسير العلمي هو الذي يقف من وراء كل التفسيرات الجزئية ويحتضنها جميعاً ويتجاوزها ويمكن أن يفسر كل الحالات معاً ,هذا التفسير العلمي. ففكِّروا ما هو سبب وجود شباب إسلاميين عندهم ميول ونزوع إلى الإرهاب والمسالك الإرهابية على الرغم أن
1. منهم الرجال وبعض النساء من جنسهم.
2. منهم الفقراء ومنهم الأغنياء جداً.
3. منهم العاطلون ومنهم الموظفون بوظائف محترمة و يمارسون الإرهاب .
4. منهم المتعلمون تعليماً مدنياً ومنهم الأمِّيُّون.
إذا كل ما ذكرت لا يصلح أن يكون تفسيراً, بقي أن يكون التفسير الوحيد هو سوء الفهم في الإسلام و سوء الفهم للدين اختطاف التفسير, إعادة تأويل الفهم الديني بطريقة خاطئة.
الآن ستقول لي: يا أخي ولكن بعضهم فعلاً أضرَّ به الفقر.
سأقول لك: عوامل مساعدة ,عوامل مسرِّعة , العامل الرئيس هو سوء الفهم ولكن مع قليل من الفقر و الاضطهاد و الأمِّيَّة والمزاج العاطفي الانفعالي الحاد أصبحت العملية أسرع.
بعض الناس عندهم مزاج حاد عنده انفعالية عالية, انفعال عاطفي , يعني يُجَن جنونه عندما يرى إخوته في العراق مثلاً يُذبحون. وهذا يُحمد في حد ذاته, إنسان عاطفي شاعري وقد يكون متعلماً ولكن مع سوء فهم للدين قد يتطرف ويصبح إرهابياً.
الآن السؤال الثاني تولَّد من بطن هذا السؤال وسنطيل عليكم قليلاً, الموضوع مهم وجاد . يعني هذه القضايا لا تُعالج كيفما اتَّفق وبأي مزاجية كل أحد يقدم تفسير على كيفه , لا, تُعالج بالنقاش ونرى أي التفسيرات أقرب للصواب.
على فكرة, لن تُحارب هذه الظاهرة بمجلس مثل هذا ولا بكتابات سريعة ولا بخطب إنما تحتاج زمانية متوسطة , وهذه الزمانية مرهونة بالفهم الصحيح لما يحصل . والله العظيم إن لم نفهم الأسباب حقاً , ستقول لي يا أخي الاستعمار, أنا أقول لك من حق الشعوب المستعمرة والمضطهدة بها أن تدفع وتدافع عن حقوقها لكن ضمن مناصب جهادية نضالية محترمة في كل العالم ولا يستطيع أحد وإن كرهها أن يدمغها, ما رأيكم؟.
دعنا نكون صريحين الآن إذا المرابط الفلسطيني لم يتورط في قتل مدنيين إسرائيليين وجعل كل نضاله ضد الجيش المحتل الذي هو لحد الآن شاء أمريكا أبت أمريكا شاءت إسرائيل أبت إسرائيل في الشرعة الدولية اسمه جيش احتلال . لو جعل الفلسطيني كل بنادقه مصوبة لهذا المحتل المدجج , لا أحد يقدر أن يدمغ الفلسطيني , صرِّخ كما تريد يا محتل العالم معي. لكن لا تأتي تفجِّر باصات فيها أطفال ومدنيين وتقول لي جهاد , الآن أنت تعيش في عالم و لا تعيش في جزر معزولة إذا أردت أن تكفر بكل الشرعة الدولية وكل قيم العالم أكفر وحينها تلقى على رأسك كيف سيعاملك هذا العالم بمدنيين وعسكره وبثقافته , أنت كفرت به وهو كفر بك, لن تقدر أن تواجهه, هذا مسلك انتحاري طفولي .
على كل حال , نرجع نريد أن نقول السؤال العجيب المتولد من بطن السؤال الأول .
من أين نشأ سوء الفهم هذا والعالم الإسلامي يضج بالعلماء والخطباء والكتابات وما يعرف بالمناشط الصحوية وصحوة الإسلام, بالفضائيات التي لا تتوقف فيها الألسنة المتكلمة عن الحديث, 24 ساعة متواصلة في اقرأ أو الرسالة أو غيرها, كلما فتحت القناة تجد شيخ يتكلم في الدين وصار لهذه المسألة فترة وبوجد الكثير من المجلات الإسلامية التي تجلُّ عن الحصر كل أسبوع وكل شهر , طيب من أين أتت هذه اللوثة؟ من أين جاء سوء الفهم؟.
ليس أمامنا أن نستنبط شيئاً واحداً يتيماً , أن نقول أن كل هذه المناشط الصحوية لم تفلح في بناء عقلية إسلامية نقدية رصينة تحسن المحاكمة الفكرية, استناداً إلى قانون الشرع وقانون العقل وقانون رؤية العالم كما هو , لم تفلح, هذا غير موجود إلا قليلاً و لكن بشكل عام لا.
سأكمل لكم قصة أولاد عم صديقي السنة.
قال لي : أنا بدأت أقول له اتق الله يا أخي كيف هذا القتل على الهوية كذا؟ ثم قال لي: نطق الآخر وظننت أنه سيساعدني في النقاش .
قال الآخر : لا لا لا أنا أختلف معك يا أخي , أنا سأقتل بكل سني عشرة من الشيعة.
قال لي: فجننت أنا يا جماعة .
طلع أسوء من أخيه, كل سني يقتل عشرة من الشيعة وبالتالي كل شيعي يقتل عشرة من السنة وضاعت الأمة.
قال لي: لم أُفلح في إقناعهم, آخر ما كان في جُعبتي خوَّفتهم بالله. قلت لهم: يا جماعة , لو كنتم مخطئين في قتل هؤلاء ماذا ستقولون لرب العزة يوم القيامة؟.
قالوا والله بكل استخفاف : الله غفور رحيم.
قمساً بالله.
قال لي: فأسقط في يدي .
نقتل نذبح تفعل ما نشاء الله غفور رحيم, الله غفور رحيم؟ الله على كيفك تفصِّله ؟ . أنا قلت مرة قبل, نحن نكفر بالله الذي نصنعه ,مرة جاوبت عن سؤال لأخينا مازن .
قال لي : كذا كذا كذا.
قلت له: نعم أنت تشك بالله الذي تصنعه .
قال لي : كيف؟!.
قلت له: طبعاً, ليس الله الذي تصفه لي هو الله الذي تعرَّف إلينا من خلال الكتاب, أنا غير مستعد أن أتعرف على الله من خلال أرسطو وأفلاطون , كلام فارغ خرافات ميتافيزيقية فلسفية. أنا فقط أنا عندي استعداد واحد أن أتعرف على الله من كتابه على لسان أصدق ألسنته أصدق الأنبياء , محمد عليه السلام. أنا سأقرأ كتاب الله وأتعرف إليه وأقول هذا هو الله عز وجل غير هذا من الآلهة الوثنية الكسحاء العرجاء المكسورة لا أعترف بها , أنا أعترف بالله كما تعرف إليَّ , الله تعرف إليَّ بقوله :
(ومَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا).
عملنا عليها خطبة كاملة وأنا لم أقرأ في القرآن أكثر رعباً ودمدمةً وتخويفاً من الآية هذه, ايتوا لي بآية فيها مثل هذه العقوبات منظومة في سلك واحد , ما هذا؟ شيء مخيف . أحد الناس كان سكران في رمضان وكانت أمه امرأة صالحة , تقول له: يا بني دع الكاس , فمرة ضايقته فأخذها فوضعها في التنور فماتت فرأى أحد الصالحين هذا الرجل, ورأى القيامة قد قامت, قيل له ماذا رأيت؟ قال له رأيت مغفرة لم تخطر على بال بشر قيل فما فعل فلان ؟ قيل أبا الله أن يغفر له.
أنت قاتل في جهنم , لكن أحد آخر فعل ذنوب أخرى يمكن الله أن يغفر له , لكن تقتل فلاناً وتقول لي غفور رحيم؟ تخلق شرعاً على كيفك, التزم أمر الله يا أخي . يقول لك وكان عمر وقَّافاً هذا عمر لست أنت , عمر كان وقَّافاً عند كلام الله ” يا عمر قال الله تعالى” يسقط على ركبتيه , انتهينا لا يوجد لعب. كنا نسمع هذا من زنادقة شطَّارنا من بلادنا , يسكر ويعمل ويزني, ونقول لهم فيقولون: بالذات الدبوستين, دوبوستين في جهنم, ماهذا اللعب ؟!.
قال: (ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ).
لكن اليوم خطر لي شيء حين قرأت آية في الصلاة ,كم تأثرت , كأنني لأول مرة أقرأها, (قَالُواْ يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ), تخيَّلت قوم شعيب جالسين في حيرة وفي بهت” يا شعيب نحن لا نفهم شيء مما تقول” ,وصدَّقت أنهم كانوا صادقين لماذا؟ ( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ), كثرت الذنوب غلَّفت قلوبهم ,أصبحوا لا يفهمون ما يقوله شعيب , كأنهم يشعرون أن شعيب طيب وهم اعترفوا له ( إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ) ,قالوا هذا حليم رشيد وفاهم , لكن لسنا قادرين على الفهم , نعم لأنهم لا يوجد عندهم نية لكي يفهموا, حتى المسلم وهذا إذا بقى على الذنب يصير أصم أخرس أعمى أبكم لا يفقه شيئاً.
قال أحدهم :
يا ناظراً يرنو بعينيّ راقدٍ ومشاهداً للأمر غير مشاهد
تصل الذنوب إلى الذنوب وترتجي درج الجنان بها وفوز العابد
ونسيت أن الله أخرج آدماً منها إلى الدنيا بذنبٍ واحد؟
.
هذا ليس لعب, عندك عينين لكن لا ترى, ذنب وراء ذنب وراء ذنب. هؤلاء ليس عندهم ذنب , عندهم قتل, يتمنى أن يقتل آلاف, يتنمى أن يطهر العراق من كل الشيعة والشيعة تتمنى أن تتطهر العراق من كل السنة -حسبنا الله ونعم الوكيل- الكل يريد أن يطهر الآخر مصيبة , بعدها قال: ومع هذا يرجو أعلى الدرجات, ” اللهم إني أسألك درجات النعيم المقيم مع نبيِّك محمداً في أعلى الفردوس..” ما هذا الهبل؟ لا تستحي من الله أن تذكر هذا مع ذنوبك, مع جرائمك, مع بوائقك؟!.
أمس جاءني أخي من العراق تركماني,
قال لي: وضعنا مخيف جداً جداً.
قلت له: والعلماء؟.
قال لي: حسبنا الله ونعم الوكيل, العلماء هم البلاء , لا يقومون بدورهم, كثير منهم يعطون فتاوى بالذبح. طبعاً هناك استثناءات.
ستقول لي إذاً هذه الفضائيات والهلمات والخطب وكذا لم تفلح. نعم لم تفلح لأنها لم تؤسس علماً إسلامياً أصيلاً . كم أتحسَّر وكم أتمنى -والله العظيم – بدلاً من هذه الحلقات الفارغة في اقرأ والرسالة وغيرها من القنوات كلها كثَّرت من نصيب البرامج الدينية, بدلاً من أن تقولوا لنا دائماً عن الحيض والبيض والنفاس ورمضان ونفس الأسئلة المكررة, يا سيدي اجعلوا وقت قصير للفتاوى والوقت الأكبر اجعلوه لتأسيس علوم , لتأسيس عقول, أحضر لنا شيخاً فاهماً يقرِّب لنا المادة. زمان وأنا صغير كم انتفعت – والله – لا أكذب من راديو أو إذاعة القرآن الكريم في القاهرة, كنت أسمع حلقات لعلماء أزهريين أفاضل فاهمين أصول الفقه, يعطيك العالم درس عن الاستصلاح مثلاً في سبع دقائق , مُدخلاً يشكِّل مُدخلاً تفهم به 100 صفحة في الاستصلاح وأدعو لهم والله لأنه عالم كبير دارس, و يعطيك في سبع دقائق ما هو الاستصلاح وأمثلة بسيطة من الحياة اليومية فتفهم ما هو الاستصلاح. كنا ونحن صغار 12 سنة نتعلم من الراديو تخيل؟! نعم هذا علم, وإلا اليوم في السعودية يعطونك إعراب للقرآن الكريم وبلاغته من أروح ما يكون تتعلم أحسن من أن تقرأ في أي كتاب . لماذا لا يكون في الفضائيات ؟ بهذه اللحى الجميلة بعضهما مثل ماردونا وبهذه الديكورات العجيبة الغريبة , أعطونا حلقات في التفسير, في البيان, في نحو القرآن, في إعراب القرآن في الأصول, في الفقه ,في الفقه المقارن,في واقع المسلمين, في فقه الأولويات, في فقه التراجيح…إلخ, حلقات مسلسلة , كل يوم تحضر شيء ,واجعلوا كل يوم وقت محدد للمواعظ والقصص هذه – الله يخليكم- حوَّلتم كل ديننا إلى قصص وحكايات.
ترون شيوخ المساجد, كل شوي قصة كل شوي حكاية, كل شوي قصة كل شوي حكاية,” يُحكى أن يُحكى أن, كان يا مكان في سالف الزمان والعصر والأوان “,فخرج شباب مفرغ.
قلت لأخي: أتعلم ما هي رسالة ولديّ عمك ؟ .
قال لي: ما هي؟ .
قلت له: ليس الخطورة الآن وقفاً على من أمكن غسلهم وتوظيفهم واستثمارهم في الإرهاب, لا, هؤلاء خلاص نحن يئسنا منهم وأصبحوا إرهابيين , في خطورة لا تنقص عنها يجب أن نُعنى بها.
قال لي: ماهي؟.
قلت له: خطورة الذين عندهم استعداد أن يصبحوا إرهابيين رهن الإِشارة وهم كثر.
قال لي: من هم؟.
قلت له: المفرغون وإن كانوا متديِّنين وإن كانوا يصلون من خمسين سنة, عمره ستين سنة إرهابي عادي لأنه مفرغ, أربعين سنة لم يتعلم دينه ,أربعين سنة لم يتعلم, أربعين سنة لم يفهم دينه فهماً حقيقياً ثم يأتيه واحد أبو فلان الفلاني أبو كسل المعوسج ويقول لك الشيخ أبو كسل أتى ليتكلم, ماذا تريد يا شيخنا؟ قال تعالى وقال رسول الله وأخرجه البخاري ومسلم وأخرجه أصحاب الكتب الستة وأفتى شيخ الإسلام ابن تيمية في المجلد التاسع من فتاواه وقال الشيخ كذا كذا إذاً بطلع لنا كذا كذا إذاً اقتلوهم . يسمع هذا الكلام فيقول لك كلام مبني ,كلام بأدلة , تقدر تناقش ؟ أي طبعاً, أنت لا فاهم أدلة ولا هم يحزنون أنت ممسوح وفارغ , أنت إناء سهل أن يُوضع فيك الماء العذب القراح وسهل أنت تُوضع فيك حاجات الخمر المُتنجِّس , تقبل كل شيء لأنك فارغ.
قال لي: معناه أن هذا الذي حصل مع أولاد عمِّي مع أنهم جيدين لكنهم فارغين.
أي أفكار من مشايخ على المنابر اغتالتهم فأصبحوا إرهابيين. هؤلاء مشروع إرهاب فقط أعطيه سلاح وقل له هذا شيعي سيطلق عليه النار أو قل للشيعي هذا سني سيطلق النار عليه, للأسف هذا الوضع الذي نحن فيه وحذَّرنا منه عدة مرَّات . أنا اليوم قصصت على إخواني قصة لعلكم سمعتموها منِّي من قبل.
أحد الإخوة هنا في فيينا ممن يحفظ كتاب الله كما يقول وإن شاء الله صادق, وكان يصلي بالناس التراويح وغيرها. جاءني هذا بعد ضربة الأبراج و كلنا عرفنا ما هي القصة ,كل المسلمون شعروا أن هناك شيء غير نظيف. فجاءني وكأنه لا يعجبه موقفي من استنكاري ودمغي لهذا العمل الإرهابي الفظيع.
قال لي : ولكن يا شيخنا عندهم دليل .
قلت له: دليل؟! دليل على قتل هؤلاء الأبرياء المدنيين؟!.
قال لي: نعم من القرآن الكريم.
قلت له : من القرآن ؟! حسناً هاته.
قال لي: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ).
قلت له : ما شاء الله دليل هذا .
طبعاً سمع هذا الكلام منهم.
قال لي: قال فلان وعلان في القاعدة ,”هم يقتلوننا سنقتلهم هم يدمروننا سندمرهم, يُيتِّمون أولادنا سنيَّتم أولادهم”, لا أعرف من أين أتوا بهذا الهبل .
قلت له: تعرف أن الجواب على هذا من أسهل ما يكون ومن أقرب ما يكون؟.
قال لي : كيف؟.
قلت له: الله يقول: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ) بالمنطق الشرعي بالحس المشترك منطق البداهة منطق القانون في القديم والحديث, من الذي يعاقب البريء أم المسؤول والمجرم ؟.
قال لي : المجرم.
قلت له : خلاص, الآية تتكلم عن الذي أوقع بك هذا الألم فعاقبه, يعني الجندي في بلادي الذي يطلق عليَّ النار ويدمرني, هذا مستهدف لي شرعاً, وقلنا هذا ونقوله حقناً هذا ولن نتراجع عنه وإلا أصبحنا أقل من البهائم باسم الجبن والخوف ,لا يا حبيبي هذا حقنا.
لا تستعمر بلدي وتذبحني وتقول لي أريد أن أسالمك هل جعلت أصلاً أنت موضعاً للسلام؟! جئتني من خلف البحار لتستعمرني, لا, لا يوجد لك سلام, انتهى .
ولكن قلت له :أهله هناك الذين خلف البحار والذين خرج بعضهم يتظاهرون ضدهم وضد ساسة حكومتهم السفراء الذين تركوا أعمالهم ووظائفهم المغرية جداً احتجاجاً على حكوماتهم ,والمظاهرات المليونية التي في لندن التي لم تشهدها عاصمة عربية ضد سيادات حكوماتهم ومعنا واقفون ومع مظلوميتنا ثم تأتي تضرب لي هؤلاء وتترك الجنود وتقول لي جهاد.
قال لي : كلام مقتنع تماماً, أستغفر الله.
قلت له: ماذا نفعك القرآن الذي تحفظه ؟.
للأسف القرآن الذي يحفظه انضحك عليه به لأنه حافظه فقط, وهذه الآية من سورة النحل (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا ) إقلاب و قلقلة يقلقلها المسكين ويقرأها بصوت جيد , ويقول لك نعم يا أخي آية قرآنية محترمة , نعم طبعاً القرآن كله محترم ويقول هم احتجوا بها يا أخي إذاً عندهم دليل , أقول لك أنت إنسان مفرغ أنت إنسان ليس عندك علم يا أخي –حسبنا الله ونعم الوكيل – و يؤم بالناس. إذا هذا هو السبب العام في نظري الذي يفسر لنا هذه الحالة.
الأسباب الثانية واحد فقير واحد, واحد لا يوجد عنده عمل , واحد عنده لوثة عقلية , في ناس غير طبيعيين. تتوقع الإنسان الذي يذهب لبيت الدعارة هذا إنسان طبيعي؟ تتوقعوا أي إنسان مسلم يفعل هذا إنسان عادي؟ لا , لا, أي مسلم عادي على الأقل ويشعر أن عنده الحاجة اذهب وتزوج يا حبيبي مسيحية ,مسلمة ,يهودية من أي بلاد الله بعقد شرعي, لكن لا تذهب إلى بيوت الدعارة وتقول لي مسلم, لا ترب لي لحية وتذهب إلى بيوت الدعارة, شوَّهتم لحية محمد عليه السلام , بصقتم علينا وعلى ديننا , سلحتم علينا – حاشاكم- قلت لكم اليوم في الخطبة ,معناها تبرزتم علينا , ابن الجوزي قال للحنابلة: سلحتم على مذهب أحمد بالحماقات التي عندكم لاحظ متى هذا , قبل 800 سنة. وأنا أٌقول لهؤلاء أنت سلحتم علينا و على ديننا – حسبنا الله ونعم الوكيل- فهؤلاء عندهم لوثة نفسية, ملتاثون.
ذكر لي أحد إخواني جالس معنا هنا الآن.
قال لي: آه لو أذكر لك يا شيخ ما رأيت اليوم, لا يُصدَّق.
قلت له : لا تذكر واستر عبادك .
قال لي : لن أذكر اسمه. رأيت من يدَّعي المشيخة يتحرش بعاهرة .
قلت له : عرفته .
قال لي :لا تعرفه.
قلت له: عرفته, قلبي يشعر أن هذا الإنسان ليس نظيفاً ,فلان الفلاني.
قال لي: الله أكبر, إي والله إنه هو.
قلت له: والله أشعر ,والله أشعر, أنظر في وجهه أعرف أنه إنسان غير نظيف, وسخ.
ويأتي هذا يضع رأسه في رأسي ويزايد عليَّ , يا أخي اذهب راجع نفسك يا أخي اتق الله – الله أكبر – يا أخي , أين الصدق؟.
أحد مشايخ الإسلام , كان شيخ كبير علامة, لن أذكر اسمه , شيخ علامة عنده مؤلفات , مرة أتى على درس كهذا وقعد يبكي وكان في السبعين من عمره, لاحظ الصدق, يتعامل مع الله وليس مع الناس .
قالوا له : يا شيخ لماذا تبكي؟!.
قال لهم: أصبت ذنباً يا أبنائي استغفروا الله لي.
قالوا له: يا مولانا الكل يذنب.
قال لهم: لا تحرشت بامرأة في الطريق.
لاحظ الصدق؟ صادق . علامة مؤلف فقيه كبير و أتى اعترف أمام رؤوس الخلائق أمام تلاميذه, قلهم يعني أنا شيخ شايب وعايب, رأيتم كيف الصدق؟ أنا متأكد لقد جدَّ في أعين تلاميذه, لو هذا شيخي سيجدُّ في عيني وسأستغفر له ليلاً نهاراً وأقول له أنت أدع الله لي, لأني سأدرك أنه صادق, وأنه بعد ذلك حين تظهر عليه أمارات الصدق هو صادق ,لا يمثِّل علي. لكن لا تتحرش بالعاهرات وتزايد عليَّ أمام الناس في المساجد , كان يأتي يناقشني ويُزايد عليَّ.
قلت له : عرفته .
قال لي :لا تعرفه.
قلت له: عرفته, قلبي يشعر , فلان الفلاني.
قال لي: الله! انذهل, وهو يجلس معنا الآن.
قال لي: رأيته يتبعها يريدها من دون مال , بعدها ابتعدت هي عنه , وحين أراد أن يلتفت التفتُّ حتى لا أصفِّر وجهه.
قلت له: بارك الله فيك.
قلت له: أستر عليه ما حييت , وإن شاء الله لن نذكر اسمه حتى نموت – نسأل الله أن يستر علينا وأن يستر عوراتنا وأن يآمن روعاتنا – لكن يا جماعة علينا أن نصدق الله حتى يصدقنا الله , علينا أن نكون صادقين حتى نُمتَّع بالصدق في أنظارنا.
اليوم حصل معي شيء غريب جداً جداً ,اليوم طلع لي واحد يجادلني كأن منطقي لا يعجبه.
قلت له: جميل يا حبيبي هذا ما عندي ,هذا ما أتعبَّد الله به, ماذا تريد؟ هل تبرر لهم؟.
قال لي : لا أبرر لهم ولكن بعضهم قد يكون فقيه.
لما قلت له هذا صار شيء عجيب اقشعرَّ بدني منه.
قلت له: ما أدراك ما رأيك في المهندس الذي… قصة المهندس, وأنا حين قلت هذا تصور لي واحد مهندس أمامي وغير معروف عنه الإرهاب تخيَّلته إرهابي ويخطط للإرهاب, أخذني بعدها عُمَر بعد دقائق
قال لي: أتعرف من أمسكوا اليوم؟.
قلت له : من؟. قال لي : المهندس فلان الفلاني.
قلت له: ماذا؟! الله أكبر . * قشعر بدني*.
قال لي: سمعتك تتكلم عن مهندس.
قلت له: أنا كنت أقول هذا وأقسم بالله كنت أقصده هو.
فالله أقام حتى لي لكي لا أشك في نفسي , كأنه يقول لي امشي وأنت على حق يا عبد و لا تتخونك أفكار هؤلاء المعاتيه. هؤلاء يريد أن يشككك في نفسك .
قال لي أحدهم بعد خطبة : لستم أنتم من يعمل القانون.
قلت له: أنت لم تفهم رسالة خطبتي , أنت ظننت أن رسالتي موجهة للإعلام.
أنا أكره الإعلام, أنت تعرفون ذلك لا أحب اللقاءات كلها.
قلت له: رسالتي لكم أنتم أيها المسلمون , وهي ليست رسالة استصراخية بل رسالة عملية , علينا أن نتعامل بشكل واضح ونقوم بتطويق هذا الإرهاب. كل من لديه معلومات يجب أن يُدلي بها للسلطات المختصة – والله العظيم – من عنده معلومات ولا يفعل هذا سيحاسب على هذه الجالية, الله يقول له : تعال كنت تعلم أن هذا إرهابي وأن هذا سيتسبب في قتل الأبرياء, في ناس آووكم ونصروكم.
أين حديث البخاري عن أم سلمة قالت : عندما خرج ناس ينازعوا النجاشي كنا ندعو للنجاشي أن يظهره الله عليه,” اللهم أنصره الله أيِّده ” تعرفون لماذا؟ كان مسيحياً و لم يكن مسلماً ,لأن هذا المسيحي كان يؤيدهم ويساعدهم. والله هنا أُعطينا الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وعندنا مسجد ونصلي بصوت مرتفع ونصلي التراويح ونصلي الأعياد لا أحد يخبرنا كذا, ما الذي نريده؟. لكن عندنا مشاعر اضطهادية ,”نحن ممكور بنا”, ” نحن محاربون”, بصراحة إذا عندنا أمثال هؤلاء طبيعي أن نُحاصر, الناس تدافع عن بلادها عن أمرها عن منجزاتها , ليس عندهم وقت , أنتم أنظروا إلى هؤلاء الناس في كل مكان, تهمهم بلادهم. فيينا أخذت هذه السنة رقم 1 في النظافة والتنظيم في العالم , يهمهم. لكن أنت لا يهمك, أنت أتيت لتأخذ المساعدات ومستعد أن تعيش في خم دجاج في بلادك, لا, هم يهمهم أن يعيشوا في مستوى ويريدون أن يحافظوا عليه, لم تهدم لهم كل هذا ؟ لن يسمحوا لك, فنحن نسأل الله- تبارك وتعالى – أن يُحصر هؤلاء وأن يًحاصروا و يجنِّبا الله ويُجنِّبهم سوء ما يدبِّرون . على فكرة ,الإرهابيين المساكين أيضاً سيدفعون الثمن , سيأتي واحد فيهم عندما يُسجن 30 سنة ويخرج من السجن عندما يصبح 60 سنة يقول لك : ضاع عمري لا كنت صح من ناحية إيمانية ولا من ناحية دنيوية , مثل الشيخ أبو اللحية البرتقالية الذي شاهدته على التلفاز. قال وأنا أُشهد الله -تبارك وتعالى- أن هذه المراجعة التي وصلت إليها الآن لم تأت على أثر ضغط مخابراتي وإنما هي مراجعة علمية وصلت بها إلى الحق وعلمت أنني كنت على باطل. أين كنت على باطل يا مولانا؟ يا أبو برتقالي؟ في فتاوى التكفير وفتاوى القتل والجهاد . له 50 سنة مولانا يفتني متعجل ولما صار 76 سنة عرف أنه على خطأ يا حبيبي يا ما شاء الله. إذا قطعت رؤوس ناس بسبب هذه الفتاوى أذهب حاج على نفسك يوم القيامة قول له يا رب. خطر الوضع خطر, يا أخي لا كانت الفتوى ولا كان من أفتى, لا نريد أن نفتي ولا نريد أن نتمشيخ على الناس.
رحمة الله على الشيخ بدر الدين الحسني شيخ مشايخ المسلمين في العصر السابق عملت له خطبة , قال فيه أحد كبار عصره : لم تر الأمة مثله من 500 سنة. باقعة من بواقع الدهر, شيء لا يُتصوَّر, شيء عجيب في العلم , ما رأيكم أن هذا الشيخ لم يفتِ فتوى واحدة في حياته, ما رأيكم أن هذا الشيخ لم يصلِ بالناس فرضاً واحداً, كان يرى نفسه أحقر من أن يصلي بالمسلمين وهو شيخ الدنيا كلها . شيخ مصر العلاَّمة الكبير ,الشيخ محمد بخيت المطيعي أراد أن يقبل يده عندما رآه , سمع عنه ولم يصدق أن يوجد أمثال هذا الشيخ وقال له: وحيات النبي مبئيش اليوم في الدنيا واحد مثلك, لو كنت في مصر والله لحملناك على الرؤوس . علم مخيف عنده من كبار أولياء الله يرى نفسه أن عنده ذنوب وأنه شيء حقير . طيب افتي يا مولانا . تأتيه مرأة وتقول له: يا مولانا أنت شيخ العلماء .يقول أسألي الفقهاء ,هم يفتون أنا لا أفتي لا أجرؤ على ذلك, في ماذا؟ في الحيض والبيض والصلاة أَشياء بسيطة يعني ليس في دماء الناس .
على فكرة أنا ذكرت لكم , في بلاد الشام نفسها أيَّام الاستعمار الفرنسي في سورايا ولبنان , اقرؤوا التاريخ بدقة وركزوا كيف كانوا يتعاملون مع الجواسيس, تستغربون, كان الجاسوس يقبض عليه متلبِّساً , يروه وهو متلبِّس, بعدها يمشي مع الجند فلا يُقتل, يقولون هل يصل جرمه إلى القتل لأنه دل عليه ولم يُضبط هذا المجاهد فاتركوه, ” يا أخي أترك هذا عيب عليك” , يخافون الدماء كانت عزيزة, اليوم أرخص شيء الدماء,” أقْتله أدخل به الجنة” ما هذا؟! قلت لكم حالة انفلات على الحامي وعلى البارد فإذاً درس اليوم خلاصته يا إخواني وهي لكل من سمع ولكل من بلغ علينا أن نؤصل علومنا و فهومنا ,علينا أن نخفف من حمِّية الاهتمام بحكايا وأقاصيص إسلامية, هذه ليست علماً وهذه لا تجعل أحداً منا محصَّناً . لو سمعت أحدكم هذه القصص لمدة طولية ثم بعد ذلك أتاه أحد يلعب بعقله فإنه سينجح في أن يغتال عقله, ما رأيكم؟ هذا الذي يحصل باستمرار. لكن أنظروا إلى من تعلم علماً حقيقياً ودرس خمسة ,ستة ,عشرة أعوام و تمرجع وعاد إلى المراجع والكتب , ولم يتزبب قبل أن يتحصرم كما قال علماؤنا : من تزبب قبل أن يتحصرم , أي أصبح زبيب ولم يصبح حِصرم, فاته علم كثير .
بالأمس سمعت أحدهم على قناة اقرأ يفسر القرآن الساعة 1:00 صباحاً, و يا لهول الأخطاء النحوية التي أتى بها وهو يفسر, قلت كيف يجرؤا على التفسير هذا يا أخي , الله أكبر, تباً له. وشاطر فقط طول الحلقة يحرك رأسه حين يقرأ القرآن , خاشع جداً أمام الكاميرا , عيني عينك أمام الكاميرا رياء واضح نفاق مصوَّر عندك خشوع خليه في القلب .مرَّة عُمَر رأى ناس هكذا طااخ بالدرَّة ورآهم علي مرة هكذا طااخ قال لهم: لقد كان أصحاب محمد أكثر خشوعاً منكم وما كانوا يتمايتون هذا التمايت , خلي خشوعك في قلبك, أتيت تسمِّع؟ من سمَّع سمَّع الله به ومن يرائي يرائي الله به على رؤوس الخلائق. هذا رياء مصوَّر بالألوان , يغمض عينيه وأول ما يخلص يعمل عينيه هكذا . إلى الله المشتكى حالتنا صعبة جداً جداً, إلى الله المشتكى من هذا الغُثاء الذي نعيشه.
اللهم إنا نسألك ونبتهل إليك بأسمائك الحسنى وصفاتك أن تجعلنا من الصادقين وأن تعرِّفنا بالصادقين وأن تحشرنا مع الصادقين, اللهم اجعلنا ممن صدقك فصدَّقته يا رب العالمين. اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا ,اللهم ارفع مقتك وغضبك عنا, اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا, اللهم ارفع غضبك و مقتك عنا. اللهم إنا نسألك أن تحفظ المسلمين في أصقاع الأرض كلها يا رب العالمين . اللهم احفظنا من بين أيدينا ومن خلفنا و عن أيماننا وعن شمائلنا ومن فوقنا ونعوذ بعظمتك أن نغتال من تحتنا الله. اللهم من أرد بنا بسوء فاشغله في نفسه يا رب العالمين ومن أراد لنا الخير فوفقه إلى كل خير بفضلك ومنك إلهنا ومولانا رب العالمين و الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على عبده النبي الأمين و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تفريغ: أحمد معين -فلسطين

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: