الأخبار والآثار

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومَن والاه.

كنت أنتوي إخواني وأخواتي أن أُحوصِل وأن أُلخِّص قضية إسلام مُعاوية، متى أسلم مُعاوية فقط، أي التوقيت وليس حقيقة إسلامه لأن هذه تحتاج إلى مباحث أُخرى، لكن متى أسلم؟ قد أفعل هذا بسرعة أيها الإخوة، قلت بدايةً كون مُعاوية من مُسلِمة الفتح وكونه طليقاً ابن طليق أرسلها مُعظَم علمائنا ومُؤرِّخينا إرسال المُسلَّمات، لم يرتابوا فيها ولم يُشكِّكوا فيها بما فيهم ابن تيمية، قال لا ريب أنه طليق، لا ريب أنه من مُسلِمة الفتح، مُعظَم العلماء اكتفوا بهذا، واستدلوا لذلك وعليه بماذا؟ بالمُتواتِر، المُتواتِر أن مُعاوية وأباه وأمه وأخاه أسلموا عند الفتح، هذا مُتواتِر، فالمسألة لا تخفى ولا تحتاج إلى أسانيد، معروف أنه من الطُلقاء، الذي يحتاج إلى دليل ودليل صحيح ورجيح أنه أسلم قبل ذلك، وقد استعرضنا الأدلة وهما دليلان فقط، ولا وجه للاستدلال بواحد منهما، رواية محمد بن عمر وهو الواقدي الذي يُسميه أهل السُنة الكذّاب، وفي الحقيقة ليس بالكذّاب الرجل، ليس بهذه المثابة السيئة، لكن أنا أقول لكم هم وسموه بالكذّاب لأنه تجرأ في كتبه على أن يأثر أخباراً ورواياتٍ لا تُعجِب المزاج العام سواء عند العامة أو السُلطان، فقالوا كذّاب، الرجل ليس كذّاباً وليس بذاك الضعيف الذي ذهبوا إليه للأسف الشديد، وهو أستاذ الإمام ابن سعد صاحب الطبقات الكبير، ولذلك يُقال ابن سعد كاتب الواقدي، على كل حال بحسب معاييرهم خبر الواقدي عن مُعاوية أنه أسلم قبل الفتح عام القضية أو بعدها لا يصح من جهة معاييرنا الحديثية، لأنهم تركوا الواقدي، ثم هو مُتناقِض، وأحسن مَن رد عليه الذهبي في النُبلاء، قال الواقدي لا يدري ما يخرج من رأسه أو كلمة بهذا المعنى ثم فنَّد رواية الواقدي بأسلوب ذكي جداً، وتلونا عليكم ذلك في إبانه.

استدلوا أيضاً على أنه كان من المُؤلَّفة في حُنين، وحُنين كانت بعد فتح مكة بكم؟ بزُهاء أسبوعين، خمسة عشر يوماً، هذه هوازن – كانت ضد قبيلة هوازن – أو حُنين، فاستدل العلماء على أن مُعاوية كان من المُؤلَّفة، فلو كان مُعاوية مِمَن أسلم قبل الفتح إذن يكون صادق الإسلام، أليس كذلك؟ ولا يكون من المُؤلَّفة قلوبهم كأبيه، أعني أبا سُفيان وهو من المُؤلَّفة حتماً، لكن العلماء الكبار وفي رأسهم ابن الأثير في أُسد الغابة وابن تيمية في منهاج السُنة – وتلوت عليكم هذا من منهاج السُنة – وابن حجر وغير هؤلاء كثير لكن هؤلاء الأمثل – مشهورون – ذكروا أنه كان من المُؤلَّفة، وأيضاً ابن تيمية أرسلها إرسال المُقرَّر المُمهَّد، لأنه لا شك أنه كان من المُؤلَّفة، وثابت أن النبي أعطاه مائة من الإبل وأربعين أُوقية، أي فضةً، فهو مُؤلَّف، فكيف يكون قديم الإسلام والنبي تألَّفه في حُنين؟ وحُنين بعد الفتح، هذا لا ينسلك في ذهن مُحترَم، لا ينسلك في ذهن ولا يسوغ على عاقل، واضح – كما قال الذهبي – أن هذا الكلام مُتناقِض، فالرجل من المُؤلَّفة، ولذلك استفدنا من هذه فائدة كبيرة في النقاش، مُعاوية لا يُمكِن أن يُقال أنه كان من جُملة المُؤمِنين – أي الذين قرَّ وثبت لهم وصف الإيمان – يوم حُنين الذين تنزَّلت عليهم السكينة، لأن الله خصَّ إنزال السكينة بأنها على رسوله وعلى المُؤمِنين، فهو أنزلها على رسوله وعلى المُؤمِنين وليس على المُؤلَّفة الفارين الذين فروا مع أبي سُفيان وأولاد أبي سُفيان وبعضهم قال اليوم بطل السحر، محمد ساحر ودينه سحر، وأما أبو سُفيان فيقول محمد ابن إسحاق صاحب السيرة والمغازي فاعتلى هضبة وجعل يرقب – أي يرى المشهد، لأنه فر طبعاً، من أوائل الفارين – قال وإن الأزلام لمعه في كنانته، معه أزلام، فالرجل لا يزال على الشرك وعندك عقائد الشرك ويدّعي الإسلام نفاقاً، إلى الآن مُنافِق الرجل وهذا واضح، لم يحسن إسلام أبي سُفيان، وماذا قال؟ كلمة شامتة، تباً لها من كلمة، قال لا تنتهي هزيمتهم دون البحر، محمد وأصحابه سوف يظلون شاردين حتى يصلوا إلى البحر، انظر إلى هذا، هذا مُسلِم ما شاء الله وابنه مُسلِم مثله، على كل حال أنا أقول لكم النبي سمى هؤلاء الطُلقاء، هل تعرفون كيف يكون التفكير الأصولي هنا والطريقة الأصولية؟ هؤلاء يظلون طُلقاء، لا نشهد لهم بحُسن الإسلام إلا أن يثبت عكس ذلك بالدليل القاطع، أُريد دليلاً صحيحاً أو قطعياً أنهم حسن إسلامهم، الذي نشهد به لله ولضمائرنا يا مُعاوية لم يظهر منك بعد إسلامك إلى أن لقيت الله سنة ستين ما يدل على حسن إسلامك، كل ما نعرفه منك وكل ما قرأناه يدل على أنك مغموز الدين والاعتقاد، قد يقول لي أحدكم هذه كلمة عظيمة يا عدنان، وسوف أقول له صبراً، عليك أن تستمع لي عشرات الساعات – كما ستسمع اليوم إلى حديث لا أشبع الله بطنه – بالدليل وبالمُقارَنة وبالمُحاكَمة ثم تشهد، إذن بطريقة علمية لا تقل لي ظاهره أنه مُسلِم، ظاهره طليقٌ مُؤلَّف، انتبه إلى هذا، ظاهره أنه طليقٌ مُؤلَّف والنبي سماه صعلوكاً حتى، في الحديث الصحيح قال وأما مُعاوية فصعلوك لا مال له، كلمة كبيرة، النبي لم يُسم أسامة بن زيد صعلوكاً، لم يُسم حتى أبا هريرة ولا فلان ولا علان صعلوكاً، أليس كذلك؟ لماذا خصَّه بهذا اللقب؟ والحديث في الصحيح، قال صعلوك لأنه صعلوك، والنبي كان يعرف أن هذا الصعلوك سوف يُصبِح إمبراطوراً على الأمة وسوف يُدمِّر كل شيئ، النبي مُغتاظ عليه، ولذلك اليوم سوف ترون كيف أعطاه النبي دعوة من جنس فعله، من جنس همومه، رجل لا يشبع ولا يقنع والعياذ بالله، منهوم بالدنيا نهمة عجيبة، النبي قال لا أشبع الله بطنه، ولا شيئ يكفيه الرجل هذا، ولا إمارة ولا أي شيئ، يُريد كل شيئ له ولو بأي ثمن، قتل الصالحين والبراءة من الدين والعبث وأي شيئ، لا يهمه، على كل حال فهذا التفكير الأصولي، مُعاوية ثبت عليه أنه طليق وأنه من المُؤلَّفة، فالآن لكي تشهد له بحسن الدين والإيمان عليك أن تأتيني بأدلة صحيحة، أما إن ظلت الأدلة الصحيحة والوقائع المُتواتِرة تُؤكِّد أن الرجل طاغية وكارثة على الدين والمِلة فلا يا بابا، يبقى على أصله، أليس كذلك؟ هذه القاعدة، قاعدة الاستصحاب، فلا يُضحَك على الناس في الفضائيات وفي اليوتيوب YouTube ويُقال كيف تتجرأ يا عدنان وغير عدنان على مُعاوية الذي بشهادة الله كذا وكذا وقال تعالى عنه كذا وكذا، يا رجل هل أنت تفهم ماذا تقرأ؟ الله يقول ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ ۩، هل مُعاوية من المُؤمِنين؟ مُعاوية من المُؤلَّفة الطُلقاء يا رجل، الرجل مُؤلَّف، وبشهادة شيخك ابن تيمية مُؤلَّف، هذا يعني أن دينه مغموز، والنبي تألَّف في حُنين حتى جماعة من المُشرِكين، وهنا ستقول لي هل تألَّف مُشرِكين؟ نعم، لأن ضمن الذين قاتلوا مع النبي أُناس كانوا على شركهم مثل صفوان، أليس كذلك؟ كان مُشرِكاً، والنبي أعطاه من الشاء والغنم ما بين جبلين، أعطاه شِعباً كاملاً، قال له هو لك، قال يا معشر قُريش أسلِموا فإن محمداً يُعطي عطاء مَن لا يخشى الفقر، وبعد ذلك أسلم، هذه جماعة المُؤلَّفة يا حبيبي، كفار أعطاهم لكي يتألَّفهم ويدخلوا الإسلام، وأُناس استسلموا وأسلموا في الظاهر، أراد النبي أن يُقوي دينهم، في رأسهم أبو سُفيان وابنه مُعاوية، فهما من المُؤلَّفة يا حبيبي، لا تقل لي أنهما من المُؤمِنين، الله يقول قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا – قال وَلَمَّا ۩، لسه كما يُقال، Not yet – يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ ۩، كيف شهدتم لمُعاوية أنه ما شاء الله والله أنزل عليه السكينة؟ لا والله، لا تكذبوا على الله، عيب، عيب الكذب على الله في تفسير كلامه، تعلَّموا الوضوح وكونوا صادقين مع الحقائق، يضحكون على الناس والناس تقتنع، يقولون لك هذا كاتب وحي وخال المُؤمِنين وأنزل الله عليه السكينة، كله كلام فارغ هذا، كله كلام صبياني، إلى الآن يقولون كاتب وحي، وطبعاً أجبتهم جواباً سريعاً جداً لكن عندي مبحث طويل فيه، الحمد لله أنا أرى أن السؤال والجواب كما قد قيل في التمثيل أُنثى وذكر، رأينا سؤالكم ورأيتم الجواب، أرأيتم كيف الجواب؟ قالوا ولاه عمر، ورأينا الجواب، الذي لم يقرأ فليقرأ الجواب، هذا الجواب نقوله على السريع، أي تحت الحساب كما يُقال، لكن عندنا حلقة سريعة عن قولهم ولاه عمر، وبعد ذلك عندنا كاتب وحي، كاتب وحي ماذا؟ هل كاتب الوحي للنبي يعني العصمة والمحفوظية وحُسن الخاتمة؟ كذب، لأن عبد الله بن سعد كتب الوحي وارتد، والنبي أهدر دمه، قال وإن وُجد مُتعلِّقاً بأستار الكعبة، وهناك صحابي آخر في الصحيح كان يكتب الوحي وارتد نصرانياً والتحق بالنصارى وكذب على النبي وقال ما يدري محمد ما أُصرِّفه فيه، كنت أنا أكتب الذي أُريد وهو لا يعرف، والنبي أخبر أنه سيموت وسترفضه وتلفظه الأرض ولن تقبله، وهكذا كان والحديث في الصحيح، فليس معنى أنه كتب الوحي أنه معصوم ومحفوظ، ثم مُعاوية لم يكتب الوحي وحده، كتّاب الوحي للنبي كانوا بالعشرات، لابن طولون كتاب في كتّاب الوحي قرأته قبل سنين بعيدة لكن على ما أذكر أوفى بهم على الخمسين أو أربى على الخمسين، المشهور أنهم بضعة عشر كاتباً وهذا غير صحيح، عند ابن طولون هم قريب من الخمسين، زُهاء الخمسين على ما أذكر لأنني لم أُراجِعه، قرأت من سنين – والله – هذا، من سنين بعيدة على كل حال، ثم – انتبهوا إلى هذا لأنه مُهِم جداً – كتابة الوحي سيكون لها مزية خاصة فعلاً وشرف عظيم جداً واعتبار وشهادة بشيئ أكثر من مُجرَّدها كتابة وحي لكن هل تعرفون متى؟ لو كان العرب كلهم كاتبين والصحابة كلهم كاتبين ثم انتقى النبي منهم صفوةً مُصطفاة استخلصها، هنا يُقال لماذا انتقى هؤلاء؟ لأمانتهم وعدالتهم، لكن هذا لم يحدث أبداً، وإنما الذي كان حاصلاً أن مُعظَم المُسلِمين لا يكتبون ومُعظَم الصحابة لا يعرفون الكتابة، يقول البلاذري لما بُعِث النبي بُعِثَ وليس في العرب أو قال في مكة أو في قُريش سوى اثني عشر رجلاً يكتبون ويقرأون، فهؤلاء كانوا لا يعرفون هذا، ولذلك النبي حين كان يرى إنساناً يكتب وما إلى ذلك يقول له مُباشَرةً اكتب لنا، ثم إن مُعاوية في الصحيح الرجيح لم يكتب الوحي وإنما كان كاتب رسائل، كل هذا تحت الحساب وعلى السريع، لا ننتظر شهرين أو ثلاثة حتى يأتي موضوع كتابة الوحي فنقول هذا على السريع، مُعاوية في الصحيح الرجيح – وسوف ترون ترجيح هذا عند طائفة من علماء كبار – كان يكتب الوحي وأشار إليه ابن حجر في الإصابة، وأما ابن عبد البر فاستظهره، أي بشكل واضح أنه كاتب رسائل ولم يكن كاتب وحي، وعلى فرض أنه كتب الوحي فبالله ووالله دلونا على القد الذي كتبه، ما الذي كتبه؟ ما الذي شارك في كتبه هذا الرجل؟ غير معقول، والعبرة بالخواتيم، وبالنسبة لحكاية خال المُؤمِنين نقول إذا هو خال المُؤمِنين هل عبد الله بن عمر خال المُؤمِنين؟ وهل محمد بن أبي بكر الصدّيق الذي قتله مُعاوية ورجال مُعاوية وأحرقوا جسده الشريف – هذا كان ربيب عليّ، ابن أسماء وربيب عليّ، أعني أسماء التي كانت زوجة أبي بكر الصدّيق والتي تزوَّجها الإمام عليّ، المُهِم هذا ربيب الإمام عليّ – خال المُؤمِنين؟ لا، لأن خال المُؤمِنين الكبير – مُعاوية – أحرقه رجاله، رجال مُعاوية أحرقوا ابن أبي بكر في جوف حمار، لكن هذا خال المُؤمِنين أيضاً، أعني محمد بن أبي بكر الصدّيق، هذا نسكت عنه ونغمزه، لأن هذا كان المُتمرِدين على عثمان ولم يُحِب جماعة بني أُمية، فهذا نتبرأ منه ولا نُريده، لكن هذا خال المُؤمِنين، وإذا الأمر كذلك فعندنا جد المُؤمِنين، أبو سُفيان جد المُؤمِنين، أبو سُفيان ما شاء الله، وجدة المُؤمِنين هند آكلة كبد حمزة، هذه جدة، ما شاء الله على هذه الجدة، ما شاء الله على جدة المُؤمِنين، بأي عقل تُحدِّثوننا؟ والله – كما قلت لكم وأُقسِم بالله على هذا – أتقزز من هذا الهبل، هذا اسمه هبل وليس فكراً يا جماعة، هذا ليس علماً، ولذلك الإمام الشافعي ببساطة وبذكائه قيل له يا أبا عبد الله هل يُقال لمُعاوية وأمثاله خال المُؤمِنين؟ قال لا يُقال له ذلك، بكلمة وانتهى الأمر، السلفية اليوم لما طبعوا تفسير ابن كثير حذفوا لا، قال يُقال له ذلك، أي أنهم حذفوا لا، والنُسخ الصحيحة المطبوعة قبل مائة سنة وموجودة الحمد لله فيها لا يُقال له ذلك، والنقول عن الشافعي تُؤكِّد أنه لا يُقال ذلك، انتبهوا إلى هذا، والمسألة اجتهادية، والذي ذكره أبو بكر بن البيهقي ونقله عنه بالسند أبو القاسم بن عساكر في تاريخ دمشق يُؤكِّد أن مذهب الشافعي أنه لا يُقال له ولا لغيره خال المُؤمِنين، ولماذا ألبستمونا طاسة الهبل هذه وقلتم خال المُؤمِنين؟ وإذا كان الأمر كذلك فبصراحة حُيي بن أخطب رئيس يهود بني النضير جد المُؤمِنين، من أجدادنا رجل يهودي أيضاً، طبعاً لأن هذا أبو سيدنا صفية بنت حُيي، حُيي بن أخطب النضري هذا زعيم يهود النضير وإن قُتِل مع مَن قُتِلوا من بني قريظة، أنتم تعرفون أنه أغواهم لكنه نضري وليس قريظاً، فهو ليس قرظياً وإنما نضري بل هو زعيم يهود النضير، وهو أبو سيدتنا صفية – رضوان الله تعالى عليها وعليها السلام – أم المُؤمِنين، فسوف يكون من أجدادنا أيضاً رجل يهودي اسمه حُيي بن أخطب، فهو جد المُؤمِنين، ما هذا الاستهبال؟ هذا كله متروك ويُقال فقط مُعاوية خال المُؤمِنين، هؤلاء ليسوا أخوالاً ولا أجداداً ولا أعماماً، لكن هذا خال المُؤمِنين، أليس كذلك؟ والإمام عليّ ماذا نقول عنه؟ صهر رسول رب العالمين، هذا ليس صهرنا وإنما صهر رسول رب العالمين، أبو ذُرية رسول رب العالمين، لا نذكر هذه الجُزئية، إن الله جعل ذُرية كل نبي من صُلبه وأبى أن يجعل ذُريتي إلا من عليّ بن أبي طالب، وهذا الواقع، سواء صح الحديث أو لم يصح هذا الواقع، هذا يُسَب ويُلعَن ونروي عن مَن يسبه ويلعنه، أما مُعاوية خال المُؤمِنين، انتبه إلى أنه خال المُؤمِنين، ما هذه الخئولة؟ تضحكون على مَن؟ اتقوا الله في شبابنا، يقولون المنهج يا عدنان، حدِّثني أنا عن المنهج، حدِّثني ما شاء الله، حدِّث نفسك واستحوا، استحوا فأنتم تُخاطِبون شباباً وشواباً يُحِبون أن يعرفوا دينهم وأن ترتاح قلوبهم بالحقائق لا بالزيغ والأزاييف والأفائك والأزعومات الكاذبة.

على كل حال انتهينا من موضوع أنزل السكينة، وبعد ذلك بقيَ معنا الدليل الأخير، أن مُعاوية زعم أمام ابن عباس وغيره أنه قصَّر عن رسول الله بمشقص على المروة، وفي روايات في العشر الأواخر، أي في أيام الحج، وبيَّنا ما في هذا الأثر من تناقض وتهافت، ولذلك فيما رواه النسائي في الكُبرى قال قيس وهو ابن سعد الراوي عن عطاء بن أبي رباح والناس يُنكِرون ذلك على مُعاوية، كأنهم يتهمونهه، وأقول لكم في النهاية بعد الَّتي واللَّتَيّا وبعد كل ما تلوت عليكم وحاكمنا به هذا الأثر – أنه قصَّر عن رسول الله ومتى قصَّر: هل في الجعرانة أو في القضية أو في حجة الوداع؟  كل هذا زُيِّف وهو مُتناقِض مُتشاكِس مُتخالِف ومُتكاذِب – هذه الرواية بالذات أحرى أن تُوجِّه التُهمة إلى مُعاوية من أن تُثبِت له أسبقية في الإسلام، لا يُمكِن أن تثبت له للتناقض الذي تلوته عليكم، فهذا اختصار وحوصلة لما أفضينا به إليكم في الحلقة السابقة عن إسلام مُعاوية من حيث التوقيت.

اليوم نختم إن شاء الله – هذا درسنا، الدرس الرئيس في حلقة اليوم ضمن مُحاكَمة مُعاوية للآثار – بلماذا دعا النبي عليه؟ إذا كان خال المُؤمِنين والله رضيَ عنه وأنزل عليه السكينة وإنسان مُمتاز وطيب وفتح الفتوحات لماذا يدعو النبي عليه بدعوة أشقته إلى أن لقيَ الله وشوَّهت جسمه وأقعدته على منابر المُسلِمين وبهدلت به وجعلته مضرب المثل في المعدة التي تأكل ولا تشبع وتهضم الزلط والحجر؟ معدة كالهاوية كأن فيها مُعاوية، هذا الأدب العربي، الرجل أصبح مثار سُخرية من الأدباء والشعراء، شيئ رهيب في الأكل مُعاوية، وسوف ترون هذا، قد تقول لي ما هذه الحقائق؟ هذه الحقائق يعترف بها ابن كثير والذهبي وكل العلماء، كل الذين يُحِبون مُعاوية يعترفون، هذه بدعوة رسول الله، كالسهم الصائب وجهها إلى هذا الطاغية، قال لا أشبع الله بطنه، سيُقال لا تقل هذا، النبي دعا له، العلماء قالوا هذا، وهذه منقبة له، سوف نرى القصة كلها، عندي مبحث كبير – بفضل الله عز وجل – في هذه المسألة وسترون التفصيل الذي انتهيت إليه، وسنبدأ من البداية حتى لا نكون مُنفعِلين.

في البداية أُذكِّركم إخواني وأخواتي بحكاية الإمام أبي عبد الرحمن بن شُعيب النسائي صاحب السُنن – رحمة الله تعالى عليه ورضيَ الله عنه وأرضاه – وبنهايته وسعادته بالشهادة على يد نواصبة الشام، واستمعوا إلى القصة كما رواها الذهبي في المُجلَّد الرابع عشر من النُبلاء في صفحة مائة وتسع وعشرين في ترجمة الإمام النسائي، هذه الرواية تُكذِّب الذين يكذبون على التاريخ وعلى النسائي، تقص علينا أن النسائي دخل دمشق، جاء من مصر ويُقال كان مُتوجِّهاً إلى مكة، يُريد أن يحج بيت الله، فجاء إلى بلاد الشام ودخل دمشق، والمُنحرِف بها عن عليٍّ كثير، يقول الراوي المُنحرِف بها – أي النواصب الذين يكرهون عليّاً ويسبونه ويطعنون فيه أو يطعنون عليه بتعبير العلماء  كانوا كثيرين – عن عليّ كثير، لهذا السبب وضع الإمام النسائي الخصائص، لهذا السبب فانتبهوا، هذا يعني أنه لم يضع كتابه قبلاً، هو وضعه بهذا السبب، بسبب أن النواصب في الشام كانوا كثيرين، فاضطُر الإمام النسائي أن يضع كتابه الخصائص.

(ملحوظة) طلب الأستاذ الدكتور عدنان إبراهيم من أحد الحضور أن يحضر له كتاب سير النُبلاء للإمام الذهبي فأحضره له ثم قال فضيلته هذا سير النُبلاء، المُجلَّد الرابع عشر، صفحة مائة وتسع وعشرين: وقال الوزير ابن حنزابة سمعت محمد بن موسى المأموني – صاحب النسائي – قال: سمعت قوماً – قوم من النواصب لا يُريدون تأليفه، كما يقولون لي اليوم لماذا تعقد خُطبة عن عليّ؟ خرَّب الله بيوتهم، هؤلاء قالوا لماذا تُؤلِّف كتاب الخصائص لعليّ؟ هذه أحاديث النبي، هل نُضيِّعها؟ قالوا نعم ضيِّعها ودس عليها – يُنكِرون على أبي عبد الرحمن النسائي كتاب الخصائص لعليّ، وتركه تصنيف فضائل الشيخين، فذكرت له ذلك – المأموني قال قلت له يقولون عنك كذا وكذا، فلماذا؟ -، فقال – مَن الذي يتحدَّث الآن؟ الإمام النسائي الشهيد رحمة الله عليه -: دخلت دمشق والمُنحرِف بها عن عليّ كثير، فصنَّفت كتاب الخصائص – إذن أين صنَّفه؟ في دمشق، ما السبب الباعث والحامل؟ مُقاوَمة تيار النصب، ما المُراد بالنصب؟ بُغض أهل البيت وبالذات عليّ وهو زعيم أهل البيت بعد رسول الله -، رجاء أن يهديهم الله تعالى – هذا مُهِم لكي تعرفوا أنتم تكرهون مَن، تكرهون أكثر رجل تُوجَد أحاديث صحيحة عن رسول الله في مدحه وفضائله، أكثر رجل تُوجَد أحاديث صحيحة عن رسول الله في فضائله، وهذا معروف عند كل علماء الأمة، أكثر رجل في هذا، هو رقم واحد في الفضائل -.ثم إنه صنَّف بعد ذلك فضائل الصحابة – لكنه لم يذكر مُن؟ مُعاوية، مُعاوية ليس عنده فضيلة، مُعاوية لا فضيلة له، ذكر فضائل الصحابة مثل أبي بكر وعمر وعثمان والجماعة -، فقيل له – وأنا أسمع -: ألا تُخرِّج فضائل معاوية رضيَ الله عنه؟ – ماذا عن فضائل مُعاوية؟ ألَّفت عن عليّ كتاباً بحياله أو كتاباً برأسه، وكان كتاباً كبيراً فعلاً ثم اختُصِرَ، وألَّفت عن الصحابة، أين ذهب مُعاوية؟ هل طار مُعاوية؟ أحسن رجل مُعاوية عند أهل الشام المساكين المخدوعين – فقال: أي شيء أخرج؟ – لمُعاوية ماذا نخرج؟ – حديث: اللهم لا تُشبِع بطنه – هكذا رواه، هذه دعوة حقيقة، لا أشبع الله بطنه ليست مثل لا كبرت سنه وعقرى حلقى وثكلته أمه وقاتله الله وتربت يداه ولا در دره، كلام تقوله العرب في وصل كلامها أو في درج الكلام ولا يعنون به ظاهره، هل فهمتم؟ هذا لم يكن كذلك، هذه مُهِمة فخُذوها فائدة، اللهم لا تُشبِه بطنه ليست كدرج الكلام، هذه دعوة – فسكت السائل.

قال الإمام الذهبي – تلونا هذا في الحلقات السابقة – روى أبو عبد الله بن مندة، عن حمزة العقبي – من العقبة – المصري وغيره، أن النسائي خرج من مصر في آخر عمره إلى دمشق، فسُئل بها عن مُعاوية، وما جاء في فضائله، فقال: لا يرضى رأساً برأس حتى يُفضَّل؟ – اتركوه وحده، هل تُريدون فضائل لهذا الرجل؟ كأنه يُعرِّض بعظائمه، قال هل تُريدون فضائل له؟ ما معنى لا يرضى رأساً برأس حتى يُفضَّل؟ احمدوا الله واحمدوا لنا أننا نسكت عن عظائمه، أي عن عظائم مُعاوية الذي تتحدَّثون عنه، هذا مَن؟ النسائي – قال: فما زالوا يدفعون في حضنيه حتى أُخرِج من المسجد – آذوه طبعاً، دفعوا بأرجلهم في حضنيه، ولك أن تتخيَّل هذا -، ثم حُمِل إلى مكة فتُوفيَ بها. كذا قال، وصوابه: إلى الرملة.

قال الدارقطني – أبو الحسن الإمام وشيخ الإسلام -: خرج حاجاً فامتُحِن بدمشق، وأدرك الشهادة. مات شهيداً بسبب حُب أهل البيت وبسبب قولة الحق في مَن؟ في الطاغية مُعاوية، أي في مُعاويتهم، شيئ رهيب يا أخي، قتلوه وأدرك الشهادة رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه، هذا كلام الذهبي، أرأيتم؟ المُهِم هنا أن نفهم أن الإمام النسائي ذكر أنه لا فضيلة لمُعاوية وأنه إن كانت له فضيلة على سبيل السخرية طبعاً فهي لا أشبع الله بطنه، اللهم لا تُشبِع بطنه، قال كيف يُبحَث لرجل دعا النبي عليه عن فضيلة؟ هذا الرجل النبي دعا عليه قال لهم، هل فهمتم القصة؟ لذلك غضبوا وضربوه، قالوا النسائي لا يفهم، ابن كثير والذهبي والإمام مُسلِم والأئمة كلهم أفهم من النسائي، هذا الحديث قلبوه وصار منقبة لمُعاوية، كيف يُصبِح منقبة؟ أصبح منقبة وفضيلة، لا أشبع الله بطنه – لا تُشبِع بطنه – كيف أصبح منقبة يا جماعة؟ سوف تفهمون اليوم، سوف تسمعون العجب وسوف نرى.

أخرج مُسلِم في صحيحه عن ابن عباس، قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، قال فجاء فحطأني حطاة – هل تعرفون معنى الحطأة؟ ما معنى الحطء؟ الحطء هو أن تكون الكف مبسوطة وتضرب بها بين كتفي المرء، يُقال حطأه، هذا اسمه الحطء، بعض رواة مُسلِم قالوا القفد، قال قفدني قفدة، الكف مبسوطة ويُضرَب بها في خف الرأس، هذا اسمه القفد، قال قفدني قفدة، وهذا ما قاله راوٍ من رواة مُسلِم، لكن الصحيح أن الحطء هو الضرب بالكف مبسوطة بين الكتفين، هذا اسمه الحطء، انظر إلى الرسول اللطيف الذي يُمازِح -، وقال: اذهب وادع لي مُعاوية – ماذا قال له؟ هل قال له قل لي ماذا يفعل؟ هل قال له انظر من خزق الباب؟ يا أخي هذا غير معقول، يكتبون هذا في النت Net ويقولونه في الفضائيات، قالوا لعل ابن عباس ذهب ونظر من ثقب الباب فرآه يأكل ومن ثم رجع، هذا ابن عباس، الغُلام الزكن الفطن الذي دعا له النبي، قد تقول لي أنه كان يلعب وكان عمره ست سنوات، لكن كيف كان عمره ست سنوات؟ متى وُلِدَ ابن عباس؟ قبل الهجرة على الأقل بثلاث سنين، طبعاً قيل أربع وقيل غير هذا لكن سنأخذ أقل شيئ، فهو وُلِدَ قبل الهجرة على الأقل بثلاث سنين، إذن عندنا ثلاث سنوات وعندنا الفتح ثماني سنوات، إذن إحدى عشرة سنة، أقل شئ أنه كان ابن إحدى عشرة سنة، لأن هذه القصة متى حصلت؟ بعد فتح مكة وبعد إسلام مُعاوية، أليس كذلك؟ واتخاذ النبي له كاتباً، يكتب وحياً أم يكتب رسائل؟ سيأتي بحث هذا، على كل حال النبي لماذا بعث له؟ سيأتي الآن في السياقات، لكي يكتب له، عند أحمد وكان كاتباً له، وسكت أحمد، لم يحك أكثر من هذا، قص الحديث، قال كنت أضرب على الأحاديث، أي حديث فيه سب للصحابة أضرب عليه، سوف نرى كيف تصرَّف أحمد في هذا الحديث بغير أمانة علمية، نعم فعل هذا للأسف، وسوف ترى الحقائق التي يشيب له رأسك، إذن قال اذهب وادع لي مُعاوية، وسوف ترى في حديث آخر بطريق آخر أنه قال له الرسول يدعوك، قال له كلِّمه، فقال له اذهب، أنا آكل الآن، لا تًحدِّثتي عن رسول أو نبي، أنا آكل الآن، ما قلة الأدب هذه؟ هذا مُعاوية الطاغية، الرجل طيلة حياته تصرَّف كطاغية، هذه نفسية إنسان طاغية، ليست نفسية مُؤمِن أخبت وخشع وبخع بالإيمان، طيلة حياته يفعل هذا، من أول يوم كان كذلك -، قال: فجئت – ما المُراد بجئت؟ أي ذهبت له ثم رجعت إلى النبي، هذا المعنى وفقاً للسياق – فقلت: هو يأكل – قال له يا رسول الله إنه يأكل -، قال: ثم قال لي: اذهب فادع لي مُعاوية – وتعلمون من أدب الرسول، الرسول لا يُمكِن أن يكون أرسله له على التو ومن الفور، كان يأكل واعتذر، والنبي حليم وهذا معروف، ولا يزداد مع شدة الجهل إلا حلماً، لكن هذه مسألة فاقت الجهلة، هذه مسألة كلها وقاحة وقلة أدب ومُعانَدة لرسول الله، مُعانَدة حقيقية هي وفيها غيظ، كأنه يقول له سأُكسِّر أمرك ولن آتي لك، أعوذ بالله يا أخي، يقولون لك كاتب رسول الله، خُذوا هذا الحديث وأجيبوا به مَن قال كاتب رسول الله، قولوا له نِعم الكاتب هو، نِعم الكاتب الذي يدعوه الرسول مرتين أو ثلاثاً في بعض الروايات ويقول آكل آكل آكل حتى لا أقول غضب النبي بل بالعكس حتى أعطاه بعض جزائه، قال لا أشبع الله بطنه، عند البيهقي وعند الحاكم فلم يشبع بعدها، عند البلاذري قال أصابتني دعوة رسول الله، لا أشبع، أتكذبون على الحقائق؟ موجودة الحقائق، المُهِم أكيد النبي ترك له نُهزة، ترك له فُرصه أكيد، خمس أو سبع أو عشر دقائق لكي يأكل ويُكمِل، لعله ترك له ربع ساعة، والنبي علَّمنا في الاستئذان حين نطرق على أحد الباب أن نترك له نُهزة، مسافة صلاة ركعة أو ركعتين، فأكيد النبي ترك له نُهزة، قال أنه يأكل ما شاء الله فتركه، ولذا قال (ثم) قال اذهب فادع لي مُعاوية، عند أحمد وكان كاتباً له أو كاتبه، يُريد النبي أن يكتب شيئاً، ربما يُريد منه أن يكتب رسالة أو شيئ ما، يُريده في مسألة رسمية تتعلَّق بالدولة، لكنه يأكل وغير مُتفرِّغ -. قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: لا أشبع الله بطنه.

انتبهوا – كما قلت لكم – إلى أن النبي قال ادع لي مُعاوية، شخص مثل ابن عباس في زكانته وفطانته ونباهته يفهم تماماً هذا، اللهم فقِّفهه في الدين وعلِّمه التأويل، أليس كذلك؟ كان غُلاماً مُعلَّماً في الأثر ولقِناً، اذهب وقل له يا مُعاوية رسول الله يدعو بك، أرسل في أثرك، هلم إلى رسول الله، أجب دعوة رسول الله، هذا ابن عباس، وهذا يُصرَّح به في رواية الآن سآتيكم بها، فهو صرَّح وقال له هذا، لكن الرجل لا يُلبي دعوة رسول الله، الحديث أخرجه أحمد وقبل أحمد أبو داود الطيالِسي أو الطيالُسي، بحسب الترتيب التاريخي أبو داود الطيالسي أخرجه، ثم الإمام أحمد والإمام أبو عبد الله الحاكم في المُستدرَك والإمام أبو بكر البيهقي وغير هؤلاء، يهمنا أنه أين الآن؟ في مُسلِم، أي في صحيح مُسلِم، ومما يلفت أن الدعوة النبوية على مُعاوية لم ترد في رواية الإمام أحمد، هذا الذي فاتني، لم ترد، عن ابن عباس روى أحمد في المُسنَد كنت غُلاماً أسعى مع الصبيان، قال: فالتفت فإذا نبي الله صلى الله عليه وسلم خلفي مُقبِلاً فقلت: ما جاء نبي الله صلى الله عليه وسلم إلا إلي، قال: فسعيت حتى أختبأ وراء باب الدار، قال: فلم أشعر حتى تناولني – أي إلا وقد تناولني -، قال: فأخذ بقفاي فحطأني حطاءة – نفس المعنى -، قال: اذهب فادعو لي معاوية وكان كاتبه، قال: فسعيت فقلت: أجب نبي الله صلى الله عليه وسلم – حديث صحيح عند الإمام أحمد لمَن يكذبون على الناس في الفضائيات ويقولون لعله نظر من ثقب الباب، لعله لم يقل له، نقول لمَن يقول هذا اذهب وتعلَّم يا حبيبي، اقرأ واتعب قليلاً، فل الكتب يا حبيبي، تكذب على رسول الله وعلى الأمة، ما هذا؟ وتُحوِّل الدعوة إلى منقبة، كيف هذا؟ – فإنه على حاجة. النبي يحتاج إليك، انتهى الموضوع، ماذا حديث يا أحمد؟ سكت أحمد، لم يقل فلم يُلب وأن النبي بعث له مرة ثانية أو ثالثة وبعد ذلك قال لا أشبع الله بطنه، هذا كله ضرب عليه أحمد، هل فهمتم لماذا؟ لأنني تلوت عليكم – بفضل الله – اليوم – هذه مسألة منهجية – خُطة أحمد ومنهج أحمد في الأحاديث التي فيها غمز وكلام في الصحابة حتى وإن كان الذي غمزهم وتكلَّم فيهم رسول الله، غير معقول يا أحمد، ما هذا يا أخي؟ أين الأمانة؟ لكن الحمد لله عندنا أحمد وعندنا أبو داود والحاكم والبيهقي ومُسلِم، إذا خبّئتها هنا سوف تظهر هناك، الحقيقة لابد أن تبرز، لا يُمكِن إلا هذا، أليس كذلك؟ لا يُمكِن، لكن فيه فائدة عظيمة حديث أحمد، ما هي؟ التصريح بأن ابن عباس شافهه بدعوة رسول الله إياه، أليس كذلك؟ وأنه على حاجة، إذن انتهت مسألة خُزق الباب وثقب الباب إلى يوم الدين، ماذا قال الشيخ شُعيب؟ هذا الحديث في المُسنَد رقم ألفين وستمائة وواحد وخمسين، قال الشيخ شُعيب إسناده حسن ورجاله ثقات، رجال الشيخين، أنا أقول لك إسناده بصراحة صحيح أيضاً، ما دام رجال الشيخين لماذا يُقال حسن؟ هذا يعني أنه صحيح، قال فيه أبو حمزة، مَن أبو حمزة؟ القصّاب، ما له؟ من رجال مُسلِم، ما المُشكِلة؟ قال هذا ليس من رجال الشيخين لكنه من رجال مُسلِم، هذا لا يُؤثِّر، فالحديث صحيح، أليس كذلك؟ أحب أن يُنزِّل منه قليلاً، رجاله كلهم رجال الشيخين إلا أبا حمزة القصّاب من رجال مُسلِم، ما له؟ ليس عندنا أي مُشكِلة مع مُسلِم، مُسلِم أحاديثه صحيحة، أليس كذلك؟ هذا واضح!

فاللافت أن هذه الراوية مُختصَرة إذن، لم يُذكَر فيها دعاء النبي عليه، نأتي إلى الشيخ الألباني – رحمة الله تعالى عليه – في صحيحته، المُجلَّد الأول، صفحة مائة وواحد وعشرين، ماذا قال الشيخ الألباني؟ قال وكأنه – هذا الحذف، لا أشبع الله بطنه حُذِف كله، ولم يقتصر الأمر على الحذف فقط، بل والتردد أيضاً بين الرسول وبين مُعاوية، ذهب وجاء أكثر من مرة ابن عباس وقال أنه يأكل، هذا عند البيهقي وعند الحاكم وأعتقد عن الطيالسي، فقال في الثالثة لا أشبع الله بطنه، عند مُسلِم هذا حدث مرتين، لكن هنا ثلاث مرات، فقال في الثالثة لا أشبع الله بطنه – من اختصار أحمد – الألباني يقول هذا – أو بعض شيوخه، الذي تُرجِّحونه الآن على ما سمعتم هذا مِن اختصار مَن؟ مِن اختصار أحمد، لأننا اطلعنا اليوم على منهج أحمد، نقول كثيرة في كتاب السُنة لأبي بكر الخلّال، أي حديث فيه طعن وغمز في الصحابة يُضرَب عليه، والذي يرويه يكون أهلاً لأن يُرجَم يا حبيبي، ما هذا يا أخي؟ كيف سنعرف الحقيقة؟ كيف سنعرف الحقيقة يا جماعة ونُنصِف؟ عند الحاكم والبيهقي أن ابن عباس قال فقال – صلى الله عليه وسلم – في الثالثة لا أشبع الله بطنه فما شبع بعدها، هناك زيادة هنا، ما هي؟ في الثالثة، وعندنا أيضاً فما شبع بعدها، وهذه مقطع الحق، هذه تقطع كل مقال ولا يبقى معها حيرة لمتحيِّر أبداً ولا شك لمُرتاب مُتردِّد، ما هي؟ الدعوة أصابته أو لم تُصِبه؟ أصابته، انتهى الأمر إذن، والله هذا يكفي، وقد صدق مَن قال مَن ابتغى الحق كفاه دليل، ومَن لج به الهوى لم يكفه ألف دليل، أنا أسأل كل إنسان عنده مُسكة عقل يتمسَّك بها بكلمة واحدة: أصابته الدعوة أو لم تُصِبه؟ أصابته، انتهى الأمر، كل تأويلاتكم باطلة، يقولون لعل النبي أراد ولعله من درج الكلام ولعله ولعله، هذا كله باطل، يا أخي أصابته، هذا يعني أن الله استجاب لنبيه فيه وأشقته هذه الدعوة، سترون كيف أشقته الآن بشهادة ابن كثير، أشقته حياته، نقمة والعياذ بالله، إذن هذه الكلمة قاطعة في محل النزاع – كما قلت لكم – بإذن الله تعالى.

خمسة: هذا الحديث رواه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المُحدِّثين بأصبهان عن ابن عباس بلفظ بعث النبي صلى الله عليه وسلم إلى فلان فقالوا يأكل فقال لا أشبع الله بطنه، ماذا تُلاحِظون على حديث الأصبهاني؟ التفلين، هذا مُصطلَحي، فيه تفلين، قال فلان، لماذا يا أبا الشيخ؟ قال هذا صحابي فلنستر عليه، وهل ستقدرون على أن تستروا عليه؟ فضحه مُسلِم والطيالسي وأحمد، لكن أحمد حاول أيضاً أن يستر ولم ينفع، التفلين لن ينفع، قال إلى فلان، أرأيتم التفلين؟ يُوجَد كثيراً، فنحن نحتاج إلى هذه الدراسة، أرغب في أن أشرف على دكتوراة في هذا الموضوع، سوف أقول لمَن يقوم به أُريد دراسة عن التفلين فقط في الكتب الستة، وسوف ترى لماذا، كيف تلعب أجهزة الحكم في الفقه السُلطاني والعلم السُلطاني؟ هذا هو التفلين، قال إلى فلان!
أيها الإخوة: هذا الحديث في نظري يكفي في بيان مكانة ومثابة مُعاوية عند رسول الله، أن يدعو عليه بدعوة أشقته حياته بطولها حتى لقيَ الله، إذن فهمنا الله ما مكانة مُعاوية عند الرسول، انتهى الأمر، هذا الحديث يكفي، لا أحتاج معه إلى أحاديث أُخرى رغم وجود أحاديث أُخرى كثيرة، قالوا لا يكفي، عندنا جواب، سوف ترى العكس، هذا من مناقب مُعاوية، لكن سوف نرى والله، لم لا؟ لعل هناك فلاسفة وأُناس أذكى من أرسطو Aristotle سوف يُحاوِلون الجواب عن هذا، ذات مرة قلت – هذا أيضاً من عباراتي الخاصة – الذكاء قد يستحيل إلى غباء، أكبر ذكاء يُمكِن أن يستحيل إلى بلادة وغباء، متى؟ في حالتين، أولاً إذا قلَّد، وضربت مثل بابن سينا، ابن سينا قلَّد أرسطو Aristotle في مسألة العلم بالجُزئيات والكُليات وزعم أن الله لا يعلم إلا الكُليات وأما الجُزئيات لا يتعلَّق بها علم الله، وهذا مُنتهى البلادة والغباء، أليس كذلك؟ لماذا قال هذا ابن سينا؟ ابن سينا من أذكى أذكياء البشر، لماذا قال بهذه المقولة الغبية؟ لأنه قلَّد فيها أرسطو Aristotle فقط، اعتبر أرسطو Aristotle إمامه وجعله أمامه وتقيَّل طريقه فصار غبياً، فالعبقرية قد تغدو بلادة إذا قلَّدت وهذا أولاً، ثانياً العبقرية والذكاء قد يغدوان بلادةً وغباءً وحماقةً وسفاهةً، متى؟ إذا اختارا وآثارا أن يُدافِعا عن قضية باطلة، هذا لا ينفع، حتى لو كنت أكبر علّامة في العصر سوف تكون سخيفاً في النهاية، أليس كذلك؟ لا تُدافِع عن الباطل، هذا لا ينفع لأنه باطل، لكن الدفاع عن الحق يكسبه إنسان بنصف ذكاء، أليس كذلك؟ أحياناً الدفاع عن الحق – الحق كالشمس في رابعة النهار، الحق الأبلج – قد يكسب قضية الدفاع عنه إنسان بنصف ذكاء، وبعشرة ذكاءات يتحوَّل الإنسان إلى غبي بليد إذا آثر أن يُدافِع عن الباطل إزاء إنسان بنصف ذكاء، هل فهمتم؟ فلا تقل لي علماء كبار قالوا هذا، علماً بأنني أُريد أن أُعطيكم معلومة منهجية حتى للناس البسطاء، أي إنسان دارس لا يحتاج هذه المعلومة، لكن الإنسان الغلبان يُضحَك عليه، هل تعرف ما هي؟ يقولون أنت يا عدنان سوف تُجنِّنا، يا أخي هناك علماء كبار قالوا بهذا، ابن تيمية قال هذا والذهبي والنووي، هل أنت أفهم منهم؟ هل أنت أذكى منهم؟ سأقول لك هذه الطريقة لا يُفكِّر بها طالب علم وليس عالماً، لأن ببساطة لو عندك جُزء من المُلاحَظة والمُقارَنة سوف تقول الطوائف الثانية عندهم علماء وأذكياء وعباقرة وجهابذة، الزيدية والإباضية والشيعة والمُعتزِلة يا حبيبي، يكرهون مُعاوية، هؤلاء من أذكى الناس، أنا أقول لك هذا بصراحة، هل تظن أن ذكاء السُني يوازي ذكاء المُعتزِلي دائماً؟ غير صحيح، عندك شيوخ مُعتزِلة عباقرة، شيئ مُخيف، واليهود عندهم عباقرة والمسيحيون والهنود، أليس كذلك؟ الدنيا كلها فيها أذكياء يا حبيبي، فإذا أنت أردت أن تُرجِّح قولاً على قول واعتقاد على اعتقاد بحسب المُنتحِل صحت لك كل اعتقادات الدنيا، هذه الكلمة مني، لماذا؟ سوف تجد فيمَن يقول بعبادة البقرة أُناس من أذكى عباد الله، في الهندوس أُناس أذكياء جداً وحصلوا على نوبل Nobel، وبعضهم حصل على نوبل Nobel مرتين في العلوم والفيزياء والكيمياء، أليس كذلك؟ ويعبد البقرة، لم يقل أحد أن غاندي Gandhi كان غبياً, غاندي Gandhi كسر رأس بريطانيا التي استعبدت بلده أربعمائة وخمسين سنة، كسر رأسها وبسرعة في حياته، وكان يعبد البقرة ويتمسَّح في البول الخاص بها، أليس كذلك؟ ستقول لي يبدو أن عبادة البقرة أحسن شيئ، لأن غاندي Gandhi لا يكون غبياً، هذا كلام فارغ، مَن أراد أن يدفع أو يتبنى مُنتحَل عقائدي بحسب مكانة ومثابة مُنتحِليها – خُذوا عني الكلام هذا – صحت لديه كل عقائد الدنيا، لأن ما مِن عقيدة إلا انتحلها عباقرة وأذكياء وكبار، فاتركوا هذا الهبل وخُذوا مني هذا، والله العظيم أنصح لكم لكي تفهموا، أُقسِم بالله على هذا، لا تقل لي النووي وابن حجر العسقلاني والسيوطي، هل أنت أفهم منهم؟ هذا اسمه هبل، إذا عندك عقل سوف تكون هناك نتيجة من اثنين، إما أن تقول هذه المسائل كلها لا أفهمها وأنا ضعيف فيها ولا أفهم حتى اللغة العربية، ومن ثم سأقول لك ليس هذا عشك فادرج، ابعد ولا تسمع، ليس لك علاقة بنا، لا تحضر دروسنا أصلاً، ابعد يا حبيبي، ولا تحكم لا لنا ولا علينا، ليس من مُختَصاتك ولا تخصصاتك، وإما أن تقول أنا عندي بعض الفهم بصراحة، أنا بشر وهناك أشياء بالعقل تُفهَم وما إلى ذلك، ومن ثم سوف أقول لك اجلس وحاكم، اسمع النووي ماذا يقول وفلان ماذا يقول، ماذا قال ابن حجر وبالعقل احكم، قل لي والله الشهادة لله هذا حق وهذا باطل، واضحة الأمور، هكذا تكون بشراً عادياً، تكون كائناً ناطقاً مُفكِّراً، أما الكلام الفارغ هذا مللنا منه، كلام غير صحيحـ الله المُستعان، ولا تجد هذا الهبل إلا عند المُسلِمين بصراحة، أكثر أُناس عندهم هذه الطريقة السخيفة في التفكير هم المُسلِمون، أصبحنا لا منهجية عندنا.

إذن انتهينا من هذا الكلام وسنرى الذهبي الآن، طبعاً الشيخ الألباني قال هذا الحديث – بعد أن دافع عنه – ابن عساكر جعله منقبة، عساكر مُتقدِّم حتى على النووي ومُتقدِّم على الذهبي وعلى هؤلاء الجماعة، مُتوفى سنة خمسمائة وواحد وسبعين أبو القاسم بن عساكر، قال جعله منقبة، وسوف نرى هذا، فعلاً في تاريخ دمشق، قال أحسن حديث له هذا، لكن بصراحة وإنصافاً رداً على الألباني هنا – إنصافاً لابن عساكر – ابن عساكر اجتزأ منه بأنه كان كاتباً، لم يأت بحكاية لا أشبع الله بطنه، أنا أُحِب الإنصاف، ابن عساكر لم يجعل منقبة مُعاوية دعوة الرسول عليه حتى بالظاهر، والمنقبة أين قالها؟ وكان كاتباً له، أنه كان كاتب من الكتّاب، هذه منقبته قال، هذه أصح ما ورد في مناقب مُعاوية بحسب ما قال ابن عساكر، أنه كان كاتباً، مثل عبد الله بن سعد الذي كان كاتباً والذي ارتد وصار نصرانياً كان كاتباً وهناك رجل ثالث أيضاً – وهذا في الصحيح – وكان كاتباً، ما هذه المنقبة الكبيرة؟ سوف نرى!

قال الذهبي – رحمة الله عليه – في النُبلاء، المُجلَّد الثالث، صفحة مائة وثلاث وعشرين: فسَّره بعض المُحِبين – ما المُراد بالمُحِبين؟ ليسوا مُحِبي الحق طبعاً وإنما مُحِبو مُعاوية، يُحِبونه كثيراً، أحبوا أن يردوا على النبي لكنهم فسَّروه –  فقال لا أشبع الله بطنه حتى لا يكون مِمَن يجوع يوم القيامة – لكي يشبع يوم القيامة إن شاء الله، كيف يكون هذا التفسير الذكي؟ والله هذا تفسير مليح – لأن الخبر عنه – صلى الله عليه وسلم – أنه قال: أطول الناس شِبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة – الأحسن ألا يشبع مُعاوية في الدنيا، يأكل الدنيا كلها ولن يشبع المسكين، في الآخرة إن شاء الله يُبعَث شبعاناً ولا يجوع، وهنا قد يقول لي هذا والله صحيح ومعقول، كيف يكون معقولاً؟ سوف ترى رد الذهبي عليه وسوف ترى ردي أنا عليه، سوف ترى ردي ردي بالتفصيل وكيف ردتت بفضل الله عز وجل، الآن سأذكر لكم فقط بماذا اعتذروا عن مُعاوية وبعد ذلك نبدأ نرد على واحدة واحدة -. قلت – الذهبي -: هذا ما صح – ما المُراد بهذا ما صح؟ هذا الخبر: أطول الناس شِبعاً في الدنيا أطولهم جوعاً يوم القيامة، قال عن الخبر هذا ما صح، قلت أنا كعدنان لا، كلام الذهبي فيه نظر، الخبر هذا من جهة إسناده بصراحة لا ينزل عن درجة الحسن، فهو مقبول ورواه أكثر من إمام وسآتي عليه إن شاء الله، فالخبر مقبول لكن التأويل كلام فارغ وهباء -، والتأويل ركيك – هذا صحيح، فهو ركيك، قال ركيك، هذا كلام فارغ -، وأشبه منه – قال الذهبي أحسن من هذا التأويل وأقوى منه، أشبه من في الحق يعني – قوله – عليه السلام -: اللهم مَن سببته أو شتمته من الأمة فاجعلها له رحمة أو كما قال.

وهذا حديث مُخرَّج في صحيح مُسلِم وفي دواوين أُخرى كثيرة، في البخاري وفي مُسلِم وعند أحمد وعند الطبراني، ولنا مبحث الطويل معه اليوم، قال هذا أشبه، كيف؟ الذهبي يقول هذا النبي، النبي بينه وبين الله عهد، كما عند مُسلِم شرط، قال أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي … أو قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي؟ المُهِم النبي شارط ربه، يا رب أي أحد من الأمة أو أي مُؤمِن أو أي أحد من المُسلِمين – هذه كلها روايات وألفاظ  – سببته أو شتمته أو لعنته أو جلده – في رواية أبي الزناد جلده، وهذه لغة أبي هُريرة، أي جلدته، وفي رواية جلدته أو جلده بمعنى جلدته – فاجعل ذلك رحمةً له وزكاةً وأجراً، وفي رواية وقُربة، إلى آخره، فتتحوَّل إلى رحمة، لماذا؟ لأنه لا يستحق هذا، فإنما أنا بشر، في رواية أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر، فالنبي يقول هذا يعني أن من المُمكِن في حال الغضب أن أسب أحداً، أخرج عن طوري فأسبه أو ألعنه أو أجلده، وهذا عجيب، هل يحصل هذا مع النبي؟ هل يفعل هذا النبي المعصوم المُنزَّل؟ قال نعم، وشرط بيني وبين ربي أن أي أحد فعلت فيه هذا وهو لا يستحق وليس أهلاً لذلك – ليس أهلاً لهذا السب أو الشتم أو اللعن أو الجلد أو الضرب – أن يجعل سبي أو شتمي أو لعني أوجلدي أو ضربي – أياً كان – رحمةً وزكاةً وأجراً له وقُربة تُقرِّبه بها يوم القيامة، وسوف نرى الألفاظ، هل هذا واضح؟ فماذا تقصد يا ذهبي؟ قال قصدي أن مُعاوية بحسب الواضح لا يستحق هذه الدعوة، أستغفر الله العظيم، من المُؤكَّد أن النبي غضب هنا لأن في مرة ومرتين لم يأت الرجل فدعا عليه، ومُعاوية إنسان مُمتاز وقد رأينا أنه فتح الفتوحات وفعل أشياء مُمتازة جداً، فأكيد هذه الدعوة سوف تُقلَب رحمةً وزكاةً وأجراً وقُربةً لمُعاوية، ومن ثم تُصبِح منقبة له، وهنا قد يقول لي أحدكم هذا الكلام مقبول، لكن سوف نرى الرد – إن شاء الله – لكن في الحلقة المُقبِلة، فنكتفي بهذا القدر إن شاء الله تعالى.

(تابعونا في الحلقات القادمة)

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: