ألقى الدكتور أحمد العرفج عدة أسئلة استهل بها حلقته التي تعمل عنوان الرياضة في الإسلام.

بدأ الدكتور عدنان إبراهيم بتعريف الرياضة، وقال بحسب الموسوعة المعروفة The World Sports Encyclopedia أنواع الرياضات ثمانية آلاف، وهي تُصنَّف دائماً تحت فئات، لذا يُمكِن أن تُعرَّف الرياضة بأنها كل نشاط بدني يستهدف إما تنمية مهارة أو دعم لياقة الجسم وتقويته، وربما يدخل فيها بعض الأشياء التي يكون هدفها التسلية والترفيه عن النفس، وقد تكون تنافسية وقد تكون غير تنافسية، وقد تكون فردية أو مجموعية، وكل هذا يُصنَّف في مجموعات كثيرة مثل الرياضات البدنية التي تشمل أنواع كثيرة كالكرة بكل أنواعها وخاصة كرة القدم.

تحدَّث عن أنواع كثيرة من الألعاب، مُشيراً إلى وجود فرق بين كلمة Game وPlay وإلى أن الألغاز وبعض المُناظَرات تدخل في الألعاب.

أضاف أن كل الشعوب عرفت نوعاً أو آخر من الرياضة، فما من حضارة لم تعرف الرياضة، لكن الأهداف كان مُتمايزة، فبعض هذه الشعوب اهتمت بالرياضة لدوافع عسكرية وهذا موجود إلى الآن من خلال الجيش الذي يُمارِس الرياضة العنيفة، وبعضها استخدمت الرياضة لأهداف تربوية، لأنهم أدركوا قيمة الرياضة في التنشئة والتطبيع بمعنى نقل عادات وتقاليد المُجتمَع من جيل إلى الجيل اللاحق.

تابع أن بعض الرياضات تُستخدَم لموضوع اللياقة والصحة البدنية، فضلاً عن أن هناك رياضات من أجل الترفيه والإمتاع الذي يُصاحَب المُمارسة أو المُشاهَدة مثل كرة القدم.

أضاف أن الإنسان لا يُبدِع مع مزيد من الضرورات والتشريطات، وهذا يُزعِجه في التفكير الديني، لكن الموضوع سهل ويُمكِن تأصيله من الكتاب والسُنة.

تابع أننا بشر قبل أن نكون مُسلِمين، لذا ما يحسن عند مُعظَم البشر ويطلبونه يحسن عندنا ونطلبه، ومن هنا لا يُتوقَّع أن الدين يُعارِض مثل هذه النشاطات ولا يُتوقَّع أيضاً أن يذكره تنصيصاً وبشكل مُباشِر، لأن هذه أشياء يتعارفها الناس وفيها مصالح لهم.

أوضح أن القاعدة هي الأصل في الأشياء الإباحة، وقال مَن ادّعى بغير الأصل هو الذي يُطالَب بالدليل.

استدل بقول الله وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ۩ لإيضاح أن البسطة في الجسم مُهِمة ولها اعتبارها على مُستوى القيادة فضلاً عن أنها تُؤصِّل لموضوع الرياضة، فالإنسان يُندَب إلى مُمارَسة الرياضة حتى يُصبِح جسمه أكثر صحة وأكثر قوة.

ذكر من خلال قول الله السابق أن الإسلام لم يُوقِع الخصومة بين مُكوني الإنسان، أي النفس أو الروح والجسم، فهذان المُكوِّنان في تصالح تام في الإسلام، لكن بعض الأديان والرهبانيات أوقعت الخصومة بينهما ورأت أن الروح لا تتألَّق إلا بإرهاق البدن وتحقيره، فهي عندها موقف من البدن، لذا اللاهوتي ترتليان Tertullian كان عنده موقف من الرياضة، وقال كل الاستعراضات الرياضية من حيث هي تُخالِف الروح المسيحية لأن الروح المسيحية الحقة تُؤكِّد وتُؤكِّد وتُؤكِّد على الهدوء، لكن الرياضة فيها استفزاز وتحميس وما إلى ذلك، وهذا لا يتفق أبداً مع الدين المسيحي.

أضاف أن هذه روح دينية كئيبة وهي موجودة في كل الأديان، لذا لم يخل منها بعض الفقهاء المُسلِمين وخاصة المُتشدِّدين الذين يمنون علينا باستعمال بعض الأشياء في حدود الضرورة وبشروط.

أكَّد على ضرورة جعل الأمور أكثر تيسيراً، وذكر أن النبي تأكيداً لحق الجسم وأهمية الجسم قال لعبد الله بن عمرو بن العاص – وقد بلغع عنه أنه كان يصوم ولا يُفطِر ويقوم ولا ينام في الليل ولا يأتي أهله – إن لبدنك عليك حقاً وإن لعينك عليك حقاً، فقم ونم، وصم وأفطر، وائت أهلك، وفي موضوع القرآن علَّمه كيف يقرأه.

أكَّد على ضرورة احترام البدن، واستدل بقول الله خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ ۩، فلابد أن يلبس الإنسان لباساً جميلاً، فضلاً عن وجود أنواع من الأغسال في الإسلام.

تابع أن الإسلام يعتني بالتجمل، فاللباس الجميل من الأمور المندوبة في الإسلام وهو نعمة تُشكَر.

أوضح أن النبي مارس الرياضة هو وأصحابه، وقال هذا شيئ مُذهِل أن يأتي من نبي، مُشيراً إلى أنه كان يُشجِّع لمُسابَقة العدو بين أصحابه فضلاً عن أنه مارس ذلك مع زوجته عائشة.

أشار إلى أن البعض يحرم المرأة من أمور كثيرة ولا يُعطيها إلا بالقطّارة، وقال هذه طريقة عدائية للمرأة في التفكير، فالمرأة كالرجل يجوز لها أن تُمارِس كل شيئ ولا يُحرَّم عليها شيئ إلا بالدليل وبعيداً عن التذكير بالضوابط المعروفة مثل عدم التعري وما إلى ذلك لأن من المعروف أنها محظورة.

ذكر أن السيدة عائشة شعرت بلعب الحبشة ورقصهم في المسجد في يوم عيد، فقال لها النبي تشتهين تنظرين؟ فقالت نعم، فخرجت ونظرت من فوق كتفه، لأن من حق المرأة أن تُتابِع الرياضة أيضاً، فهذه مُباريات لرجال زنوج تابعها النبي وعرض على زوجته مُتابَعتها.

ذكر أن النبي كان يُسابِق بين الخيول والأفراس، واستدل ببعض الأحاديث التي تُؤكِّد أن النبي كان يحث على الرياضة عملياً وخاصة رياضة الرمي التي شدَّد فيها وحذر من نسيانها.

عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة لتركي العجمة الذي طرح سؤالين، السؤال الأول تعلَّق باحتيال بعض اللاعبين للحصول على ضربة جزاء أو هدف لا يستحقونه، فهل هذا من قبيل الغش أم من قبيل الذكاء؟ أما السؤال الثاني تعلَّق بتشجيع الفريق الأوروبي على حساب الفريق العربي المُسلِم، فهل هذا يدخل ذلك في باب الولاء والبراء أم لا؟

أجاب الدكتور عدنان إبراهيم عن السؤالين المطروحين قائلاً إن من أهم غايات الرياضة التزام القواعد والقوانين، فخرق القانون يُعتبَر غشاً واحتيالاً، لذا هو لا يجوز شرعاً، لأن الغاية لا تُبرِّر الوسيلة، أما بالنسبة لتشجيع الفريق غير المُسلِم فهذا أمر لا يتعلَّق بالولاء والبراء الذي لابد أن يدور على موضوع يتعلَّق بالدين، كأن يُحِب وينصر المُسلِم أُناساً غير مُسلِمين على مُسلِمين لأجل الدين، وهذا شيئ خطير جداً ولا يفعله مَن له إيمان بالله.

أضاف أن المُسلِم حين يمرض يذهب إلى الطبيب الأكفأ وإن لم يكن مُسلِماً، وهذا لا يقدح في الولاء والبراء، لذا هو حين يرى لاعباً غير مُسلِم يلعب بمهارة ينفعل ويُصفِّق له، ولا يفعل هذا مع أخيه حين يأتي بضربة عبيطة.

أشار إلى أن أمهات المُؤمِنين رقاهن يهودي، وذكر أن الشافعي قال عن اليهودي الذي يرقي المُسلِمين إن كان يرقي بشيئ يُعرَف وليس فيه ما يُنكَر فلا بأس.

ذكر أن النبي حين اعتل أحد أصحابه وصف الحارث بن كلده الذي لم يُسلِم، فالقضية هنا قضية طب ولا علاقة لها بالدين، لذا لا يُدخَل موضوع الولاء والبراء في كل شيئ وخاصة في الرياضة.

أوضح أنه لا حرج في الاستعانة بالمُدرِّبين الأجانب لكن الحرج في أن نظل تابعين ومُستِعينين، فلابد من تكوين الكفاءات التدريبية والتحكيمية لكي نستغني عن هؤلاء الأجانب.

وصف الكثير من الفتاوى التي تنتقص من قيمة الرياضة بالفاشلة وذكر أسماء بعض الأندية الموجودة في السعودية للدلالة على أن هذه الفتاوى الغريبة والحشرية لم يسمع لها أحد.

انتقد فكرة أسلمة الكرة وقال إن هذا غير معقول، ثم تحدَّث عن موضوع قصر الشورت في كرة القدم وقال إنه يُسهِّل الحركة، وأشار إلى عدم وجود اتفاق على أن الفخذين من العورة مُستدِلاً ببعض الوقائع التي تُؤكِّد هذا، ككشف الرسول عن فخذيه يوم خيبر وهو أشد الناس حياءً.

أشار إلى أن الشباب في كل مكان يُمارِسون الرياضة فلا يُمكِن أن يُقال إنها أتت لأشغال الشباب المُسلِم، لأنهم لا يُمارِسونها وحدهم، ومن هنا رأى أن أكبر مُتآمِر علينا نحن بسبب هذه العقلية التي عندنا والتي دمَّرنا بها أنفسنا.

بيَّن أن مزاج الناس لم يعد يقبل المزيد من الضوابط والتشريطات، لذا لا ينبغي تكريه الناس في شرع الله ولا يُمكِن استثناء أو تحريم شيئ إلا بأدلة واضحة.

تحدَّث عن أهمية الثقافة الرياضية لدى المُسلِم، وذكر أن البعض لا يعتبر المشي العادي رياضة وإنما يعتبر المشي السريع رياضة، وهذا الأمر لم يفت النبي، لأنه وصف المشي السريع كعلاج.

ذكر أن من فوائد المشي السريع النغمة العضلية التي تعني تحرك الجسم بوتيرة مُعيَّنة بحيث يقع الحد الأدنى من تقلص العضلة وانبساطها.

أكَّد على أن فوائد الرياضة لا عد لها ولا حصر، مثل ضبط ضغط الدم والسكر والوقاية من الأمراض الوعائية.

نوَّه على ضرورة توافر ثلاثة شروط رئيسة في مُمارَسة الرياضة تجمعها كلمة لائق بالإنجليزية Fit، وهي التواتر Frequency، الشدة Intensity، والوقت Time.

شدَّد على ضرورة مُمارَسة الرياضة بشدة ثلاث مرات أسبوعياً من خمس عشرة إلى ثلاثين دقيقة، وأشار إلى وجود نظرية تُفيد بأن بعض الأجهزة الهرمونية المعطوبة تشتغل تلقائياً عند مُمارَسة رياضة مُتواصِلة لساعتين، وهذا لمَن يتحمَّل قلبه هذه المُمارَسة.

قال إن الرياضة تقي الإنسان من الجذور الحُرة Free radicals التي تُسبِّب الأكسدة وتُؤثِّر على غشاء الخلية وعلى البروتينات Proteins وعلى المادة الوراثية DNA وتُسبِّب السرطان فضلاً عن الكثير من الأمراض.

عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة الذي أظهر قبح التعصب الرياضي، وعلَّق الدكتور عدنان إبراهيم قائلاً إنه لم يفهم ما قيل في الفيديو وهذا شيئ مُحزَن لكنه غير مُستغرَب، فهذه ثقافتنا حتى في النقاش العلمي والديني وليس في الرياضة فقط.

أكَّد على أننا بشكل عام نتعصَّب ولا نتسامح، ولذا العلاج الصحيح الذي يراه أن نهتم بتأسيس جديدة لثقافة جديدة، فنحن نحتاج إلى ثورة ثقافية تبدأ بالتربية.

تحدَّث عن دور القانون لمنع التعصب، وذكر أن الروح الرياضية أحد أهداف الرياضة الرئيسة، فعادي أن يخسر الإنسان وعليه أن يُبارِك لخصمه وأن يُصافِحه.

أضاف أن النبي كان يتحلى بالروح الرياضية بل بالروح القتالية وكان مُنصِفاً مع أعدائه.

تحدَّث عن أزمة ماتش مصر والجزائر الذي سالت فيه الدماء، وتساءل عن حُكم المقتولين والقتلة للتأكيد على خطورة الأمر مُستشهِداً بقول النبي ومَن قاتل تحت رايةٍ عَمية فمات فميتته ميتة جاهلية.

أكَّد على أن التعصب للنوادي لا يجوز، وهذا شيئ يختلف عن التشجيع، فالنبي شبَّه الذي يتعصَّب لقومه بالحق والباطل بالبعير يتردى في بئر فهو يُنزَع بذنبه.

طالب بثورة ثقافية لإصلاح كل الأوضاع الفاسدة في الرياضة وغير الرياضة، لأن التعصب بنية، فهو موجود عند الشيعة والسُنة وغيرهم.

ذكر أن بعض الليبراليين حين يختلفون مع الإسلاميين يصيرون كالدواعش، فضلاً عن أنهم يكتبون كتابات تُطالِب بالإقصاء والإلغاء الكامل.

أوضح أن الأطفال يُلزَمون بمُمارَسة الرياضة في أوروبا كالخروج في الغابات وتسلق الجبال العالية وما إلى ذلك، فالمدارس والمُؤسَّسات المُختلِفة تتعاون من أجل تدعيم الرياضة، فضلاً عن وجود مساحة للرياضة في كل حي في النمسا فضلاً عن الملاعب المُخضَّرة.

نبَّه على خطورة ترك الرياضة، فأول ضريبة يدفعها الإنسان هي صحته، لذا القاتل الأول في أمريكا هو الأمراض التاجية، لأن الذين لا يُمارِسون الرياضة تزداد عندهم الإصابة بالشريان التاجي بنسبة خمسة أضعاف.

أشار إلى أن ما يقرب من خمسمائة ألف ماتوا في أمريكا في سنة سبع وتسعين، وهذا يعود لأسباب كثيرة في رأسها عدم مُمارَسة الرياضة.

أوضح أن مُنظَّمة الصحة العالمية صنَّفت البدانة على أنها مرض، وهذا المرض يتظاهر بأمراض أُخرى مثل السكتة الدماغية، وهذه السكتة هي القاتل رقم ثلاثة في العالم.

ذكر أن كل باوند يحمله الإنسان بشكل زائد عن وزنه المثالي يرفع نسبة التعرض للوفاة إلى اثنين في المائة، ثم تحدَّث عن أهمية الرياضة لعلاج الكآبة المُتوسِّطة.

ألمع إلى أهمية كتاب الفروسية المُحمَّدية في التأصيل للرياضة، وذكر أن ابن القيم قال فيه ولو لم يكن في الانتضال إلا أنه يدفع الهم ويُزيل الغم عن القلب لكفى ذلك في فضيلته كما وجده مَن جرَّبه.

غرَّد قائلاً: صالحوا بين أبدانكم وأرواحكم.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

  • بارك الله فيكم كلام جميل جدا اللهم اجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون احسنه عندي سؤال بسيط يعني ان امكن ماذا عن رياضات الدفاع عن النفس انا امارس الملاكمة التيلندية صراحة و بارك الله فيكم و جزاكم الف خير

%d مدونون معجبون بهذه: