خطبة لفضيلة الدكتور عدنان ابراهيم بعنوان طريق القرب إلى حضرة ذي الجلال بتاريخ: 26/10/2007 

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

تعليق 1

اترك رد

  • مساء المجد و الكبرياء و العظمة .. فعلاً حُقَّ لابراهيم عليه السلام إذ أراه الله ملكوت السماوات و الأرض أن يقول : { إني سقيم } فإذا كان مجرد الحديث عن الله و عظمته و ملكوته باعثاً على التأوه و الشعور بالضعف و الفقر الشديد حياله سبحانه فكيف بمن رأى ذلك رأي القلب و العين و ليكون من الموقنين { إن إبراهيم لحليمٌ أواهٌ منيب } .. ماذا أقول ؟ .. إنه الحديث الذي لا يمله قلب المؤمن ليل نهار …. كنتُ أسائل نفسي يوماً : ما هي النعمة الحقيقية فبحثت في القرآن عن كلمة [ نعمة ] في عدة مواقع فوجدت معناها هو : محبة الله ، من هذه المواقع : { ما أنتَ ـ بنعمة ربك ـ بمجنون } يقسم رب العزة بمحبته لرسوله أن نبيه ليس بمجنون ، { صراط الذين أنعمتَ عليهم } : أي الذين أكرمتهم بمحبتك ، { و إذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمتَ عليه } : هو زيد حِبُ رسول الله و ما ذكر الله اسمه في القرآن إلا لمحبته إياه ، { و أما بنعمة ربك فحدث } : أي اجعل حديث نفسكَ محبةَ الله و كلامه { الله نزل أحسنَ الحديثِ كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم و قلوبهم إلى ذكر الله } و كذلك يشمل المعنى تحديث الناس بنعمة الله ( محبته لخلقه ) لأن أعظم دليل على الحب هو الكلام و الحديث { أولم يكفهم أنا أنزلنا إليك الكتاب يتلى عليهم } { قل لو شاء الله ما تلوته عليكم و لا أدراكم به } فأكبر نعمة أن ربنا أراد أن يكلمَ عباده بالقرآن الكريم دليل محبته إياهم .. و تساءلتُ يوماً عن معنى الحجاب و كشفه هل حقاً يُحرَق كل شيئ إذا كشف سبحانه و تعالى حجابه ؟؟ . فمن كثرة تفكرنا و رؤيتنا رحمته الغامرة لا نظن أن يحدث منه و به إلا كل الخير و الجمال و الفرح و السرور و نستبعد الحرق و الإحراق لكن تفكرت في المعنى البعيد لهذه الجملة [ لو كشفه لأحرقت سبحات وجهه ما امتد إليه بصره ] فوجدت أن معناها هو تلاشي و ذوبان كل شيئ في القلب حيال دخول معرفته و حبه القلب و كأنما أصاب الأغيار حريق و لم يبق سواه سبحانه { و أصبح فؤاد أم موسى فارغاً } فالحرق هو هذا الفراغ و التجرد لله { فإذا فرغت فانصب و إلى ربك فارغب } [ إن الله يطلع على قلب عبده فإن وجده فارغاً ملأه بحبه ] لأنه سبحانه يغار على قلوب أحبابه من أن يشاركه فيها أحد و بالنسبة لأعمالهم يظل يهذبهم و يربيهم بإعلامه إياهم أنه أغنى الأغنياء عن الشرك فإن عمل أحدهم عملاً قصد فيه غيره تركه و شركه فهم دائماً على خوف من السلب بعد العطاء و من الحجاب بعد المكاشفة { إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو و إن يمسسك بخير فهو على كل شيئٍ قدير } أي قدير على سلب هذا الخير و العياذ بالله سبحانه نعوذ اللهم برضاهك من سخطهك و بمعافاتك من عقوبتك لا نحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيتَ على نفسك …

%d مدونون معجبون بهذه: