يقول العلماء إن الرسول – عليه الصلاة والسلام – لم تُعرَف له لا لِبسة ولا جِلسة، ويقول العقّاد ملابسنا تُحدِّدنا، هذا ما استهل به الدكتور أحمد العرفج حلقته التي تحمل عنوان الأزياء والملابس في الإسلام، فضلاً عن أنه طرح بعض الأسئلة التي تتعلَّق بالموضوع.

بدأ الدكتور عدنان إبراهيم حديثه بذكر آدم وحواء عليهما السلام، وقال بحسب القرآن العظيم واضح أن الأصل في الإنسان كان هو اللباس، فقبل أن ينحدر إلى الدنيا اختار له الله أن يكون لابساً بدليل قصة آدم وحواء مع إبليس، فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ ۩، إذن كانت العورة مستورة ثم أعراهم الله من الأكسية التي كانت تكسو أبدانهما، ولذا الله قال في نفس السورة يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا ۩ فضلاً عن أنه قال في سورة طه إِنَّ لَكَ أَلاَّ تَجُوعَ فِيهَا وَلاَ تعرى ۩ وَأَنَّكَ لاَ تَظْمَؤُا فِيهَا وَلاَ تضحى ۩.

أكَّد على أن آدم وحواء في البداية لم يكونا عاريين، لأن الكثير من المُؤرِّخين والمُفكِّرين الذين يسيرون على سُنة التطوريين في تاريخ الإنسان يرون أن الإنسان بدأ عارياً، لكنه تحدَّث عن آدم وحواء وذريتهما.

أضاف أن الجهاز التناسلي الذكري لمُعظَم الثدييات دائماً يكون في أجربة، أي مستوراً بغمد بطريقة طبيعية، لكن الإنسان ليس له هذا الغمد، فإن لم يُستَر بالثوب بانت سوءته مُباشَرةً.

أشار إلى أن هذا التفاوت الخِلقي بين الإنسان وسائر الثدييات يدل على أنه مخلوق بطريقة مُحدَّدة لكي يبحث عن اللباس لستر السوءة، فهو لديه من العقل والفهم والحياء الفطري ما يحمله على هذا.

ذكر قول الله يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىٰ ذَٰلِكَ خَيْرٌ ذَٰلِكَ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ ۩، وقال إن الخطاب لبني آدم وليس للمُؤمِنين فقط، فعند الإنسان نزوع لستر هذه السوءة باللباس الظاهري فضلاً عن نزوعه الفطري لستر سوءاته النفسية والمعنوية كالشهوات المُحرَّمة والحسد والغش والغضب بلباس التقوى.

تحدَّث عن الصورة المعنوية للإنسان التي تنعكس على ظاهره، فبعض الناس بالمقاييس الحسية الظاهرية لا يكون جميلاً لكنه إذا نظرت إليه ترتاح وتشعر أن فيه جمالاً، وهذا جمال الروح الذي يأتي بستر العورات النفسانية بلباس التقوى.

أكَّد على أن الأصل هو اللباس وليس العُري، وقال هناك صرعات غربية تتحدَّث عن العودة إلى الطبيعة بالتعري، لكن هذه ليست الطبيعة وإنما مرحلة همجية توحشية انحط فيها الإنسان.

أشار إلى أن فكرة التقدم المُتعلِّقة بسان سيمون Saint Simon وكوندروسيه Condorcet فيها مُبالَغة، فالإنسان لا يسير بخط مُستقيم مُتقدِّم دائماً، فهناك انتكاسات تحدث له، وهذا ما صادق عليه بعض كبار التطوريين.

أوضح أن التقدم التكنولوجي والعلمي يسير في خط مُستقيم ومن الصعب أن يكون عكوساً، فلا يُمكِن تخيل أن الإنسان في يوم من الأيام سيتخلى عن الطائرات وما إلى ذلك لكي يعود إلى الدواب، لكن في كل فترة يُمكِن أن ينعكس تقدم الإنسان الروحي والأدبي – وهذا هو التقدم الحقيقي – ليعود الإنسان وحشاً فيرتكب أفظع الفظاعات ويُدمِّر نفسه ويُدمِّر كوكبه.

أكَّد على أن العودة إلى الطبيعة هي عودة إلى مرحلة انعكس فيها تقدم الإنسان المعنوي والأدبي فعاد وحشاً.

تحدَّث عن العصور البشرية التي تُحقَّب إلى ثلاثة أعصار – العصور القديمة والعصور الوسطى ثم العصور الحديثة – وذكر أن العلماء لخَّصوا كل أنماط الملابس في العصور  القديمة إلى نمطين اثنين تكيَّفا مع ضرورات الجغرافيا والبيئة، أولاً النمط الذي اتسمت به الشعوب البربرية، فالرُعاة ومَن جالوا السهول الباردة في شمال الكرة الأرضية كان نمطهم اللباس الجلدي المأخوذ من جلود الحيوانات وعمل فيه الإبرة العظمية، أي أنه كان مخيطاً بخيوط من معى الحيوانات الرقيقة، وكان اللباس على قد الجسم بسبب البرد، ثانياً النمط الذي عم العالم وهو الثياب الفضفاضة المنسوجة والمُثناة، فهي ليست على قد البدن، وهذا النمط نشأ في أحواض الأنهار حيث الدفء وازدراع النباتات الليفية التي أُخِذ منها هذه الأقمشة.

قال بعد ذلك الرُعاة والبرابرة الشماليين نزلوا إلى الجنوب ثم في الغرب والشرق، فتمازج النمطان من اللباس، فصار لدينا ألبسة منسوجة لكنها ليست فضفاضة، لذا في أدبيات الإغريق ينظرون إلى هذا اللباس على أنه ميزة بربرية للمُتوحِّشين، لذا تُوجَد صور كثيرة لسقراط Socrates وأفلاطون Plato وغيرهما يلبسون فيها الثياب الفضفاضة.

عرَّج على الحضارة الإسلامية سريعاً وقال إنها عرفت ضروباً من الألبسة المُريحة والمُستجيبة لشروط الصحراء البيئة الحارة، وأشار إلى عدم وجود أي دراسة وافية وضافية في خصوص اللباس العربي والإسلامي على عكس الأوربيين الذين لديهم دراسات كثيرة.

ألمع إلى أن المُستشرِق الهولندي رينهارد دوزي Reinhart Dozy نشر كتاباً اسمه المُعجَم المُفصَّل بأسماء الملابس العربية فضلاً عن أنه كمَّل ما نقص في المعاجم العربية.

أكَّد على أن اللباس العربي استجاب لبيئة ومُعظَمه تكوَّن من الخمار عند الرجل – أي العمامة – والخمار عند المرأة، ولذا ورد في الحديث الصحيح المسح على الخمار والخفين في حق الرجال، فالرجل كان يعتجر عمامة بسبب الشمس والأتربة وما إلى ذلك.

أوضح أن البدن هو نظام اتصال فبمُجرَّد رؤية الإنسان تصل رسائل ما، وقال إن مُعظَم الحضارات على الإطلاق كانت الطبقات الغنية فيها تتميَّز بألبسة خاصة، ففي اليابان والصين – مثلاً – كان الملوك لهم ألوان خاصة، وكذلك الحال مع العرب، فبنو عبد مناف – مثلاً – كانوا يتميَّزون بأن أرديتهم صفراء وأن أزرهم حُمر.

تابع أن رجال الدين عموماً والكُهان لهم سمت مُعيَّن يُعرَفون به بل وتُحدِّد رُتبهم الوظيفية أحياناً من خلال اللباس كرجال الدين المسيحي، وذكر أن لباس الشيعة يختلف عن لباس السُنة في السياق الإسلامي، فعمامة الشيعة غير عمامة السُنة، والعمامة الشيعية منها البيضاء لمَن ليس مِن الأشراف ومنها السوداء للسيد الذي يكون من نسل الرسول، وكذلك الحال مع أهل السُنة، فهناك العمامة السودانية والعمامة الأزهرية والعمامة الشامية وهكذا.

أفاد أن العمامة في الدولة العثمانية كان شكلها وحجمها يدلان على مرتبة الإنسان في العلم، فكلما زاد علمه كلما زادها تكويراً.

عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة لمُصمِّم الأزياء سراج سند الذي طرح سؤالين: هل ورد في الإسلام أن العباءة لابد أن تكون باللون الأسود؟ وهل العقال ترف أم تاريخ؟

قال الدكتور عدنان إبراهيم إن العقال كان معروفاً عند العرب قبل الإسلام بمراحل طويلة، والبعض قال إن العربي استخدمه ليربط به بعيره، فإذا أراد أن ينطلق به فك العقال ووضعه على رأسه، خاصة أنه يُثبِّت الغُطرة على رأسه، لكن بعضهم قال إنه كان يضرب به الحيوان كالسوط، مُشيراً إلى أن لون العقال لم يكن مُهِماً، فكان يأخذ أي لون، ثم جاءت الأعقلة المُقصَّبة التي لبسها الناس للتميَّز لأنهم من طبقة أعلى وأغني، وقد لبسها الملك فيصل رحمة الله عليه.

قال ليس ضرورياً أن تكون العباءة سوداء أو يكون لباس المرأة عموماً أسود، وأكَّد على أنه لا يُوجَد أي دليل يُمكِن أن يُعتبَر دليلاً حقيقاً في هذا الباب، أما بالنسبة إلى حديث نساء الأنصار كن يخرجن وكأنهن الغربان فقد أتى وصفاً لما يحصل، ولا يعني وجوب لباس المرأة للأسود، لذا لم يقل بهذا عالم، وخاصة في البيئات الحارة الذي يمتص كل الألوان ولا يعكسها ومن ثم قد يحرقها.

أكَّد على وجود أحاديث كثيرة عن نساء النبي تدل على أنهن كن يلبسن المُعصفَر والمُزعفَر والمُورَّد، فعائشة كانت تلبس المُورَّد وما إلى ذلك، مُشيراً إلى أن النهي عن اللون الأحمر البحت – أحمر ليس يُخالِطه شيئ آخر – واللباس المُعصفَر ورد في حق الرجال وهو ليس نهي تحريم، فلم يُحرِّمه العلماء.

أضاف أن النبي ثبت عنه أنه لبس حبرة يمانية حمراء وبرداً أحمر، مُشيراً إلى أن العلماء قالوا إن هذا اللباس لم يكن أحمر بحتاً، فالبرود اليمانية منسوجة بالأحمر والأسود، فضلاً عن أن النبي لبس الأخضر مع اللون الأسود.

نوَّه على أن من حق المرأة أن تُظهِر زينتها ولا تكون غراباً كما يُحِب الرجل أن يُظهِر زينته، فهي كائن في النهاية، ولا يُمكِن سد الأبواب على المرأة بحُجة أنها مثار فتنة، فينبغي أن نرتفع بتربيتنا وثقافتنا، لأن مثل هذه اللُغة تُشعِر الرجل بالإهانة، فدائماً ما يُنظَر إليه على أنه وحش مُفترِس، فضلاً عن وجود إهانة للمرأة بسبب النظر إليها من الزاوية الجنسية، لذا لابد من التزام حدود الشرع وعدم التوسع بحُجة إثارة الفتن وسد الذرائع.

سُئل عن التشبه في اللباس خاصة أن بعض العلماء رفض وضع المرأة للعباءة على كتفها بحُجة التشبه بالرجال، فقال إنه لا يرى وجاهة في هذا الرأي مُشيراً إلى أنه لأول مرة يسمع بهذه الفتوى ولعل هذا من تقصيره بحسب ما قاله.

أكَّد على وجود مُشترَكات بين الرجال والنساء في اللباس، ولذا لابد من وضع ضابط للتشبه الممنوع شرعاً لأن ورد اللعن في المُتشبِّهين والمُتشبِّهات، واقترح أن يُمنَع تشبه أحد الجنسين بالآخر بما من شأنه أن يُمنَع التعرف على جنسه حين يُرى، فإذا نظرنا إلى إنسان ظننا أنه رجل في حين أنه امرأة أو العكس وهذا لا يجوز، أما إذا أخذ الرجل أو المرأة مُفرَدة من مُفرَدات لباس الآخر وأمكن التعرف على جنسه فلا بأس.

ألمع إلى أن الحياة أصبحت وتائرها سريعة ولذا الملابس في العالم كله بدأت تتشابه الآن على عكس ما كان قبل العصر الصناعي، فبعد الثورة الصناعية خف التمايز وبدأت تزول الحواجز بين أنماط اللباس على مُستوى العالم.

ذكر أن النبي نهى عن لباس الشُهرتين، فبعض الناس يلزم زياً مُعيَّناً من اللباس، كمَن يرتدي اللباس الصوفي فقط أو مَن يرتدي اللباس الزهيد جداً وإن كان غنياً أو مَن يلبس اللباس الفاخر باستمرار، وهذا ليس مُحرَّماً لكنه مذموم شرعاً.

أكَّد على أن النبي لبس من كل أصناف اللباس، فملك الروم أهداه ألبسة بيزنطية مكفوفة بالسندس، وفي حديث أسماء الصحيح كان عندها جُبة طيالسة كسروانية أخذتها بعد أن قُبِضت عائشة، وكانوا يغسلونها ويتبرَّكون بمائها للمرضى، والمقوقس أهدى النبي لباساً مصرياً ولبسه، فضلاً عن أنه لبس ألبسة كثيرة يمانية، وكان ذلك بمُختلَف الألوان كالأخضر والأحمر والأسود وإن كان أحب الألوان إليه الأبيض.

أشار إلى وجود مُصنَّفات كثيرة عن لباس النبي، وأكَّد على عدم وجود لِبسة خاصة له، فالعربي كان يأتي والنبي بين أصحابه ولا يعرفه فيقول ما محمد فيكم؟ خاصة أنه لم يكن يتصدَّر المجالس وهذا من تواضعه.

قال النبي كان يلبس كما يلبس إخوانه وأصحابه، فإذا أردنا أن نستن به فلنستن به بهذه الطريقة، وذكر أن محمد بن سيرين اشمئز من رجل كان يتحرى لباس الصوف وقال إن قوماً يلبسون الصوف ويقولون إن عيسى ابن مريم كان يلبسه ورسول الله لبس الصوف والقطن والكتان، وسُنة رسول الله أحق أن تُتبَع، لذا من الوعي ألا يتحرى الإنسان لِبسة مُعيَّنة يلزمها دائماً.

مال إلى الاتجاه الذي لا يُحبِّذ أن يكون للعلماء أي لباس يخصهم وهو اتجاه الحنابلة والمالكية، فينبغي أن نتواضع كالرسول والصحابة، مُشيراً إلى أن هذا عكس ما قاله الأحناف الشافعية الذين ندبوا العالم الشرعي أن يكون له من اللباس ما يختص به وأن يكون فاخراً ليُظهِر شرفه بما شرَّفه الله به على مَن حقره الله بجهالته، لكن الله قال إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۩.

عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة، وهو فيديو للداعية أبي فروة تحدَّث فيه عن هيئة الثوب الذي يُسَن أن يكون قصيراً وقطرياً، وذكر أن أحدهم استهزأ به بسبب لباسه القطري لكنه رد عليه وبيَّن له أن هذا من السُنة التي يُثاب عليها الإنسان فسكت.

أشار إلى استهزاء البعض بمَن يلبسون اللباس السُني لأنه قصير في حين أنهم يغضون الطرف عن مَن يلبس البرمودا Bermuda القصير لأنه موضة.

قال الدكتور عدنان إبراهيم إن النبي فعلاً لبس اللباس القطري لكنه لم يلزمه، وواضح أن مَن أنكر على الشيخ لم يكن يعرف هذا لذلك سكت، فهو لم يقصد الاستهزاء بالسُنة، لكن الاستهزاء بالناس سواء كانوا علماء دين أو كانوا ناساً عاديين ليس من دين الله وليس من الأخلاق.

شدَّد على أن الاستهزاء بالناس لا يجوز وقال إن هذا يتأكَّد مع العلماء وأهل الدين، ثم تحدَّث عن الأحاديث التي تنهى عن التطويل في الثياب سواء في الإزار أو العمامة وتُودي بصاحبها إلى النار، وقال إنها في حق مَن يُطيل بقصد الخُيلاء والكبر، فهذا منهي عنه، لكن لو كان في عادة قوم أن رفع الثوب يدل على الكبر يُمنَع، لأن الأحكام تدور مع عللها.

أشار إلى أن أبا بكر الصديق كان خفيف العارضين، ولأن ثوبه كان ينزل قليلاً ويجره على الأرض كان خائفاً، فطمأنه النبي وقال له يا أبا بكر إنك لست مِمَن يفعله خُيلاء.

أوضح أن من أكبر المُؤثِّرات في اختلاط الملابس والأزياء هو الحروب والاستعمار، وقال إن الاستعمار الأوروبي أدخل الأزياء الغربية وطغى على الأزياء المحلية، لكن الآن لا يُمكِن أن يُقال هذه أزياء الكفّار وينبغي أن نُحرِّمها بدون تحقيق، فيُمنَع علينا أن نلبس من لباس غير المُسلِمين ما هو من خصائصهم الدينية فقط، لذا النبي تحسَّس من أي شيئ فيه صُلبان لأن هذه إشارة دينية، لكن فيما ليس من خصائصهم الدينية الأمر واسع وهذا ما أثبته النبي عملياً.

أضاف أنه لا يُمكِن لعب كرة القدم أو العدو أو مُمارَسة العمل العسكري بالجلباب الرجالي، وذكر أن الجينس Jeans صُمِّم خصيصاً لمَن يبحثون عن الذهب ولُرعاة البقر، أي أنه كان لباساً وظيفياً ثم انتشر بعد ذلك، وأي شيئ يُحقِّق مصلحة العباد الشريعة تفتح بابه، فلا يجوز وصد هذه الأبواب بذرائع التشبه.

علَّق على كلمة كوكو شانيل Coco Chanel – مُصمِّمة العالمية عالمية أدخلت لباس البنطال في أزياء البنات – الملابس لا تُغيِّر فقط الشكل بل تُغيِّر الأخلاق قائلاً إنها تحتاج إلى تعمق ثم ذكر أن باولو كويلو Paulo Coelho قال الملابس تُؤثِّر على مشاعرنا وأمزجتنا مُشيراً إلى أن الإنسان لا يستطيع أن يعيش المُجرَّد كما قال كولريدج Coleridge، لذا الهيئات البدنية تُؤثِّر على شعورنا.

أوضح أن اللباس الإسلامي كان يهتم بألا يكون مُخطِّطاً للجسم بدقة من باب الاحتشام وهذه ميزة، عكس اللباس العصري الذي يُخطِّط الجسم عند الرجال والنساء وهذه ليست ميزة.

قال البنطال لا بأس به عند الجنسين إذا كان واسعاً، وهذا أفضل من ناحية صحية، فالخصوبة عند الرجال تراجعت بنسبة ست وأربعين في المائة خاصة في الغرب ومن ضمن أسباب تراجعها اللباس الضيق، فضلاً عن أنه يُسبِّب أنواعاً من الالتهابات والإسماط خاصة في المناطق الحارة.

أضاف أننا لو أخذنا هذه المسائل بتواضع مع الحقيقة سنختار ما يُناسِبنا، فلا ينبغي أن ننبهر بالآخر ونُقلِّده في الكبير والصغير، لأن هذه رؤية انهزامية لا تُناسِب الشعوب الحُرة التي تشعر باستقلالها الحضاري والمعنوي، وكذلك لا ينبغي أن نكون مهجوسين بالمُخالَفة وعدم مُوافَقة الآخر من زاوية دينية، وَكَانَ بَيْنَ ذَٰلِكَ قَوَامًا ۩.

علَّق على المثل القائل “كُل ما يُعجِبك والبس ما يُعجِب الناس” قائلاً إنه صحيح إلى حد بعيد لأن البدن نظام تواصل، فأنت حين تلبس تبعث برسائل للآخرين، ثم تساءل عن المرأة التي تلبس لباس شُهرة بحيث تمشي في شارع كبير والكل يلتفت إليها قائلاً ألا تبعث رسالة؟ هي أصلاً أرادت أن تبعث رسالة مُعيَّنة، ولذا النبي قال مَن لبس ثوب شُهرة ألبسه الله يوم القيامة ثوب مذلة ثم تلهب فيه النار.

ختم الحلقة بتغريدة قال فيها حافظوا على استقلالكم مع إدراك أن حقيقة التشبه هي في الخلال والخصال لا في الملابس والنعال.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: