وداد فاخر  النمسا
وداد فاخر
النمسا

أظهرت كلمة الحق التي جهر بها الشيخ الجليل ( عدنان إبراهيم ) إمام مسجد الشورى في العاصمة النمساوية فيينا في خطبة الجمعة الماضية 16 . 9 . 2005 معدنه الأصيل كرجل دين يغلب الحق على الباطل ، ويضع الكلم في موضعه الصحيح بعيدا عن الرياء والمخادعة ، وعملا بقوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا قال إنني من المسلمين) . فالدين النصيحة ، والمعروف عنه هذه المواقف المبدئية من قبل ، حيث استنكر في خطبة الجمعة المذكورة آنفا ما يشيعه البعض عما يدعوه افتراءا على الحق بـ ( مقاومة ) بينما يقتل الأبرياء في العراق دون وجه حق . وأستنكر مقولات التفرقة بين المسلمين بالهجوم على الطائفة الشيعية َوْوسمِها بالكفر . وما دحضه الشيخ عدنان هو ما بشر به النبي الكريم في قوله ( جئت من اجل مكارم الأخلاق ) ، وهذه حقا هي مكارم أخلاق رجل الدين الحقيقي الذي يدعو لصلاح ووحدة الأمة لا تفرقتها وتشتيتها شيعا وأحزابا ، وهو ما يدعو إليه جل وعلا في قوله ( هذه أمتكم امة واحدة وأنا ربكم فأعبدون ) ، فأين هذا القول والفعل ممن تظاهر مستنكرا قولة الحق التي جهر بها الشيخ عدنان في المسجد ، وتحلق حوله يستنكر قوله ويجادله بعنف وشراسة في هجوم مفاجيء لا داع له ، بدل أن يقفوا كما وقف المهندس عمر الراوي عضو الهيئة الإسلامية النمساوية وعضو بلدية فيينا المنتخب موقفا مؤيدا للشيخ عدنان ، داحضا الكثير من التصرفات الخاطئة التي قام بها البعض في النمسا ممن استنكر قولة الحق التي جهر بها الشيخ عدنان ، ومؤيدا كل ماقاله سماحة الشيخ الجليل .

وبعيدا عن المواقف والتصرفات المتشنجة الخاطئة التي لا نريد للبعض ممن نختلف معهم فكريا أن يضعوها في خانة المعاداة لمواقفهم ، نعاود القول أن ما قام به التكفيريين من أعمال في العراق والعالم كان أفضل دعاية مضادة لديننا الحنيف ، وشوه سمعة دين المحبة والتسامح ، وكان بالضد من قوله تعالى ( ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ، فكيف بمن يستبشر ويزف التهاني بقتل عشرات الأبرياء من العراقيين لمجرد إنه يختلف معهم فكريا ؟! .

وهل من يؤسس لفتنة طائفية ويقتل الأبرياء كما حدث في قتل أكثر من 150 عامل بسيط في مدينة الكاظمية ببغداد ، خرج لكي يحصل قوت عياله ، هو ما دعا له دين المحبة والسلام ؟! ، وما علاقة أولئك الأبرياء بما حصل في العراق قبل وبعد سقوط النظام الدكتاتوري الفاشي ؟! ، وهل كانوا جنود أمريكان كما يروجوا دائما بـ ( مقاومة المحتل ) ؟! ، أم إنها مجرد محاولة لزرع الفتنة الطائفية البغيضة بين أبناء البلد الواحد والدين الواحد ؟! .

أسئلة عديدة نتمنى أن يرجع عن غيه من كان يروج لما يسمى بـ ( المقاومة ) التي لا تطال غير الأبرياء من العراقيين الذين يسعون على رزقهم ورزق عيالهم . ويراجع نفسه ويتراجع عن مواقفه الخاطئة التي لا تخدم الإسلام والمسلمين ، بل تبث الفرقة بينهم وتشتت جمعهم ، واختم مقالتي هذه محذرا بقوله تعالى ( ومن يقتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا ) .

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: