يفسر الدكتور عدنان إبراهيم، في محاضرة له، بشكل دقيق ومفصل اللعبة الكونية التي تديرها الولايات المتحدة الأمريكية من خلال طباعة الدولار بدون “غطاء نقدي” ولماذا قامت الولايات المتحدة عام 1971 بفك ارتباط عملتها الدولار بالذهب وماهي الخلفيات الحقيقة لهذه الجريمة الكونية ضد الإنسانية وكيف قتلت أمريكا صدام حسين لأنه حاول بيع النفط العراقي مقابل الأورو، وكيف حاولت المخابرات المركزية اغتيال الجنرال شارل ديغول لأنه حاول كشف اللعبة قبل ان تتمكن من إسقاطه عام 1968 بمظاهرات طلابية.

الدكتور إبراهيم عدنان يذكر أيضا أن أمريكا قتلت القذافي لأنه حاول هو الآخر تأسيس الولايات المتحدة الإفريقية وعملة افريقية غير مرتبطة بالدولار، وكيف ستعمل أمريكا على معاقبة وتصفية كل من يحاول فك ارتباط الدول بالدولار الذي لا يساوي في الحقيقة سعر الورق الذي طبع عليه.

يرى وليام كلارك مؤلف كتاب “حرب البترودولار: النفط، العراق، ومستقبل الدولار”، أن معظم الناس لا يعرفون السبب الحقيقي وراء احتلال العراق.. وتهديد إيران من قِـبَـل الولايات المتحدة الأمريكية.. ويقول: إنه ليس السلاح النووي، وليس القضاء على الإرهاب، وأيضاً ليس من أجل النفط! إنها فقط لتغطية وتمويه الغش والاحتيال الذي تمارسه الولايات المتحدة ذاتها.

ففي العام 1971 طبعت الولايات المتحدة وصرفت عملة أكثر بكثير مما يمكنها تغطيته بالذهب، وبعدها بعدة سنوات طالبت فرنسا الولايات المتحدة بتسديد قيمة هذه الدولارات المطبوعة بقيمتها من الذهب، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك لواقع -أو زعم- أنها لاتمتلك ذهباً كافياً لتغطية الدولارات التي تمت طباعتها وتم صرفها في أنحاء العالم. وهكذا نرى أن هذا يعني الإفلاس. لذلك لجأت الولايات المتحدة للمملكة العربية السعودية، وعقدت معها اتفاقاً يقضي ببيع النفط فقط مقابل الدولار الأمريكي ضمن تعاملات منظمة أوبك.

ومنذ ذلك الحين أصبح كل من يريد شراء النفط عليه امتلاك العملة الخضراء (الدولار الأمريكي) مما يعني أن عليهم مبادلة بضائعهم وخدماتهم بالدولار الأمريكي (الذي صكه الأمريكان)، أي أن أمريكا حصلت على ذلك النفط مجاناً بطباعة تلك الدولارات، وبكلمات أخرى إنها الوجبة المجانية للأمريكيين على حساب باقي دول العالم.

ويقول محللون أمريكيون إن الغش بدأ بالانكشاف عندما بدأ الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ببيع النفط العراقي مباشرة بالعملة الأوروبية (اليورو) ضارباً عرض الحائط بكل الترتيبات والإجراءات التي نظمتها أمريكا مع منظمة أوبك. لذلك كان يجب إيقاف صدام.

ووفقاً لهذه الرؤية أعدت أمريكا ذريعة لشن حرب (مسرحية تفجير برجي التجارة العالميين)، ووجود أسلحة دمار شامل في العراق، وتهديد النظام العراقي لجيرانه.. إلخ، وجرى غزو العراق، والأهم هو إعادة بيع النفط بالدولار الأمريكي، وإذا كانت الأزمة المالية الناتجة عن سلوكيات صدام وأمثاله قد تم تجنبها، فإنها قد برزت من مكان آخر وهو القطاع العقاري عام 2008 ولكن بعد فترة من الزمن.

وإبان أزمة العراق قام هوجو شافيز (الرئيس الفنزويلي) ببيع النفط الفنزويلي بعملات غير الدولار الأمريكي مما أدى إلى قيام أمريكا بعدة محاولات اغتيال له أو محاولات تغيير نظامه ومراقبته من قبل المخابرات المركزية. الأمر ذاته فعله النظام الإيراني ممثلاً برئيسه أحمدي نجاد إذ باع بكل العملات عدا الدولار الأمريكي.

لعبة اقتصادية

ومن وجهة نظر محللين، فإن لعبة شركات (شل) بدأت نهايتها بالنسبة للأمريكيين بعد أن وجدت الجهات العالمية أن بإمكانها شراء النفط بعملاتها المحلية بدلاً من شرائه بالدولارات. وليس هذا فقط بل لأن منظمة (أوبك) ستتخلى عن الدولار الأمريكي في المستقبل؛ مما قد يتسبب في الأسوأ بالنسبة للأمريكيين متمثلاً في كونهم في النهاية سيضطرون لشراء نفطهم باليورو أو الروبل الروسي بدلاً من طباعة عملات للحصول عليه.

وبحسب ما سبق فإنه من المحتمل أن يكون ذلك هو الفصل الأخير في مسلسل الإمبراطورية الأمريكية، ونهاية تمويل الجيش الأمريكي، وبالتالي دمار الاقتصاد الأمريكي. فالاحتيال الكبير أوشك على نهايته وليس باستطاعة الأمريكيين فعل الكثير حيال ذلك إلا بدء حرب جديدة، ربما تكون وجهتها القادمة إيران.

https://www.youtube.com/watch?v=wA8CEGf3Z8I

.. إن المعطيات الواردة في هذا التقرير، بالطبع فنَّدت المعني الاقتصادي لـ”الغطاء النقدي”، وأنواعه والشروط المرتبطة بتلك العملية الميتافيزيقية المعقدة، حتى تؤتي ثمارها المرجوَّة.. ولكن هل هذا “الغطاء النقدي” سيجدي نفعًا حال إلتحفت به دول العالم المنكوبة اقتصاديًّا، أم أنه لن يقيها برودة أزماتها المالية؟ سؤال لا يملك أحد الإجابة عنه سوى التجارب العملية، والظروف المحيطة بكل أزمة على حدةٍ.. إنه التساؤل الأصعب!!

المصدر

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: