عبدالرحمن العكيمي صحفي وكاتب سعودي
عبدالرحمن العكيمي
صحفي وكاتب سعودي

لم يهادن برنامج «صحوة» الذي تعرضه قناة روتانا خليجية أية أفكار تقليدية لا تريد أن تصافح القضايا الشائكة والجدلية، بل خاضها مقدم البرنامج الدكتور أحمد العرفج وضيفه اليومي الدكتور عدنان إبراهيم، وحاولا من خلاله أن يطرحا رؤى جديدة وطموحة في قضايا فكرية كـ «الحجاب بين العادة والعبادة، نعم للطوائف ولا للطائفية، الفن ودوره في تهذيب السلوك، فوضى الوعظ، معارك الموسيقى والمعازف، الفساد وعلاج، وفوضى الوعظ».

 يستنطق العرفج ضيفه الدكتور عدنان إبراهيم في محاولة للبحث في تأصيل هذا الإشكال إذ قال إنه تم توظيف الوعاظ في وقت مبكر من تاريخ الأمة الإسلامية معرجا على كتاب الحافظ العراقي الباعث على الخلاص من حوادث الوعاظ.
 ويتفق العرفج وإبراهيم على أن من روج وبشر بأفكار الجماعات المتطرفة هم من الوعاظ وليسوا من العلماء فاختطفوا الشباب إلى المهالك وساحات الفتن والقتال، ويوضح عدنان إبراهيم أن أكثر الوعاظ هم من الباحثين عن جمع الأموال، الذي أطلق عليهم (الكوازون) أي من يجمعون الصدقات في الكيزان، مشيرا إلى أن الوعاظ قطعوا الطريق على العلماء الأفذاذ وأهل الفكر المستقيم، وقال (ما لم نتخل عن سحر الوعاظ سنظل متخلفين ندور مكاننا).
 وفي قضية الحجاب، أوضح الدكتور عدنان إبراهيم أن حديث المرأة عورة انفرد به الترمذي وقال حديث حسن غريب وهو مخالف لما جاءت به الآيات القرآنية الكريمة وغير مخرج في الصحيحين لم يروه أبو داوود ولا ابن ماجه ولا النسائي ولا مالك في الموطأ ومخالف للأحاديث الكثيرة فوجه المرأة ليس بعورة ويجوز للرجل أن يظهر إليها في غير ريبة، وطالب بقوله: علينا أن ننصف تراثنا ليتفق مع العرفج بأن الحجاب لدينا عادة قبل أن يكون عبادة.
 ويطرح العرفج العديد من الأسئلة في مقدمة كل حلقة يمهد فيها لحوار عريض وعميق، فجاءت أسئلته حول معارك الموسيقى والمعازف ثرية تبدأ بمقولة لأبي حامد الغزالي والتي يقول فيها: (من لم يحركه الربيع وأزهاره والعود وأوتاره فهو فاسد المزاج ليس له علاج) وقالت العرب: إن الكريم طروب، فانسكب الدكتور عدنان بحديث عن تأصيل القضية دينيا وشدد وأنكر على من يقول بالإجماع على تحريم سماع الأغاني، وقال «من ادعى الإجماع فقد ادعى أمرا لن يستطيع إثباته»، متسائلاً «وكيف يدعي الاجماع والرسول صلى الله عليه وسلم استمع الى جاريتين تضربان على دفين معهما وتغنيان والحديث في الصحيحين وهو صحيح لم يطعن فيه أحد، واستمع إلى جارية سوداء أيضا».
ويرى عدنان مجمل القول أن اللهو ليس محرما إنما المحرم من اتخذ لهو الحديث سببا في إضلال الناس والهزؤ في الدين، هذا كفر حتى لو أنك فعلت هذا بالمصحف مثلما يفعل بعض المستشرقين الذي يدرسون علوم القرآن كي يشككوا المسلمين ويطعنوا في الدين. مجمل القول أن برنامج صحوة يجيب على تساؤلات عالقة في متن المرحلة التي نمر بها بخطاب وفكر ديني متجدد وبرؤية حضارية للإسلام.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: