مير عقراوي كاتب بالشؤون الاسلامية والكردستانية
مير عقراوي
كاتب عراقي بالشؤون الاسلامية والكردستانية

ولد عدنان ابراهيم عام ( 1966 ) في غزة بفلسطين . أتم دراسة الطب في النمسا بعدما آنتقل اليها في أوائل التسعينيات من القرن الماضي ، مضافا إتمامه العلوم الاسلامية في جامعة الإمام الأوزاعي في لبنان . في عام ( 2000 ) أسس جمعية [ لقاء الحضارات ] . يقيم عدنان ابراهيم بالنمسا حيث يؤم مسجدا بإسم ( الشورى ) . عدنان ابراهيم يحفظ القرآن الكريم والعديد من أمهات الكتب ، وهذا يدل على حافظته وذاكرته القوية جدا . كما يبدو واضحا فإن عدنان ابراهيم هو عالم كبير وخطيب بارع ، فصيح اللسان ومثقف موسوعي . يذكر انه ألف عددا من الكتب لكنه لم ينشرها حتى الآن . من الناحية المذهبية فإن عدنان ابراهيم هو شافعي المذهب في الفروع وأشعري المذهب في العقيدة . [ إقتبست المعلومات الشخصية من موقع الدكتور عدنان ابراهيم ] . كما ان كاتب هذه المقالة من أهل السنة وشافعي المذهب في الفروع .
آراء عدنان ابراهيم الدينية :
لقد ألقى الدكتور عدنان ابراهيم الكثير من خطب الجمعة في مسجد الشورى بالنمسا ، بالإضافة الى مجموعة كثيرة من شتى المحاضرات التاريخية والدينية حول الاسلام والمذاهب الاسلامية والتاريخ الاسلامي ، وبخاصة فإن عددا كثيرا من محاضراته تناولت بالبحث والتحقيق والنقد والتقويم للعديد من الشخصيات المعروفة في التاريخ الاسلامي .
للدكتور عدنان ابراهيم آراء جديدة وإجتهادات جديدة حول مختلف الأحكام والمفاهيم الاسلامية ، وحول الصحابة من حيث التعريف ، ومن حيث العدالة ، فهو لا يعتقد بعدالة الصحابة بشكل عام . لهذا فإن آراءه هذه قد قُوبِلتْ بالرفض الشديد والإدانة القوية من قِبَلِ الكثير من المشايخ ورجال الدين ، وبخاصة من قِبَلِ التيار السلفي حيث شنوا عليه حملة قاسية وشعواء لا مبرر لها – برأيي – إطلاقا ، حتى ان العديد من هؤلاء إتهموا الدكتور عدنان ابراهيم بالانحراف الديني ، أو التشيع ! .
للدكتور عدنان ابراهيم سلسلة محاضرات تاريخية – تحقيقية ونقدية تحت عنوان [ معاوية بن أبي سفيان في الميزان ] ، وقد إستمعت الى عدد من هذه المحاضرات من سلسلة [ معاوية في الميزان ] ، والى عدد آخر من محاضراته المختلفة أيضا .
لقد تناول الدكتور عدنان ابراهيم في سلسلة محاضراته المعاويوية بالإستقصاء والمتابعة والتحري والتحقيق الدقيق ، ومن ثم المقارنة والتحليل إستنادا على الأحاديث النبوية وكتب السيرة والفتوحات والوثائق التاريخية لمذهب أهل السنة والجماعة . وهذا العمل ، علاوة انه عمل يمتاز بالعلمية والنزاهة التحقيقية والنقدية فإنه يتوافق مع الاسلام وتعاليمه بإعطاء كل ذي حق حقه والتمسك بأهداب الحق والعدالة في النقد والتقويم والتحقيق ، لأن الحق أحق أن يُتّبع ، وأن يُعترفَ به ! .
طريقة السلفيين في نقد مخالفيهم وعدنان ابراهيم أنموذجا :
إستمعت الى قناة ( المعالي ) الفضائية ، والى برنامجه الأسبوعي الموسوم ب( من القلب ) برنامجا بعنوان [ عدنان ابراهيم في الميزان ] . وقد إستضاف البرنانج إثنين من الشيوخ وهم : الشيخ عثمان الخميس والشيخ محمد الداهوم لنقد آراء الدكتور عدنان ابراهيم والرد عليه .
في البداية تحدث مقدم البرنامج بمقدمة طويلة مقسما العالم الى معسكرين آثنين هما : معسكر الرحمن ومعسكر الشيطان ، والمقصود بالمعسكر الأول هو كل من آختلف أو يختلف معهم في الآراء والاجتهادات ، وهذا التقسيم يشبه تقسيم ستالين الطاغية حينما قال : من ليس معنا فهو ضدنا . وقال أيضا مقدم البرنامج بأن الحرب هي الآن دائرة بين أهل السنة والمبتدعة ، ثم قال بالحرف الواحد :
( ظهر في الأونة الأخيرة رجل أو شخص من بني آدم (…) يعيش في دول الغرب فأرعد وأزبد وتطاول على سادات البشر بعد الأنبياء والمرسلين ، على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويظن هذا المسكين ، يظن هذا الجاهل ، يظن هذا المتعالم ، يظن هذا الضال < كذا ! . م عقراوي > ، يظن هذا وأمثاله انه بمثل هذا النباح والعويل(…) من الممكن أن يحط من قدر أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم . ليعلم هذا وأمثاله ان الصحابة سماء وما ضر السماء نبح الكلاب < كذا ! . م عقراوي > فتبقى السماء سماء ويبقى الكلاب كلابا(…) . المدعو(…) عدنان ابراهيم . هذا الذي سيكون محور كلامنا في هذا اللقاء وقد تطرقنا له في حلقة ماضية مع شيخنا الكريم شيخ عثمان الخميس ، وكان العنوان : خال المؤمنين ، لأنه تطاول على معاوية ، لأنه نكرة(…) !!! .
وبعد هذه المقدمة الشتائمية البذيئة لمقدم البرنامج لم يعترض الخميس والداهوم عليها وحسب ، بل بدا على مُحياهم الراحة والإرتياح والترحاب للمقدمة المقُرفة والمُعيبة والمخجلة والمتناقضة مع آداب الاسلام وتعاليمه التي نقلناها نصا من على اليوتيوب ! .
ولما آستمعت الى ردودهم لم أجد شيئا إلاّ الإتهامات والإفتراءات وكيل الألفاظ غير اللائقة والتناقض والتخبط في الكلام ، مضافا لاحظت الإضطراب والخوف وتغير اللون والإرتباك على ملامح وجه مقدم البرنانج وضيفيه ، وكان ذلك واضحا كل الوضوح ، فهل هكذا يُرد على المخالف ويُنتقد ، ألم يقرأ هؤلاء القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة فيتخلقوا بها ، أهكذا يكون الحوار والتخاطب مع الآخر ؟
يقول القرآن الكريم : { أدعُ الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن } ، وقال الله تعالى لموسى وهارون حين مقابلتهما لفرعون الذي طغى وآدّعى الألوهية : { آذهبا الى فرعون إنه طغى * فقولا له قولا لَيِّنَاً لعلّه يتذكّر أو يخشى } !
على هذا يبدو ان هؤلاء الاخوة لايفقهون شيئا من آداب الاختلاف ، ولا آداب الخطاب والحوار مع الآخر المختلف معهم . وفي الآية الرابعة والعشرين من سورة ( سبأ ) يعلم الله تعالى رسوله الكريم الصادق الأمين محمد – صلى الله عليه وسلم – أسلوب الحوار والتخاطب مع المشركين ، مع ان رسول الله محمد – ص – روحي له الفداء كان على الحق المطلق : { وإنّا أو إيّاكم لَعَلَى هُدىً ، أو في ضَلالٍ مُبين } ! . كما قال المفسرون هذا النهاية في العدل والانصاف والاحترام والتقدير واللطف والتلطّف مع الخصم ! .
أما سيدي رسول الله فقد قال : { المؤمن ليس بطعّان ولا لَعّان ولابذيء اللسان } ، وقال في حديث آخر : { المؤمن كالنحلة إن حملت حملت طيبا وإن وضعت وضعت طيبا } إذن ، أين هؤلاء من هذه التعاليم الراقية ، ومن هذه النصائح الغالية ، ومن هذه الآداب النبيلة ؟
على المستوى الاسلامي يجب مراعاة العدل حتى مع الخصوم ، فكيف مع المسلم ، وبخاصة اذا كان عالما ، يقول القرآن الكريم : { ولا يجرمنكم شنآن قوم على أن لاتعدلوا : إعدلوا هو أقرب للتقوى } . لهذا فإن الاسلام جعل العدل معيار أساسيا وأصلا من الأصول في المعاملة والتعامل ، وفي القول والخطاب والمناقشة ، وفي أداء الشهادة ، وفي الاختلاف والردود ، وذلك لا بالنسبة للمسلمين وحسب ، بل حتى بالنسبة للمخالفين دينيا وعقديا ، لا بل حتى مع الأعداء ، فحسن التعامل والمعاملة مع الناس هو من الايمان والاسلام كما قال رسول الله محمد – ص – : { الدين : المعاملة } ، و { يا ليت قومي يعلمون } ! .
سلسلة معاوية بن أبي سفيان في الميزان :
برأيي ، وبحسب إستقرائي للتاريخ الاسلامي وإطّلاعي عليه لم يقل الدكتور عدنان معاوية إلاّ الحق الأبلج والحقيقة الصارخة ، فلماذا إذن ، نهرب ونتهرّب من الحقائق ولا نواجهها ونعترف بها بجرأة وشجاعة ، والى متى ؟ . لهذا أقول : كم هو محظوظ معاوية بن آكلة الأكباد كي يُدافع عن موبقاته وجرائمه ومروقياته ومخازيه هؤلاء القوم كل الدفاع المستميت الذي يتناقض مع الكتاب والسنة ، ومع التاريخ الاسلامي نفسه ، ومع الحق والعدل والانصاف والعقل السليم ، فهل ذاك الطليق هو أصل من أصول الاسلام وأحد أركانه ، أو أحد فروعه . قبل أكثر من عقدين قلت ونشرت مقالات عمّا كان لمعاوية بن أبي سفيان من الدور السلبي الخطير على الاسلام والمسلمين من جميع النواحي ! .

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

  • الله يجازيك على قول الحق ونصرة اهله انا ايضا مقتنع قناعة كاملة بهدا الراي لان الحق اولى ان يتبع غدا لاينفع المدهب ولاتنفع الجماعة ولا القبيلة بل ينفع الصادقون صدقهم واقول ان كلمات عدنان ابراهيم ستكون ركائز تاريخية للاجيال ان شاء الله وسيمتلك الجيل القادم الجراة الكافية لانزال الناس منازلهم لاخوفا ولا طمعا وغدا سيتبرا المتبعون من اتباعهم وسينتصر منطق من حافظ على دماء المسلمين وتنازل لاجلها عن كل شيء مرضاة لله وسيعلم المخطئون انهم كانوا يناصرون الضلم ويناصرون سفك الدم المسلم في سبيل الحكم والتملك برقاب الناس وشراء دممهم لااعجب من ماعز يطير ولكني اعجب من صاحب عقل معطل يدعو بالخير للضالمين فهو لايدرك حجم جرمه فلو اطلع لسقط مغشيا عليه من هول ما كسب الله يهدي لنوره المتنطعين التائهين الى سبيل الحق واليقين امين

%d مدونون معجبون بهذه: