في برنامج صحوة الذي يقدمه عامل المعرفة أحمد العرفج أجد أنه استخدم مصطلحا قدي متجددا وهو “صحوة” ومن خلال متابعتي لشذرات من بعض الحلقات أقول مستعينا بالله : لقد أمضى كتابنا في صحفنا اليومية ووسائل الاعلام المتنوعة ردحا من الزمن وهم ينتقدون في كتاباتهم وتقاريرهم الصحوة والصحويين ، والصقوا بها وبهم ما الصقوا من التهم والمغالطات ولا يزالون ..وإن كان للصحوة من وجهة نظرهم مساوئ ، فإن لها محاسن يراها غيرهم من العقلاء والمنصفين .

ووجهة نظري الشخصية أن كل حراك اجتماعي لابد أن يكون له محاسن وإيجابيات ومثالب وسلبيات ، ولو أن من يتحملون أمانة الكتابة أنصفوا من أنفسهم لعززوا الايجابيات ونبهوا عن السلبيات ووضعوا الحلول الناجعة وبهذا تكون الكتابة وامانة الحرف تحولت من نقد لاذع إلى تعاون بناء ولقبلنا بعضنا البعض من مبدأ أننا نعيش المصير المشترك الذي يحتم علينا أن نتبنى النقد لا الانتقاد والتعاون لا التهاون والتقارب لا الافتراق .

و لعامل المعرفة ، العرفج ،اقول : في عالمك الجديد أعدت الصحوة كبرنامج لا كحراك ومن خلال استضافة رجل جدلي ينتقد  العلماء ويتكلم بلغة المتبختر ، فهل صحوة عدنان إبراهيم امتداد للصحوة القديمة المنتقدة ؟ أم انها صحوة جديدة تقوم على منهج العقلانيين الذين يتعاملون مع القرأن ومع ما يوافق عقولهم ورؤاهم فقط .

لا أشك في أن الدكتور عدنان عالم ومطلع وله محاسنه وعيوبه وايجابياته وسلبياته مثله مثل غيره من العلماء ،  إلا أن مأخذي عليه هو ازدرائه لمن سبقه من العلماء وتسلطه على بعض العلماء المعاصرين ، وهذا ليس من سلوك العلماء ، لأن العالم الحقيقي هو من يحترم من سبقه ويتعايش مع من يعاصره ويأخذ بيد من يتتلمذ على يده .

كم أتمنى أن يتصدى العلماء لنبذ الفرقة ودفن الهوة التي تعيشها الأمة وعليهم أن يعلموا أن الصراط المستقيم واحد لا غير ، وأن ما سواه هي سبل تكرس الفرقة وتجسد التنافر والتباعد والتباغض والتنابز بالالقاب والاقتتال قال تعالى

” وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ “

هذه وصية الله فعلى من يعتلي منابر الدعوة أن لا يدعي الصلاح بل ينشده

وينبري للاصلاح ويؤصله ويؤمن بمبدأ قوله تعالى ”  قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا ۚ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَىٰ مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ ۚ إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ ۚ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ ۚ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ ” .

ختاما،  بالنسبة لي أرى أن كل صحوة ايجابية ، فهي تغربل المحتوى وتنقي المحصول ، ولذلك يجب علينا أن نأخذ منها السمين ونترك الغث ، ولأننا في زمن أصبحت فيه الصحوة مفصلة على عقول ومدركات وتوجهات أصحابها ، وكل واحد فيهم لا يرى إلا نفسه أجد الغث فيها أكثر من السمين .

تعريفي للصحوة ، الصحوة هي :  أن تستفيق وتترك ما لا يليق وتبحث عن مشعل تستضيئ وتضيئ به لكل من يسير معك على ذات الطريق .

نلتقي لنرتقي

سعيد الغامدي

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: