د. محمد الجارالله كاتب سعودي
د. محمد الجارالله
كاتب سعودي

يطل على قناة روتانا خليجية في شهر رمضان برنامج صحوة للعام الثاني على التوالي بمعية ضيف البرنامج الدائم الدكتور عدنان إبراهيم مع مقدم البرنامج عامل المعرفة – كما يحلو له المناداة به – الدكتور أحمد العرفج، والحقيقة إن البرنامج توقيت بثه غير مناسب، فهو يعرض قبل الإفطار – حسب توقيت الرياض – وهذا الوقت الضيق ينشغل أغلب الناس بمواضيع مختلفة وربما يناسب مناطق أو دول أخرى، ويشفع للبرنامج ما يعرض في حلقاته من مواضيع متنوعة يبدع في طرحها عامل المعرفة، ويتألق في الشرح والتوضيح الدكتور عدنان بأسلوبه الجميل الذي يستخدم فيه الحجة القوية، والمصدر الموثوق، والتأصيل الشرعي المحكم، دون سَفسَطة. •تابعت الكثير من حلقات البرنامج ولفت انتباهي قدرة الدكتور عدنان على الإلمام بما يطرحه عليه عامل المعرفة من اسئلة من ضمن محاور الحلقات، ويتمكن الضيف من تبسيط الشرح وإيصال الفكرة إلى المشاهد بسلاسة وسهولة بعيدًا عن التعقيد، وما يميز البرنامج ومقدمه وضيفه، أن هناك انسجاما تاما بينهما، وقدرة على اختيار مواضيع الحلقات مما يفيد المشاهد بأمور دينه ودنياه، والجميل ايضا اختيار تغريدة لكل حلقة يبدع الدكتور عدنان في اختيارها، ومن مميزات البرنامج ايضا أنه يطرح مواضيع جريئة يخشى كثير من الدعاة وطلاب العلم الشرعي والباحثين وحتى العلماء من الخوض فيها لعدم امتلاكهم أدوات تساعدهم في ايصال الفكرة للمتلقي، ويخشون السقوط من أعين المشاهدين، على عكس البرنامج الذي يستعرض الكثير من المواضيع المسكوت عنها، ويفندها الضيف بأدلة دامغة وحجج شرعية قوية. •يعيب على أغلب منتقدي الدكتور عدنان أنهم يحاكموه ليس من خلال برنامج صحوة، وما يتضمنه من أفكار ومعلومات، وأدلة شرعية، خاصة من الأحاديث الصحيحة التي يستند عليها في حججه، وبعض من تلك الأحاديث مسكوت عنها عند أغلب الدعاة وبعض العلماء، لأنها لا تخدم عاداتهم التي تربوا عليها ومع الزمن حولوها إلى عبادة، خاصة المتعلقة بالمسائل الخلافية، مثل كشف وجه المرأة، والاختلاط والأغاني ونحوهم، وإنما يحاكمون الدكتور عدنان من خلال أحاديث سابقة له تراجع عن كثير منها، ويعتبرون حديثه في برنامج صحوة غير مقبول عندهم، حتى أن هيئة كبار العلماء في بلادنا حذرت منه واعتبرته مضللًا، وفي ذلك قسوة لا تليق بالهيئة ولا بعلمائها – إذا ماكانت التغريدة صحيحة- ولا يمكن تقبلها لا فكرًا ولا وصفًا، فالدين للجميع وليس حكرًا على أحد، ولا كهنوتية في شريعة سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، وتمنيت على أحد من العلماء متابعة البرنامج والرد على اطروحات الدكتور عدنان إذا ماكان فيها خطأ لتبيينه، أو في الأقل انصافه مما يقال عنه.
•ماذا بقي؟
بقي القول:
أن برنامج صحوة حينما تستمع لما يطرح فيه من مواضيع يأتي الدكتور عدنان بحديث مختلف سواء حينما يقدم الموعظة، أو الحكمة أو فكرة، أو تصحيح لحديث غير صحيح، أو ذكر حديثا صحيحا في مسألة من المسائل، فهو يبتعد عن الفتاوى التقليدية كما تعود المشاهد أو السامع حينما يسأل عن موضوعًا معينًا تأتي الإجابة حرام وعدم ذكر الدليل على التحريم، وعلى السامع أو السائل أن ينصاع للمجيب دون حتى نقاش، وإن اعترض أحد على الفتوى أو أراد أن يستفهم، أو ينتقد تأتيه الإجابة لحوم العلماء مسمومة، ولا أدري من الذي وضع فيها السم وكأن السائل من أكلة لحوم البشر، وكأن كلامهم قرآن منزل لا يقبل النقاش.
•ترنيمتي:
ممكن تدقق معي بين الفرج والفجر
تكتشف نفس الحروف ومتعاكسة
الثاني فيه نور وصلاح وزود بالأجر
وأوله يسبقه ضيق والسعة تشاكسه.

المقال الأصلي

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: