د. يحيى عمر آل زايد كاتب سعودي
د. يحيى عمر آل زايد
كاتب سعودي

الصحوة .!  و أدراك ما  الصحوة ؟ وقبل الخوض في أي عنوان لابد أن نسترجع معناه لغويا لا ( محيطيا ) مما ترسخ في أذهان الكثير بسبب أدلجة إعلام ومجتمع ، صحوة هي وعي وإدراك وما أحوجنا لصحوات ، برنامج صحوة وكما تميزت ( روتانا خيلجية ) كل سنة بتنويع الذائقة تأتينا به ملتحفا وعيا جديدا ونظرة تحول في وقت نحتاج فيه ليقضة من سبات عميق تراكم مع الزمن وتوارث حتى اختنقنا فانفجر ، نحن في زمن أسطيع القول فيه بكل ثقة أننا على قدر من العلم لنقاش قضايانا بوعي لا بتوتر تيارات كما قسمنا أنفسنا ، فلم نجني من التقسيم سوى ترهل ثقافتنا ودورانها في دائرة مغلقة لا مناص منها سوى برؤية جديدة جريئة ، فكل حوار لابد أن نلغي فيه مفهوم التيارات التي لم تزدنا سوى ترددا فكريا وصراعات داخلية ، حراكنا الثقافي يعكس إنتاجيتنا الفكرية لذلك لنزرع أفكارا تعكسنا ، ولنعكس تطورنا العقلي أمامنا قبل أن يكون أمام العالم ، لتضئ في سمائنا حتى تمطر علينا بردا وسلاما .

وعندما نحاور من قلب وحب لن نستطيع التوقف ، فأي فعل إن كان مصدره محبة فسيخرج عن السيطرة لذلك كان لابد أن نهرب خارج الأسوار.

تابعت ردود الفعل المتوترة حول برنامج ( #صحوة ) وحول الثنائي المتوقد عقلا وعلما وخلقا ( د.أحمد العرفج ود.عدنان إبراهيم ) وأيقنت أن البعض يشخصن الحوار لذات المحاور لا لمحتواه ، لذلك نبتت لديهم تلك الأفكار السوداء عن بعض محاورينا من وحي أحاديث وهوى ! ومن وحي سموم تبث حول كل من حاول حمل شرارة العقل لإيقاضه ، ومما لا شك فيه أن ( د.عدنان ) من أجمل العقول التي ظهرت منذ زمن ، حينما يتحدث بمخرجات عقل غرق في الأدب والثقافة والشرع والحياة ثم نجى وانتفض وأنار ، ولا زال الكثير يحارب أي كلمة منه توجسا وخيفه ، لأنهم بيتوا النية مسبقا أو اكتفوا بماضٍ له وأخذوا الإنبطاع واستمروا فيه دون تجديد ، حاكموا ثم طبقوا حكمهم بديكتاتورية ثقافية مقيته ، ومن يكن لديه مثل ذلك العقل لن يصحو وسيضل في محرابه واهما .

الفكرة أي فكرة لن تنضج  إلا  بعد خبرات السنين ودورنا كقارئين وكتاب ومثقفين أن نتأقلم على المتغيرات ، على الجديد ، على الأبعاد الثقافية المختلفة ، الثقافة ليست ثقافتك وحدك ! .

من الغرور الإعتقاد أنك الأفضل وأنك الناجي الوحيد والبقية في أفكارهم يتخبطون !

نحن نمارس الإقصاء حتى تحول لثقافة يبدع فيها الكثير !

نحن نتوجه لإنقسام كبير مالم نتدارك المتحمسين فكريا المدافعين دون علم ومن يستقي الأفكار من كل الناس إلا من كتابها أنفسهم .

لا يعني استماعك لشخص أن تتبنى رأيه ! بل لتوسيع مداركك ، وإثارة عقلك لتبحث وتتعمق ، وهذا مما أمر به ديننا وهو التأمل ، ومن اعتقد غير ذلك فهو مسكين !

نعيش في زمن يعتقد فيه البعض أنهم الأكثر نجاة من بعض ، ونعيش في زمن يعتقد البعض الآخر انه متخلف عن التقدم ! نحن نملك عقولنا ونملك قراراتنا لذلك لنبدأ في التعامل مع حياتنا من هذا المنظور ، وكفانا اتكالية على عقول بعضنا إلا فيما كان فيه اختصاص ، ولا يعني أن لا أناقش أي فكرة من باب الإتكالية وتركها للمختصين ، فالعقول ليست احتكارا والثقافة ليست تخصصا بل نقاشا لتلك الأمور التي تثير العقول ويجذب المختصين لحوارات نحن أحوج لها في زمن التضليل وزمن انكشاف المستور عن القديم .

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: