أحمد عدنان كاتب سعودي
أحمد عدنان
كاتب سعودي

في الذاكرة علقت برامج دينية أصبحت من كلاسيكيات التلفزيون العربي، خواطر الشعراوي ومائدة الطنطاوي وعلوم مصطفى محمود ودنيا عبدالله شحاتة.

اليوم، انضم إلى هذه القائمة برنامج «صحوة» الذي يحققه الصديقان الدكتوران عدنان إبراهيم وأحمد العرفج.
وأول ما لفت انتباهي في البرنامج هو الاسم، فظاهرة «الصحوة» التي عرفناها في ثمانينات القرن الماضي ارتبطت عند جيلنا بمعانٍ سلبية جداً، فهي أولى بذور الإرهاب الذي نعانيه اليوم، وأتذكر أن تركي الحمد كتب مرة أن تلك الظاهرة غفوة لا صحوة، إذ لا يمكن أن نعرف نهوض الأمة بالإقصاء وبالتكفير وبالحدية وبالمتاجرة بالدين من خلال زجه في بازار السياسة، لذلك فإن أول ما يحسب للبرنامج هو تصحيح مفهوم تم تشويهه لزمن طويل.
وغاص البرنامج في هم التجديد الديني من جوهره متنقلاً بين قمم الجبال وقعور الأودية كإعادة الاعتبار للفنون وللترفيه، وكذلك نقض الطائفية والتطرف وتهافت الوعظ.
البرنامج كتب له النجاح بفضل وتديه، فعدنان إبراهيم حالة محترمة وجاذبة ومتميزة وعميقة ومتبصرة حققت حضوراً لافتاً منذ سنوات، والعرفج كاتب مرموق ومحاور سلس وساخر لاذع وعقل مكتنز.
بدأ المتطرفون على الفور في استهداف البرنامج، وهذا دلالة سيره على الطريق الصحيح، فالبرامج الناجحة من هذا النوع هي التي تحرك الراكد وتعيد صياغة أسئلة الحياة بالنسبة للفرد العادي، والمهم أن ذلك تحقق من دون صراخ ودموع، إنما سؤال فابتسامة وفكرة ثم صحوة.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: