في يوم من ثنايا أيامي المعتادة و المتصفه بالنمطية والتبعية العمياء، قررت أنا وجموع من أصدقائي باللقاء في أحدى حدائق المدينة لتبادل اطراف الحديث المعتاد في ما بيننا، تطرقنا لمواضع عديدة متفرقه، عن العلم وعلومة، عن أحوال البلاد والعقبات التي تلي نقطه ما بعد الحرب، وعن مقتطفات شبابية عامة، ولكن ما لم يكن في الحسبان هو أن يتطرق بعضنا البعض للنقاش في الدين ونواحية، فلم تواتي الجرأة أحد من قبل لأن يتطرق لمواضع دينية بحته وذلك لأنها مواضع “شرك”، ولكن على الرغم من ذلك أخذ كل من أصدقائي بتشكيل وجة نظر معينة عن الدين من جهة، وعن الجماعات الأرهابية وما تعوثه في الأرض من فساد من جهة أخرى، وكيف يمكن لدين الرحمة أن يحمل بين طياته جموع من البشر من يتخذون الأنسان مجرد أداة لترهيب الناس وتدنيس الأديان. أخذ النقاش في التفاخم حتى وصل الى حد اللأفائدة ، ف لكل منا وجة نظر تترائا اليه بأنها الحقيقة المطلقة ، وكانت وجه نظري أنا الشخصية تتمحور حول تقديس الدين ورجال الدين بشكل قاطع، ولكن حينها سمعت صوت أحد من أصدقائي يقول لي :

– رامي، تعال، عندي لك فيديو تبع شيخ بيعجبك.

* أيش أسمه دا  الشيخ يا احمد ؟

– أسمه عدنان أبراهيم ، تعال.

* عدنان ابراهيم ؟، ما سمعت عنه من قبل ، الله يعلم من أي داهية جبته.

– أنت تعال بس أسمع وبعد كذا اذا ما عجبك لا تكمل.

*طيب أوك ( وطبعا ذهبت ألية للتطرق لماهية هذا الشيخ وكلامة).

-هذا هو الشيخ ، شوف الفيديو تبعه واحكم على كلامة من نفسك.

* هذا هو الشيخ !؟؟ ، فين لحيته ؟؟ كيف شيخ بلا لحية؟ تتهابل صح ؟

_ي خي أيش عليك من لحيتة !  أنت ما بتتصور معاه ، أنت بس تابع كلامه وبعدين خير .

*طيب ي الله شغل………

                                                          وهنا كانت الصدمة !!!!!!!!

للوهلة الأولى التي طاربت مسامعي كلمات هذا الرجل ، حالة من الشرود الذهني صابتني ،ولم املك لنفسي مهربا الا ان القي جميع حواسي وفكري وانتباهي الى استقطاب مفهوم كل كلمة نابعة من فاهه،الا ان فكري لم يحرك ساكنا قط !

أنتهى مقطع الفيديو وأردف صديقي قائلا :

– ها كيف ، عجبك كلامة ؟

* عيد الفيديو !

– أعيده ! ، طيب عجبك بالبداية أو لا ؟

*ي خي عيد اول وبعدين بكلمك…

– طيب.

أعدت مشاهده مقطع الفيديو مرارا وتكرارا ، مره تلو اخرى ، حتى وصلت لقناعة عميقة من أعماق قلبي الا وهي أنني أخيراً وفي مفترق لحظات حياتي  قد التقيت بضالتي في الحياة !  ، ف الحلقة المفقوده التي كنت في  أطار البحث عنها طوال حياتي قد تبقفت و سطعت لي ك الشمس في رابعة النهار.

عدت الى المنزل واستقبلتني والدتي بكلماتها المليئه بالعاطفة والحنان مستطرقة:

– فين كنت ي ولدي ؟

*كنت مع العيال أصحابي.

-ومالك كذا مش على بعضك ؟

*ما فيش شي… اماه، سمعتي بحد من قبل أسمه عدنان أبراهيم ؟

-لا، ليش ؟

* لا ولا حاجة……  تصبحي على خير باروح أنام انا.

_وأنت من أهلة.

أغلقت على نفسي باب غرفتي وأستلقيت على السرير شارعاً بالنوم، ومعلناً بذلك أنتهاء يوماً أخر من أيام حياتي  ولكن……….  لم يكن بمقدوري النوم في ظل تفكيري ب شيئا ما. نهضت من سريري وأخذت كرسيي و أخذت مكاني في مكتبة غرفتي،وقمت بتشغيل جهاز الكمبيوتر الخاص بي وتطرقت للتالي:

 #متصفح الأنترنت –> #جوجل —> #عدنان أبراهيم  

1.540.000 هي نتيجة البحث المبسطة عن كلمة عدنان أبراهيم فقط.

أخذت بتصفح المواقع المختلفة التي تتحدث عن عدنان أبراهيم،  فوجدت منها من يصفه بالأمام المجدد والموسوعة ، ومنها من يصفه ب نافخ الكير والرجل الأئمعة (المنعدم الشخصية)، ف ذاك يصفه بالسني، وذلك يصفه بالشيعي، واَخر يصفة بعميل أيران والصهاينة ! لم أعر أي من الطرفين أهتمام يذكر، وأخذت ب مشاهدة الفيديوهات المعروضة له في اليوتيوب واحداً تلو الاَخر حتى غلبني الوقت ولم أكن على دراية تأمة بأن الصباح قد حل ، وابتدأ بذلك يوم جديد، ولكنه ليس كمثل أي يوم، أنه يوم بصحبة فكر عدنان ابراهيم !

خصصت لعدنان ابراهيم  وقتاً من حياتي اليومية لمشاهدة محاضراته التي يلقيها علي مسامع حضوره في خطبة الجمعه كل يوم جمعة، فأصبحت خطبة ليوم الجمعة ك الجرعة الحياتيه والفكرية والتنويرية لي،أن خطبه الجمعية أشبه بوجبات البرانشط الدسمة، الشهية على تنوعها والتي لا يُشبع منها على فائدتها، فنحن بصدد وصفات فكرية من شتى أصقاع الفكر الإنساني. فلم يكن بأمكاني أن أفوت محاضرة واحدة له مهما كلفني الأمر،لقد هرمنا من الخطب التلقينية، المباشرة التي تنادي بافعل ولا تفعل.. ثم ها هو يسيح بنا في جولات مع أدباء وفلاسفة من المشارق والمغارب، يتجول بنا ويخطف عقولنا لساعة، ثم يعيدها وقد أضاف لنا من خيرات العلم والفن.

وصدقاً، يصعب الاكتفاء بسماع دروسه لمرة، بل إن نصيحة العقاد بقراءة أي كتاب لثلاثة أفضل من قراءة ثلاثة كتب لمرة واحدة تنطبق على خطبه.. وحبذا لو استعنت بـ «جووجل» أثناء متابعتك له، لأنه حتما سيلقي عليك بمصطلحات حديثة بألمانيته تارة وبإنجليزيته تارات.. فقد حول خطب الجمعة لـ «سيمينار» ولا أستبعد استخدامه لشاشات عرض توضيحية قريباً.. ليته يفعل..

سيستطرق أحدهم قائلاً ،لماذا عدنان أبراهيم ؟ ما الذي يميزة عن غيرة ؟

#ربما لثقافتة ومعرفتة العلمية الواسعة ؟

ف عن طريق عدنان أبراهيم تعرفت على ستيفن هوكنج ونظرياته حول الكون المجمل ، تعرفت على البرت أينشتاين ونظرياته النسبية، تعرفت على تشارلز دارون وعلى نظرية التطور الخاصة ببني الأنسان، تعرفت على ماكس بلانك و أختراعة لمكيانيكة الكم واسهاماتة في الفيزياء النظرية، تعرفت على ماكسويل والموجات الكهرومغناطيسية، تعرفت على فايرمان، ديراك، رذرفورد، هايدنبرغ، وغيرهم من كان لهم بصمة في الحياة العلميه تكاد تطال السماء.

لدى الدكتور عدنان أبراهيم محاضرة بعنوان “اللغز” تكاد تحاكي أعظم محاضرات الفيزياء التي تطرق اليها عالم فيزيائي ، فما بال دكتور بالشريعة الأسلامية ؟

#ربما لخطابة التجديدي التنويري وفلسفته العميقة  ؟

#ربما لتخليصة لي من شبهات كانت تحرجني من ديني ؟

حد الرجم

المسيح الدجال

يأجوج ومأجوج

السبي

المهدي المنتظر

وهلم جرا من تلكم الشبهات التي لطالما طاردتني ووقعت في مصيدتها  مرات عديدة، كان لعدنان أبراهيم اليد العليا في تخليصي منها بشكل جذري بعث في نفسي حب الدين والتدين، وبذلك كان خلاصي من هذه الشبهات نقطة فصل وتحويل لي من مفهوم الله المعاقب الشديد الى  —-  > الله الرحيم الرحمن.

#ربما لفهمه الواسع في الأدب والتصوف ؟ 

محمد عبده ، طه رشدي ، جلال الدين الرومي، أبو حامد الغزالي ، النابلسي; كل هؤلاء كنت في غفله عمياء عنهم حتى أتى التنوير الألهي عن طريق عدنان أبراهيم لينور أعماقي وليهذب فكري. تعرفت أيضا على معالم الصوفية ، ف لولاه لما قرأت أبياتاً من المثنوي وتمنيت لو أني ولدت في قونيا في عصر التسامح والرقي، لما تهت في بحور التصوف وبكيت في منتصف الليل وأنا أسمعه يقرأ من شعر مولانا.

#ربما لزراعتة حب القراءة في نفسي ؟ 

عدنان أبراهيم كان بوابتي الرئيسية لحب القراءة والمطالعة ….. فبفضلة أصبح الكتاب صديق لا يفارق تفاصيل حياتي طالما حييت. ف فضلاً لعدنان أبراهيم تعرفت على جورج أرويل، وما أدراك ما أرويل، فلولا لما قرأت مزرعة الحيوانات ولا 1948 .. لولاه لما قرأت ل تولستوي ، لولاه لما قرأت ل تشيخوف، لولاه لما قرأت لديستويفسكي ، هوجو،ديكنز، كارل ماكس . لولا عدنان لما قرأت للأمام ابو حامد الغزال، جلال الدين الرومي،نجيب محفوظ، وغيرهم من الكتاب والعظماء الذي كان لهم الأثر الاعلى في صقل حياتي فكريا وتنويريا وعقليا وأثراء روح الثقافة الفردية لمداركي.فلولاه لما بحثت عن أفضل الكتب لأضعها فوق رفوفي أتحين الفرص لألتهمها بكل شوق.

#ربما لأثراءه عشقي للموسيقى والفن ؟ 

يقول الأمام الغزالي رحمة الله علية في كتابه #أحياء علوم الدين  :

“من لم يحركة الربيع وأزهارة، والعود وأوتارة، فهو فاسد المزاج ما له من علاج”

في ظل  وجود التيارات التكفيرية البحته التي تسعى هادفة لهدم أسس وعفاف ديننا ألاسلامي الحنيف، والتي تسعى ألى هدم كل جانب جميل من جوانب الحياة من ضمنها (الموسيقى/الفن)،كان عدنان أبراهيم لهم بالمرصاد. فقد بين لي عدنان أبراهيم مدى أهميه الموسيقى والفن في حياة كل أمرء في الكوكب لما لها من أثر عالي في أثراء الأبداع لدى العقل البشري…

#ربما لرؤيته المختلفة عن ماهية النجاح ؟ 

ف لو لم يكن عدنان في حياتي لما وقفت مع نفسي أتساءل: من أنا؟ وإلى أين أسير؟ وماذا أفعل؟ وماذا أريد؟ لما طرحت السؤال الكبير: أين الحقيقة؟

لولا عدنان أبراهيم لما عرفت طريق النجاح حقاً ولم يكن بأمكاني تحديد أهدافي بالحياة.

#ربما لأنه قادني ألى معرفة الله حقاً ؟

#ربما لأنه يحارب الباطل وينصر الحق ؟ 

#ربما لأنة يقدس المرأة ويعطيها مكانتها في العالم الدنيء الذي نحن في ثناياة ؟

#ربما لردودة التي تنم على مدى سعة مداركة وعلمه الوافر على اعداءة ؟

“أذاتكالب الاعداء عليك، فأعلم أنك في المقدمة”

وأخيراً …………………

نعم، الدكتور عدنان إبراهيم محور رئيسي في حياتي، منذ ظهوره فيها. ولكنّي لن أشعر أبدًا بقيمة نفسي وعقلي، إذا خرجت من قبضة أولئك الشيوخ، إلى قبضة أخرى، حتى لو كانت قبضة شخص مستنير، مثل الدكتور عدنان، وهذا هو جوهر ما يحاول عدنان أن يوصله دائما إلى من يستمع إليه “انتقدني، عارضني، واجهني بخطئي”، لا يدّعى أنه يتكلم باسم الدين، وأن من يعارض ما يقوله فقد عارض الله ورسوله. ولكن، من يعارض ما يقوله فقد عارض اجتهاده، وفقط”.

سيبقى عدنان ما شاء الله أن يبقى تلك الأحجية المستعصية على الفهم، ذلك البركان الخامد العنيد الذي يرفض أن ينفجر لكنه في الآن نفسه يلفحك بشراراته ليلهب عقلك.. سيبقى ما شاء له الله أن يبقى معلمي الذي أخاصمه وأصالحه، أقاطعه ثم أطلب حق العودة، أعاتبه وأجامله، أبتعد عنه وأقترب منه، أخالفه وأوافقه، ألومه وأدافع عنه، أخبر الناس به، وأشتكي لأمي منه.

واختم كلامي بمقولة للدكتور عدنان أبراهيم من أروع ما يكون، كلمة تكاد أن تخترق سبور أفكاري   قاضية على مجمل روح التبعيه التي طالت عالمنا الأسلامي والعربي ،والتي أنا وبكل فخر أتخذها مبدأ قائم عليه في حياتي : “أنا شيخ نفسي”

رامي خالد الدوبهني

 

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

  • و الله دمعت عيني من صدق عاطفة الكاتب! أتمنى لأبنائي ان يفتح الله لهم و يسعد قلوبهم بالعلم الذي من به على العلامة عدنان ابراهيم كما اسعد كاتب المقال و ان يعيد السعادة و الحكمة على الدكتور و ابناءه و أحباءه فعلا الحكمة ضالة المؤمن!

%d مدونون معجبون بهذه: