هو رجل من غير زماننا، أرسله إلينا التاريخ لينوب عنه في سرد حكايا تعيد القارئ لعصور لم تعد موجودة. يجذب كل من يستمع له ويحلق به في جو روحاني أخاذ، يأخذه لرحلة من الدهشة وأسفار بين الماضي والحاضر يستحضر فيها أكوانًا من التأمل الفريد في عوالم ممتلئة بالحيوية والجمال، يحدثك عن الحب وجوهره، والعشق الصوفي الخالص وعن الكون و علم الانسان و التاريخ و السياسة و الثقافة و الادب هو رجل جاء من المستقبل ليعلم البشرية فلسفة الحياة ، اخال ان لا كلمات توفيك حقك يا من حمل على كتفيه شرف حمل الاسلام المحمدي الصافي فكيف نوفيك نحن حقك ايها المفكر في زمن اصبح فيه التفكير جريمة فماهي الجريمة التي ارتكبتها حتى يشن انصار فقه الجريمة عليك حملة لا متناهية من التشويه و الشخصنة فلا احد منهم قادر على ان يناقش افكارا فهل يمكن ان يفهم حدثاء الاسنان دعوتك للسلام و المحبة والتحرير و التنوير ام انهم لا يعرفون من الاسلام الا شرب بول البعير و طاعة الامير. لقد اصبح الجهل غذاء المتنطعين في زمان أصبح فيه إستخدام العقل محرما فحينما يتغلب التكفير على التفكير و تتحول المساجد من التكبير الى التفجير عقول لا ندري كيف تم اقناعهم ان الجنة فوق جثث المسلمين هذا ان كان لهم عقول اصلا للاسف الإسلام تحول بين المنتسبين إليه إلى عامل انحطاط، فكل صور التخلف تبرر دينيا، وتزرع بين هؤلاء المتسببين طلاسم التخدير التي تؤجل بل تلغي كل فرص النهوض و التحرر، الدين الذي قضى كل تاريخه في السعي من أجل الجماهير و من أجل الحرية والخروج من القوقعة الفكرية  ورغم كل النداءات لإعادة الحيوية لذلك الانتساب، التي حملها مفكرون ودعاة و عاملون مجتهدون إلا أن التيار السائد يصر على السير بنا نحو مستنقع مجهول، فمع الاسف الصراحة والوضوح تصطدم بمن يقاومها من اشخاص يعتقدون ان الله لم يهد سواهم لهذا تجدهم يتهجمون على كل من يخرج عن القطيع و الغريب انه قد تخول لهم انفسهم ان  يتهموك في دينك و عرضك . ان الأشجار المثمرة وحدها محط اهتمام الناس وسعيهم للنيل منها يضربون حجارتهم بغية إسقاط شيئ من لذيذ ثمرها فيلتقطوه فرحين، أما ما عداها من الأشجار فإنها تصلح فقط حطبا للنار. الشجرة المثمرة وحدها هي من تقذف بالحجارة من أجل ثمرها وما رميت بذلك الحجر إلا لإمتلائها بالثمار النافعة والمفيدة  أما تلك الأشجار الخاوية الخالية فلا احد يهتم بها ، لاأحد يقذفها ولاأحد يصنع لها مكانا في حساباته ، حتى انه لا يراها احد ولا يشعر بوجودها اصلا ، لقد اثمرت وافدتنا بتوجهاتك التي لامست ضمير الامه وتطلعاتها ولانك نجحت في كشف الحقيقة هم يهاجمونك ويكرهونك لان قلوبهم سوداء مثل راياتهم  كل يوم يمر ومع كل هجمة تضاف الى مجهودات الحملة أبتسم ابتسامة الواثق وأشفق على العقول التى تلعب خلف المرمى ولا تكاد تحرز ولا ربع هدف بين الثلاث خشبات فى ملعب يكاد يكون خال أمامهم لا حسيب ولا رقيب . لكن مع هذا أقولها و بكل صراحة لن ينتصر عشاق الظلام في معركتهم ضد رجل مفكر يغري الناس بالنور ويتعامل مع عقولهم وعواطفهم بكل ادب , ولذلك فعلى دعاة الكراهية أن يتصالحوا مع عصرهم و واقعهم ويتخلصوا بشجاعة من الحقد الذي حشوا به عقولهم طوال حياتهم.

حسام الفطناسي

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: