سناء الخزرجي
د. سناء الخزرجي استاذة علم النفس والاجتماع – العراق

من فينا لا يعرف الاهرامات الشامخة في بناءها الحضاري وكوسيلة جاذبة للسواح القادمين من مختلف المجتمعات. لقد شدَنا د. عدنان ابراهيم بأصالته الفكرية والاخلاقية معا، فارتأينا تشبيهه بهرم ولد من رحم التاريخ الاول. في كل زاوية من زواياه سعة معرفية وأسلوب جاذب للانتباه، ممتع في التواصل النفسي والوجداني مع الاخرين. وقد تحقق ذلك مع د. عدنان ابراهيم، فما لبثت ان استمعت الى محاضرة له حتى ادمنتها فوجدتني اتنقل من محاضرة الى اخرى دون ان اشعر بالوقت الذي يمضي ، وكم تمنيت لو توقفت الساعات وتأجلت المسؤوليات لاحقق الفائدة والغاية، ولم ادمنها اعتباطا بل جذبتني العلمية في المنهج والسلاسة في التناول، والاسترسال في كم المعلومات وربطها من جديد بالموضوع. وكان لسماته الشخصية اثرا مهما في جذب انتباه المتابعين بحضوره الانيق وايماءاته المدروسة لئلا يدب الملل في صفوف المشاهدين والمستمعين له. ولهرمه زوايا ثلاثة زاوية منهجية واثقة وزاوية ثانية علمية وموضوعية مجردة من الاهواء والنزعات، وثالثة لاتخلو من انسانية واخلاقية مشربة بحس وجداني وعاطفي تراه منعكسا على ملامحه المتعبه وجسده المجهد في مقاومة التيارات الناقدة او ربما الحاقدة، والحزن الصادق على العقول المغيبة في خضم الانقياد للموروث والصراعات الطائفية، واحترامه لاختلاف الاخرين. وغالبا ما اجد الزبدة والخلاصة المفيدة من تلك المحاضرات اخذتني بعيدا عن طقوسي الاعتيادية في القراءة. وهو بعد كل هذا وذاك ينصح المتابعين له ان يظلوا متابعين لا تابعين له او لغيره للكف عن عبادة اصنام بشرية جرتنا الى تقليد الغث والسمين، بل متابعته بمنهجية وعلمية وبتجرد، وأنا اعزائي اؤيده رغم ان المجتمع العربي يصعب عليه ان لم يكن مستحيلا ان يفصل بين عقله وعاطفته، ثنائية اتصف بها العرب، اقول انني اؤيده في ان نحكم عقولنا في علماء وان كنا نجلهم كي لا يكون لغير سلطان العقل سلطة علينا. لم يدَّع د. عدنان انه صاحب مذهب او طريقة ، بل لايعدوا كونه سائرا في البرية يعّلم الاخرين ويدعو لنفسه بالهداية قبلهم، حاملا صدقه المستمد من المدونات العتيقة سحرا واصالة لتتجسد كائنا قادما من ارض المعاناة من ارض فلسطين اول بلاد عربية تغربت عن ذاتها وليست الاخيرة، فأبى الا ان يعمم ما خبره واختزنه في ذاكرته من عذابات مجتمع مصغر الىى مجتمع اكبر ليشمل الداني والقاصي لينال شرف تغيير افراده ويحك الصدأ القديم عن المعدن الثمين ليعيد للعرب عزهم وللاسلام رونقه الاصيل. وهدفه تغيير واصلاح من في نواياهم التغيير وان كانوا قلة. وما الضير في ذلك الم يلتزم الرسل والانبياء القلة من المستضعفين والبسطاء، الم يمسك الامام علي (عليه السلام) بعصم القلة من المؤمنين ليفوز بهم ومعهم. واخيرا وليس اخرا ارى ان ظاهرة عدنان ابراهيم اصبحت تنتشر كالنار في الهشيم ولكنها نارا يصطلي بها العاشقون للحقيقة الباحثون عن الحق. ويحترق بها المتطفلون على العلم واهله المتعصبون بالتربية والتعليم الاعمى، فيا نار كوني بردا وسلاما على عدنان ابراهيم وعلى متابعيه.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

تعليقان 2

اترك رد

  • لا فض فوك يا دكتورة، الحمد لله الذي أنعم على الكثير منا بشخصية عظيمة مثل الدكتور عدنان ابراهيم ليأخذ بعقولنا إلى طريق الهدى إن شاء السميع العليم.

  • أعجبتني هذه الرسالة الصادقة، الدكتور عدنان كشف لنا ما أخفاه أصحاب الأهواء و علمنا أن لنا قلوبا لنعقل بها و عقولا لنقرأ بها، فالحمد لله الذي وضعك في طريقنا و جزاك الله عنا جير الجزاء.

%d مدونون معجبون بهذه: