هذه محطات متعددة أسجلها للقراء الكرام عن زيارة الدكتور عدنان إبراهيم لسلطنة عمان، أكتفي فيها بتسجيل تلك المشاهد الرائعة التي كنت فيها مرافقا ومصاحبا للدكتور خلال رحلته الجميلة؛ حيث وصلتني رسائل متعددة من أخوة كرام أوفياء؛ يرغبون فيها معرفة ما دار خلال هذه الرحلة من واقع مشاهدة ومتابعة لكل حدث.

المحطة الأولى: ربط الأمتعة والسفر إلى فيينا للقاء الدكتور عدنان إبراهيم

يستحسن بي أن أبدأ هذه المذكرة بمقدمة أذكر فيها أولا أسباب زيارة الدكتور عدنان إبراهيم لسلطنة عمان؛ حيث بدا لخاطري مثل الكثيرين ممن طالعوا كتاب برهان الحق ذي الأجزاء السبعة لسماحة شيخنا الخليلي، وما تميز به من طرح عميق في تأصيل مسائل العقيدة بشتى أنواعها، بلغة عصرية لم يسبق لها، حسب رأي كثير من الكتّاب، بدا لي أن أرسل نسخة من هذا الكتاب إلى الدكتور عدنان إبراهيم في النمسا؛ لكن أنّى لي والبون بيننا شاسع، كما أن إرساله مكلف عليّ، فطرحت هذه الفكرة على رفيقيْ دربي أبي أفلح العبري وأبي مروان الإسماعيلي، فارتأيا أن نسافر إلى النمسا معًا، ونلتقي بالدكتور عدنان إبراهيم، وقد ألقي على عاتقي موضوع التنسيق والمتابعة، وهو عمل أحبه وأرغب فيه، وكانت بدايتي في البحث مع الشيخ جوجل، فبحثت عن خيط يوصلني إلى الدكتور عدنان إبراهيم كرقم أو بريد إلكتروني، فعجزت، ثم تذكرت أنه ذكر في إحدى محاضراته أنه على تواصل مع الشيخ السعودي حسن فرحان المالكي، فتواصلت مع الأخير، وطلبت رقم الدكتور عدنان؛ فاعتذر مني محرجا؛ لأن الدكتور لا يحب أن يُنشر رقمه، ثم أشار لي الأخ العزيز أبو مروان الإسماعيلي أن الدكتور عدنان على صلة بالشيخ التونسي عبدالفتاح مورو نائب رئيس حركة النهضة، وقد سبق وأن التقيا من قبل في شيء من الندوات، فتواصلت مع الشيخ التونسي الجربي فرحات الجعبيري؛ ليوصلني إلى الشيخ عبدالفتاح مورو، عسى أن يوصلنا إلى الدكتور عدنان أو إلى أحد من تلاميذه، لكن الشيخ فرحات الجعبيري أوصلني إلى فرنسا؛ حيث هناك مفتاح الدكتور عدنان إبراهيم، فاتصلت مستعجلا فرنسا، وطلبت من يدلني إلى الدكتور عدنان، وكانت البشرى أن الرجل على صلة بالدكتور عدنان وأن مدير مكتبه هو ابن خالته، يا الله جاء الفرج بعد فترة بحث وتقصٍ مدتها ثلاثة أسابيع، لكنها ما زالت البداية.

تحوّل التواصل بعدها من فرنسا إلى النمسا، حيث هدفنا الذي نريد الوصول إليه، وبعد مشاورات مع مدير مكتبه الأستاذ العزيز رفيق أبو آدم، قررنا السفر في نهاية شهر مايو لعام 2016م إلا أن الدكتور عدنان في عمل إعداد برنامجه الشهير “صحوة”؛ فتأجل سفرنا إلى شهر أغسطس 2016م، وكل تأخيرة فيها الخير بإذن الله.

ثلاثة أشهر كفيلة أن تفتح لنا الأبواب لهذه السفرة الطويلة، فَبَدَلَ أن نأخذ فقط كتاب برهان الحق، حملنا مكتبة كاملة عن كتب أهل عمان، تمثل فكرهم ونتاج تجربتهم الفقهية والعقدية والسياسية، وكنا على تواصل مع الدكتور عدنان ومدير مكتبه؛ للتنسيق لهذا الأمر، ورزقنا الله جنودا مجهولين يسروا لنا كل عسير ، وسهلوا لنا كل عقبة، فجزاهم الله عنا كل خير، وبارك الله في أموالهم وأولادهم.

جاء اليوم المنتظر للسفر، فتوجهنا أولا حيث السياحة إلى ألمانيا ميونخ وجارمش، ثم دخلنا النمسا زيلامسي وما حولها، ووصلنا بعدها فيينّا، حيث مكان إقامة الدكتور عدنان إبراهيم، إلا أن القدر له الحكم النفاذ، وصلت مسجده الشهير، مسجد الشورى، ووقفت على منبره، الذي يلقي منه خطبه التي تصل إلى الآفاق، إلا أنني رجعت إلى بلدي في ليلة لقائنا به، إذ توفي أخي، وأكمل المهمة أخواي العزيزان أبو أفلح وأبو مروان، فأكرم بهما وأنعم، والتقيا بالدكتور عدنان إبراهيم، وجلسا معه، وضيفهما في بيته، وأكرمهما غاية الإكرام، وكان لقاء جميلا، هو مفتاح زيارة الدكتور عدنان إبراهيم إلى عمان، وما زاد توطيدا لهذه الزيارة ما تبع ذلك من وصول شحنة الكتب التي تنيف عن عشرة كراتين من الكتب العمانية إلى الدكتور عدنان إبراهيم، فكانت أعظم هدية وأعظم معروف، قدمه الوفد العماني الزائر إليه، إذ  سعد سعادة غامرة، فهو المحب للقراءة، العاشق لها حد الثمالة، ومن عايشه يدرك هذه الحقيقة، بل يكفي من يتابع خطبه ومحاضرته أن الرجل قارئ، بل قارئ يختلف عن كثير من القراء.

المحطة الثانية: دعوة الدكتور عدنان لزيارة عمان

لم ينقطع حبل الوصال بيننا وبين الدكتور عدنان إبراهيم، إذ لم يكفنا الرحيل إليه، والاستماع لحديثه، سواء بالجلوس إليه أو الإصغاء لمقاطعه المنتشرة، وإنما رغبنا في المزيد، رغبنا أن يشاركنا محبوه في عمان الجلوس إليه عن قرب، وتجاذب ثوب العلم والفكر أخذًا وعطاءً، يستمعون لحديثه الشيّق، وكلماته المشجعة، وإرشاداته الحماسية، فوجّه له الفريق الداعي دعوة لزيارة بلده الثاني (عُمان)، فتقبلها الدكتور عدنان بقبول حسن، رغم الدعوات التي تصله من مناطق شتى، إلا أنه اختار عُمان، كونها تجذب محبيها وعاشقيها، بل وتأسر قلوبهم.

وبدأت الترتيبات والتجهيزات من هنا وهناك، بداية من استخراج التصاريح المطلوبة بهذا الشأن، بعدها تم اختيار أماكن عامة لإلقاء الدكتور محاضرتين اثنتين، فوقع الاختيار الأول على جامعة السلطان قابوس بالعاصمة مسقط؛ كون العواصم –عادة- ما تستوعب في محيطها مختلف الثقافات والأفكار والآراء المتعددة، والجامعة كاسمها جامعة للدكاترة الأكاديميين والطلاب المتعلمين، وكان الاختيار الثاني قد وقع على جامع السلطان قابوس بولاية نزوى؛ كونه يمثل المدينة التاريخية العريقة، بعدها قام الفريق الداعي للدكتور بإعداد بقية الجدول من زيارة لأهل العلم أو زيارة للمعالم التاريخية، وسيأتي كل ذلك تباعًا.

استقبلت عمان الدكتور عدنان إبراهيم في صباح اليوم السادس من فبراير لعام 2017م، وذلك بقاعة كبار الشخصيات بمطار مسقط الدولي، وكان في اسقباله لفيف من أهل العلم والفضل، تخلل ذلك جلسة ودية، تناول فيه الدكتور الزائر التمر والقهوة العمانية مع المستقبلين له، وأول عبارة سجلتها ذاكرتي مع الدكتور في أول اللقاء قوله – وهو في عجب وحيرة -: “العمانيون في أخلاقهم، كأنهم تعلموا على يد شيخ واحد”.

وفي طريقنا من المطار إلى الفندق، كان أكثر ما لفت نظر ضيفنا العزيز جمال مسقط العاصمة وسكينة أهلها، وبدورنا حدثناه عن تاريخ المدينة العريق، حيث كانت شاهدة على صراع العمانيين مع البرتغاليين، ثم أصبحت مركزا لحملاتهم ضد أعدائهم في مختلف سواحل المحيط الهندي وموانئه، كان لابد أن نستدعي صفحات من التاريخ؛ لنخفف على ضيفنا الزائر ما وجده من مشقة السفر الطويل، لهذا فقد أصغى إلينا ونحن نحدثه عن ذلك ريثما نصل إلى منطقة البستان، مرورا بالشارع البحري بمطرح، حيث تقف على ساحله «فلك السلامة» و«آل سعيد»، وتلوح من بُعد قلعتا الجلالي والميراني.

وبعد أن استقر ضيفنا في مكان إقامته تركناه ليستريح من عناء السفر ومشقته، وكان لقاؤنا قبيل صلاة المغرب من اليوم نفسه، أخذناه في جولة قصيرة مشيا على الأقدام على شاطئ مطرح، وقد أرخى الليل سدوله، وهبّ نسيم البحر العليل، والمنظر البديع يشد الأنظار، مشينا ونحن نتذاكر سيرة الإمام الكبير نور الدين السالمي – رحمه الله –، حدثناه -وهو القارئ المطّلع- عن شخصية الإمام الفذة، وطموحه العالي، وما قدمه من نهضة فكرية وثروة علمية في شتى المعارف، سواء لعمان أو للعالم الإسلامي، إذ رسم للعمانيين مبادئ وضوابط سارت بها الركبان، وتناقلتها الألسن، لتكون للضيف متعة، وتسلية، وعبرة، وفكرة، وأخص منها:

ونحن لا نطالب العبادا .. فوق شهادتيهم اعتقادا

فمن أتى بالجملتين قلنا .. إخواننا وبالحقوق قمنا

ومنها قوله:

ونأخذ الحق متى نراه ..  لو كان مبغض لنا أتاه

وانطلقنا بعدها لأداء صلاتي المغرب والعشاء بجامع محمد الأمين، المعلم اللامع في سماء مسقط، إذ يمثل تحفة معمارية فريدة، أعجب بها الدكتور عدنان أيما إعجاب، واستمع لتفاصيل بناء هذا المعلم الحضاري.

انتهت الصلاة وإذا بجموع من الناس تنتظر الدكتور الزائر؛ لتسلم عليه، وتلتقط معه الصور في هذا الجامع المهيب، بعدها انطلقنا إلى منزل سعادة الشيخ خالد المعولي رئيس مجلس الشورى بالقرم، وكان في استقبال الدكتور عدنان سعادته وثلة من الوزراء والسفراء والمشايخ والفضلاء أهل الكرم والجود، إذ بعد تناول وجبة العشاء التف الجميع حول الدكتور عدنان؛ يطرحون عليه بعض استفسارتهم في شتى العلوم، وهو يجيب عليها بصدر رحب وسيع، حيث ازدان اللقاء بالحوار العلمي الماتع، حتى وإن كان هناك خلاف في القضايا المطروحة، لكن مع العمانيين وبفطرتهم وسجيتهم، فإنه لا يفسد للود قضية.

المحطة الثالثة: وقفات مع لقاءات تلفزيونية وجماهيرية مع وقفة لقاء سماحة شيخنا الخليلي والطيران بالضيف الزائر إلى تونس في الليلة نفسها

الوقفة الأولى: برنامج قهوة ولقاء معالي الدكتور عبدالله الحراصي

ما زال عطاؤنا يتجدد، ونحن في يومنا الثاني بتاريخ 7/2/2017م مع ضيف عمان العزيز، الدكتور عدنان إبراهيم، حيث كانت أول بداية له مع برنامج قهوة الصباح، الذي يقدمه الإعلامي سيف الفوري، ولعلي أشير إلى أبرز النقاط، التي أشار لها الضيف الزائر خلال لقائه؛ حتى يستفيد القراء الذين لم يشاهدوا اللقاء، وهي:

– دور الحضارة الإسلامية في ترسيخ قيم التسامح والتعايش لا ينكره إلا جاحد.

– التسامح في الحضارة الإسلامية يقصد به أن هناك تقبلا وقبولا للآخر، ولا يعني ذلك الموافقة على أفكاره ومعتقداته ورؤيته الكونية، لكن تقّبله؛ لأن سنة الله في الابتلاء قضت بقبوله.

-الشباب قدرة وطموح وتطلع، وأغلب العلماء أبدعوا في فترة الشباب، وأصحاب النبي –صلى الله عليه وسلم- كانوا شبابا، وكانوا هم الملهمين للحضارة الإسلامية.

– الهوية ينبغي أن يكون المحدد الديني فيها هو الأساس.

– التلاقح ينبغي أن يكون على جميع المستويات، لكن بطريقة التفاعل، وليس طريقة الاقتباس.

– تاريخ المسلمين في الفترة المعاصرة يؤكد أن التسامح والتعايش وقبول الآخر ليس خيارا، وإنما ضرورة حياة، وضرورة وجود.

وبعد هذا اللقاء الذي استمر قرابة نصف ساعة، كان الضيف الزائر على موعد مع معالي الدكتور عبدالله الحراصي رئيس الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، الذي استقبلنا في مكتبه العامر بالمبنى نفسه، وأبدى ترحابا بالضيف الزائر، إذ أشاد الضيف الزائر بالتجربة العمانية الفريدة في العالم العربي من حيث التسامح والتعايش والتجانس بين مختلف المذاهب المتساكنة مع بعضها البعض، والتي ينبغي تعميمها وإقامة دراسات عليها؛ ليستفيد منها الآخرون، وأضاف معالي الدكتور عبدالله الحراصي ملحظا دقيقا، وهو أنه ينبغي الحديث عن التجربة العمانية من حيث كونها سجية وفطرة تميز بها العمانيون، إذ الأصل في ذلك هو التسامح والتعايش دون النظر إلى تلك الاختلافات، التي قد يتأثر بها المجتمع لاحقا – لا قدر الله -.

كما عرّف معالي الدكتور الضيفّ الزائرَ بمشروع الموسوعة العمانية، التي كان رئيسها ومساهما فيها مع اللجنة المشرفة، والتي تعد مرجعا شاملا عن عمان، وما يتعلق بها إنسانا وطبيعة، حيث استغرق إعدادها قرابة ثماني سنوات، حوت كل الجوانب الإنسانية العمانية، كالمجتمع وخصائصه، والتاريخ والدين والاقتصاد والسياسة والفنون والآداب، وكذلك المداخل ذات الصلة بالطبيعة ومكوناتها، وقد اطلع الدكتور الزائر مع معالي الدكتور على نماذج من هذه الموسوعة الكبيرة، وفي نهاية اللقاء قدّم معالي الدكتور نسخة كاملة من هذه الموسوعة هدية للضيف الزائر؛ تكريما له وتشريفا على زيارته لعمان.

الوقفة الثانية: في ضيافة سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام لسلطنة عمان

أصبح لقاء العلماء والمفكرين ضرورة حتمية لا مناص عنها في هذا العصر؛ حتى يتم تبادل الأفكار والرؤى، فلا مجال للاستقلالية بالفكر والعلم، والانضواء بعيدا عن العالَم، وعدم الاستفادة من كل جديد، حيث تمثّل هذه اللقاءات القوة الحقيقية للأمة الإسلامية، إذ على العلماء قيادة الناس، وتوجيههم، وإرشادهم، وبيان ما يجب عليهم تجاه أنفسهم، وتجاه أمتهم. ومن هنا كان لقاء الدكتور عدنان إبراهيم بسماحة العلامة مفتي سلطنة عمان، بحضور جمع من المشايخ وطلبة العلم؛ لأجل الاستفادة من مثل هذه اللقاءات والحوارات التي تجمع بين جنابتها أناس يحملون همّ هذه الأمة، والنهوض بها من سباتها؛ حتى تكون في مصاف الأمم.

وبعد تناول وجبة الغداء على شرف سماحة الشيخ أحمد الخليلي، أخذ سماحته الضيفَ الزائرَ إلى مكتبته العامرة، التي تضم صنوفا من الموسوعات والمخطوطات والكتب في شتى العلوم الإسلامية والعربية، وقد تولى الدكتور كهلان الخروصي تعريف الضيف الزائر بمكتبة سماحته، وما حوته من نوادر الكتب وجديدها، ولا يخلو المرور بين رفوفها من الاطلاع على موسوعة، أو كتاب، أو مخطوطة، والاستفادة منها من خلال التعريف الموجز، وأذكر سريعا أهم موسوعة عمانية اطلع عليها الضيف الزائر في مكتبة سماحته، ألا وهي موسوعة “قاموس الشريعة الحاوي طرقها الوسيعة” في واحد وتسعين جزءا، لمؤلفها العلامة جميّل بن خميس السعدي، وهي موسوعة ضخمة في علوم الشريعة وفروعها، وقد نسخها المؤلف بنفسه ثلاث مرات؛ حتى شلّت يده.

الوقفة الثالثة: اللقاء الجماهيري بالمسرح المفتوح بجامعة السلطان قابوس

نظمت جماعة الثقافة الإسلامية مشكورة محاضرة للضيف الزائر بعنوان “الحضارة اللإسلامية ودورها في ترسيخ القيم والتسامح”؛ وذلك في المسرح المفتوح، حيث امتلأت المدرجات بالحضور، من أهل العلم والفكر، ومن الطلاب والطالبات، ومن العمانيين وغيرهم من الوافدين الكرام، وأنتقي هنا بعض النقاط المهمة، التي تحدث عنها الضيف الزائر، وهي كالآتي:

-سبب فقدان كثير من الشباب المتدين ثقته بنفسه، بل وسخريته من فكرة صحوة المسلمين من جديد، هو فقدانهم للحس التاريخي، ولكي تعود الثقة لا بد من دراسة تاريخ الأمم والحضارات وتاريخ الشعوب والأفكار؛ حتى يزول هذا التشاؤم.

-الحضارة الإسلامية هي حضارة المسلمين عربا وغير عرب، ساهم فيها كل المسلمين بفضل الله تبارك وتعالى، وإذا أردنا أن نكون منصفين فإن أعظم الناس أثرا في الحضارة هم من غير العرب باستثناء الجيل الأول، جيل رسول الله وأصحابه البررة –رضي الله عنهم أجمعين- فهم المحرك الأول للمشوار الحضاري.

-من أهم قيم الحضارة : الحق، الخير، الجمال، الحرية العدالة، المساواة.

-من أهم قيم الحضارة الإسلامية: توحيد الله، العبادة، الصدق، الأمانة، النزاهة، المحبة، الرحمة، الاستخلاف، الابتلاء، التسخير، التعارف.

-القران يقول: كل سور الابتلاء والانكسار والمحن ومحاولات الإجهاز والشطب والإقصاء ستبوء بالفشل، ما دامت هذه الصحائف الإلهية تشكّل مصدرا للاستلهام، ومصدرا للتعارف، ومصدرا للإيمان في هذه الأمة بإذن الله تبارك وتعالى.

-باعتمادنا على القران الكريم يمكن أن ننفتح على الآخرين، وسيمكننا ذلك من النظر للمشكلات من زوايا مختلفة، بل وسيمكننا من صقل كثير من المقاربات التي قد تكون لدينا؛ لكنها غير مصقولة، أو غير مكتملة؛ وذلك عن طريق التحاور والتثاقف.

الوقفة الرابعة: الطيران إلى تونس والعشاء بها بعد محاضرة الجامعة

يبدو أن هذه الوقفة تحمل طرفة جميلة للقراء، فكيف يمكن بهذه السرعة الانتقال من جامعة السلطان قابوس والطيران إلى تونس الخضراء، وتناول وجبة العشاء بها، فالأمر ليس كما يبدو سهلا ويسيرا، فتونس التي أعنيها، هي تونس العمانية، الواقعة في منطقة الحاجر بمدينة العامرات بمحافظة مسقط، وهي بلد الدكتور سيف بن سالم الهادي، مقدّم برنامج سؤال أهل الذكر مع سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي، وسبب تسميتها بتونس – حسبما أخبرنا الدكتور سيف الهادي- نسبة الى رجل جزائري وفد إلى عُمان، واشترى مزرعة بهذه المنطقة، وتزوج من القبيلة التي كانت تسكن هذه المنطقة، وهي قبيلة (الهادي)، وكان منزله في منطقة أخرى قريبة، فجرى بينه وبين الوالد سعيّد بن مسعد الهادي – وهو جد والد الدكتور سيف الهادي- اتفاق بأن يتبادلا المَزارع، كون منزل الوافد الجزائري قريبا من هذه المزرعة، فانتقل هذا الوافد إلى هذه المزرعة، وسكن بها، وسمّاها تونس، نظرا لحبه الشديد لتونس الخضراء، وسكن بها، وله أولاد يسكنون في المنطقة المذكورة الى الآن، وينتسبون الى قبيلة الهادي، وبعد وفاة الوافد الجزائري، طالب أبناؤه أن ينتهي هذا التبادل، فتم لهم ذلك، وعادت المزرعة الى صاحبها الأصلي وبقي الاسم كما هو “تونس” إلى يومنا هذا.

المحطة الرابعة : زيارة بيضة الإسلام مدينة نزوى التاريخية

الوقفة الأولى : زيارة قلعة الشهباء

ما زال ذكر نزوى العاصمة التاريخية لسلطنة عمان رطبا على ألسنتنا، ونحن نذكرها للدكتور عدنان إبراهيم منذ أن وصل أرض السلطنة قبل يومين، ووصل اليوم الموعود لزيارة هذه الولاية العريقة، يوم الأربعاء الموافق 8 /2/ 2017م ، والضيف الزائر كله شوق وحنين للتعرف على ما خلفته هذه البلاد من إرث حضاري وفكري، وقد مر عليه من ذكر أئمتها وعلمائها الشيء الكثير خلال الأيام السابقة، وكان وصولنا إليها عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، ونزلنا أولا ضيوفا كراما على نيابة بركة الموز، حيث طاب لنا المقام والمقال، وتزود الضيف ومن معه بزاد الطعام والشراب قبل الانطلاق إلى قلعة الشهباء – قلعة نزوى الشهيرة-، وما أروع ذلك المشهد للضيف الزائر، إذ يلوح من بعيد جامع نزوى القديم شامخا، وبجانبه القلعة الشهيرة، وكأنهما أخوان متماسكان لا يفترقان، وفور وصولنا القلعة كان في اسقبالنا المرشد السياحي، الذي لم يأل جهدا وهو يسرد لنا عن كل فردة باب قديم كانت يد الأئمة قد لامسته،  وكل ممر ساروا عليه، حيث تركوا الآثار، وكل غرفة تشرفت أن يكون النائم فيها من أولياء الله الكرام، ثم غرف طلبة العلم، مرورا بالتحصينات الدفاعية من مدافع، ومداخل وسراديب، كانت سجنا أو محبسا لمن تعدى عليها من عدو أو مخطئ حوكم، فكل مكان هنا في هذه القلعة يحكي لك من المشاهد والآثار، ما يصعب تسجيله، إلا أنها باختصار تحوي مكان الدولة ككل، فهنا مكان الإمام حيث يستقبل الضيوف وعامة الناس، وهنا مكان البرلمان، ومجمع المحاكم، ومجمع الوزارات، حيث تنهى المعاملات، ويفصل فيه بين الخصوم.

عاش الضيف الزائر لحظات ومواقف رسمها المرشد السياحي بريشة المؤرخ التأريخي، حيث استحضر لنا مشاهد من التاريخ العماني عن هذه القلعة العريقة ، ومن مر بها من أئمة وعلماء وقضاة وولاة.

الوقفة الثانية: في ضيافة الجبل الأخضر

يبدو أن برودة الجو،  ودخول فصل الربيع، حرمت ضيفنا الزائر من الاستمتاع بمناظر الجبل الأخضر، إذ لا أخضر فيها، فالأوراق متساقطة، والأشجار غير مثمرة، فلا رمان ولا فواكه كالتي اعتاد عليها الناس في فصل الصيف، إلا أن الحديث عن تاريخ الجبل الأخضر وصموده في وجه الاستعمار، وما تميز به أهله من بسالة وشجاعة أنست الضيف الزائر تلك المناظر، كما أن وجوده ضيفا عزيزا على قرية المناخر عند معالي وزير البيئة ولفيف من الأخوة الأفاضل أوجد جوا أخويا مفعما بالأحاديث الودية والحوارات العلمية الشيقة، فأكرم بهم وأنعم.

الوقفة الثالثة: محاضرة بجامع نزوى بعنوان “الإسلام كما يريده الله”

هذا هو عنوان محاضرة الضيف الزائر بجامع نزوى، إلا أن هذا العنوان كان محل جدل أوجد حراكا ثقافيا وحواريا قبل أيام من بداية هذه المحاضرة، تعجل فيه البعض، وتأنى فيه آخرون، فكيف لرجل أن يحتكر الإسلام أو يقدمه للآخرين حسب فهمه هو، فتم الحكم على المحاضرة قبل أن تبدأ بعد، حيث نُظِرَ للعنوان من زاوية ضيقة وسلبية، بل الإسلام كما يريده الله صافيا نقيا خاليا من كل شائبة، خاليا من الإرهاب والتفجير والتكفير، والدكتور الضيف نفسه قال في بداية محاضرته: “الإسلام كما يريده الله، عنوان متبجّح، ومن ذا الذي يزعم أنه قادر على أن يحدّد أو يعيّن أو يشير إلى الإسلام كما يريده الله –تبارك وتعالى- في عصر وفي وقت اشتجرت فيه الآراء، واضطربت فيه الفهوم، واصطدمت فيه وجهات النظر حول هذا الموضوع، وكلُّ يدّعي وصلا بليلى”. اهـ ؛ ولكي لا يصبح الأمر سرا، فإن اختيار العنوان لم يكن من طرف الضيف الزائر مطلقا، وإنما كان من اختيار بعض الإخوة الفضلاء، وإليكم موجزا عن هذه المحاضرة القيمة:

– سبيل نيل هذه الأمة المرحومة القسط الأعظم والشطر الأكبر من الرحمة هو التزكية وتعلم الكتب والحكمة.
– أعظم سبيل للارتقاء في مدارج الإنسانية هو التسلح بالهدي النبوي.
– رأس عبادة الله هو توحيد الله تعالى، الإقرار له بالوحدانية، فالتوحيد رأس العبادة ورأس الدين كله.
– القرآن الكريم دائما يؤكد أن الكون له رب واحد، ولو كان له ربان لحصل النزاع بينهما، ولحصل عدم انتظام هذه الكوائن وهذه العوالم.

– الكون ليس عالما من الفوضى – كما يعتقد علماء الإغريق الماديون- بل هو انتظام سار في كل شيء من الذرة إلى المجرة ومقونن، والقوانين تُختزل حتى تعود إلى واحد، وهو معنى التوحيد.

– العدل يكون مع الكل، مع المؤمن والكافر، مع القريب والبعيد، مع الودود ومع البغيض.

– أقصر طريق يمكن أن يسلكه الناس إلى رضوان الله تعالى هو طريق الرحمة، أن نكون رحماء مع كل خلق الله حتى مع النباتات وكل شيء.

الوقفة الأخيرة: في ضيافة الأديب الشيخ ناصر بن منصور الفارسي

ولما انتهت المحاضرة ، كان في انتظارنا الأديب الشيخ ناصر بن منصور الفارسي، حيث رحب بالضيف الزائر بقصيدة جميلة أختم ببعض أبياتها هذه المحطة:

سقاك الحيا الشاميُّ ينهل منسجم  .. ضحوكا على مغناك بالخصب يبتسم.

مُطالعك الحظ السعيد لقد سنى  .. بأوج المعالي رغم شانئك الأذم.

على هضبات الدين شرّفت زائرا  .. عمان فيا حظ المزور بمن قدم.

ويقول في آخرها :

غدا الناس سماعون سحر بيانكم  .. من الوعظ والإرشاد والفقه والحكم.
فذلك للإسلام مسترشدٌ بكم .. وذلك يستمرى الهداية والقيم.
أتيت لتسقينا العلوم مخائلا  .. سحائبك الوطفاء بالغيث تنسجم.

إليك ابن إبراهيم مني خريدةً  .. تُقبّلَ يمناك المضيئة بالشيم.

عليك سلام الله ما لاح بارق .. وما غرد الشادي على الإيك والقمم.

المحطة الخامسة والأخيرة:  ختام المسك “لقاءات وحوارات شائقة”

الوقفة الأولى : لقاء قناة الاستقامة الفضائية مع الدكتور عدنان إبراهيم

لا يأتي الضيوف إلى عُمان إلا ويد الإعلامي الواعد عادل الكاسبي قد أمسكت بأياديهم؛ ليحلّوا ضيوفا كراما على برنامجه الجميل (ضيوف عمان) على قناة الاستقامة الفضائية، فكم قد استضاف فيه من علماء ومفكرين وصحفيين من أمثال الدكتور طارق السويدان والدكتور سلمان العودة والدكتور طارق الحبيب والشيخ خالد الجبير وعبدالباري عطوان ويسري فودة، وما زالت هذه القناة في بداياتها إلا أنها رسمت لنفسها منهجا لا تحيد عنه، وبذلك أصبحت رائدة من بين كثير من القنوات الفضائية في العالم الإسلامي، من حيث عمق طرحها، وقوة تأثيره، كما يحسب لها بُعدها عن الجدليات العقيمة، والمناكفات الطائفية، ومن يتابعها يجد أن القناة تهدف إلى تحقيق السلام، والمحبة، والوئام، والتسامح في المجتمعات العربية والإسلامية، وذلك من خلال برامج هادفة تشمل مختلف نواحي الحياة، ولعل برنامج (ضيوف عمان)، من البرامج الرائدة في هذه القناة، استثمرها الإعلامي العزيز عادل الكاسبي؛ لتكون وسيلة نموذجية للمعرفة والتعارف والاعتراف، من خلال انتقاء شخصيات متنوعة من خارج عمان، لهم بصمات في المجتمعات، ولهم جمهور من المتابعين، ويبدو أن برنامجه حظي بمتابعة كبيرة عندما دعا إليه ضيف عمان الدكتور عدنان إبراهيم،
ومن أهم ما جاء في هذا اللقاء ما يلي:

– سماحة الشيخ الخليلي جبل أو هرم من العلم والتحقيق والدراية والحكمة والتعاطي مع الأمور، خاصة أمور الأمة المسلمة.

– العمانيون يتسمون بقدر ظاهر من الحكمة، لا تخطئه العين في أشياء كثيرة، خاصة في اجتماعهم الديني المختلف، وهو اجتماع مثر وخصب.

– كثير من الحلول تبقى في النطاق المعرفي العلمي، وهذا لا يكفي، فإذا أردنا فعلا أن ننهض بالأمة فلا بد أن يتحول هذا إلى ثقافة وإلى إجراءات عملية لترى النور.

-لا بد من الاستفادة من الآخر، فالآخر لديه الكثير ليستفاد منه؛ وذلك عن طريق الحوار، فهو خطوة ضرورية لا بد منها.

– نحتاج مع جانب الوعظ إلى جانب التذكير، وذلك لأجل بناء الشخصية المسلمة.

– إذا نجحنا فعلا في التربية، حينها – فعلا- نحتاج إلى دور الواعظ للتذكير؛ ليكون معينا لنا على ذلك.

– من استطاع على مستوى المسؤولين والمفكرين أن يدرس التجربة العمانية فليفعل، وليتحسس المفاصل للأوجاع الحقيقية عند الآخرين.

– رسالتي واضحة وهدفي واضح وهو: وحدة الأمة، إنقاذ الدين، الاجتماع على جوهر الدين ولُبّه، إبطال مخططات تقسيم وتدمير المنطقة.

الوقفة الثانية: لقاء الدكتور كهلان بن نبهان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة

وبعد هذا اللقاء كان ضيفنا الزائر على موعد للقاء الدكتور كهلان الخروصي مساعد المفتي العام للسلطنة بمكتبه؛ حيث دام هذا اللقاء ما يقارب ساعتين وخمسا وأربعين دقيقة، كله حوار علمي شائق في مختلف الجوانب العلمية والفكرية، وأكثر ما شدني في اللقاء ما يتميز به الضيف الزائر من خصلة الاستماع للآخر والإنصات لحديثه إلى النهاية؛ لأجل الاستفادة من كل ما هو جديد، خاصة الجانب الفكري والعقدي والفقهي والسياسي لدى العمانيين، إذ أبرز الدكتور كهلان الخروصي جوانب مهمة في هذا الجانب وهو الماهر في ذلك، ولم يقصر في تعريف الضيف الزائر بالشخصيات العمانية العريقة، والأسر العلمية التي كان لها دور بارز في عُمان عامة، كأمثال أسرة الشيخ جاعد بن خميس الخروصي، والمحقق الخليلي، والإمام السالمي، وغيرهم كثير، والتعرض لمؤلفاتهم وتحقيقها ونشرها.

الوقفة الثالثة: لقاء مع الإعلامي البارز موسى الفرعي على منتدى الوصال

لعل من أبرز الوقفات التي سنقف عليها مع الضيف الزائر هنا على طاولة منتدى الوصال، وهو برنامج عماني إذاعي شهير، ولعل من أبرز نجاحات هذا المنتدى، إخراجه للحوارات السابقة منسقة ومفرّغة في كتاب كامل بمعرض الكتاب الدولي بمسقط لهذا العام 2017م، وهو كتاب فريد في بابه، طرح مميز، وأسلوب ممتع، مع شخصيات من أصناف شتى، سياسية وفكرية وصحافية وغيرها، وهذا اللقاء الذي هو مدار حديثنا من أميزها وأروعها بلا شك، وسيكون في الجزء الثاني من كتاب منتدى الوصال القادم، حيث استمر لما يقارب ساعتين، وهو على كل حال حوار مفتوح في مختلف القضايا العامة والخاصة، ولعلي أوجز للقارئ الكريم أهم ما جاء في هذا الحوار الشائق:

– وجدت في عمان أهم ما أدعو إليه وما أطمح، وجدت تجربة حية ممتدة وماثلة للعيان –بفضل الله- من التعايش والتسامح، تجربة برهنت للناس أن البشر إخوة رغم اختلاف أجناسهم، وأديانهم، ومذاهبهم، وطوائفهم.

– قدّر الله لعمان رجالا أكفْاء صادقين، مخلصي النوايا، واسعي الأفق، سواء من رجال السياسة أو رجال الدين.

– حالة إيقاظ الأمة من إغمائها المسؤول الأول عنها هم رجال الدين والفكر، وكذلك أصحاب الإرادة السياسية.

– الشعب لا بد أن يخاطب خطابا معرفيا علميا؛ ولنجعل من هذه المعرفة وهذه الرؤى ثقافة نتنسمها في حياتنا اليومية.

– التواصل صفة أساسية من صفات الحياة.

– التطرف عمره قصير، والحياة لا تسير إلا بالاعتدال، وهذا هو ديننا.

-ما يليق بالإنسان فعلا هو مرارة وعذاب البحث عن الحقيقة، بدل أن يدّعي امتلاكه الحقيقة المطلقة.

– إذا تم إصلاح الأصل من جذوره، صلُحت بقية الأمور.

– المذاهب أشبه بالقدر الذي لا مفر منه، لأن الله أراد لنا أن نختلف في فهم النص، بدليل أن الله كان قادرا أن ينزل القرآن أو آياته الأحكامية التي وردت في الاختلاف بصيغة قطعية في تحديد المراد.

– المشكلة ليست في المذاهب، وإنما في ضيق صدور من يمثلون هذه المذاهب؛ نظرا لضيق علمهم، إذ الأصل أن من اتسع علمه، اتسع صدره، واتسعت رؤيته.

– القرآن الكريم ألقى باللائمة على مَن اتبع هواه، وليس على من استعمل عقله.

– لست مع مَن يقيم خصومة بين العقل والشرع، فينتصر للعقل على حساب الشرع.

الوقفة الأخيرة: لقاء وداعي في ضيافة الشيخ ناصر السابعي

ثمانية لا بد منها على الفتى .. ولا بد أن تجري عليه الثمانية

سرور وحزن، واجتماع وفرقة .. وهمٌّ وغمٌّ ثم سقمٌ وعافية

في نهاية هذا اليوم الكريم، أقام الشيخ العزيز ناصر السابعي مأدبة عشاء على شرف الضيف الزائر، حضره جمع من أهل العلم والفكر، وطلبة العلم الشريف، وكان اللقاء أشبه ما يكون بحلقة علمية، يتدارس فيها الحاضرون صنوفا من العلوم، ويتحاورون فيما بينهم، كلٌّ يدلي بدلوه في منتهى من التواضع والتقدير والاحترام، فبارك الله في ذلك اللقاء، وبارك فيمن حضره وأتمه على أكمل وجه.

وفي نهاية هذه المحطات يسعدني أن أتوجه بالشكر الجزيل لكل من سعى وساهم في إنجاح هذه الزيارة دون أي استثناء.

ليلة الجمعة 4 جمادى الآخرة 1438 الموافق 3 مارس 2017م

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: