نداء يونس شاعرة وكاتبة فلسطينية
نداء يونس
شاعرة وكاتبة فلسطينية

في لحظة واحدة قالت للجنة: لا، وأدارات ظهرها.

تقول الرواية التوراتية بأن الحمل والإنجاب كانا عقابها، فيما مجَّدت الأسطورة فعل الإنجاب، وأعلته، كونه انعكاس لفعل الخالق، أو مرآة لفعله الإسثثنائي.

إذا ما تغاضينا قليلا عن الجدل الفقهي حول صحة الحديث التوراتي والإسلامي عن خلق الله آدم على صورته، واعتمادا على أن حواء هي النفس الأولى التي خُلق منها آدم، و”خلق منها زوجها”، كما أوضح العلامة عدنان ابراهيم، و أنه خلقهن “من أنفسكم”، أي من نفس النوع للتجانس والمماثلة، وليس من جسدكم، أي من البدن، كما قطع الأصفهاني والشيخ محمد عبده، وغيرهما، فإن سؤالا يطرح نفسه بلا مواربة حول تطابق فكرة صورة الخالق، ليس فقط مع وظيفة المرأة البيولوجية، بل ومع تكوينها النفسي الذي يجنح نحو التجريب والمعرفة.
بشكل ممنهج، تم تطويع ووأد مسألة أن المرأة هي المخلوق الأول، دينيا وتاريخيا وفنيا وأدبيا، لما يترتب على ذلك من استتباع الرجل للمرأة، والتي قامت على نقيضها التفسيرات الدينية في الأديان الثلاثة، وغالب الإجتهادات الفقهية والفنية والأدبية، وخلافا لقليل من الاصوات التي يمكن بكل حال البناء عليها لتجديد الخطاب الديني والفقهي والفكري، والنأي عن أحادية الفكر الذي يبني على مكتسبات عدة حازها الرجل خلال تاريخ طويل من التغييب الذي أمعن في التبشير بتبعية المرأة للرجل كونها كما أسلف، خلقت منه أو من ضلع أعوج فيه أو أنها، بحال أخرى، استلت منه، الأمر الذي يخالف المنطق، لمن يعتمد منهج العقل، ويخالفه النص القرآني، لمن يعتمد المنهج الديني. إن مراجعة سريعة لقوانين الأحوال الشخصية تكشف عوارا وتمييزا سلبيا مقونناً تجاه النساء في كثير من الدول العربية، مثلا، ناهيك عن منظومة القيم الاجتماعية التي تلبس لبوس الأديان السماوية الثلاثة.

عملت الاسطورة التوراتية على كي الوعي الثقافي والفكري للانسان الأول، وإنسان عصر النهضة، ما أثر على رساميها ومفكريها مثل مايكل انجلو في لوحتة المشهورة “خلق آدم، في بداية القرن السادس عشر والمعلقة في سقف كنيسة السيستيان بالفاتيكان ، وقبل ذلك، إنسلت الى المفسرين المسلمين، وكانت جلية في تفسيرهم لمسألة الخلق في الإسلام، والتي بنيت على ضوء الكثير مما تسرب من أحبار اليهود مثل ابن سلام وغيره إلى الصحابة والتابعين، ومنهم أبو هريرة، وشكل ذلك كله أرضية تم استبطانها للتفسير والإجتهاد، وإلى اليوم، وشكلت منطق أفكار كثير من العلماء، كما صارت لغة العامة ومرجعيتهم الفكرية في التعامل مع المرأة.

تقوم الأسطورة التوراتية، وما تأثر بها من فكر، وما بني عليها، على الإشادة الواضحة الى طاعة آدم للخالق، تبعية المصنوع الى الصانع، أفلا يستوجب الايمان بهذه الاسطورة، أيضا، وبشكلها الاستتباعي هذا، الدفع باتجاه تأكيد تبعية آدم ذاته بالمحصلة لمن انجبه أو خلقه وهو المرأة؟ هل هذا التناقض ورفض التبعية للمرأة اصل لكل التناقضات اللاحقة التي بنيت عليها فكرة العقاب والانتقام بدل الاستئناس، والتي قامت على التغاضي الواضح والممنهج عن حقيقة ان آدم هو بداية الغواية، اذ أنه من وسوس اليه الشيطان أولا ومباشرة، “فوسوس إليه الشيطان قال ياآدم”؟

موروثات اجتماعية ودينية وثقافية طويلة ساهمت باغتيال طبيعة المرأة الباحثة المتمردة التي تحمل النار المقدسة. ففي العصور الوسطى، ساد ما اتفق على تسميته بالنموذج الاستتباعي، كما أوضح العلامة عدنان إبراهيم، ويقوم هذا المنهج على أساس أن الرجل هو الراس وهي البدن، هو السيد وهي العبد، كخلاصة لنقاش عقدت لأجله عدة مؤتمرات حول هل المرأة ذات روح أم أنها بلا روح أصلا، علما بأن البعض ادعى ان روحها حيوانية. العرب في جاهليتهم آمنوا بأن أرواح النساء شيطانية وبأنهن مدنسات، وكانت حيواتهن غالبا على المحك. فيما يعتبر اليهود جسد المرأة نجسا، فأثناء العلاقة معها والتي تتم من خلال ثقب في قطعة قماش كبيرة، تتم العملية الجنسية، ، الأمر الذي اتبعته الكنيسة لاحقا في العصور الوسطى، حيث  تمت العملية من خلال فتحة في صليب على قطعة قماش. وفي الفكر التلمودي، لم يقتصر اعتبارها نجسة على العلاقة الجنسية معها، بل اعتبر جسدها كله واجب الاخفاء، فاخترع الفكر التلمودي الشادور أو النقاب الذي يغطي وجه المرأة و بالمحصلة، جسدها كاملا، ومنه تسرب الى غلاة المتشددين من المسلمين تطبيقا. واستتبع كل ذلك إنكار لحقوق المرأة الجسدية والنفسية والحقوقية والوجودية والجنسية وحقها في تقرير مصيرها، بل واتباعها بالكامل لإرادة الرجل، فكانت جزءا من التركة يتم تقسيمها، وتم تشريع ختان الفتيات في دول تعتبر أنها اسلامية تحكمت بشكل فاضح بكل ما يتعلق بالمرأة من قرار واتزان عقلي ومظهر وادعاء الحاجة الى الوصاية عليها، وميزت سلبا تجاهها فيما يتعلق بتطبيق العقوبات.

هل أحتاج الى مناسبة لأقول بأن قصة التفاحة، رغم أنها توراتية، تعجبني وتثير غروري الأنثوي إلى أبعد مدى ممكن، وأن آدم كان بداية الوسوسة أمر لا يعنيني، كما لا تعنيني أيضا محاولات البعض حمل العصا من المنتصف بتحميل الإثنين: آدم وحواء، المسؤولية المشتركة، ونفي التهمة عن المرأة كاملة. فهي، أي القصة التوراتية، ليست دليل إدانه من زاوية رؤية مختلفة، بل وسيلة تقدم شرحا عن المرأة يمكنه، إن فهم على حقيقته، أن يصيبها بغرور جميل، إذ أن هذه الرواية توضح سبب الخوف من الإجابات الواضحة لأسئلة جوهرية تتعلق بالمرأة وما تمثله من قيم الجرأة مقابل خوف الرجل، ورغبتها بالتغيير مقابل نكوصه واكتفائه بالحلول المباشرة، وحاجتها الطبيعية إلى الإكتشاف مقابل ركونه الى المعرفة التلقينية الجاهزة، فهناك فرق بين من تعلم الأسماء ومن تضحي لتدركها، ومن يستكين إلى ما لديه ومن تنزع روحها إلى التحليق والإكتشاف والتمرد على فكرة الخلود السلبي، بما تمتلكه من أدوات القلق الشرعي تجاه فعل الخلق، والحساسية تجاه مسألة الفلسفة، والرغبة بالتجريب الحر. فإذا نظرنا إلى الأسطورة من هذا الجانب، يتضح أن الله خلق المرأة على صورته، فيما سعى الرجل طوال تاريخ طويل من الطمس والإلغاء إلى “صناعة صورة رمزية تتماشي مع مكانتها ]التي أراد لها[ سواء في الأساطير أو القيم الأخلاقية أو الأديان أو التشريعات القديمة”، كما يؤكد الباحث محمد مقصيدي. واستنادا إلى ذلك، يمكننا أن نعيد قراءة تلك الأسطورة عن سارق النار: بروميثيوس، فمن الذي سرق النار المقدسة من شجرة الجنة ونزل بها إلى أبنائه البشر في الأرض، ونشر المعرفة، أنها حواء. رواية الأسطورة من زاوية ذكورية، ساهم في حمله تشويه ومحاولة إستلاب. بالمقابل القليل، اتجهت الحضارة المصرية إلى نسب فكرة الخلق لحواء/ ايزيس، وتأخرت كثيرا في التخلص من الأيقونة المؤنثة في الألوهية والحكم؟

تمت شخصنة النظام الجتماعي من خلال الأقوى جسديا، والقادر على الحماية، وعند الحديث عن النظام، سواءً كان سياسيا أم دينيا، فان استمراره يستوجب خلق أدوات تلتزم بالطاعة المطلقة، وإعتبار كل مخالف مرفوضا، بل عدوا. وإذا ما استلهمنا تحليل الإعلامي سلامة كيلة لحاجة الأنظمة أو الطبقات المسيطرة في كل بلد إلى العسكر وما يسمى بالأمن الداخلي، لخدمتها والحفاظ على مصالحها، وما يلزم لذلك من تطويع واستخدام “نظام التعليم والسيطرة الأيديولوجية، و”الدين”، والقضاء، ومن ثَمَّ الإعلام” لهذه الغايات، فان فهماً أشمل وأعمق لتلك النماذج النسوية التي ساهمت عبر التاريح في تطويع المرأة ومهاجمتها نيابة عن الرجل لحفظ مصالحه وامتيازاته التاريخية، تلك المربيات اللواتي لم يعدن من فئة المُجَهلات والبسيطات والساذجات والخائفات واللواتي يعملن على توريث تلك التنميطمات التي أراد الرجل/ السلطة أن ينقلها من جيل لآخر، ليحافظ على امتيازاته، بل أصبح جزء منهن يحملن شهادات عليا مثل الدكتوراه ويدرسن في معاهد الأزهر، إضافة الى المدارس والكليات، لخلق أجيال جديدة تؤمن أن كشف المرأة لذراعها أو شعرها او صوتها أو اعتراضها على الظلم خطايا كبرى. تلك النماذج التي تتلمذت على أيدي الرجال، وتعلمن كيف يخفن ما نار أغلبهن وقودها إن لم يلتزمن بوصفاتهم السحرية، والتي هدفت إلى إخضاعهن، بل وأصبحن ملوكيات أكثر من الملك ذاته.

الخطر الأكبر الذي تعمل تلك النسوة على تعميقه هو الإستمرار في عملية كيِّ وعي النساء وأعينهن، من خلال تدريبهن اليومي على الحكم على أنفسهن من خلال عيون الآخرين، الرجال تحديدا. فكيف يمكن أن تنجح امرأة باكتشاف ذاتها والتعبير عنها والتمتع بكيونة مستقلة، ما دامت لا تمتلك القدرة على النظر الى العالم من خلال عينيها هي؟ كيف تعود الى صورتها الأولى وهي تخاف من جسدها وصوتها وفكرها وتحاكم اعضاءها تبعا لمقدار تأثر الرجل بها؟.

اذا، لنعد قراءة الأسطورة، وموروثاتنا الفكرية والعقائدية في ضوء الطبيعة الأولى.فالتمرد الذي قادته المرأة منذ خلقها، تم قمعه خلال عصور. والمطلع على تاريخ الإلغاء والإقصاء يستطيع أن يرى كيف تم إنكار قصة الأمازونيات اللواتي جرى في عروقهن دم حواء النقي، عند جمهرة من الدارسين، لأنهم رفضوا فكرة الإستتباع التي تمحورت حولها الأسطورة، كما يستطيع أن يتتبع كيفية اجتراح نصوص ليست من الدين، وتفسير النصوص الدينية في سياق إخضاع المرأة وإلغائها، وما بني على ذلك من مناهج تعليمية، وأنظمة اجتماعية وفكرية وثقافية. كما يمكن، لأغراض الإستدلال أيضا، التركيز على أن النساء الناحجات كن مجرد نماذج شاذة، وتتبع كيفية استهداف الأسطورة، وتحويل الآلهات الفينيقيات والكنعانيات والآشوريات والإغريقيات، اللواتي ارتبط بهن الخلق والخصب والحياة، تدريجيا إلى آلهة ذكور،  وصلت الى حد أن يقتل الإله مردوخ الإلهة تيامات ليسيطر على الكون، ويشهد موت الأسطورة.

عندما تبع آدم تمرد حواء، اكتشف فردوس الجسد، وقتل وقاتل لنيل لحظة عابرة منه، واكتشف الحياة التي نصر جميعا على عدم مغادرتها، فإذا كان الرجل ما زال مقتنعا بما يحلو له تسميته الخسارة الكبرى، والأمر لا يتعلق بخسارة الجنة، فما الذي سيخسره أكثر، لماذا يخاف ويصر على تغطية المرأة واقصائها وعزلها، واذا كان حقا يرفض فكرة الاستتباع لأصله و/أو ينتقم لقصة الخروج، فلماذا يصر على أن الرواية الدينية ستكافئه بالحوريات، وهن على ما وُصِفْنَ به: نساء أخريات جميلات.

هل خاف آدم في جنته ان تقول له حواء ابق وحدك، أريد أن انعم بتمردي، فتبعها، ثم خاف أن تطلب إليه أن يعود الى الجنة وحده، فهى لم تشبع بعد من تمردها، فجعلها تدفع ثمن خوفه من وحدته، وسماها عورة، واخترع القيود والعقود والنظم الإجتماعية والعقائدية.

يقول أديب روسي:”أنا أحب وأنا أذوب”، فكيف يمكن لقطعة ثلج أن تحب ولا تذوب؟ وبالتالي، فان كسب الشيء تقابله الخسارة. “الجنة/ الخلود” ليست المسألة، المسألة الحقيقية تكمن في قيمة الخسارة، فأي قيمة لخسارة الخلود الممل، وهو نفس المنطلق الذي بسببه خلق الله البشر، ولم يكتف بالكون والملائكة والهدوء السماوي. هناك إحساس، لدى الصانع، ويبدو أنه احساس فطري لدى النساء، بالكثير الذي ينتظر خلف اللحظة الراكدة وبحتمية التجريب، فكيف تجتزئ أسطرة الحكاية هذا الإحتمال من التفافها على الحكاية الأصل، والذي نجح على علاته الواضحة.

هل يخاف آدم الوحدة ويخاف المغامرة المعلنة، ويخشى قدرة حواء على أن تقول في أي وقت: لا للجنة، لا أريدها، دفعة واحدة؟

صفحة الكاتبة على الفايسبوك

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 11

اترك رد

  • المراة هي المجتمع وهي الحياة. بدون المراة ليس هناك مجتمع ولا حياة. كل مجتمع يسحق المراة تنسحق فيه الحياة ويصبح المجتمع مريض.
    الرجل عنيف بطبعه اذا ما حكم دمر واذا تسلط ضلم واذا ضُلم فجر. لهذا نرى الرجال دمروا العالم بحروب لا معنى لها عندما حكموا. و نراهم يضلمون العالمين عندما تسلطوا ونراهم يخربون بلادهم بثورات عندما ضُلِموا.
    لو حكمت النساء العالم لكان حكم النساء افضل من حكم الرجال لأن الام هي احن مخلوق على الانسان من اي رجل و كل النساء امهات ولو كانو مع وقف التنفيذ. لأن كل امراة الام تسكن فيها تتطلع الى الخروج حين تصبح اُم.

  • الخلاصة هي في القوة. لو كانت المراة اقوى من الرجل عضليا لما سيطر الرجل على كل مناحي الحياة من حكم وتجارة و اموال فبقوة العضلات و بقوة المال قهرها و من ثم بقوة السلطة و الدين الذي فسره الرجال لصالح الرجال سحقها.
    ليس مهم ان يكون لكي مخالب اسد بل يجب ان يكون لكي قلب اسد لا يهاب و لا يخشى للوصول الى حقوقكي. يجب على المراة ان تسطدم بكل قوة قلب ولا تخشى ابدا و تنتزع حقوقها انتزاعا كالاسود. وان لم تنتزعها هي بمخالب قلب الاسد لن ينتزع لها حقوقها احد.

    • أخي قاسم
      يا ريت لو كانت الحدوثة تقتصر على القوة كان الحل عند اانوادي الرياضية و عند الرأس ماليين دون شعور نختزل اامرأة في كل مرة في القوة البدنية و المالية هذه آليات استخدمت ضدها لكن عمق الاشكال هو الجهل .
      الرجل جاهل دون روح الأنثى
      فالأنثى القابعة في أعماق الرجل هي سبب تسلطه عليها كجسد خارجه
      الرجولة تكاد تنعدم بسيب وأد الأنثى في الرجل.
      ………؟. . …….

  • مقال جيد يستحق اعادة الدرس
    لأنه لين و قابل للتطور كما هو شأن المرأة عموما.
    المآسي التي عاشتها البشرية ربما ليست الا نتاح من عدم فهم روح الأنثى ،
    أكيد عندما بعث الله الأنبياء و الرسل ليس لمجرد سن قوانين تؤطر حياة الناس ، بل للفت الإنتباه بأن الإنسان شأن كبير قيمته تعادل قيمة الوجود بأكمله ،
    الى يومنا هذا لا زال الإنسان يتكبد مشقة العثور على إنسانيته في رحلة طويلة …العرب يمشون فيها بالمقلوب الى الخلف ،كما تتراجع حياتهم الى جحيم يصعب استيعابه في قصة أو اثنين بل قصص متفرقة في الزمان و المكان خيوطها ستحبك الى آخر الظهر لتحكي لعنة حقيقية اسمها __الاصرار على وأد الأنثى___

  • ……أحيانا…….
    أفقد الرغبة في كل شيء
    لكن عندما أزور صفحة عدنان على النت ..
    أسترجع الرغبة في الحياة
    لأن أغلب ما يحيط بنا أكاديب و نفاق بعيد عن حقيقة الانسان القابعة في لب العلم .
    كل جرعة علم نأخدها من عدنان تمدد آفاق الماضي في أدمغتنا و تأخدنا الى أزمنة لم نقطنها لكننا كنا جزءا منها نتعرف عليها بمجرد مرورنا بها ……

  • أنا لا يعجبني هذا الكلام،
    “بشكل ممنهج، تم تطويع ووأد مسألة أن المرأة هي المخلوق الأول، دينيا وتاريخيا وفنيا وأدبيا، لما يترتب على ذلك من استتباع الرجل للمرأة، والتي قامت على نقيضها التفسيرات الدينية في الأديان الثلاثة”…
    هذا يعني أن كل الفقه وكل الشريعة التي نعرفها… غلط ! وأن “الذكور” قد سرقوا النار المقدسة من الأنثى واستأثروا بالرب والجنة والفقه والعبادات !
    هل هذا معنى الكلام؟ أم أنا لم أفهم؟
    “الخطر الأكبر الذي تعمل تلك النسوة على تعميقه هو الإستمرار في عملية كيِّ وعي النساء وأعينهن، من خلال تدريبهن اليومي على الحكم على أنفسهن من خلال عيون الآخرين، الرجال تحديدا. فكيف يمكن أن تنجح امرأة باكتشاف ذاتها والتعبير عنها والتمتع بكيونة مستقلة، ما دامت لا تمتلك القدرة على النظر الى العالم من خلال عينيها هي؟ كيف تعود الى صورتها الأولى وهي تخاف من جسدها وصوتها وفكرها وتحاكم اعضاءها تبعا لمقدار تأثر الرجل بها؟.” “الرجال تحديداً” عجباً هل هناك غيرنا على هذا الكوكب؟ الرجال والنساء؟ فلماذا هذه الفلسفة ةالكلام عن الآخرين ثم تحديدهم بالرجال !
    هذا الحديث أشبه بالأسطوانة التي نسمعها من بعض الأقليات التي تبكي “تهميشها وقمعها” الذي طال على يد “الآخرين”، وكله ضرب من الخيال، فلا هي مضطهدة ولا هي مهمشة….
    إنما هي حركة التاريخ ترفع وتخفض وقانون حياة وترتيب إلهي.
    هل خاف آدم ان يبقى لوحده !!
    ماذا حدث للآية “لا تحزن إن الله معنا” !!
    أمر واحد قد يدفعني لقراءة هذا المقال، هو أن اعتبره شعراً نثرياً. أي ليس كلاماً تحليلياً فلسفياً فكرياً.

  • اتمنى لكل من عجبته طريقة النظر الى الأشياء هذه ان لا يشعر بالاحباط اذ ان الأسطورة التى اعرفها انا وبعد ان طردا ابوانا من الجنة صقطت حواء فى الهند وادو فى مكة (جبل عرفات) فأما ادم فكان يبحث عن حواء فى النهار وينام فى الليل اما حواء فكانت تبحث نهاران ولليلة وتنام ليلة واحدة ههههها

  • قال تعالى: (الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم)
    أنا لست ممن درس الفقه ولست ضليعة بألّغة ألعربية، ولكن ما فهمته من هذه الآية إنه سبحانه وتعالى قد جعل ألقوامة للرجل عضليا وما ينتج عنها بالقدرة على الا نفاق ليعادل ما فضّل به ألمرأة من ألتوازن ألعقلي، أي إن (فضّل ألله بعضهم) ترجع للمرأة، وهذا هو كمال العدل ألإلاهي، وفي نفس الوقت ليكمّل بعضهم بعضاً. لإنشاء مجتمع صحي.
    ألرجل وعلى مر العصور لم يتمكن من تطويع قوته العضليه بحدود ما آراد الله لها، برفضه اللجوء إلى ألتوازن ألعقلاني ألذي لدى ألمرأة تكبراً، والله أعلم.

  • كلام جميل ،و اجمل منه ألا يبقى حبيس الكلام و الفلسفة بل يجب أن يترجم الى واقع حياتي معاش، أنا لا أفهم لماذا كل هذا الخوف من المرأة و على المرأة،ألست انسانا؟اذا أنا حرة ،و لآنني حرة لا يعني أنني سأختار الرذيلة،بل سأختار الانسانية، لعمري هؤلاء الرجال عاشوا طوال أعمارهم فيما يصطلح أنهم أحرار ،لكن مالذي قدموه للانسانية؟ أبشع أساليب الاستلاب الفكري و الجسدي يقومون بالجريمة ثم ينسبونها للمرأة مع أنها الطرف الاضعف في القضية و تحاط المراة بكل تلك الهالة أنها سبب الفتنة و يجب أن توارى و تبعد في أبعد مكان،مع أنه ببساطة يمكن دحر هذا الادعاء الكاذب،و هذا بنص القرآن الصريح، فلم تكن امراة ذات منصب و جمال و معها كل نساء مصر أن تفعل شيئا مع يوسف الصديق عليه و على نبينا أفضل الصلاة و السلام،و أقصى ما استطاعت معه أن تدفع به الى السجن، ……الاية انقلبت، ليس هنالك نساء مهوسات يدفعن برجل شريف الى غياهب السجن، بل تسجن كل النساء ،كل نساء الأرض قاطبة ،لأن هنالك رجلا لا يمكنه أن يغض بعض بصره،و ليس كله لا يستطيع أن ينفذ أمرا واحدا طلب منه ،في مقابل مئات الأمور التي على المرأة أن تقوم بها فيما يصطلح عنه أنه فقه المرة المسلمة…….(لم أر كتابا أو كتيبا واحدا يتحدث عن فقه الرجل ؟؟؟؟)
    لماذا تسجنني طيلة حياتي ،و تئدني طول عمري فقط لأنك لا تستطيع أن تغض من بصرك، تفتنك قدم امرأة خرجت الى الشارع لحاجة لها،و يفتنك وجهها ،و ان رأيت شيئا من جسدها ذراعا أو ساقا فتلك الطامة الكبرى…..رجالنا يقعون و تفتنهم نساء بلا خطة،بمعنى تخرج امرأة من بيتها لأي حاجة فهي في نظرهم محل فتنة، هاته المراة التي بلا خطة يمكنها أن تفتن 20 من الحارة كما يقولون ،و هي اثمة بهذا المسمى،فكيف اذا كانت هذه المرأة صاحبة خطة مدروسة بعناية؟؟؟بشعر أصفر ناعم و عيون زرقاء و قد مياس؟؟؟؟؟؟؟على رجالنا السلالالالالالالالالام.
    و عندما لا ينظر الى انسانيتي الى من خلال وجود الاخر،يعني الرجل، فيحرم الزنا ليس لأنه حرام و انتهاك للانسانية ،بل لأنه يدنس فراش رجل آخر كما سمعت في احدى الخطب……..لأن جلالته (أعني الرجل) لا يوجد الا عرضه في الكون يجب أن يحافظ عليه،أما المرأة فهي تابع،و مملوك ،فليس لها مصطلح ينسب اليها شخصيا دونما الرجوع الى مرجع الرجل….
    هل يمكن أن نخرج يوما ما من حدود شغفنا بالتمييز العنصري؟؟؟؟أنا انسان….انس أنني أنثى ،رجاءا اذا تعاملت معي في درسك أو في مكتبك ،أو في عيادتك،أو في الشارع أنا انسان …انسان فقط…..أنا أنثى فقط مع زوجي في غرفتي ،و عدا ذلك أنا انسان بكل ما تعنيه الكلمة من قدسية، بقدسية الكائن الذي أهله الله للاستخلاف على الآرض ،يخز انسانيتي ،عندما يتكلم أحدهم عني(اعني المرأة) و يقول لا تتحدث مع المراة كثيرا و لا تتواصل معها ….الأفضل أن يكون من خلال ورقة، ايميل….أنا لم أت لفتنتك يا سيدي ،لكن يبدو أنك لم تهضم بعد فكرة أنني انسان،…….بما أننا في زمن أصبح يتداول المثلية الجنسية كاحدى ظواهر الحياة التي ظهرت على السطح مع الآسف، هل رأيت شيخا أو أستاذا يلغي مناقشة أو تواصل مع رجل لأنه وسيم أو جذاب خوفا على نفسه من الفتنة في ان يقع فيما حرمه الله كما كان يتكلم الأولون عن حرمة النظر الى وجه المرأة و الامرد درءا للفتنة؟؟؟؟؟
    لماذا تنتقص من انسانيتي و انسانيتك على حد سواء؟؟؟
    أما فكرة التفاحة فهي مغرية بالفعل من هذا المنظور، و أجمل منها أن نعي فعلا حقيقة أننا مستخلفين،ذكورنا و اناثنا ان صح التعبير،في النهاية قضيتنا هي قضية الانسان الذي استخلف على الآرض، هل فهم حقا لماذا استخلف؟؟؟؟؟؟
    و على فكرة،على خلفية الاكل من الشجرة، ماذا لو لم يكن آدم عليه السلام قد أكل من الشجرة ،ألن يكون هنالك استخلاف على الارض؟
    و لماذا ربط الاستخلاف كله بايقونة الأكل من الشجرة……محاولة الاجابة ستقودنا الى مفاهيم و أبعاد أعتقد أنها ذات معنى و مغزى حقيقي في حقيقة الاستخلاف.
    في النهاية أقول ،ما لم تنظر المرأة من خلال عينيها هي الى الحقيقة لا من خلال عيني الرجل، كما تقول الكاتبة، لن نتمكن من حل الشيفرة الغامضة لرحلة الانسان على الآرض…….و الى أن يأتي الاستخلاف الى نهايته لابد أن يحقق الاستخلاف الهدف منه، و لابد أن تكون المرأة عنصرا فعالا فيه،و هي بالفعل كذلك ،لكن بوعي، أي بوعيها هي بحقيقة أهمية دورها في عملية الاستخلاف كله ليس من حيث التكاثر و حفاظها على النوع الانساني ،و لكن من خلال تواجدها العميق في المعنى الحقيقي للاستخلاف.
    الى ذلكم الوقت ، تقبلوا تحيات انسان يصطلح على أنه أنثى.

  • واو كلام جميل…واطربتني جدا وجهة نظرك لتطلع امنا حواء عليها السلام لماوراء الجنة
    وربما هذا هو سبب حب تقييد الكثير من الرجال للمراة والتسلط عليها لان هناك خوف في دواخلهم من ابتعادها او هروبها عنهم
    بوركت وبورك الشيخ عدنان وبارك الله فيكم اجمعين

    وسامح الله من يؤذون النساء باسم الله تعالى ربنا عن ذلك لو يعلمون كم يمهدون للالحاد ..وحاشاه ربنا ان يخلقنا ويتخلى عنا بل هو ارحم بنا
    احبك ربي..

%d مدونون معجبون بهذه: