أحمد حسن آل فايع كاتب سعودي
أحمد حسن آل فايع
كاتب سعودي

بادىء ذي بدء لابد أن نوطد مجتمعاتنا على سعة الاختلاف ؛ وأن هناك مسائل خلافية قدرها أن تكون جدلية ومثار الجدل حتى عصر يوم القيامة !

وإن تحدثت عن العرفج الإنسان فهو كاتب عَصّي على الكتابة النقدية ؛ إذ هو الكاتب والناقد في آن ٍ واحد ، وهو الجاحظ الصغير القصيمي شئنا أم أبينا ، إنه الكاتب الذي أتابعه منذ أكثر من عشر سنوات في صحيفته الوفيه له – المدينة – ولاغرابة فهي صحيفة تتسع لكل كتاب الوطن دون مناطقية ، وفيها يكتب العرفج في زاويته وناصيته العاصية على الفكر أحياناً ، حتى أذن له عقله النير بتخصيص برنامج أسبوعي – أُطلق عليه من فريق برنامج ياهلا – فكان ضيفاً خفيفاً يحمل في ناصيته قواصي الأنباء والأخبار اليومية على أرض هذا الوطن الواسع والشاسع ، فكان يجوب بعقله العلوم والمعارف العامة ، وحق له فهو عامل معرفة ، ويعمل بمهنية ومعرفة ، حيث لايجرح أحداً بقسوة بل يمرر نقده العفوي عبر ثياب لغته الفضفاضة ، ومعه الإعلامي الجريء علي العلياني الذي يعزف على أوتار العرفج الحساسة ! وتمضي السنون ، ويرتجل العرفج كرسي المحاور اللبق الخلوق -سعود الدوسري رحمه الله – في برنامج صحوة الذي نتج عنه يقظة إجتماعية كبرى ! ناهيك عن أن بعض المعارك التي ربما لم يوفق فيها العرفج معه ضيفه الذي يعيش في الركن الأبعد من حدود المجتمع ؛ ولا أعلم مالسبب حتى اللحظة الآنية التي أكتب فيها هذه السطور ، نعود لبرنامج صحوة الذي هو يقظة للخلاف والاجتهاد والإجماع في هذا الشهر الكريم ؛ أنا لست مع أو ضد البرنامج ، أحاول الحياد إن استطعت إليه سبيلاً ، لنفرض جدلاً أن الدكتور عدنان أخطأ في بعض أطروحاته ( أليس بشرا؟) أم كلامه مقدس ؟ إن مقدار الهجمتين الكاسحتين لعدنان والعرفج كان فيها نوع من التجني والتشفي وتصفية الحسابات ، والدليل نوعية الشتائم التي تلقاها أخي أحمد العرفج في جميع مواقع التواصل الاجتماعي وفي شهر (الصيام والصوم ) التي تتنافى مع الذوق والتدين الذي ينتسب إليه هؤلاء الناقمين ، وأيضاً الدكتور عدنان ألا يدرك مدى التمزق الذي تعيشه بلداننا العربية والإسلامية هذه الأيام على حد سواء ، ألم يوفق هو والعرفج إلى طرح برنامج يجمع ولايفرق ، ويلم الشعث ، وطرح مشروع نهضوي يبني ولايهدم ، والسؤال العريض لهيئة كبار العلماء ، أين الدور الذي قمتم به خلال عقود في تثقيف المجتمعات وتحصينها فكرياً وعقائدياً ؟

أم لايوجد لديها ماتقوم به سوى التنديد والاستنكار الذي هو الدور الوحيد الذي يتقنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ؟!

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليقات 3

اترك رد

  • السلام عليكم.
    لماذا المجتمعات العربية بالذات عصية على التغيير؟؟؟عندما يتكلم شخص بصوت الحكمة و العقل و المنطق،ناهيك عن الدين و الآدب ، يكون غير موفق؟؟؟ كان ذلك ليكون صحيحا ،لو أننا أمة موحدة و جاء هاذين ليفرقانا،لكن ماذا أقول.
    الدكتور العرفج كان موفقا جدا ،و ضيفه الدكتور عدنان، لاشك ظاهرة فكرية نادرة. نحن متدينون جدا،و مسلمون حتى النخاع، ولم يشكل الدكتوران أي خطر على تديننا،اذا كنتم تخافون عليه. بل لقد زاد يقينا.
    نعيش في القرن 21 ،صار يجب أن تفهموا ذلك . نحن مجتمعات مزقتنا الفرقة العصبية،و التعصب المذهبي، و الاجتماعي ،و التطرف الديني.، و هذا صوت العقلاء في زمن كثر فيه الجهل . و أزيدك يا سيدي،لو كنا كلنا بمستوى الدكتوران المحترمان ،لكنا الامة رقم 1 ليس عالميا و انما كونيا..

  • اعتقد ان البرنامج كان موفقا جدا و لم نفترض اننا أمة ليست لديها مهارة النقد الفكر(ربما نتيجة لاحتكار الاعلام الاسلامي ذَا الاتجاه الواحد؟) فمجرد طرح فكرة وجب التعامل معها لا نلبث ان نسمع الأصوات الداعية الى تبني دور النعامة في التعامل مع الخلافات بدل ان يأخذ كل فرد بخاصة الاعلاميون مسؤلية الدعوة لتدريب الأطفال و الشباب في المدارس على علم نفس الاختلاف و أدب الاختلاف ؟!
    بل ان اوان التكلم بهذه المواضيع المهمة و ليتها تكون فرصة لمراجعة أنفسنا في مقدراتنا على النقد و الرجوع الى المراجع و البحث العلمي و القراءة النافعة الأمان التكلم بموضوع خلافي يضعنا في حالة من العقل العاطفي الغير متزن؟ و يذهب العقل المنطقي؟ أين هذا من القدوة الحسنة سيدنامحمد؟ حتى مع صناديد الكفر كان يقول “قل يا أبا فلان اسمع” و رده يكون مبنيا على سيكولوجية المتحدث منطقيا حكيما مدروسا لا عاطفيا كالطفل الذي أخذت منه لعبته! الا نقرا السيرة؟

    تجنب التحدث عن مصادر الخلاف و محاولة تضميد الجرح المتعفن قبل معالجته هو التشبيه التمثيلي لمن يطالبون بالتحدث بما لا ينفع و لكن تحمل مسؤلية مواجهة المشكل الحقيقي (عدم القدرة على الخلاف بأدب و منهج علمي ناهيك عن النقد المتزن الواعي)
    اذا الوقت تاخر للبعض لا زلنا نستطيع ان نتحمّل هذه المسؤلية بشجاعة و حتى لو لم يحصل التغيير المنشود في ليلة(ليس من المنطق توقع هذا) لعلنا نرسم قدوة شجاعة لأبنائنا في روح التغيير؟

  • ايضا! الخلاف=فرقة ؟ أين علماء النفس من هذا؟ ليتكم تردون بحجة العلم! و الدراسات التي تدحض هذه المعادلة السخيفة! اطلب من المتدربين في مجال الاعلام و علم النفس الإعلامي التدخل هنا! رجاء تدخلوا بحجة العلم !
    “الخلاف”لا يعني “فرقة” ! الوضع الطبيعي ان نكون مختلفين! الغير طبيعي ان نكون متفقين طوال الوقت ( مؤكد ظاهرة غير صحية و تدل على مجتمع يحب ان يكون فيه الناس نسخ مطبوعة!) يجب النظر الى الاختلاف بعين الرضا بل بحماس لانه يجعل الحياة غير مملة و يدل على احترام لحق الانسان بحرية الفكر
    و الله ان الاختلاف المهذب شيء رائع يبعث على “التفكير” و القراءة و التعلم! هكذا سوف اربي ابنائي!

%d مدونون معجبون بهذه: