محمود أبو الطيب
محمود أبو الطيب

كعادته، كثيراً ما يثير هذا المنهجُ الجدلَ حوله، ولا أقصد منهج د. عدنان ابراهيم فقط، بل المناهج التجديدية والتنويرية، في كافة العلوم والطروحات، والتي كغيرها من المناهج والخطابات لها ما لها وعليها ما عليها، وعلى سبيل التحديد أكتب هنا حول مادة الزميلة “نور حداد” بعنوان “صحوات عدنان ابراهيم” المنشورة في أورينت نت.

فقد تحدثت المقالة عن التغريدة التي حذّرت فيها هيئة كبار العلماء في السعودية من ضلالات هذا الرجل بعد ظهوره في برنامج “صحوة”، ثم ما لبثت المقالة أن ذكرت أن (بعض آرائه يردّها عوام الناس وبالدليل) وهو ما لم أجد عليه دليلًا، فهناك الكثير من آراء الرجل وأفكاره ـ وقليلٌ ما تفرّد أو قال شيئًا لم يقله غيره ـ التي ناظر بها على الهواء مباشرة غيرَ واحدٍ من العلماء والدعاة حسب منهجٍ وأدلةٍ واضحة، ولم أرَ أنه بقيَ في عالمه الافتراضي ـ حسب وصف المقالة ـ بل كما لغيره فله منبره الذي يخطب عليه كل جمعة، وله دروسه ومحاضراته كما لغيره، ولم تكن هذه الأماكن غريبة عن طروحه التي تتصف بصبغة المراجعات والتجديد.

وتضع المقالة هذا البرنامج ضمن لوحة فسيفسائية مِنْ قوانين وخطوات تدعو لـ لَـبْـرَلَـةِ المجتمع السعودي ـ حسب وصفها ـ، برغم أن للرجل برامج رمضانية دوريّة على هذه القناة خاصةً، منذ عام 2012 حتى عام 2016 وهي على التوالي (هو الله ، رحمة للعالمين ، آفاق ، ليطمئن قلبي ، صحوة) ولم تكن تلك الأفكار محصورةً في برامجه أو في هذه القناة أو في رمضان، فهو يتحدث ضمن هذا المنهج في كل ظهوراته الإعلامية التي زادت على خمسة عشر عاماً.
وأما عن التشكيك الذي تحدثت المقالة عنه، فهو منهج نقدي أصيل، ولكن لا أعتقد أن الوصف دقيقٌ كفايةً لمنهج الرجل، فالتشكيك عادةً ما يترك المواقف مفتوحة ويترك أبواب الأسئلة مشرعة، وهذا ما لا يطرحه عادة د. عدنان إبراهيم، فقلما يطرح قضيةً لا يكون له فيها موقفٌ أو إجابة.

ثم تتابع المقالة لتصنيف من (فرح بما لدى عدنان إبراهيم) إلى ثلاث طبقات، أولها تيار شعبوي هيّنٌ ـ كما وصفته ـ، وعادة ما تعني الشعبوية بأنها خطابات تستخدِم عواطف الجماهير أكثر من معرفتهم وتحفز المشاعر أكثر من العقلانية، وهذا ما يستطيع رده أقل متابعٍ للرجل، وثانيها العلمانيون العرب وأمرهم هيّنٌ أيضاً ـ كما وصفتهم المقالة ـ ولكن لم نعلم ما هي خبايا صدورهم التي علمت بها المقالة حتى قالت: إن نار “إبراهيم” كانت بردًا وسلامًا عليهم، وآخر الطبقات كانت متمثّلةً بـ”ياسر الحبيب” العالم الشيعي، وروتْ مدحه لـ د. عدنان ابراهيم ولم تروِ المقالة مهاجمة ياسر الحبيب لـه وكل الصد والرد بينهما، وكان ياسر الحبيب قد حاول إليه في مرحلة سابقة شهدت تحشيداً من علماء التراث على الرجل فحاول ياسر الحبيب الاصطياد في الماء العكر، وعرض عليه الظهور في قناة “فَدَك” التي يديرها ياسر ولم يرد عليه عدنان ابراهيم بشيء، كما كان قد رفض خلال 6 سنوات دعوات لمؤتمرات التقارب السني ـ الشيعي المقامة في إيران ـ كما ذكر ذلك د .عدنان إبراهيم ـ .

وأما عن الآراء السياسية ـ في الموقف من إيران وغيرها ـ فبعد الثورات العربية للرجل رأيٌ مضادٌ لنهج إيران في المنطقة وتدخلها، ذكره في أكثر من خطبة ولقاء، وإن كان أخطأ سابقًا ورأى غير ما تكلم به ثم عاد عنه، فذلك مما يحسب له لا عليه، فالمراجعات أساسٌ في تطوير أي منهج، وخاصةً أنه صاحب رأي لا صاحب منصب.

لم يكن ما سبق دفاعًا عن د. عدنان إبراهيم ـ فليست الضلالة والمؤامرة تهمتين إذا كان هذا ادعاؤهما ـ، وليس فيما سبق تبيانًا لمنهجه، بل كان حول مقالةٍ كتبت عن ذلك، بخاتمةٍ حاولتِ التقريب بين “صحوة” يدّعيها الرجل وبين “الصحوات” التي تقاتل في خدمة الملالي، وأظنها غَفِلتْ عن وصف تنظيماتٍ “متطرفة” لمعظم الثوار في سوريا بـ “الصحوات” أيضاً، وهي تقاتلهم على ذلك.
أخيراً، فـ “كلُّ أحدٍ يؤخذ من قوله، ويردُّ عليه”، فما ينقصنا هو تفنيد الأقوال والمناهج والإجابات عنها وتبيان ملتبسها، وليس اتهمها جملةً وتفصيلًا.

ملاحظة: لم أضع أي وصف قبل اسم عدنان إبراهيم غير الدرجة العلمية “دكتوراة”، وذلك حتى لا أحسب على مُريديه ـ حسب وصف المقالة ـ .

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: