طارق عبدالعزيز اليحيى كاتب سعودي
طارق عبدالعزيز اليحيى
كاتب سعودي

في البداية، أود أن أهنيء الدكتور أحمد العرفج على برنامجه الرمضاني الشيق “صحوة” والذي وفق فيه كثيراً بانتقاء ضيف مختلف، جمع بين الفطنة المعرفية والموسوعية الثقافية؛ مما كان له الأثر الكبير في إثراء حلقات البرنامج بالجديد والمفيد.

ولا ريب أن مجتمعاتنا الإسلامية قاطبة والعربية خصوصاً بأمس الحاجة لمثل تلك الأطروحات المنتقاة بعمق وباحترافية عالية؛ يجملها نقاش موضوعي بين المضيف والضيف يسير بشكل متوازن ووسطي وعقلاني وفي ذلك جذب ومراعاة للكثير من المتابعين.

حلقة “لماذا ينتشر الفساد بيننا” والأخرى “هل لدينا أزمة أخلاق” ومثلهما “إلى أين أخذتنا الصحوة”، أعجبتني كثيراً حيث أبدعا فيها المضيف وضيفه واختزلا فيها مئات المواعظ والخطب وبرامج التدريب في سويعات زمن قصيرة.

في حين أنني كنت أتوقع طرحاً مختلفاً البتة من د. عدنان في حلقة (الحسد والعين)، يتطرق من خلاله لتلك الظاهرة المزمنة عبر زاوية “موضوعية فلسفية”، ولربما أن هذه الظواهر بالذات “العين والحسد ….” ظواهر محيرة وغامضة، والمصادر التي تبحث فيها شحيحة جداً؛ إلا أنها في ظني المتواضع يا دكتور عدنان تظل مسألة غيبية قابلة لكل الاحتمالات دون القطعيات.

وعلى كل حال وإن اختلف البعض مع د. عدنان بدرجات متفاوتة حول بعض أطروحاته السابقة والحالية، فإن هذا لا يتعارض على الإطلاق مع كون هذا الرجل مفكراً عصرياً بشمولية ثقافته، وسلاسة لغته، وصراحته وعدم تكلفه المحبب للنفس في مثل هذه الحوارت الثقافية.

بقي قبل الختام أن أشكر الفارس الإعلامي الشجاع د. أحمد العرفج الذي (اختار وأدار) باحترافية عالية جعلت من “صحوة” حديث الناس بحزبيهم المعارض والمؤيد.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: