إعداد: عبدالعزيز النصافي
———–

من أنت سؤال قد يدفعك إلى الغرور إذا خشيت ذلك تجاوزه؟
– التائق إلى الفهم، الباحث عن الحق، الراغب في وجه الله.
تساءل الكاتب محمد المحمود الكاتب السعودي في أحد مقالاته بهذا السؤال: كيف عقمت آلاف المعاهد وعشرات الكليات الشرعية أن تنجب ولو واحداً كهذا الشاب الفلسطيني المهاجر إلى النمسا. أنا انتظر الإجابة منك؟
– مع شكري لأخي الأستاذ المحمود على إطرائه البالغ إلا أنني وبلا تواضع مصطنع أراني دون ما وصف، وإن كان من جواب فالأمر لا يعدو كلمتين: الحرية والمثابرة.
يقال إن الشيخ البوطي قال عنك قبل وفاته لم أرَ مثل هذا(العالم) في حياتي ما صحة ذلك؟
– قد قال ذلك ـ رحمه الله ـ في كلمة أمام نفر من الدعاة والعلماء بمسجد الشورى وهي مسجلة بالفيديو، وذلك ظنه الذي لو شققت عن قلبي لوجدتني لا أواطئه عليه.
هل هذا السبب الذي جعلك ترثيه في إحدى خطبك؟
– إني إذن لصغير وبئس ما تعلمت.
هذه الإشادات قابلتها انتقادات واسعة لك من علماء ودعاة معروفين ربما أقلها حدة ما قاله سلمان العودة عندما سئل عنك: قال عدنان رجل موسوعي أصاب وأخطأ  في بعض المسائل (يشطح) هل تعترف بهذه (الشطحات)؟
– ذلك يتوقف على تعريفنا للشطحات، وهيهات.
جان لوك) و(كانت) و(هيجل) و(باسكال) و(فولتير) و(أرسطو) و(جون ديوي) و(ماكس فبيبر)، و(توماس هوبز) أسماء دائماً تحضر في خطبك إلى جانب الإمام مالك وأبي حنيفة والبخاري والغزالي تفسيرك وتبريرك؟
– أقاربي، من عائلتنا الإنسانية الكبرى، والحكمة ضالة المؤمن.
خطاب الشيخ: عدنان يحضر بقوة في أوساط المثقفين من الشباب ولكنه يستنكر ويحذر منه من الكبار تفسيرك أيضاً؟
– فجوة أجيال، أو جمود، أو خوف، أو اختلاف منظور، أو غيرة، أو احتكار، أو حسد، وربما ذلك كله، أو خليط من بعضه.
مشكلتي مع البخاري. (خرافة نزول عيسى والمسيح الدجال. الموسيقى من المستحبات) عناوين لأشهر خطبك يرى البعض أنها استفزازية تعليقك؟
– تستفز بعضاً وتروق لبعض، قد علم كل أناس مشربهم، وعلى كل حال ليس الاستفزاز معياراً للحكم والتقييم.
تدعو للتسامح والرحمة واللين مع هذا  تتطاير من خطبك كلمات قاسية وصادمة ضد مخالفيك مثلًا(عطل الله عقولكم- وتباً لكم. كلام فارغ) تعليقك؟
– لو دققت للمستَ بوضوح أنني شديد مباشر وعنيف مع الأفكار ـ خصوصاً الإقصائية والإرهابية ـ لا مع الأشخاص، ومن هنا حرصي على ألا أتورط في تسمية أحد، وذلك أنني بقدر حبي للحق وخصامي الباطل أعذر المخطئين.
يقول تيري ايغلتون: معنى الحياة يكمن في البحث عن معنى الحياة. الدكتور عدنان ماذا يقول؟
– الإنسان هو مضفي المعنى على الوجود والحياة، فضياع المعنى ضياع الإنسان.
«العرب ظاهرة صوتية» قالها المفكر عبدالله القصيمي هل تتفق معه أم تختلف؟
– عرب عصور الانحطاط: نعم، أما العرب من حيث هم بالمطلق فلا.
نحتاج – من حينٍ لآخر- صيانة وإعادة ضبط فرامل كلماتنا كي لا نندفع ونتفوّه بكل فكرة تطرأ على ذهننا..! إلى أي مدى تطبق هذا الكلام؟
– قليلاً، فأنا أؤمن بضرورة العصف الفكري، وفي دنيا الفكر فإن التطور والتناسخ والمحو والإثبات مزايا لامثالب، أما من يعيش هوس نبوة زائفة فإنه يحرص بهوس على أن يظهر بمظهر من يمتلك الحقيقة النهائية. أحب تحليق الطيور وأكره السير على سكة الحديد.
داهية ما لها من واهية ماهي؟
– الظن أننا وكلاء الغيب.
تقول إحدى المثقفات السعوديات عدنان إبراهيم كان سلاحنا في مواجهة الخرافات والخزعبلات، ولكن بعد أن ادعى بأنه من أهل (الكرامات) صدمنا. تعليقك؟
– تحتاج أن تتعمق أكثر في معرفة الفروق بينما ظنته شيئاً واحداً، من جهة ثانية كثر هم المفكرون في الشرق والغرب الذين سجلوا جوانب من خبراتهم الروحية الفائقة، الفرق الحاسم يكمن في: هل يستغل المفكر خبراته هذه ليبرر بها ما الفكر والبرهان وحدهما سبيل تبريره؟ إن فعل وقع في التدجيل وتغييب الوعي، وإن لم يفعل فالتواضع والإنصاف يقتضينا احترام ما لم نحظ باختباره كإمكان قائم لا التورط بإنكاره.
لماذا في رأيك بيننا من يترصد (الهفوات) ويسجل (الزلات)؟
– أخطاء الكبار عزاء التافهين، ومن الناس من طبعه طبع الذباب لا يقع إلا على العقر.
ما مواصفات (المفكر) الحقيقي؟
– يجمع إلى الإيمان الرؤية، معدّد لزوايا النظر، طفل حكيم سأل مندهش مقلب لكل الأحجار، سائر لا يتوقف، متحرر من قيود الباطن وقيود الظاهر ومن هنا تجاوزه لذاته ومجتمعه، أوانه لا يتطابق مع أوان المجتمع.
الانغماس في المتاهات الفكرية وتعقيداتها الكثيرة. ما نتيجته الحتمية؟
– زوال التيه شيئاً فشيئاً واتضاح الرؤية، تماماً كاللغز الذي نقترب من حله بدوام معالجته، تذكر أن حدة الإبصار تزداد في الظلام زهاء خمسمائة ضعف بعد أقل من ساعة نقضيها في الظلام.
ما الحكمة التي لا تؤمن بها؟
– الحشر مع الجماعة عيد، حط رأسك بين الروس وقل يا قطاع الروس. مع التذكير بخيانة التسميات، فبعض ما نسميه حكمة هو عين الحماقة.
التفكير همّ كبير أو راحة عظيمة في ماذا تفكر الآن؟
– في الاثنين معاً ولا بد، فراحة المفكر مع كل خطوة يجتازها على طريق الفهم، يقضي بها حق الفكر وينفي بها هم البحث.
ماذا تنتظر من المستقبل أن يمنحك؟
– معرفة أوثق وصلة أدنى بالله سبحانه وتعالى.
مستقبل الأمة العربية كيف تراه؟
– التاريخ ينبثق من لدن أشد محطاته كآبة، الظاهر أننا في حالة مخاض، لا تفكك وتحلل، آمل أن يكون الأمر كذلك.
المرحله التي نعيشها الآن كيف تصفها؟
– مخاض مجنون بين العقل والغريزة، الإيمان والإلحاد، النهوض والسقوط، الوعي والغيبوبة، والحرية والاستبداد.
قل ما لم تقله من قبل عن هؤلاء:
محمد أركون:
– صاحب المشاريع الوعود، حاول ما هو أكبر منه، ويكفيه أنه حاول.
محمد عابد الجابري:
– يعجبني وضوحه الدال على تواضعه، وعليه أرجح أن تطوره لم يكن انتهازياً تكيفياً، بل طبيعي تلقائي.
فيروز:
– الصوت إذ يستحيل فرشاة ترسم المشاهد، والدفء والنقاء والجمال تجسّدَ صوتاً بشرياً.
محمود درويش:
– الوطن في شاعر.
(النمسا) ماذا يجول في قلبك عنها؟
– كم أحبها، آوتني وأمنتني، مسقط رؤوس أولادي، أتمنى لها كل خير فلم أر فيها ومنها إلا كل خير.
بيت من الشعر يلخص رؤيتك للحياة؟
– وإذا كانت النفوس كباراً
تعبت في مرادها الأجسام.
سؤال بلا رتوش كيف يمكن نشر العدالة والتسامح بين الناس ونبذ العصبية والكراهية؟
– بكثرة القراءة يعقبها حوار متصل بين كل الفرقاء لنبرأ من لوثة العومنة (التقوي بالعامة والرهان عليهم ومحاولات استرضائهم).
ما الذي ينقصك الآن؟
– الآن وأمس وغداً الشيء نفسه: الوقت.
ما الذي يشغلك الآن؟
– مستقبل أمتي.
يقال إن الألوان تحدد شخصية الإنسان فما لونك المفضل؟
– البنفسجي.
من الذي يشبع حاستك الموسيقية؟
– كثيرون لكن على رأسهم: عبدالباسط عبدالصمد، ووديع الصافي.
لو أنشأت مدينة إفلاطونية فمن ستطرد منها؟
– مُلّاك الحقيقة المطلقة وحاملي مفاتيح الجنة والنار.
من المرأة التي لا تزال بصماتها باقية على جدار قلبك؟
– أمي.
ما نسبة التفاؤل في قلبك؟
– قريب من مئة في المئة، والسبب ثقتي المطلقة بالله.
متى نرى إصدارك الكتابي؟
– في غضون أشهر بعون الله تعالى ومشيئته.
ما السؤال الذي تمنيت إن أسالك إياه؟
– لم أتمن ذلك.
بعد أن أغلقت ملف(النزاعات التاريخية بين الصحابة) ما الملف الذي تود إغلاقه؟
– لا ملف.
طيب… هذا (إغلاق) الخمسين ضع تحته ما ترى؟
– عندي حلم، أن يأتي يوم يعادل فيه الإسلام السلام والرحمة والعدل.
واسمح لي أن أعبّر عن شكري لك لإتاحتك هذه الفرصة لي عبر أسئلتك الرشيقة التي تعكس روحاً ودوداً وعقلاً متطلعاً ونفساً رضية

رابط المقال

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليقان 2

اترك رد

  • حوار تصحيحي: مع أخي الدكتور عدنان بخصوص مشكلته مع البخاري بوصفه “خرافة” نزول سيدنا عيسى …. والمهدي عليه السلام (مع إن الخرافة هي عند من عندهم 2 مهدي أحدهم يدعون أنه في سرداب) … أما ذكر النزول والمهدي فروي قبل البخاري بقرون فلا خرافة عنده حاشاه وحاشاهم
    http://www.slideshare.net/mosquecom/ss-56301877

  • اعتقد ان عدنان ابراهيم على بينة بهده الاشياء وعلى بينة باكثر من دالك هو رايا ارتجاليا عابرا بل لايطرق مجالا الا وقد غسله غسلا ونشفه تنشيفا واعطاه حقه من التمحيص والتروي كنزول عيسى عليه السلام وضهور المهدي والمسيح الدجال وغيرها من اشيائنا الموروثة التي تعلمنا انها غير قابلة للجدل او الاخد والعطاء بالنسبة لي تعلمت من عدنان ابراهيم ان الاسلان واضح وتام ومحمد عليه افضل الصلاة وازكى التسليم خاتم الانبياء والمرسلينولانحتاج لنوافد الشكوك والانتظار والريب ومثل هدا الاعتقاد يجعلك مطمئنا حيا او ميتا وهدى الله الجميع

%d مدونون معجبون بهذه: