الأستاذ/ أحمد الكاتب
الأستاذ/ أحمد الكاتب

نعرف شريحة من المشايخ الذين يرتدون مسوح الكهان والرهبان ويطيلون لحاهم ويدعون احتكار العلم الديني، وانهم يقومون بتمهيد الأرض للديكتاتوريات المقيتة في العالم العربي والإسلامي، ويدعون إلى طاعة الحكام مهما ضربوا الشعوب وعذبوهم وأخذوا أموالهم وتلاعبوا بمصائرهم. وهذا ما اسميه خدمة الديكتاتورية، ولكن هؤلاء المشايخ لهم وجه آخر أسوأ من الحكام المستبدين أنفسهم، فهم يمارسون ديكتاتورية ثقافية وإعلامية رهيبة بالإضافة إلى ذلك الفكر المخدر الذي يبثونه بين الناس، تتمثل في محاربة أي مفكر حر أو مثقف يحاول التفكير خارج إطارهم فيتهمونه بأقذع التهم ويشككون بدينه وبنواياه. ابرز وأحدث مثل على ذلك موقف بعض السلفيين في الكويت والخليج وعلى رأسهم ع.خ. الذي يشن حملة شعواء على المفكر الإسلامي الحر الشيخ العلامة عدنان إبراهيم، من خلال بعض القنوات الفضائية، ويتهمه بشتى التهم فهو مرة رافضي متستر ومرة ماسوني وأخرى زنديق وما إلى ذلك من الألفاظ السوقية والتهم الجاهزة، بالرغم من أن الشيخ عدنان يعلن أنه سني ابن سني ويطالب المشايخ السلفيين بالحوار، لمجرد أن الشيخ تبرأ من يزيد وانتقد معاوية بن أبي سفيان لأنه حول الخلافة من الشورى إلى الكسروية القيصرية الاستبدادية الوراثية. وهذا رأي تاريخي لا يقتصر على الشيخ عدنان فان عامة الصحابة وأهل السنة عبر التاريخ كانت لهم مواقف مشابهة وربما أشد سلبية من يزيد وأبية معاوية. وبالرغم من أن هذا موقف تاريخي من رجال في التاريخ إلا أن الفكر الديكتاتوري يحاول فرض هيمنته الديكتاتورية على العقول المسلمة ويرفض الاعتراف بالرأي الآخر.
أن الثورة العقلية والفكرية هي مقدمة ضرورية للثورة السياسية، وأول خطوة منها لا بد أن تتجه إلى الثورة على هؤلاء المشايخ المتحجرين

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: