أوملك رشيد
أوملك رشيد

عدوا معي أولئك الذين يطلقون عليهم في أيامنا هذه صفة ” علماء “، ستجدونهم أكثر من سكان إحدى الدول العربية و أكثر من القنوات الفضائية التي تتيح كل واحدة منها الفرصة لعدد لا بأس به منهم، ليطل على المشاهدين و يعمل بكل غباء و حماس منقطع النظير لتأجيج الصراعات و تأليب القلوب ضد بعضها البعض.

طبعا لست أعمم و أضع الكل في سلة واحدة، و لكن أغلب هؤلاء الأشخاص ليسوا بعلماء و لا بفقهاء، بل مجموعة من التلاميذ و الطلبة المتخصصين في الدراسات الإسلامية، فأصبحوا بقدرة قادر دعاة و علماء و فرضوا على الناس فرضا من خلال الفضائيات لنشر تيار معين خدمة لغرض في نفس يعقوب.
فوجئت قبل أيام و أنا أسمع معلومة غريبة عجيبة عن إحدى البلدان الإسلامية، هذه المعلومة أعزائي القراء مفادها أن هذه البلاد ” تخرج ” كل سنة عددا معينا من ” الدعاة “، مع أن لفظة ” دعاة ” يفهمها الناس بشكل خاطئ، و الأمة التي يكثر فيها الوعاظ و الوعاظ و الوعاظ من دون شك تعاني من خلل.
ما أحوجنا إلى علماء الأمس، أيام الرقي و الازدهار و الحضارة، أمثال ” ابن الفرضي ” الذي حارب التشدد في الأندلس و جابه المتشددين و كان يؤمن ب ” دولة مواطنيها “، و أمثال ” ابن رشد ” الذي فسر فلسفة أرسطو و ترجمها و بفضله عرف العالم أرسطو و فلسفته، و من أبرز ما تميز به ابن رشد و عرف به هو توفيقه بين العقل و النقل، بين العقل و الوحي الإلهي.
ولا ننسى ” الشريف الإدريسي ” أول من رسم خريطة كانت تتضمن تلك الأرض الموجودة خلف المحيط الأطلسي، حتى قبل ولادة كولومبوس و من كان معه، كذلك ” ابن وافد ” الذي بالإضافة إلى أنه كان عالما و فقيها كان يؤلف في الطب و في نظم التغذية و ” الإتيكيت “.
علماء الأمس كانوا ينتجون لخدمة الأمة و المجتمع، و كانوا يؤلفون الكتب بغية ذلك، و ليس التأليف من أجل التأليف كما يفعل هؤلاء اليوم. يوجد اليوم من هم علماء من العيار الثقيل و لكنهم يعدون على أصابع اليد الواحدة.
علماء الأمس كانوا في خدمة الأمة و بناء حضارتها، و أشباههم اليوم في خدمة تمزيق الأمة و تخريب ما تبقى من حضارتها.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: