حينما نفتح أعيننا على الدنيا نجد بأننا نعيش في أحضان مجتمع تربط بين أفراده علاقات وأفكار, فهناك تتبادر إلى أذهاننا تساؤلات كثيرة حولها, لكن نتلقى اجابات غير واضحة فيقال لنا أن هذه الأفكار أو بالعامية “العَقْلية”أخذناها عن آبائنا وأجدادنا, فنأخذها هكذا و بمرور الوقت ونضج السن تُغرس فينا, وكذا في الأجيال التي تأتي بعدنا…

 إذا نسمي هذه الأفكار سائداَ كونها سادت المجتمع وشاعت فيه, والسائد يحجب الناس عن رؤية الحقيقة وتَمييز الخطأ من الصواب, فالواقعون تحت سيطرته يقولون انه بما أن أغلبية الناس  يصادقون على هذه الأفكار, فمن المستحيل أن تكون خاطئة .

 لا يجب أن ننسى بأنه ربما قبل قرون مضت, كانت بعض الأفكار تعتبر عند الناس محض خرافات وخزعبلات وجنون ولكن استطاع راشد بعد جهد أن يبسط الفكرة في مجتمعه, رغم رفضهم ومعارضتهم لها وبعد تواتر الأجيال أصبحت الفكرة سائِدنا في أيامنا هذه, فهؤلاء الأشخاص هم أشخاص استثنائيون وباحثون عن الحقيقة وكما يسميهم فتح الله كولن بالمجانين, لقد استطاعوا ان يتحرروا من حواجب وقيود سائدهم, فهم يفكرون بطريقة مختلفة هم لا يتوانون لحظة عن السؤال, يسألون بحثا عن الحقيقة لا يريدون أن يعيشوا سجناء العقول ولكنهم للأسف هم لا يتلقون عادة أي اهتمام من قبل مجتمعهم فالمجتمع يعتبرهم مجانين يأتون بأفكار غريبة أفكار غير صحيحة وغير مقبولة ايضا…

 فمن هؤلاء الاستثنائيين الرسول عليه الصلاة والسلام فلقد نشأ وسط قوم يعيشون الجاهلية, لكن هذا لم يمنعه من أن يكون مختلفا فهو كان ذو عقل نافذ كان يفكر تفكيرا مختلفا تماما عنهم, كان قومه يعبدون أوثانا ويصلون لحجر, و لسذاجة عقولهم كانوا يظنون أنهم على صواب وأن الرسول محض جاهل ومجنون وساحر ووو…

 ولكنه استطاع في الأخير أن يُدخلهم داخل حيزه صلى الله عليه وسلم.(ويصنع سائده الذي انتشر في كامل أقطار الدنيا اليوم), قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ” قيل : ومن الغرباء يا رسول الله ؟ قال : ” الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي “.

 إّذا يجب علينا نحن أيضا كطلبة أو كأولياء وأساتذة أن نحاول التغيير في السائد الذي تعودناه. و أن نصنع سائدنا نحن, فكما يقول عدنان إبراهيم “كن غريبا, كن استثنائيا واصنع سائدك” وكما يقول أحد الفلاسفة الكبار “إخدموا غرابتكم”…

نجار نسيمة بنت لخضر

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: