محمد أوالطاهر طالب في سلك الدكتوراه: سوسيولوجيا الدين
محمد أوالطاهر
طالب في سلك الدكتوراه: سوسيولوجيا الدين-المغرب

بداية، أشكر وبعمق كلا من الأستاذين الفاضلين يوسف زيدان وعدنان ابراهيم على الغنى المعرفي والتوسع التاريخي الذي تقدما به في معالجة قضية بيت المقدس والمسجد الأقصى.
من خلال إنصاتي لخطبة الأستاذ عدنان ابراهيم كاملة واستماعي في فترة سابقة لعدد من محاضرات الأستاذ يوسف زيدان خلال سنة اليهوديات، أود أن أشارككم بعد ملاحظاتي حول خطبة الأستاذ عدنان ابراهيم “إسترداد الإسراء والأقصى” وفق تسلسلها الزمني:

  1. يصف الأستاذ عدنان ابراهيم ما قام به الأستاذ يوسف زيدان على أنه جرح لمشاعر المتعاطفين مع قضية القدس والمسجد الأقصى. أقول: هل يعني هذا أن التعاطف كان مرتبطا بالمكان أكثر مما هو مرتبط بالإنسان، بينما الأصل هو تقديس كرامة الإنسان ولو على حساب قدسية المكان.
  2. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن كلام الأستاذ يوسف زيدان قد يجد توظيفا سياسيا من جهة إسرائيل. أقول: ربما أن التوظيف السياسي قد تم قبل تقديس المكان من خلال إضفاء الطابع التقديسي إن لم نقل الأسطوري حول المكان.
  3. يتساءل الأستاذ عدنان ابراهيم ما الذي يجعل الأستاذ يوسف زيدان يردد هذه الأقاويل الآن وفي الآن بالذات. أقول: ربما ارتبط الأستاذ عدنان باللقاء الأخير الذي ناقش فيه الأستاذ يوسف زيدان الشيخ علي جمعة، بينما خصص الأستاذ زيدان سنة كاملة حول موضوع اليهوديان في 2014.
  4. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن المجتمع الدولي أقر منذ 1967 أن القدس أرض محتلة فلماذا ينكر الأستاذ زيدان قدسيتها. أقول: أظن أن الأستاذ يوسف زيدان لا ينكر كون القدس أرض محتلة، ولكن لا علاقة لهذا بمسألة التقديس التي طالت المكان، بل أكد الأستاذ زيدان أكثر من مرة على أن مسألة التقديس من الطرفين أدت إلى مجازر دفع ثمنها الإنسان قبل أن يأخذ شكلا دينيا أو عرقيا معينا.
  5. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أنه حري بالباحث العلمي ألا يتورط في مثل هذه المسائل. أقول: إذا لم يتورط قد يصبح ايديولوجيا ويفقد بذلك الطابع العلمي.
  6. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أنه لا يمكن أن نتخلى عن مقدساتنا وحقوقنا وأرضنا المغتصبة من أجل إرضاء شهوة المرجعية والسلطة العلمية. أقول: أولا، يجب فصل المقال فيما بين المقدس والحق والأرض من الإنفصال تاريخيا ثم دينيا ثم سياسيا؛ ثانيا، قد يسقطنا هذا في مطب الإيديولوجيا وإخفاء الحقيقة ولو كانت ضدنا، مما يجعلنا نعيد أخطاء من سبقونا.
  7. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن ثمة باحثون كبار وحتى يهود أنصفوا المسلمين في مقدساتهم. أقول: ولو، فليست العبرة بمن أنصف ولو كان عدوا ولكن العبرة بحقيقة الإنصاف (تاريخيا، دينيا، سياسيا…)
  8. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن السجود في القرآن ذكر سواء حقيقة أو مجازا، ويجب التمييز بينهما. أقول: الإشكال يكمن فعل التمييز نفسه، ومن يجعل المعنى في هذه الآية حقيقة وفي الأخرى مجازا؟ ربما نرجع إلى علم البلاغة والبيان، لكن يجب إستشكال هذا العلم في حد ذاته وعدم أخذه على عواهله كأنه معطى بينما قد تم بناءه (ثقافيا، اجتماعيا، وربما حتى سياسيا)
  9. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم بأن معنى المسجد الذي هو مكان للسجود موجود قبل الإسلام، والمثال في قصة أصحاب الكهف “لنتخذن عليهم مسجدا”. أقول: ربما يتفق الأستاذ زيدان مع هذا الطرح، إلا أن السؤال مرتبط بفعل تقديس مكان السجود، كما أننا لا نعرف الشحنة الدلالية لكلمة مسجد بلغة القرآن قبل الإسلام، وما المخيال المرتبط به (من تقديس وعبادة وارتباط وحب وتضحية وغيرها)
  10. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء مرتبط بمسجدية المكان وليس مسألة حيطان، وأن المكان كان متعبد ومسجد داود. أقول: وبالتالي فالمكان كان مسجدا بمعنى مكان السجود منذ النبي داود، وقد أحيى اليهود هذه الدلالة للمكان بعد زمن طويل، كما فعل القرآن فيما بعد زمن نبي الإسلام، لكن بدلالة مغايرة أي باعتباره مكانا للصلاة كأي مكان آخر وليس مكانا مقدسا على غرار البيت الحرام.
  11. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن عمر ابن الخطاب لما فتح بيت المقدس وجده مكانا لرمي القمامة، فأزالها وصلى هناك، إلا أنه لم يصلي خلف الصخرة كما أخبره كعب الأحبار لأن هذا فعل اليهود، بل جعل الصخرة خلفه وولى وجهه للبيت الحرام. أقول: ربما نقرأ الحادثة قراءة أخرى، أي أن عمر ابن الخطاب حرر مكانا لم يتمكن اليهود تحريره لأنه كان تحت قبضة المسيحيين الذين جعلوه مكانا لرمي القمامة. بلغة أخرى، عندنا ولى عمر ابن الخطاب وجهه للبيت الحرام وليس للصخرة، كأنه يقول لليهود بعد تحرير مكان تعبدهم الأول، “لكم وجهة تعبدكم ولنا نحن المسلمين وجهة تعبدنا”، فإذا كان مقدس المسلمين هو المسجد الحرام فمقدس اليهود هو بيت المقدس تاريخيا.
  12. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن ثمة رحالة فرنسي اسمه أركولوف ذكر في كتيب له، حول رحلته لبيت المقدس، متعبد سليمان وداود، وأن المسلمين بنوا هنالك مسجدا على أعمدة خشبية. أقول: صحيح، لكن بنوا مسجدا وليس مكانا “مقدسا” بلغة القرآن أي حراما كالمسجد الحرام، بل مكانا للصلاة، وفي الحديث “جعلت لي الأرض مسجدا وطهورا”.
  13. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن بيت المقدس كان مكان تعبد اليهود ثم المسلمين. أقول: أولا، بالتالي لكل منهما الحق في المكان. ثانيا: ليس بنفس السمك التقديسي والتعبدي، بالنسبة للمسلمين هو مكان للتعبد أي للصلاة، بينما بالنسبة لليهود هو مكان تقديس أي مكان لأداء مناسكهم (دون الدخول في تاريخيتها وصدقها من عدمه) كما يؤدي المسلمون مناسك الحج في البيت الحرام.
  14. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن كلمة بيت المقدس وبعبارات متعددة (القدس، بيت المقدس، مسجد بيت المقدس، إيليا) وذلك في (تفسير مجاهد بن جبر، في الموطأ، لدى الشافعي، في سيرة ابن اسحاق…) ذكرت في الكتابات الإسلامية قبل 250 هـ عكس ما ذهب إليه الأستاذ يوسف زيدان. أقول: ربما الشيء الذي جعل الأستاذ زيدان يذهب إلى غياب كلمة بيت المقدس في الكتابات الإسلامية قبل 250 هـ، هو دلالتها وليس لفظها، أي أظنه يريد التأكيد على “دلالة” بيت المقدس وليس “كلمة” بيت المقدس، فحتى لو ذكرت الكلمة إلا أن دلالتها ربما (ونحتاج هنا إلى فيلولوجيا الكلمة) تختلف في الفترة ما قبل 250 هـ وما بعدها، أي هل طابع القداسة الذي طال الكلمة وبالتالي دلالتها (الإسم والمسمى معا) هو نفسه قبل وبعد 250 هـ؟
  15. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن الأستاذ يوسف زيدان يستخلص من تحليله أن حقنا في بيت المقدس حق مضعضع وحتى من الناحية التاريخية. أقول: قد يكون مقصود الأستاذ زيدان هو تحويل الإهتمام وفعل التقديس من المكان إلى الإنسان، وعدم التضحية بالإنسان من أجل المكان، وحديث الأستاذ زيدان موجه إلى طرفي المعادلة: المسلمون من جهة واليهود من جهة أخرى، وكل عليه القيام بنزع الأسطرة عن تراثه.
  16. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن اليهود يتهمون المسلمين بسرقة كلمة بيت المقدس ذات الأصل العبري (بابأمقداش)، وأن الإسرائيليون يبنون على ذلك أن المسلمين يريدون سرقة المسمى بعدما سرقوا الإسم. أقول: لا يجب الخلط بين المعطى التاريخي والتوظيف السياسي، ولا يجب إنكار التاريخ لتفادي السياسة والعكس صحيح.
  17. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن التوراة أكدت أن نسل ابراهيم هم من له الحق في الأرض المقدسة، وبما أن من نسل ابراهيم اسماعيل واسحاق ثم يعقوب، فكل من المسلمين واليهود أبناء ابراهيم ولهم جميعا الحق في بيت المقدس. أقول: هذه بالضبط هي نقطة الإلتقاء بين الأستاذ عدنان ابراهيم والأستاذ يوسف زيدان، فهدفهما واحد إلا أن التوظيف التاريخي هي النقطة المختلف عليها.
  18. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن اليهود لم يعيشوا أكثر من 420 سنة في المنطقة خلال فترة داود وسليمان، بينما أقام المسلمون في الأندلس 830 سنة، وبالتالي هل للمسلمين الحق في أن يقولوا نريد اسبانيا، لا يمكن ذلك. أقول: لعل من ألذ أعداء فعل التفلسف المقارنة والمثال، حيث يمكن القول أنه بالإمكان وليس ببعيد في زمن آت أن يعاد توظيف الأدبيات الإسلامية حول الأندلس وإضفاء طابع القدسية عليها فقط لأن فلانا مر منها أو علانا وقف على أطلالها، وبالتالي يتم تهييج مشاعر المسلمين في نطاق سياسي وجيو ستراتيجي معين؟ كما وقع فعلا مع قضية بيت المقدس قبل وبعد 1948.
  19. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن ثمة دراسات تؤكد أن 82% من يهود اسرائيل هم من أصول خزرية جنوب روسيا، وأن الخزريون ليسوا يهودا بالمنطق السلالي بل تهودوا، وبالتالي ليس لهم الحق في بيت المقدس. أقول: أذكر مرة أخرى أن المقارنة والمثال من أعداء فعل التفلسف، إذ ألا يمكن أن نقول نفس الشيء عن المسلمين الذين يسكنون المنطقة، كم نسبة من هم من سلالة عربية أي من نسل إسماعيل؟
  20. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم بأن عبد الملك ابن مروان فقيه قبل أن يكون حاكما، ويستحيل أن يأمر الناس بالحج لبيت المقدس بدل المسجد الحرام بعد صراعه السياسي مع عبد الله ابن الزبير، وفي موضع لاحق يقول أن عبد الملك ابن مروان هو الذي أمر الحجاج بن يوسف الثقفي بمحاصرة ابن الزبير بمكة ورمي الكعبة بالمنجنيق. وأنه قد حج بعد ذلك للبيت الحرام، مما يبطل دعوة أمر المسلمين بالحج لبيت المقدس. أقول: هل من أمر برمي البيت الحرام بالمنجنيق يصعب عليه أن يأمر بالحج لبيت المقدس ولو إلى حين أن تهدأ الصراعات السياسية؟
  21. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن ما استند إليه الأستاذ زيدان فيما ذكره الواقدي في وجود تسمية مسجد أقصى في شمال مكة، يجد له ما يبطله من خلال ما ذكره الواقدي نفسه وفي نفس المصدر أي المغازي، حيث ذكر لفظة بيت المقدس. أقول: ربما ينبغي الرجوع إلى “المغازي” لنرى هل ذكر الواقدي المسجد الأقصى على أنه بيت المقدس أو على الأقل بدلالة بيت المقدس، الشيء الذي يمكن أن نستخلص منه أن مسألة التسمية ليست فقط مسالة شكلية أي ألفاظ لمكان واحد، بل ألفاظ لدلالات متعددة لنفس المكان، ومن هنا نلاحظ مثلا كيف أن القرآن استعمل كثيرا من ألفاظ التوراه ومنها اسرائيل أي النبي يعقوب، ولكن لم يستعمل كلمة بين المقدس واستعمل بدلا منها عبارة الأرض والبقعة المباركة مثلا والتي كثيرا ما ترتبط بالنبي موسى وببني اسرائيل، وربما المسجد الأقصى اسم آخر لنفس المكان لكن بدلالة أخرى ليست دلالة التقديس، فنحن إذن أمام جدار اللغة وسمك التاريخ.
  22. يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن المسجد الأقصى المذكور في سورة الإسراء هو بيت المقدس، لذكر عبارة “باركنا حوله”، وأن كلمة المباركة تأتي في سياق القرآن مرتبطة بالبقعة المباركة من بيت المقدس، كما أن الآيات التي تلي هذه الآية الأولى من سورة الإسراء تتحدث عن النبي موسى وبني اسرائيل. أقول: جميل، إلا أن الإستنتاج قد يختلف، حيث يمكن القول أن المسجد الأقصى ليس مرتبطا بالمخيال التاريخي للمسلمين، بل بالمخيال اليهودي، بينما المسجد الحرام هو المرتبط بالمخيال التاريخي للمسلمين؛ ويمكن أن نلاحظ هنا التداخل اليهودي-الإسلامي، والذي ما فتئ الأستاذ يوسف زيدان يؤكد عليه، من خلال مكانين مباركين (المسجد الحرام بالنسبة للمسلمين وبيت المقدس بالنسبة لليهود) وأن لكليهما الحق في العيش فيهما معا، إلا أنه في المخيال اليهودي لم يتم تقديس البيت الحرام، بينما في المخيال التاريخي الإسلامي ولا أقول في القرآن قد تم تقديس بيت المقدس. مع ذلك، فللجميع الحق في المكانين (البيت المبارك والبيت الحرام) سواء تعبدا أو استقرارا، لأنهما مكان للسلم والتعايش وليس العكس.
  23. أرى ضرورة الرجوع فقط إلى الحالة الدينية في بيت المقدس خلال القرن العشرين إلى غاية 1948، ومقارنتها بما بعدها من أجل قياس درجة تقديس المكان لدى كل من اليهود والمسلمين على حد سواء، حيث ثمة كتابات وأرشيفات وربما دراسات سوسيولوجية يمكن أن تسعفنا في الموضوع، أما الحديث عن الموضوع من داخل التراث الإسلامي فلن يسعفنا في الخروج بشيء، لأن تضارب الروايات والأحاديث يجعل كل طرف يتشبث بما يراه صحيحا، ويبني عليه فكرته، ومن الصعب الحسم فيه لأنه أصلا تراث لم ينتهي بعد من تحقيق ذاته فيلولوجيا ناهيك عن تأكيد صحته من عدمه.
  24. خلاصة القول أن النقاش حول: هل المسجد الأقصى المذكور في القرآن هو بيت المقدس أم لا؟ هو نقاش مرتبط بسمك دلالي واحد هو “فعل التقديس”، هل المكان مقدس أم لا؟ وبأي معنى؟ وعلى أي أساس؟ هذا إذا أخذنا في الإعتبار أن فعل التقديس sacralisationفي لغة القرآن يأخذ معنى الحرام، ومن هنا دلالة البيت الحرام؛ وإذا أخذنا في الإعتبار كذلك أن فعل التقديس كما علمتنا الأنثروبولوجيا المعاصرة فعل اجتماعي مرتبط بفعل السلطة، أي حيثما وجدت السلطة كان للمقدس حضور، وما غياب المقدس إلا دليلا عن غياب إرادة السلطة أو لنقل تواريها خلف أشكال أخرى للتقديس، ولعل دلالة بيت المقدس والمسجد الأقصى في المخيال اليهودي والإسلامي هي شكل من أشكال انكشاف السلطة مع تواريها تحت مسمى الدين…

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليقات 4

اترك رد

  • تعليق بسيط: اخي، فقط اود ان اصحح خطا لغويا متداولا اراك قد وقعت فيه بضع مرات وارجو ان تتفاداه في كتاباتك المقبلة.
    تكتب “ان” بعد القول مكسورة الهمزة دائما.
    مثال:
    الخطا: يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أن كلام الأستاذ…
    الصواب: يقول الأستاذ عدنان ابراهيم إن كلام الأستاذ…
    الخطا: يقول الأستاذ عدنان ابراهيم أنه لا يمكن أن نتخلى…
    الصواب: يقول الأستاذ عدنان ابراهيم إنه لا يمكن أن نتخلى…

    لا أعتب عليك أخي فالخطأ شائع ولكن أدعوك لمراجعة قواعد مواضع همزة “انّ”. شكراً.

  • ستحملنا إن شاء الله نوق التقوى إلى القدس يحدوها حادي التوحيد و الوحدة على نور الثقة بالله الذي قال { فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون * الذين آمنوا و لم يلبسوا إيمانهم بظلمٍ أولئك لهم الأمن و هم مهتدون } إننا على ثقة أن هذا حاصل على أيدي من اصطبغوا بصبغة العبودية لله لدرجة أنها غلبت حتى على أسمائهم فإسم كل واحد منهم عند الله هو [ عبد الله ] و لذلك قال تعالى عنهم [ فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأسٍ شديد } و هم علي بن أبي طالب و من معه يوم خيبر ثم عمر بن الخطاب و من معه يوم فتح بيت المقدس … أما الآخرة هنا { فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم و ليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة و ليتبروا ما علوا تتبيرا } فحتماً لا تعني يوم القيامة بل تعني المرة الثانية من العلوّ إذ قال تعالى { و قضينا إلى بني اسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين و لتعلن علواً كبيرا } فهذا العلوّ مآله إلى السقوط بإذن الله خاصةً إذا أتى الله بنيانَهم من القواعد فخر عليهم السقف من فوقهم .. و كلمة ( القواعد ) لها أكثر من معنى : 1 ـ { القواعد من النساء } أي عن طريق نسائهم .. 2 ـ القواعد التي طالما ارتكزوا عليها في علوّهم ذاك ( أمريكا و بريطانيا و غيرها ) .. 3 ـ القواعد من القوانين الوضعية التي اعتمدوها طيلة مسيرة علوّهم الزائفة الظالمة فالله عز و جل يستدرجهم عن طريقها .. مع ذلك يعطيهم الرحمن فرصة للعودة و سلوك الطريق الصواب لقوله { و إن عدتم عدنا } أما إن كفروا { و جعلنا جهنم للكافرين حصيرا } … فغالب الظن أن عباد الله الذين سيدخلون المسجد محررين إياه هم على خطى عمر بن الخطاب رضي الله عنه حيث دخل مسالماً بدون سلاح مؤيداً بروحٍ من الله و قوةٍ منه سبحانه …. { و أيدهم بروحٍ منه } { و ألزمهم كلمة التقوى و كانوا أحق بها و أهلها } ….

  • بارك الله في صبا وجعل لفكرها صدى يعجبني واجده مقنعا ويريحني كثير طرح الاستاد عدنان ابراهيم لكن مقالات وتحليلات اخرى لا اجدها الا تحصيل حاصل وثرثرة من باب المشاركة وخطف الاضواء كمن يغزو ليحصل على عقال بعير وهي قطعة حبل لاتتعدى المتر قد يموت لاجلها صاحب اسرة وكل انسان اقرب فكريا لمن يتبع بمعنى العضيم يتبعه العضماء والمتوسط والادنى وهكدا اصحاب الفكر المتقد المستنير المتفتح الاكثر الماما يتبعون الاستاد عدنان وحسن المالكي والشحرور الخ وهناك من يقد س ويتبع فتات الموائد الفكرية وتنزل المراتب وصولا لمنح البصر والفؤاد والسمع مجانا للقبيلة او المدهب وهنا طبعا يتخلى الانسان المبجل عن تعضيم حباه خالقه به دون باقي ما خلق فكن طالبا في الفكر اعلى المراتب كن اوسع من مساحة الكون نضرا خد من علي شريعتي شيئا ومنحجة الاسلام شيئا ومن التصوف سمو الروح شيئا ومن الاخوة في حب ال بيت محمد شيئا او اعطهم شيئا منه ومن السنة المحمدية لا المدهبية شيئا كحب الصحابة الاولين المضحين بكل نفيس في سبيل اعلاء كلمة الحق وتنزه عن المحدثين بعد رسول الله الدين انحرفو عن وصيته ومنهجه لاتتوقف عن طرح الاسئلة الدهنية بينك وبين عقلك حتى يصبح عقلا مهدبا يقبل الاخرين ولو خالفوك ويبقى الهدف الاسمى جمع شتات الامة التي تستحق من يرثيها ويزرع الامل في روحها التي لاشك عندي ان تلك الروح حية ما دامت تنجب العضما ء حتى وان تربو وترعرعوا في حاضنة اخرى وا لله ا لموفق وحده

  • بارك الله فيك. جميل أن نخضع نتاج المفكرين عدنان ويوسف لهكذا تمحيص. أتساءل فقط لم هذه الحيرة والاضطراب حول القدس؟ هل لأننا نظرنا إلى اليهودية والإسلام على أنهما دينان مختلفان؟ أم لأننا تغافلنا عن إرضاء صاحب الأرض كلها فضلا عن بقعة منها وهو الله سبحانه الذي يورث عباده ما شاء؟ بكلمات: إنما الدين واحد وهو الإسلام الذي تطور متهوّدا فمتنصّرا كما قال عليه السلام – بالمعنى : إنما مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل بناء أتى كل نبي ليضع لبنة فيه حتى موضع لبنة فأنا اللبنة وأنا خاتم النبيين. فلو كانت لليهود مثلا أحقية في القدس فهذا لأنهم هم المسلمون قبل البعثة .. أما الآن فمن كان أحرص على شرع الله فهو الأكثر استحقاقا. هب أن اليابانيين اعتنقوا الإسلام وحسن إسلامهم أكثر من غيرهم – والله أعلم بقلوبهم وقلوبنا وقلوب اليهود – … فهم أولى من العرب ومن بني يعقوب بالقدس وبغيرها … والله أعلم

%d مدونون معجبون بهذه: