وسم -علم الأعصاب

علم الأعصاب أو طب الأمراض العصبية ” neurology” ( المشتق من الجذور اللاتيني neuron= عصب, -logia= دراسة ) هو تخصص طبي يُعنى باضطرابات الجهاز العصبي. بتفصيل أكثر، يهتم علم الأعصاب بتشخيص و علاج جميع فئات الأمراض التي تتضمن أيّاً من : الجهاز العصبي المركز, الطرفي . اللاإرادي , و يشمل ذلك الأعصب و أغلفتها و الأوعية الدموية و الأنسجة المستجيبة لها كالعضلات.
عالم الأعصاب هو طبيب يتخصص في هذا العلم و مُدرَّب على فحص, تشخيص و علاج الاضطرابات العصبية. عالم الأعصاب يمكن أن يشترك أيضا في الأبحاث السريرية و الأبحاث الأساسية و بحوث الترجمة . بينما يعد علم الأعصاب تخصصا طبيا غير جراحي, التخصص الجراحي المناظر له هو جراحة الأعصاب. طب الأمراض العصبية ” neurology “, باعتباره فرعا من الطب , يختلف عن دراسات و علوم الأعصاب ” neuroscience” و هي الدراسة العلمية للجهاز العصبي من جميع أوجهه.
في الولاايات المتحدة و كندا, أطباء الأعصاب هم الأطباء الذين أكملوا الدراسات العليا في علم الأعصاب بعد التخرج من كلية الطب. أطباء الأعصاب يكملون, في المتوسط, ما مقدراه 10-13 سنة من التعليم الجامعي و التدريب السريري. هذا التدريب يتضمن أربع سنوات جامعية ” undergraduate” , شهادة طبية “.M.D أو .D.O ” و الذي يشكل بدوره أربع سنوات إضافية من الدراسة , ثم إتمام ثلاثة إلى أربع سنوات كطبيب مقيم ” دراسات ما بعد التخرج الطبية الاكلينيكية” في الأعصاب. سنوات الإقامة الأربعة تتكون من سنة واحدة من التدريب بالطب الباطني, متبوعة بثلاث سنوات من التدريب في طب الأعصاب. بعض أطباء الأعصاب يكملون سنة أو سنتين زمالة طبية بعد إتمام برنامج الإقامة في طب الأعصاب. التخصصات الفرعية في هذا المجال تشمل: طب الإصابات الدماغية, الفسيولوجيا العصبية السريرية, الصرع, الطب الملطف للألم ( للمرضى المصابين بأمراض غير قابلة للشفاء), اضطرابات النمو العصبي, الطب العصبي العضلي, طب الألم, طب اضطرابات النوم, و الطب الوعائي. عدد من أطباء الأعصاب يكملون تدريبا إضافيا في سنوات الزمالة في حقل معين مثل: الجلطات أو طب الأعصاب الوعائي, طب الأعصاب التدخلي, الصرع, الطب العصبي العضلي, التأهيل العصبي, طب الأعصاب السلوكي, طب النوم, إدارة الالم, علم المناعة العصبية, الفسيولوجيا العصبية, اضطرابات الحركة. في ألمانيا, يجب إتمام سنة إجبارية من التدريب في الطب النفسي لإكمال التدريب في الطب الأعصاب. في المملكة المتحدة و إيرلتدا, طب الأعصاب هو تخصص دقيق من الطب الباطني. بعد خمس إلى تسع سنوات في كلية الطب و سنة الامتياز ( أو سنتين في البرنامج التأسيسي), يجب أن يجتاز طبيب الأعصاب اختبار العضوية لكلية الأطباء الملكية أو مكافئها الإيرلندي قبل التدريب المتخصص في طب الأعصاب. في جيل سابق, كان يتعين على بعض أطباء الأعصاب أن يقضوا سنتين في وحدات الطب النفسي و نيل شهادة في الطب النفسي. لكن هذا المتطلب أصبح غير شائع , بما أن أبسط مؤهل في الطب النفسي الآن يتطلب ثلاث سنوات؛ فهذا المتطلب لم يعد عمليا. فترة من البحث العلمي ضرورية, و الحصول على درجة علمية يساعد في التقدم المهني: العديد وجدوا هذا أسهل بعد الالتحاق بمعهد طب الأعصاب بميدان الملكة في لندن. بعض أطباء الأعصاب يدخلون مجال طب إعادة التأهيل و يتخصصون من ثم في إعادة التأهيل العصبي ؛ و الذي قد يشمل طب الجلطات الدماغية و إصابات أو حوادث الدماغ .
الفحص الجسدي السريري
خلال الفحص العصبي, يقوم طبيب الأعصاب بمراجعة التاريخ المرضي للمريض مع الانتباه للحالة الحالية. ثم يخضع بعدها المريض للفحص العصبي. في العادة؛ يختبر الفحص الحالة العقلية, وظيفة الأعصاب الجمجمية ( و يشمل هذا الرؤية), قوة العضلات, التنسيق العضلي, ردود الفعل الانعكاسية و الإحساس. هذه المعلومات تساعد طبيب الأعصاب تحديد ما إذا كانت المشكلة في الجهاز العصبي و تحديد مركزها. مكان أو مركزية المرض مفتاح أساسي ليطور بواسطته طبيب الأعصاب التشخيص التفريقي. قد يُحتاج إلى فحوصات إضافية لتأكيد التشخيص و تحديد العلاج و الإدارة المناسبة للمرض بالنهاية.
المهام الإكلينيكية
عدد الحالات العام
أطباء الأعصاب مسؤولون عن تشخيص, علاج, و إدارة جميع الحالات المرضية المذكورة أعلاه. عندما يكون التدخل الجراحي مطلوبا, على طبيب الأعصاب تحويل المريض إلى جراح عصبي. في بعض الدول, هناك مهام قانونية شرعية إضافية يتعين على طبيب الأعصاب القيام بها مثل تشخيص الوفاة الدماغية عندما يشتبه بوفاة المريض. أطباء الأعصاب يهتمون بالأشخاص المصابين بأمراض وراثية عندما تكون الأعراض العصبية هي سمتها البارزة. عادة ما يُجرى البزل القطني بواسطة أطباء الأعصاب. قد يولد بعض أطباء الأعصاب اهتماما خاصا بحقول فرعية مثل : العته, اضطرابات الحركة, الصداع, الصرع, اضطرابات النوم, علاج الألم المزمن, التصلب اللويحي المتعدد, أو الأمراض العضلية العصبية.
المجالات المتداخلة
هناك بعض التداخل مع تخصصات أخرى, تتنوع ما بين دولة لأخرى و حتى في منطقة محلية واحدة . إصابة الرأس الحادة غالبا ما تعالج بواسطة جراحي الأعصاب, بينما تعالج تبعات الإصابة بواسطة أطباء الأعصاب أو المتخصصين في طب إعادة التأهيل. تقليديا؛ تعالج حالات الجلطات الدماغية بأطباء الطب الباطني, لكن نشوء أقسام الطب العصبي الوعائي و الطب العصبي التدخلي خلق طلبا لأطباء متخصصين في الجلطات. إنشاء مراكز للجلطات الدماغية معتمدة من قبل اللجنة المشتركة المعنية باعتماد منظمات الرعاية الصحية JCAHO قد رفع من دور أطباء الأعصاب في العناية بالجلطات في العديد من المستشفيات الأولية و الثانوية. بعض حالات الأمراض المعدية العصبية تعالج من قبل أخصائيي الأمراض المعدية. معظم حالات الصداع تشخص و تعالج أساسا بواسطة الأطباء العامّين؛ على الأقل الحالات الأقل حدة. و بالمثل؛ معظم حالات عرق النسا و الأمراض المشابههة تُعالج بواسطة الأطباء العامّين, برغم أنهم قد يحولون إلى طبيب الأعصاب او الجراح أحيانا ( جراحي العظام أو الأعصاب). اضطرابات النوم أيضا قد تُعالج بواسطة أخصائيي الجهاز التنفسي أو اخصائيي الأمراض النفسية . الشلل الدماغي يعالج مبدئيا بواسطة أطباء الأطفال, لكن قد تنقل العناية بهؤلاء المرضى إلى طبيب الأعصاب بعد بلوغهم سنا معينا. في المملكة المتحدة و دول أخرى؛ تعالج العديد من الحالات التي تصيب المرضى المسنين مثل اضطرابات الحركة كالشلل الرعاش, الجلطات الدماغية, العته, أو اضطرابات المشي بواسطة أخصائيي طب الشيخوخة. يستدعى غالبا أطباء علم النفس العصبي السريري لتقييم العلاقة بين الدماغ و السلوك لغرض المساعدة في التشخيص التفريقي, تخطيط استراتيجية إعادة التأهيل، توثيق القدرات المعرفية، و قياس التغير عبر فترة من الزمن ( مثلا للتعرف على التقدم بالسن الغير طبيعي أو تعقب تقدم حالة الخرف).
العلاقة مع الفيزيولوجية العصبية السريرية
في بعض البلدان مثل الولايات المتحدة وألمانيا، قد يختص أطباء العصبية في الفيزيولوجية العصبية السريرية، المجال المسؤول عن EEG ودراسات توصيل الأعصاب وEMG والكمونات المستثارة. في بلدان أخرى، يعد هذا اختصاصاً مستقلاً (مثل المملكة المتحدة، السويد).
التداخل مع الطب النفسي
رغم الاعتقاد بأن الأمراض العقلية اضرابات عصبية نوعاً ما تؤثر على الجهاز العصبي المركزي، إلا أنها تصنف تقليدياً بشكل مستقل وتعالج من قبل الأطباء النفسيين. في مقال منشور عام 2002 بالمجلة الأمريكية للطب النفسي, كتب د. جوزيف ب مارتن – عميد كلية الطب بهارفارد و طبيب أعصاب- : ” الفصل بين الفئتين اعتباطي؛ و هو متأثر على الأغلب بمعتقدات عوضا عن ملاحظات علمية مثبتة”. و حقيقة أن الدماغ و العقل واحد؛ تجعل هذا الفصل مصطنعا على أية حال” بكلمات أخرى؛ يتغير العقل بتغيُّر البنية المادية للدماغ, و تغيّرات البنية المادية للدماغ، تحصل في العقل. يمكن وصف كلا من الدماغ و العقل بأنهما يستندان إلى العالم المادي، لكن شرح العقل أو المرض العقلي بمصطلحات مادية بحتة قد لا يكون مناسبا أو نافعا على الدوام.
كثيرا ما يكون للأمراض العصبية أعراض نفسية؛ مثل اكتئاب ما بعد السكتة الدماغية، الاكتئاب و الخرف المصاحبين لمرض باركنسون, اضطربات المزاج و الإدراك في الألزهايمر و مرض هنتغتون, و هذا غيض من فيض. و لذلك, لا يوجد تمييز حاد بين طب الأعصاب و الطب النفسي على المستوى الحيوي. هيمنة نظرية النحليل النفسي في الأرباع الثلاث الأُول من القرن العشرين، قد استبدلت إلى حد كبير بالتركيز على الصيدلة و الأدوية. و رغم الانتقال إلى نموذج طبي؛ لم تتقدم علوم الأعصاب بعد إلى الدرجة التي يمكن للعلماء أو الأطباء الإشارة بواسطتها إلى آفة مرضية أو شذوذ جيني سهل التمييز، و اللذان ينبئان وحدهما عن مرض عقلي معين.
طب الأعصاب التجميلي / التكميلي
الحقل الناشيء – علم الأعصاب التجميلي- يبرز قدرة العلاج على تحسين الفعالية في بيئة العمل, التركيز في المدرسة, و السعادة بمجمل في حياة الأفراد. على الرغم من ذلك, هذا الحقل أثار أسئلة عن أخلاقيات علم الأعصاب و تركيبة الأدوية المستخدمة في نمط الحياة المعتاد.

أعلى المواضيع والصفحات