افتتح الدكتور الحلقة ببحث المسألة بطرح السؤال هل الحجاب عبادة او عادة؟ رجح فضيلته انه لاعلاقة بالعبادة بالمفهوم الخاص بل يندرج في العبادة بالعام العام أي انه خير و عليه فالحجاب لا يدخل في العبادات الخاصة التي اتفق عليها الجمهور هي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج مع اضافة المالكية للجهاد.،و عليه فالحجاب من المسلكيات التي للشرع فيها حكم و هذا الحكم يراعي مقاصده و غاياته،و يؤكد ان غطاء الرأس بالنسبة للمرأة هو عادة دأبت المرأة العربية في تلك اﻷحقاب على ارتدائه مخافة الحر كما الرجل، و ان الشعر ليس بعورة،و يرى ان مسلك سد الذرائع في هذا الباب ضيق واسعا وحجر على رحمة الشريعة.
في عرض رد على ما يستدل على تحجيب النساء بطرق معينة لفت ان اﻷولى تسمية الرداء بالجلباب و ليس الحجاب و أشار الى تنبه العلامة الألباني حيث وسم عنوان كتابه بجلباب المرأة المسلمة،و أشار الى استدلالهم بقول أمنا عائشة عن تغير حال النساء بعد النبي و احداثهم بعض الأمور و هذا الاحداث يقتضي المنع من الظهور و ساق تعليق ابن حزم ان ما أحدثه النساء لا يصل الى درجة الفجور و قد حدث أيامه السعيدة حوادث زنى و هي أقصى الفجور لكنه لم يمنع المرأة من البروز او يشدد عليها ثم اذا منعنا من أحدث فكيف بمن لم يحدث،ثم اليس الله بعالم بتغير اﻷوضاع بعد النبي عليه السلام فلو كان هذا اﻷمر مستلزم لوضحه،ثم رد حديث المرأة عورة ﻷنه مما تفرد به الترمذي و قال “حديث غريب حسن”- و قد وقفت شخصيا على ضعفه مرفوعا (بدر)-،ثم قال ان القول به يخالف المشهور من السنة ،و بالنسبة لقضية اﻷلوان فلا دليل عليه،بل هو نتيجة للاعراف و المقتضيات المناخية،و يبدو ان العقلية الذكورية وجهت هذا ،و الثابت ان أمهات المؤمنين لبسن ثيابا ملونة.
و النقاب و اللون الأسود هذا عرف في ديانات و تقافات سابقة على الاسلام، و أن وضع المرأة عرف انكسارا و تقهقرا مع الحقبة العباسية كما المح الى ذلك الجاحظ.
أما بخصوص الضوابط فيجب التمييز بين الحقائق التي تسالمت عليها اﻷمم،فجميع التقافات ترى السوأتين عورة و منطقة الصدر او ما يصطلح عليه بالأعضاء الجنسية،للمرأة و الرجل،هذه يجب سترها و القرآن نبه لهذا،و ذلك بأن فقط أشار الى الضرب على الجيوب،و ترك الباقي للعادة،و عليه فغطاء الرأس و النقاب أوهاما و ليست حقائقا.
و خلص الحلقة بالقول:الحجاب ليس عبادة بل عادة و مسلك للشرع فيه حكم يتبع المقاصد و الغايات و يتكيف حسب اﻷوضاع.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليقات 6

اترك رد

  • لم أسمع الا القليل منها لكن فهمت المضمون عموما شيخ عدنان كان الله في العون حقيقة اليوم لن يرضى عنك احد أشفق عليك و الله العظيم لكن أنا واثقة أن الله سيجزيك بنيتك و نيتك حسب ما عرفت عنك مند تعاطيت علمك أنك عالم يبدل كل ما في وسعه كي يصلح ما أمكن و نيتك تكاد تكون بادية لأنك صادق و صدقك يكاد يتحدث بدلا عنك وفقك الله … أسال الله أن لا يخيب ظنك و أملك ..
    كانت لدي ملاحظات على الحلقات السابقة من برنامج صحوة الذي أتعبني حقيقة و حفز عندي رغبة الاصطياف و قلب مخططي لأكمال شهر رمضان على شاطئ البحر على الاقل أتأمل المحيط و أنعم بالحديث مع الامواج بدل سماع مواضيع أزعجتني حقا كنت أحب سماع الحديث عن سيدنا محمد فهو بحر آخر يتنفس فيه صدري عند الضيق … كم أحب حديك عنه صلى الله عليه و سلم بدل افلام الرعب التي عشناها هذه الايام (سحر وعين وحسد….نقاب ههه) الحرب السوداء هههه ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ان كان ثمة شيء حقيقي فهو قدرة الله هذا ما أفهمه …خوفنا على من نحب ربما يبرر خوفنا من غير الله لكن يجب أن نعلم أننا و ما نملك لله أسأل الله أن يحفظك و ذريتك و أهلك و أصحابك و كل من تحب و يحيطكم بعينه التي لا تنام …… أخيرا البحر دواء حقيقي جربته بأمواجه العاتية التي لا ترحم يعيد صياغة التوازان الذي لا يتوازن عند الانسان . حفظك الله شيخ عدنان

  • بارك الله فيكم مع الأسف الجميع يتمسك بالقشور ويترك جوهر الدين أتمنى لك الموفقيه في مسرتك الصعبه

  • بارك الله فيك ورفعك بعلمك ورزقك التواضع..أحب علمه واستنباطه بطريقة ذكية جداً ..دائما يقنعني بالحجة وحججه دائما قوية سواء بالعقل أوالدليل…
    جزاك الله خير..

  • الله يوفقك يا د عدنان جريء وموضوعي بالطرح ..حقا انت موسوعه وداعي بالتنوير العقلي للمسلمين كلنا معك ونبجل شجاعتك..وباختصار ذبحنا التخلف والقشريات الفارغه..كل الامم سبقتنا وصرنا مثال للتخلف بشكليات كاللحية والخمار والحجاب وتركنا جوهر الدين وهو الدعوه وهداية البشريه للطريق الصحيح الى الله

%d مدونون معجبون بهذه: