وضع الدكتور عدنان ابراهيم يده بدقة منهجية وعلمية على حل سليم لعلاج عقدة يشترك فيها الكثير من افراد المجتمع العربي المسلم من خلال استقراء وإعادة تفسير إشكالية الفن بشكل مختلف عما سبقه اليه من علماء في هذا الموضوع. هذه العقدة التي يشترك فيها كل فرد له علاقة حميمة بمختلف انواع الفنون ويتعامل مع الفن أما بكينونة الفنان المبدع او الفرد المتذوق للموضوعات الفنية وهو يدرك اهمية النتاجات الفنية ويشعر بمدى أبعادها الجمالية . وبسبب القراءة المتزمتة التي اطلقت حكما تعسفيا لشكل ومضمون الفن اصبح ذلك الفرد يعاني صراعا مزمنا بين الخوف من الوقوع في المعصية وبين حبه للفن، متجسدا في استمتاعه بقضاء وقت ذو معنى جمالي في تأمل لوحة فنية، او معزوفة موسيقية، او مشاهدة مسرحية. وغالبا ما يؤدي ذلك الصراع الى نشوء عقدة ذنب مكبوتة تخلق لدى الفرد احباطا لاشعوريا يبدو ظاهريا على شكل اكتئاب وكما هو واضح فان سبب هذا الاكتئاب ازدواجية الاعتقاد الذي يتأرجح بين الخوف من المعصية والشعور بالراحة النفسية لذوبانه في عالم مرهف ومشوب بالمتعة والجمال. فالفن يغذي الإدراك الجمالي لدى الانسان والسلوك القيمي الصحيح الموافق له فيجعله اكثر هدوءا وصبرا، ويقلل من عدوانيته وشعوره بالملل، ويجعله اكثر عمقا في فهم ذاته والفن هو احد العلاجات الناجحة لكثير من الامراض النفسية. فهناك الكثير من الاطباء والمتخصصين الذين يصفون الاستماع الى الموسيقى بانواعها او الاصغاء الى القران الكريم باصوات اقرب الى المريض من غيرها ليتغير مزاجه وقد يبرا من علته النفسية عندما يقضي وقتا كافيا في تامل كلمات الله مع تناغم الصوت المؤمن الجميل فيشعر بالارتياح وبالدافع نحو استلهام الحس الجمالي في مواصلة الشفاء وبناء على ما تقدم نستطيع الشعور بالفطرة السليمة ان ادراكنا للفن الصحيح والنافع هو الذي يحاكي وجدان الانسان ومشاعره وقيمه الاخلاقية والاجتماعية كالصدق ومشاركة الاخرين همومهم وتبّني النظرة الايجابية لقضية الاختلاف بين الاخرين، وهو على النقيض من عقدة اقصاء الاخر وفقا لانتمائه او اتجاهاته المختلفة عن انتماءاتنا واتجاهاتنا. ويقابل ذلك إدراكنا لخطورة الاعمال التي تدّعي انتماءها للفن، ولكنها في الحقيقة تغذي الشهوات وتعمل على اثارتها. والانسان مخير في انتقاءاته للموضوعات الفنية. وفي السياق ذاته نجد ان العقل الحر والذات العارفة تجعل الانسان اكثر ابداعا في العمل وفي الحياة، لذا علينا ان نعيد النظر في الكثير من مفاهيمنا ومعتقداتنا فيما يتعلق بالافكار والاتجاهات التي نحسبها من الدين وهي ليست كذلك لقصورنا في فهم اعجازه والحكمة منه. وعلينا ان نبني ذواتنا بما لايتناقض مع الفطرة الصحيحة، فالتزمت في الدين والفكر والوقوف من الفن موقف المتعصب الجاهل يؤكد ابتعادنا عن التناغم مع انسانيتنا ووجداننا، لذا يجب علينا تنمية ميولنا في التمرد على الخاطئ من الموروثات فنرفضها جملة وتفصيلا.
عدنان إبراهيم
مواضيع ذات صلة
10 أبريل، 2020
1٬099 مشاهدات
10 أبريل، 2020
900 مشاهدات
10 أبريل، 2020
744 مشاهدات
10 أبريل، 2020
1٬285 مشاهدات
10 أبريل، 2020
429 مشاهدات
10 أبريل، 2020
521 مشاهدات
10 أبريل، 2020
577 مشاهدات
10 أبريل، 2020
330 مشاهدات
10 أبريل، 2020
340 مشاهدات
10 أبريل، 2020
314 مشاهدات
10 أبريل، 2020
287 مشاهدات
10 أبريل، 2020
1٬208 مشاهدات
29 مارس، 2020
584 مشاهدات
فيديو تحفيزي, مقتطفات, هوامش
نصيحة من ذهب لكل من ضل الطريق || الدكتور عدنان ابراهيم في واحد من أفضل الفيديوهات
28 مارس، 2020
387 مشاهدات
27 مارس، 2020
348 مشاهدات
25 مارس، 2020
285 مشاهدات
24 مارس، 2020
450 مشاهدات
24 مارس، 2020
322 مشاهدات
23 مارس، 2020
318 مشاهدات
20 مارس، 2020
446 مشاهدات
فيديو تحفيزي, مقتطفات, هوامش
لا تحكم على الاخرين! ( إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ) موثر جدا – عدنان ابراهيم
15 مارس، 2020
331 مشاهدات
11 مارس، 2020
2٬477 مشاهدات
7 مارس، 2020
303 مشاهدات
7 مارس، 2020
749 مشاهدات
7 مارس، 2020
579 مشاهدات
7 مارس، 2020
373 مشاهدات
21 مايو، 2019
807 مشاهدات
9 مارس، 2019
3٬630 مشاهدات
2 فبراير، 2019
3٬011 مشاهدات
8 أكتوبر، 2018
518 مشاهدات
7 يونيو، 2018
4٬129 مشاهدات
24 مارس، 2018
2٬382 مشاهدات
22 أكتوبر، 2016
3٬712 مشاهدات
1 أكتوبر، 2016
2٬371 مشاهدات
24 يونيو، 2016
6٬303 مشاهدات
1 فبراير، 2016
5٬413 مشاهدات
16 يونيو، 2014
669 مشاهدات
التفريغات النصية, علوم التربية, لقاءات ومحاضرات, مراجعات
محاضرة الهموم الأسرية…مداخل جديدة للنظر والعلاج
16 أغسطس، 2011
2٬416 مشاهدات
أضف تعليق