أحبتي في الله إخواني و أخواتي السلام عليكم جميعا و رحمة الله و بركاته أود أن أوضح بكلمات سريعة أمرين اثنين الأول : بخصوص ما ورد في خطبة: الحق في الشك . من تعليقي على موقف إخواننا الشيعة مما يجري في سوريا من فظائع و بشائع ما أثار استغراب الكثيرين و اعتراضهم ، و كان موضع الاعتراض من جمهرتهم منصبا على التعميم الوارد في كلامي ، و بسماعي تلك الكلمات ثانية بأن لي بحق أن تعبيري لم يكن دقيقا للاسف ، بمعنى انه لم يكن على قدّ مرادي و قصدي ، و هنا وقع اللبس الذي أثار الاستغراب و الاعتراض ، فمن البين بل البين جدا أن ليس كل الشيعة مؤيدين و لا متعاطفين مع النظام في سوريا ، و اذا كان بعضهم يفعل ذلك مشايعة لايران و حزب الله في سياستهما فمن البين ايضا بالقدر نفسه أن ليس كل الشيعة مؤيدين لايران و حزب الله ، كيف و منهم من يرى ان ايران و معها سوريا كانتا وراء بعض ما ابتلوا به في العراق ، و قد ذكرت هذا من قبل غير مرة ، فالذي قصدت إليه هو الإنكار على الشيعة المؤيدين لنظام البعث في سوريا مشايعة منهم لسياسات ايران متغافلين عن المقتضيات الأخلاقية و الأحكام الشرعية أما من لم يكن كذلك فهو خارج دائرة القصد أصلا ، و لكن التعبير لم يكن واضحا تماما فاقتضى التوضيح ،و على كل حال فجوهر المعنى هو أن لا يضحى بالانسان من اجل الاوهام الايديولوجية و اليافطات العقدية ، و من يتابعني جيدا يعلم كيف انشقت عقيرتي انكارا و اعتراضا و استعظاما ـ في خطب عديدة ـ لما كان يجري على اخواننا الشيعة في العراق من تقتيل و تفجير بالجملة و التفصيل ما أوقعني في حرج شديد مع بعض رواد مسجدي الذين أساؤوا فهم موقفي و تقديره ثم عادوا من بعد و أدركوا صحة منطلقاتي و نبالة مقصدي ، اما الخرص و الحزر بأن عدنان ابراهيم قد يكون تعرض لضغوط من هذه الجهة او تلك فلا و الذي رفع السموات بغير عمد ما وقع شيئ من ذلك ، و اني لأرجو الله مولاي الحق و ادعوه جل مجده ان يثبتني و يقويني بحيث أصدع بما أرى متطابقا مع ضميري ملتزما بالحق ، أما إذا ضعفت و جبنت فأدعوه أن يهبني الشجاعة لأقول للناس : قد كففت نفسي عن الكلام و البيان بعد اليوم ضعفا و جبنا ، فاذا كان الساكت عن الحق شيطانا أخرس فمعاذ الله أن أكون شيطانا متكلما ، و الطمع و المصلحة هما ما يجعل المرء شيطانا متكلما بالباطل و الجبن و الضعف هما ما يكفانه عن النطق بالحق، فيا لها من محنة أن ينحصر خيارك بين أن تكون واحدا من شيطانين : أخرس أو متكلما. و الثاني : يتعلق بتغيبي عن الخطابة و التدريس في الفترة الاخيرة ، و قد كنت بينت لاحبابي في المسجد بعد خطبة الحق في الشك أنني مضطر للتوقف عن الخطابة و التدريس لمدة قد تناهز الشهرين حتى اني لن اتمكن هذا العام من الصلاة بهم في الترايح و لا اتمام دروس التفسير في الشهر الفضيل و ذلك للمرة الاولى من نحو عشرين عاما ، و ذلك لاسباب صحية بمشورة الأطباء المختصين ، فقد أجهدت نفسي جدا في السنة الأخيرة ما انعكس على حالتي الصحية فانبرى الجسد يدافع عن نفسه بطريقته ، و المرجو منكم بارككم الله و رعاكم و متعكم بالعافية أن تدعوا لي بظهر الغيب ، و الى ان القاكم عن قريب ان يسر المولى و انعم استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

المحب لكم عدنان ابراهيم

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: