عكس الشيخ عدنان ابراهيم تماما نموذج المسلم المعتدل الذي تأمل الحكومات الغربية في أن يتمكن من تطوير اسلام أوروبي للمساعدة في دمج المهاجرين واقامة ساتر في مواجهة الايديولوجيات الاصولية.
ومن فوق المنبر بالمسجد الذي يرتقيه في فيينا أو المنصة التي يقف فوقها في المؤتمرات يحث عدنان (04 عاما) وهو فلسطيني المولد المسلمين على أن يكونوا مواطنين يدينون بالولاء لاوطانهم الاوروبية الجديدة وعلى تكييف تقاليدهم مع الحياة الحديثة.
غير أنه يقف معارضا للاقتراحات المتكررة من جانب الغربيين بأن مسلمي أوروبا بحاجة الى تطوير اسلام أوروبي أو بريطاني أو هولندي أو ايطالي.
وقال لرويترز في شقته الفسيحة المفروشة بالسجاد الشرقي والتي تملؤها الارفف العالية المليئة بالكتب العربية بالتأكيد سيكون هناك اسلام له سمة أوروبية يوما ما.
غير أن الامام الذي تميزه نبرة هادئة ويعد أحد أكثر الوعاظ المسلمين شعبية في العاصمة النمساوية التي يمثل المسلمون 10 بالمئة من سكانها أصر على أنه :لن يكون اسلاما أوروبيا.. وانما اسلام في أوروبا… هناك اختلاف كبير.
واعرب زعماء مسلمون شاركوا أوائل الاسبوع الجاري في مؤتمر للائمة الاوروبيين في فيينا عن نهج مشابه.
وتساءل أمير زيدان رئيس الاكاديمية الاسلامية في فيينا ساخرا :ما هو الاسلام الاوروبي.. أهو اسلام خاص باليورو…
وأضاف : أي تكييف أو تحديث أو تطوير لمباديء اسلامية في أوروبا يجب أن يكون مرتبطا بمصادر الاسلام… دون أن يكون متشددا.. أو مخففا.. أو محولا الى نسخة أوروبية أو أميركية. وقوبل حديثه بايماءات دالة على القبول من المستمعين.
وحثت فرنسا الاقلية المسلمة لديها البالغ عدد أفرادها نحو خمسة ملايين نسمة وهي الاكبر في أوروبا على تطوير اسلام فرنسي يتناسب مع مجتمعها شديد العلمانية. وعبر مسؤولون في دول اوروبية اخرى عن أفكار مشابهة.
غير أنه عندما حظرت باريس ارتداء أغطية الرأس بالمدارس العامة تلقى المسلمون رسالة ضمنية مفادها أنهم ينبغي أن يكونوا أقل تدينا وأكثر علمانية مثل الاغلبية الكاثوليكية التي لا ترتاد الكنائس وتتجاهل الكهنة وتنسى تقاليدها الدينية.
ويقول جون فول المدير المناوب بمركز التفاهم الاسلامي المسيحي التابع لجامعة جورج تاون في واشنطن ان كثيرا من الزعماء في أوروبا الغربية لا يبدون قادرين على سماع الرسالة التي يبعث بها المسلمون الغربيون من أمثال الشيخ عدنان.
وقال : هناك صمم لا يصدق.
واضاف أن النظرة العلمانية لكثير من السياسيين والصحافيين جعلت النظرة الدينية مبهمة بشكل خطير بالنسبة لهم.
وقد لا يكون الشيخ عدنان أكثر وضوحا عندما يقول ان الاسلام لا يمكن تحديثه بمجرد مزجه مع بعض الاراء العلمانية الغربية القليلة. ونشأ الشيخ عدنان في مخيم للاجئين في غزة ودرس الطب في يوغوسلافيا قبل انتقاله الى فيينا في عام 1991 .
وقال عدنان :ليس كافيا أن تكون لديك أفكار فحسب. وأخذ يعدد اسماء مثقفين مسلمين في أوروبا قال ان اقتراحاتهم الاصلاحية لم تكن مستندة بشكل راسخ الى الاسلام.
واوضح : اذا لم تكن قادرا على قراءة القران بشكل صحيح.. أو لا تعرف أيا من أقوال النبي محمد موثوقا بها أو لا تعرف التاريخ الاسلامي فيمكن بسهولة أن ينتهي بك الامر الى موقف ضعيف ولن يقبلك اي مسلم.
وأضاف :انني أعرف التعاليم التقليدية ويمكنني أن ابرر وجهات نظري على اساس التعاليم والتقاليد الاسلامية.
وعادة ما تأتي وجهات نظر الشيخ عدنان على خلاف ما يقول الائمة التقليديون انه تعاليم اسلامية. واستشهادا بقضية وقعت مؤخرا في أفغانستان رفض الشيخ عدنان فكرة أن اي شخص يتحول عن الاسلام الى دين اخر يستحق عقوبة الاعدام أو أي عقوبة على الاطلاق.
وقال : في عهد النبي.. كان هناك اشخاص تركوا الايمان ولم يحدث شيء لهم… عقوبة الاعدام هذه كانت للاشخاص الذين يحملون السلاح ضد الاسلام.
وخلال خطبه يحث الشيخ عدنان المصلين على التواصل مع جيرانهم غير المسلمين. وفي أعقاب تفجيرات لندن العام الماضي أصدر الشيخ عدنان فتوى توجب على المسلمين الذين يسمعون عن خطط لهجوم ارهابي أن يبلغوا الشرطة عنها على الفور.
وقال الشيخ عدنان ان احدى خطبه التي استنكرت ختان الاناث الذي لا يزال يمارس بين بعض المسلمين في أفريقيا أشعلت جدلا حادا غير أنه أقنع الحاضرين في النهاية بأن ذلك يتعارض مع الفقه الاسلامي القديم.
وتذكر قائلا : جاء الي رجل بعد ذلك وقال.. الحمد لله.. لقد أنقذت بناتي الثلاث الصغار… لكن الامر كان متأخرا للغاية بالفعل بالنسبة للابنة الكبرى.

جريدة الأيام الفلسطينية 9 ديسمبر، 2011 ·

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: