بســـــــــــــم الله الرّحـــــــــــمان الرّحـــــــــــــــــــيم

وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ / وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ / وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاء مَاء فَيُحْيِي بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ/وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ السَّمَاء وَالأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ الأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ/ وَلَهُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ
صدق الله العظيم وبلّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشّاهدين. اللهمّ اجعلنا من شهداء الحقّ القائمين بالقسط أمين اللهمّ أمين.
الحمد لله ربّ العالمين والصّلاة والسّلام الأتمّان على رسول الحقّ وسيّد الخلق وعلى اله الطيّبين الطّاهرين وصحابته الميامين
أخرج الإمام الطّبرانيّ والحاكم عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنهم أنّ سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول “لن تدخلوا الجنّة حتّى تراحموا “قالوا “يا رسول الله كلّنا رحيم “فقال صلّى الله عليه وسلّم إنّه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكن رحمة العامّة ,رحمة العامّة” والحديث صحيح صحّحه الحاكم ووافقه الذّهبيّ ومن المعاصرين العلامة الألباني رحمه الله في صحيح التّرغيب والتّرهيب. فالرّحمة ليست ترفا وتفضلا نتفضّل به لأنّها خصيصية في الإنسان التي بها يكون الإنسان إنسانا لان الإنسان بلا رحمة يكون مجرّد خلق وقد يكون مجرّد شيء من الأشياء بين الحيوان الأعجم والجماد.والرّحمة المقصودة هنا ليست التي تخصّ القريب والصّديق فكلّ الناس يرحمون أبناءهم وذوي قرباهم حتى النّازيين والفاشيين ولكنها تلك التي تعمّ جميع خلق الله تبارك وتعالى كل الناس مؤمنهم وكافرهم كلّ من احتاج إلى الرّحمة
وفي حديث آخر يرويه التّابعيّ الجليل معاوية بن قرّة عن أبيه الصّحابي قرّة بن قرة بن إّياس بن هلال , يقول : جاء احدهم الرّسول سائلا ” يا رسول الله إني لأخذ الشاة أريد أن أذبحها لا فأرحمها (لا يستطيع ذبحها) فقال له الرّسول صلّى الله عليه وسلّم ” والشّاة إن رحمتها رحمك الله”فالرّجل من رحمته لم يقدر على ذبح الشاة
إنّ عظمة الإسلام تتجلى هنا, في رحمة العامّة,أن ترحم المؤمن والكافر ,تشكّل الحدّ الأدنى غير المقبول ضمن التصور الإسلامي لما ينبغي أن يكون عليه المسلم من رحمانيّة وهذا بمفرده غير كاف إذا لم تضف إليه الحيوانات ,المخلوقات العجماء ,ويمكن لنا كمسلمين أن نبدأ في عالميّ جديدة نبلّغ بها ديننا والقيمة العليا التي نرفع لواءها ونبشّر بها العالمين هي الرّحمة, فديننا دين رحمة للعالمين. وهكذا يمكن للإسلام أن يستعيد ظهوره على هذه الأرض ليبلغ ما بلغه الليل والنّهار وبجدارة وستسعد الإنسانية أيّما سعادة.
يقول عليّ عليه السّلام وكرّم الله وجهه” والله لو أعطيتموني ملك الأقاليم السبعة وما دون أفلاكها على أن أعصي الله تبارك وتعالى في نملة أسلبها جلد شعيرة ما فعلت ولدنياكم هذه أحقر من ورقة تتقضّمها جرادة” هؤلاء هم أسلافنا وهذا هو المنهاج , وهذه هي الرّبّانيّة الحقّ وهذا هو ديننا الإسلام الذي ذبحناه وظلمناه ففي سبيل مغانم خسيسة يقتل بعضنا بعض ويسفك بعضنا دماء بعض ونجور على الإنسان والأديان والأوطان,نسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلا أن يردّنا إليه ردّا حميدا وأن يفهّمنا ديننا. وفي هذا السياق اذكر قصة للشيخ الصّالح العلامة محمّد الحامد شيخ سوريّة : يعود من حمص إلى حما بلدته المباركة وقبل نزوله من السيّارة يلاحظ نملة تسعى على جلبابه فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون غر ّبناها عن قومها أتينا بها حيث لا تعرف أحدا ولا يعرفها احد من النمل وأشار إلى السّائق أن عد إلى حمص لنعيدها إلى حيث كانت. هذه هي المشيخة الحقيقية
كان الفاروق عمر عندما يريد أن يغلظ القسم كان يقول “والذي تقوم السماوات والأرض بأمره” فهو يستشعر عظمة أن تقوم السماوات والأرض بأمره انه لأمر مخيف يروع قلب المؤمن وصاحب العقل الذّكيّ والضّمير الصّاحي اليقضان. ذات مرّة جاء احد الأعراب الى السّوق فيسمع الآيات تتلى”فلا أقسم بمواقع النّجوم وإنّه لقسم لو تعلمون عظيم” فيصرخ الأعرابي قائلا ” ما لذي حمل ربّ العزّة على أن يقس؟
أخوتي وأخواتي أن البنّاء الذي يشرع في بناء بناية ما يبنيها وفق خطّة حتى إذا انتهى تركها إلى حال سبيله ليبني غيرها أمّا الله سبحانه وتعالى فحاله مع خلقه وكونه تختلف عن هذه الحالة بل إن علاقته به لا تنقطع ” لا تأخذه سنة ولا نوم” وفي الأثر الإسرائيلي أن الكليم موسى عليه السّلام قال ” يا ربّ أنت لا تنام فقال له الله تعالى انا لا أنام وما ينبغي لي ان انام” قال له” فماذا لو نمت؟ فأمره الله تعالى ان يحمل في اللّيل قارورتين من زجاج وفيهما ماء كل واحدة في يد ” ففعل وبقي موسى مدّة من الزّمن وهو على ذلك الحال تعب ثمّ اخذته سنة من النّم فوقعت الزجاجتان فتكسّرتا .قال يا كليمي لو أخذتني سنة من النوم لزال هذا الوجود كله” ان الله ربّ العالمين ومعنى ربّ أي أنّه يربّي تربية وهي العناية والاهتمام بشأن من تربيه حتى يبلغ الكمال المنشود والمقدّر له, فالله تعالى يربي كونه ويعنى به يدبّره والتّدبير من لوازم الرّبوبيّة. وأكثر شرك شاع في التاريخ البشري هو شرك الاّلوهية أو شرك العبادة بمعنى ان هؤلاء البشر المشركين يعترفون بالله بالخالقية وبالتدبير لكن نحن نعبده ونعبد معه من سواه ويلي هذا الشّرك الشّرك في التّدبير وأقل أنواع الشّرك هو الشّرك في الخالقيّة فمعظم البشر يقرّون بالخالقية حتى مشركوا العرب كانوا يقرّون لله بالخالقيّة لكن للأسف للأسف فكّكوا بين الخالقيّة والتّدبير قالوا إنّ الله خلق الكون لكن يشاركوه في التّدبير آلهة أخرى في تدبير الكون كالملائكة والجنّ والأرواح المقدّسة والأفلاك العلويّة…وهم يعتبرون ذلك بديهيّا لأنّ البشر قد يشتركون في تدبي أمر م او صنع شئ ما وهذه حجة باطلة لان المدبرين من البشر يستلهمون الخارج في التّدبير أي سنن الكون وسنن الوجود وما من اختراع انج زالا وكان مستلهما من قوانين الطّبيعة فخطّط البشر في التّدبير تابعة لسنن الخارج التي خلقها الله والتي تشي بأنّ واضعها اله واحد لا اله إلا هو وإلاّ لذهب كل ّ اله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض فلو كان لهذا الكون أكثر من اله لوضع كل واحد منهم خطّة تخصّه في التدبير ولتعارضت قوانينهم ولاضمحلّ وزال الكون غير أن الكون الذي نعيش ضمنه متناغم منسجم مبني على التجانس وتحكمه قوانين عديدة لا تحيد ولا تتغيّر لذلك فنحن نفرد الله في الخالقيّة والرّبوبيّة والتّدبيريّة وفي الإلهية والعبادة لان من الناس من يشرك في التدبير الشّرعي أي انهم يجعلون أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله والمسيح وما أمروا إلا ليعبدوا اله واحدا فإذا حرّم الله امرا وحلّله الأحبار أخذوا بقول الأحبار وهذا شرك لا يجوز فالله يدبذر الكون قدرا ويدبرا لاجتماع الإنساني شرعا بالحلال والحرام.هذا الكون يحفظه الله بالرّحمة الرحمانية والرّحيميّة “ويمسك السّماء أن تقع على الأرض” لماذا يحتاج هذا الكون إلى المحفوظيّة الإلهية : محفوظة قيام ومحفوظة دوام؟ لأسباب كثيرة ونحن نحاول ان نقارب هذه الأسباب دون ان نفسّرها تفسيرا نهائيّا أما التفسير النهائيّ كونه أمر الله وكفى ,أما مقاربتنا في التّفسير تعلّل هذه المحفوظيّة الإلهية بأنّ كل ما في الكون مرتبط يبعضه البعض زمانا ومكانا وأثرا فكلّ شئ في الكون يؤثّر ويتأثّر بكلّ شيء الآخر وهذا هو مفهوم التّآثر, فنحن الآن وهنا نؤثّر في آخر نجم في الطّرف القصيّ للكون وهذا هو منطوق القانون العامّ للجذب لإسحاق نيوتن واسمه القانون العامّ للجاذبيّة الذي يقول بين كلّ جسمين مادّيّ قوّة تجاذب كلّ واحد منهما يجذب الآخر تتناسب هذه القوةّ طرديّا مع حاصل ضرب كتلتيهما وعكسيّا مع مربّع المسافة بينهما لذلك يصاغ رياضيّا(ف1= ف2)= ثابت الجاذبية…لذلك كلّما زادت المسافة تضمحلّ الجاذبيّة لكن تبقى موجودة ولو بنسبة قليلة . فاستقرار الكون متأتّ من أنّ كلّ الكون مرتبط بكلّ الكون والمجموعة الشّمسيّة مستقرّة لأنّ قانون الجذب العامّ يوجب التّوازن
فماهي هذه الجاذبيّة ؟ هل هي حبال أم عمد ؟ يقول تعالى:” بغير عمد ترونها ” هل هي حديد ألماس …؟ هي بتعريف نيوتن “قوّة” ونيوتن نفسه لا يستطيع تعريف ماهيّة هذه القوّة . إنّ قوّة الجاذبيّة قوّة لحظيّة ومباشرة وتعمل في كلّ الآماد (تعمل من هنا إلى آخر الكون) تنتقل بسرعة اكبر من سرعة الضّوء الذي يحتاج ثماني دقائق ليصل من الشّمس , والضّوء الذي قد يصلنا من آخر الكون يحتاج تقريبا إلى 46 مليار سنة ليصل إلى الأرض التي نفترض إنها في نصف الكون. أمّا الجاذبيّة فسرعتها لحظيّة.والفيزيائي الكبير “هوجنز ” المعاصر لنويتن (والتي شبّت بينهما معركة علميّة في ماهيّة الضّوء إذا ما كان جسيمات أو تموّجات) أنكر هوجنز قوّة الجاذبيّة معتبرا إيّاها أسطورة . الفيلسوف والعالم الذي ألّف حساب التّفاضل والتّكامل الألماني “لايت ميتز ” كان هو الأخر معاصر لنيوتن أنكرجاذبية نيوتن لم يؤمن بإمكانية وجود قوة تعمل لحظيّا في كلّ الآماد ولم يستطع عقله أن يستسيغ ذلك. لذلك ” بننتلي” العالم والفيلسوف صديق نيوتن بعث لإسحاق نيوتن يقول له:” بالله عليك صف لي ماهيّة الجاذبيّة” فأجابه انّه هو الآخر لا يفهمها وانه من العجب أن أجساما ماديّة ليس لديها انفعال ولا إحساس يؤثّر بعضها في بعض بقوّة نستطيع أن ندرس مفعولها على . فسأله سؤالا آخر :”لماذا كان ينبغي للشّمس أن تكون آمّ المجموعة الشّمسيّة لماذا تتوسّط الشمس الكواكب التي تدور حوله بهذه الطّريقة ؟” فأجابه نيوتن:” أنا أيضا لا أعرف لماذا كان يجب أن يوجد جرم واحد يزوّد بقيّة الكواكب بالحرارة وبالضّياء؟لم يجب أن توجد الشّمس والكواكب؟ ليس لديّ من تفسير لهذه الوضعيّة إلاّ أنّ مؤلّف النّظام(اللّه) رأى أنّ هذا هو المناسب .فالتّفسير النّهائي ارجع إلى الإرادة الإلهية” إلى مسبّب الأسباب وأنّ إلى ربّك المنتهى” لذلك “إنّ الله يمسك السّماوات والأرض أن تزولا ولأن زالتا إن أمسكهما أحد من بعده”” ويمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه (والتركيب قام على استثناء مفرّغ لانّ المقام يراد به التّعميم )
يؤكّد القرآن الكريم أنّ هناك مدبّرات في الكون سوى الله في سورة فصّلت:”فالمدبّرات أمرا” “ويرسل عليكم حفظة” “توفّتهم رسلنا وهم لا يفرّطون ” “قل يتوفّاكم ملك الموت” كلّ هذه مدبّرات .أ فيتهّم ديننا إذن بالشّرك في التّدبير؟ والجواب عن هذه الشّبهة كالتّالي إخواني وأخواتي :فالقرآن الكريم حين نقرأه بعين فاحصة وذهن متيقّظ متماسك نعلم انه لا يجعل لآيّ شئ في الوجود استقلالا ويجعل كلّ شئ دائرا على أمر الله وإذنه إنّه يعمل في طول عمل الله لا في عرضه وبإذنه تبارك وتعالى . كيف ذلك؟ :
أضرب مثالا للتوضيح: رجل غريب عن واقعنا هب أنّه من كوكب آخر يتاح له أن ينظر إلى غرفة من خلال ثقب باب صغير فرأى قلما يخطّ على ورقة وهو لم ير من قبل قلما آو ورقة فيعتقد مباشرة أنّ هذا القلم هو الذي يخطّ فإذا وسّعنا له ثقب الباب قليلا سوف يرى يدا تمسك بالقلم وتتحرّك والقلم ينسجم مع حركتها فإذا أمسكت اليد توقّف القلم علم عندها أنّ اليد هي التي تخطّ فإذا فتحنا له الباب يرى الكاتب نفسه مقتعدا يخطّ بيده فيعلم مباشرة أنّ الذي كان يكتب هو الرّجل الكاتب. هل أن عمل القلم وقع في عرض عمل اليد أم في طولها؟ فلو أنّ القلم كان يعمل في عرض عمل اليد لعجزت اليد عن العمل حين يعمل القلم حيث تتوقف عن العمل حين يعمل هو ويتوقف القلم حين تعمل اليد لأنهما متعارضان كالشارع الذي لا يتسع إلا لسيّارتين فيستحيل أن تتعارض معهما ثالثة لأنّهما في عرض واحد لكن في الطّول يمكن لسيّارة أن تسير فوقها مروحيّة وفوقها طائرة نفّاثة وفوقها صاروخ فضاء فيجوز لهذه ان تتطاول ولا تتعارض. والقلم أيضا يعمل في طول عمل اليد فيعمل بعملها واليد تعمل في طول عمل صاحبها وليس في عرضه بل هي تعمل بأمره .بهذا التّفسير البسيط نكون قد تبيّنّا عمل نظام الأسباب في الكون.فكلّ ما سوى الله إنّما يعمل متطاولا في طول عمل الله .في نهاية المطاف إذا كان العامل الحقيقي او السّبب الفعلي هو الكاتب وليس القلم ولا اليدّ فإنّ العامل الحقيقي هو ربّ العزّة لا اله إلاّ هو وما دونه فإنّما يعمل في طول عمله لا في عرضه . لو فكّرتم مليّا في هذه النّظريّ أخواني وأخواتي فإنكم ستجدون فيها ما يجيب عن إشكالية القضاء والقدر وحلا لمغالق التّسيير والتّخيير بطريقة مبتكرة.” وما تشاءون إلاّ أن يشاء الله” فعملك يتطاول في طول عمل الله ولا يتعارض معه ” الله يتوفى الأنفس” انتهاء ” قل يتوفّاكم ملك الموت” توسّطا “توفّتهم رسلنا وهم لا يفرّطون” فملك الموت يتوفّى توسّطا والملائكة تتوفّى توسّطا أمّا اللّه فيتوفّى حقيقة وانتهاء وهو الفاعل الأوحد لا اله إلاّ هو.
سؤال: اين تتجلّى رحمة الله في خلقه المشّوّهين خلقيّا؟
الجواب:أوّلا ـ هناك جوانب “سلوبيّة” في الخلق كالكائن الذي يولد أصمّا أو أكمه …المصاب عموما بأيّ نوع من أنواع التّشوّه هذا مسلوب غير تام (التمام حسيّ والكمال أخلاقي معنوي) فالمشوّه سلب ما أوتيه غيره والفكر السّويّ يعلم أن ليس لديه استحقاق عند خالقه فالله صاحب الملك وهو يتصرّف في ملكه كيف شاء,ومن تصرّف في ملكه التّام ما ظلم
ثانيا ـ الحالات الشّاذة هي الأندر مقارنة بالحالات السّويّة في هذا الوجود ,فعموما اغلب النّاس ينعمون بالصّحة والواحد منّا يقضّي اغلب عمره سليما لكن قد تعتريه الأمراض بين الفينة والأخرى وتناوشه البلايا أحيانا لانّ هذا العالم ليس النّشأة الآخرة فهذه النّشأة فيها الخير والشّرّ و النّور والظّلام وفيها الغنى وفيها الفقر و فيها محمّد وإبليس وفيها الذّكاء والغباء وفيها القبح والجمال ولا نستطيع نحن البشر أن نطالب بان يكون هذا العالم كله نور وخير محض لأنه لو كان كذلك لما كان هذا العالم سيكون عالما آخر تماما.وبعض الفلاسفة سألوا سؤالا:هل يستطيع الله تبارك وتعالى أن يخلي هذا العالم من كل النقائص والشّرور؟طبعا يستطيع ولكن سيكون العالم المأمول غير هذا العالم سيكون أشبه بالجنّة ,فالجنّة لا نصب فيهالا تعب ولا مرض ولا حقد و لا حسد ذلك هو العالم النّوراني _ اللهمّ اجعله مصيرنا ومآلنا ومستقرّنا ومقامنا برحمتك يا ارحم الرّاحمين _ لكن لا يمكن لذلك أن يتحّقّق في الدّار الدّنيا.
ثالثاـ هل لهذه مسلوبات فوائد؟ طبعا ان لها فوائد جمّة فبفضل الأمراض والمعاناة والنّقائص تقدّم الطّب وتقدّمت العلوم .
والسّلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

نادية غرس الله/ تونس

 

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: