برهان الرجل الطائر

video

برهان الرجل الطائر أو المعلق في الفضاء لابن سينا أريد أن ألفتكم إلى برهان، حقيق بكل مسلم وبكل باحث وبكل حتى ملحد ومتشكك، أن يقف عليه. وهو من مبتكرات الشيخ الرئيس #ابن_سينا، واسمه #برهان_الرجل_الطائر، أو #برهان_الرجل_المعلق. هو من البراهين التي سطا عليها #ديكارت #Descartes، وأحد المستشرقين الإيطاليين أثبت أن ديكارت أخذه دون أن يشير إليه، وهذا البرهان يكفي أي إنسان شديد الذكاء على إثبات وجود #النفس وتجردها من البدن، وبالتالي ينهار بناء #الإلحاد القائم على أن كل ما في الوجود هو #المادة وما ينتمي إليها فقط، فلا هناك شيء اسمه الله أو غيب أو وراء الكون، بحيث يمارس تأثيره الغيبي في الطبيعة والمادة. فلو أثبتنا فقط وجود النفس المتعالية على المادة عند كل واحد منا، ينهار هذا البناء ويتعبد الطريق لائحا للإيمان بالله، وهذا لا يعني أنك وصلت إلى منتهى الإيمان، ولكن يصبح الطريق سالكاً نحو الإيمان بمقولات الإيمان. هذا البرهان الخطير ذكره ابن سينا بعبقرية – على ما أذكر – ثلاث مرات بسبب اعتداده به؛ هناك مرتان في كتاب الشفاء، ومرة في آخر الإشارات والتنبيهات. قال لك افترض وتخيل – وهذه تُسمى تجربة ذهنية Mental experiment، وتعتمد إلى اليوم في الفيزياء، وقد قام بها أينشتاين ونيلز بور وغيرهما – أنك معلق في فضاء لا يخضع للجاذبية ولا لملامسة المادة، فلا أنت تقعد على كرسي ولا تلمس شيئا، ولا يوجد مبصرات أو ضوء أو برودة أو حرارة أو ضغط وحركة هواء، ولا توجد جهات؛ شمال ويمين وما إلى ذلك، لأن الجهات إضافية، فلا يُقال إن الله فوقنا، فما هو فوق بالنسبة لك، يكون في الأسفل بالنسبة لغيرك، فأين صار الله إذن؟ الجهات إضافية! لذا لو خُلقت كرة تسمع وترى بكل أجزائها كما قال #أبو_حامد_الغزالي في قواعد العقائد، ستنعدم الجهات. وأنت في الحالة العادية مندمج ومندك في هذا العالم المادي معظم المثيرات التي تأتي إليك تكون من أشياء محسوسة، ولذلك إدراكاتك تكون حسية أيضا، علما بأن هناك حواس كثيرة غير الخمس المعروفة، كحاسة بين الأنملتين، التي يمكنني بها أن أعرف سمك الشيء مثلا. وهذا يعطيك شُبهة أن كيانك هذا كيان مادي، وتظن أن كيانك سيفنى لو زالت هذه المادة كلها، وهذا غير صحيح، لكن هكذا يفكر الملاحدة. يقول ابن سينا في هذه التجربة الذهنية سل نفسك هل لا يزال شعورك بالأنا موجود؟ أنت ستقول نعم طبعا، وستقول لنفسك عجيب، أنا لا أرى ولا أسمع ولا أحس بشيء. ودائماً الأنا تتكلم وتصدر نفسها! هذا برهان (Cogito, ergo sum) لديكارت، أي (أنا أفكر، إذاً أنا موجود). أي #Cogito ديكارت كما انتهى هذا المستشرق مأخوذ من الرجل المعلق لابن سينا، وهناك مَن قال إنه مأخوذ من #القديس_أوغسطين عندما تم الضغط عليهم للاعتراف بسرقته، لكنه في الحقيقة مأخوذ من ابن سينا، وبرهانه أقوى وأدق، وأكثر الغربيين سرقوا منا كل شيء في #العلوم و #الفلسفة ولم يعترفوا، ويريدون فقط أن نظهر كما لو كنا إرهابيين ومتخلفين، جحود عجيب! لكن بعضهم عنده إنصاف واعترف بالسرقة، علماً بأن هذه حقائق، وليست كلاماً إنشائياً، وهي موثقة بالدراسات. في النهاية أنت لن تسمع أو ترى أو تحس شيئا، ولن تكون هناك أي علاقة بمثير مادي، لكن سيبقى هناك جوهر Essence وكيان Entity يقول أنا، ويتساءل أين أنا؟ وما الذي يجري؟ هذا المتسائل هو #الأنا #Ego أو النفس، التي تفكر الآن بعيداً عن كل مثير مادي.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: