الإسلام وضرب المرأة

video

هل فتح الإسلام بابا لضرب النساء؟ سعيد بوجود تسنينات وقوانين تحظر الضرب، والقرآن يعطي ندحة. فالقضية قضية علم وفيها تفصيل، ولذا حين نزلت هذه الآية طاف نساء كثيرات ببيوت النبي في مظاهرة نسوية بسبب تعرضهن للضرب، فقال النبي العبارة الشهيرة أولئك ليسوا بخياركم. فخيارنا لا يأخذون بهذه الرخصة ولأهون الأسباب، وهو من قال ما أكرمهن إلا كريم، ولا أهانهن إلا لئيم. فالرجل الذي يمد يده على امرأته هو فعلا لئيم وخسيس ورجولته غير مكتملة، وكذلك من يمد يده على مالها طمعا فيه، دون ميثاق بينهما واتفاق على التقسيم، أيضا هو خسيس وليس رجلا. الرجل الحقيقي هو من يعامل زوجته كأنها ملكة، فهي ملكة وهو ملك في هذه المملكة المسماة بالأسرة، فينفق عليها ويسخو عليها بالمال، ويكرمها أيضا بالكلام والمدح والابتسام والحب وإظهار التعلق بها ولو مر على زواجهما أكثر من ثلاثين سنة، فهذا هو الكريم العاقل، وهو السعيد الذي يُسعد ليس فقط زوجته، بل وأطفاله أيضا. هذه هي الرجولة التي ينبغي أن نتعلمها. آية النشوز فيها إباحة للضرب وليس أمرا به، فهذا قد يكون علاجا في بعض الحالات، لكنه ليس واجبا، فالقرآن أباحه ولم يأمر به، والدليل على ذلك أن النبي لم يضرب مرة واحدة، وقال ولا يضرب خياركم. فهي لا تأمر بالضرب وإنما تبيحه كأهون الشرين وأقل الضررين مع امرأة ناشز تريد أن تخرب البيت، وفي أحوال كثيرة يكون هناك أولاد، وهي لا تلتزم بالشركة وبما عليها من واجبات ولا تعود بالنصح، علما بأن الرجل قد ينشز أيضا، قال الله وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا، لكن يندر أن نسمع شيخا يتحدث عن نشوز الرجال، بسبب العقلية الذكورية، وكأنهم لا يحبون قول الله هذا، فالرجال أيضا قد ينشزون ويحتاجون إلى تأديب. شيخ الإسلام والمفسرين في القرن العشرين بل وفي قرون عدة – ولا أتردد في هذا – الطاهر بن عاشور فهم أن قول الله واضربوهن جرى على سنة العرب وما تعارفوه، لكن إن جرت المجتمعات وعوائد الناس على غير هذا، امتنع شرعا، ولا يُسمح بالضرب. ولهذا نظائر في الفقه، فهناك مثلا أسباب للتفريق بين الزوجين، وأحيانا يفرق القاضي رغم أنف الزوج، والمالكية أمعنوا في المصالح المرسلة والمقاصد، وتحدث الإمام مالك عن الطلاق بالضرر، فالمرأة قد يقع لها ضرر ويحصل به التطليق مثلا إن سُبت وكانت من خلفية اجتماعية لا تسمح لها بأن تُسب. والمذهب المالكي يلزم الزوج بدفع المال من أجل إن ترضع امرأة أخرى أولاده، لأن زوجته من طبقة اجتماعية لا تسمح لها بالإرضاع، مع علمهم بقول الله والوالدات يرضعن أولادهن، فهناك اعتبار للأعراف والتقاليد. المرأة التي تريد إفساد البيت ولا تفهم مصلحة الأسرة، تدرج معها القرآن، فبدأ بالوعظ؛ فعظوهن، وهذا الوعظ قد يستمر مدة طويلة، ولم يتحدث عن الطلاق، فهو كي، وآخر الدواء الكي، وديننا ليس دين شعارات، فأغلب الأوروبيين عندهم شعارات لكن حياتهم بائسة، ويضح ذلك من خلال نسب الطلاق، ونسب الضرب المبرح للنساء، ونسب الأطفال الضائعين بلا أسر، فهم إما يعظون بأشياء لا يفعلونها، وإما يعظون بأشياء لا نرى أثرها، في حين أن المجتمعات الإسلامية التي تأخذ بالحد الأدني من الإسلام أكثر استقرارا، وأصح فروجا، وهي الأقل في باب الأمراض التناسلية، وهذه كلها مزايا لتوجيهاتنا ومبادئنا. بعد الوعظ، تدرج القرآن وتحدث عن الهجر لكن في المضجع نفسه، وهذا من لطفه، ومع ذلك قد لا ينفع هذا مع بعض النساء، فقال في النهاية عوض أن تطلق، يمكن أن تضرب، وهذا ليس أمرا، هو موكول إلى تقديرك أنت، أي إن ظننته ينفع كعلاج، لأن أيهما أفضل: الضرب، أم الطلاق وهدم الأسرة وضياع الأولاد؟ والضرب لا يكون مبرحا أبدا، كضرب المجرمين القساة، وقد وضحه الفقهاء وقالوا بمثل سواك الأسنان. أي أنه رمزي، وليس ضربا فيه تكسير ودماء وعدوان. هناك أناس جاهلون لا يفقهون شيئا لا عن الدين ولا عن اللغة العربية ولا عن مراتب الأمر، ويتكلمون! فكلمة افعل مثلا لها أكثر من ٣٠ دلالة، ومشكلة العرب والمسلمين اليوم أن فيهم من لا يسمع إلى العلماء، ويكتفي بمقال أو بمقطع فيديو، ثم يتحدث في الدين، وهذا لا يصح، فهناك من أفنوا حياتهم في العلم، والدين ليس لعبا وعنديات وخواطر وسوانح. – لمزيد من التفصيل، يُرجى مشاهدة هذا المقطع القصير، ثم العودة إلى خطبة قديمة نسبيا بعنوان #واضربوهن https://2u.pw/BjCM0 للدكتور #عدنان_إبراهيم، الذي كرس جزءا كبيرا من وقته للحديث عن #حقوق_المرأة في #الإسلام.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: