الإسقاط النجمي ( تجربة الخروج من الجسد )

video

الدكتور #عدنان_إبراهيم يُجيب باختصار عن سؤال بخصوص #الإسقاط_النجمي #Astral_Projection أو( تجربة الخروج من الجسد )، قائلا: #النفس أو #الروح قد تمارس انفصالها عن #البدن بعد عدة تمارين للتمكن من ذلك، لكن لا أُحِب أن أُطيل في هذا الموضوع، خاصة أن الكتب كثيرة في هذا الباب، ومعظمها غير علمي، لكن الحالة نفسها موثقة وتحصل لبعض الناس، خاصة في حالات الحوادث، كأن يقع أحدهم من فوق جسر أو تصدمه سيارة أو يشعر بذلك وهو تحت تأثير التخدير في عملية جراحية. تحصل هذه الحالة من انفصال الروح عن بدنها، وهذا الانفصال لا يكون مطلقاً، وهناك شروح كثيرة، لكن لم تقم عليها الأدلة. وفي أحيان أخرى تحصل من غير حوادث، يكون الإنسان مستلقياً وحده، ويشعر بأن هناك شيئاً معيناً يطفو فوق بدنه، ثم يُدرِك بعد قليل ما حصل وهو في حال من الدهشة والاستغراب، وهو مشوش بشكل كبير جداً جداً وغير مُميِّز بين الجهات! فهناك شيء – وهو كيانه طبعاً وحقيقته – يطفو فوق بدنه المُستلقي في الأسفل، ثم يبدأ يستوعب، وفي خطوة أخرى قد يُزايل المكان كله، ويذهب إلى بلد أخرى بسرعة كبيرة جداً في لحظات، لكن هذا ليس في البدايات، وإنما يأتي بعد تدريب. هل نشجع على هذه الأشياء الواردة في الكتب والمتعلقة بالتدريبات وما إلى ذلك؟ لا نشجع على هذا الشيء. وهذا لو حصل، يمكن أن يعود بعقابيل وآثار غير حميدة على الإنسان نفسه. والعوام من قديم يدركون هذه الحالة، ولذا كان يُحرَّج كثيراً على مَن يوقظ نائماً، ويُقال له انتبه، حين تأتي إلى نائم يجب أن تُسمي؛ قل بسم الله الرحمن الرحيم، وبصوت خفيض قل السلام عليكم ورحمة الله يا فلان. فلا تفزعه وهو نائم وتنادي عليه بصوت عال؛ لأنه إن استيقظ في هذه الحالة، قد يبقى كالمختل والتائه، ولا يعود إليه عقله بشكل تام، هذا يحصل كثيراً! وسر المسألة أن النائم يكون بدنه في حالة، وروحه تكون في حالة انفصالية، لكن هذا الانفصال يكون جزئيا، فلها اعتلاق جزئي بالبدن. الروح أو النفس – والأدق هو النفس بحسب الاصطلاح القرآني – حين تطوف حول العرش، ترى المرائي الصادقة، أما المرائي التي يراها دون العرش، فتكون باطلة، وهذا ورد في حديث عمر وعلي – رضيَ الله عنهما -. إذن الروح قد تكون حول العرش في أفق فضائي مختلف تماماً، وفي الوقت نفسه تكون متصلة بالبدن، عبر لون من الاتصال لا نعلم ماهيته، لكن هذه قدرة الله، وإليه الإشارة بقوله اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا * إذن هنا توجد توفية للنفوس أيضاً. توفية النفوس عند الموت معروفة، عبر قبض النفس تماماً بحيث تنتهي وتُبت كل صلة واعتلاق بين النفس والبدن، فالبدن يكون كالملابس التي ترتديها ثم ترمي بها، يأكله التراب والدود، لكن الله يقول وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا * إذن هنا توجد توفية أيضاً، لكن نحن نعلم بضرورة الحس أن النائم مثلاً يتنفس وقلبه يدق ودمه يجري، أي فيه صفات الحياة، فكل المؤشرات الحيوية موجودة، والنفس لم تنفصل انفصالا كاملا كانفصال الوفاة، لكن الله سماها وفاة، إذن هي وفاة جزئية. النبي فهم هذا المعنى وعلمنا أن ندعو عند النوم قائلين؛ باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي – أي فلم تُعدها – فاغفر لها، وإن أرسلتها – أي أعدتها – فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين. أي إنسان عنده إلمام – والإلمام هو المعرفة السطحية – بهذه الأمور الشرعية، يفهم هذه الحقائق. هذا الشيء إن جاء بتيسير الله، أهلاً وسهلاً، أما أن نتكلفه نحن ونطلبه ونثق بهذه الكتب والتدريبات، فلا. هذا قد ينتهي بنا إلى شيء لا تُحمد عقباه، ونحن في غُنية عنه! نحن لا نحتاج إلى برهان يقف عليه كل واحد منا برأسه لإثبات وجود النفس وأنها متجردة بلغة #الفلسفة، فهي ليست شيئاً مادياً، ويمكنها أن تنفصل عن بدنها بالكامل وتتركه، وبالتالي يتم التأكد من قضية الغيب ومن أن هناك صاحبا لهذا الغيب – لا إله إلا هو – وأن الأديان حق والبرزخ حق. أنت لا تحتاج إلى هذا. ولا تغتر – كما ذكرت في خطبة #الموتى_يتكلمون https://youtu.be/hDh6KKxU5Jw – بقول بعض دعاة #الإلحاد إن هذه أشياء في الدماغ؛ لأن هناك تجارب كثيرة موثقة في المجلات العلمية المُحكَّمة وفي تقارير المشافي التي كتب بعضها ملاحدة لا يؤمنون بالأديان كلها، تفيد بأن هذا الشيء الذي انفصل وصف البدن ووصف المكان من فوق، وفي حالات العمليات الجراحية وصف الأطباء وما يفعلونه، بل ووصف المستشفى من أعلى نقطة، ووصف أشياء دقيقة لا يعرفها صاحب المكان نفسه. هذا الذي يحصل معنا حين نموت، يطرحون الملابس – أي البدن – في التراب، وهذا ليس مهماً، غير مهم أن يبقى محفوظاً أو غير محفوظ، فليأكله الدود أو السباع، ليس مهماً! هل حين تخلع ملابسك، ويأخدها أحدهم ويمزقها، تشعر بألم؟ قد تشعر بألم معنوي؛ لفقدانك الأموال التي دفعتها فيها، لكن بدنك وأعضاؤك لن يقع فيهم ألم، وكذلك بدنك حين تخرج منه الروح، فالروح كيان آخر، هو كيان الرجل الطاهر، الخاص بـ #ابن_سينا، يبقى موجوداً في كل الظروف، وهذا هو الكيان العارف بالله، والمخلوق لله، والذي مرجعه إلى الله، فنسأله أن يحفظه بالإيمان في كل أحواله، حتى يعود طاهراً مُطهراً على الفطرة الأولى والدين القيم في زمن الفتن والريب، زمن رهيب!

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: