بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا (65) إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (66) وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا (67) وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا (70) وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71) وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا (72) وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا (73) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا (74) أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا (75) خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا (76 ) قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَامًا (77) صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين

اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط أمين اللهم آمين الحمد لله ربّ العالمين , والصلاة والسلام على أشرف خلائق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى اله الطيبين الطّاهرين وصحابته الميامين المباركين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين إخواني وأخواتي حياكم الله جميعا وبيّاكم وجعل الجنة مستقركم ومأواكم أخرج الإمام الترمذي رحمه الله تعالى في جامعه ن حديث انس بن مالك رضي الله عنه تعالى قال:” سمعت رسول الله صلى الله عليه واله وأصحابه وسلم يقول : يقول الله عز وجل ” يا ابن ادم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني غفرت لك ولا أبالي يا ابن ادم لو واتيتني بقُراب الارض خطايا واتيتني لا تشرك بي شيئا لآتيتك بقُرابها مغفرة ” أي بما يقارب ملاها وهذا طرف يسير من رحمة الله الشاملة لمستحقيها يوم القيامة . وحديثنا اليوم سيكون الجزء الاخير من هذه الحلقة حول تجلي الله بالرحمانية يوم الدين يوم البعث والحشر. ومن بعض مظاهر رحمة الله عز وجل عفوه ومغفرته وهو يغفر لأنه رحيم ويعفو لكونه رحيما فهما من لوازم الرحمة .فما الفرق بين العفو والمغفرة والرحمة ؟ أما الرحمة فهي تعم المغفرة والعفو وأما العفو فهو رفع العقوبة في حين أن المغفرة هي ابلغ من ذلك . والمِغفر هي الخوذة التي توضع على الرأس لتحميه وتستره والغفر هو الستر. فالله حين يغفر يستر جبرا بخاطر عبده حتى لا يفضحه فيبلغ من رحمة الله سبحانه أن يمحو من صاحب الشمال ذنوب عبده وينسيها المَلَك والشهود عليها وينسي الأرض التي احتقب عليها ذنبه فنسال الله أن يغفر لنا ويعفو عنا ويسامحنا ويتجاوز عن زلاتنا “قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطو من رحمة الله انه يغفر الذنوب جميعا” حتى الشرك يغفره إذا تاب العبد قبل موته فما دام حيا وتاب عن شركه غفر الله له . فالمغفرة إذن ابلغ من العفو. والله لا يغفر أن يشرك به لمن مات على الشرك أما من تاب عن شركه في الدنيا فمغفرة الله تناله إن شاء الله .وبعضهم يتساءل عن جدوى رحمة الله إذا لم يغفر لمن يشرك به .لو كان الله يغفر لكل الناس بما فيهم المشركين لما غفر شيئا فلا معنى لمغفرته إذ تتساوى الأعمال والذنوب والمسلم مع الكافر والمصلح مع المفسد. وفي إفساد للضمائر وللحياة فينطلق الناس في أفعالهم لا يميزون بين الحسن والقبيح والصالح والطالح لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم مادام الله يغفر كل شئ وفي ذلك إفساد للضمائر وللحياة . ومن ثمرات الإيمان أن يجتنب المؤمن الفواحش والمنكرات وليس بمؤمن حق الذي إذا خلا بنفسه أتى الكبائر ولم يتوانى عن المعاصي بل لن إيمانه لا يتعدى اللسان أما القلب فهو كافر “ما لكم لا ترجون لله وقار وقد خلقكم أطوارا ” لا يوقر الله ولا يجله أما المؤمن فيكون موقرا لله فلا فإذا خلا بنفسه لا يأتي ما يغضب الله لأنه موقن أن الله مطلع عليه . وفي حديث معاوية بن حيدة رحمة الله عليه سأل رسول الله “يا رسول الله عوراتنا ما نبقي منها وما نذر ؟ قال له ” استر عورتك عن كل احد إلاّ عن زوجك أو أمتك” قال له “فإذا كان احدنا خاليا” أجابه صلى الله عليه وسلم”فالله أحق أن يستحيى منه ” . واجل شيء أن يربي المؤمن أو المؤمنة نفسها بطريقة بحيث لو أن الله فضح مساتيرها لا يجد شيئا يستحيي منه ويفضح به .قال تبارك وتعالى “يوم تبلى السرائر وحصّل ما في الصدور ” عندها سيكشف كل شيء النوايا والأفكار والخواطر الرديئة والخيالات المريضة والإرادات الفاسدة كل هذا سيكشف يوم القيامة يكون المؤمن الحق مطمئنا فليس عنده ما يشينه إذا كشف الله مكنوناته وخفاياه .وهذه هي السنة النبوية الحقيقية التي تلحقك بأن تكون وارثا من ورثاء النبوّة .قال الرسول صلى الله عليه وسلم “يا أنس إن استطعت يا بني أن تصبح وتمسي وليس في قلبك غلّ ولا غش لأحد من المسلمين فافعل فان ذلك من سنتي ومن أحيا سنتي كان معي يوم القيامة ” لعلّعه يعني معي في شفاعتي. ان يكون القلب طاهرا نقيا يخلو من الغل والغشّ قال” يا رسول الله ان لي قرابات أصلهم ويقطعونني وأعطيهم ويمنعونني وأحسن إليهم وسيؤون اليّ ” قال “إن كنت كما قلت وكانوا كما قلت فكأنما تسفّهم الملّ ولا يزال معك من الله نصيرا ” والملّ هو الرّماد .فانك إنشاء الله سيشملك ربك بالرفعة والعزة أما هم فالعار لاحق بهم دوما والشّنآن .والملّ هو الرماد .فأنت تبقى ناصع الوجه أبيض الكتاب رفيعا عزيزا عند الله في الدنيا والآخرة أما هم فسجناء حقدهم وغيضهم سواد قلوبهم . “وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة أنه من عمل منكم سوء بجهالة ثم تاب من بعده وأصلح فإنه غفور رحيم “. ” ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاؤوك فاستغفروا الله و استغفروا الرسول لوجدوا الله توابا رحيما” ” فتلقى ادم من ربه كلمات فتاب عليه انه هو التواب الرحيم” من واسع مغفرة الله سبحانه وتعالى انه وسع وعدّد و سهل سبل العفو والمغفرة فأبواب المغفرة يسيرة جدا وسهل فكل الذنوب مغفورة إذا تاب صاحبها توبة نصوحة لكن هذا يخص حقوق الله أما إذا أذنبت في حقوق العباد وجب ان تعيد الحقوق الى أصحابها فاذا تحدثت عن احدهم بسوء فعليك أن تبيض صفحته كما سودتها. وقد اعد الله لأولئك الذين يؤذون الناس بألسنتهم في إعراضهم ودينهم ونزاهتهم وأمانتهم عذابا شديدا أليما يقول صلى الله عليه واله وأصحابه وسلم “من تكلم في أخيه المؤمن بكلمة ليشنأه بها حبسه الله يوم القيامة في ردغة الخبال حتى يأتي بخراج ما قال” وردغة الخبال هي عصارة نار جهنم . وخراج ما قال هو البرهان على صدق ما كان يقول في غيره .ولن يفعل مادام كان كاذبا فكان ذلك مستقره إلى أن يشاء الله . إياكم والظلم احبسوا ألسنتكم واتقوا الله فيما تقولون وما تسمعون فاذا سمعت الغلط قل لمكلمك “اتق الله لا أحب أن اسمع هذا لا تورطني ” أو فلتترك مجلسك إذا لم تجد بدا من ذلك .والإمام الحافظ بن حجر له رسالة لطيفة انصح بقراءتها مطبوعة ضمن الرسائل المنيريّة طبعها محمد نور الدمشقي من زهاء 100سنه واسمها “الخصال المكفرة للذنوب المتقدمة والمتأخرة ” جمع فيها الحافظ بن حجر الأحاديث والآثار التي فيها ذكر أعمال ومبرّات وخيورات من أتاها غفر الله له ما تقدم وما تأخر من ذنبه رتبها على الأبواب والكتب : الطهارة الصلاة الصوم الزكاة الحج التسبيح الاستغفار المصافحة عند اللقاء وآخر شئ التعمير في الإسلام أي من يشيب في الإسلام يغفر له بإذن الله . ونخلص الآن إلى الحديث عن تجلي الله بالرحمة يوم القيامة . والآيات المتحدثة عن التجلي الالهي بالرحمة كثيرة . قل لمن ما في السماوات والأرض قل لله كتب على نفسه الرحمة ليجمعنكم إلى يوم القيامة الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ” وأبشركم في هذا السياق بأجمل ما تسمعون: إن المؤمن والمؤمنة بمَنْجاة من عذاب الله “لا يمسّهم السّوء ولا هم يحزنون ” لا خوف عليهم ولا هم يحزنون “لهم الأمن وهم مهتدون” المؤمن والمؤمنة بمنجاة من أدنى عذاب يكفيه عذاب الدنيا ومجاهدة النفس لكن اثبتوا أنكم أهل لذلك وقولوا يا رب سنريك من أنفسنا خيرا ونبدي لك ما تحب وخوضوا التحدي بينكم وبين أنفسكم “فأيّ الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون ” من الذي يبعث أمنا ؟ ويحشر أمنا مطمئنا سعيدا ؟ “الذين امنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ” لكن من منا لم يظلم نفسه ؟ الصحابة أنفسهم حين سمعوا هذا الكلام قالوا : يا رسول الله ومن منا لم يظلم نفسه “اجابهم الرسول صلى الله عليه وسلم و الحديث في البخاري :” ليس ذاك ” فهموا الظلم بالذنوب ولكن المقصود به في الآية الشرك فقد قال العبد الصالح “ان الشرك بالله لظلم عظيم ” الظلم إذن هو الشرك .فلا يخف المؤمن ولا يحزن . لكن قد يجيب أحدكم بقول الله عز وجل “وان منكم إلاّ واردها كان على ربك حتما مقضيّا ثم ننجي الذين اتقوا ونذروا الظالمين فيها جثيا” هذه الآية في المشركين وليست في المؤمنين . ومن آيات التجلي بالرحمانية قوله تعالى في سورة مريم”قل كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمان عبدا لقد أحصاهم وعدهم عدا “فأعظم تجلي يوم القيامة يكون بالرّحمانية والدنيا لا تشتمل إلا على رحمة واحدة أمّا يوم القيامة يرحم الخلق بمائة رحمة فما أعظم رحمته وما أعظم بره وهذا غير عجيب فهو ربنا الذي خلقنا ويرعانا ويمدنا بكل أسباب النعم لذلك علينا ألاّ نشتد على خلق الله إيانا أن نتحكم في رحمة الله إيانا أن نحجر رحمة تعالى وفي صحيح مسلم يتحدث النبي عن رجل تكلم بكلمة أوبقته أفسدت عليه آخرته:رجلان من بني إسرائيل احدهما صالح والأخر فاسق يقيم على الشرب والسكر وفي ليلة بينما كان يعربد مع أصدقائه وخلانه فقال أخوه الصالح :والله لا يغفر الله لك ” فأوحى الله إلى نبي ذلك الزمان”من هذا الذي يتألّى عليّ ألاّ اغفر لعبدي قد غفرت له وأوجبت لك النار” يتألّى أي يحلف والآلية هي القسم “قال صلى الله عليه وسلم لقد قال كلمة أوبقته” وهذه ظاهرة في مجتمعنا كثير الذين يستعلون بإيمانهم ويزكون أنفسهم ويستنقصون سواهم .لا بد من التواضع ويعلم نفسه حب الأخر وحب الخير له . قال تعالى :”يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا” فاسمه يوم القيامة الرحمان يتجلى به فنحمد الله ونفرح برحمته وعدله.”ونضع الموازين القسط يوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفا بنا حاسبين” لدينا ثلاث مسائل نتحدث فيها لنأتي على مسألة رحمانية الله يوم القيامة .أولها مسالة الورود على جهنم .هل يرد المؤمنون مثل الكافرين على نار جهنم ثم ينجو المؤمن ويهوي الكافر فيها ؟ ماذا يقول الله سبحانه وتعالى في ذلك ؟ المسالة الثانية في حكم الذين لم تبلغهم الرسالة الاسلامية ما مصيرهم؟ المسالة الثالثة مرتبطة بالظروف والشروط التي أحاطت بالمكلفين في الذنيا فهناك من يسرت له الظروف ان يكون تقيا مستقيما كالذي تربى في بيئة صالحة ميسورة متآلفة وهناك من حالت الظروف دون استقامته اذ وجد نفسه في أسرة معدمة والده معربد وأمه لاهية وهو مهمل والحياة قاسية فانساق إلى هاوية الإجرام والجنوح فاين العدل في حساب كل منهما ؟ سر المسالة في تضعيف الحسنات وادني التضعيف الحسنة بعشر أمثالها .لكن قد يضاعف الله ماشاء لمن شاء أما في مسالة الورود “وان منكم إلا واردها ” والورود هو الوصول إلى مورد الماء للاستقاء منه والمجاز الشائع هو الوصول مطلقا دون نية الشرب والاستقاء في حين ان الدخول في النهر أو نبع الماء كمفهوم للورود غير موجود في لغة العرب الا ان يكون الورود مقترنا بقرينة تدل على الدخول وهذا الرأي للشيخ محمد الطاهر بن عاشور في “التحرير والتنوير” ” إلاّ أن يكون مجازا غير مشهور فيحتاج الى قرينة”. إنّ خير ما فسر به كتاب الله هو كتاب الله وكل ورود لجهنم في القران خصّ به الكفار لا علاقة للمؤمنين به”إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون “وفرعون “يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود” وفي سورة مريم”يوم نحشر المتقين إلى الرحمان وفدا ونسوق المجرمين الى جهنم وردا “فالورود للمشركين والحشر للمتقين .وفي الآيات “ويقول الإنسان أإذا ما متّ لسوف اخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثيا ثم لننزعن من كل شيعة أيهم اشد على الرحمان عتيا ثم نحن اعلم أيهم أولى بها صليا ” فكل السياق يتحدث عن المشركين بصيغة الإخبار وحين أراد أن يتوعدهم وظف الالتفات ليتحول الخطاب من إخبار عن غائب إلى خطاب مباشر “وان منكم إلا واردها ” ولكل التفات وظيفة وان من وظيفة الالتفات في هذه الآية التخويف والترهيب “ثم ننجي الذين اتقوا “هذا القول الأخير ليس معطوفا على السابق بل هو خبر مستقل يزيد من حسرة واردي جهنم إمعانا في تبكيتهم . كما قال في سورة الزمر ” وينجي الله الذين اتقوا بمفازتهم لا يمسهم السوء ولا هم يحزنون” واي هول وفظاعة لو دخل المؤمن جهنم . كيف يحدث هذا في المؤمن وهو القائل سبحانه “لا يمسهم السوء” لا خوف عليم ولا هم يحزنون” “وهم من فزع يومئذن امنون” كل هذا يدل على ان المؤمن لن يرد جهنم فهو محمي من كل خوف وفزع وحزن . الاسئلة : 1/ما هي أعظم رحمة من رحمات الله أعظم رحمة من رحمات الله هي إخراج الله الكون من العدم الى الوجود من الوجود العلمي إلى الوجود التشيىء وكل رحمة مترتبة عن هذه الرحمة العظيمة . وأعظم رحمات العبد أن يكون المؤمن رحيما بكل خلق الله حتى النباتات يرحمها ولا يؤذيها رحمة فياضة 2/ كيف نتعامل مع فقير النفس؟ الجواب :فقير النفس هو الضحل الذي لا يشعر بغيره وهو البخيل الذي يطمع فيما لا يملك لا يرحم ولا يقنع أبدا فالغنى غنى النفس والفقر فقر النفس ومن الناس من فقير اليد لكنه غني النفس يجود بالقليل الذي لديه يؤثر على نفسه ولو كان به خصاصة وهو غني بربه لأنه موقن بان الله معوضه أماّ فقير النفس يتطلع دائما إلى بيد غيره “إن هذا أخي له تسع وتسعون نعجة ولي نعجة واحدة فقال اكفلنها وعزني في الخطاب ” لم يكتف بما لديه بل أراد الاستلاء على نعجة اخيه . وأخطر أنواع فقر النفس فقدان الشعور بالآخرين وعدم الإحساس بهم وفقد الرحمة يقول صلى الله عليه وسلم “لا تنزع الرحمة إلاّ من شقيّ قد يكون فقير النفس شخصية مضطربة سيكوباتية معادية للمجتمع يكون ممثلا بارعا يظهر مالا يخفي قد يموت ابنه مرضا لات يسعفه بالعلاج بخلا ويتظاهر بالبكاء على ابنه لكنه في الحقيقة يخلو قلبه من كل شعور .

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

تحرير نصي أ:نادية غرس الله /تونس

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: