شكرا البروفيسور عمرو شريف

image

أستاذنا البرفيسور Dr. Amr Sherif د. عمرو شريف
شهادة حق لا مقارضة وأداء دين

قرأت ما كتبه أستاذنا الكبير البروفيسور عمرو شريف من كلمات في حقي يرحب بها بعودتي إلى مزاولة نشاطي العلمي، فكان سروري بما دلّت عليه كلماته من طهارة نفس ومجادة طبع وفرح بما يراه عونا على إنعاش الحق ومشايعة أنصاره أعظم من فرحي بما طوّق به عنقي من نعت بفضل ونسبة لمجد لا أراني حقيقا به.

والأستاذ الكبير لمن لم يعرفه بعد عالم مبرز في ميدانه كبير ومفكر رصين خطير، فقد عمل أستاذا في ورئيسا لأقسام الجراحة بكلية طب جامعة عين شمس واختير الطبيب المثالي على مستوى جمهورية مصر العربية لعام 1988.
وما هذا إلا أحد جوانب شخصيته الثرية الخصبة، إذ هو إلى ذلك مفكّر رصين خاض غمار موضوعات ضخمة كالتفكير العلمي وعلاقة العلم بالفلسفة من ناحية وبالدين من ناحية أخرى، وله اهتمام خاص بموضوعة التطور العضوي ومقاربتها علميا ودينيا ثم إنه استجابة منه لما قد يعد أخطر ما يواجه الدين والإيمان من تحديات، عنيت الإلحاد، كرّس في السنوات الأخيرة عظم جهده العلمي لمنازلة الإلحاد وكشف زيوفه والإبانة عن تهافته، وله في ذلك طريقة شقّها بنفسه وسار فيها مفردا علما، وآية ذلك ما زين به جبين مكتبتنا العربية من مؤلفات وازنة (ما أحرصني على اقتنائها فور صدورها، والتي يظهر طرف منها في الصورة أعلاه) لا تزال تبرهن كيف يكون المفكّر شاهدا على عصره، بمواكبة آخر المستجدات وأحدث النظريات في مجال عمله، وعلى مستوى عالمي، طريقة طالما حلم الواعون المخلصون بأن تصطنعها الكليات المتخصصة في كبريات جامعاتنا وأعرقها. وسيسجل التاريخ عما قليل كيف رفد أستاذنا الجليل المكتبة المسلمة بأمداد علمية سخية تمثل إسهامًا تأسيسيًا لا مندوحة عنه في تجديد علم الكلام الإسلامي الذي شارفت الدعوة إليه والتبشير به على بلوغ مئويتها الأولى لكن بحصيلة شديدة التواضع لا تفي بمقتضيات العنوان الكبير.

وعلى الرغم من أنّ أستاذنا الحبيب في تقديري المتواضع لما ينل بعد بعض ما يستحقه من احتفاء بفكره واحتفال بمنجزه، إلاّ أنه لم يستوحش من وعورة الطريق وبعد الغاية وفقد الأنيس، وإذا عظم المطلوب قلّ المساعد، إلاّ أنه يواصل سيره بتصميم واثق لا يتخونه ملل ولا يعتريه كسل، لا أسكت الدهر له لسانا ولا قبض له بنانا.

وقد أكرمني الله بوصل حبلي بحبله، وشرّفني بلقائه ومشافهته، فاجتمع لي معرفته عن كتب وعن كثب، فعرفت فيه رجلا ذا صلة مخصوصة بربه، مبناها الحب واليقين وأساسها الذكر والفكر، فلا جرم أن زانه تواضع جم وأدب عال من طراز عزيز نادر ليس يعرف ولا يوجد إلاّ في الكبار الكبار، الكبار نفوسا وعقولا، ظاهرا وباطنا، ومقصدا وغاية، وإن ارتبتم فسلوا كل من شاممه وداخله يصادقوا على قولي ويزكوا شهادتي. وإني لأشهد الله عز وجل إني أتقرّب إليه بحب الأستاذ الكبير لحسباني إياه من الأتقياء الأخفياء الصالحين الأزكياء، وندر أن أحببت فيه تعالى امرءا كما أحببته.

حفظ الله مهجة أستاذنا الحبيب في عافية تامة وأمتع بطول عمره في رضا منه متتابع دائم وعطاء ممتد غير مجذوذ تتبختر به الحجج اتضاحا وتتضاءل به الشبه تصاغرا وافتضاحا.

وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين.

#عدنان_إبراهيم

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: