داليا الحديدي - مدونة مصرية
داليا الحديدي – مدونة مصرية

صغيري، إنك تتعاطَى مع شتى أطياف البشر، ولتواصل آمن معهم، اترك قيد ذراع في اللقاء المباشر مع الناس.. ومسافة مترين بين مركبتك ومركباتهم.. وثق أن التوقيت المناسب للقاء، مع احترام مساحة خصوصيات الطرفين والبِشْر عند اللقاء، ضمين استمرار علاقات طيبة مع البَشَرْ. – إن لم تحترف التمثيل، فلا تفرِط في استخدام لغة جسدك في الحديث.. فهي مناط مراوغة ومواربة، ولا تغلف سُبّة بمُزحة، واستعض بمفردات واضحة مهذبة، ولتجامل خلق الله من السحاب للعباب.. ولتبتسم أكثر مما تتحدث وتمزح، فتزبد وترغي، فتخسر وقتك.. ولن تكسب سوى السيئات. – إن توحيد الله ليست كلمة تلوكها في فمك.. ولا تتوقع من أبٍ أن يحتفي بك؛ لأنك بمودة تعامله وحده، ثم إنك تزدري أبناءه، الذي أنجبهم من صلبه في لحيظات متعة. وبالأحرى، فلا تنتظر من الرب أن يقبلك، كونك تؤمن به وحده، ثم إنك تحتقر خَلقه الذي نفخ فيهم من روحه، ولم يخلقهم عبثاً. – الدنيا محسدة محقدة.. ومشاعر التباغض والتناحر ليست مستحدثة أو وليدة اليوم، فقابيل قتل أخاه من يوم أول، فلا يغرنك أحاديث العوام وبكاؤهم على أطلال الأزمان الماضية الجميلة، فأنت لن تتمكن سوى من تحديث سلوكك، فوجِّه عزمك صوب تزكية بواعثك، وتطهير مقاصدك، والانتصار على معوقاتك. – اقتص لنفسك بيدك حين تشفق على غريمك، أما لو أردته أرضاً، فاترك مظلوميتك لخالقك، فإن بطش ربك لشديد.. ومن سنن الله في كونه أنه نصير المظلوم ولو كان كافراً. – من حسنات الذنوب أنها من مورثات التوبة، كما ومن مميزات الأخطاء أنها تكسر علياء الفرد، كما وتحثّه على الإصلاح.. وإن كان من سنن الكون أن يخطئ البشر، فإن من فرائضه الاعتذار. فالله يغفر الذنوب جميعاً حال استتبعت باستغفار وإصلاح.. والبشر قد يصفحون عن زلاتك، لكنهم -أبداً- لا يتهاونون في تجاهلك لجدية الاعتذار لهم. – سيخلق لك الله من نفسك زوجة، فإن أكرمتها.. أكرمت نفسك، وإن أهنتها.. أهنت روحك بنفسك.. أما وإن ضربتها، فقد ضربت يمينك بشمالك.. وسينفض الجمع من حولك حين يهترئ العمر.. وستُبلى يوماً.. ولن تُمَرَض على يدي أنا أمك أو حتى إخوتك ولو بررة، بل لن تقف سالماً، إلا بعون ساعد أوقعته أنت أرضاً.. ولسوف تحزن! – لم أُرضع زوجتك.. فلا تُوهم نفسك أنك تبرّني بفرضك عليها خدمتي.. ولتعلم أن ظُلم الزوجة لم يكن يوماً يرادف بر الأم أو يعدله. – ورد عن ” تولستوي”، أن من أهم ما مُنِح الإنسان هو القدرة على الحب والعطاء.. ومن أهم ما منع عنه هو لياقة تحديد غاياته العُليا في الحياة، فلا تُضِل عن أهدافك الجوهرية.. ولتعزم على تحقيقها، وثق أن العزم نعمة نادرة لم يحظَ بها سوى ندرة من الرسل، لم يكن من بينهم آدم -عليه السلام- الذي لم يجد الله له عزماً. – إن ربك غيب، لذا، فالعزلة توفر السكينة الأساسية لاستحضار وجود الله، وفهم كنه رسائله بعيداً عن تشتيت الذهن الذي يبعثره الانغماس مع صخب الناس.. وأن تكون قادراً على خيار العزلة، فذاك أمر يحتاج لتربية ذاتيَّة وإجتهاد.. ولسوف تسعد كما وسترتاح. – لا يلهك التكاثر، فلا تفكر في ماذا لو أضيفت سنوات لعمرك، بل أضف أنت حياة لسنوات عمرك.. وليكن لك حلم تستهدفه في حياتك، فإن لم يكن لك هدف فتأكد أنك ستُستهدف لتحقيق أهداف الآخرين.. وثق أن الأحلام هي الخام الذي يحتاج منا لإصرار وتكرار وتكرير وغزل ونسج في مصنع الحياة، حتى يتحول خام الحلم إلى منتج من الدانتيلا رائج في سوق الواقع. – لا تلوّث صبرك بالشكوى، بل ضمّد ابتلاءك بالدعاء. – لإصلاح بدنك والعناية به، أنفق على صحتك ورياضتك ضعف ما تدفعه في شراء الملابس والعناية بهندامك.. فالحصيف يصلح طاولته، بينما يجلس السفيه على طاولة مكسورة، ويغطيها بمفرش مُذهب! – انثُرْ من زهور فاهك على محيطك، فسينالك من طيب شذاها.. ولتعلم أن البشر سمّاعون للكذب، ولديهم استعداد ذاتي لتصديق السمعيّات يفوق تصديقهم للمرئيات وإن شاهدوها بأم أعينهم.. فحافظ على “سُمعتك”. – لو أنهكتك علاقة ما.. وأردت إنهاء تواصلك بأحدهم، فتخيل أنك فقدته صريعاً.. ثم راقب نفسك.. لو ضَعُفت، وشعرت بندم حيال الخيال المفقود.. فتواصل بقوة معه في الواقع الموجود.. وقيّض ساحات أحزانك، وحجِّم مراتع غضبك.. ثم اترك بابك ورِباً لخطِّ رَجعةٍ. – إن تسامحك من دلائل حريتك ورفعتك.. وإن استغفلك فلان.. فالله لا يغفل عن أهل العفو. – ستجد عشقاً لدى البشر للتشدق بماراثون مصائبهم لدرء الحسد ولاختلاق المعاذير، أما أنت، فبنعمة ربك فحَدِّث، لجلب مرضاته. – اهتم بمظهرك، لكن حذار أن تكون وطنيتك كلاميةً، وتدينك شكلياً، وعلمك سطحياً.. بينما جوهرك خَواء. – احرص على أن تهتدي لإنسانيتك، عوضاً على الحرص على أن تهدي الناس لعقيدتك كما ورد عن العلامة عدنان إبراهيم.. فأبرز سمات الفاشلين تظهر في إفراطهم في تعميم إطلاق الأحكام، كما وولعهم بتفئيت البشر، أي: وضعهم في فئات.. إما مِن شيعتهم فيقدّسونه، وإما من عداهم فيأبلسونه. – لا عليك لو لم تترك ثروة لبنيك، لكن حريٌّ بك ألا تُورثهم ديونك.. وثق أن الزنا دَيْنٌ واجب السداد.. لكن تدفعه عنك، أعراض ذريتك.. فعار عليك أن تشتري لذّتك بعارٍ تورثه ذريتك. – إن أثابك الله بغمّ، فلاحظ أن الغم مثوبة كما الفرح، فهو يبتليك ليهديك، لا ليؤذيك. – الفشل وِلد سفاح لا أبَ له، أما النجاح فتُرمَى له الأقلام تسابقاً لتبنّيه كما فعل مع السيدة مريم ابنة عمران، فانأَى عمن يعرفونك لنجاحاتك.. لكن إياك والتعاطي مع محيطك من منطق يصدر عن استغناء متعالٍ. – ابحث عن كَنزك في نفسك، فأنت حين تقتبس أو تُقلد سواك، فأنت كمن يقرر اللجوء للتبني دون أن يُقدِم على الزواج، فيُصدِر على نفسه حكماً بالعُقم دون الزواج من الفكر أوالاقتران بالتأمل. – الطاعوية لله وحده، كما ورد عن د عدنان، فلا تُعير عقلك لمخلوق باسم السلطات الدينية، السياسية أو الأبوية، ولا تُخضِع ذاتك لرأي الآخرين فيك، ولا تتطلع لمقبوليتهم، أو تعمل لرضاهم عنك.. وحسبك من تقديم كشف حساب لأحد: سواء لطائفتك أو مجتمعك، لتثبت فيه أنك متماثل، متطابق لنيل رضا الجمهور. – السعادة ليست في المتخارج أو في المُتَمَلك، بل في المُتداخل من أعماق النفس.. فالامتنان يثري، كما ويبرهن مشاعر سعادتك ويعضّدها.. فالله لا يحتاج لعرفانك أو شكرك له، على أنه يستحقه.. بينما أنت من تحتاج لأن تشكر وتمتن، سواء على جرعة من الطعام، أو كرعة من الماء، أو أقل من ذلك أو أكثر.. لكن إن شئتَ الاطمئنان على إيمانك، كما ورد عن المفكر عدنان إبراهيم، فعيّر ورُز الطيف الذي تتحرك عليه عرفانياً، تجاه خالقك، فإن كان عرفاناً موسمياَ نتيجة علاوة، نجاح، إنجاب، ميراث، رحلة، ثروة، بعثة تعليمية، منصب أو زيجة، وما إلى ذلك من عوارض الدنيا.. فهوعرفان مؤقت يخدعك وتخدعه.. وتتساوى فيه مع العوام أدعياء الشكر المقنع، والحمد المزيف، والرضى المخنث، الذي يُضللك بطبيعته، بينما لو تعملق طيف شكرك بشكل مستوٍ، واعٍ، ومدرك لكافة نعمك، الممنوح منها، والممنوع.. والمعلوم منها والمجهول، فأنت أنت. بقلم :

داليا الحديدي
كاتبة مصرية

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: