عبد الحكيم الكبتي
عبد الحكيم الكبتي

نلاحظ أن تركيا، إيران، ماليزيا.. والدول المنتشر فيها الإسلام أفضل، والعرب في أدنى مستوى، مع أن عندنا أعظم موقع في العالم، نربط القرات كلها تقريباً، عندنا نفط، وعندنا طاقة بشرية (شباب من 14 سنة إلى 35 سنة) يُستهلك ويُهدر.. لماذا وما هو السبب؟

الواضح لدينا أزمات في السلوك على الجانب الشخصي، وعلى كل جوانب الحياة مقارنة مع الدول المنتشر فيها الإسلام والشاب العربي غير منتج، بالمقارنة بالدول التي تحدثنا عليها وهو انعكاس لأزمة الفكر..

أي أمم متخلفة أو شخص متخلف لا يرى قانوناً ولا يرى للأشياء معنى.. وطريقة الله غالب و”الله يبي هك”.. وبهذه الطريقة يستوي المصلح والمفسد “عشن الله يبي هك” مع أن ديننا فيه أحسن مبادئ العيش.. أحسن مبادئ وأسوأ أمة؟!

من وجهة نظري، المبادئ والأفكار مهما كانت حسنة وجميلة لا تصلح وليست كافية ما لم تأتِ على خلفيتك ومنظورك للحياة بطريقة صحيحة ومنظور وفلسفة الحياة المسلم مستمدة طبعاً من العقيدة.. عقيدتك هي تصورك للحياة أو الوجود..

المسلم الآن هل يرى نفسه كائناً مكرماً فاعلاً منتجاً ومسؤولا أم يرى نفسه ملعباً للقدر ومعمولاً ومنتجاً للأقدار ليس له شخصية ولا يرى نفسه مسئولاً، الحاصل الثاني مش الأول وهذه دمرت شخصية المسلم كأمة.

العلماء كأمثال جابر بن حيان، وابن سيناء، والجاحظ.. اتُّهموا بالزندقة لأنهم لم يكونوا يخضعوا لهذه المنظورات، لم يكونوا كعامة الناس، كانوا فلاسفة مفكرين ومستقلين، ولم يسمعوا لشيخ أو لأحد وفهموا دور الإنسان ومكانة الإنسان.
ترى شاباً عمره 25 سنة متخرج، يرى نفسه غير مسؤول غير مكلف، (بيبي) تربية قدرية، يقتل، يسرق، يزني، يدجل، يكذب، خاين يبيع وطنه.. ويقولك الله غالب وإن شاء الله ربي يهديني، وإن شاء الله خير، بعد هذا كله.. خير منين يبي يجي الخير؟! والتربية تعزز هذا، يكون عمرك 18 سنة.. اتكلم في حضرة الكبار مباشرة تُسكَت (اسكت يا بهيم شن فهمك؟). أسامة بن زيد، النبي بعثه لجيش الشام (انفذوا بعث أسامة) وعمره 18. محمد الفاتح عمره 22 وفتح القسطنطينية (1000 سنة لم تفتح)..

وإزاء ما يهوى وما يريد هو اختياري بالكامل، مفصوم الشخصية، ومن هنا تبرر أحكام الحاكم الظالم أخطاءَ جهاز الأمن، أخطاء الأطباء والمشايخ؛ لأن الله غالب والله يبي هك، حاشا لله.. النبي يقول (المؤمن القوي خير من الضعيف).
فيجب علينا أن نعالج أزمة الفكر أولاً ونضع الحلول لكي يكون النقد بناء وأنا برأيي المتواضع يعالج بثلاث مراحل رئيسة:

المرحلة الأولى أن نحول الإنسان العربي العادي إلى إنسان فعال بالتركيز على 5 أمور:

تغيير الفكر والقناعات
تغيير الاهتمامات.. ما الذي يشغل وقته وتغيير اهتماماته إلى اهتمامات جادة.
تغيير المهارات.. إنتاجية الإنسان ترتبط بمهاراته ليس بمعلوماته،
مثال عالم أو أستاذ لا يحسن فن الإلقاء أو الخطابة.. إلى آخر هذه المهارات، يكون غير منتج وليس منه فائدة، فالذي يؤثر تأثيراً مباشراً هو لعنده مهارة.
تغيير العلاقات.. كون علاقات، ادخل في نشاطات، جمعيات خيرية، أي شيء يساعدك على تكوين علاقات.
القدوات.. من هم أمثالهم العليا التي يتعلقون بها في السابق واللاحق إذا كان قدوته رونالدو وميسي وممثل معين، فما هي نوعية الشباب الذين سيخرجون لنا.

المرحلة الثانية من فعال إلى قيادي وترتكز على أمرين:

خطة الحياة.. يقول علماء السلف (لا يحسن الاختيار لغيره من لا يحسن الاختيار لنفسه) لمن لا يعرف أن يخطط لنفسه كيف يعرف أن يخطط أو أن يقود الناس، القيادة هي تحريك الناس نحو الهدف، فكيف أحرك الناس نحو الهدف وأنا الهدف لا أعرفه، تعلموا فن كتابة الخطة الشخصية.

معرفة الناس.. هناك بعض الأدوات والقياسات تعلمنا كيف نحلل الناس، تحليل الشخصيات.. هذا من النوع الفلاني، وهذا من النوع الآخر، تعلموا هذه المسألة، ويقول العلماء دائماً فكر بتفكير الآخر وبزوايا الآخر.

المرحلة الثالثة الاستقامة.. لا تكذب لا تخدع لا تلف لا تدُر.. فهذا أمر مهم كيف ستقود الناس وتتأثر بك إذا لم يكن يوجد لديك هذه المعايير.

واستعن بالله ولا تعجز
وإن شاء الله خير

المصادر
كتاب “رتب حياتك” للدكتور طارق السويدان
كتاب “صناعة القائد” للدكتور طارق السويدان
محاضرة للدكتور عدنان ابراهيم قيم جيدة وفلسفة رديئة

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليقان 2

اترك رد

  • القدرة على قراءة الآخرين مهارة شبه غائبة في المجتمع العربي فنحن متمركزون حول أنفسنا! أظن ان قراءة الشعوب الاخرى ملكة تدل على الذكاء و القدرة على التأقلم و العيش و احد الأسباب الرئيسية في حالة التدهور الاجتماعي و الاخلاقي التي نعانيها!
    كم من إرث لا يقسم لأننا لا نستطيع ان نضع أنفسنا مكان الآخرين ؟ هذا مثال اخلاقي و فكري و ديني !

    بالنسبة الى رونالدو و مسي لم لا ؟ يا ليت و يا ليت ان نتعلم الذًكاء و التصميم و الاهتمام بالعائلة و النجاح و الإرادة و التواضع و تقديم العون للمجتمع ؟ تابعوا سيرتهم الذاتي أكيد لم يحققوا النجاح بالصدفة! لا افهم ما المشكلة في التأسي بمن كان يلعب الكرة في الصغر و عائلة فقيرة و لكنه صمم على تحقيق حلم ابيه؟ هؤلاء ملهمون! الا اذا قصد الكاتب ان الخطا في تمنى الشهرة و ان يحمدوا بما لم يفعلوا؟ تخيل لو انه استمع الى فكر “من ليس له كبير ليس له تدبير” و ما كان ليحقق شيئا او “معك قرش بتسوى قرش” لن تثمر هذه الواحة بتلك البذور!

  • لمثل هذا الفكر النير يحتاج الناس أنتم الشباب ربيع الحياة و مستقبلها و إن شاء الله بأيديكم الطاهرة السخية تسجد حتى الأباطرة و الأكاسرة كما هي القارات ساجدة في الصورة تماماً … رؤيا مبدعة سائرة نحو الحق و الخير و الجمال …

%d مدونون معجبون بهذه: