إِنَّ الْحَمْدَ لِلهِ، نَحْمدُهُ ونَسْتَعينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أَنْفُسِنَا وسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وأَشْهَدُ أَنْ لَا إله إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيْكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ سيدنا ونَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْده وَرَسُولُهُ وَصَفْوَتُهُ مِنْ خلقهِ وأمينهُ على وحيهِ، صَلَّى اللَّهُ – تعالى – عَلَيْهِ وعَلَى آله الطيبين الطاهرين وصحابته المُبارَكين الميامين وأتباعهم بإحسانٍ إلى يوم الدينِ وسَلَّمَ تسليماً كثيراً.
عباد الله:

أوصيكم ونفسي الخاطئة بتقوى الله العظيم ولزوم طاعته، كما أُحذِّركم وأُحذِّر نفسي من عصيانه – سبحانه – ومُخالَفة أمره لقوله جل من قائل:

مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ ۩

ثم أما بعد:

أيها الإخوة المسلمون الأحباب، أيتها الأخوات المسلمات الفاضلات، يقول الله – سبحانه وتعالى – في كتابه العظيم بعد أن أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ:

أَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاء بَنَاهَا ۩ رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا ۩ وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا ۩ وَالأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا ۩ أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا ۩ وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ۩ مَتَاعًا لَّكُمْ وَلِأَنْعَامِكُمْ ۩ فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى ۩ يَوْمَ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ مَا سَعَى ۩ وَبُرِّزَتِ الْجَحِيمُ لِمَن يَرَى ۩ فَأَمَّا مَن طَغَى ۩ وَآثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا ۩ فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى ۩ وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى ۩ فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى ۩ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا ۩ فِيمَ أَنتَ مِن ذِكْرَاهَا ۩ إِلَى رَبِّكَ مُنتَهَاهَا ۩ إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرُ مَن يَخْشَاهَا ۩ كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ۩

صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط. آمين اللهم آمين.
إخواني وأخواتي:

فصلٌ جديدٌ من فصول شقاء وعذابات شعبنا السوري المظلوم المُضطهَد، فصلٌ وراء الفصول التي تسبب فيها الطاغية حاكم سوريا والطغاة أيضاً الذين يزعمون أنهم يريدون أن يُحرِّروا سوريا من طاغية سوريا، وصار الشعب المسكين المهضوم بين المِطْرقة والسَّندانِ، بين مِطْرقة طاغية سوريا وسَّندانِ هؤلاء الذين يريدون أن يحرِّروا الشعب بزعمهم فيزيدوه عذاباً على عذاب.

فتوى جرحت كل من استمع إليها وكل من رآها لأنها مُصورَة بالفيديو Video على اليوتيوب YouTube وكل من قرأ عن هذه الفتوى، هذه الفتوى تزعُم أنها بالنيابة عن علماء الشام، وواضح أن أحداً من علماء الشام لم يستنب مَن أفتى بها، والشام فيها علماء كبار أخذوا العلم من منابعه وبأصوله وعلى أصوله وقدمهم في العلم معروفة فقدمهم الراسخة في العلم معروفة لأهل العلم، لكن يزعم الذي أفتاها وأصدرها أنه يُفتي نيابةً عن علماء الشام وهو يعلم أن أحداً لم يستنبه لذلك يعود فيقول في آخرالفتوى: وأنا سأدعو علماء الشام إلى أن يأخذوا بهذه الفتوى، فإذن هم لم يُنيبوك، وطبعاً واضح أنهم لا ينيبون رجلاً تخرج منه مثل هذه الفتوى في حق حرائر وشرائف وعواتق سوريا، والسبيل الشرعي الوحيد أو الوحيدة لمُعالَجة مُشكِلة اللاجئات السوريات ليس كما قال، فما هى السبيل الشرعية الوحيدة؟ سمعنا عن سُبل وعن وسائل خسيسة ومرذولة تتوسَّل رسوم الشرع وظواهر الشرع فقط في سبيل قضاء الوتر وفي سبيل بسط المُتعة واللذة لأناس فارغين بطّالين كبار في السن يتزوجون بُنيات وبنات في أسنان الزهور وفي أسنان بناتهم أو ربما حفيداتهم، ويزعمون أنه شرعٌ وأحله الله – تبارك وتعالى – فيقولون هذا شرع الله، ثم يُطلِّقوهن من قريب، فيتزوج أحدهم شهراً أو شهرين ثم يُطلِق ويتزوج بكراً أخرى وهكذا بإسم شرع الله، ويقول هذا شرع الله، ولهذا أريد شرع الله وهذه ثمار ونتائج شرع الله تبارك وتعالى، لكن هذه الفتوى تتجاوز بمراحل هذا السُخف كله، فالسبيل الوحيدة لمُعالَجة مُشكِلة اللاجئات السوريات وشرائف وحرائر سوريا أن تأتي الواحدة إلى الرجل المُسلِم القادر على النفقة والكسوة والسُترة بتعبير الشيخ وتقول له ملكتك نفسي، أي تهب نفسها ملك يمين له بمعنى أن تُملِك نفسها له، ثم قال أن بهذه الطريقة سوف تُصبِح داخلةً في ملك يمينه، فيُمكِن أن يتملك بهذه الطريقة عشراً من حرائر سوريا أو عشرين أو ثلاثين أو مائة أو مائتين، فلا حد طبعاً لملك اليمين، فمن المُمكِن أن يتملك ألف واحدة مثل خلفاء بني العباس بحسب جيبه وما يعطيه، فهذا يُمكِن لك إذا كان عندك قدرة على أن تدفع وقدرة على أن تشتري، أي أن تشتري وتدفع ثمن هؤلاء الشريفات، فهذه سبيل شرعية وحيدة ولا سبيل إلا هذه السبيل لحل أزمة أخواتنا السوريات!

إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ ۩، عظَّم الله أجرنا في مَن يتكلَّم بإسم ديننا وبإسم شرعنا، ولن نقول عظَّم الله أجرنا في هذا الدين، لأن هذا الدين خالد باقٍ إن شاء الله تعالى، فهذا الدين خالد باقٍ على كل حال لكن نقول عظَّم الله أجرنا في مَن يفتئت بالكلام بإسم هذا الدين، لأننا سنعود إن شاء الله – أيها الإخوة – إلى عهود ملك اليمين، فهو قال لك أن لديه أدلة شرعية، وهذا الرجل الشيخ لا يتكلَّم من عندياته ولا يتكلم من بنات أفكاره وإنما يُفرِغ عن منطق الشرع ويستلهم النص، وقد صح في النص عن المعصوم عليه الصلاة وأفضل السلام أنه قال إن من أشراط الساعة أن يقل العلم ويظهر الجهل والزنا وشرب الخمر وتقل الرجال وتكثر النساء حتى يكون للرجل الواحد خمسون امرأة أو حتى يكون للخمسين امرأة قيمٌ واحد يقوم على أمرهن، فهو قال لك هذا هو إذن، وإلا ماذا يعني هذا؟ فبالزواج لا يُمكِن إلا أربعة، لأن الحد الأعلى للزواج الشرعي هو أربع ، فكيف يُقال حتى يكون للخمسين امرأة قيمٌ واحد؟ إذن هذا ملك اليمين وليس لها تفسير إلا هذا، فهذا دليل شرعي، وفي البخاري: وحتى يُرى الرجل يتبعه أربعون من النساء يلذن به، فكيف هذا إذن؟ ومن هنا قال هذا ملك اليمين وهذه أدلة شرعية!

قد نجد أنفسنا مُضطَرين للأسف طبعاً أن نجاري هذا الشيخ الذي جعل نفسه مُفتياً، لكن – سبحان الله – من نصبك مُفتياً؟ السعيد من كُفى بغيره، ثم أنك حتى لو أردت ولو أشتهيت وأحببت أن تُفتي فهناك سُبل أخرى كثيرة للإفتاء في هذه المسألة أقعد وآصل وأكرم وأعلم وأزكي وألقن وأتقن، وسوف نرى بعد قليل، لكنه قال هذه سبيل شرعية وحيدة،وهى ليست سبيلاً أصلاً فضلاً عن أن تكون وحيدة، فكيف يُقال هذه السبيل الشرعية الوحيدة؟ طبعاً للإنصاف الرجل لا ندري بعد كم عاد فاعتذر عن هذه الفتوى وقال سحبتها وأنا قد أُفتي بالغداة ثم أعود بالعشية، لكن هو لم يسحب الفتوى لأن تبين له الخطأ – والخطأ في الفتوى مبنىً ومعنىً وشكلاً ومضموناً – وإنما لأنها استُغلِت بطريقة كانت لها آثار سيئة جداً وفساد، فكأن الآثار سيئة لكن الفتوى شرعية ومُؤصَلة بالدليل، وهذا غير صحيح، فهى ليست شرعية وليست مُؤصَلة ولا علاقة لها بالدليل، لماذا؟

أولاً النبي حين تحدَّث عن هذا الشرط من أشراط الساعة ذكر بشكل واضح مُعلِلاً ظاهرة أن يكون للعدد من النساء – للأربعين أو للخمسين أو للأكثر أو للأقل – قيّمٌ واحد قلة عدد الرجل وكثرة النساء، فالتعليل هو أن يقل الرجال وأن تكثر النساء، وفعلاً هذه ظاهرة تتطلب حلاً دون أي كلام، فماذا تفعل المرأة في هذه الحالة حينيقل الرجال؟ قد يقول أحدكم الحل في تعدد الزوجات، لكن من المُمكِن ألا يفي هذا بالغرض،حيث قل الرجال بطريقة كان معها حل تعدد الزوجات غير وافٍ لحل هذه الأزمة، فماذا تفعل؟ لابد أن نبتدع حلاً آخراً وأن نستلهم شرع الله، لكن هل هذه الحال واقعة؟ تقريباً عكسها هو الواقع تماماً، ملايين الشباب العرب مِن المُسلِمين تحرق العزوبة أو العزوبية – مصدر صناعي من عزوبة – شبابهم وأعصابهم وحياتهم لأنهم لا يجدون ما يتزوجون، فمن أين لك أن النساء أكثر بكثير من الرجال وهم أقل بكثير؟ هذا غير صحيح، ملايين الشباب يهوون ويتمنون أن يجدوا مَن يعطيهم بعض شيئ لكي يتمكَّنوا من تحصين أنفسهم، وهؤلاء شباب يا أخي لكن هذه فتاوى شيوخ، فانتبهوا إلى أن هذه فتاوى الشيوخ، فهى فتاوى مُفصَلة على المقاس وفتاوى مُفصَلة على القد، لأن هناك مَن في رأسهم موال، هناك أناس يفعلون أكثر من هذا، علماً بأنني لا أتهم هذا الشيخ – هذا حرام وأعوذ بالله من هذا – ولا أتهم أشخاصاً، ومن عادتي أنني لا أشتبك مع أشخاص أصلاً لذلك لا أذكر الإسم، ولا يعنيني أن أشتبك مع أي شخص أياً كان، فأنا أشتبك مع الأفكار فقط، وفعلاً يبدو أنني عنيف مع الأفكار، وهذا لا يُعجِب كثيرين من الناس ونحن لا نطلب إعجابهم، فأنا عنيف مع الأفكار ولست عنيفاً مع الأشخاص بفضل الله – تبارك وتعالى – على عكس أناس يُرضون الكثيرين، فهم عنيفون جداً مع الأشخاص لا مع الأفكار ويذكرون الشخص بالإسم ويسبون ويلعنون ، ويُكفِرون ثم يُرضَى عنهم، وهذا الذي ذهب بنا إلى هذه الحالة من الخبل التي نحن فيها، حالة التكفير والتكفير المُتبادَل والإرهاب والإرهاب المُتبادَل، فاشتبكوا مع الأفكار لا مع الأشخاص، ولذلك أنا لا أتهم هذا الشيخ لكن أنا مُتأكِد أن هناك مِن أمثال هؤلاء الناس الذين تُحرِكهم تهوسات جنسية، فهم لديهم نوع من الهوس الجنسي، لست مِن السذاجة أو البساطة ولا ينبغي للمرء أن يكون مِن السذاجة بحيث يحسب أن مَن يُعدِد زوجاته كثيراً أنه فحلٌ كبير، هذا لا يُقبَل أبداً، فهذا أول ما يُمكِن أن يُتَخذ مؤشِراً على شيئ مُخالِف تماماً، وهو أنك تُعاني – هناك معاناة جنسية مُعيَّنة – ولذلك أنت تتزوج وتطلق ثم تتزوج وهكذا دون أي مُشكِلة، فلا تُفهِمنا أن هذه فحولة لأننا لسنا مُغفَلين، لكن للأسف هناك من بعض من يُسمون بالدعاة يفعلون هذا، علماً بأنني سبق وأن تحفظت على مُصطلَح الدعاة من قبل واليوم سأعلِّق على هذا، فلا تُوجَد دعوة بين المُسلمين ومن ثم لا تقل لي أنك داعية علىّ، ادع الكفار لأن الدعوة ليست للمُسلمين، المسلمون لهم التذكير – وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ ۩- فقط، فالمؤمن يُذكَر ولا يُدعا، لكن الذي يُدعا إلى الله وإلى الهُدى وإلى الإسلام هو الكافر، و
كل كتاب الله يؤكِّد هذا الشيئ باستثناء وحيد سأعلِّق عليه بُعيد قليل بإذن الله تعالى، ومع ذلك يُسمون أنفسهم دعاة،وهذا خطأ شائع جداً جداً على مدى القرن العشرين تقريباً بطوله ومُمتَد إلى اليوم ومن ثم نسمع مُصطلَحات كالدعاة والدعوة وما إلى ذلك، وطبعاً هذا يُقرِّب أن نتقمص دور الأنبياء تقريباً، لأن رؤوس الدعاة إلى الله هم الأنبياء، فالدعاة الحق هم الأنبياء، وعلى كل حال هذا يُقرِّب – لا أقول يُلغي المسافة ولكن يُقرِب – من أن نتقمَّص دور الأنبياء، وطبعاً في المُقابِل يُهيء للتعامل مع المُسلمين على أنهم كفار، فأنت طبعاً حين تفعل هذا تستوحي آيات الدعوة، وأنا أقول لك أن آيات الدعوة في كتاب الله كلها في الكفار، فهى كلها على هذا النحو وأتحدى أي أحد يحفظ كتاب الله أن يقول لي سوف أئت لك بآية فيها دعوة نزلت في حق المؤمنين، فلن تجد إلا آية واحدة وأنا سأقف بكم على تفسيرها وهى الآية التي تقول يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ ۩، وسأقول لكم معنى هذه الآية، لكن باستثناء هذه الآية كل آيات الدعوة في كتاب الله – الدعوة لا يُقصَد بها الدعاء بمعنى المناداة أو الدعاء بمعنى الدعاء، أي دعاء السماء، وإنما يُقصَد الدعوة إلى الهُدى والدين والحق – هى في حق الكفار، فكيف تعتبر نفسك داعية علينا وتستوحي آيات الدعوة؟هذه في الكفار يا أخي، لكن هذا يُقرِّب عليك ويُهيء لك ويُسهِّل عليك أن تُعامِل المُوحِدين ككافرين، ومن هنا بدأت تتفرَّق جماعات الإرهاب والتكفير – انتبهوا إلى أن هذه هى المُشكِلة – بإسم الدعوة والدعوة إلى الله ومن ثم ظهرت جماعات الدعوة وما إلى ذلك، وهذا كله خطأ قرآنياً، فهناك شيئ إسمه التذكير، علماً بأن كلمة تذكير غير كلمة دعوة من وجوه كثيرة، وحتى دلالتها العاطفية والنفسية والسيكولوجية مُختلِفة، فكلمة تذكير – سبحان الله – ليس فيها شائبة سُلطة أو تسلط طبعاً، فأنت تُذكِّر فقط وتترك المُسلِم وشأنه، فأنت تُذكِّرني ثم تتركني وما اخترت، وليس تُذكِّرني وتركب على كتافي أو تُذكِّرني والسيف مُسلَّط على رأسي بإسم الدين، أنت لست حارساً عليّ ولست حفيظاً عليّ، فقط ذكِّرني والله يسهل عليك، لكن هم يُذكِّرون والسيف مُسلَط، أي يُذكِّرون تحت طائلة القتل أحياناً، فيقول لك الواحد منهم هذا مُرتَد وهذا كافر وهذا كذا وكذا ومن ثم سوف نُذكِّره، بل وقد يكتبون له تهديداً في الإنترنت Internet وعلى الباب وفي الكاسيتات – Cassettes – وفي المجلات وما إلى ذلك، وهذه حالة جنون وحالة خبل، فمتى ينتهي هذا الخبل الذي نحن فيه؟ هذا – والله العظيم – خبل مُؤسَّس فيجب أن نُفكِّكه، ونحن نحُاوِل أن نُساهِم مع غيرنا في أن نُفكِّك خطاب الإرهاب والعنف والهبل والخبل هذا، فلازم نفكِّكه تفكيكاً علمياً وشرعياً دقيقاً حتى تزهق نفسه وينتهي، ومن ثم يخرج جيل يكفر بهذا الإرهاب وبهذا العنف.

على كل حال نعود إلى موضوعنا، فالتعليل الذي ذكره رسول الله غير موجود الآن بالمرة، لكن قضية الهوس الجنسي موجودة، فما معنى أن نسمع عن أحد كبار الدعاة – كما يُسمون – إلى الآن تزوَّج أو دخل بأكثر من ثنتين وعشرين امرأة؟ وبحسب ما قال بعض كبار الدعاة أيضاً من أصدقائه ومُجايريه أنهم أبكار، فهو قال أنه لا يتزوج إلا الأبكار، وطبيعي أن يتزوَّج الأبكار فقط لأن ليس له حاجة في الأرامل، فهو يُريد الأبكار فقط، لكن كيف تزوَّج من ثنتين وعشرين امرأة؟ عنده أربعة ويُبدِّل دائماً واحدة، لأن من الممنوع أن تجمع خامسة، فالخامسة لمَن في عصمته أربعة مُحرَمة، ولذا دائماً ما يُطلِّق واحدة ويترك معه ثلاثة ويكون مكان الرابعة شاغراً فيأتي كل يوم والثاني بواحدة، تمكث معه أربعة أشهر ثم يُطلِّق أو خمسة أشهر ثم يُطلِّق وهكذا، ففي ظرف عشر سينين وصل ما شاء الله إلى هذا العدد، وقبل عشر سنين كان عنده ثمانية، لكن الآن تزوَّج من ثنتين وعشرين واحدة كالعدّاد، وإذا تكلَّمت معه يُقال لك يا ويلك يا زنديق، يا ويلك ويا سواد ليلك، كيف تتكلَّم عن الداعية الكبير الذي لديه لحية كبيرة؟ هذا صاحب سُنة يا زنديق، هذا صاحب سُنة يا إفرنجي، لكن أنا أقول لهم لقد كرَّهتم الناس في السُنة، أنا صريح ولذا أقول هذا، فأنا مشكلتي أنني صريح وصادم ولكنني أُحِب هذه الصراحة، فأنا أُحِبها ولا أُحِب التملق والكذب في اللبس والتزويق، ولذا أقول لقد كرَّهتم – والله – الناس في السُنة، وأقسم بالله على هذا وأنا على منبر رسول الله، فبهذه الطريقة أنتم تُكرِّهون الناس في سُنة رسول الله لأنكم تقولون هذه سُنة رسول الله، فهل سُنة رسول الله أن تُربي لحية كبيرة وأن ترتدي الدشداش وأن تتزوَّج من ثنتين وعشرين من الأبكار في حين أن هنا الملايين – وبالذات من أولاد بلدك – غير قادرين على أن يتزوجوا؟يا أخي حرام عليك، لقد تزوجت أربعة ونحن ندعو الله أن يهنيك بهؤلاء الأربعة، وهذا مُمتاز وليس فيه حسد أو غيرة، لكن غيرك لا يجد واحدة، فاترك الأربعة معك لكن بثمن مهر الثماني عشرة امرأة زوِّج ثمانية عشر شاباً يا أخي وارحم ثماني عشرة بكراً منك ومن سُنتك، ارحمهن لأنك تتزوَّج وتُطلِّق، ومن ثم فإن هذه المُطلَّقة في عالم العرب سوف تفسد حياتها وسوف يُقال لقد تزوجت الشيخ الداعية لأنها تُريد أن ترث شيئاً من أمواله، وهو أمواله كثيرة بصراحة، وحين تقول له هذا فإنه يقول لك ما المُشكِلة في هذا؟ ونحن لا نقول أن هناك مُشكِلة وليس عندنا مُشكِلة معكم لكن عندنا مُشكِلة في طريقة الخطاب الخاص بكم المبني أساساً على اجتذاب الجماهير، فما يهمهم اجتذاب الجماهير فقط، ولذلك أنا أقول لكم أن خطابهم مُلفَع بل مُكبَّل ومُقيَّد ومُسلسَل بخمسين ألف قيد وسلسلة، فأي شئ يُمكِن له أن يُؤثِّر على الجماهير وعلى اجتذاب الجماهير وعلى عدد المُتابِعين لا يقربونه، فهم مثل السياسيين، والسياسي أهم شيئ عنده عدد الناخبين، فلا يُمكِن أن يُلقي بياناً – Statement – مثلاً فيطفش منه الجماهير، لكن – والله العظيم -الداعية الحق ،والعالم الحق والإمام الرباني لا يهمه إلا وجه الله، سواء أتى الجمهور أو ذهب الجمهور لا يهم، فالجمهور حر يا سيدي، ما علاقتي أنا باالجمهور؟ ماذا أُريد من الجمهور؟ الجمهور حر، أما نحن لابد أن نحكي الحقيقة، لكن هناك أشياء كثيرة يقولون عنها نحن لا نستطيع أن نحكيها، والعجيب أن عندهم فضائح تُسبِّب الخجل، فهى أصبحت شيئاً مُخجِلاً، حيث يكون الواحد منهم في البرنامج على الهواء ويحكي كلاماً غير الكلام الذي يقوله للناس، وأحياناً تفضحهم الكاميرا Camera التي تُصوِّر ما يقولون دون أن يعلموا هذا، وحين ينتهي البرنامج يقف مع خصمه ويبدأ يتكلم كلاماً مُخالِفاً لما كان يقوله من قبل، ويقول لك هذه هى الحقيقة التي نحكيها الآن، لكن على الهواء لا نستطيع أن نحكي للناس ما نعرفه يا جماعة الخير وإلا سوف يغضبون منا!

الله على الدين، الله على الإسلام يا حبيبي، هذا الذي نضع عليه علامات استفهام وتعجب كبيرة مثل إسطوانة المسجد هذه، فهذا شيئ يُثير عجبنا، هل هذا الذي تعلَّمته من الدين والسُنة والقول بالحق؟ هل هذا هو فقط؟ أنت لا تعبد إلا نفسك ولا تطلب إلا هواك وإلا مزاياك وإلا مصالحك، فأنت لا تُريد وجه الله، لكن الداعية الحق كما لا يتملق أصحاب الأمر والسلاطين – أي الحُكام – والوزراء والأمراء لا يتملق العامة أيضاً، وطبعاً سيُتهَم حين لا يتملق الحُكام بأشياء كثيرة لكن حين لا يتملق العامة فإن التُهم أكثر وأشد طبعاً، لأن العامة وحش بألف رأس، فالسُلطة معروفة ولها أجهزتها فتحارب هذا الداعية وهذا المُفكِّر وهذا الصحفي وما إلى ذلك، هذا معروف ويتم من خلال منابر مُحدَدة معروفة ومحسوبة على السُلطة، لكن العامة وحشٌ بألف رأس، فلا تنتهي التُهم، لكن المفروض أن القوّال بالحق لا يعنيه هذا، فهو لا يعنية لا العامة ولا الخاصة وإنما يعنيه وجه الله تبارك وتعالى .
كيف تزوَّجت من ثنتين وعشرين امرأة يا شيخ؟ قال لك هذه سُنة، لكن كيف؟ من أين أتت هذه السُنة؟ ائت لي بدليل واحد على هذا، وقبل أن تُحدثني عن السُنة – بالله عليك – حدِّثني عن كتاب الله، فأنا بصراحة غير مُستعِد لأن أسمع شيئاً عن السُنة الآن قبل أن تُحدِّثني عن كتاب الله، فلما تتحدث عن تعدد الزوجات – التعديد – يجب أن تستقري الآن ما في الموضوع من كتاب الله، وفي كتاب الله وَلَنْتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ ۩، فالله يقول هذا باب ضيق لكن فتحناه ترخيصاً في حالات ضيقة محدودة مُعينة علاجاً لأمور مُعيَّنة، قال الله وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ۩، والآية فيها وجهان في التفسير على كل حال، لكن انتبهوا إلى الله يُحذِّر في نهاية المطاف الله ويقول من الصعب جداً أكثر مما تظنون معاشر الرجال العدل بين النساء، إذن هذا هو القرآن الكريم، فلا يُمكِن لعاقل ينصح لنفسه ويبغي لنفسه الخير أن يُكثِر من الزواج والطلاق فيتزوَّج ثم يُطلِّق ثم يتزوَّج ثم يُطلِّق وهكذا، لأن أين العلة هنا؟ رسول الله ليس قدوةً لنا في تعديد الأزواج لأن الرسول جاز له أن يجمع في عصمته بين ثنتي عشرة زوجة، وهذه حالة خاصة له، فممنوع أن نفعل هذا نحن، علماً بأن الثنتي عشرة زوجة – عليهن السلام جمعوات لأنهن أمهات المؤمنين – باستثاء خديجة الكُبرى – عليها السلام – كان وضعهن مُختلِف، وأنا أقول لكم أن كل الزوجات وكل الزيجات باستثناء خديجة الكُبرى – أي الإحدى عشرة زيجة – كان لها مقاصد سياسية ودينية ودعوية، فكلها كانت كذلك وهذا معروف وثابت في السيرة وثابت في الدراسات، فالنبي لم يتزوَّج عن شهوة، وكلهن باستثناء عائشة – رضوان الله عليها – أرامل وثيبات، لكن صاحبنا الشيخ لا يتزوَّج إلا الأبكار، وقد تكون هذه من باب الدعايا عن هذا مسكين فنحن لا نعرف لكن بغض النظر عن هذا كله كان النبي يتزوَّج من الثيبات، فكلهن كن ثيبات ماعدا البكر الوحيدة وهى عائشة رضوان الله تعالى عليها، فهى البكر الوحيدة من الثنتي عشرة زوجة، لأن النبي عنده مقاصد أخرى.

نرجع إلى صاحبنا الذي زاد الطبن بلة وزاد في الطنبور نغماً وفي الشطرنج بغلاً لأنه يقول لك أن السبيل الشرعية الوحيدة هى أن تأتيك السورية وتقول لك ملَّكتك نفسي، فتأتي لك امرأة واحدة أو تأتي حتى مائة امرأة لكي يقلن لك نحن ملكناك أنفسنا ومن ثم تدفع لهن ثمناً مُناسِباً، فأنت سوف تدفع أموالاً طبعاً لأن الواحدة منهن أصبحت ملكاً لليمين، ومن ثم قد يقول لي أحدهم ما الذي يغيظك يا عدنان إبراهيم – ما الذي يحرق رزك؟ كما يُقال بالعامية – وقد أتى لك الرجل بأحاديث؟ وكأن هؤلاء فقهاء، فالكل أصبح فقيهاً وأصبح يفهم كل شيئ، لكن أنا أقول لكم أن هذا الذي يتحدث عنه هذا الشيخ ليس من ملك اليمين في شيئ والله، وأنا أحلف على هذا، فما رأيكم؟ لا هذا ليس ملك يمين، فإذن ما هذا؟ سوف نرى ما هذا، لكن هذا ليس ملك يمين ولا يُمكِن أن يكون ملك يمين، وعلى كل حال الظروف الآن ومن زمن طويل نسخت شيئ إسمه ملك اليمين فانتهى، هذا الشيئ منسوخ في حضارة الإنسان ولن يعود إلا في تهاويم وتهاويس هؤلاء المشايخ، هؤلاء يحملون ويرفعون وعداً للبشرية ويقولون نحن لدينا وعد – Promise – لكم، لكن هل تعرفون ما هو وعد هؤلاء المشائخ للناس؟ سوف نرجع الإماء والعبيد، وسوف نرجع الذمة والجزية لكم، وسوف نرجع الحروب العدوانية المُسماة بحروب الفتح – Conquests – الإسلامية، وهذا كله سوف يحدث حين يُصبِح عندنا القليل من القوة، فسواء سالمت أو حاربت سوف نغزوك، وبعدما نغزوك سنقول لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩، فبعدما نغزوك ونخبِّط عليك نطأك بالقوة وبالبسطار العسكري سوف نقول لك لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ ۩ وسوف نقول ادفع لنا يا حبيبي الجزية – Poll tax أو Tribute – وبعد ذلك أتا حر في دينك من غير حتى عدوان منك، فهذه هى وعودنا – يا ما شاء الله – وسيقبلها العالم، لكن أنا أقول لكم أن هذه مفاتيح وذرائع لكي يذبحكم العالم قسماً بالله، ومَن يعرف ما هو مُستقبَل هذا العالم؟ نحن نرى المناخ وهو يُجَن، فتخيَّل بعد ثلاثين أو بعد أربعين سنة أو بعد خمسين سنة وقد تصحرت أوروبا ورجعت بلادنا مروجاً وأنهاراً كما في الخبر هل سيتركونك؟ هذه أحلى فتاوى وهذه أحلى وعود وهذا أحلى فقه، هذه سوف تكون مفاتيح وذرائع مُمتازة ولا أنسب لغزو بلادكم واجتياحكم وتخليص الدُنيا منكم، سوف يقولون هؤلاء الناس مجانين وقتلة ويُهدِّدوننا وحين يمتلكون القوة سوف يغزوننا، فما رأيكم؟ ومن ثم الشعوب سوف تقول لهم اغزوهم واذبحوهم وخلصوا الدُنيا منهم.

اتصل بي أخ من باريس Paris قبل يومين، وكان كلامه كله – والله العظيم – ممروراً – مليء بالمرارة – لأنه مكبود، يقول لي يا سيدي أنا أقول لهم هنا – يقول لجماعته في المسجد – أنني لست أفرح وأنني لم أعد أفرح بفرنسي يعتنق الإسلام أو فرنسية تعتنق الإسلام، فقالوا لماذا؟ قال لأن في مُقابِل فرنسي يعتنق الإسلام هناك عشرات بل مئات من أبنائنا يخرجون من الإسلام، ثم قال لي والله يا فلان ابنتي ربتها على الإسلام – هو ما شاء الله إنسان مُتدين – والآن تقول لي يا أبتي كفرت بدينك، أستغفر الله العظيم، مع العلم أنه مُصلي وزوجته مُصلية، وهو على مدار الأربع والعشرين ساعة في المسجد، أي حمامة مسجد، والبنت كانت مُحجَبة ولكنها قالت له كفرت بالإسلام يا بابا، فجُن الرجل وقال لماذا؟ قالت له هذا عار، الإسلام عار، أنا في المدرسة لا أستطيع أن أقول إنني مُسلِم ، كلما يأتي خبر في فيديو Video أو يوتيوب YouTube أو تعليق أو عنوان مجلة أو مانشيت عريض – المسلمون الإرهابيون القتلة قتلوا في اليمن أو قتلوا في سوريا أو قتلوا هناك أو قطعوا رأس هذا أو ذبحوا هذا وكبروا على هذا – أشعر بالعار، فهذا عار وأنا لا أريده يا بابا ولذا كفرت بدينك، فقلت له هل حدث هذا يا أخي؟ قال لي حدث – والله – يا أخي، ابنتي تقول لي كفرت بدينك، ثم قال لي ومثلها كثيرون جداً، وأنا أعلم هذا وطالما ولا نزال نُحذِر من هذا، والذي لا يرى هذا هو أعمى، وأنا أقول لكم أن العمى عند الإسلاميين – ما شاء الله -ضارب بأطنابه، فأكثر ناس لديهم عمى عن أن مُلاحَظة الوقائع والأشياء كما هى هم الإسلاميون، وقد يقول لي أحدهم لماذا تقول هذا؟ أنت مُتحامِل عليهم وأنت إسلامي، فكيف تقول هذا؟ نعم إسلامي ولكنني أنتقد حتى نفسي، مَن أنا؟ لابد أن نرى الحقائق،ومن ثم أُحاوِل أن أكون مُنفتِحاً وأن أنفتح على الدنيا وأرى ما الحاصل في هذا العالم من حولي، فأنا أُحاوِل أن أرى ولكنني لا أستعير عيون أحد، لا ينبغي لأحد أن يقول لي انظر بعينيا، لا يا حبيبي أنا سوف أنظر بعينيا أنا، كما أنني لا أستعير عقل أحد، وهذا ما أدعو إليه، علماً بأن هذا الذي يُكرِّههم في هذه الدعوات، فهم يعملون تماماً على تربية أجيال لا ترى إلا بأعينهم هم – أعين القيادة وما إلى هنالك – ولا تسمع إلا بآذانهم هم و لا تُفكِّر إلا بعقولهم هم، ولذلك لا يُوجَد لا سمع ولا بصر ولا عقل فضعنا، ومن هنا أنا أقول لكم أن هؤلاء أسَّسوا هذا ولا يزالون سادرين في هذه الطريقة القائمة على العُزلة عن العالم، فهم يُحِبون – صدِّقوني – العزلة، وأحد كبارهم – وهو من فضلائهم ومن أحسنهم – حين تقرأ في كتبه تجد أنه يؤسِّس للعزلة من أول يوم، وإلا ما معنى أن يأتي شيخ كبير أو داعية كما يُسمونه أو مؤسِّس حركة كبيرة ويكتب في كتبه التي تُطبَع إلى اليوم قائلاً لهم نحن كجماعة وكأبناء لهذه الجماعة ممنوع علينا ويُحذَر علينا أن نتحاكم إلى المحاكم الأهلية وأي خلاف بين اثنين في الجماعة يُحَل داخل الجماعة؟ هل هذا يُمكِن؟ لماذا هذا؟ وعندكم أجهزة قضائية مُتخصِصة؟ القضاء هو جهاز ومؤسِّسة عريقة وصعبة وعندها طرائقها ووسائلها وعندها هيبتها أيضاً، فمُستحيل أن يحدث هذا، أكبر لحية وأكبر شيوعي وأكبر زنديق أمام القضاء يأخذ حجمه لأن هذا قضاء يا حبيبي ولا يُوجَد مجال للعب، ونحن رأينا كيف وقف مبارك أمام القضاء، فبالأمس كان رئيساً واليوم هو أمام القضاء، فهذا قضاء وله هيبة، فكيف الحال معي أنا وأنت ومع الناس الغلابة؟ فالقضاء يُخوِّف إذن، لكنه قال سوف نقضي داخل الجماعة، فأين ذهب القضاء؟ هذا شطب على القضاء، فهم مؤسَّسات وحدهم وكل شيئ يُريدون أن يحصل لهم وحدهم، وهذا التحذير موجود – والله العظيم – في الكتب، فهو في الكتب المؤسِّسة لهذا الفكر قبل سيد قطب رحمة الله عليه، وممنوع أن يكون لك اتصال بالمجلات وبالصحف وبدور الفكر والعلم غير الإسلامية وما إلى ذلك، فلماذايا جماعة الخير هذه العُزلة؟ما هذا الجيتو Ghetto؟ لماذا يُقال هذا؟ أنا مُسلم وأنا ابن هذا المجتمع وأنا سأذوب في هذا المجتمع ذوبان ماء الورد وماء الزهر في الماء لكي أطيبه، وأينما سأذهب – بإذن الله – سأبث الخير الذي عندي، علماً بأنني لا أخاف على نفسي بل بالعكس، لكن أنا أقول لكم أن هذه الطريقة في التفكير طبعاً لها أسباب ولها تعليلات كثيرة، ومن ضمن أسبابها وتعيلاتها أنها تقوم وتتأسَّس على نوع من التدين التماثلي الاجتماعي الذي لا علاقة له بالخيار الشخصي وبالوعي الذاتي الديني طبعاً، فالإنسان الذي اختار دينه لا يخاف على نفسه، وإلا قل لي الآن وأقنعني بإن هناك سيدة في النمسا في أوروبا أو في أمريكا أو في نيوزيلندا أو في أي مكان اختارت الإسلام وحاربت أهلها ومُجتمَعها – أمها وأباها وما إلى ذلك – ولكنها تخاف على نفسها، ما هذا؟ هذه تتحدى مجتمعاً كاملاً، فكيف تخاف على نفسها؟ الألمانية التي أسلمت هذه تتحدى حضارة كاملة إسمها الحضارة الغربية وتتحدى دولة عظيمة إسمها ألمانيا ومُجتمَعاً عريقاً إسمه المجتمع الألماني وتقول لهم لا، هذا خياري أنا، وأنا اكتشفت أن هذا الدين هو الحق، فأنا مُسلِمة من اليوم وانتهى الأمر، ثم تظهر على التلفزيون Television وفي المجلات وتناقش وما إلى ذلك دون أن يهمها أي شيئ، فلماذا مكتوب الغُلب على المُسلمين والمُسلمات فيتصور كل مُسلم ومُسلمة أنه ضعيف ومسكين وغلبان ومن ثم لا ينبغي أن يقترب من هؤلاء الناس ومن هذا الجو لأنه موبوء وسوف يضيع فيه ومن ثم يُقال له كُن معانا؟ لكن هل أكون معكم أنتم فقط؟ نعم معنا فقط، في جلساتنا وفي مساجدنا وفي حلقاتنا الضيقة، لكن أنا أقول لهذا الشخص والله العظيم ستُصبح أعمى أصم، وفي نهاية المطاف سوف تُصاب بالهبل والحمق ولن تفهم شيئاً في العالم ولن تستطيع أن تُغير أو تُبدِل أو تُساهِم في تطييب العالم الذي تعيش فيه، وعلى كل حال أنتم تفهمون نظريتنا في التغيير، ونحن عندنا تحفظات على كلمة تغيير، لكن هم يُحِبون التغيير ويُحِبون التمكين ويتحدَّثون عن نسخ الأوضاع وإثبات الأوضاع وغيرها من العبارات الكبيرة التي يُسمونها الخطابات الكُبرى Grand Discusses، وهى خطابات رهيبة – والعياذ بالله – وتُمثِّل شيئاً مُخيفاً، وعلى كل حال هذه عُزلة، وأنت تؤسِّس للعُزلة وللشخصيات المقموعة، ومن ثم سيكونوا عمياناً ويكرهون مُجتمَعهم ويكرهون دولهم ويكرهون شعوبهم طبعاً لأنهم سيقولون هؤلاء شيئ ونحن شيئ آخر، فنحن نحمل المشعل – Torch – وبأيدينا الوصفة السحرية وعندنا طلاسم النجاة، وكأنهم أنبياء بين كفار، لكن لا يصح هذا التفكير الذي دمَّرنا، ولذلك هذا الشيخ الذي يتحدَّث عن السبيل الوحيدة لا يرى العالم، ونحن نقول له كان ينبغي عليك قبل أن تفتي هذه الفتوى أنت تعمل استقراء – دراسة استقرائية بسيطة – لرأي مَن يعنيهم الأمر، اذهب إلى أي مُخيم في الأردن أو في غير الأردن واسأل – مثلاً – مائة سيدة سورية – كان الله لهن بالعون والله العظيم – شريفة حرة عتيقة من عتائق سوريا وقل لها هل يُمكِن هذا؟ هل تُريدي هذا يا أختي؟ هل عند رغبة في هذا الموضوع؟ هل تُحِبي أن تملكي نفسك كملك يمين لرجل عربي مُسلِم عنده قدرة وعنده بعض المال فلوس؟ وانظر هل تقبل أن تُملِّك نفسها لهذا الرجل المُسلِم بل لهذا النذل المُسلِم أم لا، فأنا لن أقول لرجل مسلم وإنما سأقول لأحد الأنذال، لأن هذا النذل كان عنده المال الذي كان يقدر على أن يُزوِّج به ابن جاره أو ابن أخوه أو عشرات الشباب في حارته التي يعرف أن شبابها يُريدون أن يتزوَّجوا، وهم شباب صغار وقد ذبحتهم العزوبة، وهو مُتزوِّج وعنده أولاده تزوَّجوا وأنجبوا أيضاً، فماذا يُريد من الزواج؟ ماذا يُريد من البنات الصغيرات؟ ماذا يُريد هذا المُعقَّد النذل المُصاب بالبيدوفيليا Pedophilia؟ لابد أن نكون واضحين، علماً بأن هذا ليس تعليقي، ادخلوا على اليوتيوب YouTube واكتبوا عن الكلام هذا وقسماً بالله سوف ترون على الأقل أن تسعين في المائة من التعليقات سلبية، بل وفيها تجديف في حق الدين وسب في هذا الشيخ، سب ذريع جداً جداً جداً، وطبعاً كله سباب غير لائق ويتخطى آداب الإسلام تماماً، ونحن منه براء لأن هذه قلة أدب، فلا يصح أن تسبه هكذا لكن ناقشه علمياً ورد عليه علمياً وبأدب، فما قلة الأدب هذه التي نحن فيها؟ ولذا أنا أقول أيضاً لشبابنا هذه قلة أدب، فهناك مَن يسبه في عِرضه وبأمه وأخته ويسب في الدين، وهذا لا ينبغي أن يحصل، وعلى كل حال الناس لا تتقبَّل هذا، فافهموا يا مشائخ، افهموا أن شبابنا تغير، بالله عيلكم وبحق الله افهموا أن المجتمعات تتغير، لكن من أين له أن يفهم هذا الأعمى؟ هذا – كما قلت لكم – يدس رأسه في هذه الكتب الصفراء والحمراء ولا علاقة له بواقع الناس، وعلى كل حال اسأل يا مولانا الأخوات السوريات وقل للواحدة منهن هل يُمكِن هذا يا أختي؟ هل أنتِ تُحبين هذا؟ هل عندك رغبة؟ هل عند موافقة أم عندك مانع في أن تملكي نفسك؟ وهى سوف تقول لك ما معنى أن أملك نفسي؟ كيف أملك نفسي؟ هل تُريد مني أن أبيع نفسي وأن أقول لك ملكتك نفسي من أجل المال؟ هذا بيع كأن يُقال لك ملكتك ساعتتي بعشرين يورو Euro مثلاً، فهذا هو نفس الشيئ، قل لها بيعي نفسك لرجل عنده القدرة، لكن هل ستكون زوجة له بعد ذلك؟ لأ، لأن في الحقيقة لن تكوني زوجة، وطبعاً الشيخ الذي أفتى كان في ثلاث مرات على الأقل – حتى لما اعتذر بدر منه هذا أيضاً – لا يُفرِق بين الزواج وملك اليمين، فيقول زواج ملك اليمين، وهذه عبارة لا علاقة لها بالفقه بالمرة، فالزواج شيئ يا مولانا إذا كنت تسمعني وملك اليمين شيئ آخر، فلا تقل زواج ملك اليمين، ما هذا الكلام؟ أي فقه هذا يا أخي؟ الزواج شيئ وملك اليمين شيئ آخر، فلا يُقال زاج ملك اليمين أبداً، إذا كان زواجاً فهو ليس ملك يمين، وإذا كان ملك يمين فهو ليس زواجاً، فهذا شيئ وهذا شيئ، لكن ما الفرق بينهما؟ ارجع لبسائط كتب الفقه وسوف تفهم الفرق، لكن هذا الشيخ لا يعرف حتى الفرق ومع ذلك أتى لكي يفتي ويقول أنه فعل هذا نيابة عن علماء الشام، والآن يجرح شعور الأخوات ويجرح شعور كل مُسلم والله ومُسلمة ويجرح شعورنا تماماً ويأذينا، فالذي نحن فيه هو أمر فوق العار وفوق الدمار ولذلك تخرج لنا فتاوى مثل هذه، وهذا أمر صعب، وأنا أقول لك أنني مُتأكِّد من أن تقريباً تسعة وتسعين امرأة من المائة سورية المسؤولات سوف يرفضن، ومن الصعب أن تجد واحدة من المائة تُوافِق على هذا إلا أن تكون غلبت على عقلها أو غلبوها على عقلها بإسم الدين وقالوا لها تباً لك يا أمة الله لماذا ترفضين دين الله تبارك وتعالى؟ فهناك مَن كتب تعليقاً – شخص واحد وحيد يتيم كتب كلام بهذا المعنى – يقول فيه ما علاقتكم بهذا؟ لماذا غضبتم من هذا الكلام؟ هذا شرع الله ومَن خالف هذا فقد كفر، ونحن نقول له عظَّم الله الأجر فيك وفي أمثالك، فهو يقول – والله العظيم – أن الشيخ يتحدَّث عن دين الله لأن دين الله فيه ملك اليمن، وهذا الشاب المسكين يفرح بهذا، فما هذا يا أخي؟ ما هذا الهوس؟ قال هذا شرع الله والشيخ أتى بالدليل ومَن خالف هذا فقد كفر، وهذا طبعاً حدث لأن أمثال هؤلاء الشيوخ يُخرِجون لنا أمثال هؤلاء التلاميذ من ثم نرى أمثال هاته العقليات العجيبة الغريبة، وعلى كل حال أنا أقول لك أنك لن تجد امرأة واحدة من المائة تُوافِق على هذا إلا أن تكون قُمِعَت بإسم الدين ومن ثم سوف تخاف هذه المسكينة لأن عندها نوع من التقوى الزائدة وتقول هذا شرع الله فماذا سأفعل؟ لأن يُقال لها أترغبين عما شرعه الله ورسوله؟ رسول الله نكح بملك اليمين، فكيف ترفضين هذا؟ قال تعالى في سورة الأحزاب يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ۩، فهذا هو ملك اليمين والنبي نكح بملك اليمين، لكن أنا أقول لكم أن واحدة من المائة على الأكثر إن وجدت سوف تقبل، وأما الباقيات – سائر السوريات – سوف يرفضن هذا، ستقول لك الواحدة منهن أنا أفضل أن أموت على أن أعيش هذه الحياة الذليلة المهينة، هل تريدني أن أعيش ضمن حريم من أربعين وخمسين وستين امرأة عند هذا الرجل؟ مَن هذا الرجل؟ هل هو سليمان الحكيم؟ هل يُريد أن يكون عنده ما يقرب من ستين امرأة في الحريم السلطاني الخاص به؟ هل هو يُريد أن يعطيني ثمني بالمال؟ أنا الموت أفضل لي من هذا، أي أنهم هربوا من استبداد بشار ووقعوا في استبداد كهنة الدين، لكنك قد تقول لي ما هى المُشكِلة في هذا؟ موضوع ملكتك نفسي شئت أم أبيت إسمه هبة، فهذه هبة لأنها تهب نفسها لك، وهذا لا يُمكِن أن ينفع أبداً فافهموا هذا بالله عليكم، ومن قبل سنوات كان بعض الناس المُهووسين جنسياً – لابد أن نقول هذا – يتسائلون ويتحدَّثون في الفضائيات ويسألون المشائخ هل ينفع أن أذهب إلى بانكوك أو مومباي في الهند أو ما إلى ذلك وأقول لامرأة قولي لي ملكتك نفسي على أن تأخذ مائة يورو Euro ومن ثم تُصبِح ملك يمين فأعود بها إلى بلدي وتكون من ضمن حريمي الخمسمائة – مثلاً – كالسلطان الفلاني؟ هل هذا ينفع؟ لا ينفع يا حبيبي، لأن هذا كان ضمن نتائج وتوالي الحروب والمعارك في المُجتمَعات القديمة والوسيطة، ولذلك الله قال وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ ۩، فهذا كان حلاً مؤقتاً لظاهرة مؤقَتة نسخها التاريخ بفضل الله تبارك وتعالى، والحمد لله على هذا، فالبشرية على الأقل في هذا الجانب رشدت، الحمد لله أن هذا غير موجود الآن، لا يُمكِن لأمريكا ولا لروسيا ولا للمُسلِمين ولا لأي أحد أن يغزو أحداً ثم يأخذ بناته ونسوانه كلهن كالإماء عنده ويقوم بتوزيعهم على مَن يعرف، فقد انتهى هذا الكلام بفضل الله عز وجل، ولا يُمكِن أيضاً لأحد أن يأخذ منا الرجال عبيداً عنده أيضاً، فهذا الكلام انتهى الآن، وأكثر ما يُمكِن أن يحصل هو الأسر، وهذا لأصناف مُعينة من الناس المُقاتِلين الجنود، والأسر محكوم ومُقنَن بقوانين عالمية تحفظ حقوق الأسرى وكرامتهم، فالحمد لله على التقدم الإنساني، لكن هؤلاء المشائخ يُحِبون أن ينسخوا كل هذا التقدم وأن يُعيدوا عجلة التاريخ للقهقهرة إلى الوراء على أنه وعد كريم وشيئ جميل جداً، لكن هذا الوعد – والله العظيم – لن يقبله أحد منكم في العالم، بل بالعكس أنتم ستزيدون حدة الحقد علينا وعلى الإسلام وعلى المسلمين، وأنتم ستتيحون مزيداً من الذرائع لانهائنا وذبحنا، فاتقوا الله فينا وفي دينكم لأن هذا الأسلوب لا يصح أبداً، هذا كلام باطل، وطبعاً لن نخوض في الجوانب التأصيلية الآن ولن ندخل في موضوعات مُعقَدة جداً لأن اليوم ستكون الخطبة خفيفة نوعاً ما وسوف تستغرق – إن شاء الله – ساعة وليس ساعة ونصف، ومن ثم لن ندخل في الجوانب التأصيلية للموضوع، وقد تقول لي أن القرآن ذكر هذا لكن أنا – إن شاء الله – سوف أتحدَّث عن هذا مرة أُخرى في خطبة بحيالها علشان، وسنرد على موضوع أن الله حكى عن الجزية وأن النبي حكى عن الذمة وأن الله حكى عن ملك اليمين وما إلى ذلك، لكن هل هذا لابد أن يكون موجوداً أم أن هناك إمكانية لأن ينسخه الزمان؟ وإذا نسخه الزمان هل يُعتبر منسوخاً؟ هل للزمان صلاحية أن ينسخ شرعاً أتي به الله؟ وعلى كل حال القضية هامة من الناحية الأصولية ولذا سنتحدَّث عن هذا في خطبة بحيالها، وقد تكون الخطبة المُقبِلة – بإذن الله – لكي نتكلَّم عن هذا كله حتى لا يُشوَّش عليكم لأنهم أكلوا عقلنا بهذه الموضوعات، وقالوا هذا شرع الله – ويلك يا أبا ثعلبة – وهذا دين الله تبارك وتعالى الصالح لكل زمان ومكان، قال الله أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ ۩، فمَن ينسخ شرع الله؟ لكن يا أخي ليست هكذا المسائل، أنتم – والله – تضحكون على الناس، فأقسم بالله أن الأمر ليس على هذا النحو، وإلا فإن شرع الله كان لموسى أيضاً، فلماذا تبدَّل مع عيسى؟ وشرع الله لعيسى ولموسى لماذا تبدَّل مع محمد؟ ومَن هو الشارع؟ الله نفسه هو الشارع ولكن الله يراعي تبدل الظروف والأحوال والأزمنة، فالله نفسه يراعي هذا، ولا يُمكِن أن يُقال لأن الله شرع شيئاً فلابد أن يبقى هذا الشرع إلى آخر الزمان وإن تبدلت مقتضياته وظروفه وسياقاته، فمن أين أتيتم بهذا؟ هنا يُلغى العقل بالكامل ولن نجد أي عقل، فهنا يُداس العقل – والله العظيم – تماماً.

الحمد لله -هذه بُشرى أنتم تعيشونها بفضل الله تبارك وتعالى ولستم في حاجة إلى من يذكركم بها – أن عندنا آية واحدة إسمها آية ختم النبوة، قال الله وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۩، وطبعاً الحمد لله رب العالمين أن لدينا آية ختم النبوة، هل تعرفون لماذا؟ تخيَّلوا بالله عليكم يا أحبتي في الله أن كتاب الله العزيز خلا من آية ختم النبوة، ماذا كان يُمكِن أن يحدث؟ انتم تعرفون طبعاً، كان يُمكِن أن يكون لدينا ألوف الأنبياء على المنابر، فيصعد النبي سعفان بن بهيان على المنبر ويُقال له يا نبي الله نسألك كذا وكذا، ويقول لك أنه نبي لأن الله لم يقل أن محمداً هو آخر نبي وهذا واضح الدلالة، ثم يبدأ الكذب والدجل، وهم أصلاً من غير هذا الكلام ومع وجود آية النبوة ادّعوا الإلهية، فهم ادّعوا الإلهية في أنفسهم وفي أئمتهم، وهذا شيئ يجنن، فالحمد لله لأنه سد لنا هذا الباب وقال محمد هو آخر مَن يُبعَث، فالحمد لله ارتحنا كثيراً لأن الله أراحنا من صداع كبير جداً جداً، لكن المُشكِلة في وجود باب لم يسده الله ولم يفتحه، وهو باب المهدي، فهم يُحدِّثونك عن المهدي ويقولون لك النبي قال هذا، كيف لا تُؤمِن – لعنة الله عليك – بالمهدي؟ هناك أحاديث عند أهل السُنة والجماعة وعند إخوانك الشيعة متواترة، فكيف تُنكِر المهدي يا ملعون؟ لكن يا أخي البخاري نفسه ومسلم لم يجدا – والله – حديثاً واحداً في المهدي لكي يضعاه في صحيحه، وأقسم بالله على هذا والذي يُخالِفني في هذا يأتي ويفقأ عيني، وطريقة البخاري – رحمة الله تعالى عليه ورضيَ – أنه في صحيحه – يعلم هذا كل شراح البخاري – وبالذات في أبواب العقائد وفي مسائل العقيدة وفي كل باب من أبواب العقائد لابد أن يذكر ولو حديثاً واحداً في الباب، فلو وُجِدَ في باب المهدية والمهدوية حديث واحد لذكره البخاري، لكن لا يُوجَد في البخاري أي حديث عن المهدي، فما رأيكم؟ وكذلك الحال مع مسلم، لا يُوجَد أي حديث في مسلم عن المهدي، لكنهم أحبوا أن يخرجوا لنا حديثاً بالقوة فقالوا هناك إشارة حيث تحدَّث النبي في حديث آخر عند مسلم بن الحجاج عن رجل في آخر الزمان يَحْثُو الْمَالَ حَثْوًا وهذا هو المهدي، يا سلام، كيف هذا؟ هل النبي عجز عن أن يقول لك أنه المهدي؟ هل هو خجل أو خاف من هذا؟ هل النبي يتملقك – مثلاً – ولذا لم يقل أنه المهدي؟ لكنهم قالوا لك هذه إشارة ثم ألَّفوا لك بعد ذلك أحاديث المهدي سنةً وشيعة، فعند السنة وعند الشيعة مَن يتحدَّث عن المهدي، والحمد لله الذي لا يُحمَد على مهدي سواه – أي مكروه سواه – خرج لنا آلاف المهادي ومازالوا يخرجون، وهم يُهدِّدونا -والله العظيم – بهم، قسماً بالله يقولون لنا أنهم سيحكمون علينا بكذا وكذا إذا لم تتبع المهدي الذي ظهر في اليمن – مثلاً – وهو رجل سُني أو المهدي الذي ظهر في البصرة وهو رجل شيعي ثم يسبونك، وهذا شيئ غير معقول، وكل يوم يظهر لك مهدي جديد، مرة يعمل هذا المهدي مهندساَ ومرة يعمل طبيباً للأطفال ومرة يعمل طبيباً للحيوان وهكذا، فالمهادي بالهبل لدينا، أرض الإسلام تفوع بالمهادي وليس فيها هُدى إلا ما رحم ربي، لماذا؟ لأن هذا الباب لم يُغلَق، وهل تعلم لماذا لم يُغلَق؟ قد يقول لي أحدكم لماذا لم يغلق الله هذا الباب؟ لأنه لم يفتحه – الحمد لله – أصلاً، لا يُوجَد في القرآن باب المهدي مثل باب النبوة، ففي القرآن يُوجَد باب النبوة والله قال لك لقد أغلقناه، والحمد لله على هذا، فهذا الله وهذا القرآن الذي يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ ۩، لكن باب المهدي أنتم الذين قمتم بفتحه ومن ثم عليكم أن تُغلِقوه، ونحن الآن غير قادرين على غلقه، فقد حاولنا هذا لكنهم كفَّرونا، وهذا كله كلام فارغ، وعلى كل حال حين يأتي سيسعد به مَن آمن به، لكن أنا لم أُؤمِن به فلا علينا من هذا وهذا من رحمة الله، لكن انتبهوا إلى أن محمداً – عليه السلام – هو آخر الأنبياء، ومفهوم الآخرية هذا دغدَّغ فكر هيجل Hegel وماركس Marx وفوكوياما Fukuyama وجماعة نهايات الإيدولوجية ونهايات التاريخ ونهاية الإنسان والإنسان الأخير وكل هذا الهبل، فهذا هبل فكري وفلسفي مُدمِّر وهو ضد الإنسان وضد العقل وضد الحضارة وضد البشرية، فهذه النظريات كلها التي تتحدَّث عن النهايات خطيرة وملعونة، والله – الحمد لله – الله هناك فقط نهاية للنبوة وقد رأينا الحكمة من هذا، فالحمد لله مليون مرة أنه وُضِعَ حد للنبوة بأعظم نبي وأكرم نبي، فمحمد – صلى الله على محمد وآل محمد إلى أبد الأبدين – هو آخر الأنبياء، لكن لا يُوجَد شيئ عندنا إسمه نهاية المُجتهِدين، هل عندكم دليل خاتم المُجتهِدين؟ عندما انتقدنا سيد قطب – رحمة الله عليه – في الأسبوع السابق غضبوا، لكن نحن لم نقل – والله – كل شيئ إلى الآن، إذا أردتم هذا يُمكِن أن نُخصِّص – إن شاء الله خطبة عن هذا، ونتحدَّث عن ما أتى في كتب سيد قطب – رحمة الله عليه – بالتفصيل، وسوف نقول لكم في ماذا أخطأ الرجل بالضبط وأين أخطأ وأين ساهم في التدمير، وهو نيته كانت لله طبعاً ونحن لا نُشكِّك في النوايا ولا نُشكِّك في الإخلاص، فنحن نفصل بين هذا وذاك، فانتبهوا لأن هذا هو الفرق بين العامي وبين المُفكِّر أو العالم، العوام مساكين ومن ثم يُضحَك عليهم، فالعامي يُضحَك عليه وتتداعى عنده المسائل سيكولوجياً وليس فكرياً، بمعنى أنك إذا حدَّثته عن شخص استُشهِد أو قُتِل في سبيل فكرته فإنه يتقبلها كثيراً ويقول لك لقد مات يا أخي من أجلها، لكن الخوارج ماتوا في سبيل أفكارهم أيضاً وكان عندهم روح قتالية استشهادية استبسالية ولا أروع، والنبي قال كلاب جهنم، فالعالم الدارس لا يخاف كثيراً من هذا ولا يهمه موضوع مقام مُفكِر أو عالم لأنه استُشهِد أو مات في سبيل فكرته، فنحن نقول أمره إلى الله، وإن كُتبِت له الشهادة عند الله فهنيأً له بها والله، ونحن نسأل الله أن يكون عند الله شهيداً، لأن – والله العظيم – هذا يُسعدِنا هذا وليس عندنا أي مشكلة في هذا، ونحن نُحِب الصدق مع النفس ومع الناس، لكن هذا الصدق وهذا التفاني والاستبسال والفدائية لا يعني أن تفكيرك كان صحيحاً ولا يعني أن تفكيرك كان سليماً ومُمتازاً، فمن المُمكِن أن يكون كارثياً ومُدمِّراً أيضاً ومن ثم نحن لا نُريده، فما علاقة هذا بهذا؟ لكنهم فعلوا مثل الصوفية الذين أنكر عليهم العلّامة الإمام الشيخ الطاهر بن عاشور في كتابه التربوي الكبير في إصلاح التعليم في تونس أليس الصبح بقريب، حيث قال أن من كوارث المسلمين عبر التاريخ أنهم يربطون بين الصلاح وبين العلم، فمن المُمكِن أن يتناقش فقيهان في مسألة ما، فيرجح رأي أحدهم بالحُجة، في حين أن الثاني يكون رأيه مرجوحاً لضعف الحُجة، لكنك تجد مَن يقول لك دفاعاً عن صاحب الرأي المرجوح أين هذا من هذا؟ هذا كان له كرامات وآيات، لكن ما دخل الكرامات بالعلم الله؟ هل إذا أعطى الله أينشتاين Einstein أو أعطى فلاناً أو علاناً علماً سوف يُصبِحون أولياء وسوف نُصبِح نحن كفرة؟ هذا العلم وهذه الفتوحات العلمية – هذا حتى في العلم الديني – من المسائل التي يختص الله بها مَن يشاء، وكم رأينا ومازلنا نرى – والله العظيم – مِن الفقهاء الكبار مَن يفهم الفقه والأدلة والأصول واللغة عربية – ما شاء الله – ويقول أنه عالم مُحترَم لكن علامات الفسوق واضحة عليه وعلامات التهتك وعدم مُراعاة الله واضحة عليه، لكنه عالم لا يُشَق له غبار، فحين تُناقِشه لا تقل عنه أنه صاحب هوى وأنه عالم السلطان وأنه كذا كذا، ولكن ناقش حُجته ودع عنك حكاية سلطان وغير سلطان، ناقش حُجته فقط، لكنكم ضحكتم على الناس مرة بالصلاح وبالتقوى ومرة بالشهادة وبإنه مات ومرة بإنه عالم سلطان فينبغي أن نشطب عليه، وهذا لا ينبغي، ناقشوا الحُجة وليس لنا علاقة بهذا، الله – تبارك وتعالى وله الكبرياء كله – لم يستنكف – والله العظيم – أن يرد على الأبالسة وعلى الزنادقة وعلى الكذبة والمنافقين والمُشكِّكين – لا إله إلا هو – أبداً، فهو ناقشهم ورد عليهم، ولذا تواضع يا أخي ورد على عالم السلطان هذا واترك هذه الوصمات وبيِّن الحقيقة فقط، فنحن نُريد أن نُفكِّر بهذه الطريقة لكنهم يرفضون هذا ويقولون لك هذا شهيد ومن ثم رأيه صحيح، فما معنى أنه شهيد؟ هل أفكاره معصومة؟ الخوارج كانوا شهداء وأفكارهم ملعونة وكانوا أحرص الناس على القتال وعلى العبادة وعلى الذكر وعلى البكاء وعلى الشهادة في الميادين، والذي يُريد أن يتوسع يُمكِن أن يقرأ فقط خُطبة أبي حمزة الشاري – من الخوارج الشُّراة – وسوف يرى كيف يصف أتباعه من الخوارج، فقد كانوا آية من آيات الله، لكن إن صح فيهم القول النبوي هم كلاب جهنم، وعلى كل هذه المسائل خطيرة، فانتبهوا إلى أن الكلام في الدين ينبغي أن يكون بحذر، لكن قد يقول لي أحد أنني أتكلَّم كثيراً، وأنا بدوري أقول أن هناك نُقطة بسيطة وحيدة لا تجعلني أشعر بالخوف وإن كان حُقَّ لي أن أخاف، فما هى إذن؟ أنا أتكلَّم وأجتهد وأُخطيء وأُصيب وأطلع وأنزل ولكنني – الحمد لله – أنحاز إلى السلام دائماً، فأنا دائماً ضد القتل ودائماً ضد التكفير ودائماً ضد الإرهاب ودائماً ضد تفريق الأمة ودائماً ضد مُخطَطات أعداء الأمة التي تكون واضحة كثيراً لي ولغيري وموجودة على المواقع ومفهومة، لكنك بإسم المشروع الإسلامي وبإسم تُريد أن تُنفِّذها، فتباً لك إذن، ماذا أفعل لك؟ لن أوافقك على هذا حتى ولو تعرضت للموت – أقسم بالله على هذا – بغض النظر عن أي شيئ، فأنا لدي طريقة مُختلِفة في التفكير وليس لي علاقة بأن الجانب الآخر – مثلاً – غير مُتدين بتديناً جيداً، فهذا لا يهمني الآن ولكن يهمني أنك تُساهِم في تنفيذ مشروع رهيب سيُدمِر بلادي ومن ثم أنا لا أريده ولا أريد له أن ينجح يا رجل، هل أنت لا تفهم هذا؟ ماذا أفعل لك؟ ولذلك أنا لن أندم في نهاية المطاف – بفضل الله عز وجل – بسبب هذه الموضوعات فضلاً عن أنني لست مُتنبئاً ولست مهدياً ولا أُقول للناس اتبعوا أفكاري وإلا لكم الويلات والثبور، بل بالعكس دائماً ما أقول لهم فكِّروا وحدكم، اسمعوا كلامي ثم وافقوني أو خالفوني أو سبوني أو العنوني، فأنتم أحرار ولذلك أنا لا أشعر بالبهاظة وبالثقل، فإذا اتضح في يوم من الأيام أن رأيي كان خطئاً سوف أقول الحمد لله أنني لم أقل لكم اتبعوه وإنما قلت لكم هذا رأيي فقط، اسمعوه لكن لا تتبعوه، إذا اقتنعتم به بالدليل اتبعوه بعد ذلك ، وأنتم أحرار في هذا، لكن ليس لدي أبداً جماعة أو حزب أو تنظيم أو خُطة لإنقاذ العالم، أنا فقط أُمارِس القول والتفكير بصوت عالٍ ولذلك أنا لست خائفاً، لكن هم حُقَ لهم أن يخافوا، فالواحد منهم يفتي على مدى ثلاثين سنة بتكفير المجتمعات وتكفير الحكام وتكفير الناس وتكفير العلماء، ويفتي على مدى عشرين سنة بقتل الناس وذبح الناس وتكفير الطوائف ويخوض في مُخطَطات مُعيَّنة ويُساعِد على تنفيذ مُخطَطات أعداء الأمة في الأمة.

سألت قبل أيام ثلاثة من أحبابي قائلاً بالله عليكم هل في آخر ثلاثين أو خمس وثلاثين أو أربعين سنة – لا أقول أنني عملت دراسة استقصائية لكنني بحثت في مخزوني ولم يبد لي أي شيئ ومن هنا سألت هذا السؤال لثلاثة من إخواني – رأيتم جماعة أو حزباً أو تشكيلاً أو حركة علمانية أو يسارية أو شيوعية أو مُلحِدة ظهرت على الساحة وكانت تُهدِّد الناس باستئصالهم وبقتلهم وبذبحهم؟ قال أحدهم لي لا لم أر هذا، فقلت له وأنا حتى لم أر هذا، لكن مَن الذي عنده هذا الامتياز في آخر ثلاثين سنة؟ هناك تشكيلات مُعيَّنة هى التي تُخيف الناس وتُهدِد الناس ومن المُمكِن أن تُقتل بسببها وهى ساهمت وقتلت بالفعل بعض الناس، فمَن هم؟ قال لي الإسلاميون، فقلت له هذه مُصيبة، هل هذا وضع طبيعي؟ قال لي والله العظيم ليس طبيعياً، فقلت له وأنا أيضاً أقسم بالله أنه غير طبيعي، غير طبيعي أن نجد العلمانيين والليبراليين والإشتراكيين واليساريين والملاحدة يعيشون ويُبشِّرون بأفكارهم وبما عندهم ويقولون ويكتبون ما لديهم في حين أن الإسلاميين بالذات يُرعِبون المجتمعات، وأي أحد يخرج عن الخط يأخذ فتوى بتكفيره ثم يُقتَل أو يُهدَد بالقتل أو بالملاحقة وما إلى ذلك، أي أنهم تسببوا في وجود حالة رعب فكري في المُجتمَعات، ومن هنا قلت له لماذا هذا الوضع؟ فقال لي هذا أمر عجيب، فقلت له من المُؤكَّد أن هذا يخدم في اتجاه مُحدَّد، علماً بأن هذا لم يُقَرب الناس عملياً من الإسلام، بل بالعكس أبعد الناس من الإسلام.

نرجع إلى السبيل الوحيدة التي تحدَّث عنها الشيخ، ونقول له هذا نوع من الهبة يا شيخ حين تقول امرأة هذا لرجل، وهذه الهبة ليست تجوز إلا لسيد العالمين عليه الصلاة وأفضل السلام، قال الله يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَحْلَلْنَا لَكَ أَزْوَاجَكَ اللَّاتِي آتَيْتَ أُجُورَهُنَّ وَمَا مَلَكَتْ يَمِينُكَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ وَبَنَاتِ عَمِّكَ وَبَنَاتِ عَمَّاتِكَ وَبَنَاتِ خَالِكَ وَبَنَاتِ خَالَاتِكَ اللَّاتِي هَاجَرْنَ مَعَكَ ۩، ثم ماذا قال الله في نفس الآية؟ قال وَامْرَأَةً مُّؤْمِنَةً إِن وَهَبَتْ نَفْسَهَا لِلنَّبِيِّ إِنْ أَرَادَ النَّبِيُّ أَن يَسْتَنكِحَهَا خَالِصَةً لَّكَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۩، فواحد وحيد كان عنده ميزة أن تأتيه امرأة وتقول له وهبت نفسي لك أو وهبتك نفسي، فإذا رضيَ أخذها بالهبة وتصير موهوبة له وهو النبي، لكن لا يُمكِن أن تذهب إلى بانكوك أو مومباي أو مُخيمات السوريات في سوريا وغير سوريا وتقول للواحدة من النساء هيا قولي لي ملكتك نفسي وأنا سوف أعطيمي مائتين دينار أردني أو مائة وخمسين دينار أردني – مثلاً – وسوف تُصبِحين ملك يميني وأطؤكَ وأتكفل بحاجاتك البدنية والمادية وما إلى ذلك مقابل هذا الشيئ، هذا لا يجوز أبداً أبداً أبداً، هل تعرف لماذا؟ لأن هذه وسيلة رذلة، هل ترضى هذا لأختك بالله عليك؟ أنا أقول لهذا الشيخ – عفاني الله وإياه – يا أخي بالله عليك لو هُجِر أهل بلدك وأخواتك ونساؤك هل ترضى بمثل هذه الفتوى لأخواتك؟ هل ترضى بالشيئ هذا؟ ألا يجرحك هذا الشيئ؟ لكنه على كل حال قال هذه هى السبيل الوحيدة، فكيف تكون السبيل الوحيدة؟ لدي سؤال وهو أين أغنياء المُسلمين وهم كُثر؟ لم لم يقم هذا الشيخ وأمثاله – أقامهم الله إن شاء الله من قعدتهم – ووجهوا رسالة إلى الأغنياء؟، وأنا الآن هنا أوجه هذه الرسالة لأصحاب الملايين والملايير من خزنة – خزنة الأموال – العرب – هم موجودون الحمد لله وبكثرة، كثَّر الله خير العرب والمُسلمين – وأقول لهم يا أغنياء العرب ويا أغنياء المُسلمين يجب أن تجدوا أنفسكم في دفع بضعة ملايين لتزويج هؤلاء السوريات من شباب في زيجات مُتكافئة، فحين أذهب لأرى البنت – مثلاً – سوف أجدها في سن الرابعة والعشرين – مثلاً – وأجدها بنت جامعية صبيحة جميلة طيبة ومن عائلة كريمة يجب علىّ أن أجد لها شاباً في مثل مستواها، أي أن أجد شاباً جامعياً مُتعلِماً وغير قادر على أن يتزوج أو أن يفتح بيتاً، فأُعطيه عشرين ألف يورو Euro وأقول له خُذ لك يا ابني شقة صغيرة أو تأجر ثم تزوج هذه البنت المستورة، ومن ثم يتزوَّج بنت الناس هذه ويقول لي شكر الله سعيك يا مولانا، علماً بأن العشرين ألف يورو لا يُساوون شيئاً بالنسبة لكم لأن عندكم الملايين، وإذا لم تجدوا أنفسكم في هذا وكززتم وشححتم وضننتم فعلى الأقل أخرِجوا زكاة أموالكم، أخرِجوا اثنين ونصف في المائة فقط، لكن هل تعرفون ما معنى هذا؟ الذي عنده مليار لابد أن يُخرِج خمسة وعشرين مليوناً – ولك أن تتخيل هذا – والذي عنده عشرة مليارات لابد أن يُخرِج ربع مليار -أي سيُخرِج مائتين وخمسين مليون من المليار الواحد – وهكذا، فاحسبها لأن الحكاية سهلة، ومن ثم نحن نُريد زكاة أموالكم لإنقاذ شعبنا السوري المهضوم المظلوم والله العظيم، كفى أن العالم كله التقى عليه، قل لي مَن يقف مع السوريين الآن؟ حتى الذين يقفون معهم يقفون من أجل أن يذبحوهم، لكننا نُريد مَن ينقذ هؤلاء، فأنقذوا هذا الشعب المظلوم والمهيض والمُحطَم والمُدمَّر، أنقذوه على الأقل هؤلاء اللاجئات واللاجئين بأموال الزكاة، ادفعوا أموال الزكاة يا أغنياء المسلمين في زيجات مُتكافئة،فمن المُؤكَّد أن هؤلاء فقراء وأن هؤلاء مساكين، فالتي تقبل في ظن هذا الشيخ أن تبيع نفسها وأن تُملِّك نفسها ملك يمين بأموال – بدنانير أوو بدولارات Dollars أو بيوروات Euros وما إلى ذلك – تستحق أن تأخذ الزكاة، فهذا يحق لها ومن غير أي منة لأحد، لأن هذا حقها في شرع الله، علماً بأن هذا مالها وليس مالك أنت، فالزكاة هى مال الفقير وليست مالك أنت، وحين يبقى هذا المال في مالك فإنه يُدمِّر مالك – أقسم بالله يُدمِّره – ويُدخِلك جهنم، فهذا حقها ومالها، ومن ثم أعطها مالها من الزكاة، فانظروا الآن إلى عظمة الإسلام يا إخواني، ولو سألتم أي فقيه أو أي طالب علم مَن هو الفقير في الإسلام عندكم؟ أو مَن هو الفقير؟ هل تعرفون ما اذا سيقول لكم؟ هل تعرفون ما هو تعريف الفقير؟ من المُمكِن أن يكون الكثير منكم الآن فقراء، فالفقير ليس الذي يشحذ وليس الذي لا يجد عشاءه يتعشى، ولكن باختصار من أوضح وأدق التعريفات جامعية ًمن ناحية فقهية نقول أن الفقير هو كل مَن ليس غنياً، وهذا تعريف بالضد، فالذي ليس غنياً يكون فقيراً، لكن مَن هو الغني؟ ليس الذي عنده مليار أو يمتلك عشرين ألفاً أو حتى عشرة آلاف وإنما الغني هو الذي عنده النصاب زائداً عن حاجته وعن ديونه، أي ليس عليه أية ديون، والنصاب في المتوسط تسعون جراماً من الذهب، وهذا كلام فارغ قد يُساوي حوالي ألفين يورو Euro، فإذا كنت تمتلك ألفين يورو Euro ومر عليهم سنة كاملة هجرية قمرية من غير أن تحتاج فأنت غني ويجب عليك أن تُخرِج الزكاة للفقراء والمساكين والمصارف الثمانية المعروفة، أي ما توفر منها طبعاً، ومن ثم سوف تقول لي هل هذا معناه أن الكثير من الناس يُعتبَرون من الفقراء ويحق لهم أن يأخذوا الزكاة؟ هذا صحيح وينفع طبعاً أن يأخذوا من الزكاة، فالواحد منهم يأخذ الزكاة، إذا رأى نفسه مُحتاجاً فليأخذ من هذا، فكيف بأخواتنا السوريات؟ فأول باب أقول للشيخ – هداني الله وإياه – يا فضيلة الشيخ نُريد الزكاة، أين الزكاة؟ وبعد ذلك أقول له أين قدرات الناس المُسلِمين؟ والله نحن لدينا لدينا أخ في هذا المسجد – الحمد لله هو غير موجود الآن، علماً بأنني حكيت لكم هذه القصة مرة – طبيب وأحب أن يتزوج بعد أن تقدَّمت به السن قليلاً، فأحب أن يتزوج من سورية، وسبحان الله باتفاق القدر هو سوري – من سوريا – أيضاً، فذهب إلى سورية – بارك الله فيه لأنه نموذج في الأخلاق، هذا هو المسلم الخلوق وهذه هى أخلاق المسلم – من أجل هذا، فجاءته امرأة أرملة وعندها بنت صغيرة يتيمة بلغت عشرين سنة أو ربما بلغت إحدى وعشرين سنة وقالت له يا دكتور نحن نتشرَّف أن نزوِّجك ابنتنا، فهذه ابنتي وهى تحب هذا وما إلى ذلك، فقال لها لا يا أختي، هذا صعب جداً، فقالت له كيف؟ قال لا يُمكِن أن أسمح لنفسي أن أتزوَّج فتاة في عمر ابنتك، وأنا لو أنا كان لدي أولاد وبنات كان من المُمكِن أن تكون إحدى بناتي في عمرها أو أكبر منها، فماذا فعل هذا الرجل؟ انظروا إلى هذا الإنسان الفاضل، هذا يا حبيبي ليس شيخاً ولا لديه لحية كبيرة ولا كل هذا، هذا دكتور وعنده لحية صغيرة مثلنا، أي أن لحيته صغيرة كالتي لدي وليست Standard، لكن ماذا فعل هذا الرجل كثَّر الله في المسلمين من أمثاله؟ على كل حال هذا هو الدين والله العظيم، والحمد لله على أن مخي مُركَّب بهذه الطريقة، فأنا لا أفهم الدين على أنه لحية أو جلباب أو مُجرَّد كلام، ولكنني أفهم الدين على أنه نجاح في التجارب العملية، فأنت حين تدخل كلية هندسة – مثلاً – فهذا لا يعني مُهندِس، لماذا؟ لأنك لم تتخرَّج منها ومن ثم أنت لست مُهندِساً، في حين أن هناك مَن دخل وتخرَّج وأخذ الشهادة ومن ثم يُقال أنه مُهندِس، وكذلك الحال معي ومعك الآن، فلا يُمكِن أن يُقال أنني مُتديم أو أنك مُتدين إلا بعد أن يتخرَّج الواحد منا، لكنك قد تقول لي كيف أتخرَّج؟ وأنا أقول لك لابد من أن تتخرج في الدين لكن هل تعرف كيف تتخرج؟ حين تدخل الامتحانات والفتن وتنجح، قال الله أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ۩، فلا يُمكِن أن تقول لي أنا مُؤمِن أو أنا مُسلِم لأن الله قال لك أن الأمر لا يتعلَّق بالكلام، فهذا بعيد عن ذقنك وبعيد عن لحيتك، كيف تقول بمُجرَّد الكلام أنك مُسلِم أو أنك مُؤمِن؟ أنا سوف أفتنك وسوف أختبرك لأرى مدى صحة هذا، سأختبرك أمام السُلطة وأمام الشهوات وأمام الشُبهات وأمام المال وأمام الطمع وأمام الفزع وأمام أشياء كثيرة، وإذا نجحت والحمد لله في مُعظم هاته الامتحانات – هذه امتحانات مثل أي امتحان في علم الله – فأنت ديّن، أنت مُتدين، وصدق إمامنا الشهيد العظيم وأبو الشهداء أبو عبد الله الحسين – عليه السلام – حين قال – علماً بأننا ذكرنا هذا أكثر من مرة – إنما الدين لعقٌ على ألسنة الناس، فالدين مثل لحسة العسل التي تُلحَس فنجد مَن يتحدَّث عن الدين والله والرسول والسُنة وما إلى ذلك ويقول أنه شيئ حلو – ما شاء الله – ويرتدي الدشداش وما إلى ذلك، فهذه أمور سهلة ويُمكِن أن تخدع بها الناس، ولذا قال إنما الدين لعقٌ على ألسنة الناس، لكن ماذا قال بعد ذلك؟ قال فإذا نزل البلاء قل الديّانون، فلابد من البلاء، علماً بأن البلاء لا يكون فقط في ساحة المعركة بل يكون – كما قلت لكم – أمام الشهوة وأمام الشُبهة وأمام السُلطة وأمام المال وأمام فرصة لمُحرَم تعلو بها وتعز بها، لكنك تقول لا أريد هذا، إني اخاف الله، فهذا هو البلاء، وإذا نجحت في مُعظم هذه الاختبارات سوف تأخذ شهادة التخرج – بإذن الله تبارك وتعالى – مثلما قال سيدك رسول الله – عليه السلام – تعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عُوداً عُوداً – وضبطها بعضهم عَوداً عَوداَ أي مرة إثر مرة – فأيُّ قلب أشربها نكت فيه نكتة سوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى تصير القلوب على قلبين، على ابيض – اللهم اجعلنا من أصحاب القلب الأبيض – مثل الصفا – مثل الحجر الصوان الجميل تذل عنه الفتن ولا تتماسك عليه أي فتنة ومن ثم لا يتشرب الفتن – فلا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، فاللهم اجعلنا على هذه الصفة بحق لا إله إلا الله، لماذا؟ لأن صاحبه تخرَّج في مدرسة الرحمن، امتُحِنَ ونجح وابُتلِى ونجحن ليس بالمظاهر وليس بالكلام وإنما بالامتحانات، فالله – مثلاً – أعطاك بعض المال فلوس فلا تذهب لكي تتزوَّج ثم تطلق ثم تتزوَّج ثم تطلق، تزوَّجت مرة واحدة أو أربع مرات إذا كان عندك وقت لهذه الأمور وزوِّج العُزاب بالباقي، فيجب أن أفعل هذا، أي أن أُزوِّج الشباب وأتقرب إلى الله بهذا، فهذا – أقسم بالله – من أعظم ما يُتقرَب به إلى الله، فهؤلاء – أقسم بالله – عُزاب من البنات والأولاد حرقت العزوبة حياتهم ووجدانهم، يجب أن أفتح بيوتاً من أجمل ما يكون وأن أُساهِم في إعفاف المجتمع المُسلِم، فلماذا لا أفعل هذا؟ الآن هؤلاء اللاجئون السوريون في حاجة إلى هذا، فأعط الرجال وأعط النساء يا أخي، قف مع هذا الشعب المسكين في محنته، فهذه هى الفتنة وهذا هو الابتلاء، ولا تقل لي يا شيخ أن لديك السبيل الشرعي الوحيد، فنحن لدينا سُبل كثيرة منها الزكاة التي تأتي في المرتبة الأولى ومنها أيضاً كيف يُصرِف المُقتدِرون الفائض من أموالهم، قال الله وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ ۩، لكن هل تعرفون ما هو العفو؟ العفو هو الزائد، ولذلك هذه آية مُخيفة، فهذه الآية نقرأها ولا نقرأها، علماً بأن هذه الآية تخوِّفنا ولا نُحِب أن نقف عندها، فالله يقول يا محمد يا خيرتنا ويا صفوتنا أصحابك يسألونك ماذا ينفقون وأنا الجواب عندي، فقل لهم الْعَفْوَ ۩، لكن ما المقصود بالعفو؟ الزائد، أي أنفق ما عندك إذا كان عندك أموال زائدة عن حاجتك وقمت بتخزينها، ولذا هذه الآية تُخوِّف، فالله يقول قُلِ الْعَفْوَ ۩، ولما يأتي – أكرمكم الله – الجمل أو الدابة إلى الحوض وتشرب فإن ما تركته من ماء يُقال أعفته، فهذا عفو لأنه زاد عن حاجتها، فهى شربت وزاد هذا، ولذا هذا إسمه عفو، وكذلك أنت بنيت داراً وزوَّجت أولادك وعندك أموال وأكلت وشربت ولم تمتلك سيارة واحدة بل امتلكت سيارتين فأنفق إذن، أنفق وهذا سيكون أحسن لك، هذا أحسن لك – والله – كثيراً، والله سوف يُخلِف عليك، قال الله وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ۩، كان الإمام الليث بن سعد – إمام أهل مصر والإمام الخامس في الإسلام رضوان الله عليه – غنياً وعنده ضياع وعنده تجارات تغل في السنة مئات ألوف الدنانير، أي أنه كان مليارديراً، لكنه لم يدفع ولو لمرة واحدة في حياته الزكاة، فلماذا؟ هل كان فاسقاً؟ لم يكن كذلك أبداً، لكنه لم يدفع الزكاة لأن لم يحدث في مرة أن حال عليه الحول وعنده النصاب، فهو يُنفِق كل أمواله في سبيل الله، وكل سنة تأتي الغلال والثمار فيُنفِقها كلها، ومن ثم مات ولم يدفع الزكاة ولو لمرة، لكنه ماذا كان يفعل؟ كان يُنفِق كل ما عنده، كل هذا العفو كان ينفقه – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه – من عند آخره، واليوم نحن نُريد مشائخ يفعلون مثله، وقد يقول لي أحدكم ومَن يُدريك لعل يُوجَد مَن هم مثله؟ وأنا بدوري أقول طبعاً يُوجَد مَن هم كذلك والحمد لله، وإن شاء الله يُوجَد الكثير مِمَن يفعل هذا ونحن لا نعلمهم لكن الله يعلمهم ، لكن أنا عيني على مَن وحديثي إلى مَن؟ للذي تزوَّج العشرين والثنين والعشرين ومَن هم مثله، فأقول له هذا لا ينبغي وهذا – والله العظيم – لا يليق بك ولا بمشهدك الكريم، فأكيد هذا مشهد كريم وأنت لديك لحية كريمة هذه، وهذا مشهد سُني، ولذا هذا المشهد الكريم اللطيف لا يليق به أن تظهر أمام الناس وأمام إخوانك وتلاميذك من الدعاة وهم يقولون جاء أبو اثنان وعشرون لأنه نكح اثنين وعشرين بكراً، فهذا غير لائق، ومن ثم أقول للواحد من هؤلاء لا تفعل هذا وأنفِق ما عندك في تزويج الشباب والشابات، فهذا أفضل وأكثر أخلاقيةً وأكثر كرامة.

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله، الحمد لله الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، ويستجيب للذين آمنوا وعملوا الصالحات ويزيدهم من فضله والكافرون لهم عذاب شديد، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله تعالى عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيراً.

اللهم اهدنا فيمَن هديت، وعافنا فيمَن عافيت، وتولَّنا فيمَن توليت، علِّمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علَّمتنا وزِدنا علماً وفقهاً ورشداً، واهدنا لما اختُلِفَ فيه من الحق بإذنك.

اللهم جنِّبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن، اللهم نقِّ صدورنا من سخائمها، اللهم نقِّ وطهِّر ونظِّف صدورنا وقلوبنا من العصبيات المذهبية والطائفية والحزبية والحركية وكل عصبية – اللهم آمين – واجعل انحيازنا واجعل وجهنا لوجهك الكريم، لا إله إلا أنت، عزَّ جارك وجَّل ثناؤك.

اللهم اغفر لنا ولوالدينا وارحمهم كما ربونا صغاراً، اجزهم بالحسنات إحساناً وبالسيئات مغفرة ورضواناً، واغفر اللهم للُمسلِمين والمُسلِمات، المُؤمِنين والمُؤمِنات، الأحياء منهم والأموات بفضلك ورحمتك إنك سميعٌ قريبٌ مُجيب الدعوات.

عباد الله: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ۩، اذكروا الله العظيم يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، وسلوه من أفضاله يُعطكِم، وقوموا إلى صلاتكم يرحمني ويرحمكم الله.

(انتهت الخُطبة بحمد الله)

فيينا (21/3/2014)

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: