د.سهيلة زين العابدين كاتبة سعودية
د.سهيلة زين العابدين
كاتبة سعودية

واصل مراجعاتي على برنامج صحوة الرمضاني الذي يذاع الخامسة والنصف عصرًا في قناة روتانا خليجية بتوقيت مكة المكرمة، وبتوقيت القاهرة  في روتانا مصرية، ويقدمه الدكتور أحمد العرفج وضيفه الدائم المفكر الدكتور عدنان إبراهيم.

وفي الجزء الأول توقفّتُ عند تعريف الدكتور عدنان إبراهيم للزواج بأنّه :” عقد يحل  استمتاع كل طرف بالآخر بشكل مشروع”، وهذا التعريف يُخالف نظرة الإسلام للزواج طبقًا لما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة، فبهذا التعريف للزواج جعلوه لا يختلف عن زواج البهائم والحيوانات القائم على العلاقات الجنسية فقط.

وباجتهاد متواضع مني عرّفت الزواج بما يتوافق مع نظرة الإسلام للزواج وأركانه وغاياته بِ ” الزواج  عقد شرعي  بين رجل وامرأة  غير محرّم كل منهما على  الآخر  بنسب أو صهر أو رضاع،  قوامه السكن والمودة والرحمة، وكل منهما لباس للآخر، وغايته إحصانهما، وإنجاب ذرية صالحة لإعمار الكون ، وإنشاء أسرة مستقرة على أسس تكفل للزوجين تحمل مسؤولياتهما الأسرية بمودة ورحمة وعشرة بالمعروف.”

وبهذا التعريف ستتغيّر منظومة الزواج وأحكامها بما يتفق مع عدل الله ورحمته، بما جاء في كتابه الكريم وسنة نبيّه الصحيحة.

وفي هذا الجزء سأواصل مراجعاتي على حلقة” الزواج” ؛ إذ استوقفني أيضًا:

1.تعريف القوامة الذي أعتمده الدكتور عدنان، هو :” قيام الرجل على المرأة  بما يصلحها ويصونها ويمونها” فهو يشمل جانبان فطري ومالى، والجانب الفطري يختص بقوله تعالى: ( بما فضّل الله بعضهم على بعض) والمالي ( وبما أنفقوا من أموالهم) يختص بالإنفاق.

وقبل أن أتطرْق إلى  التعريف لابد أن نعرف معنى قوّام في اللغة، يقول ابن منظور في لسان العرب : (الرجال قوّامون على النساء) الرجال مكلَّفون بأمور النساء معْنيون بشؤونهن .[1] ولكن نجد الإمام بن كثير في تفسيره لهذه الآية  يقلب معنى “قوَّام ” إلى ” قيِّم” ، فيفسِّر قوله تعالى: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ الله بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضِ وَبَمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهمْ) أي الرجل قيِّم على المرأة، أي هو رئيسها وكبيرها، والحاكم عليها ومؤدبها إذا أعوجّت، فهنا قلب المعنى من قوَّام إلى قيِّم، وهناك فرق في اللغة بين معنى قوَّام، وقيم، فالقيّم في اللغة يعني السيد الآمر، بينما القوّام أي المكلف بأمور النساء المعني بشؤونهن، والتعريف الذي أعتمده الدكتور عدنان ابتعد عن معنى قوّام، واقترب من معنى ” قيِّم” في قول (يُصلحها)، ويكون الإصلاح عندما يكون فساد، أي يُصلح ما فيها من فساد ،  والإصلاح فيه معنى ( التأديب)، وبالتالي فمفهوم الدكتور عدنان للقوامة لا يختلف عن مفهوم الإمام ابن كثير لها ! وإعطاء القوامة معنى التأديب أعطى  للقوّام حقًا ليس له ،وهو  ممارسة العنف ضد من هو قوّام عليهن تحت ذريعة التأديب.

أنتقل الآن إلى تفسير المفكر الدكتور عدنان إبراهيم لقوله تعالى : ( بما فضّل الله بعضهم على بعض) فقال بما معناه  أنّ هذا يمثل الجانب الفطري للرجل بحكم أنّه الأقوى والقادر على حماية المرأة ، حتى أنّ أطفاله يهابونه لما فيه من هيْبة ، وبالتالي هو الأصلح لتربية الأولاد، ليجعل فيهم خشونة، فمعظم الذين ربتهم نساء فيهم رقة.

وأقول هنا : مع احترامي وتقديري لما ذكره الدكتور عدنان ، فقد نقبله لوجاء نص الآية ” الرجال قوّامون على النساء بما فضلهم الله) ولكن لا نقبله لقوله تعالى (بما فضّل الله بعضهم على بعض)كقوله (تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ) [2]

وجاء في التفسير الميسر في تفسير هذه الآية : ” هؤلاء الرسل الكرام فضَّل الله بعضهم على بعض، بحسب ما منَّ الله به عليهم: فمنهم مَن كلمه الله كموسى  عليه السلام، وفي هذا إثبات صفة الكلام لله عز وجل على الوجه اللائق بجلاله، ومنهم مَن رفعه الله درجاتٍ عاليةً كمحمد صلى الله عليه وسلم، بعموم رسالته، وختم النبوة به، وغير ذلك،  وآتى الله تعالى عيسى ابن مريم عليه السلام البينات المعجزات الباهرات، كإبراء مَن وُلد أعمى بإذن الله تعالى، ومَن به برص بإذن الله، وكإحيائه الموتى بإذن الله، وأيده بجبريل عليه السلام. “

إذًا كل نبي من الأنبياء يفضل على آخر بما ميّزه الله به من خصائص ومعجزات، وهذا هو المقصود في آية القوامة ( بما فضّل الله بعضهم على بعض) أي بمن هو يتمتع بمميزات وخصائص تؤهله للقوامة عن الآخر ، دون اشتراط النوع( ذكر، أو أنِثى )؛ لذا قال الرجال، ولم يقل الذكور، لأنّ كلمة ” الرجال” تُطلق أيضًا على النساء ، فجاء في معجم ” المعاني الجامع “امرأَةٌ رَجُلَةٌ : تشبَّهت بالرِّجالِ في الرأْي والمعرفة ، وفي الحديث : حديث شريف كانت عائشة رضي الله عنها رَجُلَةَ الرأْيِ ” فليس كل الرجال مؤهّلون للقوامة، فقد يكون الزوج أو الأب أو الأخ، أصيب بخلل عقلي، أو بشلل تام أو مقعد أو لا يتكلم، أو مريض بمرض نفسي لا يؤهله للقيادة والقوامة، أو يكون معتوهاً، أو مدمناً للمخدرات، أو الخمر، أو قد يكون قاتلًا فاسقًا مجرمًا، أو ذا سوابق سلوكية منحرفة، ففي هذه الأحوال لا يكون مؤهلًا للقوامة، فتكون القوامة عندئذ للمرأة، ، فهي أهل للقوامة ، والذي ويؤكد أهليتها لذلك قوله تعالى:(والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهوْن عن المنكر)،فالمرأة ولية على الرجل في نطاق الأسرة إن كانت أهلًا للقوامة ،وفي نطاق العمل إن كانت على رأس المجال الذي تعمل فيه، أوفي نطاق الولاية العامة كوزيرة ، أو رئيسة حكومة، أو رئيسة الدولة، فهذه الآية أعطت للمرأة حق الولاية والحكم، وإن قال كيف ذلك والرسول صلى الله عليه وسلم قال:” لن يفلح قوم ولو أمرهم امرأة”

وأقول كيف تأخذون برواية مفردة ،وقد حدّ الفاروق عمر بن الخطّاب رضي الله عنه راويها بحد القذف، وقال له بعد تطبيق الحد عليه تُب نقبل توبتك ، ولكنه لم يتب، وقد قال تعالى: (وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَة أَبَدًا وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [3] إلا من تاب بعد تطبيق الحد عليه ( إلا الذين تابوا من بعد)[4]

ورواية الحديث شهادة على الله ورسوله، فكيف لا تقبل شهادته على واحد من الناس، وتُقبل شهادته على الله ورسوله؟

هذا وممّا يؤكد عدم صحة هذا الحديث  النموذج الذي قدّمه القرآن عن امرأة حاكمة قوية شورية راجحة العقل، فلحت وفلح قومها، فقد كانت دولتها قوية، وهي  ملكة سبأ، فعندما جاءتها رسالة تحذيرية من سليمان عليه السلام (قَالَتْ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنْتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ. قَالُوا نَحْنُ أُولُواْ قُوَّةٍ وَأُولُواْ بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانْظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ )[5] (قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً) فأقرّ الله سبحانه وتعالى رأيها السديد بقوله : ( وكذلك يفعلون) [6]. وعلى الرغم من أنّ مستشاريها تعاملوا مع تحذير سليمان عليه السلام بعصبية وانفعالية, فإنّها أدركت بعقلها الراجح أنّ من الضروري التعامل معه بحكمة. وسارت الأمور كما ذكر لنا القرآن الكريم إلى أن التقت الملكة سليمان, فاقتنعت بما يدعو إليه من دين الله, ولكنها ظلّت محافظة عل شخصيتها حتى اللحظة الأخيرة، فلم تستسلم لسليمان، بل( أسلمت مع سليمان لله رب العالمين)[7]  وكان في إسلامها هذا فلاحها وفلاح قومها الذين ولّوْها أمرهم أجمعين . وقد أقرها سليمان على حكم سبأ. هذا ما ذكرته كتب التفسير.

هذا عن المرأة الحاكمة، فماذا عن المرأة القائمة على شؤون بيتها وأولادها، قد أدت رسالتها ودورها على أكمل وجه، وأعتب بشدة على الدكتور عدنان من انتقاصه من النساء اللاتي ربيّن أولادهن، بأنّ فيهم رقة، وكأنّ هذا يُنقص من رجولته، وكيف يقول هذا القول، ونبي الإسلام ورسوله وصفه الله(وبالمؤمنين رؤوف رحيم) وقوله له(وما أرسلناك إلّا رحمة للعالمين)

فلا نقلل من شأن تربية النساء للرجال، والخنساء أمامنا مثل حي لتربيتها رجال استشهدوا في سبيل الله، وكم من الأئمة الأعلام والقادة ربّتهم أمهاتهم وكانوا بارزين، منهم الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل، والإمام البخاري ، كذلك الحافظ ابن حجر رحمه الله ، فقد ربّته أخته سِتّ الرَّكب بنت علي بن محمد بن حجر، وقال ابن حجر عنها: كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء وهي أمي بعد أمي” وكذلك القائد المسلم طارق بن زياد , فقد ربته أمه وأحسنت تربيته، ولم يكن رقيقًا هشًّا، ومن علماء العصر العالم العربي المصري المسلم أحمد زويل الحاصل على جائز نوبل. فلا نقلل من شأن من ربتهم نساء ، وأمامنا مثل هذه الأمثلة الرائعة.

أعود الشرط الثاني من شروط القوامة هو الإنفاق، فمن شروط القوامة الإنفاق على من هي قوّام عليها بتأدية نفقتها وتلبية احتياجاتها، وكما قال الدكتور عدنان إذا شاركت المرأة الرجل في تحمّل النفقة ، يُنقص من قوامة الرجل، ولكن إذا انفردت المرأة بالنفقة على نفسها وعلى بيتها، بل وحتى على زوجها، فهل تكون له قوامة عليها، وشرطا القوامة :الأهلية والإنفاق غير متوفريْن فيه.

ومن المؤسف نجد من الفقهاء من عمّموا قوامة الرجل على المرأة في كل الأحوال منتقصين أهلية المرأة، ورافضين ولايتها مرددين( الرجال قوّامون على النساء)، ونجد بعضهم بنى أحكامًا فقهية على هذا التعميم.

بقيت مراجعة واحدة على هذه الحلقة، وهي فيما يختص بزواج المسيار، فللحديث صلة.

[1] –  ابن منظور : لسان العرب ، 12\ 503 ، مادة قوم

[2] . البقرة : 253.

[3] . النور:4.

[4] . النور: 5.

[5] . النمل : 32-33.

[6] – تفسير القرطبي وغيره عن ابن عبّاس.

[7] – النمل : 44.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

تعليق 1

اترك رد

  • السلام عليكم و رحمته تعالى و بركاته.
    بارك الله فيك سيدتي على مراجعتك القيمة. في أي مكان أذهب اليه ، أرى الناس يتشدقون بأن الاسلام أعطى للمرأة حقها و كرمها. و في المسجد يقول لنا معلم القرآن أنه علينا ألا نتبع دعاوى الغرب التي تريد تحرير المرأة ..فالاسلام حررها و كفى…و أنظر حولي، فأرى نساءاا هن أغلبية في مجتمعي يعشن كالعبدات في بيوت أزواجهن أو أبائهن..و أقول في نفسي ،اذا كان الاسلام قد حرر المرأة، فأين هذه الحرية؟؟؟؟
    لا شك أن الاسلام،كان سابقة في تغيير الفكرة نحو المرأة ،لكن الاسلام وضع البذور لكي تنمو فينا الانسانية الحقة،و ينمو فينا الخير و تتنامى فينا النزعة الانسانية بدل أن تندثر ،و لكن ..ياللأسف.
    لقد انتظر العبيد قرونا طويلا ،ليثوروا ، و ليحررهم جورج واشنطن، ولم يحررهم أي زعيم أو مفكر ،أو قائد ديني على كثرتهم ،على سطوتهم و على علمهم.
    لذلك ،اقول لك سيدتي، ان قضية المراة ،قضية شائكة،و الدكتور عدنان ابراهيم ، على ماله من سبق في اعمال الفكر ،فانه يبقى رجلا، و هذه معركة يجب أن تخوضها امرأة….سيدنا يوسف عليه السلام عندما أراد الله له أن يكون سيدا و يغير حياة الناس و يمكن له في الأرض…قبل ذلك كله، نقله من الحرية الى العبودية ،و من العبودية الى أنكى منها :من أضعف من عبد مملوك عند سيد،الا عبد في سجن،و ذلك لكي يرى و يحس ويشم و يعي تماما،كيف هي حياة العبد لكي يغيرها ،أو يغير فيها…
    لطالما قرأت كتب الفقه ،و عجبت للعنصرية فيها الموجهة ضد المرأة،و يقررون و يفصلون لللمرأة و هي تقبل ذلك بكل امتنان،و تؤدة…و أقول ،شرع الله على عيني و راسي،لكن من أعطاك الحق في أن تقرر عني ما يخصني؟؟؟؟
    أنا انسان كامل الانسانية ،و لو اعتراني النقص لحدده الشارع الكريم، و لبينه في اختلاف التكليف،من حيث النوع و ليس الاختصاص، فكما يشترك الجميع في التكاليف الشرعية من صوم و صلاة و…ن تختلف تكاليف الاختصاص من فرد الى فرد حسب تخصصه، فالطبيب و المهندس و رئيس الدولة و رجل الدين ،كل يضطلع بتكاليف خاصة،فكذلك المرأة تضطلع بتكاليف خاصة بحسب تخصصها و ليس بحسب جنسها،فالعبد حسب ما أعلم،هو الذي تختلف تكاليفه الشرعية عن غيره و حقوقه على حسب النقص من حريته.
    فكيف يجعلون المرأة جنسا آخر،يفصلونه عن الانسانية ليجعلوه في مقام هو أدنى من العبد.سيدي الفقيه (لا أقصد الدكتور عدنان و انما رجال الفقه،معاصرين و سابقين).من أعطاك الحق لتقرر عني؟
    أليست الخلافة على الأرض،هي مناط أمرنا كله،و من أجله كانت البشرية كلها، اليس مهما في الكون كله هذا الخليفة الجديد، لاحظ معي سيدي الفقيه و تأمل: الخليفة ينشأ و يولد في رحم امرأة، ثم يأتي الى الدنيا و يجعله في كفالة المرأة و حمايتها،فهي تنشئه و تغذيه و تربيه و تحميه الى اأن يصير رجلا أو امرأة، لو أن المرأة ناقصة أو غير مسؤولة لما أناطها الملك الجبار بهذه المسؤولية….لجعل الله الرجل يبذر بذره في الارض ،و ينبت و يصير انسانا، لجعله ينشأ أي نشأة أخرى و هو القادر على ذلك، لكن الطريقة الوحيدة و الوحيدة للحصول على انسان،هي المرأة،و حتى الاستنساخ لو حصل ،لابد أن تضطلع به امرأة…..
    لذلك سيدتي،يشكر السيد عدنان على مجهوده،و لكن القضية ليست قضيته،انها قضيتنا،و أتمنى أن أراك ذات يوم تناقشين فكرك،كما يفعل الدكتور عدنان…هذا صعب في مجتمع ذكوري مليئ بالعصبية حتى النخاع.و لكن لابد من المرور بهذا الطريق الصعب، طريق الانسانيين،الذين يبحثون عن انسانيتهم.
    تقبلي مني سيدتي فائق التقدير و الاحترام، انه لشرف عظيم أن توجد باحثة مثلك في هذا الدجى الذي يحيط بنا….أنا من متتبعي و متابعي الدكتور عدنان دائما، لكن في قضية المرأة ،قناعتي ،أن هذا الآمر لن يتصدره الا امرأة،أعني أن الرجل لن يفهم و لن يخبر ما هي المرأة، فكما عرف الرجل طولا و عرضا عن نفسه،جاء دورنا. و مالم تتغير النظرة الى المرأة ،ستبقى البشرية حبيسة التعصبات و التخلف،و لن ترقى الى المعني الحقيقي لللانسانية.تحياتي سيدتي،جوجل تحية.

%d مدونون معجبون بهذه: