مسقط في 8 فبراير/ العمانية / استضافت جامعة السلطان قابوس المفكر الإسلامي الدكتور عدنان إبراهيم الذي يزور السلطنة حاليا ، حيث ألقى محاضرة بعنوان ” الحضارة الإسلامية ودورها في ترسيخ القيم والتسامح” وذلك بحضور سعادة خالد بن هلال المعولي رئيس مجلس الشورى ومجموعة من الأكاديميين والموظفين والطلبة من داخل الجامعة بالإضافة إلى عدد كبير من المثقفين والمهتمين من خارج الجامعة.

تطرقت المحاضرة إلى عدّة جوانب أهمها التفصيل في مفهوم الحضارة والثقافة، واستعراض للقيم الكليّة العليا تبعه شرح للقيم الحضارية والقيم الخلقية الأخرى التي تنظّم سلوكيات المرء إزاء الآخرين، كما لم يغفل المحاضر أيضًا عن نقد بعض أنماط التفكير الشائع لدى بعض المسلمين.

وبدأ الدكتور بالإشارة إلى التجربة العمانية الممتدّة منذ مئات السنين كأنموذج لحالة التوافق التامّة داخل المجتمع على اختلاف أطيافه ومؤكّدًا على ضرورة أن تستلهم بقيّة الدول منها، كما توّجه كذلك بالثناء على سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي المفتي العام للسلطنة على ما يمتلكه من صفاتٍ حسنةٍ تُعدٌّ بدورها تجلّيًا في كل شخصية عمانية اتّصل بها.

وقال الدكتور عدنان في محاضرته بأن المؤمن يشعر بتناغم مطلق مع هذا الوجود، وأن القرآن الكريم بإشارات بعيدة الغور ذهب يرشد المفكر المسلم إلى طريقة وسبيل إدراك القوانين التي قوننها الله كحاكمة لهذا الوجود، حيث إنه بإدراكها واستنباطها يمكن أن نستكمل خطة ارتفاق الوجود، فنستفيد منه إلى آخر مدى ممكن بإذن الله تعالى.

وناقش بعد ذلك قيمة الاستخلاص والتي تأتي بعد قيمة التوحيد، أي استخلاف الله للإنسان في الأرض لعمارتها، وتوقّف عند السلبية التي يعيشها المسلم في العصور المتأخّرة أو كما يقول البعض عصور الانحطاط، معقّبًا أن كل مؤمن بإمكانه أن يكون إنسانًا كاملًا إذا خضع وصدر وأفرج عن منطق القرآن العظيم.

وخلال المحاضرة تمّ التطرّق للسبب الذي دفع بعض الناس لأن يفقدوا ثقتهم في الدين وفي المتدينين وقد يسخرون من فكرة صحوة المسلمين من جديد، حيث ذُكر أن منبع ومسار هذه السخرية هو فقدان الحس التاريخي، مضيفا لو أن مثل هؤلاء درسوا تاريخ الأمم والحضارات وتاريخ الشعوب والأفكار لما أُمكِنوا أن يتشاءموا كل هذا التشاؤم وأن يُحقّرُوا ويبخسوا من أنفسهم.

الجدير بالذكر ان الدكتور عدنان إبراهيم ولد بمخيم النصيرات في قطاع غزة، وبها تلقّى تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في مدارس الأونُروا ليغادر إلى يوغسلافيا حيث درس الطب في جامعاتها وانتقل إلى العاصمة النمساوية فيينا أوائل التسعينيات حيث واصل دراسة الطب هناك وتخرج من النمسا وأكمل الماجستير والدكتوراه من جامعة ڤيينا ويقيم حاليا فيها كما يحمل الجنسية النمساوية ويحاضر في جامعتها وله علاقة كبيرة مع رؤساء بعض الدول والمفكرين والعلماء ورجال الاعمال حول العالم، وهو متزوّج من فلسطينية وأب لسبعة أبناء، خمس بنات وابنين.

وكان مطلعاً على كثير من العلوم منذ صغره (وسابقاً لسنه) لخص كتاب أصل الأنواع (لداروين)منذ أن كان عمره 11 سنة. وهو حاصل على البكالوريوس في الدراسات الشرعية في كلية الإمام الأوزاعي في لبنان والتي تخرّج منها مع مرتبة الشّرف كذلك أتم دراساته العليا في النمسا وحصل على درجتيّ الماجستير والدكتوراه سنة 2014 من جامعة فيينا.

كما كان عضوا في هيئة التدريس بالأكاديمية الإسلامية في فيينا، والتي عمل أستاذا بها حيث درّس علم مصطلح الحديث وعلوم القرآن الكريم والتفسير والفقه وأصول الفقه على المذهبين الشافعي والحنفي بالإضافة إلى علوم العقيدة.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: