ما هي الفنون؟ لماذا يتخاصم أهل التطرف مع كل نوع من أنواع الفن؟ ما التفسير العلمي لموقف المُتطرِّفين من الفنون؟ وأخيراً هل الفنون تُهذِّب الأخلاق وترتقي بالمُجتمَعات؟ هذه هي الأسئلة التي طرحها الدكتور أحمد العرفج في بداية حلقته التي تحمل عنوان لماذا يُحارِب المُتطرِّفون الفنون؟

أشار الدكتور أحمد العرفج إلى أن البعض في الشرق حين يسمع كلمة الفنون ينصرف ذهنه إلى الموسيقى، فقال الدكتور عدنان إبراهيم إن البعض في أوروبا حين يسمع كلمة الفنون ينصرف ذهنه إلى الرسم، ولذا وصفهم جورج برنارد شو George Bernard Shaw بالأغبياء.

أضاف أن الغربيين إلى الآن يُفرِّقون بين art و Art، فالــ Art هو الفن الراقي، أما الــ art هو الفن الهابط أو الفن العادي وقد نشأ مع نشأة الإنسان العاقل، أي الــ هومو سابينس Homo sapiens، مُشيراً إلى أن الفن الهابط ليس الذي يُناغي الجنس أو الغضب كما يظن البعض.

قال الإنسان كان يتعاطى حرفاً يُحاوِل أن يُجوِّدها، فأراد أن يُدخِل عليها أبعاداً جمالية وليس فقط أبعاداً وظيفية، وهذا يُرافِق الإنسان إلى اليوم، لذا يُقال فن التطريز، فن الطبخ، وفن كرة السلة، فأي شيئ تفتن فيه يُقال عنه فن، وهذا يُسمى الفن العادي المُتعلِّق بالصناعات والحرف التي يفتن فيها الإنسان.

أضاف أن الفنون الموجودة الآن بالمعنى الاصطلاحي هي الــ Art، ويُقال إنها نشأت في عصر النهضة Renaissance على الأقل في السياق الغربي، وبعضهم قال هي لم تتبلور إلا في عصر التنوير، وبعضهم قال بعد ذلك، فهناك آراء كثيرة.

تحدَّث عن النهضة الكبيرة التي حدثت للفنون في عهد النهضة وأشار إلى مايكل أنجلو Michelangelo ودافنشي Da Vinci فضلاً عن رامبرانت Rembrandt فيما بعد.

قال القسمة الموجودة للفنون الآن ثلاثية، أولاً هناك الفنون التشكيلية كالرسم والنحت والتصوير والعمارة، ثانياً هناك الفنون الصوتية كالموسيقى والغناء والنشيد والمسرح والتمثيل، وثالثاً هناك الفنون الحركية كالرقص والباليه والأكروبات والرياضات.

أضاف أن الفنون لم تدع شيئاً في الحياة إلا دخلته، لأن الإنسان يحمل بُعداً آخر غير مادي، مُفارِق للطبيعة، وهو الروح، ولذا لابد أن يفهم المُتدينون هذا جيداً، فالفنون على اختلافها يجمعها مُشترَك واحد وهي أنها لُغة لروح أو لُغة الحدس كما يُحِب أن يُسميها مَن لا يُحِب المُصطلَحات ذات الإيحاء الديني.

قال لولا الروح ما كان الإنسان فناناً، ولذا تساءل البعض هل الحيوانات عندها حس فني؟

أضاف أن الحيوانات فيها جمال وترغب فيه، وخاصة جمال الذكور أو ما يُعرَف بالانتخاب الجنسي Sexual selection عند داروين Darwin الذي كتب نصف كتابه نشأة الإنسان The descent of man عن هذا الانتخاب، فالأنثى تسعى إلى الذكر الجميل ولذا ظن داروين Darwin أن لديها حساً جمالياً، لكن الآن اكتُشِف خطأ هذا، فالحس الجمالي وقف على الإنسان وليس له أغراض بالضرورة نفعية، ولذا لا نتعاطف مع المدرسة النفعية في الفن.

قال إن الـ art كان ترجمة بدائية وساذجة للنزوع الفني عند الإنسان، فيما جاء الــ Art ترجمةً لهذا النزوع لكن في مُستوى أعلى.

أشاد بفن الرواية والقصة، فهذا النوع من الفن فتح له آفاقاً لم يفتحها له أي مصدر آخر، مُشيراً إلى وجود نُدحة وسيعة جداً أتاحها الدين لكي نُنمي ونُعظِّم إنسانيتنا تواصلياً مع إخوتنا في الإنسانية، لكننا أغلقنا الأبواب مرة باسم أنه الآخر ومرة أُخرى بتُهمة أنك تُؤشِّر إلى نوع من النقص كأن الكتاب والسُنة غير كافيين، لكن هذا قول مُتطرِّف وإلا ما معنى قول النبي الحكمة الضالة المُؤمِن أنى وجدها فهو أولى الناس بها؟

أضاف أن النبي لم يكن عنده هذا الضيق النظري، ورأى مصادر أُخرى للجمال دعانا إلى أن نمتح منها، وهذا ما علَّمه الصحابة عملياً

تساءل عن مَن يعيش في الغرب قائلاً أليس هذا أخي في الإنسانية؟ أليس عنده ما جوَّده وبزني فيه؟ لماذا لا أستفيد منه؟ هو في يوم من الأيام استفاد مما لدي وإن جحدني، فلولا هذه الاستفادة ما كان هو ما عليه الآن.

قال ما معنى أن القرآن الكريم في آيات كثيرة يُحيل إلى مصدر شائع بين الناس في تمييز الحق من الباطل؟ وأشار إلى تكرر كلمة المعروف والعُرف في آيات كثيرة.

ذكر قول النبي إنما بُعِثت مكارم الأخلاق، فهو لم يأت لكي يشرع وينهج طريق الأخلاق، هي نهج واضحة وسار فيها الملايين من قبل، لذا في بناء النبوة جعل نفسه لبنة – لبنة خاتمة – وحجر زاوية، الحجر الذي رفضه البناؤون كما قال المسيح.

أكد على ضرورة التفتح، مُشيراً إلى أن النزوع الفني في الإنسان أكثر من أصيل، لذا قال إذا عندك روح فأنت فنان.

نصح بقراءة كتاب ما الفن؟ لتولستوي Tolstoy الذي ذكر فيه أن كل طفل قصّاص، فالطفل حين يُحرَج يحكي قصة وأكذوبة خيالية، وهذا كذب ومنها تحريم بعض الفقهاء لفن التمثيل.

أشاد بكتاب التصوير الفني في القرآن الكريم لسيد قطب، مُشيراً إلى أنه أجود كتابه لأنه أمت إلى تخصصه الحقيقي في الأدب، فهو كان أديباً وشاعراً وناقداً أدبياً، لذا اعتز الأدباء الكبار والمُبدِعون بأنه ينقد أعمالهم ويُثني على بعضها، لكنه حين تكلَّم في الدين وتحدَّث عن جاهلية القرن العشرين والحاكمية أخطأ.

أشار إلى أن القرآن يُمعِن في التصوير وهذا ما جذب سيد قطب طيلة حياته، فالقرآن لا يُعطي الأفكار والعقائد بطريقة مُجرَّدة تلقينية، وضرب مثلاً بقول الله وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ ۩.

ذكر أن سورة الفاتحة – أم القرآن، السبع المثاني، فاتحة الكتاب – نُردِّدها إحدى وعشرين مرة يومياً في الصلاة المفروضة ومع ذلك لا نشعر بالملل منها على عكس أي سورة أُخرى، تساءل عن السبب واقترح على المُتخصِّصين إعادة قراءة سورة الفاتحة صوتياً، لأن القرآن صوتياً فيه شيئ مُحيِّر.

ذكر أن الدكتور محمد داود قال إنه حضر مُؤتمَراً علمياً في بريطانيا لدراسة التناغم والتناسق الصوتي في أداء كبار المُغنين والخُطباء والتراتيل الدينية والقصائد الشعرية، وسُئل كمُسلِم عن بعض الترانيم والتراتيل الإسلامية، فقال إن هذا موجود عندنا لكنه خشيَ أن يتورَّط فيتحمَّل الإسلام معرة ذلك، ولذا اتصل بكمال بشر وتمام حسّان لأخذ رأيهما، فاقترحا عليه اختيار قارئاً – لأنهم يُريدون القرآن مُصوَّتاً – مُلتزِماً بأحكام التلاوة، لأن كبار المُقرئين كالمنشاوي ومُصطفى إسماعيل وعبد الباسط على جمالهم وإبداعهم قد يُجاوِزون قواعد التلاوة بسبب ضرورة النغم وهذا أمر عادي، لذا وقع الاختيار على الحصري، والمُفاجأة أن أكبر مُغني أوبرا حاز تناسقه – التناسق يدرس الفجوات بين الكلمة الواحدة وبين الكلمات في الجُملة الواحدة – على نسبة ثمانين في المائة، في حين أن جُزء عم حاز على نسبة مائة في المائة، وهذا ما حصل مع بقية القرآن الكريم حين أعطاهم إياه.

تحفَّظ على سؤال عن تأصيل الفنون، وأشار إلى أن التأصيل هو البحث عن الأصول الشرعية للشيئ، وتساءل لو لم يأت الإسلام هل الإنسان سيكف أن يكون فناناً؟ وقال سيكون فناناً كما أنه يأكل ويشرب، لذا لا يُتكلَّم عن تأصيل الحاجة إلى الطعام والشراب وكذلك الحال مع الفن لأنه شقيق الروح.

تساءل عن دلالة قول الحق يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۩، وقال أيضاً لماذا لم يقل يا أيها الذين آمنوا وقال يَا بَنِي آدَمَ ۩؟ فالله يُذكِّرنا بآدميتنا، كأنه يقول للإنسان مشوارك العبادي رهن بوفائك لآدميتك، وهذه مُشكِلة التطرّف الإسلامي اليوم.

قال بمقدار وفائك لآدميتك ستنجح تعبدياً، وبمقدار اغترابك عن هذه الآدمية لن تنجح في مشوارك التعبدي وستقع ضحية دين وعبادة آلية مُفرَغة من الروح وجماليتها ودلالاتها، وهذا ما يُعاني منه المُتطرِّفون المُتدينون الآن.

عرض الدكتور أحمد العرفج مُداخَلة الحلقة للدكتور فالح الرويلي الذي قال إن هذا الموضوع شائك ويحتاج إلى طرح علمي عميق، مُشيراً إلى وجود علاقة بين الفن والجمال فهما وجهان لعملة واحدة.

ذكر قول فيلسوف الحضارة مالك بن نبي لا يُمكِن تصور الخير مُنفصِلاً عن الجمال والجمال هو الإطار الذي تتكوَّن به أي حضارة، وأشار إلى أن عليّ عزت بيجوفيتش Alija Izetbegović كان يقول من مقاصد الشريعة الجمال.

قال يُوجَد ثأر حقيقي وكبير بين الحركات المُتطرِّفة وبين الفن، ولذا يُسارِعون إلى إغلاق كليات الفنون واستتابة مَن يدرسون فيها، مُشيراً إلى أن أكثر من نصف قيادات حركات التطرف وفقاً لبعض الدراسات من المُهندِسين والأطباء، بينما لا يُوجَد أي من خريجي كليات الفنون الجميلة لديهم.

تساءل عن كيفية تعزيز قيمة الفن لدى الشباب وخاصة المُتدين منه، مُشيراً إلى أن إحدى الصحفيات قالت إن الشباب التونسي حارب التطرف بفن الجرافيتي Grafite، فمثل هذه المُمارَسات قد تكون وقاية للشباب من الانحرافات الفكرية.

أثنى الدكتور عدنان إبراهيم على المُداخَلة، وقال الفنان الحقيقي لا يُمكِن أن يكون قاتلاً، على عكس بعض المُفتعِلين، فهناك بعض القتلة الدوليين من الفنانين.

أشار إلى وجود تطرف لدى بعض الفنانين في الفكرة الفنية بشكل قد يعكس حالة من الاضطراب النفسي أو العقلي، ففان جوخ Van Gogh – مثلاً – قطع أذنه من أجل محبوبته، وهناك فنان ياباني ألقى بنفسه من شاهق لإنجاز إحدى لوحاته فتهشَّم ومات من فوره، فضلاً عن فنان فرنسي قدَّم لبعض الناس قطع من السجق ممزوجة بدمه، فهذه شذوذات تحتاج إلى دراسات نفسية.

قال الملاحدة هم الأقل بين الفنانين والمُبدِعين في حين أنهم كثر بين العلماء، لأن الفن لُغة الروح، والروح من لدن الله ولا تنتمي لهذا العالم المادي، وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي ۩.

ذكر أن فيودور دوستويفسكي Fyodor Dostoyevsky قال في رواية الأبله الجمال سيُنقِذ العالم، وهذه وصفة لمُحارَبة التطرف والإرهاب.

قال المعرفة مُتوافِرة بكثرة الآن لكن الحس المُشترَك Common sense أضعف بكثير من أن يستوعب مُعالَجات كل هذه المعرفة، والدماغ الإنساني أقل في إمكاناته من أن يتعامل مع كل هذه المعرفة فضلاً عن أنه أكثر تقييداً.

أكَّد على أن المعرفة لن تصون العالم وتُنقِذه وإنما الجمال هو مُن سيفعل هذا، لذا قال جورج برنارد شو George Bernard Shaw حين تنظر في المرآة ترى وجهك وحين تنظر في مرآة الفن ترى روحك.

ذكر مقولة بيكاسو Picasso كلنا نُولَد فنانين، كل طفل فنان لكن التحدي كيف نحتفظ بهذا الفنان حين نكبر؟

رغب في شرح مقولة دوستويفسكي Dostoyevsky المذكورة، واقترح أن يقرأ كل مُشاهِد أقصوصة لأنطون تشيخوف Anton Chekhov، وهو أديب روسي كبير كل أعماله قصص قصيرة.

أضاف مَن يقرأ لتشيخوف Chekhov يشعر بالروعة، ويقول قد كان يُمكِن أن أكون تشيخوف Chekhov، يسهل كتابة مثل هذا، فالرجل لم يأت بشيئ مُعقَّد، لكن لماذا هو رائع.

أجاب بأن السر يكمن في أن كل أبطاله بلا بطولة، فالبطل قد يكون بقالاً أو طالباً ضائعاً أو امرأة عجوزاً، أي أنهم أناس عاديون، وقال كان يُمكِن أن ألتقط ما التقطه تشيخوف Chekhov، لكن لماذا عجزت عن هذا؟ لأنه مُهتم بأخيه الإنسان، لكنني لست كذلك، فضلاً عن إنجازه اللفت إلى شيئ قد يروعك لأول مرة.

قال إن سر الارتياع هو أن القارئ أعاد اكتشاف حقيقة العلاقات بينه وبين إخوانه في الإنسانية، فقد يكون أكثر علماً أو أقل من بطل الرواية أو أعظم سُلطة أو أقل لكن ليس هذا ما يصنع الفرق، فالذي صنع الفرق هو اللامُبالاة التي جعلت كلاً منا أنانياً كبيراً ليعود في النهاية إنساناً صغيراً.

أكَّد على أن كل أناني كبير هو إنسان صغير، لأنه يختزل الناس ضمن مُعادَلة وحيدة مركزها هو هذا الأناني الكبير لذا ينظر إلى الآخرين من زواية المصلحة ومن ثم هم ماهر في اختزال البشر، ولذا يحسد مَن هو أعلى منه ويغار مِمَن مثله ويحتقر مَن أقل مِنه، لكن تشيخوف Chekhov أنقذ الإنسان من هذه اللامُبالاة، لذا هذا النوع من الفن سيُنقِذ البشرية.

عرض الدكتور أحمد العرفج فيديو الحلقة الذي حمل عنوان داعش يدمر الآثار الآشورية التاريخية في متحف الموصل، وقال الدكتور عدنان إبراهيم عنه إنه مشهد لتدمير تاريخ حضارة الإنسان وتاريخ ثقافة الإنسان، مُشيراً إلى أن رسالة هؤلاء رسالة ضد الإنسانية من حيث هي.

أشار إلى أن البعض يقول المُتطرِّف هو المرء القادر على أن يُضحي بكل شيئ – حتى بحياته – في سبيل ما يُؤمِن به، لكن هذا ليس مُتطرِّفاً بالضرورة، فمُعظَم المُؤمِنين عندهم هذا الاستعداد ولا نصمهم بوصمة التطرف.

قال أنا ليس لدي مُشكِلة مع إنسان مُستعِد أن يضحي بحياته في سبيل ما يُؤمِن به، لكن عندي مُشكِلة مع مُتطرِّف يقوده تطرفه أن يُضحي الآخرين في سبيل ما يُؤمِن به.

قال المُتطرِّفون نوعان: مُتطرِّفون صادقون يُضحون بالآخرين وبأنفسهم، مُتطرِّفون مُنافِقون كاذبون لديهم مطواعية لتغيير قناعاتهم في سبيل ألا يُمسوا.

قال يُوجَد نوع آخر من التطرف يكون على أساس معرفي، وذلك لقلة علم ومعرفة المُتطرِّف، وهذا سهل علاجه عن طريق دس إسفيناً من الشك والارتياب، لأنه يتطرَّف ضمن إطلاقية اليقين.

أضاف أن المُتطرِّف الذي يصعب علاجه هو الذي يقوم تطرفه على أسس نفسية وليس على أسس معرفية، فهذا يحتاج إلى علاج نفسي طويل من خلال علاج جذور المُشكِلة.

أكَّد على أن كل مُتطرِّف هو انعزالي انغلاقي وإن كان على عقيدة حقة وكان مُسالِماً، لذا هو دائماً هناك، أي في الطرف الأقصى.

قال في قلب كل تطرف الخوف ماثل، وكذلك الحال مع الكراهية، فلا يكره إنسان بصدق إلا لو كان خائفاً، ومن هنا المثل العامي الذي يقول الناس أعداء ما جهلوا، والعدواة تتظاهر بالكراهية، ولذا لا يتذوق هذا المُتطرِّف المُنعزِل الفنون ولا يكون مُبدِعاً حقيقياً.

أكَّد على أن الفنون أكبر لُغة في التواصل على الإطلاق، لذا هذا المُتطرِّف المُنعزِل يبتعد عنها، فضلاً عن أنها صلة بين الغيب والشهادة، مُشيراً إلى خُطبته “المجاز علاجاً” التي فصَّل فيها في هذا الشيئ، فالمُتطرِّفون لا يُحِبون المجاز لذا نجد أن لُغتهم خشبية تقريرية ومُباشِرة.

أضاف أن المُتطرِّفين لا يُمكِن أن يُطيقوا جلال الدين الرومي أو يفهموه في تصاويره وحكاياته، لكن يُعجِبهم أن يُقال هذا الحديث يُؤخَذ منه عشرة مسائل بطريقة تقريرية، فهم لا يعرفون المجاز لوجود اعتلال ونقص مُعيَّن كان يُمكِن أن يُتلافى لو درس المُجتمَع هذه الحالات مُبكِّراً وأخضعها للعلاج التكميلي، لكن وعينا بهذه المسائل لا يزال وعياً جنينياً وفطرياً.

اقتبس في الختام دوستويفسكي Dostoyevskyقائلاً الجمال سيُنقِذ العالم، وهذه كانت تغريدة الحلقة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: