قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنْذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51) وَلَا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ مَا عَلَيْكَ مِنْ حِسَابِهِمْ مِنْ شَيْءٍ وَمَا مِنْ حِسَابِكَ عَلَيْهِمْ مِنْ شَيْءٍ فَتَطْرُدَهُمْ فَتَكُونَ مِنَ الظَّالِمِينَ (52) وَكَذَلِكَ فَتَنَّا بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لِيَقُولُوا أَهَؤُلَاءِ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنْ بَيْنِنَا أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِالشَّاكِرِينَ (53) وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (54) وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ (55) صدق الله العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين اللهم اجعلنا من شهداء الحق القائمين بالقسط أمين اللهم آمين الحمد لله ربّ العالمين حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه , والصلاة والسلام على أشرف خلائق الله أجمعين سيدنا محمد بن عبد الله النبي الأمين وعلى اله الطيبين الطّاهرين وصحابته الميامين المباركين وأتباعهم بإحسان إلى يوم الدين اللهم علمنا بما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما إخواني وأخواتي أحيّيكم جميعا وأرجو لكم الخير والتوفيق والرحمة والعتق من النار في هذا الشهر الكريم . إخواني وأخواتي حياكم الله في حديث أخرجه الإمامان البخاري ومسلم رضي الله عنهما في صحيحيهما والحديث من رواية أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:” إنه كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا ثم سأل عن اعلم أهل الأرض فدل على راهب فقال له انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له توبة فقال لا توبة له فقتله وكمّل به المائة ثم سأل عن اعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم فقال له انه قتل تسعة وتسعين نفسا فهل له توبة قال له نعم ومن يحول بينه وبين التوبة ولكن سر بأرض كذا وكذا فإن بها أناسا يعبدون الله تعالى فاعبده معهم ولا ترجع أرضك فإنها ارض سوء فسار الى الأرض الطيبة التي بها الناس العابدين لله سبحانه وتعالى فلما نصف الطريق أتاه الموت فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب فقالت ملائكة الرحمة إنه أقبل تائبا إلى الله بقلبه فهذا من حقنا وهو مغفور له ان شاء الله وقالت ملائكة العذاب هذا لم يعمل خيرا قط فاحتكموا إلى ملك تمثل في صورة إنسان فقال قايسوا إلى أي الأرضين هو اقرب فإلى أيّهما كان أدنى فهو لها فكان اقرب إلى الأرض الطيبة فنجا وفازت به ملائكة الرحمة ” ولهذا الحديث أثر جليل في الكشف عن الشروط المجتمعية البيئية وتأثيرها في سلوك الإنسان . إخواني وأخواتي أيهما أعظم أجرا مسلم عفيف مكة أم مسلم عفيف باريس حيث التبرج والعراء وحيث تتاح الفواحش بيسر وتغري بلا ثمن أحيانا ؟ وأيهما أعظم وزرا وجرما مجرم الصومال أم مجرم باريس؟ أيهما أعظم أجرا وجرما عالم متشبع بالعلوم والفنون والمعارف أم الجاهل ؟ لا بد حين نتحدث عن عدل الله ونحاول أن نقارب عدل الله ـ ولن نستطيع ادراك عدل الله لأنه مطلق لكن يقين المؤمن والمؤمنة يجعله مرتاح الى ان الله لا يصدر منه ادني ظلم فالله ليس بظلام للعبيد ولو انه ظلم واحدا فقط لكان ظلاما لان الكون متكافل ومتآزر يسري كل شيء إلى كل شيء .سئل الإمام علي رضي الله عنه عن توحيد الله ” ما توحيد الله؟ فقال ألاّ تتوهمه إياك أن تشبه الله أو تجسمه أو إن تنزله في وهمك وخاطرك منزلة المخلوقات المحدثة المظروفة في الزمان والمكان فالوهم لا يمكن ان يطال الله لا اله إلا هو وكما قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه كل ما خطر ببالك فالله خلاف ذلك .وفي القران الكريم “ليس كمثله شئ” و”لم يكن له كفؤا احد”. وسئل :”ما عدل الله ؟” فقال ” ألاّ تتهمه .أي ألاّ تظنّ أصغر الظن انه قد يحيف على احد من مخلوقاته وألاّ ترتاب في عدله سبحانه . إن هذه المسائل وغيرها تدخل في اعتبار الحساب الإلهي كلها تؤخذ في اعتبار الحساب الإلهي ومن هنا معنى قوله ونضع الموازين .قال نفر من العلماء لكل عبد يوم القيامة موازين وليس ميزان واحد “فمن ثقلت موازينه … ومن خفت موازينه ” بقطع النظر عن المعنى المقصود الموازين أهي موازين حقيقية ام مجازية لان الله تبا برك وتعالى يراعي في حسابه لعبده الظروف والشروط المختلفة التي تعتور العبد وتختلف عليه من فترة إلى أخرى ومن يوم إلى يوم وأحيانا من ساعة إلى ساعة .الدكتور جيكل ومستر هايد شخصيتان قصصيّتان للروائي الشهير روبرت كليويس ستيفنس ضمن قصة من قصص الخيال العلمي . د .جيكل وطبيب مرموق و إنسان فاضل وشريف وهو عالم خاض مبحثا تجريبيا فتعاطى دواء جعل شخصيته تنشطر فأضحى في النهار إنسانا فاضلا يعالج الناس أما في الليل فيصير إلى مستر هايد مشوه الخلقة ملتاث النفس مجرم سقط ضحايا نفسه الملتاثة عدد كبير من الأبرياء وقد آل في النهاية إلى قتيل برصاص الشرطة ليقضي في نفس الوقت الدكتور جيكل لأنهما ذات الشخص اثنان لكيان واحد .لو افترضنا القصة حقيقة وهي لا تبتعد عن الحقيقة فالواقع زاخر بالشخصية المتعددة “كما يسميها الدكتور احمد عكاشة :اضطراب الشخصيات المتعددة” هي شخصيات متعددة تعيش في بدن واحد . يمكن لثلاث أو أربع أو حتى أكثر من خمس شخصيات أن تعيش في جسم واحد . فالواحد من هؤلاء قد تتلبسه شخصية طفل فيسلك سلوكه وقد تتلبسه بعد ساعة شخصية مراهق مندفع نحو المغامرات الجنسية … كيف يمكن التعامل مع هذا النمط من الأشخاص .لا بد ان نفصل كل شخصية على حدة ونتعاطى معها وفق ما تقضي حالتها .ومثل هذه الاضطرابات تسبب ألما وإرهاقا يؤود الأسرة وكل مقرب لهذه الشخصية . كيف يحاسب هذا الإنسان متعدد الشخصيات .أمّا في الدنيا فقد يودع مصحة عقلية .وفي الآخرة كيف يكون حسابه؟ يقيننا أن الله لن يظلمه رغم أننا لا نملك تصورا دقيقا لكيفية حساب هذا الإنسان . هناك قوس مستدير في طرف منه من رفع عنه قلم التكليف كطفل يميز لكن عقله لا يؤهله لان يكون مكلّفا أو مجنون لا يملك العقل وفي الطرف الأخر من القوس الرجل الواعي العاقل الذي توفرت له كل الشروط ليكون إنسانا فاضلا وناجحا وصالحا هذا الأخير حسابه سيكون دقيقا جدا عند الله سبحانه وتعالى كذلك الأنبياء فحسابهم دقيق وشديد جدا فابسط خطإ يأتيه نبي يحاسب عليه بشدة . ما الذي أتاه يوسف عليه السلام ليلبث في السجن بضع سنين ؟ فقط لأنه قال للشرابيّ احد الفتيين “اذكرني عند ربك” { وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك فأنساه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين } ما كان يليق به وهو نبي ان يلتفت إلى الأسباب الى الملك لينجه مما هو فيه فعاقبه الله .في الأثر عن انس بن مالك رضوان الله عليه ان الله تبارك وتعالى أوحى إلى يوسف عليه السلام قال له ” من استنقذك من القتل حين همّ إخوتك قال أنت يا ربّ قال من الذي استنقذك من الجب بعد ان ألقوك فيه قال من الذي أحسن مثواك عند عزيز مصر قال أنت يا رب قال من الذي استنقذك من المرأة التي راودته عن نفسه قال أنت يا رب قال فلم التفتّ إلى عبد لي من عبادي ونسيتني ؟” لذلك ما يليق بالخواصّ هو إسقاط الأسباب من البين والتعويل المطلق على الله .”قال يا ربّ كلمة زلّ بها لساني ” قال “وعزتي لتلبثن في السجن بضع سنين” لذلك حسنات الأبرار سيئات المقربين .ويقول الإمام القرطبي في تفسيره : لذا قد يثاب السائس على ما يعاقب عليه الوزير” لان لا يليق بوزير أن يأتي ما يأتيه سائس الخيول فلكل مقام مقال ولكل رتبة رجال “يا نساء النبي لستن كأحد من النساء” يا نساء النبي من يأتي منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين ” والفاحشة المبينة هي النشوز وليست الفاحشة.لأنها أم المؤمنين تعيش في بيت رسول الله وتتأدب بأدبه ينبغي أن يكون التزامها مختلفا عن سواها من النساء في أقصى الطرف الأخر نجد المجنون “إنّ السمع والبصر والفؤاد كل ذلك كان عنه مسؤولا “من رحمة الله ومن عدله أن يحاسب كل إنسان وفق ما أتاه من عقل ووعي وإدراك فبحسب ما تملك من علم وإدراك ووعي ستحاسب وليس من علم كمن جهل . احد علماء النفس المصريين سجل حالة غريبة جدا لشخصية متعددة “مدرسة فاضلة معروفة بالعفة والالتزام والاستقامة اكتشف فيما بعد انها كانت تخرج ليلا تبيع الهوى وتاتي الفاحشة وقد انتهت إلى ان انتحرت بعد ان قدمت بلاغ للشرطة .انها نهارا تعيش شخصية العفيفة الصالحة وليلا تتقمصها شخصية الساقطة لكن يبدو ان صراعا كان يجري بين الشخصيتين إلى أن مكرت الشخصية الفاضلة بالشخصية الساقطة فأردتها قتيلة .وهكذا تخلصت من نفسها .وفق ماذا ستحاسب وفق شخصية الساقطة أم العفيفة الله اعلم . قال أبو موسى الأشعري ” هل من رجل لبيب أحاكم إليه ربّي ؟ فاتاه عمرو بن العاص وقال له أنا ذاك الرجل فسل حاجتك.قال له ” الله تبارك وتعالى خلقنا وقدر علينا كل شىء فلم يحاسبنا؟ قال له لأنه لا يظلمك فقال حسبي” يكفي إن اعلم انه لن يظلمني لا حاجة لي في التفلسف والجدال . على قدر رفعة الإنسان في العلم والمعرفة يكون حسابه مشددا وفي المقابل بقدر ما يحرم الإنسان من الظروف التي تتيح له أن يكون مستقيما متزنا ريفا يخفف عنه من حساب وبناء على ضوء هذا يمكن أن نفهم نصوصا كثيرة ثابتة في الصّحاح فالرجل الذي قتل تسع وتسعين نفسا تاب الله عليه لأنه سبحانه يعلم انه عاش في بيئة لم تتح له أن يكون صالحا ومستقيما فأنت إذا وضعت حبة بطاطة في الطين وسكبت عليها الكثير من الماء ستبقى مطينة لأنها في الطين أما أخرجتها من الطين وسكبت عليها نصف لتر من الماء فإنها ستصبح نقية بيضاء كذلك الإنسان إذا عاش في بيئة منحرفة لا تعين على الاستقامة من الصعب أن يكون مستقيما وهذا قطعا يؤخذ في حساب الله تعالى لأنه اعدل العادلين .وفي الحديث صحيح “إن الرجل ليقي بالكلمة لا يلقي لها بالا من رضوان الله يرفعه الله بها في الجنة وإن الرجل ليلقي بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم ” فهناك فرق كبير بين إنسان أمي وجاهل يدعو إلى القتل والاستئصال ويكفر ويحلل ويحرم وهو في كل ذلك يستند إلى فهمه المحدود والضيق وبين عالم كبير فقيه يدعو إلى الذبح والقتل ويصغي إليه ملايين الناس وقد يتسبب في حرب أهلية فال مؤكد أن حساب هذا العالم سيكون شديدا فكلام العالم في مكانته وثراء مرجعيته وسعة علمه هي التي تهوي به في جهنم ليس مثل الأول الذي قد يحاسب حسابا أيسر لأنه جاهل وتأثير قوله محدود كيفا وعددا.وفي الصحيحين حديث البغي التي غفر الله لها لأنها سقت كلبا وفعلها هذا يدخل ضمن” الحسنة الحرجة ” التي لا يمكن أن يقدها إلا الله ومن السيئة الحرجة أنّ امرأة دخلت جهنم في هرة فلم تستوعب السيدة عائشة هذا الحديث وردته وقالت المؤمن أكرم على الله في أن يدخل جهنم في هرة ” لكن الحديث صحيح والصحابي سمعه من رسول الله .هذه المرأة جافية قاسية وربما بخيلة شحيحة سيئة الخلق والسريرة سيئاتها كثيرة قد تساوت حسناتها بسيئاتها فكان قتل الهرة سيئة حرجة ثقلت موازين السيئات . يقول احد العارفين بالله “إن الله ستر أربعة في أربعة ستر رضاه في طاعته فلا تحتقرن شيئا من طاعة الله فربما يكون فيه رضي الله وأنت لا تدري وستر سخطه في معصيته فلا تحتقرن شيئا من معصية الله فقد تكون السيئة الصغيرة هي السيئة الحرجة التي تثقل موازين السيئات فتهوي بها في جهنم لكن هناك أحاديث يبدو أنها لا توافق ما كنا نقول فقد صرح فيها ان الرجل أو الأمة لم يعمل خيرا قط مثل حديث الشيخ الذي أوصى أبناءه بحرقه بعد وفاته لأنه لم يفعل خيرا قط وغفر الله له أو الرجل الذي قال الله يوم القيامة للملائكة ابحثوا له عن حسنات فلم يجدو له حسنة قط قال بلى ان له حسنة لقد كان صاحب مال وكان يقرض الناس وكان يقول لغلمانه ضعوا عن المعسر أنضروا الموسر فقال الله سبحانه وتعالى “أنا أولى بذلك منه اغفروا لعبدي ” نفسر ذلك بان حسنة هذا الأخير من جنس الحسنة الممتدة لان الرجل لم يسامح مرة واحدة بل قضى حياته كلها يسامح أما ذاك الذي ليس له عمل صالح إلا انه كان يخشى الله تبارك وتعالى ربما كانت ظروفه لا تتيح له الاستقامة والورع وذكر الله وفي حديث رواه أبو ثعلب الخشني أخرجه أبو داوود والترمذي والطبرانيأتى رجل ابا ثعلب وقال له :يا أبا ثعلب ماذا تصنع في هذه الآية؟” قال :أي آية؟ ” قال : قول الله تعالى :”يا أيها الذين امنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ” فقال” خبيرا سألت.سالت عنها النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مروا بالمعروف وتناهوا عن المنكر حتى إذا رأيت شحا مضاعا وهوى متبعا ودنيا مخفرة وإعجاب كل ذي رأي برأيه فعليك بخاصة نفسك ودع عنك العوام فان من وراءكم أياما الصبر فيهن كالقبض على الجمر للعامل فيهن بمثل بمثل عمل أحدكم مثل اجر خمسين منكم .قلنا يا رسول الله منّا او منهم ؟ قال بل منكم فإنكم تجدون على الخير أعوانا ولا يجدون هم على الخير أعوانا ” فعمل الخير في مثل هذه الظروف وان كان يسيرا ضاعف الله له أجره . فالظروف البيئية والاجتماعية والمادية كلها وغيرها عوامل تؤخذ في الاعتبار عند الحساب .فحساب السليم ليس كحساب المريض كالمهوس بالسرقة المرضيّة يعاني مرضا نفسيا لا بد من إخضاعه لعلاج نفسي وليس قطع يده . ومن رحمة الله سبحانه وتعالى انه يأخذ في الاعتبار كل الظروف المحيطة بعبده عند حسابه . الأسئلة: 1/ قلت إن من نوى سيئة ثم تركها لم تكتب عليه لكن في الحديث الشريف القاتل والمقتول في النار” الجواب : هناك الكثير من الأحاديث الصحيحة تؤكد أن الذي هم بفعل سيئة ثم تركها تكتب له حسنة لكن ربما تعارضت مع الحديث الصحيح حديث أبي بكرة يقول فيه عليه الصلاة والسلام “إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار ” قلت أو قيل ” يا رسول الله هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال لأنه قد كان حريصا على قتل أخيه ” وحديث أبي كمشة الانماري أخرجه احمد والترمذي وابن ماجة قال صلى الله عليه وسلم “إنما الدنيا لأربعة نفر …ورجل آتاه الله مالا ولم يؤته علما فهو يخبط في ماله لا يتقي فيه الله لا يرعى له فيه حقا ولا يصل رحمه فهذا بأخبث المنازل ورجل لم يؤته الله مالا ولا علما يقول لو أن الله أتاني مالا كما آتى فلانا لفعلت مثل فعله فهما في الوزر سواء ” فالسيئة إذا هممت بها وتركتها تكتب لك حسنة في حال أقلعت عنها لله وليس لضرورة أو لمانع يتجاوز رغبته وإرادته فنية المرء أبلغ من عمله . سؤال : هل يمكن الاكتفاء بالمعجم لتفسير القران الكريم؟ الجواب : المعجم غير كاف لتفسير القران الكريم فلفظة رحمة نجد تفسيرها في المعجم على أنها شعور انفعالي يبعث على الإحسان للمحتاج ولكن هذا التفسير في حق الإنسان وليس في حق الله لان رحمة لله ليست انفعالا بل هي فعل وهذا من تمامها لان الله سبحانه لا ينفعل . فمن أسوإ التفاسير هي المقتصرة على معاني الكلمات لا ينبغي أن نكتفي في تفسير القران بالتفسير المعجمي والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

تحرير نصي أ : نادية غرس الله /تونس

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

عدنان إبراهيم

رؤية كل المقالات

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: