أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ۩ لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ ۩ وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ ۩ ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ ۩ جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ ۩ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ ۩ الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِن فَضْلِهِ لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ ۩ وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُم مِّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ ۩ وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ۩ إِنَّ اللَّهَ عَالِمُ غَيْبِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ۩

صدق الله العظيم وبلَّغ رسوله الكريم ونحن على ذلكم من الشاهدين، اللهم اجعلنا من شهداء الحق، القائمين بالقسط، آمين اللهم آمين.

علِّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علَّمتنا، وزِدنا علماً. سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ۩. تقبَّل منا صلاتنا وصيامنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا ودعاءنا وابتهالنا. واختم بالسعادة آجالنا وبالباقيات الصالحات أعمالنا، وتوفنا وأنت راضٍ عنا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

إخواني وأخواتي:

۞ إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ ۞

لا زلنا مع آية القرّاء، إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ ۩، الآية التي لقبها مُطرِّف بن عبد الله بن الشخير بآية القرّاء، إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ۩، وقلنا هذا التعبير أتى بهذه الجُملة الحالية، والفعل المُضارِع يدل على التجدد، يدل على التجدد والاستمرار، إذن حالهم مع كتاب الله – تبارك وتعالى – ليست حال المُستطلِع أو حال الضيف الزائر، إنما حال المُقيم، وبالتعبير النبوي الشريف المُقيم المُرتحِل، المُقيم المُرتحِل أو قال الحال المُرتحِل، الذي كلما ختم كتب الله – تبارك وتعالى – عاد فبدأ من جديد، ولذلك استحب العلماء والفقهاء من قديم الآتي لمَن يختم كتاب الله – تبارك وتعالى -، هو يختمه من هنا طبعاً، فيجلس ويدعو، وطبعاً يُستحَب أن يكون في جماعة، هذه نصيحة لنفسي ولكم جميعاً، حين يختم أحدكم أو إحداكن كتاب لله – تبارك وتعالى -، لا يستأثرن بهذه الفضيلة، أي لنفسه، يدعو مَن حضر مِن أهله، إن كان في رفقة من أصحاب أو إخوة، يدعو هؤلاء الأصحاب، يدعو هؤلاء الأصحاب والإخوة، ويدعو هو ويُؤمِّنون.

يُقال في بعض الآثار عن بعض التابعين إن مجلس الختم تحضره وتُؤمِّن عليه أربعة آلاف من الملائكة، أربعة آلاف من الملائكة! ورُويَ عن عبد الله بن عباس – أعتقد روى هذا أبو داود والإمام الدارمي في سُننه أيضاً، رويا كل منهما بإسناده عن عبد الله بن عباس، رضيَ الله تعالى عنهم وأرضاهم أجمعين – أنه كان يُوظِّف رجلاً يُراقِب رجلاً يقرأ القرآن. أي ابن عباس، انظر! شيئ غريب يا أخي، والله شيئ غريب، يا الله! انظر إلى هذا، حرص على الخير، ربانية، شغف وجوع للخير، وتواضع. ما يلفت هنا التواضع أيضاً، ابن عباس لا يقول أنا ابن عباس، ابن عم رسول الله، حبر الأمة، ترجمان القرآن، أكبر مُفسِّر، أكبر علّامة في عصري، مَن هذا؟ مَن هذا ومَن هذا؟ لا، أول ما يرى أي رجل – أي رجل من عُرض المُسلِمين – ويُلاحِظ أنه يقرأ وربما يختم، يُوظِّف رجلاً آخر، ويقول له راقبه، حتى إذا انتهى آذني، لكي أحضر مجلس الختم. يختم صاحب الختمة، وأنا أقول آمين، آمين. انظر إلى هذا، حرص على الخير، لأنه لا يدري أين ستكون الاستجابة، لعل الله – تبارك وتعالى – يستجيب، مَن يدري؟ لعل الله لا يستجيب لك أنت حين تختم، لكن يستجيب له هو حين يختم، لا تدري! ولعل الله لا يستجيب له هو، ويستجيب لكما حين تُؤمِّن على دعائه بمثل هذا التواضع والربانية والحرص على الخير. يا أخي ما هذا؟ اللهم يا ربي، يا ربي، يا ربي، انزع العُجب والكبر ورؤية النفس من أنفسنا، يا ربي امحقنا في أنفسنا، وآتنا التواضع الرباني والصدق والطهارة. هذا ما نحتاجه، والله هذا ما نحتاجه، أفٍ لنا وتُف، أفٍ لنا وتُف! هذا ابن عباس، ابن عباس! لا إله إلا الله، قال لأحدهم تقول لي إنه ختم، تقول لي هذا حتى آتي وأقول آمين، آمين، آمين. رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه.

وكذلك رُويَ عن أنس بن مالك – رضيَ الله تعالى عنه وأرضاه -، أنه كان إذا ختم، أحضر أهل بيته، فدعا وأمنوا. هذه سُنة! وبعد ذلك مُباشَرةً تعود من البداية، تقول بسم الله الرحمن، تقرأ الفاتحة وأول خمس آيات من البقرة، لا تُوجَد مُشكِلة، ثم تذهب لكي تستريح وتنام، لكن لابد من هذا لكي تكون حالاً مُرتحلاً، لكي تكون حالاً مُرتحلاً تضرب في القرآن من أوله إلى آخره، فإذا بلغت آخره، عُدت إلى أوله. وهذا معنى الحال المُرتحل، الحال المُرتحل!

وبهذا نتأوَّل قوله – تبارك وتعالى – إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ۩، دائماً دائماً دائماً! قال – عليه الصلاة وأفضل السلام – أيضاً في حديث يرويه عبد الله بن عباس – رضيَ الله عنهم وأرضاهم أجمعين، وأخرجه الإمام الطبراني – على ما أذكر إن شاء الله تعالى أنه الطبراني -، قال – عليه الصلاة وأفضل السلام – الجوف الذي ليس فيه شيئ من القرآن كالبيت الخرب. قلب إنسان هكذا ليس فيه قرآن، لا يحفظ سوراً وكذا، مثل البيت الخرب، أي Une ruine هكذا، هذه خرابة، خرابة! طبعاً خرب، خرب! والبيوت الخربة تسكنها الشياطين، أليس كذلك؟ تُعشِّش فيها الشياطين، خربة وفيها ظلام، والبيوت الإيمانية الجميلة مُستحيل أن تكون هكذا، الشياطين تخاف منها، تحترق من الضوء، الشياطين تعشق الظلام دائماً والأماكن المُظلِمة المُدلهِمة، لكن الأماكن المُنيرة المُشِعة تكرهها، والقرآن أكبر نور، قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا ۩، وفي الأرجح أنه القرآن، مع أن بعضهم قال الرسول. لا! هذا الأرجح فيه – والسياق والإنزال أيضاً يُساعِدان على هذا – أنه القرآن العظيم، والنبي نور بلا شك أيضاً، سراج منير، ولكن في هذه الآية من سورة النساء النور المُبين هو القرآن العظيم.

حين كنت صغيراً اشتريت على ما أعتقد كتاب الشيخ عليّ ناصف المصري الأزهري – رحمة الله عليه – التاج الجامع للأصول. والله هذا ربما من حوالي أربعين سنة، أي قرأته في تلك الأيام، ولم أعد إلى هذا الكتاب ثانية، وليس عندي حتى في مكتبتي، لأنه كتاب تجميعي على كل حال، وغيره أفضل منه، فجامع الأصول لابن الأثير الجزري أفضل بكثير، لكن على كل حال اشتريت هذا الكتاب العظيم في خمس مُجلَّدات، وهو كتاب في الأحاديث، وقرأت حديثاً وقع مني موقعاً، إلى اليوم دائماً أستذكره، ويُعجِبني هذا الحديث، وهو في الصحيح. يقول – عليه الصلاة وأفضل السلام – مثل المُؤمِن الذي يقرأ القرآن ويعمل به – المُهِم طبعاً أن تعمل به، ليس أن تقرأ فقط، ولكن لا عمل بغير ماذا؟ بغير علم. ولا علم بغير ماذا؟ بغير قراءة وفهم – كمثل الأترجة – وهذه نوع من الحمضيات، وهي أكبر من الليمونة هكذا -، ريحها طيب، وطبعاً ماؤها حامض، ولكن يُصنَع منه المربى والأشياء الحلوة هذه، قال كمثل الأترجة، والأترجة ريحها طيب – يقول – وطعمها طيب. يُصنَع منها الأشياء الطيبة بلا شك! وقال مثل المُؤمِن الذي يقرأ القرآن ولا يعمل به – للأسف هذا بخس نفسه وظلمها حظها -، كمثل التمرة، لا ريح لها – التمرة ليس عندها رائحة – ولكن طعمها حلو، ومثل المُنافِق الذي يقرأ القرآن – وأعوذ بالله، قال الذي يقرأ القرآن، وطبعاً لا يُوجَد مُنافِق يعمل بالقرآن، مُستحيل! لأن كيف هذا؟ مُنافِق هو – ولا يعمل به، كمثل الريحانة – الريحان! أي الــ Basilikum، قال كمثل الريحانة -، ريحها طيب وطعمها مُر. حين تحكه وتختبره تجد أنه مُر – والعياذ بالله -، وذلك في المُعامَلات أو في أي شيئ، مُصيبة! لأنه مُنافِق، لكن المُؤمِن ليس كذلك، ذاك مُؤمِن ولكنه مُقصِّر، لو حكيته، لوجدت أنه جيد، عنده أمانة، وعنده شرف، وعنده عفة، وإذا احتاجت إلى مُساعدة، يُساعِدك، لا بأس. ومثل المُنافِق الذي لا يقرأ القرآن – وطبعاً من باب أولى ماذا؟ ولا يعمل به، لأنه أصلاً لا يقرأه، أصلاً !- كمثل الحنظلة، انظر إلى الحنظلة طبعاً، لا طعم ولا ريح، كله سيء – والعياذ بالله -. حديث جميل، وتشبيه – سُبحان الله – مُستوعِب، استوعب الأصناف لأربعة، صلى الله على مُعلِّم الناس الخير، أعظم مُعلِّم وأعظم ضارب أمثال بصراحة، وأعظم الأمثال طبعاً في كتاب الله، وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ ۩، ثم رسول الله في ضرب أمثاله – عليه الصلاة وأفضل السلام -.

خيركم مَن تعلَّم القرآن وعلَّمه. تلاوة القرآن الكريم هذه تُدخِلك في الخيرية، أي في الأخيرية طبعاً، لأن أصل خير أخير، وأصل شر أشر طبعاً، تُدخِلك في الأخيرية، تجعلك من أفضل عباد الله، من الطبقة الرفيعة العالية، الطبقة المُخملية ربانياً وليس دنيوياً، هذه المُخملية ربانياً، وهي طبقة قليلة طبعاً، كيف تدخل فيها؟ أن تتعلَّم القرآن وتُعلِّمه، تشتغل بالقرآن، تشتغل به علماً وتعليماً وحفظاً وتحفيظاً ودراسةً وفهماً، تجعله مسلاتك – كما قلنا -، مسلاتك في الليل والنهار، وإن شاء الله يكون حُجتك ومنجاتك يوم القيامة – بإذن الله تعالى – وشفيعك بين يد الله – تبارك وتعالى -، وهو خير شفيع مُشفَّع، أي القرآن العظيم، نعم! ولذلك لابد أن نُعنى كثيراً بتلاوة كلام الله – تبارك وتعالى – إخواني وأخواتي.

وأيضاً من الأحاديث التي تُعتبر نياشين – نياشين النبي علَّقها على صدور الحفظة والمُشتغلين بكلام الله، حفظوه حتى أو لم يحفظوه – هذا الحديث، قال الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع الكرام السفرة البررة. أي هو – ما شاء الله – عارف الأحكام، وعارف أحكام التجويد، وعارف كيف يقرأ، وعارف صفات الحروف كلها، أي السبع عشرة صفة، الضدية والتي لا ضد لها وكيف ولماذا، ويعرف كيف هذا ويُرقِّق هذه ويُفخِّم هذه. فهناك أُناس يُمكِن أن تنقضى حياة الواحد منهم وهو لا يُحسِن أن يقرأ كلام الله، مع أنه يسمعه، ويُمكِن أن يكون سمعه ألف مرة من عبد الباسط والحصري والمنشاوي ومُجيدي القرآن، ولكن لأنه لا يعرف القواعد النظرية لا يلتفت إلى ما يسمع، أليس كذلك؟ فأنا استمعت لأُناس كثيرين – مثلاً -، وكانوا يقرأون من السور، من المُفصَّل، فمثلاً قال الله أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّاءٍ مَّهِينٍ ۩، ومُعظَم من يقرأها يقولون نخلقكم ويُظهِر القاف، وهم يقرأون على قراءة مَن؟ عاصم. لا! بقراءة عاصم ليست نخلقكم بإظهار القاف، لا! هذه راوية غير قوية، الرواية القوية نخلكّم، كاف! لا يُمكِن إلا هذا، ألم نخلكّم، ولكنه يقول نخلقكم بإظهار القاف. لا! موجودة هذه، ولكن ليست هذه هي، لأنه لا يعرف، ومع أن القرّاء الكبار يقرأونها هنا بالكاف، أي إذا قرأوا بقراءة حفص عن عاصم، يقولون نخلكّم، كاف! هناك كاف، تم إضغام القاف، فهذه تُصبِح كافاً، تُضغَم في الكاف، فيكون هناك كاف واحدة مُشدَّدة، فلابد وأن تتعلَّم، اذهب وعلم التجويد سوف تُحصِّله في أسبوع، في أسبوع! أي هو ليس علماً مُعقَّداً، وهو علم بسيط وجميل، ومن ثم سوف تعرف لماذا يقرأون هكذا ولماذا كذا، وهكذا!

على كل حال فقال الذي يقرأ القرآن وهو ماهر فيه مع الكرام السفرة البررة. الله! مع الملائكة، وهذه المعية الله أعلم بمعناها، هو قال مع، فما معنى مع إذن؟ وكيف مع إذن؟ ما معنى أنه مع الملائكة؟ هل يعني هذا أن له مقام الملائكة؟ هل له أجر تسبيح وذكر وعبادة الملائكة؟ هل له روحانية واستشراف الملائكة للأُفق الأعلى والملأ الصمداني؟ هل… هل… هل… أسئلة كثيرة! وقد يكون ذلك كله – بإذن الله تعالى -، بُشرى كبيرة، بُشرى عظيمة! مع الكرام السفرة البررة. والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه ثقيل، له أجران. إلى أن يتعلَّم! ليس هذا أجراً واحداً، وإنما هو أجران، حين تتعلَّم تلتحق بالأول، وتصير ماذا؟ مع الكرام السفرة البررة – إن شاء الله تعالى -. القرآن فُرصة كبيرة، وكلنا نتحفَّظ حديث الترمذي وغير الترمذي. يُقال (أي لصاحب القرآن يوم القيامة) اقرأ وارق. أين يقرأ؟ في الجنة. وأين يرقى؟ في درج الجنة. دخل الجنة؟ دخل الجنة. والآن إذن تُوزَّع ماذا؟ تُوزَّع الرُتب والدرجات. كما قال كعب الأحبار، قال ورب الكعبة تساوت مناكبهم – كله دخل، وسنقول هذا عند آية الاصطفاء، فأمة محمد بعون الله تعالى كلها سوف تدخل الجنة، كل مَن مات على التوحيد سوف يدخل الجنة، حتى ولو دخل النار، سوف يرجع في الأخير، فيُشفَع فيه ويدخل الجنة. قال ورب الكعبة تساويت مناكبهم – واقتسموها بأعمالهم. تساوت مناكبهم، لأنهم دخلوها، كله دخل، إذن جيد! والآن المُشكِلة ليست في الدخول، وإنما في المنازل، والمنازل بحسب ماذا؟ بحسب الأعمال.

قال الفُضيل وغير الفُضيل، وقال الحسن البِصري وغير الحسن أيضاً، قالوا هب أن المُسيء غُفِر له – وسيُغفَر لمُسيء أمة محمد بإذن الله، مغفور له كما قال عمر بن الخطاب، وسنأتي عليه -، أفلا يفوته ثواب المُحسِنين؟ أليس كذلك؟ فأحدنا يرم أنفه – أي كما تقول العرب، فهو يزعل كثيراً ويتنكد، يرم أنفه – في الدنيا إذا راى أن جاره أو صاحبه أو صديقه فاته بشيئ من الدنيا، مُرتبه ألفان ومرتبه ثلاثة آلاف، فيزعل ويتنكد، لا يعرف كيف ينام الليل ويقول إنه يأخذ ثلاثة آلاف، ولماذا ثلاثة آلاف؟ ولماذا كذا؟ ويُجَن! أليس كذلك؟ وهذه الدنيا كلها على بعضها لا تُساوي شيئاً، كلها خمسون أو ستون سنة وتنقضي، كلام فارغ! وهناك تُوجَد حياة الأبد، الأبد! لأبد الآبدين، أبد الآبدين! شيئ لا ينتهي، وموضع سوط أحدكم في الجنة – النبي يقول – خير من الدنيا وما فيها. فها هو السوط، وأنت تعرف أن السوط يكون بعرض واحد سم بل، بل وأقل من واحد سم، لو أردت حساب هذا مساحياً، كم سيكون الرقم؟ يُمكِن أن يُساوي عشرة سنتيمترات مُربَّعة، يُمكِن! السوط لو جعلته مساحة، يُمكِن أن يُساوي الرقم الناتج عشرة سنتيمترات مُربَّعة، أليس كذلك؟ أي أقل من الكف، أقل من الكف! هذا في الجنة، النبي قال أقل من كفك في الجنة خير من الدنيا وما فيها. الله! ما هذا؟ لا نعرف. ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. ولا أحد يقدر على أن يتصوَّر ما الذي في جنة أصلاً، شيئ آخر! ولكي تفهم ما الجنة وما هي، فقط تذكَّر أن الله قال عنها إنها فوز عظيم، فضل كبير. أليس كذلك؟ وسماها شيئاً كريماً، قال هذا أجر كريم. تذكَّر أن الله هو مَن قال لك هذا أجر كريم، وفوز عظيم، وأجر كبير، وفضل كبير، وفوز مُبين. الله الذي يقول، الله!

أنت تخيَّل اليوم أن عندك باحثاً – أي Researcher، هناك شاب مثلاً باحث، في العلم، في الفيزياء مثلاً -، وجاء – مثلاً – ستيفن واينبرج Steven Weinberg وشهد له، وهو رجل حاصل على نوبل Nobel في الفيزياء، وأكبر فيزيائي يعيش الآن هو هذا، أي واينبرج Weinberg، بصراحة هو أكبر فيزيائي يعيش إلى الآن، وجاء وقال لك أف، هذا باحث رهيب. هذه الكلمة لا تنزل الأرض، هذا واينبرج Weinberg، وها هو يقول عنه إنه باحث رهيب، فلا تستطيع أنت بعد ذلك أن تستخف به. فهنا الذي يقول لك أن هذا الشيئ شيئ كبير رب العالمين – لا إله إلا هو -، يا الله، يا الله، يا الله!

أنا أعرف أُناساً شخصياً – وأعوذ بالله من كلمة أنا – مقاييسهم أو سقف مقاييسهم الجمالة عالٍ جداً جداً جداً، أي لكي يقولوا عن إنسان إنه جميل – رجلاً كان أو امرأةً -، لابد وأن يكون خارق الجمال، هناك عائلة – أنا أعرف أن أفرادها هكذا (مبطرين) – إذا قالت لك عن بنت إنها جميلة، تكون فعلاً جميلة، أي (تأخذ العقل) فعلاً، أي جميلة جميلة، شيئ يُجنن، هم هكذا، يعرفون تماماً في الجمال، هم يعرفونه تماماً، جيد! فلذلك أنت تثق في أحكامهم، حين يقولون لك نعم، اخطب هذه لابنها، لا يُوجَد مثلها، تكون فعلاً كذلك.

وانظر إلى ربك – عز وجل – الآن، هذه ليس إلى عائلة بشرية أنا أعرفها، عائلة بشرية! هذا رب العالمين، خالق الحُسن والجمال كله، وماذا يقول لك؟ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ ۩، قال الحوريات هؤلاء حلوات، مَن الذي يقول إنهن حلوات؟ رب العالمين. فإذن كيف ستكون هذه الحورية بحسب هذا المعنى؟ لا أحد يستطيع أن يتخيَّل، أليس كذلك؟ شيئ لا يُتخيَّل، وهذا كله أجر لمَن طبعاً؟ للناس الصالحين، وفي رؤوسهم أهل القرآن، أي مَن قرأوه وعملوا به وأداموا تلاوته وتعلَّقوا به، وتعلَّقوا به!

قال لك يُقال له – أي لصاحب القرآن – اقرأ وارق، ورتِّل كما كنت تُرتِّل في الدنيا، فإن منزلتك – ما مقدار منزلتك؟ مائة أو مائة وخمسون أو مائتان أو ثلاثمائة؟ إلى آخره – عند آخر آية تلوتها. فهناك واحد – مثلاً – ختم القرآن عشرين ألف مرة، ويُوجَد عندنا أُناس صالحون وعلماء ختموه عشرين ألف مرة، وهناك مَن ختموه اثني عشر ألف مرة، وهناك مَن ختموه ثلاثين ألف مرة، وهناك مَن ختموه خمسة آلاف مرة، وهناك مَن ختموه سبعة آلاف مرة. بالألوف! ولك أن تتخيَّل هذا الآن، فالأخير هذا لا بد وأن يتلوه سبعة آلاف مرة، وسيظل يصعد، يا الله! (نياله)، ولذلك هم كانوا ليل نهار يقرأون.

أنا أستغرب من أن بعض الناس يقولون لك لماذا الإمام الشافعي وصل إلى هذه المرتبة؟ هذا علّامة كبير، الشافعي هذا كان يثني رجله هكذا بعد صلاة الفجر، وعند الضُحى يكون أنهى كتاباً تأليفاً، كان يُؤلِّف هكذا، الشافعي لم يكن مثلنا يأتي بمُسودات – أي الــ Drafts كما يقولون -، ويقول ائت بمُجلَّدات وكُتباً وقص والصق وادخل إلى جوجل Google واسرق وقم بأشياء فيها هبل. لا! علّامة كبير، يُصلي بالناس أو يُصلي مع الناس – وكان هذا في مصر، في آخر حياته -، ثم يثني رجله هكذا، ويقول لمَن معه اكتبوا الآتي، بسم الله الرحمن الرحيم، هذا ما قاله أبو عبد الله محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب المُطالبي. ثم يقوم بالإملاء، ولا يقف! أنت حين تقرأ من كتاب قد تغلط، لكن هو يملي من رأسه. وانظر إلى لُغة الشافعي، لا يُوجَد إمام من الأئمة الأربعة عنده لُغة كلُغة الشافعي أو حتى عنده عُشر لُغة الشافعي. أفصح الأئمة على الإطلاق وأحسنهم بياناً الإمام أبو عبد الله الشافعي، ولذلك كان علماء اللُغة الكبار يأتون ويجلسون في مجلس الشافعي، وهم لا يُريدون الفقه، الفقه صعب عليهم، فيسألونهم لماذا أتيتم؟ يقولون اللُغة، اللُغة! يقولون لنتعلَّم اللُغة منه، لنتعلَّم كيف يتكلَّم، ما هذه اللُغة التي عند الرجل هذا؟ وهو عاش في هُذيل، أي في قبيلة هُذيل هذه، عاش فيها سنوات، سنوات طويلة! وانقطع هناك مع هُذيل، وأخذ اللُغة من العرب البدو الأقحاح، أخذ اللُغة على أصولها، هل هذا واضح؟ هذا الشافعي.

فكان يُؤلِّف الكتاب هكذا، في ساعتين أو في ثلاث ساعات يكون قد أنهى الكتاب، ثم يقول والحمد لله رب العالمين، ويقوم لكي يذهب، يودِّعونه وقد أنهى الكتاب تأليفاً، شيئ عجيب! ولما مات كان عمره أربعاً وخمسين سنة، أو خمساً وخمسين سنة بحسب رواية أُخرى.

هذا في رمضان لم يكن يهتم لا بالعلم ولا بالحديث ولا بالتأليف ولا بالفقه، فقط بالقرآن، يمسك المُصحَف ليل نهار، في غير وقت الصلاة عنده كل يوم ختمتان، أما ما يقرأه في الصلوات وقيام الليل، فهذا شيئ ثانٍ. لأن لا يُوجَد طبعاً عنده إلا هذا، الختمة اليوم لواحد مثلنا (معضرط) هكذا كما يقول الإخوة العراقيون – أي تعبان، لا عنده كرامات ولاعنده فتوحات، هو (معضرط) هكذا، إنسان (غلبان وعادي) – تستغرق سبع ساعات، أي إذا حدرت بها حدراً سريعاً، تأخذ سبع ساعات، ولا تقدر على غير هذا، أي بعد أربع عشرة ساعة تختم ختمتين، وبالتالي سوف تنام أربع ساعات فقط، فهو إما كان – أي الشافعي – ينام ساعتين أو ثلاث ساعات، أو كان – وهذا الأرجح – ولياً، وهو القائل – وهذا مشهور عنه، وأيضاً قالها أبو حنيفة – إن لم يكن العلماء أولياء لله، فليس لله في الأرض أولياء. فهو كان يقول هكذا، وأكيد كان يتحدَّث عن حالته، فهو كان يقول أتتحدَّثون عن الأولياء وأولياء الله؟ إذا لم يكن أولياء الله هم العلماء، فليس لله أولياء. فكأنه يتحدَّث عن ماذا؟ عن حالته. رضوان الله تعالى عليه، هذا هو طبعاً، وكيف لا يكون ولياً الإمام الشافعي؟

انظر إلى الآتي، هذا أعتبر من أعظم كراماته، وعلم الله أنها أبكتني مراراً كثيرة جداً جداً هذه الكلمة وآسفتني على نفسي، كلما تذكرتها هزتني، وهي تهزني طيلة حياتي، كان يقول لوددت أن الناس انتفعوا بعلمي هذا – هناك علم وكُتب، بل هناك علوم جديدة وضعها، أصول الفقه هو أول مَن ألَّف فيه، وعلم أصول الفقه شيئ عجيب، آية من آيات الله، وهناك الرسالة – ولم يُنسَب إلىّ منه شيئ. قال علم الله هذا، أي أنا أشهده وهو يعرف هذا، لم أُحِب أن يقول أي واحد هذا من تأليف الشافعي. واليوم الواحد منا يُجَن إذا قال معلومة – هو لم يُؤلِّفها، هو قالها – وأخذها منه واحد، ولم يقل أنا أخذتها من فلان، يقول إنهم يسرقون العلم، وبركة العلم نسبته إلى قائله. ولكن أنت لم تُؤلِّفها يا رجل، أنت قلتها أيضاً. ولكنه يقول إنه يزعل من هذا وما إلى ذلك، والأمر نفسه يحصل إذا لم يذكروه بلقبه، أي إذا لم يقولوا – مثلاً – الأستاذ الدكتور أو الشيخ الدكتور، أيضاً يزعل، للأسف! أعاننا الله على حالنا – كما قلت لك -، أعاننا الله على حالنا.

فانظر إلى هذا، هذا كيف لا يكون ولياً؟ هذا ولي كبير كبير كبير كبير، وعنده سر الإخلاص هذا. قال لك أنا أُريد أن يكون كل عملي لوجه الله، ولا أُريد أن أتقاضى عليه في الدنيا أي مدح وأي أجر، كأن يقولوا هذا العلّامة والإمام الشافعي، لا أُريد – قال – هذا، لا أُريد، لا أُريد، لا أُريد! ولكن هذا الذي حصل – قال – للأسف، نسبوا إلىّ علمي وقالوا إنه لي. ولكن الله المُستعان – قال – ونحن لا نُحِب هذا. فهو من الصالحين، أي والله! والحمد لله هذه الامة فيها الكثير من المُبارَكين، الأمة هذه فيها أُناس مُبارَكون – والله – دائماً، ولذلك انظر إلى الآتي، المُؤمِن الصادق والصالح لابد وأن يُحسِّن الظن بعموم المُسلِمين.

ذات مرة وجدت مقطعاً قصيراً هكذا – وهو موجود على اليوتيوب YouTube – للشيخ ابن باز، وأنتم تعرفون موقفي من الوهابية عموماً، أي أنا مشربي غير مشرب الوهابية بصراحة، فأنا لا أتفق معهم حتى في المشرب الفقهي العام، ولكن أعلم وأقر دائماً أن فيهم ومنهم صالحين كثيرين، هؤلاء فيهم أُناس صالحون وأتقياء وورعون وعلى منهجم، وأعتقد أن منهم كان الشيخ ابن باز – رحمة الله عليه -.

ذات مرة كانوا يُقدِّمونه وهو علّامة كبير في مذهبه، عالم كبير حقيقةً – رحمة الله عليه -، كانوا يُقدِّمونه ويقولون له شيخنا وأستاذنا. فأبدى الانزعاج، ثم قال والله والله الله – عز وجل – يعلم أنني لا أُحِب هذا. يا الله! مُؤثِّر جداً، مُؤثِّر. قال لا أُحِب هذا، لا أُحِب أن تقولوا شيخنا وعالمنا والعالم والكذا. لا! لا أُحِب. لا يُحِب هذا، لا يُحِبه! لا يُحِبون هذا، لا يُحِبون المدح، لا يُحِبونه! لأنه يخشى أن يكون بهذا استعجل أجره، أخذت أجرك في الدنيا! أليس كذلك؟ فالأمور خطيرة يا إخواني، والإخلاص مسألة صعبة كثيرة، ونسأل الله أن يُعطينا سر الإخلاص بفضله.

إذن موضوع تلاوة كتاب الله – تبارك وتعالى – موضوع مُهِم يا إخواني، ويجب فعلاً أن نعض عليه بالنواجز، وأن نغتنم أو نُغانِم هذه الأوقات الشريفة من شهر رمضان، لنجعلها بدايتنا الجديدة – بعون الله تعالى – مع كتاب الله. أحسن شيئ أن تبدأوا الآن، أي في رمضان، ابدأوا هذه البداية، ثم استمروا عليها – بفضل الله -، ولن تروا إلا كل خير، ففي الحديث يقول – عليه الصلاة وأفضل السلام – وإن فضل كلام الله على سائر الكلام كفضل الله على خلقه. ويكفي هذا، يكفي هذا! فضل القرآن على كل الكلام كفضل الله نفسه على مخلوقاته. فتفضَّلوا هذا إذن، معناها لا نسبة (لا نسبة إطلاقاً) بين أي كلام وبين القرآن العظيم، فهذه مسألة كبيرة، كبيرة كبيرة كبيرة! روى الأئمة الآتي عن أحد الصالحين وكان من حفّاظ كتاب الله ومن أصحاب الأوراد، له ورد دائماً، أي يُصلي العشاء وينام ثم يقوم في الليل ويتهجد، وعنده ورد دائماً بالقرآن الكريم في الليل، الصلاة والقرآن! نام – يبدو أن هذا المسكين تعب، كان تعباناً أو مُسافِراً، وتلك الليلة نام عن ورده -، فأُريَ في المنام مَن يقول له ويُنشِده:

عجبت من جسم ومن صحة                          ومن فتى نام إلى الفجر.

والموت لا تُؤمَن خطفاته                             في ظُلم الليل إذا يسري.

فقام مفزوعاً، وتوضأ ودخل في ورده، الله تفقَّده، وقال له أين أنت يا حبيبي؟ أنا مُتعوِّد عليك، وأُريد أن أُعطيك. لأن الله يُحِب الكرم، والله هو الكريم، وأنت نائم ولا يُوجَد كرم، أنت نائم، فسكَّرت الباب، سكَّرت أبواب الخزانة، قم وافتح خزانتك، وأنا سوف أُعطيك. فالله أقامه، أرأيتم كيف يأتي الله بعبده؟ وربنا حين يكون له غرض في عبده يأني به، حتى ولو كان – كما قلنا أمس – سكيّراً، حتى ولو كانت البعيدة زانية، وحتى ولو كان البعيد قاتلاً أو كذا، يأتي به، إذا كان يعلم أن فيه خير، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا  ۩، والآية في مَن؟ ليست في عُصاة المُؤمِنين، في الكفّار. هي من سورة الأنفال وفي الكفّار المُشرِكين، وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ ۩، لكن لا يُوجَد فيهم أي خير أبداً أبداً، لا يُوجَد فيهم خير. فمَن فيه خير، الله يأتي به – تبارك وتعالى -.

أيضاً أحد الصالحين فيما رواه الإمام النووي – رحمة الله عليه -، نقلاً عن غيره، قال رأى الإمام عليّاً – عليه السلام، وكرَّم الله وجهه – في المنام، وهو يقول له:

لولا الذين لهم ورد يصلونا                      وآخرون لهم سرد يصومونا.

لدُكدكت أرضكم من تحتكم سحرا                لأنكم قوم سوء ما تطيعونا.

والإمام عليّ كان من أصحاب الأوراد وأصحاب قيام الليل وأصحاب العرفان العالي اللطيف، فيقول له قل هذا، ونبِّه الناس. أي ربنا يُبقي هذه الدورة وهذه الأمم فقط من أجل أصحاب الأوراد، ومن أجل أصحاب سرد الصوم، قال لهم سرد يصومونا. يسردون الصوم، هناك أُناس كانوا يصومون كل يوم، كل يوم! أي إلا أيام العيد والأيام المُحرَّمة فقط، والكثير منهم كان هكذا، وفي رأسهم أمنا عائشة، كانت تسرد الصوم، ومن أجل أصحاب القيام، في حديث الطبراني قيام الليل شرف المُؤمِن. قيام الليل شرف. وما هو الشرف طبعاً؟ العلو، علو المنزلة والمقامة، وليس الشرف العزة والاستكبار والنفخة، لا! الشرف علو المقامة، ويقولون لك فلان شريف. أي مقامه عالٍ. تُحِب أن يكون مقامك عالياً عند الله – عند الله! إذن انتبه، عند الله مقامك، وليس عند الناس -؟ عليك بقيام الليل. ينبغي أن تقوم الليل بالقرآن طبعاً.

وعاداتهم في تلاوة كلام الله مُختلِفة كثيرة يا إخواني، فهناك كتاب لأبي بكر بن أبي داود، وهو كتاب مشهور جداً جداً، اسمه كتاب المصاحف، هذا مشهور ومُهِم في بابه، على الإطلاق مُهِم! يذكر فيه ابن أبي داود – رحمة الله تعالى عليه – أن منهم مَن كان يختم كل شهرين ختمة، ومنهم مَن كان يختم كل شهر، ومنهم مَن كان يختم كل عشرة أيام، ومنهم مَن كان يختم كل ثمانية أيام، وعن الأكثرين كل سبعة أيام. هكذا ذكر! أي يبدو أن الأكثر كانوا يختمون كل سبعة أيام، أي حوالي أربعة أجزاء ونصف في اليوم، ومنهم مَن كان يختم كل ستة أيام، ومنهم مَن كان يختم كل خمسة أيام، ومنهم مَن كان يختم كل أربعة أيام، وكل ثلاثة عن كثيرين، ومنهم مَن كان يختم كل يوم وليلة، ومنهم مَن كان يختم كل يوم وليلة ختمتين، ومنهم مَن كان يختم أربع ختمات، وأكثر ما ورد – يقول النووي هذا أكثر شيئ ثبت عندنا عن بعض الصالحين – أنهم ختموا ثماني ختمات، أربع ختمات بالنهار، وأربعاً بالليل.

وكما قلنا في خُطبة قبل أسبوعين إياك وأن تحسب هذا بالساعة، هذا لا يُحسَب هكذا، وهذه لا تأتي هكذا بالمرة، هذه كرامة! وذكرت بعد خُطبة لي – هذا قبل أسبوعين أو ثلاثة أسابيع – عن ابن حجر الهيتمي – رحمة الله عليه، فقيه الشافعية في القرن العاشر الهجري – أنه ذكر في الفتاوى الحديثية عن بعضهم أنه ختم أكثر من هذا بكثير. وهناك أرقام لن أقولها، لأنها قد تفتن بعض المحجوبين. أي يبدو أن الزمان يُبسَط بسطً عجيباً، تُصبِح الساعة ربما مثل يوم أو مثل أكثر من هذا. والله يقول لهم تنعموا طبعاً، تنعموا! لأنهم يعشقون هذا، ويعيشون به، مُتروحِنون! هؤلاء يكونون مُتروحِنين، يكونون مُتروحِنين حقيقةً يا إخواني. أعطانا الله من عطائه – عز وجل -.

مُجاهِد بن جبر تَلميذ عبد الله بن عباس طبعاً، هذا تابعي جليل، وهذا – انظر إلى الشرف الذي أخذه – قال أنا تلقيت القرآن على عبد الله بن عباس مرتين، أقفه عند كل آية آية. حين يقول الم ۩ أقول له تفضل، قل لي ما معنى الم ۩؟ وما قصتها يا ابن عباس أو يا أبا العباس؟ فيقول له معناها كذا وكذا وكذا. حين يقول ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ ۩، أقول له تكلَّم عن معناها. آية آية – قال -، هذا هو، فهنيئاً له! وانظر إلى ابن عباس، هناك الإخلاص في العلم، لم يكن فاتحاً لجامعة أو كذا، لا! هذا طالب من طلّابه، اسمه مُجاهِد بن جبر، وكان علّامة كبيراً ورجلاً صالحاً، من الصالحين! هو رجل صالح وعالم كبير.

درَّسه ابن عباس القرآن كله مرتين، وفسَّر له القرآن آية آية، آية آية! وهذا ابن عباس طبعاً، ابن عباس! ليس أي واحد، شيئ عجيب، ما شاء الله، تخيَّل! يقول الأئمة مُجاهِد هذا كان يختم القرآن العظيم بين المغرب والعشاء. بين المغرب والعشاء! إن لم تخن الذاكرة – هذا في بعض الروايات، ولكنها تحتاج إلى مُراجَعة بصراحة – يختمه مرتين، أي بين المغرب والعشاء. النووي أراد أن يتلطَّف بنا، وهو من الأولياء الكبار – أي النووي -، سوف تقولون النووي هذا أنت تذكره كثيراً! ليس أنا مَن يذكره فقط، هذا يُسمونه شيخ مشايخ المُسلِمين، هو كذلك عند الشافعيةوهو شافعي، وعند الحنفية، وعند الحنابلة، وعند المالكية، والكل يُوقِّره، الكل يُوقِّر هذا الرجل الصالح، والكل انتفع بعلمه وكُتبه وتحقيقاته، كم كان عمره حين مات؟ خمساً وأربعين سنة. يا حسرة علينا! كان عمره خمساً وأربعين سنة، شيخ مشايخ المُسلِمين! النووي مات وعمره كان خمساً وأربعين سنة، هذا مُهِم لكي تعرف كان يقضي هذا حياته، لم يكن يُضيع ولا لحظة.

ماذا أقول لك؟ إذا لم تر من نفسك أن عندك هذا الحرص على العلم وعلى الخير وكذا، فاعلم أن هذا كله لن يخرج منك. صدِّقني! لابد من وجود اجتهاد حقيقي، فلا تضع ولا لحظة في حياتك، والله العظيم! ولا لحظة، استفد حتى وأنت تُغيِّر ملابسك، صل على النبي، وأنت ذاهب لكي تعمل شيئاً استغفر، لا تضع الوقت، تعوّد على هذا، لأن العمر يا جماعة قصير، كل لحظة من حياتك يُقابِلها أبد في الأبد، أليس كذلك؟ فأُضيِّعها لماذا إذن؟ كل لحظة هنا سوف يُقابِلها نعيم أبدي، أليس كذلك؟ فبمقدار ما تعمل فيها ستأخذ هناك من النعيم الأبدي، فلماذا أُضيع أنا هذا؟ إياك وأن تُضيِّع أي شيئ من عمرك، والله العظيم! أعاننا الله على ذلك، أعاننا الله على ذلك.

فعلى كل حال هذا هو، وبعد ذلك تكلَّمنا وذكرنا قول الله وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلانِيَةً ۩، ولن نعقد أيضاً درساً عن الإنفاق، هذا موضوع جميل – أي الإنفاق هذا – ورهيب، وهو من أصعب الأشياء على فكرة، وانظر إلى الآتي، ربنا ذكر شيئين هنا: تلاوة القرآن، وإقام الصلاة. وطبعاً لا تُوجَد صلاة إلا وفيها قرآن، وهناك إقام الصلاة، ويُمكِن أن يدخل في عموم إقام الصلاة قيام الليل، وهذا أهم شيئ، وربنا – تبارك وتعالى – ماذا قال؟ قال تَتَجَافَىٰ جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ۩. لذلك أنا خطر لي – والله تبارك وتعالى أعلم – أن لا أحد يُحافِظ على قيام الليل ويُقبَل منه قيامه ويكون صادقاً فيه، إلا وأوتي الندى والكرم. أي يصير كريماً! فلماذا إذن؟ لأنه تخرَّج بمدرسة من الكرم الرباني، الليل مدرسة الكرم والكرامة!

هل تُريد أن يُكرِمك الله ويُوسِّع عليك في صحتك وعلمك ومالك وأهلك ورزقك؟ قم الليل. وبعد أن تدخل المدرسة هذه وتتخرَّج منها، أنت ستصير من أهل الكرم، فلذلك الله دائماً ما يقرن بين الشيئين: قيام وإنفاق، قيام وإنفاق، صلاة وإنفاق. ما هذه؟ غريبة هذه. قال الحسن البِصري أشق الأعمال على النفس قيام الليل وإنفاق هذا المال. ولذلك الله ذكر الشيئين هذين، قال فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ ۩، نكرة في سياق النفي، إذن تعم، ولا واحد – قال – يعلم، ولا واحد! فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ۩، قال هؤلاء – أي الذين يقومون الليل بالقرآن ويُنفِقون الأموال – لا أحد يعرف ما الذي ادخرته لهم. اللهم اجعلنا منهم يا رب بفضلك ومنّك.

هناك شيئ سأذكره الآن حتى لا أنساه، بالأمس ذكرنا القصة المُؤثِّرة الجميلة، التي حكاها لنا مولانا الشهيد العلّامة البوطي – رحمة الله على روحه، وروحها في أعلى عليين -، أعني قصة خمّار إزمير. ذكَّرني أخي أبو آدم – بارك الله فيه – بشيئ، قال لي وأنت نسيت يا فلان أن تذكر ما ذكره مولانا الشيخ البوطي – قدَّس الله سره -. ماذا ذكر؟ ذكر أنه ذهب إلى هناك في تركيا، وطلب أن يلتقي بهذا الرجل التائب. أي اتضح أن الشيخ البوطي لم يسمع فقط القصة، فهو التقى ببطلها، أي بصاحب الخمّارة الذي تاب وساقه الله إليه عن طريق فعل الخير، وفعلاً قال لك إنه التقى به، وكان يعمل في جريدة الزمان. وهذه جريدة إسلامية مشهورة في تركيا، كان يعمل فيها آنذاك. تخيَّل! أصبح داعية إلى الله – تبارك وتعالى -، بعد أن كان صاحب حانة تبيع الخمور وتُوزِّع الفسق على الناس.

هذا هو الشيخ البوطي – قدَّس الله سره -، ما أجمل هذا الرجل الصالح يا إخواني! انظروا إلى الآتي، لم يقل أنا الشيخ البوطي، أنا العالم أو العلّامة الفهّامة، ابن الولي العالم أو العلّامة الكبير مُلا رمضان، وأنا… أبداً أبداً، يُحِب الصالحين ويُحِب التوّابين، لأن الله يُحِب مَن؟ التوّابين. والله يُحِب مَن أيضاً؟ الرجّاعين. والبوطي أيضاً يُحِب هؤلاء، والصالحون كلهم يُحِبون هؤلاء، فهو ذهب إلى تركيا وطلب أن يلتقي معه، لكي يتحقق من قصته ويتبرك منه ويطلب منه دعوة، شيئ عجيب البوطي هذا، والله العظيم!

نختم بالآتي عن الشيخ البوطي ما دام ذكرناه، مرة أُخرى نختم به، لأن انتهى وقتنا للأسف الشديد. الشيخ البوطي إلى آخر أيامه في سوريا – نسأل الله أن يلم شمل أهلها، وأن يمنّ عليهم بالسلام والنعمة والإسلام والأمن والإيمان، وأن يُولي عليهم خيرهم وأفضلهم – كان يذهب إلى شيخ، مُعظَمكم لم يسمع به، ربما باستثناء بعض الإخوة السوريين – ولا مُؤاخذة -، وأنا (العبد الفقير) في الحقيقة لم أسمع به إلا من أشهر يسيرة بصراحة، لم أسمع به! لأنه كان حريصاً على ألا يُسمَع عنه أو يُسمَع به، وهو شيخ من شيوخ القرّاء الكبار، جامع للقراءات أيضاً، مُتقِن كبير، وشيخ السادة الشاذلية، ولي من أولياء الكبار، ومن مُجابي الدعوة، عجيب! كان عجيباً، تسمع عنه قصصاً عجيبة جداً، وهو الشيخ  شكري اللُحفي – قدَّس الله سره الكريم -، عُمّر ومات في زُهاء المائة من عمره، مات قبل سنوات يسيرة – رحمة الله عليه -، آية!

وادخل إلى النت Net، ثم انظر إليه، انظر إلى الشيخ، ربما كان وزنه أربعين كيلوجراماً فقط، ليس عنده شيئ، وكان زاهد، لم يتزوَّج، لا يُوجَد أكل ولا يُوجَد شرب، وشيخ جامع للقراءات، يُعلِّمك القراءات الأربعة عشر بأسانيدها وبدقة شديدة، وهو شيخ الشاذلية، تخيَّل! شيخ صوفي كبير، لم يكن فاتحاً بالصوفية دكاناً يأخذ به السكر والحليب والفلوس من الناس، فضلاً عن تقبيل الأيدي وما إلى ذلك، أبداً أبداً أبداً، وحده! وكان يعيش في غُرفة تحت بيت الدرج طيلة حياته، تخيَّل! شيئ لا يُصدَّق.

إذا سمع عن واحد أو عن أكثر من واحد أنهم يُريدون أن يتعلَّموا القراءات أو يُريدون أن يتعلَّموا حتى القراءة عموماً والتلاوة في بلد مُعيَّن بعيد أو كذا، فإنه يقول أنا سأذهب إليهم، أنا – مثلاً – سأذهب إلى ثلاثة. ويأخذ لأنه فقير الــ Minibus وكذا، فيركب وينزل، ثم يذهب إليهم ويُعلِّمهم، لوجه الله. لا جزاء ولا شكورا، لَا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا ۩، ولي زاهد من الطراز الأول، مثل الناس الذين عاشوا مع الرسول وفي عهد التابعين.

وادخل إلى النت Net واكتب شكري اللُحفي، ثم انظر إليه، انظر إلى وجهه وانظر إلى الإخبات الذي عنده، في أي مجلس وفي أي مكان يقوم ويصب للناس الماء، ويُوزِّع الحلوى والشاي وكذا، والناس لا تعرفه، والعلماء لا يعرفونه. لما أرادوا أن يُكرِّموا تقريباً أكبر سبعة مُقرئين في سوريا، كان هو منهم وفي مُقدّمهم، وحين كانوا يأتون به – أي بالشيخ شكري -، كان يقول لا، لا، لا، مُستحيل، ما هذا؟ تكرمة ماذا هذه؟ الإكرام عند الله يا ابني. حين قال لا، لا، لا. قال له أحدهم هذا ما نُريده يا شيخنا، ولا يجوز غير هذا، وإلا نكون جحدناك. قال له لا، وما إلى ذلك. وحين ألحوا عليه، جاء رغماً عنه، وأنت يُمكِنك أن ترى هذا حتى، وهو موجود، كان قاعداً هناك هكذا بتواضع، كان قاعداً بتواضع، كان مُنكسِراً، لا ينظر إلى الكاميرا Camera، لا يُريد أحداً، كان خجلاناً، لا يُريد شيئاً، وكان مسكيناً.

فالبوطي لما عرفه قال له يا سيدي أين كنت؟ قال له – أي الشيخ البوطي – أين كنت مُختبئاً عنا؟ أنت عندنا هنا ونحن لا ندري بك؟ فلزمه، أي الشيخ البوطي، العلّامة البوطي، الذي تعرف الدنيا كلها علمه وكُتبه ومُؤلَّفاته، لزمه وكان يُعوِّل عليه، يستفتيه في الأمور الدقيقة، التي تحتاج إلى نور رباني قوي.

فتخيَّلوا أن الشيخ البوطي كان يستفتيه حتى في موقفه من الأحداث في سوريا، وكان له موقف، وأنتم تعرفونه وتعرفون ما بالضبط موقفه وكيف كان يُبرِّره – رحمة الله عليه -، فكان يقول للشيخ شكري يا سيدي موقفي صحيح؟ فيقول له مائة في المائة. الشيخ شكري! الولي الكبير، العارف بالله، والذي ليس له علاقة بأي شيئ، وهو ليس عالم سُلطان ولا عالم حتى بشر، هو عالم الله وفقط، فكان يقول له مائة في المائة.

يقول له يا سيدي إذا اتضح أن موقفي غير صحيح، فسوف أُغيِّره. انظروا إلى البوطي، شجاع! حتى لو كنت سأتعرَّض للموت، سوف أُغيِّر. فيقول له لا، ابق على ما أنت عليه. أنت على صواب – يقول له – يا شيخ سعيد. أرأيتم؟ هذا الشيخ البوطي، وهذا تواضع الربانيين، لا يُوجَد حظ نفس. لا تجدون – وهذه لم أجدها إلا عند أهل الله – هذا التواضع وهذا الصدق وهضيمة النفس والدلالة على فضل ذوي الفضل والخضوع لهم والبخوع بين أيديهم إلا للعلماء الربانيين، والعكس يحصل إذا كان العالم عالماً غير رباني، عالم فقط كُتب وعالم ظواهر وعالم نفس، سُبحان الله! تجد عالم النفس يقول أنا وأنا، وأنا وأنا، وهذا ليس شيئاً، وهذا ليس بشيئ، ومَن هذا؟ ومَن ذاك؟ وهؤلاء انتبهوا منهم، واحذروا من هؤلاء. هذا فقط لكي يُنفِّر الناس منهم ويأتي بالرزق له، وهو يظن أن هذا رزقاً، مسكين! وهو (مُصيبة مسيحة) على رأسه. مسكين!

فرحمة الله على أوليائنا، ورحمة الله على علمائنا، وأعاد الله علينا من نفحاتهم ومن بركاتهم، وسلَّكنا مسالكهم في خير وعافية وكرامة تامة، اللهم آمين.

والحمد لله رب العالمين، سُبحانك اللهم وبحمدك، نشهد أن لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد.

تعاليق

تعاليق الفايسبوك

أضف تعليق

اترك رد

%d مدونون معجبون بهذه: